اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 تقديم الأستاذ محمد سرور
 

 

تقديـم كتـاب: أميركـا بـين الهنـود والعـرب
لمؤلفه الدكتور نبيـل خليـل خليـل

احترت كثيراً بكيفية تقديم د. نبيل خليل. حيرتي مضاعفة وأكثر أمام حشد الضغوط التي تمنعني من الإيجاز حيناً، ومن الإعجاب حيناً آخر.

راقني أن يكون بيننا رجال بهذا المستوى من الثقافة والإستشراف العميق المبنيين على علم واختصاص. وأعجبتني مسألة اكتشاف ماذا يريد هذا الفلسطيني- العربي الذي اتقن أكثر من لغة لكي يستخرج المعلومة من فم ثقافتها، وتقديمها إلينا إرشاداً وعبراً بأسلوب روائي محض، لايخلو من خلاصات سياسية لازمة.

فعنوان الكتاب وصورة الأنغلوسكسوني الأنيق، الذي يقف باستخفاف امام الهندي الأحمر والعربي بزيهما التقليدي،  امام علم في زاويته مياه المحيط المرصَّعة بنجوم الولايات الأميركية، وخطوط حمراء عريضة تكاد لا تفسح مجالاً لبعض الخطوط البيضاء... تلك هي سمة الأميركي الذي ينتعش ويزدهر في الحروب وبعدها.

ومضمونه هو سيرة ذاتية لمجموعة من المغامرين، الباحثين عن الثراء السريع، وأمثالهم من الهاربين من ظلم السلطات الأوروبية وأجهزتها وسواهم، من المحكومين بقضايا جرمية وجنائية مشينة... ومع هذه النماذج جميعأً ممالك، ودول استعمارية تعيش البذخ والرفاهية، والثراء الفاحش دونما سؤال عن كيف ولماذا؟ ... هي سيرة أوّل أيديولوجيا متكاملة تنتهج هذا المستوى من الوحشيَّة والإستهتار بالروح الإنسانيَّة ... وهي ذاتها المثيل الأخلاقي – التاريخي الذي أنتج إسرائيل ودعمها بقوَّة الإستمرار .

السيرة سوداء، لأنها أطفأت أنوار شعوب وحضارات باستخفافٍ واستعلاء، وتبرير عنصري.

لأنها أبادت ما يزيد على 112 مليون انسان كانوا ينتشرون على امتداد قارة بكاملها.

ولكي تكتمل دورة حياتهم على حساب الآخرين، وتتكدس ثروات فئة من البشر، كانوا لابد من الإستعانة بالعبيد الذين عوملوا مثل السلع، بطرق وحشية قذرة، حيث قضي أيضاً على شعوب وحضارات أفريقيا على مدى ثلاثة قرون متواصلة، تركت اثرً لا يمحى في ذاكرة الأفريقي، وعلى مصيره. وكلفته قرابة الأربعين مليون إنسان، على حساب ذلك الزمن... وتخلف وفقر وأمراض لا زال ينؤ تحتها حتى اليوم .

لم يكن الأوروبيون وحدهم، أو الأنغلوسكسون المكتشفون الوحيدون للقارة الأميركية، فقارات الأرض دون استثناء قد اسهمت في ذلك على مر التاريخ.

كم هي بليغة مصادفة خروج العرب من الأندلس في العام ذاته الذي أعلن فيه اكتشاف أميركا- العام 1492-. مع أن كولومبس نفسه قد أستعان بالكثير من الخرائط من أهمها العربية،  وبخرائط حملات كثيرة كانت سبقته إلى القارة العذراء.

اعتمد تجاه الهنود الحمر موقف من أربعة نقاط، حددتها الكاتبة إليزا ماريا نستراس، وهي: 1- الهنود أولياء الشيطان، والمطلوب إلغاؤهم. 2- للمستوطنين حق السيادة على الأرض وثرواتها. 3- الهنود مازالو في طور البدائية ولا حاجة لهم. 4- الملكية المشتركة للأرض ليست في وارد المستوطنين، فعلى الهنود الرحيل أو الزوال.

الكاتب البريطاني جيمس اديار، وغيره قالوا في الهنود "إنهم أكثر تحضراً من الإنكليز، لأنهم يعيشون في ظل أنبل القوانين وأبسطها..."

الخلاصات التي خرج بها كاتبنا ، تظهره مفكراً من الدرجة الأولى، ملتزماً حركة التاريخ بأبعادها الحدثيَّة والفكرية، وبانياً عليهما اجابات تصلح قواعد للإستشراف والعلم السياسي.

فقد رأى أن الأسباب التي جعلت الأوروبي يخوض حرب إبادة ضد الهنود، راكمت الأسباب التي خاض بموجبها المستوطنون حرب الإستقلال ضد الإستعمار البريطاني عندما بدأوا ينوءون بأثقال الضرائب، والإستعلاء الإستعماري البريطاني.

بناء الإمبراطورية الأميركية بعد إفناء الهنود كان على حساب الأفارقة أولاً، والملونين من جنسيات أخرى ثانياً، ومسألة وقف استعبادهم كانت الأسباب تتعلق بموازين قوى الصراع بين المستعمرين والمستوطنين، واستعمالهم كمحاربين إلى جانب المستوطنين. والثورة الصناعية التي بدأت تأخذ من دور الإنسان لصالح الآلة، ومعها الحاجة إلى قوة الإنسان البدنية والإستهلاكية، إضافة إلى ثورة الزنج التي سُحِقت بالقوة ، لكنها أسست لتبدل ملموس على صعيد العلاقة مع الأميركيين من أصول أوروبية- أنغلوسكسونية.

لم يتوقف التمييز ضد السود، رغم الحاجة لهم، لكن النصف الثاني من القرن الماضي شهد تحولاً في البنيان الإجتماعي- السياسي للسود من خلال حركتين هامتين هما: مارتن لوثر كينغ الداعي إلى المقاومة بالمحبة واللاعنف، وأمة الإسلام التي يقودها لويس فرقان، ومالكولم إكس الداعية إلى العصيان والتمرد.

إذاً ، لم يتحرر اسود في أميركا بفعل تنامي القيم الأنغلوسكسونيَّة ، بل بفعل الظروف التي أنتجها واقع علاقات العمل ، وضعف المردود المادي للإستعباد، ونضالات الأفارقة الأميركيون أنفسهم ، على مسافة قرونٍ من الزمن .

بعد اكتمال نصاب الوحدة الداخلية، والتورم المالي- الصناعي- العسكري، بدأت الولايات المتحدة البحث عن مواطئ قدم لها في الخارج، لحاجتها إلى المواد الخام والأسواق. إن في القارّة الأميركيَّة نفسها أو خارجها .

بعد أن تمركزت الثورة بيد قلة من ذوي النزعة البروتستانتية المحافظة التي دفعت بهم إلى  السلطة ، ورغم أن هذه الطبقة انقسمت إلى حزبين جمهوري وديمقراطي ، فإن الإختلافات بينهما كانت ولا زالت  بسيطة وغير جوهرية، لذلك، لاغرابة في أن  نصف المجتمع الأميركي أو أكثر يعتبر يوم الإنتخابات يومأً للعطلة والتنزه، فهو يعتبر نفسه، مستهلكاً لكل شيء- حتى للعقيدة ومهمشاً.

فالعقل الأميركي يعمل لخدمة المؤسسات الكبرى والخاصة من خلال نخبة تحمي مصالحها وتنفذ سياستها في العالم بواسطة رئيس جمهورية يشبه الدمية... كيف لا، والرأسماليون يسيطرون على وسائل الضغط المالي والإقتصادي والإجتماعي.

الولايات المتحدة، غذَّت في أبنائها، وطبقتها الحاكمة روح التوسع، واخضاع الآخر... وروح الإحتيال، بالتخلي عن تعهداتهم عندما يرون الآخر ضعيفاً... رأوا في الأمة البروتستانتية البيضاء نموذجاً للأميركي الذي يرى أن الآخرين وجدوا لخدمتهم.

بعد زمن بنيامين فرانكلين- 1789- الذي عرف اليهود الذين يدعون بالتفوق على الأغيار، واستباحتهم ما يملكون، والذين مارسوا تجارة الرق، والمهن التي كانت تعتبر محرمة على المسيحيين، تقاطعت أفكار اليهود مع البروتستانت الذين احتاجوا إليهم، بسبب الثروات الفاحشة التي حصدوها جراء أدوارهم المشبوهة، فسخروهم لخدمة المسار التوسعي الأميركي عندما توافقت مبادئهم المشتركة محلياً وعالمياً وعربياً.

يرى د. نبيل خليل، أن السيطرة على السكان الأصليين في القارة الأميركية هي من تجليات الإستراتيجية الأميركية بالسيطرة على العالم، وهي من بوادر النظرة الأميركية للعولمة، في مؤسساتها ومراكز قواها الحاسمة. ومن اعتبار أن النظام العالمي الجديد يقوم على أنقاض: الحضارات، والثقافات والشعوب، واستبدالها بسلطة وسيادة أميركا، وحضارتها التوسعية، وثقافتها الإستهلاكية، وعنصريتها، إلى أن يتأمرك العالم لصالح  تفوق الجنس الأنغلوسكسوني.

لم يبق من مبدأ العزلة القديم- الجديد، إلا مسألة تحويله إلى أداة لشحن الرأي العام الأميركي، واقناعه بضرورة تحمله أعباء المغامرات العسكرية.

إسرائيل واحدة من مكونات المشروع الأميركي، ودورها لا يخرج عن دائرة هذا المشروع، لذلك يجب عدم البناء على أية تناقضات تفصيلية قد نقرأها تبايناً بين إسرائيل والولايات المتحدة.

ومن خلال ضرورة إخضاع المنطقة للفك والتركيب الدائمين يبرز دور إسرائيل، لتسهيل السيطرة عليها، ومنعها من الوصول إلى صيغة سياسية ثابتة ومستقرة. وذلك بغية سرقة النفط، وإفقار الشعوب، ودفعها إلى التمرد والفوضى والحروب الداخلية المشابهة لواقع كولومبيا واميركا اللاتينية وأفريقيا، أو للحسم لصالح إسرائيل.

بعد انتهاء الحرب الباردة، وزوال الإمبراطورية السوفياتية، تبين أن هذه الحرب كانت ستاراً للهيمنة الأميركية، لذلك اعتقد البعض بانتهاء الحاجة الأميركية لإسرائيل. هذا البعض بدأ الترويج لضرورة

الترحيب بثقافة الإستهلاك والتحول إلى شعوب لامكترثة لتاريخها وهويتها ومصيرها ، لتأكيد الصداقة مع أميركا .

لكن الولايات المتحدة، لا تريد حلفاء بل أتباع... وهي تنمو وتزدهر في الحرب وبعدها. هناك توافقاً غربياً- أميركيأً- إسرائيلياً علىاعتبار منطقتنا طريدة جريحة، هي ملك لمن ينجح بتوجيه الضربة القاضية لها قبل أن تأخذ فرصة لملمة جراحها.

يختم د. نبيل خليل، هل من تشابه بين مصيرنا ومصير الهنود؟ المستوطنون الأنغلوسكسون لم يتركوا خياراً أمام الهندي. وضعوه أمام خاتمة وحيدة، فهل من مخرج لنا غير مواجهة مبدأ الرئيس مونرو- القديم- الجديد المحدد في التوسع، والهيمنة وبناء الأسطول الذي يناسب عظمة أميركا؟

يطرح د. نبيل، ما يراه ضرورياً للخروج من المكيدة المموَّهة بالعناوين والشعارات الخبيثة والبسيطة، بالدعوة إلى النضج، والتطور الذاتي للقوى الإجتماعية والإقتصادية للسير نحو الإستقلال قبل أن يصيبنا ما أصاب الهنود الحمر في القارة الأميركية.

يدعو إلى ضرورة إدراك مكامن القوة... إدراك أنفسنا ومعرفة ما يحيط بنا. والنظر إلى المصير كوحدة متكاملة ومعها إرادة العمل المشترك وتحصينها، بتعزيز عناصر الترابط القومي- الديني- التاريخي- اللغوي، وتوسيع التحالفات مع ذوي المصلحة المشتركة من المتضررين من سياسة التوسع الأميركي، خاصة بعد اتضاح النوايا في غزو أفغانستان للسيطرة على نفط قزوين والعراق من بعده لإمساك العالم من عنقه وتفكيك منطقتنا إلى الأبد.

هناك ضرورة، حسب ما يخلص إليه د.نبيل، لتوسيع العلاقات العربية وإخراجها من التفرد بالعلاقة مع واشنطن.

هي مقارنة فكرية- سياسية أخلاقية، بين أميركا الأمس وأميركا اليوم، وما بينهما حيث لا فرق أبدأً.

أتمنى أن أكون وقفت في تحديد المضمون العام لكتاب اميركا بين الهنود والعرب، وهنا أعترف بصعوبة الإختزال لأهمية العناوين والتفاصيل التي تؤرخ للنموذج العدواني- التوسعي- العنصري الذي لا مفر من الصمود في وجهه ومقاومته...

هي قراءة أيضاً، لجذور نكبة الشعب الفلسطيني ومصائبه التاريخية... هي قراءة مصيريَّة بامتياز .

لا يسعني في هذه الخاتمة سوى اعتبار د. نبيل خليل، مؤرخاً، ومفكرأً وسياسياً، وهو بالضرورة كل هذه العناوين.

وشـكــــراً

          19- 5- 2004                               محمد سرور

=-=-=-=-=-=-=-إنتهت.

© 2004-2009. All Rights Reserved-كافة الحقوق محفوظة للمؤلف

ملخص الكتاب

 

[مقدمة اولى]  [مقدمة ثانية]  [مقدمة ثالثة]  [مقدمة رابعة]  [ملخص الكتاب] 
[الفصل الاول]  [الفصل الثاني]  [الفصل الثالث] 
[الفصل الرابع]  [الفصل الخامس]  [الفصل السادس]  [الفصل السابع]  [الفصل الثامن]  [الفصل التاسع] 
[ملحق اول]  [ملحق ثاني]  [ملحق ثالث]  [ملحق رابع] 
[فهرس المحتويات] 

 

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster