اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 "رواية أشواك الجليل" الفصل الرابع
 

المتعوس وخائبة الرجاء

      

تفتحت عينه وسط أزقة تقرع فيها الطبلة طوال ليل دامس. تعلن أفراح أعراس ومواليد وزفاف بزعيق يصدح في السماء، وتسعى جاهدة بكل عزم وراء فجر رمادي يوشك على البزوغ مرة ويتلاشى ويغيب عدة مرات وسط صيحات الديوك وتنافس المآذن وتسابق اللاهثين وراء لقمة عيش هي كسرة خبز قاسية لا تسد رمقاً.

حار في أنغام لا تفشي سراً، وترانيم تطلق العنان لحناجر تفلت من عقالها، وجنون محبوس خلف أزقة متشعبة ضيقة لا تنتهي. هو حر في أن يختار الوجهة التي تناسبه، طليق في السير نحو الهدف الذي ينشده، وهو موقن باستحالة الوصول إلى أي هدف أو عنوان.

حاول الإفلات من أحجية فريدة شديدة التعقيد لا يمكن الخروج منها إلا صعوداً إلى السماء، أو نزولاً إلى أسفل السافلين تحت الحفر، مع أن خيوطها متواصلة مترابطة تذهب في الطول والعرض إلى ما وراء الحدود، وكأنها قضاء لا يصل إلى قدر مكتوب.

أدرك أن الشيخ والطفل والعذراء والحامل هنا يعرفون هذه الحقيقة المبهمة، ويغضون الطرف عنها، كمن يقبل العيش في بركة ضحلة وهو ينتمي إلى محيط مترام، يتمسك بحكمة تقول: "خشكار دائم أفضل من سميد مقطوع".

أكل الخشكار ورقص مع الهائمين على إيقاع الطبلة في عتمة ليل قاتم ينبئ بفجر رمادي يزيد من حلكة الظلام وسواده، وكأنه يرش السكر على موت يتقمص الليل بالنهار ويبرّج ملامح البؤس بالأمل، ويبعث الطمأنينة في قلوب المتلهفين شوقاً إلى الحلم.

تلاشى أي أمل بحلم لا يطمئن بائساً وسط أحجية كأنه ولد فيها وتوارثها عن أجداده وما زال أسيراً لها يأبى إلا الخلاص، سيد على أروقتها عبد في ثناياها، رقم مجهول صعب المنال أحياناً عشري على الهامش طوال السواد الأعظم من خمسين عاماً دامت قروناً وما تزال.

       قد تتفتح عين ابنه وسط أزقة بديلة من الوطن، فيتسابق مع اللاهثين وراء كسرة خبز قاسية لا تسد رمقاً، وقد يحار حفيده في أنغام لا تفشي سراً، ويحاول الإفلات من أحجية فريدة شديدة التعقيد لا يمكن الخروج منها، لتدرك سلالة أحفاده أن الجميع هنا يعرفون حقيقة الأمر ويتغاضون عنها أو يغضون الطرف عنها ويرقصون في هذيان مع الهائمين على إيقاع الطبلة وهو ما زال أسيراً لها يأبى إلا الخلاص.

 

=-=-=-=-=-=-=-نهاية الفصل الرابع.

© 2004-2009. All Rights Reserved-كافة الحقوق محفوظة للمؤلف

صيد ثمين

 

[محتويات]  [إهداء]  [شكر]  [مقدمة] 
[الفصل الاول]  [الفصل الثاني]  [الفصل الثالث]  [الفصل الرابع]  [الفصل الخامس] 
[الفصل السادس]  [الفصل السابع]  [الفصل الثامن]  [الفصل التاسع]  [الفصل العاشر] 
[الفصل الحادي عشر]  [الفصل الثاني عشر]  [الفصل الثالث عشر]  [الفصل الرابع عشر] 
[ملاحظات وعتاب] [كلمة حفل التوقيع]  [كلمة وزير الثقافة] 
[نص الوكالة اللبنانية للأخبار]  [نص جريدة المستقبل]  [كلمة رفعت شناعة]  [نص جريدة الديار] 
[نص جريدة البيرق]  [نص جريدة اللواء]  [نص جريدة البلد]  [نص جريدة الشرق] 
[كلمة سلوى سبيتي]
  [كلمة د.نبيل خليل]  [صحيفة صدى البلد] 
[حفل توقيع الكتاب في بيروت]  [حفل توقيع الكتاب في صيدا] 

 

 
 
 
 


Hit counter
ابتداء من 20 آب 2005

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster