|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
السبت 15 كانون الثاني2005
سيرة ثورة مستمرة
نبيل خليل
يروي الوجع الفلسطيني في "أشواك الجليل"
سلوى
سبيتي
أهذه رواية
أم خّزان آلام يندلق على جفون القارئ بمجرد فتحه للغلاف؟
وهذا تسلسل
أحداث، أم حفر وأخاديد البؤس الأبدي ولعل أقربها فعراً أصعبها ردما. انها وجع الفه
الجرح الفلسطيني فتعايش معه تعايش المعوق مع إعاقته، وتقبله تقبل صالح لعورته. إلا
اذا أبرئ جرحها واندمل.
لقد تعاملت
النصوص الأدبية بشعرها ونثرها وروايتها وحتى الفنون، مع القضية الفلسطينية بهالة
رومانسية واحيانا اخلاقية، سلطت الضوء على العنوان فأخفت التفاصيل في ظلاله. ويا
لها من تفاصيل تكتظ بالدموع والحسرات والإحباط والغربة والتشرد والجوع والبؤس
والشقاء والجرح والشهادة.
هذه
التفاصيل التي طالما أخفاها العنوان هي بالضبط، ملحمة الشعب الفلسطيني، وفيها
يتقاطع تعاطف الأحرار والمظلومين والمحرومين ومحبي السلام مع الحق
الفلسطيني.
لقد
أغفلتها النصوص، بخبث ومكيدة...
اذ تحت
عناوين: قضية فلسطين، استرجاع الأرض، وشرف القدس، ودحر الاحتلال، ارتكب أبشع
الخيانات.. وتحت عنوان معركة المصير انتشرت السجون على امتداد العالم العربي يحشر
فيها أحرار الأمة والمهجوسون بعدالة قضيتها.
اكتشاف
اللعبة
الدكتور
نبيل خليل في روايته "أشواك الجليل" (دار الفارابي 2004) اكتشف اللعبة... فأدار
ظهره للعناوين الخادعة، لكي يرى حقيقتها من خلال الوقائع في الحياة اليومية
للنازحين ومن خلال صيروة مأساتهم التي لم تنقطع منذ بدأ قطع الرؤوس الشريفة، تحت
خيمة القضية الفلسطينية.
الجديد في
روايته، انها عرفتنا على حقيقة ان الحكام العرب لم يكونوا مجرد ضعفاء متخاذلين يوم
النكبة بل متآمرين يرتكبون الخيانة بحق فلسطين وشعبها عن سابق تصور وتصميم. وهذه
الحقيقة لم تتعدل كثيرا منذ ذلك التاريخ حتى اصدار الرواية. والحقيقة الثانية
الساطعة في الرواية ان ابناء فلسطين لم يبيعوها ولم يتهاونوا في الدفاع عنها مع ضعف
سلاحهم وقلة عددهم وحيلتهم فسقط بعضهم شهيدا في القتال، وبعضهم ضحايا مجازر
الصهاينة، وبعضهم نزح، وظل الكثيرون رغم كل المحن في ارضهم حتى
اليوم.
وهذه
الحقيقة لم تتغير ايضا اذ لم يتوقف نضال شعب فلسطين وتضحياته في
سبيلها.
الحقيقة
الثالثة ان ثورة فلسطين ولدت اصيلة الأم مجهولة الأب او ان والدها تنكر لها،
وعاهتها الوحيدة التي ورثتها من ابيها هي انها كانت ترى بعين واحدة ولا تستعين على
ضعف البصر بالبصيرة.
الحقيقة
الرابعة, هي ان الثورة ارادت ان تجابه قطارالتطوارت الدولية الهادر فمدت ساقها تحت
عجلاته لتعرقله فداستها واستمر في سيره، فصارت كسيحة تتمسك بكرسي المقعدين، لا
يمكنها الحركة الا اذ دفع مساعدان او اكثر، هم حلفاؤها اليوم، الذين يضبطون
تحركاتها وفق مصالحهم بل وفق ادوارهم في المؤامرة.
والحقيقة
الخامسة، ان الدول المحيطة بفلسطين لم تكن محل ضيافة للفلسطينيين بل كانت وما زالت
معتقلات رهيبة وسجونا سوداء حيث تولت أجهزتها الأمنية مهمة القضاء على كل جذوة أمل
عند اللاجئين ولم تكتف بمنعهم من المطالبة بحقهم في ارضهم، بل حرمتهم أبسط حقوق
الإنسان.
يبقى امر
ان لم تعرفنا عليها الرواية، الأول: لماذا اصبح الصالح طالحا في نظر القرويين الذين
كانوا يساعدونه ويحتضونه ثم صاروا يركلونه وينهالون عليه
بقبضاتهم؟
والثاني:
لماذا سميت الرواية "أشواك الجليل"؟ بينما لم نر فيها من الجليل الا الورود العطرة
والعصافير المغردة والهامات الشامخة التي عصفت بها رياح التآمر الدولي، وقذفتها
لتتمزق على أشواك التخاذل ولتحترق في صحارى الجهل والتخلف
العربيين.
=-=-=-=-=-=-=-إنتهت. © 2004-2007. All Rights Reserved-كافة الحقوق محفوظة للمؤلف
[محتويات]
[إهداء]
[شكر]
[مقدمة]
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م