اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم الغرائب 006 - الزلازل
 

زلزال

 

                زلزال عملاق يضرب اليابان.   أنظر إلى هذه القوة الفتاكة. يمكن لهذه الصور أن تساعدنا في فهم القوة الوحشية لهذه الظاهرة.

                جندب من العصور الغابرة بحجم يد الإنسان. تعالوا معنا في رحلة جزيرة نبحث فيها عن ويتا العملاق.

                التهافت، والحشود، والاحتفال دون كلل أو ملل. سنتعرف اليوم على رغبة الإنسان الغريبة والحقيقية في الاحتفالات.

=-=-=-=-=

                لا تصدر الزلازل الأرضية إنذارا، ولكن أثناء زلزال كوبي الياباني المخيف، جرى تسجيل الثواني المرعبة الأولى من الهزة عبر كاميرات مراقبة في أرجاء المدينة.

                يبدو أن هذه الصور تقدم الآن معلومات هامة حول ملامح الزلازل.

                السادسة إلا ربع صباحا.

                حرك الزلزال أدوات ثقيلة في هذه القاعة الصحفية اليابانية. فقطع التيار الكهربائي وكاد يحطم هذا المناوب النائم.

                عامل الصندوق في أحد المخازن يعيد لأحد الزبائن فكته. وقد لاحظا وقوع حدث ما. هزة أرضية.

                التقطت هذه الصور عبر كاميرات مراقبة في مرافق من كوبي صبيحة السابع عشر من كانون الثاني يناير من عام خمسة وتسعين.

                جميعها يعطي أدلة تثير القلق عن القوة المخيفة لزلزال أرضي بقوة ستة فاصلة تسعة بالقرب من دائرة محوره.

                تكشف هذه الصور لعلماء الهزات الأرضية في مختلف أنحاء العالم، آلية الأسرار الجيولوجية.

                قبيل حلول السادسة من صباح أحد أيام كانون الثاني يناير، كان عامل هذا المخزن يضع الخبز على الرفوف.

                بدأت بهزات صغيرة،  وأخذت الهزة تزيد سوءا، وما كنت أعرف شيئا عما يجري.

                أخافني أن تسقط رفوف الثلاجات عليّ، لم أجد ما يمكن أن أفعله، فبقيت واقفا في مكاني. لم أستطع شيئا حتى تتوقف الهزات.

                عند توقف الهزات، أشعل تحطم خطوط الغاز  نيرانا حارقة زادت من حجم الدمار.

                قتل خمسة آلاف شخص. وشرد مئات الآلاف من منازلهم. دمرت أحياء بكاملها من هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون ونصف المليون نسمة. وكانت تلك ثاني أكبر هزة أرضية في التاريخ الياباني.

                صدمت المدينة من هول  الكارثة.  رغم اعتياد الشعب الياباني على الزلازل، إلا أن كوبي الحديثة لم يسبق أن ضربت بمثل هذه القوة. 

                المفارقة هنا، هي أنه قبل عام من ذلك وفي نفس الوقت، أفاق سكان لوس أنجيلوس كليفورنا من أسرتهم على وقع زلزال بقوة ستة فاصلة سبع درجات.

                خلف الزلزال في طريقه نفس الدمار العشوائي  الذي تركه في كوبي.

                وقع الزلزال نتيجة تصدع على عمق مئات الأمتار تحت الأرض في منطقة الجسر الشمالي.

                لم يكن العلماء يعرفون بذلك التصدع حتى صباح ذلك اليوم.

                صدمت هاتان الهزتان اللتان وقعتا على جانبي الكرة الأرضية، المجتمع العالمي، الذي وجد نفسه أمام الحجم الهائل للتحديات التي أمامه.

                يعمل الدكتور ديفيد والد في علم الهزات الأرضية عبر مركز كليفورنيا لإحصاء الهزات.

                حقيقة أنا قد نتعرض لهزات أرضية بقوة تتراوح بين ستة درجات ونصف إلى سبع درجات، عبر تصدع لا نعرفه، هي مسألة تثير القلق لدى عدد من الناس. وعندما يحدث ذلك تدرك حجم التحديات التي تواجهنا. 

                حار علماء الزلازل في منطقة جسر الشمال، بحجم الأضرار التي تعرضت لها بنى اعتقد الجميع أنها مضادة للزلازل.

                والمزعج في الأمر هو أن هذه المباني لم تكن ضمن المنطقة التي تعرضت للزلزال مباشرة. الأضرار التي أصابت هذه المباني التي نعتقد أنها تتمتع بمواصفات جيدة، حصلت هذه الأضرار بهزات قليلة نسبيا.

                تحتوي هزة كوبي الأرضية على عدد من المفاجآت  الكبيرة.

                كان الدمار في المدينة أكبر من هزات أرضية سابقة، وقعت ضمن الستة فاصلة تسعة درجات.

                قرر الدكتور ماسايوكي كيكشي من جامعة يوكوهاما، أن يبحث في الأنماط الغريبة لأضرار هذا الزلزال.

                ولكن بدل قراءة الزلازل وصول الأقمار الصناعية، جلس يوكوهاما لمشاهدة عشرات من أشرطة الفيديو المسجلة عبر كاميرات المراقبة أثناء وقوع الهزة الأرضية.

                تحرك الكرسي  بهذا الاتجاه، ثم اندفعت الخزانة إلى هناك.

                عبر دراسة حركة الأشياء بحذر شديد أثناء الزلزال، حاول الدكتور كيكوشي تحديد مكان التصدع بدقة متناهية. 

                في هذا  الشريط تركت الأرض أولا بهذا الاتجاه،  ثم بهذا، والأشياء تتحرك بالعكس.

                انطلاقا من الحركة التي لوحظت في الأشرطة، توصل كيكوشي إلى نظرية تؤكد أن التصدع قد جرى مباشرة تحت التربة الناعمة لشواطئ كوبي.

                إثر تحليل أنماط ما بعد الهزة،  تبين أن التصدع جرى على مسافة عدة أميال، تحت جبال صخرية صلبة. أما الأضرار الجسيمة التي أصابت كوبي فقد نجمت عن ظاهرة حركة في الأرض تعرف بالتوسع.

                تتألف البنية الأرضية من وحدات صخرية مختلفة ووحدات تربة مختلفة، وهذا ما يؤثر مباشر جديا في حركة الأرض. فحركة الرواسب الناعمة أعلى مما هي في الصخور.

                يبين تشبيه الكمبيوتر هذا،  بأن الهزات الأرضية تولد موجات من الطاقة تثب تماما على طريقة الموجات الصوتية في الغرف.

                يؤدي وثب الطاقة إلى أصداء يمكن أن تستهدف بعض المناطق، لتدمر محطة توليد الطاقة، وتترك المباني في الشارع الآخر دون تعرضها للأذى.

                لا تميل التربة إلى التوسع فحسب بل ولزيادة استمرار حركة الأرض، ذلك أن الطاقة تبقى عالقة في طبقات التربة.

                شاهد العالم بأسره سعي أبنا كوبي لإعادة بناء مدينتهم المدمرة، بينما يستمر العلماء بجمع المعلومات في محاولة لتقليص الأخطار الناجمة عن الهزات المقبلة.

                وقد ثبتت فائدة صور كاميرات المراقبة في هذه الأبحاث.

                كشفت أشرطة الفيديو معلومات هامة، فقد لاحظنا من خلالها موجة البي، قبل الهزة الكبرى. عادة ما تكون موجة بي هي الأصغر، أما الأخرى فهي الهزة الفعلية. يمكن أن ترى بأن الناس يتنبهون لموجة بي قبل وقوع الهزة فعلا. أعتقد أن هذا النوع من أشرطة الفيديو يعطينا فكرة عما سنشعر به على مقربة من الهزة الأرضية.  

                بفضل كاميرات مراقبة بسيطة، أصبح علماء الزلازل يعرفون المزيد عن حركة الأرض، كما أننا نستطيع مشاهدة قوة الدمار الحقيقي للهزات الأرضية.

=-=-=-=-=

                قبل حوالي خمسة وستين مليون عام، أي قبل تطور الثديات اللحمية، انفصلت جزيرة نيوزيلندا من قارة جنوبية قديمة.

                وهكذا لم تنمو في نيوزلندا الحيوانات المفترسة فعاشت الطيور والحشرات بحرية كاملة، لتنعم بأحجام وأشكال العمالقة.

                ما زال بعض هذه الأنواع القديمة يعيش حتى اليوم.

                إنها حشرة تعيش منذ ما قبل عصور الديناصورات، كما أن حجمها يكاد يوازي اليد البشرية.

                 تم بالعثور عليها في الزاوية الشمالية لنيوزلندا. 

                تعرف هذه الحشرة الهائلة بلقب ويتا، وهي نوع من الجنادب التي بقيت على قيد الحياة دون تغير، طوال أكثر من مليوني عام.

                يستخدم هذان الذكران أنيابهما الطويلة في مبارزة وجها لوجه، وهما يتدافعان بعناد على طريقة صراع الثيران.

                أكبر هذه الأنواع هو الويتا العملاق، الذي يبلغ طوله أكثر من أربعة إنشات، أي أنه بحجم الفئران  المنزلية. يمكن لأنثى الويتا البالغة أن تزن أونصة كاملة.

                إنها أثقل حشرة في العالم.

                تتمتع هذه المخلوقات الصغيرة بحاسة شم أقوى من كلاب الصيد. وهي تأكل كل شيء، حتى اللحوم. تستخدم الويتا في أشهر الشتاء الباردة قوائمها الصلبة كي تحفر في الأرض بحثا عن ملجأ لها.

        تعتبر من الجنادب السمينة، التي فقدت أجنحتها. ملامحها مطابقة للجنادب بل تعتبر من أجملها. من أبرز مواصفاتها قدرتها الفريدة في البقاء على قيد الحياة، رغم أنها الآن مهددة بالانقراض.

                تعتبر الدكتورة ماري ماسينتاير من أشهر أخصائيي علم الحشرات في العالم، وهي تعمل برفقة ضابط المحميات جيسون كريستينسين، على تحديد أعداد عمالقة ويتا. وهما يتوجهان الآن إلى جزيرة تقع على مسافة ميلين فقط من أراضي نيوزيلندا، وهي جزيرة تشكل عالما بحد ذاته، إنها موطنا تعيش فيه بضعة آلاف من الجنادب العملاقة الوحيدة الباقية في العالم.

                لقد اختفت كليا من شمال نيوزلندا ولا تعيش بشكل طبيعي إلا في ثلاث جزر صغيرة لم يأت  إليها الجرذ بعد بفضل الصدف لا أكثر.

                الجرذ والقطط والكلاب هي ألد أعداء الحشرة الكبيرة. أدى إدخال هذه الحيوانات إلى انقراض ويتا العملاق في عدة مناطق من نيوزيلندا.

                بدأ العمل مؤخرا في جزيرة مانا لإعادتها إلى ما كانت عليه، فزرع فيها أكثر من مائة ألف شجرة محلية.

                تهدف بعثة الدكتورة ماكنتاير جزئيا إلى دراسة تأثير إعادة التشجير على الويتا، إلى جانب إحصاء عدد هذه الجنادب.

                حين تنمو الغابات ثانية، وتصبح الأعشاب كثيفة عند أطراف الغابة، سيصبح العثور على الويتا أصعب مما هو عليه اليوم.

                مع حلول المساء في الجزيرة، حمل الفريق وسائل إنارته وانطلق يبحث عن الحشرات الليلية العملاقة.

                يأخذك العمل في الليل إلى عالم لم يسبق لغالبية الناس أن عرفته من قبل. غالبية المخلوقات الليلية صامتة، أي أن المرء يعتمد على حاسة النظر لا على حاسة السمع.

                وأخيرا كشفت أنوارهما عن الطريدة.

                إنها جميلة، أليست كذلك؟ سأسجل معلوماتها الأساسية.

                حشرات الويتا مطيعة جدا، فهي بالكاد تحركت من مكانها حين بادرت الدكتورة ماري بقياس الوزن والحجم لدراساتها العتيدة.

        اثنان وعشون غراما يحسم منها وزن الظرف.

                صباح اليوم التالي حضرت الدكتورة ماكنتاير لإعداد الويتا بأجهزة تعقب.

                وضعت عليها نوعا من السيليكون فوق جهاز إرسال صغير جدا، يحمل رقم الويتا، سيحمل هذا رقم خمسة وتسعون. ركزت جهاز الإرسال بحذر شديد على ظهر الويتا.

                عندما تنطلق الويتا الخامسة والتسعون، سوف ترسل إشارات مائة وستون ميغاهيرتز.

                بعد ذلك تستخدم الدكتورة ماكينتاير هوائي موجه كي تلتقط ما تبثه ويتا من إشارات.

                تثبت كل من حشراتها على قناة مختلفة، ما يمكنها من التنصت على الحشرة التي تختارها. تعتمد الدكتورة ماكنتاير على الخريطة والالبوصلة كي تقترب من الرقم خمسة وتسعين.

                 تحدد موقع الحشرة ثم تضع علامة تدل عليها. المعلومات التي جمعت من بعثات كهذه تؤكد بأن ويتا حشرة منعزلة، لا تعيش أكثر من عامين أو ثلاثة أعوام.

                تؤكد الأبحاث أن ويتا تترك رائحة خلفها، فتنشر عطرها الفريد على الأشجار والنباتات بهدف جذب الجنس الآخر.

                تؤكد الإشارات التي ترسلها أنها تعبر حوالي خمسون مترا بين ليلة وضحاها. ويبدو أن الذكور منها لا تسكن بيتا لها، أي أنها تتنقل باستمرار، وهذه مسألة  لم نتوقعها.

                تمكنت أعمال الدكتورة ماكنتاير من تفنيد المزاعم التي تقول بأن ويتا تسكن الأشجار، لتثبت أنها تعيش على أطراف الغابة، وأنها تفضل العيش بين الأعشاب. يمكن لهذه المعلومات أن تكون حاسمة لنجاة الحشرة، مع استمرار عملية تشجير الأراضي في جزيرة مانا.

                يساهم العلماء على غرار الدكتورة ماكنتاير، في العمل على فهم أفضل وسريع لهذه الحيوانات المميزة، فهي تسعى لإنقاذها من الانقراض كي تحمي بذلك هذه الهدية الثمينة من الماضي، التي تتمثل ببطل الحشرات للوزن الثقيل، العملاق ويتا!!

=-=-=-=-=

                يتم الاحتفال بالمهرجانات في جميع أرجاء العالم. إنها مناسبة للرقص والغناء، والأكل والمرح الصاخب.

                يعني المرح الصاخب  في بعض اللغات الأوروبية عبارة بانج، وهي كلمة جاءت من مدينة بلجيكية اسمها بانج.

                هناك تقليد سنوي قديم يقام فيها، ليبقي معنى المهرجانات على قيد الحياة.

                في ريو دي جانيرو تخرج الحشود إلى الشوارع للاحتفال. وفي نيو أورليانز يستولي الصخب على آلاف المحتفلين بمرح. يصرخ المشاركون عندما يلتقطون الأشياء التي ترمى من العربات المستعرضة. وكأن تقاليد المهرجانات انتشرت في العالم. يعتبر المشاركون فيها أنها موسما للتمرد ومتاع الذات بالمرح والصخب. 

                ولكن من أغرب الكرنفال وأكثرها غموضا في العالم، تلك التي تجري في مدينة بينج البلجيكية، التي تحتفظ بعد بملامح العصور الوسطى.

                يعود هذا المهرجان إلى زمن بعيد، وما زال يجسد الكثير من أهدافه الأساسية، والتي تكمن في السعي للتخلص من أشرار الشتاء، والإعداد لانبعاث الربيع.

                ربما كانت هذه من أقدم المجتمعات قبل الزراعية، حين كان الانتقال من الشتاء إلى الربيع حاسما، ولا بد من ضمانه بطريقة سحرية.

                يختص سي سكوت ليتلتون في علم التاريخ البشري في كلية أوكسيدينت، وقد تخصص بدراسة المهرجانات على أشكالها في جميع أرجاء العالم.

                كان الانتقال السحري من الشتاء إلى الربيع من خلال شخصية غريبة الملامح تسمى جيل.

                أعتقد أن الجيل عبارة عن شخصية واسعة الآفاق تعرف بالخداع. وكان الهدف من هذه الشخصية خداع الشتاء كي يرحل، ودعوة الربيع للدخول.

                يرتدي الرجال ملامح هذه الشخصية، وتنضم إليهم مجموعة من الصبية بنفس الملابس أيضا. ولكنهم لا يظهرون بالملابس الرسمية ضمن جدران المدينة إلا يوم ثلاثاء من شباط فبراير.

        يوم الأحد الذي يسبق الثلاثاء، يكشف الجيل عن أنفسهم لسكان المدينة. ولكن في ملابس تحمل معان سرية لمجموعاتهم الفردية.

                لا يمكن حتى لزخات المطر أن تنال من حماسهم.

                يوم الاثنين تهدأ المدينة وتصمت بالكامل، ليرتاح سكانها، ليستعد الجيل لحفلة التحول السنوية بملابس المخادع أو البهلوان.

                يبدأ التحول السحري في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الباكر، حين يرتدي كل جيل ملابسه على يد زوجته. يرتدي كل جيل ملابس متشابهة يتم حشوها بالقش. تعرف الزوجات أنه لا بد من يتشابه الجيل كي تتحرر قواه القديمة.

                الشيق في مهرجات الثلاثاء في بينج هو ارتداء مجموعة من الأشخاص الملابس التقليدية نفسها،  وأعتقد أن هذا يعزز السحر. إنه شيء من المعتقدات الشامانية القديمة.

                في تمام الرابعة، يأتي الطبال لجمع الجيل، كي تبدأ بذلك الحرب على أشرار الشتاء.

                وهكذا يبدأون بعبور الشوارع المظلمة، سعيا للقاء بعناصر أخرى من مجموعاتهم.

                يبدأ الجيل بالعمل على إخضاع قوى الطبيعة لسحره مباشرة. وذلك بهز رزمة من العصي يسمونها ريمون، وتجول مجموعاتهم في الشوارع لإيقاظ تغيير الفصول في جليد الأرض. وتقرع  أجراسهم لإيقاظ المدينة.

                تستمر مسيرة الحرب مع انضمام المزيد إلى صفوفهم. وهم يشربون بعض الشامبان مع انضمام كل عضو إلى المسيرة. يبدو أن لقوة العنب المذهلة دورا في التقاليد القديمة.

                كان شرب النبيذ يعتبر نوعا من التقرب إلى الآلهة، إذ أنه يأتي بنوع من الجنون الإلهي.

                تسير مجموعات صغيرة من الجيل في جميع أرجاء المدينة، لتزداد أعدادها، دون أن تتوقف عن الشرب حتى تبلغ حالة من الثمالة.

                مع بزوغ الفجر، يحتشد جيشا من الجيل في ساحة المدينة للقيام بخدعة عملاقة تخرج الشتاء.

                يرتدي أعضاء الجيل خوذاتهم الرائعة، وهي قبعات من الريش طولها ثلاثة أقدام. يقول بعض الأكاديميون أن هذه القبعات مستلهمة من أخرى كان يرتديها هنود الإنكا في البيرو، وهي تمثل مناسبة غريبة كانت أوروبا تتأثر فيها بالقارة المكتشفة.

                يبدأ الجيل رمزيا بإيقاظ فصل الربيع، برمي البرتقال وفاكهة المناطق الدافئة، نحو الحشود.

                إنهم يطردون روح الشتاء ويحاولون استعجال الأجواء الجميلة للربيع والصيف.

                مع محاولة الحشود التقاط البرتقال من الجيل، تظهر أسباب مرح أخرى للمهرجان، ومنها الخروج إلى الشارع بعد شتاء في المنازل، والاستمتاع بالحركة والنشاط.

        يدخل النهار في الليل، دون أن يبدي الطبل والرقص أي إشارات للتوقف. رغم أن الجيل كانوا يرقصون لأكثر من عشرين ساعة.

                وهكذا تتضاعف أعداد الراقصين مع انعكاس الظلال على جدران الساحة. وكأن حيوية الجيل قد غيرت المدينة.

                يكمن سحر الجيل الحقيقي في أنهم يمارسون تقاليد مختلفة للإعراب عن حقيقة عالمية.

                على إيقاع الشامان، ومن خلال مرح البهلوان، وعظمة ملوك البيرو،  يعربون عن رغبة البشرية جمعاء في السعادة والازدهار.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster