اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 "رواية أشواك الجليل" الفصل السادس
 

لقاء الأحبة

      

حين رآهما في باحة الدار، تذكر أنه التقاهما قبل ذلك بأقل من ساعة بين أزقة المدينة، وظن في بداية الأمر أنهما يشكوانه لأمه على كل ما فعله، والحقيقة أن ما فعله لا يتعدى مجرد دعابات بسيطة، بدأت حين رآهما يمشيان في الحي وقد بدت عليهما ملامح الغربة عن الأحياء القديمة لمدينته.

بدا له الرجل فظاً مكتئباً يتمنى الرحيل عن المدينة والمنطقة برمتها، أما هي فكانت متلهفة يائسة تتفرس في وجوه كل عابر سبيل وكأنها تود التحدث مع الجميع لتخبرهم بما أضاعت، لعل أحداً يرشدها إليه. إنه ضالتها المنشودة التي قضت أحد عشر عاماً تتشوق لرؤيته.

كان الناس يجتمعون من حولهما بين الحين والآخر، لينفضوا بعد حين، لم يكن لديهما عنوان أو اسم محدد يسألان عنه، فقد رفض والدها التحدث معها بالأمر نهائياً، ولم يشأ أن يؤكد أو ينفي موت الطفل، بل اكتفى بالقول إنه لا داعي لتقليب أوجاع الماضي وآلامه، طالباً من ابنته أن تبني حياتها من جديد دون الغوص بأمور قد تنغص عليها سكينة العيش. أحست بأن نصيحة والدها توحي باعتراف ضمني ببقاء ابنها على قيد الحياة، وإلا فما الذي يعنيه بالسبب الذي قد ينغص عليها حياتها؟

كل ما تعرفه عن الشخص الذي سيدلها على ابنها أنه امرأة تعمل قابلة، ولم يكن في صيدا حينها الكثير من القابلات، وقد زارتهن جميعاً، دون التوقف كثيراً عند أي منهن إلا في منزل قابلة كانت تدعى فطومة.

قالت إن لها جدة اسمها أم علي الحدقة، أتت معها عام النكبة من عكا ولم تحتمل أحوال اللجوء وفضلت العودة لتواجه الموت هناك برغم اعتراض الجميع، وقد حملت معها أطفالاً لم يكن أحد يعرف من أين أتت بهم. وكانت أول مرة تعود فيها إلى عكا وهي تحمل أطفالاً مجهولي الهوية وتاريخ الميلاد.

قال بعضهم إنها لو لم تكن عجوزاً لأثارت من حولها الشك والريبة، وقال البعض الآخر إنها تحمل أطفالاً تعرف أمهاتهم فقط ولا أحد يعرف شيئا عن آبائهم، ولكنها بإخفاء الأطفال تسعى لأن يسلم الشرف الرفيع من الأذى، دون أن"يراق على جوانبه الدم".

الذين يعرفونها يؤكدون أنها حملت معها أكثر من طفل إلى عكا، وقد كانوا في الغالب أطفال الخطيئة التي ارتكبت أثناء الهجرة وبعدها، وهم رمز للأعراض التي انتهكت خلال مغادرة الناس الأرض والديار والوطن. الذين يعرفونها يؤكدون أنها أرادت العودة إلى عكا لأن "من ترك دياره قلّ مقداره".

 أما عن الصبية الذين كانت تحملهم معها حين عادت، فقالت إنها أخذتهم رأفة بحالهم وأملاً بأن يصبحوا "عبرة لمن يعتبر"، سواء بالنسبة للقابعين في عكا، حتى يروا ما يمكن أن يحصدوه من بؤس وضياع إن تركوا ما تبقى من الديار والوطن، أو بالنسبة لمن أجبروا على الرحيل، لتذكرهم بخطيئة ارتكبت لا يمكن غسلها إلا بالعودة إلى هناك.

إذاً، إما أن يكون ابنها قد مات، أو عاد إلى عكا، أو ربما يكون ما زال حياً يرزق بين أزقة صيدا القديمة. لم تجد سبيلاً للتأكد من مصيره إلا بمتابعة البحث والسؤال عنه، فكانت محطتها التالية لدى قابلة من عائلة سمحون أجابتها باختصار أنها لا تخرج ليلاً مع شخص لا تعرفه ولم تفعل ذلك في حياتها مهما بلغت الأسباب.

لم تدعها إلى الدخول بل أرسلتها مباشرة إلى القابلة سالمة باعتبارها القابلة الوحيدة الباقية التي لم تكن قد زارتها بعد، فذهبت إلى منزلها المطل على ساحة باب السراي في زيارة أخيرة وعدت زوجها بأن تكون حاسمة تقطع فيها الشك باليقين.

رحبت بها القابلة سالمة بود شديد حين رأتها تقف عند الباب متسائلة بمزيج من الوجل والسرور. رحبت بها بسعادة وفرح دون أن تدري سبباً لهما وخرجت من فمها كلمات كأنها بدون إرادتها وهي تقول "أهلاً بأم صالح، كنت أعلم أنك ستعودين يوماً... ابنك بخير".

أما الصبي فلم يكن يتوقع أنهما سيتحملان عناء البحث عن منزله لشكواه لأمه. استدار على الفور كي لا يلحظ أحد وصوله، ثم أقفل عائداً ليجلس قرب الباب وهو يتساءل في نفسه: "لماذا شعر ذلك الرجل الذي برفقتها بالمهانة الشديدة عندما طلب من الناس ألا يدلوه على العنوان الذي يبحث عنه؟".

مع أنه لم يقصد من ذلك سوى المداعبة والتقرب، ولو على طريقته المشاكسة، من تلك المرأة الفاتنة التي كانت تسير على غير هدى. حدث ذلك حين اقترب من كفاح يسأله عمن يبحثان باعتباره يعرف كل أزقة المدينة القديمة ويمكنه مساعدتهما، إلا أن هذا الأخير أمره بالانصراف وبأن يذهب ليلعب بعيداً مع باقي الصبية أمثاله.

هذا الرد لم يعجب صالح، خصوصاً بحضور تلك المرأة، التي شعر بالإهانة أمامها، صحيح أنه لم يكن قد بلغ الحادية عشرة بعد، ولكنه يعتبر نفسه رجلاً يحاول أن يوحي بالثقة والاحترام أمام الآخرين وخصوصاً النساء الجميلات، كتلك التي كانت بصحبة كفاح.

"كم هي جميلة". قال ذلك بصوت مرتفع وهو يفكر بكل الشتائم التي يعرفها ويتمنى أن يكيلها لذلك الرجل الذي أمامه، لكنه لم ينطق بواحدة منها، ربما لأنه شعر بخجل يباغته حين رأى المرأة تنظر إليه بتودد وتبتسم دون أن تعير أي اهتمام لعورة عينه.

كان يعلم أن الكثيرين ينظرون إلى عورة عينه باستياء وكأن الكمال يعم البشرية جمعاء، وكأنه الأعور الوحيد في هذا العالم. كاد يعتاد على نظرات الاشمئزاز أحياناً والفضول أحياناً أخرى، حتى إنه لم يعد يبالي بالنظرات التي تجفل من مجرد التأكد من أن في وجهه عيناً مشوّهة.

لكن البعض من تلك النظرات لم تكن تعرب عن الشفقة أو الدهشة والفضول، وكان أصحابها نادرين جداً، بل كادوا يقتصرون على أفراد عائلته وزملائه المحبين على قلتهم، ولم يكن بينهم إلا امرأة واحدة هي أمه سالمة. وهذه المرأة الأخرى كانت تتطلع إليه كسالمة، دون أن ترى في وجهه عورة عينه الغائبة، بل كأنها تتأمل جمال عينه السليمة.

تأملت وجهه بمحبة كما خُيّل إليه فشعر نحوها بإحساس مميز أثار فيه بعض الحرج، ثم ازداد خجلاً حين فكر بأنه أحبها، بل هو متيّم بجمالها، لدرجة أن وجود ذلك التيس معها عكّر عليه صفوه. لم يتمكن من الابتعاد عنهما كثيراً برغم المهانة الشديدة التي كانت تسيطر عليه.

ظل على مسافة عشرة أمتار منهما يبحث عن سبيل يرد به اعتباره ويؤكد من خلاله لتلك الفاتنة أنه لم يعد صبياً كما نعته رفيقها بل هو رجل يستطيع رد الصاع صاعين. ولإثبات ذلك أخذ يقترب من كل شخص يتحدثان إليه ليطلب منه ألا يدلهما على الطريق. ثم تكرر ذلك حتى تحول إلى صراخ ملأ الأزقة، فجمع صالح خلفه عدداً من الصبية وأخذوا يتحلقون خلف إخلاص وكفاح وهم يرددون: "باع أرضه بقنينة، وحضروا له الفلّينة، ترك بلاده تراب أجداده وكتب الهزيمة ع جبينه".

حاول كفاح التخلص من الصبية المحتشدين حوله فلم يتمكن، حتى إنه فكر بالعودة من حيث أتى ولم يستطع لأن الوقت كان متأخراً، فانطلق نحو صالح وركض خلفه حتى أمسك به وكاد يوسعه ضرباً، لولا تدخل رجل خلّص الصبي من بين يديه. وكان اسمه توفيق.

ما كان كفاح ليتوقف عن الضرب لولا أن وصول هذا الرجل قد أوقف الجلبة بين الناس وفرض حالة من الصمت جعلته يترك الصبي ويحاول التراجع لينتهز الفرصة ويرحل بزوجته بعيداً، إلا أنه لم يتمكن من ذلك خصوصاً عندما سأله توفيق عن اسمه وهويته، فأدرك أنه أمام أحد رجال المكتب الثاني، لقد أصبح يعرفهم من نظراتهم القاسية المتسلطة.

ـ "نعم سيدي وهذه بطاقة الهوية".

قال كفاح ذلك باختصار وتماسك ماداً له البطاقة. هز توفيق رأسه مبتسماً ثم قال:

       ـ "فلسطيني من سكان مخيم البص؟ ألا تعرف أنه لا يحق لك الخروج من المخيم دون إذن مسبق؟"

       ـ "بلى سيدي أعرف ذلك وهذا هو الإذن الموقع من رئيس المخفر في المخيم".

       قال ذلك بكل تهذيب وهو ينظر إلى الأرض، كأنه حمل وديع يختلف كليا عن ذلك الوحش الكاسر الذي هجم بأنيابه وأظافره على صالح ينوي التهامه. لم يجد توفيق حجة كافية يسوقه بها إلى المخفر فسأله عن السبب الذي دفعه لضرب الصبي الذي يقول الحقيقة؟

ثم تابع بخطابية يسمعها القاصي والداني: "ألم تبيعوا أرضكم لليهود؟ ألم تبذروا ثمنها على المشروب والنساء؟ ألم تأتوا إلى هنا طمعاً بخيرات هذا البلد؟ تجلسون في المخيمات لتنعموا بحياة الكسل وتحصلوا على تموين مجاني سخي من وكالة غوث اللاجئين؟"

"ألا تخجلون من منافسة مواطن هذا البلد على لقمة عيشه، فتخرجون إلى سوق العمالة وتشتغلون بأسعار أقل مما يمكن أن يقبل بها اللبناني؟ وبعد كل هذا تتطاول على صفع طفل من مواطني هذا البلد؟ سوف أربيك يا ابن العاهرة، أمامي إلى المخفر".

لم يكن صالح يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من تعقيد، خصوصاً أن توفيق لم يرد له اعتباره حين اعتبره طفلاً، فكفاح على الأقل اعتبره صبياً وأمره بأن يذهب للعب مع الصبية بعيداً ولم يعتبره طفلاً كما فعل توفيق، الذي يعرف أنه كغيره من رجال المكتب الثاني يستمتع بإهانة الفلسطيني واللبناني دون استثناء.

والطامة الكبرى هنا هي أن كفاح سيتعرض للضرب والإهانة في مركز الشرطة الواقع في القشلة، وهو سجن قديم تسمع أصوات التعذيب فيه حتى البوابة الفوقا للمدينة القديمة وهي تبعد ألفي متر عن المكان. فما الذي سيصيب تلك المرأة التي معه، وهي لا تستحق تلك المهانة، هل يستطيع أن يرد عنها ذلك بعد أن أوقع زوجها بهذه المشكلة؟

مضت لحظات طويلة تسمّرت فيها عيون الجميع على كفاح الذي لم يكن يدري ما سيفعله، وهو يعلم أنه سيذهب لا محال إلى القشلة ويعثرون على اسمه وملفه ليتعرض للإهانة والضرب مرة بعد أخرى، حتى يسلخ جلد قدميه فيضعونهما في سطل من الماء ويجعلونه بعدها يمشي على الملح ويأمرونه بأن يعترف بمحاولاته الإخلال بأمن البلد الذي آواه وكان ملاذاً آمناً له فجاء الآن ليهدد استقراره، الخ.

صار يعرف الحكاية بتفاصيلها المملة، فالتكرار يعلم الحمار، وهو الذي اعتقل أكثر من عشر مرات، لدرجة أن مسؤول الشعبة الثانية أبلغه في بيروت عن وجود أمر يخوّله الخيار بين أن يخضع للتحقيق يومياً من التاسعة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر ومن الثالثة حتى التاسعة مساءً وهكذا إلى يوم الدين، أو أن يتم إعدامه فيستريح من الاعتقالات المتكررة ويريح الآخرين من إزعاجه.

لم يعد يقوى على التفكير من هول المفاجأة. لم يكد يصدق ما تراه عيناه. إنه صقر الأبتر! لا يمكن. أي مصادفة هذه التي تجمعه بابنته عفاف أمس لتجعله يلقاه اليوم وفي ظروف المهانة هذه بعد مرور أكثر من عشر سنوات على رؤيته آخر مرة؟

جل ما أدهشه أن يراه بملابس الشرطة اللبنانية، بل ويرتدي بزة ضابط من الصف الثالث، فكر في أنه قد يكون مخطئاً ولكن هل يضيع عن رفيق سلاحه ومثله الأعلى في مرحلة تاريخية من حياته؟ إنه هو دون شك، هكذا كان دائماً، مرفوع الهامة شامخاً لا يعرف الخضوع.

هكذا كان في مواجهة الإنكليز حين كان عريفاً في شرطة الانتداب، وحين كان يواجه عصابات الصهاينة في جبل الليات بالجليل الأعلى، وحين وصلت حامية شعب إلى قرية رميش الجنوبية اللبنانية بعد انسحابها من فلسطين، واجتمعت بسريتين من صفورية وعقربة ليشكلوا معاً ما عرف حينها بفوج قوات اليرموك السورية.

انتخب حينها قائداً لفوج تعتمد الحامية بغالبيتها العظمى فيه على سلاح مكتسب ومستولى عليه من العصابات الصهيونية. بقي أربعة أشهر قائداً على الفوج دون أن تعترف القيادة العليا بوجوده، خصوصاً بعد أن أرسلت الضابط العراقي مدلول بك ليتسلم قيادة الفوج، فرفض الأبتر أن يؤدي له التحية قائلاً: "شرفي العسكري يأبى عليّ الوقوف بتأهب وإلقاء التحية لضابط يقبل بالهزيمة مثلك".

كان شديد الحنكة أيضاً، فبعد أربعة أشهر من وجود الفوج في رميش ونقله بعدها إلى قرية مسعدة السورية الحدودية المحاذية لبحيرة الحولة قبل برشيد مفلح الرفوج قائداً على الفوج باعتباره من رجالات ثورة علي الكيلاني في العراق، وبقي هو قائداً على حامية شعب، إلى أن سُجن بتهم تنظيم مجموعات سرية تعمل على جر سوريا إلى حرب مع إسرائيل.

لم يطل سجنه كثيراً إذ أخرجه سراج وعدنان المالكي وأوصلاه في القطار إلى بعلبك، وهناك أعطياه بعض المال ليوزعه على رجال حاميته الذين سيُسرحون ويصلونه تباعاً إلى بعلبك. كانت تلك آخر مرة شاهده كفاح فيها. تسلم منه بعض النقود واستقل حافلة عاد بها إلى صور أقرب مدينة إلى ساحل فلسطين، ولم يعد يسمع عنه شيئاً، وكان ذلك في شباط من العام 1950.

مرت أعوام من المهانة والبؤس، ولم تنل من ملامحه الأيام، إلا بعض الخطوط على جبينه والتجاعيد البسيطة حول عينيه، كان ينتصب أمامه، وكاد يصافحه بحرارة كما اعتاد أن يفعل منذ خروجه من قرية البروة وانضمامه إلى حامية شعب، لكن الحيرة تملكته، خصوصاً حين رأى التحري توفيق يقف أمامه ليؤدي له التحية ويشرح له ما حدث باختصار شديد وهو يقول:

        ـ "إنه متسلل من مخيم البص أتى يزرع الفتنة هنا سيدي".

   سأله صقر باختصار: "وهل أوراقه سليمة؟" فأجاب "نعم سيدي" فأتبعه بسؤاله الثاني والأخير "وهل رُفعت شكوى من أي مواطن ضده؟" فأجاب توفيق "لا سيدي ولكن..." لم يدعه صقر يتابع مبرراته بل أمره بإخلاء سبيل الموقوف على الفور لأنه سيتولى القضية بنفسه ثم أمر الشرطي الذي برفقته بإيصال الرجل وزوجته إلى المكان الذي يقصدانه وأن يتبعه بعد ذلك إلى المركز.

 تفرق الحشد بسرعة، وتوجه صالح إلى البحر كما يفعل الناس هنا عادة كلما أصابتهم بليّة، في حين ذهب الرجل برفقة زوجته والشرطي باتجاه النادي المعني يبحثان عن ضالتهما التي كانت لدقائق وربما لساعات تجول حولهما وبين أيديهما...

 بقي جالساً إلى جانب الباب يفكر في ما يفعلانه هناك، يستحيل أن يكونا هناك ليشكواه إلى أمه سالمة على ما فعل، لأن علامات الضرب المبرّح ما زالت واضحة على جنبيه ووجهه، فكيف للمجرم أن يشكو الضحية؟ استدار نحو باب المنزل ودخل من جديد ليقف أمام ضيوفه الغرباء.

 سادت لحظات صمت طويلة، تسمّرت فيها عيون الجميع على صالح الذي لم يعد يدري بماذا يفكر، وأي أعذار يختلق هذه المرة لأمه، حتى إنه فكر بالتوجه إلى ذلك الرجل مباشرة ليطرده على الوقاحة التي بلغها بمجيئه إلى البيت لتصفية حساب قد انتهى بينهما في الشارع.

 ما كان ليتراجع عن ذلك لولا سماعه تلك المرأة الفاتنة تسأل بعطف إن كان هذا هو صالح، وكأنها لا تعرفه، كي تنطلق نحوه بعدها لتضمه إلى صدرها العامر الذي طالما حلم بمثله، حتى كادت تحطم ضلوعه بعد أن حطمت قلبه، وجاءت دموعها تبلل وجنتيه بشوق وحرقة، فأدرك لا محال أنه في لقاء أحبة بعد طول غياب.

 

=-=-=-=-=-=-=-نهاية الفصل السادس.

© 2004-2009. All Rights Reserved-كافة الحقوق محفوظة للمؤلف

بين ضلوع أمه

 

[محتويات]  [إهداء]  [شكر]  [مقدمة] 
[الفصل الاول]  [الفصل الثاني]  [الفصل الثالث]  [الفصل الرابع]  [الفصل الخامس] 
[الفصل السادس]  [الفصل السابع]  [الفصل الثامن]  [الفصل التاسع]  [الفصل العاشر] 
[الفصل الحادي عشر]  [الفصل الثاني عشر]  [الفصل الثالث عشر]  [الفصل الرابع عشر] 
[ملاحظات وعتاب] [كلمة حفل التوقيع]  [كلمة وزير الثقافة] 
[نص الوكالة اللبنانية للأخبار]  [نص جريدة المستقبل]  [كلمة رفعت شناعة]  [نص جريدة الديار] 
[نص جريدة البيرق]  [نص جريدة اللواء]  [نص جريدة البلد]  [نص جريدة الشرق] 
[كلمة سلوى سبيتي]
  [كلمة د.نبيل خليل]  [صحيفة صدى البلد] 
[حفل توقيع الكتاب في بيروت]  [حفل توقيع الكتاب في صيدا] 

 

 
 
 
 




Hit counter
ابتداء من 20 آب 2005

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster