نبي عصره، المجنون، الثائر، المتمرد والحكيم..
جبران خليل جبران، عبقري من بلادنا. نشأ في ظلال الأرز، وانطلق الى العالم
محملاً بروحانية أرضه وأوجاع أهلها، فحمله إبداعه الى عرش مجد لم يرتقه سوى
قلائل من العباقرة.
الحرب الكبرى
أقلقت
الحرب جبران رغم بعده عن ساحات المعارك بآلاف الكيلومترات. وجعله الوضع في
لبنان مضطرباً: استولت السلطات العثمانية على كل موارد البلد، وصادرت
الماشية، وانتشرت المجاعة، وقمع المعارضون وعلق جمال باشا السفاح مشانق
الوطنيين اللبنانيين والعرب في الساحات العامة. وشعر بالذنب لبعده عن
"أولئك الذين يموتون بصمت". ولم يتردد في قبول منصب أمين سر لجنة مساعدة
المنكوبين في سوريا وجبل لبنان. وساهم بمشاركة الجالية السورية ـ اللبنانية
في بوسطن ونيويورك في إرسال باخرة مساعدات غذائية إلى مواطنيه.
دفع هذا النشاط بعض الكتاب لأن
يجعلوا من جبران أيديولوجياً وصاحب نظرية سياسية، غير أنه لم يكن من ذلك في
شيء. وقد رد على من حضه للقيام بدور الزعيم السياسي بالقول: "لست سياسياً،
ولا أريد أن أكون كذلك". كان دافعه هو حس المسؤولية وتلبية نداء الواجب.
كان همه إنسانياً، تحرير الوضع البشري من كل عبودية.