اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم الغرائب 010 - الكنوز الغارقة
 

كنوز غارقة

 

                استعمال المقعد القذفي هو قرار لا يرغب أي طيار باتخاذه.     

                لنرى ما يحدث عندما يضطر طيار من السلاح الجوي الأمريكي لمغادرة طائرته المعطلة.

                تحديات مياه نهر زامبيزي العظيم.

                إما أن تسعى لترويض أعنف مياه متدفقة في العالم، أو تبقى  أبد الدهر بين حصى هذا النهر الأفريقي العظيم.

                صيد الكنوز الغارقة. ابقوا معنا كي نبحث في رفات إحدى السفن الثمينة الغارقة، ليس في البحر، بل في حقول كنساس للذرة.

=-=-=-=-=-=-=

                أهلا ومرحبا بكم في عالم الغرائب. معكم مايكل دورن.

                يعتبر الطيار المقاتل في سلاح الجو أن استعمال المقعد القذفي آخر ورقة لديه.

                إنه قرار الثواني الأخيرة، لإنقاذ الحياة، ومحاولة إنقاذ طائرة تساوي ملايين الدولارات.

                قبل اتخاذ القرار على الطيار أن يتذكر هذه العبارة التي يتعلمها إن لم تمت بتحطم الطائرة، قد يفتك به المقعد القذفي.

                تموز من عام تسعة وثمانين. شعر طيار روسي فجأة بأن محرك الطائرة قد تعطل، وذلك باستعراض جوي خارج باريس.

                توجهت الطائرة نحو الأرض، وعلى الطيار أن يتصرف بسرعة. فانطلق بالمقعد القذفي.

                وتمكن بذلك من النجاة.

                بعد أربعة أعوام وأثناء عرض جوي في إنجلترا، حاولت طائرتان روسيتان القيام بمناورة تقاطع دقيقة، ولكن مواقعهما كانت خاطئة.

                قبل اصطدام الطائران المحترقتان بالأرض، تمكن الطياران من القذف، وبقيا أحياء.

                لفتت هذه الحوادث أنظار الطيارين ومهندسي الطائرات والعلماء في العالم. القذف عملية خطيرة. الظروف الصعبة التي تواجه الطيار حين يقرر مغادرة الطائرة، يمكن أن تؤدي إلى كسر في الفخذ أو العنق أو تسبب الوفاة.

                مع زيادة التعقيد في الطائرات، يعمل  مهندسو سلاح الجو الأمريكي في مختبرات أرمسترونغ أوهايو، على جعل المقعد القذفي أكثر سلامة.

                يكمن عملنا في المختبرات من الناحية التقنية بالعمل على تحسين الطائرة، ونظام تكنولوجيا الفرار، إلى حد نمنح فيه الطيار السلامة والأمان قبل أي جانب آخر من الطائرة.

                بدأ العمل على تطوير المقعد الخلفي بعد الحرب العالمية الثانية، حين عمل خبراء بريطانيا في شركة مارتين بيكير على تجريب سبل تحول دون أن يؤدي التسارع المباشر إلى كسر عنق الطيار.

                وقد استخدموا وسيلة تحفظ  رأس الطيار في مكانه.

                في تجربة مارتن بيكر التي جرت عام ستة وأربعين، تحول بيرنارد ليتش إلى أول طيار ينجو عبر المقعد القذفي من الطائرة.

                عند انطلاق الطيار في الجو وتعرضه للتيار الهوائي، يجد قوة تسمى، انفجار الريح. كانت التجارب الأولى تعرض الطيار إلى رياح تبلغ سرعتها خمسمائة ميل في الساعة.

                استخدمت الدمى لتجربة عمليات القذف من الطائرات السريعة.

                واجهنا مشاكل كبيرة نجمت عن قوة انفجار الريح، لدرجة أن ذراعي الطيار وساقيه كانت ترمى على جنبي المقعد، ما يعرضها لكسور خطيرة.

                أي أن على الطيار تحمل انطلاقه السريع حين تفتح مظلته في الجو. هذا ما تبدو عليه الحالة في الحركة البطيئة. 

                تمكن طيار التجارب في سلاح الطيران الميجير جنرال فرانسيس جديون، من البقاء على قيد الحياة، بعد تجربة المقعد القذفي. أدت ظروف التجربة إلى كسر عنقه بعد انطلاقه من طائرة معطلة.

                بالعودة إلى الخلف يمكن القول أن الحادثة كادت تحطم رأسي وتؤدي إلى موتي الحتمي، خصوصا وأن عنقي قد كسر.

                تعكس هذه الصور البطيئة عملي قذف الجنرال جديون، أثناء تجربة طائرة آن إيه عشرة الهجومية، فوق صحراء كليفورنيا عام ثمانية وسبعين، حين أجبره تعطل الطائرة على إيقاف المحركات.

                كان علي الخروج من الطائرة، يجب اضطررت للخروج منها كي أبقى على قيد الحياة. وضعت يدي بين قدماي وأمسكت بالمقبض وسحبته، فطار غطاء المقصورة وانطلق المقعد لأرى الطائرة تسقط بعيدا تحت المقعد.

                خرج المقعد القذفي من الطائرة ومعه جديون ليدخل في التيار الهوائي.

                وانهمرت الطائرة الخالية من الطيار نحو أرض الصحراء.

                وقد حالفني الحظ جدا حين فتحت المظلة، بعد ثانيتين تقريبا من سحب المقبض، فكانت  تلك عملية انطلاق سريعة وعنيفة في آن معا.

                وحالفه الحظ لأن المقعد القذفي لم يصطدم بالمظلة.

                سقطت الطائرة الهجومية على الأرض وتحولت إلى كتلة من نار.

                لا شك أن حياتي تعرضت للخطر خلال بضع لحظات، ولكن تكنولوجيا المقعد القذفي رائعة، لأنها أنقذت حياة الكثيرين دون شك ..

                ولكن مع  تقدم الطائرات العصرية، أصبح من الصعب على المقاعد القذفية مواكبة التطور. توصل العلماء إلى ما عرف بآدم، أي الدمية الديناميكية المتقدمة، وذلك لإجراء تجاربهم على قدرة تحمل العظام. تتمتع هذه الدمية التجريبية بمائة وثمانية وعشرين نقطة حسية، تتولى تسجيل القوة القصوى للقذف من الطائرة.

                آدم هو دمية معززة بالأجهزة، التي تقيس القوى والتسارع الذي يسبب الجروح أثناء الانطلاق.

                عند نجاة الطيار الروسي من حادث الطائرة في العرض الجوي، أخذ باحثو مختبرات آرمسترونغ آدم إلى موسكو للتعرف على طريقة عمل المقعد القذفي الروسي.

                أخضعت الأبحاث آدم لتجارب القذف من صاروخ أفقي ثبت على إحدى السكك.

                كما أخضع آدم لعملية انطلاق غريبة من طائرة ميغ الروسية، وذلك على سرعة ألف وستمائة ميل في الساعة.

                آدم هو طيار ينجو باستمرار. المعلومات التي يجمعها آدم، ستساعد في تصميم الجيل التالي من مقاعد القذف، ما يمنح الطيار على الدوام، ورقته الأخيرة المنقذة.

=-=-=-=-=-=

                تعرف على الأمواج المتدافعة في نهر زاميزي العظيم.

                والحفر في جبال من الطين للعثور على كنوز ثمينة.

                أطلق على نهر زامبيزي العظيم هذه الاسم تيمنا بآلهة إحدى القبائل القديمة، التي يرمز إليها بنصف ثعبان عملاق، ونصف تمساح آكل البشر.

                ركاب المياه المتدفقة الذين يجرءون على تحدي عظمة الزامبيزي، فهموا سريعا كيف حصل هذا المكان على اسمه.

                لا شك أن أعنف نهر في العالم، يأكل الناس أحياء.

                هذه إحدى التيجان التي تكلل القارة السوداء.

                تعتبر شلالات فيكتوريا الصاخبة، الأكبر حجما من المياه الساقطة في العالم.

                تحت الشلال تتدفق المياه عبر مضيق ضيق تحكمه صخور يزيد ارتفاعها عن مائة قدم.

                هذا هو نهر زامبيزي العظيم والواقع في أفريقيا الشرقية. ساد اعتقاد لعدة قرون بأن شلالاته الهائلة ومياهه الخافقة، هي حدود لا تخترق لآلهة نيامي نيامي المخيفة.

