|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
مساء
الخير. أود بداية أن أشكر معالي وزير الثقافة الأستاذ
غازي العريضي على رعاية هذا
الحفل، كما أرحب بالصديق إدواردو إغليسيا، المستشار الوزاري لسفارة كوبا في
لبنان، كما أشكركم جميعا أصدقاء
وأفراد عائلة واحدة على تلبية هذه الدعوة.
أشواك
الجليل عمل روائي وثائقي، يحمل مشاهد عن الوقائع التي تجبر المواطن على الرحيل،
وتدفعه إلى القتال حتى الموت أو النصر أو الهزيمة والقبول بمذلة اللجوء. تحمل
الرواية في طياتها بعضا من صور المقاومة الباسلة التي أبداها أبناء الجليل دفاعا
عن مدنهم وقراهم وترابهم الوطني، فمنهم من قضى على طريق استعادة الحق المغتصب
ومنهم من ينتظر.
تجري
أحداث الرواية بين عامي 1948 و 1961
بما
فيها من صور إنسانية لمعاناة اللاجئ الذي أجبر على مغادرة أرضه خوفا من المجهول
وصونا للعزة والشرف، فيوصم بالهزيمة بعد أن أراد الفرار من القدر المحتوم...
وُلد
صالح الجليل ابن الهزيمة والمذلّة واللجوء، إثر النكبة مباشرة وذاق مرارة الإحباط
مذ تخلى عنه جده لينشأ يتيما، انتقل من رحم أمه ليعيش في أحضان أم بتول ترعاه حتى
سن البلوغ حيث يعود مجددا إلى حضن أمه التي أنجبته وسط عبثية ما كانت لتحاك إلا
في أسوأ ظروف الحرب والهجرة واللجوء.
تدور
أحداث الرواية بين مدن عكا وصور وصيدا ومخيمات الجنوب، لتستعرض من خلالها تجربة
الفلسطيني الذي خرج من رحاب الوطن إلى أزقة المدن والمخيمات الفلسطينية في لبنان،
حيث غرق في تناقضات النسيج الاجتماعي وما أصابه من انقلاب في الشتات واللجوء.
تلجأ
الرواية إلى الرمزية للتعبير عما أفرزته تناقضات المجتمعات الفلسطينية اللاجئة من
تركيبة سياسية لا تخرج من إطار البنية الاجتماعية الهشّة التي تشكلت بفعل اللجوء.
ليس
في الرواية محلاّ للرضوخ والإحباط والتسليم إلا بقدر الصبر والثبات في الحفاظ على
الهوية واستعادة الحق المغتصب. حتى أن صالح الذي ولد أعور، ثم بُتر ساعده وساقه
لم يمت، بل بقي حي في أزقة مخيماتنا.
ليس
في الرواية قبولا بالهزيمة، فكفاح الذي ماتت زوجته برصاص الصهاينة عام النكبة
واتهم زورا بكونه زير نساء لم يكف عن مقارعة الاحتلال وهو العقيم الذي أصيب بشلل
نصفي على فراش زوجته الثالثة.
وللنساء في الرواية ملامح وجوه مشتركة لا يختلف وصف إحداهن عن الأخرى، كما تتميزن
جميعا في شدة البأس والجرأة والصدق مع أنفسهن والوفاء لأحبائهن والقدرة على
التعايش مع المجتمع الذكوري والالتفاف على أعرافه وقوانينه وتقاليده البالية.
فإنصاف تطلب الطلاق من زوجها بعد انتظاره يوميا من الصباح حتى المساء في محطة
قطارات عكا حتى يعود من الحرب بعد سنوات، وحين عاد منهارا فاقدا عزيمته وشبابه
على خلاف ما عرفته شعرت أنه شخص آخر لا يستحق منها التضحيات فأصرت على الطلاق حتى
طُلقت.
وقد
تمسكت إخلاص بابنها الذي فقدته منذ الولادة لاعتقاد جده انه ليس ابن زوجها بل
ثمرة علاقة لها مع من استقبلهما في دار أبيه بعد اللجوء. أخلصت أم صالح لذاتها
ولابنها بكل وفاء رغم تكالب قسوة التقاليد واللجوء عليها.
قد
يستغرب البعض النهاية المفتوحة في رواية اعتمدت أسلوب الإثارة والتشويق في سرد
وقائعها، والحقيقة أن عرض المشاهد في أشواك الجليل كان هدفا بحد ذاته، وليس
التشويق إلا تقنية أردت من خلالها دفع القارئ إلى التركيز على الوقائع والنماذج
الإنسانية في شخصيات الرواية دون غيرها.
وأخيرا أرجو أن يكون وقع أشواك الجليل خفيفا على قلوب الجميع،
وأمل أن يبرز فيها النصف الملآن من الكوب وليس الفارغ فقط. أكرر شكري وامتناني
لمعالي وزير الثقافة الأستاذ غازي العريضي على رعاية هذا الحفل، كما أشكر الأستاذ
أنطوان حرب وفريق العمل في قصر الأونيسكو على حسن الضيافة، وأقدر لكم حضوركم.
وشكرا.
=-=-=-=-=-=-=-إنتهت. © 2004-2009. All Rights Reserved-كافة الحقوق محفوظة للمؤلف
كلمة راعي الحفل الوزير غازي العريضي
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م