| 
      
  | 
    
| 
       من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع  | ||
| 
       | 
| 
       
  | 
    
      
 
 
 
 
  | 
    
      
 
       
      
      
         
      
		 
      الملك فيصل 
			تبلغ مساحة المملكة العربية السعودية 1,960,582 كلم مربع، أي أنها 
			توازي نصف مساحة بلدان الاتحاد الأوروبي مجتمعة، أو ربع مساحة الولايات 
			المتحدة الأمريكية بكاملها. وهي تمتد من البحر الأحمر غرباً إلى مياه 
			الخليج شرقاً، وتحاذي كل من الأردن والعراق والكويت شمالاً، واليمن 
			وعمان جنوباً، كما تقع دول الامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين على 
			أطرافها الشرقية، ويقدر عدد سكانها بـ 27 مليون نسمة. 
			تعرف السعودية بقسوة مناخها الصحراوي إذ تكاد تخلو من الأنهار إلا من 
			بضعة جداول صغيرة دائمة، فهي موطن الربع الخالي الذي يعتبر أوسع مساحة 
			صحراوية قاحلة في العالم، كما تشمل سلسلة من الجبال في منطقة عسير يزيد 
			ارتفاعها عن تسعة آلاف قدم.  
			تتألف العربية السعودية من عدة مناطق أهمها ما يعرف بالمنطقة الوسطى 
			وقد سمّيت تاريخياً بمنطقة نجد وعاصمتها الرياض، وهي العاصمة السياسية 
			والإدارية للمملكة، ومنطقة الحجاز حيث المدينتين المقدستين مكة المكرمة 
			والمدينة المنورة، إلى جانب جدة التي تقع على البحر الأحمر وتعتبر 
			العاصمة التجارية، كما تشمل الحجاز مدينة الطائف. عرفت المنطقة الشرقية 
			تاريخياً بالإحساء وعاصمتها الدمام. أما المنطقة الجنوبية فاشتهرت بلقب 
			عسير وعاصمتها أبهى، بينما تعتبر تبوك من أهم المدن في المنطقة 
			الشمالية. 
			        
			كانت الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر مقسمة إلى عدة إمارات 
			ومشيخات يهيمن على كل بلدة أو قرية منها شيخ يحكمها ويدير شئونها ويفرض 
			الآتاوة على سكانها ويسعى إلى توسيع رقعة نفوذه على حساب المناطق 
			المجاورة. ويجمع الباحثون على تقسيم التاريخ السعودي في الجزيرة 
			العربية إلى عهود ثلاث : 
			  
			1- 
			الفترة الممتدة بين عامي 1744 و1817 
			تقول الحكاية السعودية أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد وصل إلى منطقة 
			الدرعية السعودية بعد ملاحقته وطرده من العينية في اليمن، فأمضى ليلة 
			عند عبد الله بن سويلم أحد أنساب آل سعود، وكان الأمير محمد بن سعود 
			حاكماً شديد البأس، له سطوة على أهل بلدته، وقد خشي ابن سويلم من غضبه، 
			فنقله إلى منزل قريبه وابن عشيرته أحمد بن سويلم، الذي كان على صلة 
			بشقيقي الأمير السعودي ثنيان ومشاري اللذان حاولا إقناع شقيقهما 
			بمقابلة الشيخ الجليل والاستفادة من دعوته الدينية، فأبى. 
			لجأ الأخوان سويلم إلى زوجة شقيقهم، موضى بنت محمد بنت سويلم، وكانت 
			ذات فطنة وذكاء، فأخبراها بما ينادي به الشيخ وأهداف دعوته، وحين أدركت 
			أهمية هذا الشيخ في توسيع نفوذ زوجها تحدثت معه فقالت : إن هذا الرجل 
			أتى إليك، وهو غنيمة ساقها الله لك، فأكرمه وعظمه، واغتنم نصرته. 
			قبل الأمير محمد بن سعود نصيحتها وسار إلى منزل أحمد بن سويلم، حيث رحب 
			بالشيخ قائلاً : أبشر ببلاد خير من بلادك، وأبشر بالعز والمنعة. فأجابه 
			محمد بن عبد الوهاب بالقول : وأنا أبشرك بالعزّ والتمكين[1].   
			ويضيف غسان ابراهيم في جانب آخر من كتابه أن الأمير محمد قال حينها 
			للشيخ : "أبشرك بالنصر لما أمرت به، والجهاد ضد من خالف التوحيد، ولكني 
			أريد أن أشترط عليك اثنتين، الأولى/ نحن إن قمنا بنصرتك وفتح الله لنا 
			ولك البلدان، أخاف أن ترحل عنا وتستبدل غيرنا. والثانية/ إن لي على 
			الدرعية قانوناً آخذه منهم في وقت الثمار (ضريبة يفرضها على موسم 
			الحصاد) وأخاف أن تقول لا تأخذ منهم شيئاً. فأجابه الشيخ : "أما الأولى 
			فابسط يدك، الدم الدم والهدم الهدم. وأما الثانية فلعل الله يفتح لك 
			فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها". فبسط محمداً يده وبايع الشيخ 
			مؤيداً حركته التوحيدية.  
			وهكذا نشأ التحالف الأهم في تاريخ الدولة السعودية الأولى، حيث اعتبر 
			ما عرف باتفاقية الدرعية بين الشيخ والأمير نوعاً 
			من تقسيم السلطات بين دينية ودنيوية فمُنح الشيخ محمد عبد الوهاب مؤسس 
			الحركة التوحيدية المعروفة بالوهابية (تعتمد على كتاب التوحيد للشيخ 
			عبد الوهاب حتى يومنها هذا وقد أصبحت تعرف بالسلفية) السلطة الدينية في 
			المناطق التي يتمكّن منها آل سعود مقابل منح الأمير محمد بن سعود 
			السلطة في جميع المسائل الدنيوية. 
			       وهكذا قدم آل سعود الأرض التي يستولون عليها والأمن لآل الشيخ، 
			وهو الاسم الذي عرفت به عائلة محمد بن عبد الوهاب لاحقاً، مقابل ما 
			قدمه هذا الأخير وحركته التوحيدية (الوهابية) من تغطية شرعية وفتاوى 
			دينية تؤيد حملات آل سعود ضد العثمانيين وغزواتهم على القبائل المنتشرة 
			في أنحاء شبه الجزيرة العربية. 
			أدى ذلك التحالف إلى اتساع قاعدة نفوذ آل سعود حتى شملت معظم أجزاء 
			الجزيرة العربية الوسطى في غضون عقدين من الزمن، كما يؤكد أيمن 
			الياسيني.[2] 
			لم يواجه الأمير محمد منافسة تذكر من أبناء أسرته على السلطة لما أحرزه 
			من نجاحات متتالية، فبقي في الحكم حتى عام 1765 حيث تولى ابنه البكر 
			عبد العزيز بن محمد الحكم حتى عام 1803 ليسلمه لابنه سعود بن عبد 
			العزيز الذي بقي في السلطة حتى عام 1814. أي أن أول خلافتين مرتا 
			بسلام، دون أي نزاع داخلي في الأسرة، بل استطاع الخليفتان توسيع رقعة 
			النفوذ السعودي بضم المزيد من أراضي الجزيرة العربية. 
			كان العثمانيون في تلك الفترة يحكمون منطقة الحجاز ويستمدون شرعيتهم في 
			الخلافة من حماية المقدسات في مكة والمدينة، وقد أساءهم ما يحرزه 
			الموحدون من توسع بتحالفهم مع آل سعود وإجبار القبائل والعشائر على 
			اعتناق الوهابية. إلا أن المواجهات الأولى بين العثمانيين والتحالف 
			السعودي الوهابي لم تكن في صالح السلطنة، التي سرعان ما لجأت إلى 
			حاكمها في مصر، محمد علي باشا وحثته على اجتياح الحجاز لهزيمة 
			الموحدين. 
			سار سعود بن عبد العزيز على خطى والده وجدّه فجعل ابنه عبد الله ولياً 
			للعهد، وقد نجح هذا بداية في مقارعة المصريين حتى هزم على أيديهم عام 
			1812 فخسر منطقة الحجاز. وعند وفاة والده بعد ذلك بعامين تولى الحكم من 
			بعده ليواجه تحديات ونزاعات داخلية ومنافسة بين أفراد الأسرة الواحدة 
			على السلطة، أسهمت في زعزعة نفوذه وسقوط الدرعية عاصمة آل سعود عام 
			1818 حيث أسر عبد الله واقتيد إلى القسطنطينية وقطع رأسه عام 1819. 
			مع حلول عام 1822 كانت القوات العثمانية المصرية قد واجهت مصاعب قاتلة 
			في صحاري نجد القاسية، ولم يعد للمصرين مصلحة سياسية في البقاء هناك، 
			فانسحبوا من المناطق الوسطى في الجزيرة العربية، كما يرد في كتاب عبد 
			الصالح العثيمين[3]. 
			ويقول جوزيف أ. كيشيشيان[4] 
			إن تلك المرحلة قد شهدت دخول آل سعود في حقبة من النزاعات والتنافس 
			الداخلي الحاد في ظل غياب زعيم واحد أو سيطرة فرع واحد على الأسرة، ما 
			أدى إلى تعاون العديد من المتنافسين مع السلطات المصرية لضرب إخوانهم 
			من الأسرة ذاتها. 
			  