                أما اليوم فهو مكان يصطدم فيه الفلكلور القديم بالتكنولوجيا الحديثة. هنا يقوم ركاب الزوارق  بتجريب معادنهم في أعنف مياه الأنهر في العالم.

                قد لا تجد أي مكان آخر في العالم يتمتع بهذه التيارات السريعة جدا خلال مساحة ضئيلة، كما هو الحال في زامبيزي.

                 يدرس الجيولوجي المائي جون كرامر قوة وطاقة المياه المتدفقة. وهو يعرف قوة الزامبيزي من جربته الشخصية. عام واحد وثمانون كان عضو في أول فريق من الزوارق التي تجرأت في التاريخ على ركوب الزامبيزي.

                ما يجعل نهر زامبيزي بهذه العظمة والقوة هو حجم المياه ووحدة القنوات.

                مياه الزامبيزي قوية جدا، وهي تنحدر في النهر بسرعة كبيرة، أي أن فيه كميات هائلة من المياه المتلاطمة، إذا واجهت العوائق عليا أن تنطلق إلى أعلى أو أسفل أو في أي اتجاه ممكن.

                تصور طقوس الرقص لدى قبائل ماكيشي المحلية تفسيرهم الخاص لتدفق مياه زامبيزي. تكشف رقصاتهم التقليدية عن مدى إجلالهم لنيامي نيامي. هناك اعتقاد بينهم يعتبر أن آلهة رأس الثعبان وجسم التمساح الجائع، هي السبب في هذه المياه الهائجة.

                اعتبر نهر زامبيزي غير قابل للملاحة طوال قرون. أما اليوم فقد مكن التقدم في صنع الزوارق والمعدات من تحدي سيطرة نيامي نيامي على النهر.

                ساعدت الزوارق المطاطية ركابها على النجاة من  الاصطدام الضفاف الوعرة والصخور الحادة.

                رغم المياه المتدفقة، لم تمتلئ الزوارق بالمياه أو تغرق. ذلك أن أرضيتها الفريدة تخرج المياه أوتوماتيكيا.

                يؤكد الدكتور كرامر بأن تحدي هذه المياه يتطلب تفهم عميق لحركة قوتها وضغطها.

                انظر كيف يدير الزورق وذلك في سعي منه لاستخدام التار للدوران، بما يساعده في الاعتماد على قوة السحب للعودة إلى هذه الجهة من النهر.

                يقول كرامر بأن ضغط الماء شديد جدا، لدرة أنها تخلق أمواج عملاقة أو عوائق هائلة.

                تنحدر المياه نحو الأسفل بينما نواجه العوائق العالية. وكأننا نصطدم بجدار على سرعة عشرين ميلا في الساعة. ما أدى في هذه الحالة إلى انطلاق الزورق في الهواء. بعد ذلك انقلب الزورق وهذه حالة خطيرة عند انقلاب الزورق هكذا، لأنه ليس من السهل إعادته إلى وضعه العادي.

                هناك خطر آخر يعرف بالثقب، وهو ينجم عن العوائق المغمورة كالجلمود. عند انهمار الماء على ظهر الجلمود، يعني ذلك الدفع نحو السطح ما يؤدي إلى بؤرة يعلق فيها الزورق.

                إذا علق الزورق هناك قد يستمر فترة طويلة. وكأنه في حالة من الدوران المستمر.

                كمية المياه التي تسقط هناك هي نفسها، وهي تسبب نفس التدفق مرة بعد أخرى.

                تهدد هذه الثقوب أكثر المجربين خبرة في ركوب الزوارق.

                ما يحدث هنا هو أنهم يجذفون، ولكن الثقل يتجه نحو مؤخرة الزورق ما يبقي عليهم في الثقب، وهم يهتزون هناك مثل الدمى.

                العديد ممن يتجرأون على تحدي الزامبيزي ينطلقون عبر فريق شيرواتر  لمغامرات الزوارق في زيمبابوي.

                يركز اهتمام شيرواتر الأساسي على السلامة. عام اثنان وتسعون، فرض الفريق استخدام الخوذات الإجباري، ما جعلها تصبح عنصرا هاما في مواجهة هذا النهر العنيد.

                هنا أخذ دليل الزوارق المجرب مارك جوفي، يواجه أحد الكواسر.

                تنقلب الزوارق عندما نفقد السيطرة، وتتوتر أعصاب الكثير من الركاب، ليسود الرعب ويمنع الدليل من السيطرة على الوضع.

                يمكن للزامبيزي أن يقلب من الزوارق أعدادا تفوق جميع الأنهر في العالم.

                القوة الهائلة للزامبيزي تعامل الزوارق على أنها ألعاب. ما أدى إلى وقوع حوادث قاتلة. يكمن الخطر الأكبر بالسقوط من الزورق، ليعلق المرء بين الصخور تحت الماء. كثيرا ما يتعرض البعض للإصابة داخل الزورق، حين تتقاذفهم المياه وتصدم بعضهم ببعض.

                مع ذلك يأتي الآلاف سنويا من جميع أرجاء العالم لتجريب عظمة الزامبيزي.

                ينتاب المرء شعور مدهش حين يسقط في الماء، حيث يرى الأمواج تتدفق نحوه، ويتخيل بأن نيامي نيامي يسخر منه.

                الجمال الفريد والقوة الهائلة تجعلان من نهر زامبيزي واحدا من أكثر الأنهر إثارة للدهشة في العالم.

                وسيستمر على هذا النحو من جذب جميع الذين يريدون محاولة التصدي لنيامي نيامي، وحش هذا النهر.

=-=-=-=-=-=

                والآن، صيادو الكنوز يعملون معا على إنقاذ من عشية الحرب الأهلية في أمريكا.

                طوال أكثر من مائة عام، قام صيادو الكنوز بتمشيط نهر ميسوري بحثا عن حطام سفينة أرابيا. وقد فشلت كل المحاولات في العثور على السفينة الغارقة.

                ولكن التكنولوجيا الحديثة حلت اليوم محل الإصرار القديم للعثور على هذا الجزء الثمين من التاريخ الأمريكي.

                غرقت تحت مياه العالم أعداد كبيرة من السفن، كما غرقت معها كنوز لا تقدر بثمن. وقد راودت هذه الثروات الضائعة أفكار الحالمين والمغامرين.

                لا ترزح جميع السفن الغارقة في البحر، إذ أن بعضها غارق في البحيرات والأنهر.  ولكن البحث عن السفينة البخارية أرابيا سيقودنا إلى أغرب الأماكن على الإطلاق.

                في الخامس من أيلول سبتمبر من عام ألف وثمانمائة وستة وخمسين، توجهت السفينة البخارية أرابيا غربا، نحو مستعمرات جديدة أقيمت على ضفتي نهر ميزوري.

                كان على متن السفينة مائة وثلاثون راكبا، يحملون معهم ثروات من الأمتعة والذهب والمجوهرات وعشرين طنا من المؤن. ولكن بعد ساعة من مغادرة منساس، اصطدمت السفينة يجذع شجرة مغمورة، لتغرق خلال عشر دقائق فقط. بالكاد تمكن الطاقم والركاب من الفرار.

                غرقت في القاع وبقيت هناك. لتخطيها الرمال والرواسب خلال بضعة أيام. ولكن النهر استمر في التغيير.

                عمل صيادو الكنوز طوال مائة واثنان وثلاثون عاما في البحث عن الثروات الأسطورية لسفينة أرابيا. عام ألف وتسعمائة سبعة وسبعون اعتبر ديفيد هولي  أن السفينة قد لا تكون في النهر كليا. بل في حقول الذرة.

                انحرف مجرى النهر على ممر السنين حوالي نصف ميل شرقا، تاركا السفينة تحت حقل من الذرة في كنساس، على عمق خمسة وأربعين قدم.

                لتأكيد نظريته، عمل ديفيد هاولي على مسح الحقول عبر جهاز راداؤر للبحث عن المعادن يعرف ببروتون ماغنيتوميتر. يعتمد هذا الجهاز على حقول الجاذبية في الأرض لتحديد مواقع الأشياء المعدنية الكبيرة، الواقعة عميقا تحت الأرض.

                فجأة أخذت الأعداد التي يعكسها الجهاز تتزايد.

                تزايدت باستمرارية لا عهد لنا بها ما أكد أننا في الموقع المقصود، بلا شك، تأكدنا أنه هو الموقع.

                مع تحديد الموقع المطلوب، باعت عائلة هولي إلى جانب عائلة ماغي الأخرى منزليهما، لتمويل عملية الحفر.

                جاء فريق العمل بمعدات ثقيلة لبدء عملية الحفر. بما أن مستوى المياه كان عاليا، كانوا يدركون بأنهم سيصلون إلى حد تغمر فيه كل شيء. أي أنها ستكون معركة أشد قسوة من أي معركة أخرى واجهتهم.

                اعتمد الفريق على مضخات كهربائية هائلة، كما حفر عشرة آبار بعمق خمسة وستين قدم لضخ الميلهم من المنطقة. ولكن ما فاجأهم هو أن المياه استمرت بالتدفق، وكأن النهر يصر على عدم التخلي عن سفينة أرابيا.

                عملوا ليلا نهارا لما يقارب الشهر، استخدموا ستة عشر مضخة تخرج كلا منها  مائتي غالون من الماء في الدقيقة. ولكن هذا لا يكفي.

                أخذ فلو هولي يزداد قلاقا.

                ما أصابني بالقلق هو أن يتكهرب شخص ما لكثرة المياه والمضخات والمولدات الكهربائية هناك.

                تطلب الأمر مزيدا من الآبار، فاستدانوا مائة وخمسون ألف دولار واستمروا بالعمل.

                شعرت جديا أنهم يبددون الوقت والمال هناك.

                 صبيحة باردة من أيام ميزوري، بلغوا الحطام. وأخذوا يخرجون الوحل أول كنوز السفينة البخارية. إنه برميل مليء بأوان صينية لا تقدر بثمن. كانت تلك لحظات سحرية بالنسبة لصيادي الكنز الموحل.

        عثروا في ذلك البرميل وحده على أوان خزفية متعددة الأشكال. كنا نعرف من دراسات سابقة بأن السفينة تحتوي على الخزفيات الثمينة.

                عدنا إلى المنزل في تلك الليلة ومعنا مائة وثمانية وسبعون قطعة جميلة، جميعها فريدة من نوعها، فعادت زوجاتينا تتحدثان إلينا بحماس من جديد.

                كان الوحل والطين الذي كوفح طوال أربعة أشهر السبب في حماية وحفظ القطع الثمينة لبقائها في ظلام قبور محكمة.

                عجزت العناصر التي تسبب التلف، وهي الأكسجين وأشعة الشمس، من الوصول إليها.

                عثروا في السفينة على أزواج من الأحذية الجلدية الراقية.وقوارير ذهبية للبارود، وبراميل وبراميل مقفلة ومليئة بمقابض بورسلان للأبواب. كانت كل من هذه القطع كنزا ثمينا للمؤرخين وهواة الآثار.

                عندما تكون في الحفرة، تشعر وكأنك في عام ألف وثمانمائة وستة وخمسين، ولست في مكان آخر.

                حثر في السفينة على زجاجات من المخللات، والسيجار، وحتى الثمار المحفوظة.

                إنها معجزات الطبيعة لأن أشياء كالعطر والمشروب وغيرها كان يفترض أن تتلف ولكن لا، حتى أني تذوقت المخلل فوجدته عذب وحلو بعد.

                أخرج الفريق أكثر من أربع طبقات من الوحل لبلوغ أرابيا. وقد تبين لهم أن الفينة غرقت مباشرة إلى قاع النهر، حيث رست مستقيمة تحت الماء. غطت الترسبات على مر السنين جسم السفينة مدمرة طابقها العلوي، لتغرق السفينة على عمق خمسة وأربعين قدم تحت ما تحول إلى حقل من الذرة.

                تحفظ الثروات المتعددة التي تم العثور عليها في أرابيا ضمن متحف أقيم وسط مدينة كنساس في ولاية ميزوري. لتشكل أكبر مجموعة من مواد ما قبل الحرب الأهلية في العالم أجمع.

                لا يتمكن أفراد مثلنا من العثور دائما على شيء كهذا، لنترك بعضا منه ليس لأبنائنا فحسب بل وللأجيال القادمة.

                رغم عدم تقدير قيمة الكنز رسميا، إلا أنه قد يساوي عشرة ملايين دولار، ولكن صيادو الكنز لا يعرضونه للبيع، فقد شعروا كأنهم على صلة مباشرة بالأشخاص الذين عثروا على حوائجهم. أما الكنز الحقيقي الموجود في حطام السفينة فهو الإرادة والكفاءة في المثابرة.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster