|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
كلمة
الدكتور نبيل خليل
مساء الخير. أود بداية أن أشكر رئيس
بلدية صيدا على رعاية هذا الحفل، وأرحب بسعادة النائب الدكتور أسامة سعد، كما
أرحب بالصديق إدواردو إغليسياس، المستشار الوزاري لسفارة كوبا في لبنان،
والصديق جيمي شدياق قنصل سفارة فينزويلا في لبنان، كما أشكركم جميعا أصدقاء
وأفراد عائلة واحدة على تلبية هذه الدعوة.
أزهرت أشواك من الجليل وازدهرت في بقاع
الأرض قاطبة، ولا تخلو من تيجانها قارة إلا وزُرعت فيها لتُثقل كاهل البشرية
جمعاء، فنحن الفلسطينيون هنا جزء من لاجئي التوتسي والهوتو في رواندا وبوروندي
والبوسنة والهرسك وألبان كوسوفو والصحراء الغربية ودارفور.
وقد أصبحنا جزءا من واقع الهجرة
القسرية التي تعيش في مخيمات شبيهة بما يسمونه في العالم المتحضر كالولايات
المتحدة وكندا وأستراليا بمحميات السكان الأصليين الذين أُخرجوا عنوة من ديارهم
بحجج وذرائع تؤسس لأعراف تُعتبر شريعة الغاب أكثر حضارة منها.
نحن جزء من غُربة هذا الوطن العربي عن
ذاته وكيانه وهويته، فهل يمكن للعزلة المفروضة على مخيماتنا أن تضمن لنا
العودة إلى تراب عكا والجليل؟ وهل يمكن للإنسان الفلسطيني أن يتحرر إن بقي
الوطن الشاسع من المحيط إلى الخليج مسيجا بالأشواك؟ وهل يعود اللاجئ الفلسطيني
إلى وطنه ويحطم المواطن العربي قيوده وسط لاإنسانية هذا العالم؟ هذه تساؤلاتٌ
لا تُغفلها أشواك الجليل وهي تُلقي المسئولية على عاتق من يتلقى الطعنات
والسهام فلا تلومه على أنينه وعثراته بل تبحث في صوته عن نبرات الصَّهيل.
أشواك الجليل متفائلة رغم الصِعاب، فهي
ترى في الأفق مصالحة صادقة بين اللاجئ الفلسطيني ونفسه، وتبحث عن مساحة انسجام
بينه وبين محيطه بحثها عن عودة قريبة وميمونة لجميع اللاجئين إلى ديارهم دون
استثناء.
قد لا يختلف اثنان حول ما يشهده عالمنا
من تفاعلات ومتغيرات خطيرة في الوعي والإدراك الذاتي والثقافي للكائن البشري
ككل، وتأثُر ذلك بالمصالح الضيقة لفئات أنانية مستفيدة من حروب تشعلها بحجة
الدين مرة والقومية مراراً، أو لحماية الحرية والعدالة والديمقراطية أو محاربة
التخلف والاستبداد والإرهاب.
رغم قسوة هذا المشهد العربي والعالمي
يرى اللاجئ الفلسطيني عودته إلى عكا والجليل ميمونة دون أشواك، ويستشرف تغييرا
في هذا الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ويتوقع نهضة في الوعي وإدراك الذات
حرصاً على الهوية الثقافية وإسهاماً في الرسالة الإنسانية على هذه الأرض.
صالح الأعور والأكتع والأبتر في أشواك
الجليل ما زال رغم إحباطه مفعماً بالحماسة يصنع النصر بالقفز من قعر الهزيمة
ليحلق نحو أعالي القمم، فهل يسقط بعدها ككل من طار وارتفع؟ أم يجد مكانه في هذا
العالم بشكل أوضح فيدرك ذاته كمساهم فاعل له مصلحة في تغييرٍ أبعد من حدود صفيح
المخيمات ومن أحزمة البؤس في عواصمنا، ليلامس أفق التغيير في العقلية والمصالح
بموضوعية أعمق.
أضع بين أيديكم أشواك الجليل باقة أمل مفعمة بالتفاؤل متمنيا أن يكون وقعها خفيفا
على قلوب الجميع. وفي الختام أكرر امتناني لبلدية صيدا متمثلة برئيسها الدكتور عبد
الرحمن البزري على هذه الاستضافة الكريمة، كما أشكر وأقدر لكم حضوركم. وشكرا.
=-=-=-=-=-=-=-إنتهت. © 2004-2007. All Rights Reserved-كافة الحقوق محفوظة للمؤلف
[محتويات]
[إهداء]
[شكر]
[مقدمة]
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م