			2- 
			من 1824 إلى 1891 
			تشابه نظام الخلافة في الجزيرة العربية في بعض جوانبه مع ما كان 
			متوارثاً من نماذج في العالم الإسلامي حيث لم يتحدد تناقل السلطة بوضوح 
			وفق التسلسل العمودي أو اعتماده على مبدأ البكورة إلا في الظاهر. 
			فغالباً ما كا الابن الأقوى بين الحكام العثمانيين مثلاً على المنافسين 
			من إخوته، ففي عهد محمد الأول (1413-1421) جرى إدخال ما عرف بـ "قانون 
			قتل الأخوة" الذي يخول من يستولي على الحكم قتل سائر إخوته المنافسين 
			للقضاء على أي تمرد محتمل.  
			وقد اتبع هذا النهج بأبشع أشكاله السلطان محمد الثالث الذي استولى على 
			العرش عام 1595 وقتل 19 من إخوته، كما لم يستثن البالغين من أبنائه 
			بحجة القضاء على احتمالات الثورة ضده. توفي محمد الثالث عام 1603 وله 
			وريثان قاصران هما أحمد ومصطفى، حكما من بعده تقديراً لمكانتهما وليس 
			لقدراتهما. ما شكل تراكماً لإضعاف السلطات العثمانية وتراجعاً في 
			أدائها. 
			بقي الأمر على هذا المنوال حتى مجيء السلطان أحمدية الذي استبدل مبدأ 
			قتل الأخوة بسجنهم وذلك ضمن ما عرف بنظام "الخفص" أو القفص، وهو يكمن 
			في عزل الأخوة والأبناء وأبناء الأخوة في قصور نائية بعيدة عن 
			القسطنطينية يتم فيها عقم المحظيات لضبط عمليات التناسل حتى تستدعي 
			الحاجة إلى خليفة راشد ليتم إخراجه من هناك وإعداده لتولي الحكم. 
			وقد تعرضت أعداد كبيرة من السلاطين لهذا النظام الذي لم يقطعه إلا بعض 
			الحكام الدهاة كالسلطان عبد الحميد (1774-1789) الذي أمر بتعليق نظام 
			الخفص لما كان يسببه من اضطرابات شخصية وأمراض نفسية في أوساط الأسر 
			الحاكمة. ويقال إن ابن السلطان عبد الحميد قد تضرر من نظام الخفص، ما 
			أجبره على اختيار ابن أخيه السلطان سليم الثالث (1789-1807) 
			 
			ليحكم من بعده. 
			  
			   
			
			حالات قتل الأخوة من 1516 م إلى 1750 م[5] 
			    
						
						
						السلطان 
						
						
						عدد 
						القتلى 
						
						
						تاريخ القتل 
						
						
						علاقة الأمراء القتلى بالسلطان القاتل 
						
						سليم الأول 
						
						سليمان الأول 
						
						مراد الثالث 
						
						محمد الثالث 
						  
						
						عثمان الثاني 
						
						مصطفى الأول  
						
						مراد الرابع  
						
						محمد الرابع  
						
						عثمان الثالث 
						1 
						
						11 
						
						5 
						
						21 (19) (2) 
						
						1 
						
						2 
						
						3 
						
						1 
						
						1 
						
						1518 م 
						
						1522 – 1560 
						
						1974 م 
						
						1595 م 
						
						1597 – 1603 
						
						1621 م 
						
						1622 م 
						
						1635 – 1638 
						
						1648 م 
						
						1756 
						
						ابن أخيه 
						
						ابن الأخ وأولاده، أبنائه، أجداده 
						
						إخوته 
						
						إخوته 
						
						أبنائه 
						
						أخيه 
						
						أبناء أخيه (عندما أعيد إلى الحكم) 
						
						اخوته 
						
						أبيه 
						
						ابن عمه 
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			            
			
			  
			
			                
			
			السلاطين الذين دخلوا القفص ومدتهم فيه :1517 – 1780 م[6]   
						
						
						السلطان الذي حُبِس في القفص 
						
						
						سنه عند دخول القفص 
						
						
						الفترة التي قضاها في القفص 
						
						
						قبل توليه العرش 
						
						
						بعد توليه العرش 
						
						
						إجمالي الفترة 
						
						  
						
						مصطفى الأول  
						
						عثمان الثاني 
						
						مراد الرابع 
						
						ابراهيم 
						
						محمد الرابع  
						
						سليمان الثاني 
						
						أحمد الثاني 
						
						مصطفى الثاني 
						
						أحمد الثالث 
						
						محمود الأول 
						
						عثمان الثالث 
						
						مصطفى
						
						
						الثالث 
						
						عبدالحميدالأول  
						
						سليم الثالث  
						
						سنه 
						
						12 
						
						12 
						
						05 
						
						20 
						
						46 
						
						06 
						
						05 
						
						23 
						
						14 
						
						07 
						
						05 
						
						14 
						
						05 
						
						12 
						
						شهر   سنة 
						
						-       14 
						
						-       - 
						
						03     26 
						
						-      22 
						
						-       - 
						
						-      30 
						
						-      43 
						
						-      07 
						
						-      16 
						
						-      27 
						
						-      51 
						
						-      27 
						
						-      43 
						
						-      15 
						
						شهر    سنة 
						
						-        19 
						
						-        - 
						
						-        - 
						
						-        - 
						
						-        05 
						
						-        -    
						
						-        - 
						
						03       - 
						
						06       - 
						
						-        - 
						
						-        -    
						
						-        -  
						
						-        - 
						
						-       01 
						
						شهر     سنة 
						
						-        33 
						
						03       - 
						
						-        06 
						
						-        22 
						
						-        05 
						
						-        30 
						
						-        43 
						
						03      07 
						
						06      06  
						
						-       27 
						
						-       51 
						
						-       27 
						
						-       43 
						
						-       16 
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			  
			لم تطبق أي من هذه المبادئ بين قبائل الجزيرة العربية، علماً أن معظمها 
			كان معروفاً في أوساط الأسر هناك، وربما حالت مفاهيم الحفاظ على لحمة 
			الجماعة البدوية دون ذلك، إلاّ أن هذا لم يضع نهاية للصراعات الدموية 
			على الخلافة في أوساط جميع الأسر الرئيسة الحاكمة في الجزيرة العربية 
			بما في ذلك آل سعود.  
			كان تركي بن عبد الله (حفيد محمد بن سعود وعم عبد الله بن سعود) قد 
			استطاع الهرب من المطاردة العثمانية والمصرية في ضواحي نجد الصحراوية 
			القاحلة، وفي آب أغسطس من عام 1824 كما استطاعت الفروع المختلفة من آل 
			سعود استعادة نفوذها في الرياض وفتحها وإعلانها عاصمة جديدة لآل سعود. 
			وقد شكل اعتلاء تركي بن عبد الله أول بديل لفرع عبد العزيز في تولي 
			السلطة.  
			  
			سرعان ما استطاع عدد من أفراد آل سعود الهرب من مصر والعودة إلى 
			الجزيرة العربية، وكان من بينهم فيصل بن تركي الذي عينه والده ولياً 
			للعهد، لتشهد الأسرة بعد ذلك نزاعات داخلية حادة انتصر فيها تركي بن 
			عبد الله على ابن عمه مشاري بن عبد الرحمن سنة 1831. وبعد سنوات ثلاث 
			(1834) تمكن أحد رجال مشاري من اغتيال تركي، ليشكل ذلك أول اغتيال تم 
			تسجيله داخل الأسرة السعودية منذ قيام سلطتها الأولى عام 1744، كما يرد 
			في كتاب عبد الصالح العثيمين[7].
			 
			ويتابع الكتاب أن مشاري لم يبق طويلاً في الحكم فقد تم اغتياله على يد 
			الأمير فيصل، أحد أبناء تركي الذي استولى على الرياض وأعلن نفسه حاكماً 
			على البلاد. ولكن عهد فيصل بن تركي قد انقطع بعودة القوات المصرية عام 
			1838 إذ قامت بطرده وتعيين خالد بن سعود ليعود بذلك الفرع الذي كان 
			مهيمناً على السلطة في السابق.  
			ما لبث أن ضغط البريطانيون على محمد علي الذي سحب قواته سنة 1949 ما 
			أدى إلى خلع الأمير خالد بن سعود على يد قريب له هو عبد الله بن ثنيان. 
			ويبدو أن البريطانيين ساهموا في إعادته بعد فراره إلى البحرين من الأسر 
			المصري. فعاد وحكم للمرة الثانية في فترة تعتبر واحدة من الأكثر 
			استقراراً في الجزيرة العربية. 
			وقد ساهم في هذا الاستقرار، 
			كما يقول  
			هـ. سانت جون فلبي
			H. St. 
			John Pholby[8]،
			
			
			مجموعة التدابير التي شجع من خلالها الولاء لحكمه من خلال التعيينات 
			وعلاقات المصاهرة، ومنح امتيازات مالية للأعمال الناشئة، ما شكل دروساً 
			لم تنتفع منها الأجيال التالية من آل سعود.  
			
			مع وفاة فيصل عام 1865، غاصت الأسرة الحاكمة في حقبة طويلة من النزاعات 
			الدموية التي بلغت حد الصراعات والحرب الأهلية التي اشتعلت شرارتها مع 
			تعيين فيصل ابنه البكر عبد الله ولياً للعهد، حين جوبه من قبل أخيه 
			الأصغر سعود، فكانت النتيجة اشتعال حرب أهلية دامت لأكثر من عشر سنوات، 
			تحالف خلالها الأشقاء مع العثمانيين والبريطانيين لضرب بعضهما البعض 
			حتى نجح سعود بخلع أخيه عبد الله عام 1871. 
			
			توفي سعود سنة 1875 فارتقى شقيقه الأصغر عبد الرحمن بن فيصل إلى سدة 
			الحكم. وسرعان ما وقف أبناء سعود ضد عمهم، فقام تحالف ثلاثي بين هذا 
			الأخير مع شقيقه عبد الله في بادية عتيبة وشقيق ثالث لهما لهزيمة أبناء 
			عمهم سعود، وما إن تغلبوا عليهم سنة 1878 حتى تنازع الأشقاء أنفسهم على 
			السلطة في الرياض فخلع عبد الرحمن على يد أخيه وحليفه السابق عبد الله 
			بن فيصل الذي استعاد السلطة بدعم من العثمانيين عام 1889 وبقي فيها حتى 
			وفاته حيث استولى شقيقه عبد الرحمن على مقاليد الحكم ولم ينعم بها إلا 
			بضعة أشهر فقط.  
			يقول 
			
			هـ. سانت جون فلبي[9]، 
			أن سلالة آل سعود قد أنهكت من جراء الاقتتال الداخلي الذي استمر عقوداً 
			سفكت خلالها دماء كثيرة، حتى تم الاستيلاء على الرياض من قبل محمد بن 
			رشيد (أحد أجداد محمد بن طلال آل رشيد، جد الأمير فيصل بن مساعد من طرف 
			أمه) وهو من أسرة نجدية منافسة عرفت بعائلة آل الرشيد، وذلك إثر تسلم 
			عبد الرحمن بن فيصل الذي فشل مع غيره في محاولة التمرد على آل الرشيد 
			سنة 1890، فقام هؤلاء بنفيه مع أسرته إلى البحرين حيث غادر منها متوجها 
			إلى الكويت. 
			
			  
			3- 
			من 1902 إلى 1932 
			"لا تنسوا أن ما من رجل منكم إلا وذبحنا أباه أو أخاه أو ابن عمه، وما 
			ملكناكم إلا بحد السيف، ترى صحيح والسيف بيدنا، ولا تظنوا أن لكم قيمة 
			كبيرة عندنا، أنتم عندنا مثل التراب" هذا ما قاله مؤسس الدولة السعودية 
			الثالثة، الملك عبد العزيز أمام حشد من سكان منطقة نجد بعد استيلائه 
			عليها وفق ما ورد في الجزء الثاني من كتاب (ملوك العرب) للكاتب والمؤرخ 
			المعروف أمين الريحاني. 
			استمر حكم آل الرشيد في الرياض، وبقيت القوات العثمانية في المنطقة 
			الشرقية، وتوزعت بقية المناطق في شبه الجزيرة العربية على أمرائها 
			المتنازعين على النفوذ فيها حتى عام 1902، حين جاء الملك عبد العزيز 
			إلى الجزيرة العربية قادماً من الكويت مستفيداً من احتدام النزاعات 
			الدولية بين العثمانيين والبريطانيين على المنطقة. 
			تمكن عبد العزيز من احتلال الرياض وقتل حاكمها من آل الرشيد الذين 
			كانوا يحكمون وسط الجزيرة العربية، ثم استولى على وسط نجد عام 1904 
			وتبعتها منطقة القصيم عام 1908 ثم استولى على الإحساء التي كان يحكمها 
			العثمانيين سنة 1913، حتى اجتاح عاصمة آل رشيد وقضى على دولتهم سنة 
			1921. 
			تجدر الإشارة هنا إلى أن النزاعات الدموية العنيفة التي سادت أوساط آل 
			رشيد على السلطة في تلك الحقبة هي التي مكنت آل سعود من اختراقهم 
			واستمالة عدد من زعمائهم الطامعين بالسلطة سعياً إلى مزيد من زرع 
			التفرقة في صفوفهم والتغلب عليهم في آخر المطاف، وقد استطعنا صياغة 
			جدول في أساليب التناوب على السلطة بين أبناء آل رشيد خلال الحقبة التي 
			سبقت هزيمتهم على يد عبد العزيز آل سعود لنبين مستوى إراقة الدماء التي 
			سادت أوساط أسرتهم في تلك الحقبة.     
			
			نزاعات آل رشيد حتى هزيمتهم أمام آل سعود       
					
					التاريخ 
					
					إلى  
					
					كيف ترك السلطة 
					
					انتقال السلطة من 
					
					1847 
					
					طلال بن عبد الله بن علي بن رشيد 
					
					الوفاة الطبيعية 
					
					عبد الله بن علي بن رشيد 
					
					1867 
					
					شقيقه متعب بن عبد الله بن علي بن رشيد 
					
					الوفاة في حادث غامض 
					
					طلال بن عبد الله بن علي بن رشيد 
					
					1869 
					
					ابن أخيه بندر 
					
					اغتيال على يد ابن أخيه بندر 
					
					متعب بن عبد الله بن علي بن رشيد 
					
					1869 
					
					محمد بن عبد الله 
					
					اغتيال على يد عمه محمد 
					
					بندر 
					
					1897 
					
					عبد العزيز بن متعب بعد صراع دموي على السلطة 
					
					الوفاة 
					
					محمد بن عبد الله 
					
					1906 
					
					متعب بن عبد العزيز بن متعب 
					
					توفي في معركة أمام عبد العزيز آل سعود  
					
					عبد العزيز بن متعب 
					
					1907 
					
					سلطان بن حمود 
					
					اغتيال على يد ابن عمه سلطان 
					
					متعب بن عبد العزيز بن متعب 
					
					1908 
					
					سعود بن حمود 
					
					اغتيال على يد أخويه سعود وفيصل 
					
					سلطان بن حمود 
					
					1919 
					
					سعود بن رشيد 
					
					اغتيال على يد فرع من العائلة في حائل 
					
					سعود بن حمود 
					
					1920 
					
					عبد الله بن طلال 
					
					اغتيال على يد ابن عمه عبد الله بن طلال 
					
					سعود بن رشيد 
					
					1920 
					
					عبد الله بن متعب 
					
					اغتيال على يد ابن عمه عبيد بن سعود 
					
					عبد الله بن طلال 
					
					1921 
					
					  
					
					 توفي بعد هزيمته وأسره من قبل آل سعود 
					
					محمد بن طلال 
			  
			تتوافق المراجع التاريخية على أن محمد بن طلال كان آخر أمراء آل رشيد 
			الذي أسره عبد العزيز ونقله إلى الرياض ليتزوج من ابنته جواهر ولم ينجب 
			منها في حين زوّج شقيقتها الصغرى وطفاء لابنه مساعد عام 1944، وقد أنجب 
			منها خالد الذي قتل بتهمة التطرف ومهاجمة محطة تلفزيونية عام 1966، 
			وفيصل الذي قام باغتيال عمه الملك فيصل عام 1975[10]. 
			عام 1922 قام عبد العزيز بالقضاء على حكم آل عائض في منطقة عسير في 
			الجنوب الغربي، وبعد مناورات وتحالفات استطاع السيطرة على منطقة الحجاز 
			التي كانت تحت حكم الشريف حسين بن علي وذلك بعد قتال استمر منذ عام 
			1919 حتى سنة 1934. وكان عام 1932 قد قضى على حكم الأدارسة في الجزء 
			الجنوبي على الحدود مع اليمن وضمها نهائياً إلى الدولة السعودية ليكتمل 
			بذلك العهد الثالث من تاريخها الحديث.  
			ويستعرض المؤرخ عبد المنعم الغلامي أمجاد الملك عبد العزيز في كتابه 
			(الملك الراشد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود) فيذكر بالتفصيل 
			اثنين وخمسين واقعة حربية خاضها لتثبيت حكمه في الجزيرة العربية، كما 
			يذكر من بينها غزوات شارك فيها وقاد بعضها الملك فيصل، الذي صحبه والده 
			في غزوة ياطيب عام 1917 وهو في الحادية عشرة من عمره، وأوكل إليه قيادة 
			الجيش الزاحف إلى عسير عام 1922 وهو في السادسة عشرة من عمره. 
			 
			أما عن كيفية تعامل الملك عبد العزيز مع مسألة النزاعات العائلية على 
			الحكم فيقول هارولد سي. آرمسترونغ 
			Harold C. Armestrong[11] 
			يقول إن الملك عبد العزيز قد رفض محاولات خلافة سعود الكبير والعريف 
			وجلوي عند نهاية القرن، إما من خلال المعارك التي شنها ضدهم، أو عبر 
			المصاهرة والاستمالات المتنوعة. ويضيف في جانب آخر أنه حين عارضه أبناء 
			عمه سعود، ووقفوا وراء انتفاضات وحركات تمرد مسلحة خطيرة حصلت في 
			قبيلتي عجمان والحساسنة عام 1908، استعان عبد العزيز بكل ما لديه من 
			وحدات مسلحة للقضاء على الثورة. 
			
			ويضيف الكاتب أن عبد العزيز قام في جولة واحدة بجمع 19 قائداً من 
			الأسرى في مدينة ليلى وقام بتنفيذ إعدام علني مؤثر. بعد سقوط 18 رأساً 
			بضربات السيوف، عفا عبد العزيز عن التاسع عشر و"أطلق سراحه ليذهب ويخبر 
			بما رأته عيناه من انتقام ابن سعود العادل" ويبدو أن هذا المثال الصارم 
			للعدالة قد نشر نفوذ عبد العزيز بين أبناء عمومته ومن قد يقف تسول له 
			نفسه الوقوف وراءها من زعماء القبائل. 
			
			وقد عرف عن عبد العزيز لجوؤه إلى سبل التحلفات والمصاهرة والمشاركة في 
			الحكم لاستمالة فروع العائلة التي قد تنافسه على الحكم وتشكل خطراً 
			داخلياً عليه. هذا ما عمد إليه بشكل واضح مع الفرع الرئيسي لعائلة آل 
			سعود وهو سعود الكبير كما يسمى في المراجع التاريخية السعودية بلقب 
			العريف. 
			
			كانت هذه الأسرة قد أبدت تحدياً واضحاً في أكثر من مناسبة لنظام 
			الخلافة السائد مرتكزة على تقدمها كفرع رئيسي في العائلة، فأحبط عبد 
			العزيز هذه المحاولة بتزويج إحدى أخواته، نورا، بالمطالب الرئيسي 
			بالحكم، سعود بن عبد العزيز بن سعود الكبير، ليستميل بذلك أسرة عبد 
			العزيز الكبير وكسب تأييدها كما جعلها تشارك في حكم فرعه في العائلة. 
			
			كما اتبع هذه الطريقة مع حلفائه الموحدين في أسرة الشيخ محمد عبد 
			الوهاب (الوهابية) وقد سار في هذا المجال على خطى سلفه الأمير محمد بن 
			سعود الذي تزوج من ابنة حليفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهكذا تزوج 
			عبد العزيز من طرفة ابنة عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن 
			آل الشيخ، التي أنجبت فيصل بن عبد العزيز موضوع بحثنا. 
			
			ولكن هذه الطريقة لم تفلح باستمرار كما يقول الكاتب ألكساندر بلاي
			Alexander Bligh[12]، 
			خصوصاً على مستوى أسرة آل سعود فالأمور لم تكن على هذه السهولة 
			باستمرار. 
			
			ويشير المؤلف[13] 
			إلى أن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي، والد عبد العزيز قد أنجب عشرة 
			أبناء منهم بالتسلسل فيصل وعبد العزيز ومحمد وسعد وسعود وعبد الله 
			وأحمد ومساعد وسعد، أي أن محمد يأتي بعد عبد العزيز مباشرة، حتى أنهما 
			ولدا في العام 1880 نفسه. 
			
			وقد لعب كل من محمد وعبد الله ومساعد أبرز الأدوار السياسية إلى جانب 
			عبد العزيز، كما شكل محمد وعبد الله، في وقت من الأوقات خطراً على 
			مساعي عبد العزيز تشكيل تسلسل عمودي للخلافة، ينقل من خلاله السلطة 
			بالوراثة إلى أبنائه بدل إخوته. 
			
			وينقل ألكساندر بلاي عن أحد التقارير مقتل خالد بن محمد بن عبد الرحمن 
			في حادث صيد غامض بعد أن حاول ابن شقيق لعبد العزيز في مرات متتالية 
			قتل ولي عهده وأول من حكم البلاد من بعده، الأمير سعود بن عبد العزيز. 
					
					
					[1]
					
					
					
					 غسان ابراهيم الشمري، انبعاث أمة، ص 68. 
					
					
					[2]
					 
					
					 الصفحات 21-37 من: 
					Religion & State in the 
					Kingdom of Saudi Arabia, Boulder & London : Westview Press 
					1985. 
					
					
					[3]
					 
					
					 عبد 
					الصالح العيثمي، تاريخ المملكة العربية السعودية، الجزء 
					الأول، الرياض 1984-1995، ص 151-207.   
					
					
					[4]
					 
					
					 جوزيف أ. كيشيشيان،
					الخلافة في العربية السعودية، الصادر عن دار الساقي 
					2003 بيروت، ص صفحة 41.   
					
					
					[5]
					
					
					
					 صلاح سالم زرتوقة، أنماط الاستيلاء على السلطة في الدول 
					العربية 1950-1985، مكتبة مدبولي، القاهرة 1993، ص 
					170-171. 
					
					
					[6]
					
					
					
					 أنماط الاستيلاء على السلطة...، 
					م س،  ص 170-171. 
					
					
					[7]
					
					
					
					 تاريخ المملكة العربية السعودية...، 
					م س، ص232-243.   
						
						
						
						[8] 
						H. St. John Pholby،
						
      					Sa’udi Arabia, London : Ernest bon limited, 1955,
						
						
      					p.160-168.
						 
					
					
					[9]
					
					
					 م 
					ن. 
					
					
					[10] 
					أنظر ملحمة سقوط مدينة حائل، عاصمة آل الرشيد، كما وصفت في كتاب 
					للمعارض السعودي ناصر السعيد الذي طورد وخُطف وقتل في بيروت 
					واتهمت به المخابرات السعودية في عقد السبعينات من القرن 
					الماضي وسط ظروف غامضة ما زالت محل أخذ ورد بين آل سعود 
					والمعارضة المنفية.   
					
					
					
					[11]
					 Harold C Armestrong, 
					Lord of Arabia : Ibn Saud, An intimate Study of a King, p. 
					37. 
					
					
					
					[12]
        
					
					
					 Alexander Bligh,
					From Prince to King : 
					Royal Succession in the House of Saud in the
					
					
					 20th 
					Century, New York & London : New York 
					 University Press, 
					1984 London, Arthur Barker, Ltd, 1934, p. 32.
					 
					
					 
					
					[13] 
					م ن، ص 107. 
  
=-=-=-=-=-=-=-نهاية 
الفصل الأول. ©  2008-2009. All Rights Reserved-كافة الحقوق محفوظة للمؤلف  
  
[محتويات]  
[إهداء]   
  
 
  | 
     
       
 
  | 
    
      
       
  | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
      
  | 
    
       
  | 
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م