اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الحرّيّة في فكر جبران خليل جبران
 

جبران خليل جبران (1883 - 1931)

 

  بقلم: الشمّاس الياس أنطوان جانجي

  

مقدّمة

إنّ قضيَّة الحرّيَّة في عصرنا الراهن تمثّل الشغل الشاغل لدى الأشخاص والشعوب, فكلٌّ يسعى إلى تحقيق الحرّيَّة سواء على المستوى الشخصيّ أو على مستوى الأُمّة أو الدولة.

والحرّيَّة تمثّل بحقّ مطلباً أساسيّاً على المستوى الفِكريّ والدِينيّ والثقافيّ والاقتصاديّ... إلخ. إذ إنّه في ظلّها تنمو القدرات وتبرز المواهب ويحقّق الإنسان ذاته ككائن متمايز عن كافّة المخلوقات أو الكائنات الأُخرى.

-كيف يتسنىّ للإنسان أن يعيش حياته الخاصّة ويعبّر عن ذاته بدون أن يكون حرّاً ومستقلاًّ حتّى ولو كان في وسط الجماعة؟

ولأننّي أدرك قيمة الحرّيَّة وما لها من تأثير حيويّ على جوانب حياة الإنسان, فإننّي أبرز الآن ما قاله عنها، وفيها، رجل لقّبه أحد الكتّاب ب-: "البلبل الصدّاح في غاب الأرز"، هذا الرَجل هو جبران خليل جبران.

أوّلاً: مفهوم الحرّيَّة الجبرانيَّة وهدفها

"الإنس-ان الحرّ, يستطيع أن يحقّق غاياته وأهدافه, أمّا المستعبَد فلا يستطيع أن يحقّق شيئاً".

قولٌ دارج نعرفه جميعاً منذ صغرنا, نردّده دائماً بدون انقطاع, لتنشئة الأجيال, وقد كان أيضاً أساساً لتفكير جبران عن الحرّيَّة.

تلك كانت رؤيته في الحياة التي رسمها لإنسان بلده, وإنسان العالَم, فلقد كان مطلبه الأساسيّ رؤية الإنسان عظيماً بعظَمة خالقه.

ومن أهمّ مطالب هذه الرؤية: الحرّيَّة, فبرأيه أنّه ليس بمقدور الإنسان أن يكون عظيماً من غير أن يكون حرّاً, وبالتالي بالحرّيَّة وحدها نستطيع أن نبدع ونبني مجتمَعاً قادراً واعياً وعظيماً.

ولكنّه تطلّع إلى المجتمَع العربيّ في كتابه "الأجنحة المتكسّرة" فوجد فيه الإنسان وإن وُلِدَ حرّاً يظلّ عبداً لقسوة الشرائع التي سنّها آباؤه وأجداده, فرأى بذلك عائقاً كبيراً وخطيراً أمام مسيرة شعبه نحو المجد وانتقاصاً مهمّاً من دَور الحقيقة في بناء الكِيان الإنسانيّ. والحقيقة التي عناها هي الحياة المثلى, إذ لا حقيقة حيث لا حرّيَّة. فالحقّ هو الحرّ. والحرّيَّة شاملة على غرار الحقيقة التي هي شاملة, كما تعلّمنا الفلسفة. لذا رأى جبران أنّه ينبغي للحرّيَّة أن تثور في وجه الفروقات كي تعيد الإنسانيَّة إلى العدالة الطبيعيَّة. وهكذا "تتّصف دعوة جبران في لبنان بما تتّصف به دعوة روسّو في فرنسا".

تلك الدعوة تقول: إذا كانت الشرائع والتقاليد البَشَريَّة قد نقضت مفهوم الإنسان الحرّ بولادته, يتحتّم على الإنسان أن يعمل على استعادة حقّه في الحرّيَّة ليصل إلى الغاية التي وُجد من أجلها, وهنا يتجسّد دَور جبران بإيقاظ حواسّنا ودفعنا إلى الثورة, فقال: "يقولون لي: إذا رأيت عبداً نائماً فلا تنبّهه لعلّه يحلم بحرّيَّة. وأقول لهم: إذا رأيت عبداً نائماً نبّهته وحدّثته عن الحرّيَّة".

فقد أراد أن يتخطّى كلّ فرد من المجتمَع مجال التأمّلات والأحلام ليصل إلى ذلك اليوم الذي يكون فيه حرّاً، ولكن يتمّ ذلك بالعمل والكدّ والسهر.

فالحرّيَّة برأيه هي فعل إراديّ ينبع من الإنسان، وليس حلماً ننتظر تحقيقه بأعجوبة.

كما أنّه لا يرى في العبوديَّة إلاّ قبولاً ضمنيّاً منِ قبل الإنسان لجميع أشكالها, فهو يعتقد أنّ مَن يقبل بالعبوديَّة ويعيشها, لا يكون حرّاً بما في الحرّيَّة من الحقّ والواجب.

 وعليه, يجب على الإنسان أن يبدأ معركته مع ذاته من أجل التحرّر. فيعتمد الهروب من الواقع واللجوء إلى النسيان الذي هو شكل من أشكال الحرّيَّة , نسيان الأمس وما يحمله من رواسب, فبهذه الطريقة، حسب اعتقاد جبران، يصير الإنسان حرّاً.

ثانياً: أنواع الحرّيَّة الجبرانيَّة

لم يعرف الفِكر اللبنانيّ خاصّة والعربيّ عامّة, في أوائل القرن العشرين, مناضلاً عنيداً من أجل الحرّيَّة, بوجهَيها الفرديّ والاجتماعيّ, كالذي شهده في كفاح جبران خليل جبران. لأنّ اهتمامات العقل المشرقيّ انحصرت يومئذٍ في طريقة استعادة وجه الحياة القديم, فقد كان طموح الإنسان يوم ذاك يتركّز على استيعاب التاريخ وما يحتويه من مخزون, ممّا سبّب لجبران الفتى الكثير من المرارة حيث كان خياله منطلقاً إلى الثورة كخيال وكفِكر مدرك. وأقول هذا لأنّه كان فتى يافعاً يعيش ويتخيّل ثمّ أصبح رَجلاً أنضجته التجربة, ليقتطف في مؤلَّفاته الأخيرة ثمار هذا النضج, حيث إنّه حلّل مشكلة الحرّيَّة ليرتّبها ويعرض من خلالها مصير الإنسان الحرّ وشروط هذا المصير. ولكن قبل أن يرتّب ويربط أفكار مشكلة الحرّيَّة في مداها الِكيانيّ الماورائيّ المطلَق وهو ما يسمّيه دارسو جبران "الحرّيَّة الكُبرى" , لم يكن لديه بدّ من التحرّي عنها في نطاقها الزمنيّ لتحرير إنسان معيّن, هو الإنسان اللبنانيّ خاصّة والعربيّ عامّة, فيكون بحثه عن الحرّيَّة في نطاقها الخاصّ, مقدّمة شرطيَّة, فِكريَّة ونَفْسيَّة, للبحث عنها في نطاقها العامّ المطلَق. وهذا النطاق الخاصّ للحرّيَّة هو ما سمّوه "الحرّيَّة الصُغرى".

1- الحرّيَّة الصُغرى

- مفهومها

هي خلاصة آراء جبران في تحرير الأدب من المقاييس القديمة التي يتشبّث بها المحافظون, وفي بنيان مجتمَع عادل لا يعاني الناس فيه من الظلم والتمييز الطبقيّ, وتأمين استقلال البلاد العربيَّة عن السُلطات الأجنبيَّة المحتلّة في تلك الأيّام. وهي الآراء التي عبّر عنها في مؤلَّفاته أو في المواقف الاجتماعيَّة ضمن الرابطات واللجان التي ساهم في إنشائها, وهي المرحلة الأُولى التي كتبها جبران في حياته الأدبيَّة, ويعود ذلك إلى التربية الدِينيَّة والبيتيَّة التي حصدها من أُمّه, حيث كان تطلّعه ماورائيّاً قائلاً بوجوب محو الماضي وإبداع مستقبل جديد كفيل بإيصال الكائن إلى الكمال نوعاً ما.

- هدفها

يمكننا اعتبار أقاصيص جبران وأمثاله وحكاياته وسيلة صالحة لفهم مدى ما يتأمّله من العمل الأدبيّ. فبعد الدراسات والأبحاث تمكّن الباحثون من اعتبار أنّ جبران يهدف إلى تحرير الأديب من "المظهر الخارجيّ", وذلك ليحرّر الحياة من التبعثر والبشاعة, إدراكاً لوحدتها ولبهاء اتّحادها بالجَمال الرّبانيّ. كما أنّه يركّز على ضرورة جعل الأدب وسيلة لغاية سامية, لا هدفاً بذاته. الأمر الذي يعني أنّ جبران دعا إلى تحرير الأديب من نَفْسه, ولكي يتحرّر من طغيان المظاهر على الحياة في كلّ مكان ليصل هذا الأديب إلى كائن حرّ يقود جميع العبيد إلى سدّة الحرّيَّة وأهمّ برهان على ذلك المبادئ التي كتبها في الرابطة القلميَّة أو في مقالة "المخدّرات والمباضع" في العواصف . وقد عبّر عن ذلك أيضاً بقوله لماري هاسكل: ".... سأتابع القتال من أجل بلادي. وربّما كان أفضل شكل من أشكال القتال هو في رسم الصوَر وكتابة الشِعر. وهذا يعني أنّ عليّ أن أقاتل أبناء وطني".

2- الحرّيَّة الكُبرى

- مفهومها وهدفها

هي سبيل الإنسان المدعوّ إلى التفوّق, إلى الألوهة "المدعوّ إلى الخروج من التقطيعات الزمنيَّة ليصير كلّ زمان زماناً له" وإنّ الشرط الأساسيّ للتحرّر من قيود الزمن هو التخلّص من الماضي الزمنيّ, ومن التاريخ ورواسبه. وهي قاعدة يشدّد عليها جبران سبيلاً لتحقيق أمرَين: بناء المجتمَع المتجدّد في حرّيّته الصُغرى, ودفع هذا المجتمَع إلى الخروج من الحالة الزمنيَّة المقيّدة كي يتبيّن وجه الإنسان الحقّ المندفع فطريّاً نحو الألوهة, نحو حرّيّته الكُبرى.

ومن أهمّ شروط هذه الحرّيَّة: أن يتمتّع الإنسان بالحِكمة وببراءة الأطفال, أن يكون شاعراً مُحبّاً للجَمال, شجاعاً في مواجهة الحقيقة. فالبديهيّات إذاً، تقود إلى التحرّر الزمنيّ وإلى إنشاء المجتمَع النموذجيّ في وطن نموذجيّ. كما أنّها طريق معبّدة للحرّيَّة الكُبرى العارية من قيود الزمان والمكان.

ولكنّ الحرّيَّة لا تتحقّق إلاّ بثمن باهظ يترتّب علينا تأديته وهو الألم, الألم الناتج من الكفاح في سبيل الحرّيَّة والذي أفرد له جبران فصلاً خاصّاً في النبيّ . وهذا الألم يعتبر الطريق الفريد لصراع الإنسان مع ذاته ومع العالَم. فإنّنا لا نستطيع أن نلقي أثقال الزمن في ماضيه وحاضره طلباً للمنتظر من مصيرنا أي للحرّيَّة في المطلَق, إلا إذا مررنا بالألم الذي هو "انشقاق القشرة التي تغلّف إدراكنا".

واعتبر جبران أنّ الألم صادر عن الله الذي أعدّه لنا دواء لأمراضنا حين قال: "ولأنّ الكأس التي يقدّمها لكم, وإن هي حرقت شفاهكم, فالطين الذي صنعت منه هو الطين الذي بلّله الخزّاف الأعظم بدموعه القدسيَّة".

حرّيَّة صُغرى, حرّيَّة كُبرى. إنسان يبحث عن مجتمَع حرّ العدالة, وإنسان يبحث عن ذاته الكُبرى المدعوّة إلى التحرّر من الزمان والمكان ليصبح كائناً كاملاً متّحداً بالإله, "ليس دمك سِوى عصارة قد أعدّت منذ الأزل غذاء لشجرة السماء".

فالصراع الثوريّ الاجتماعيّ سبيل لتحقيق الحرّيَّة الصُغرى. أمّا الكُبرى فسبيلها طويل وشاقّ لاعتماده الصراع الثوريّ المشتعل ضمن الإنسان وفي سبيله.

إنّ جبران يهتمّ بالكائن بما هو عليه في الحاضر لتحقيق ما يجب أن يكون عليه في المستقبل, كأنّه شاء أن يبقى منطقيّاً واقعيّاً مع ذاته ومع العالَم, فحرّر الإنسان من التاريخ وتحرّر هو من المسائل المتعلّقة بالتاريخ سعياً لتحسين الحاضر وبناء ما يجب أن يكون في المستقبل.

ثالثاًً: نقد ومناقشة

- بعد اطّلاعي على فلسفة هنري برغسون الفرنسيّ, رأيت شبهاً واضحاً بينه وبين جبران. ففي كتابه "منبعا الأخلاق والدِين" يحدّثنا برغسون عن نوعَين من الأخلاق مستندين إلى نوعَين من الحرّيَّة. أوّلهما: الأخلاق المقفلة Morale close وهي الانضباط في مجتمَع يحتوي على قوانين وعلى الإنسان أن يثبت حرّيّته في تمكّنه من السيطرة على نَفْسه والخضوع لهذه القوانين. وثانيهما: الأخلاق المنفتحة Morale ouverte وهي تمكّن الإنسان المتفوّق من "كسر طوق المجتمَع" وإبداع مفاهيم جديدة لإنسان جديد في مجتمَع متطوّر خلاّق, فيثبت حرّيّته في شجاعته على تحدّي المفاهيم السائدة. وتخلّص الإنسان من عبوديّته لشرائع فرضت عليه فرضاً.

النوع الأوّل من الحرّيَّة لا يقبل به جبران, لأنّ الشرائع الموجودة في العالَم غير مقبولة لديه, فالحرّيَّة هي تخلًّ كامل عن كلّ الفرائض التي يفرضها العالَم وبدء مغامرة للبحث عن جوهر مفقود وعالَم مثاليّ. وفي هذه الفكرة يلتقي برغسون مع القدِّيس بولس في الخلقيَّة الداعية إلى بطولة البحث عن مثال يزيل كلّ ما هو موجود, سبيلاً لإبداع ما يجب أن يكون عليه الوجود, إنّها تمثّل نقطة اللقاء بين الثلاثة, بولس الرسول وبرغسون       وجبران, أي في الإيمان بأنّ الحرّيَّة هي تحرّر الإنسان بمغامرته الخلاّقة من ذاته المكبّلة بالمبادئ الجامدة.

وأعتقد أنّ جبران في حديثه عن الحرّيَّة في "النبيّ" وبرغسون في فصلL'obligation morale  من كتابه "منبعا الأخلاق والدِين" متشابهان في الطبع والأسلوب, خصوصاً في إقبال برغسون على اعتبار الحدس ركيزة الفِكر الخلاّق, وبالتالي السبيل الأفضل لتخطّي الذات وصولاً إلى الحرّيَّة, وفي إقبال جبران على اعتماد الحدس نهجاً فريداً في التفكير وفي طريقة البحث والكتابة.

إن تكن الحرّيَّة مناهضة الإنسان بإدراكه العقليّ لذاته أو للأنا, التي خلقت قيود الشريعة، فالغاية من هذا هو الخلاص من التناقض الذي يسود حياة الإنسان إلاّ أنّ الإنسان يتوق إلى اللقاء بذاته, فالخير والشرّ يتكوّنان في غربة الإنسان عن ذاته, فلا وجودَ للشرّ كعنصر مادّيّ مستقلّ, إنّه افتقارنا لذاتنا الحقيقيَّة, التي نبحث عنها دائماً عبر الصراع بين الأنا المثاليَّة والأنا الأرضيَّة:

"أستطيع أن أحدّثكم عن الخير فيكم أما عن الشرّ فلا. إذ ما هو الشرّ إن لم يكن الخير بعينه وقد برّح به عطشه وجوعه؟

أنتم أخيار ما دمتم غير منقسمين على ذواتكم. بل إنّكم حتّى وإن انقسمتم على ذواتكم, غير أشرار..".

