|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
مقدمة كتبها صلاح صلاح عضو المجلس الوطني الفلسطيني انه الوقت المناسب لتجديد الكتابة حول تاريخ الولايات المتحدة المليء بالحروب لنهب خيرات الآخرين ، المتخم بالمجازر التي ارتكبها الجيش الامريكي ضد الشعوب المدافعة عن حريتها و استقلالها ، وفيه من الامثلة ما شئت عن التناقض الضارخ بين ما يدعيه حكام البيت الابيض من قيم حول الديمقراطية وحقوق الانسان وما يمارسونه عمليا من سياسات القهر والاذلال وغزو للبلدان الاخرى على امتداد العالم .
هكذا تفتحت عيناه في مخيمات اللجوء ، يسمع، ويقرأ، ويرى دور الولايات المتحدة في تمكين الحركة الصهيونية أثناء حرب عام 1948 من تحقيق مشروعها بإقامة "دولة اسرائيل" على انقاض جزء من وطنه فلسطين وتشريده مع شعبه وارتكاب المجازر بحقه. الولايات المتحدة الامريكية نفسها هي التي دعمت اسرائيل لاستكمال احتلالها لما تبقى من فلسطين اضافة لمناطق اخرى من سوريا (الجولان) ومن مصر (سيناء) وجنوب لبنان عام 1967، وهي نفسها التي اقامت جسراً جوياً مع اسرائيل لمدها بكل ما تحتاجه من احدث انواع الاسلحة لمنع محاولة مصر وسوريا من استرجاع اراضيهما المحتلة عام 1973 ، وهي نفسها الولايات المتحدة الامريكية التي شجعت اسرائيل لغزو الاردن ( الكرامة) ولبنان وصولا لعاصمتها بيروت وما رافق ذلك من خراب ، ودمار ، وقتل ومجازر كان ابشعها مجزرة شاتيلا وصبرا ، التي يعتبر رئيس حكومة اسرائيل الحالي شارون شخصيا رمزها الابرز . بفضل وجوده في كوبا للدراسة وفرص العمل التي اتيحت له في منطقتها توسعت آفاق معرفته الاشمل على امتداد سياسة الولايات المتحدة الامريكية في بلدان امريكا اللاتينية ؛ من حصار كوبا ومحاولة غزوها والتآمر على قيادتها ، الى ضرب النظام التقدمي في تشيلي ، واجهاض الحكم الثوري في نيكاراغوا ، واحتواء بويرتيريكو ، ودعم حكم الدكتاتوريات العسكرية ، وخلق المتاعب الامنية والسياسية ، وممارسة الضغوطات الاقتصادية بوجه القادة الذين يتجرأون التمرد على نفوذ الولايات المتحدة كما حصل سابقا ضد الرئيس سلفادور أليندي في تشيلي واليوم ضد الرئيس أغو شافيز في فنزويلا . من هذه القارة الشاسعة ، أمريكا اللاينية التي يعتبرها حكام البيت الابيض حديقتهم الخلفية ذات التنوع الهائل بخيراتها وثرواتها وسكانها ، يستشهد الكاتب الدكتور نبيل خليل بالعديد من الامثلة والشواهد التي تدل على أطماع الولايات المتحدة الامريكية في هذه القارة وطرق النهب والسلب التي تتبعها بما في ذلك الحروب العنصرية وابادة شعوبها الاصليين . ويذهب المؤلف الشاب منساقاً مع تجربته في مجال الاعلام للبحث عن أمثلة اخرى تعزز استنتاجاته فيجدها في جميع قارات العالم ؛ في دور الولايات المتحدة الامريكية بإنهيار الاتحاد السوفياتي ، وتفكيك منظومة البلدان الاشتراكية ، وفي الحروب الداخلية والحدودية بين العديد من الدول الافريقية ، ومحاولة اثارة مشاكل داخلية في افغانستان والشيشان ، والبوسنة والهرسك ، فوق هذا تفرد الولايات المتحدة لفرض الهيمنة على العالم تحت عنوان" النظام العالمي الجديد" وتسخير الهيئات الدولية لخدمة أهدافها بدءاً من الامم المتحدة، الى المؤسسات التابعة لها وتفريغها من المضمون الذي وجدت من أجله وهو تحقيق الامن والسلام والعدالة لكل دول العالم وتوفير الرخاء الاقتصادي والاجتماعي لشعوبها . يتزامن صدور هذا الكتاب مع موقف عالمي معارض بحزم ،ورافض بشدة للسياسة الامريكية الخرقاء عبر عنها حوالي 10 ملايين مواطن من حوالي 600 عاصمة ومدينة من القارات الخمس ، في مظاهرات جماهيرية حاشدة ليست فقط ضد الحرب التي تدق طبولها ادارة البيت الابيض لضرب العراق ، ولا اعتراضاً على الحرب التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط ، وانما أيضا وبالاساس ضد الحرب من حيث المبدأ ، في عصر تجهد فيه الشعوب لنشر ثقافة السلام ،و التعايش بين الحضارات ، وتعزيز القيم الانسانية .......... مما يعطي أهمية كبرى لما ذهب اليه الكتاب من الغوص في الجذور العميقة لتاريخ الولايات المتحدة الامريكية حيث به تكمن مصادر السياسة الامريكية بكل مظاهرها ، فللولايات المتحدة الامريكية : 1 - وجدت بالاستناد على منطق القوة ، والغزو ،وابادة السكان الاصليين (الهنود) وطمس حضارتهم ،واغتصاب أرضهم ،ونهب ثرواتهم (الذهب). 2 - دولة بلا قيم حضارية وثقافية ،واجتماعية ، واخلاقية عريقة ، تقوم على التنافس بين مراكز الرأسمال المبني على صناعة البترول أو الصناعات العسكرية و الصناعات المدنية، فلكل من هذه المراكز وغيرها مصالحها،لكنها تتفق جميعها على الاحتكار ونهب خيرات الشعوب المستضعفة واستغلال قواها العاملة وقدراتها الفنية العلمية ، واستثمار ثرواتها وأسواقها . لذا فإن الحديث عن الديمقراطية ، وحقوق الانسان ، وحوار الحضارات ، عندما يصدر عن موقع القرار في الادارة الامريكية فهو حديث عبثي للاستهلاك ولا يعني غير الخداع والتضليل . لعل مجريات الامور بعد أحداث 11 أيلول من عام 2000 هي الصدمة التي كشفت حقيقة هذا النظام أمام الرأي العام العالمي ، وفتحت الآذان لسماع صرخات وأنات الشعوب المظلومة والمقهورة التي تعاني من حروب الولايات المتحدة وعملياتها العدوانية . دولة بلا حضارة أنسانية وبلا قيم أخلاقية لا يمكن وليس باستطاعتها أن تقدر قيمة حضارات وقيم الامم الاخرى العريقة التي تكونت عبر التاريخ . 3 - لا شك ان الولايات المتحدة الامريكية قد نجحت، بطرق انتهازية ، ان تستغل الضعف والتراجع الذي أصاب الدول الاستعمارية الكبرى بسبب الحرب العالمية الاولى والثانية كبريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا واليابان لتصبح هي زعيمة النظام الرأسمالي العالمي في مرحلة الامبريالية التي تستبدل الوجود العسكري المباشر بالتغلغل الاقتصادي، واحتواء الانظمة من خلال تعيين حكام يقومون بدور الوكلاء للنهب الامبريالي تحت حماية جيش وأجهزة أمن محلية، خاضعة لسيطرة وكالة المخابرات الامريكية CIA. ومقابل ذلك برز المعسكر الاشتراكي وحركات التحرر في بلدان العالم الثالث ، اللذين تمكنا بتحالفهما الحد من أطماع الامبريالية الامريكية وحلفائها ، بل وساهما في تحقيق انتصارات عديدة في فيتنام، وكوبا ، وأنغولا ، ونيكاراغوا، واليمن ، ومصر ، وفلسطين الخ .... اذا كان هذا التحالف قد تفكك بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء منظومة المعسكر الاشتراكي ، وجرى اجهاض بعض الانتصارات ،وبرزت منظومة القطب الواحد تحت عنوان"النظام العالمي الجديد" بقيادة الولايات المتحدة الامريكية كتعبير عن مرحلة جديدة للرأسمالية باسم "العولمة" ، فان حقيقة قدرة الشعوب على تحقيق الانتصارات العظيمة بامكانيات متواضعة ، ورغم الخلل بموازين القوى لمصلحة العدو تبقى ماثلة يمكن استخراجها من وقائع الماضي كما يشهد عليها الحاضر بانتصار المقاومة في لبنان التي دحرت الاحتلال الاسرائيلي من جنوبه، كما دحرته قبل ذلك من بيروت، الجبل وصيدا وصور وغيرها .وبالصمود البطولي الذي يضاهي المعجزات للإنتفاضة الفلسطينية ومقاومة شعبها في وجه الاحتلال الاسرائيلي رغم ما يرتكبه من مجازر بشعة ، وما يقوم به من عمليات ابادة ودمار تشمل المزروعات والحيوانات والمراكز الطبية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية ومعالم تاريخية ذات قيمة حضارية ، مما يعيد للذاكرة نفس الفظائع التي ارتكبها الغزاة ضد السكان الاصليين في القارة الامريكية ، كما يدلل الكتاب.
مما يطرح السؤال الكبير : الى أي مدى تستطيع"الامبراطورية الامريكية" الاستمرار في عنادها وتحديها للعالم؟ في تقديري ، أنها وبعد أن وصلت الى القمة لن تستطيع الاستمرار في موقع القطب الواحد ، ولن تقوى على البقاء كونها زعيمة الكون بلا منافس ؛ فاتباعها نهج التفرد برسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الاوسط ، انطلاقا من العراق وفلسطين ، فجر تناقضاً مكبوتاً مع عدد من الدول الاوروبية بزعامة فرنسا والمانيا، يمهد لتشكيل قطب اوروبي موازٍ، والصين المهتمة بتنمية قدراتها الذاتية وخاصة في المجالين العسكري والاقتصادي تهيء نفسها لتأخذ مكان الاتحاد السوفياتي بتشكيل مركز يستقطب ما تبقى من البلدان الاشتراكية ( كوبا ، كوريا الشمالية ، فيتنام) وتقيم علاقات متطورة مع بلدان العالم الثالث ضمن اسس تمكنها تبادل المصالح والمنافع ويفتح أمامها خياراً آخر غير الاستسلام والخضوع لإرادة البيت الابيض ..... وهذا سيعزز توجهات الممانعة لدول كروسيا واليابان والهند ورفضها التبعية المطلقة للإدارة الامريكية . مما يعني ان توقعات تعدد القطبية وتشكيل مراكز قوى جديدة خارج دائرة" العولمة " على الطريقة الامريكية ، هذه التوقعات لها ما يبررها ، وتستند على معطيات ملموسة . قد يختلف القارئ مع مضمون الكتاب وقد يتفق ، ويمكن تسجيل ملاحظات هنا أو هناك من صفحاته الكثر ، لكنه في مجمله وفي توقيته يعطي رداً وافيا ، ومدعوماً بالقرائن على التساؤل الذي طرحه قادة البيت الابيض على مسمع العالم " لماذا يكرهنا الآخرون؟"
نعم شعوب العالم تكره حكام الولايات المتحدة الامريكية وسياستها الجائرة ، المستبدة ، وغير ذلك من النعوت التي تجد في كتاب " أمريكا بين الهنود والعرب" الامثلة الدامغة عن تطبيقاتها في أرجاء المعمورة . وقد بدأ هذا الكره يتحول الى نضال ضد مصالحها الاقتصادية من خلال حملات المقاطعة الواسعة لمنتجاتها ، والى استهداف وجودها العسكري العدواني في العديد من البلدان التي تحتلها، برضى حكامها أو رغماً عنهم، كالكويت والسعودية واليمن ، وافغانستان، حيث جرت عدة عمليات طالت جنود من الجيش الامريكي ، وآلياته الحربية إضافة إلى أشكال المعارضة الجماهيرية والسياسية الواسعة على النطاق الدولي مما سيترتب عليه في النهاية كسر هيبة الولايات المتحدة الأمريكية والحد من مكانتها ، وتحرير الشعوب المستغلة والمضطهدة من شرورها. صلاح صلاح عضو المجلس الوطني الفلسطيني © 2004-2009. All Rights Reserved-كافة الحقوق محفوظة للمؤلف
مداخلة الكاتب الفلسطيني الأستاذ رفعت أحمد شناعة
[مقدمة اولى]
[مقدمة ثانية]
[مقدمة ثالثة]
[مقدمة رابعة]
[ملخص الكتاب]
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م