إنّ دعوة جبران لأبناء بلاده أن يتحرّروا من قيود ماضيهم وحاضرهم, تسمح بتصنيفه في مصافّ المفكّرين المعارضين للفِكر الكلاسيكيّ الفلسفيّ, القائل إنّ الإنسان كائن حرّ في الطبيعة لا يقيّده تسلّط الجسد أو أيّ شيء آخَر. ويستمدّ هذه الحرّيَّة من القدرة الإلهيَّة بالإشراق Illumination كما يقول القدِّيس أوغسطينُس, أو يستمدّها من إرادته الإنسانيَّة المطلَقة القدرة الممنوحة من الله الخيّر على ظنّ ديكارت, كي يتحمَّل في الآخِرة المسؤوليَّة الكاملة في أعماله, فيستحقّ بالتالي ثواباً أو عقاباً.

عارض جبران هذا الخطّ الفلسفيّ قائلاً بقدرة الإنسان على التحرّر لا الحرّيَّة المطلَقة بالذات. فالإنسان يولد مكبّلاً بقيود التاريخ, لذلك يجب أن ينعتق من هذه القيود ناظراً إلى المستقبل بطموح غير محدود.

هكذا يتّضح كيف ينبغي ألاّ نتكلّم على جبران بمفهوم "الحكم - الحرّ" اللاهوتيّ المصدر, بل عن "التحرير" لأنّ الحرّيَّة ليست كمّيَّة من الأشياء, إنّها صفة للذات الإنسانيَّة نحقّقها بجهدنا, إنّها نوع من بلوغ النضج الروحيّ الممكن التحقيق لدى الإنسان العاقل، كما يقول جبران: "الحرّيَّة شكل من أشكال الوحي".

خاتمة

هذه اتّجاهات وُلِدَت في فِكر جبران, ونمت في كُتُبه, ونضجت في ثقافة الشعوب, فأصبحت دعوة لا مثيلَ لها, دعوة توجّهنا نحو حياة جديدة مليئة بالمتاعب ولكنّها مثمرة.

فلقد غلا في دفاعه عن الحرّيَّة, ضخّم الظلم, واستهان بكلّ ضوابط السلوك فأفسح في المجال للفوضى, وبعدها للانضباط "أيّ قانون يقيّد مَن يحدّق إلى الشمس, ويركض مع الريح, أو يقيّد من كسر قيوده ومزّق ثيابه وجارى الطبيعة مجاراة القبّرة لسليقة الغناء؟!" كما قال في النبيّ.

فلقد كتب لإنسان العالَم مخاطباً عالَم الإنسان.

وأنت أيّها القارئ, قائد لدفّة حياتك، وأنت المسؤول الوحيد عنها أمام الله والآخَرين, فقُدها كما تشاء واجعل الله لك عوناً فهو محرّر الجميع, ولكن بحرّيّتهم وبقرارهم الحرّ عندما يتجاوبون مع ندائه ودعوته. 

المصادر والمراجع

- بشروني (سهيل بديع-): جبران خليل جبران - مختارات ودراسات.

                        مهرجان جبران العالمي, 23-30 أيّار, دار المشرق, 1970.

- بدوي (سليم -): مقدّمة في فِكر جبران السياسيّ.

                        منشورات ليبانيا, الطبعة الأُولى, بيروت, 1983.

- جبران (جبران خليل -): المجموعة الكاملة لمؤلّفاته العربيَّة والمعرّبة (مجلّدان).

                        دار الجيل, طبعة أولى, 2002.

- خالد (غسّان -): جبران الفيلسوف.

                        مؤسَّسة نوفل, طبعة ثانية, 1983.

- الخوري (يوحنّا -): مع جبران في عالَم الأرواح.

                        دير المخلَّص, صيدا «لبنان», 1959.

- داية (جان -): عقيدة جبران.

                        دار سوراقيا للنشر, 1988.

- قمير (يوحنّا -): جبران في الميزان.

                        دار المشرق, بيروت, طبعة أُولى, 1992.

- كعدي (كعدي فرهود -): جبران خليل جبران في الميزان.

                        منشورات كعدي, الطبعة الأُولى, 1992.

- نعيمة (ميخائيل -): جبران خليل جبران.

                        مؤسَّسة نوفل, بيروت, الطبعة السادسة, 1971.

- يونغ (بربارة -): هذا الرجل من لبنان.

                        ترجمة سعيد عفيف بابا, مطبعة صفدي التجاريَّة.

Bergson (H. -): Les deux sources de la morale et de la religion.

                        88 éme. Ed. – P.U.F. – 1958.

نقلاً عن نشرة أبرشيّة حلب للأرمن الكاثوليك،2003

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster