اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عصابات الأعماق
 

قرش المطرقة

 

تقع الواحة الحقيقية بين رمال الجزيرة العربية ورمال الصحراء.

إصبع رقيق من المياه يفصل بين قارتي أفريقيا وآسيا… ليحمل المحيط الاستوائي إلى قلب أروع الصحارى في العالم.

يبلغ طول البحر الأحمر ألف وثلاثمائة ميل بينما لا يزيد عرضه عن مائتي ميل. ولكن على خلاف الأراضي القاحلة التي تحيط به، ينبض ما تحت المياه بالحياة وتعدد الألوان.

نعومة المرجان الذي يكثر هنا ومجموعات الأسماك التي تزدهر بين الصخور، تشكل حدودا للصحراء تتألف من مجوهرات تنبعث منها الحياة.

إلا أن حيد البحر الأحمر هو كذلك موطن لواحد من عظماء الطبيعة الذي يبعث على الخوف ويتميز بالغموض…

في مكان ما هنا على طول هذه الحدائق…

بعد الغوص على مستوى من الأعماق، والتحرك عبر أجواء الصمت وبين الظلال…

… يجتمع صيادي البحر الأشد قوة…

"عصابات الأعماق"

قرش المطرقة السوداني.

 رغم أن الحيد الشمالي للبحر الأحمر معروف بالنسبة للغطاسين، ما زال الجزء الجنوبي منه غير مكتشف بعد نسبيا.

لم يسبق أن تم التعرف على أعماق البحر المحاذي للسودان نتيجة الحرب الأهلية التي كانت تشتعل هناك.

إلا أن الشائعات التي تتحدث عن انتشار مجموعات كبيرة من قرش المطرقة في هذه المنطقة جلبت الغطاسين الجنوب أفريقيين بيتير وستيفانيا لامبيرتي بصحبة المصورين إلى هنا.

حين بدأت الغطس أعجبت جدا بالتنوع الهائل للحياة البحرية التي لا تصدق، كنت أعمل مصورا للحياة الوحشية في البحار الأفريقية، فأردت أن أضيف هذا الجمال الذي تحت الماء إلى تجربتي.

لا نريد أن نصور قرش المطرقة فقط، بل نريد أن  يرى العالم كله روعة هذا الكائن الجميل.

بدأ البحث عن مجموعات قرش المطرقة عند حيد بحر عرف باسم الشعب السويدي، الذي يقع على مسافة أربعين ميلا إلى الشمال من ميناء السودان.

عام ألف وتسع مائة وسبعين،انقلبت سفينة الشحن بلو بل، وكانت محملة بسيارات التيوتا، فغرقت في أعماق منطقة شعب سويدي.

انتشرت عشرات السيارات والشاحنات على طول الشاطئ، لتكون شاهدا على القدرة التدميرية للطبيعة.

ولكن على مدار العقود القليلة الماضية، تحول حطام البلوبل إلى سبيل حي لتجديد العضلات في الطبيعة أيضا.

إذ أن البحر أخذ يتقبل هذا الحديد المحطم قطعة بعد أخرى ليتحول إلى جزء من أعماقه.

بعد استقرار الحطام في الأعماق، بدأ المرجان ينمو ويزدهر.

ومجموعات من أسماك الصخور، جعلت من هذه البقايا موطنا ومسكنا لها.

من المؤسف إلى حد ما أن نعرف بأن  سفينة جيدة وعلى متنها العديد من البحارة الأشداء غرقت هنا. ولكنها بدأت تشكل مجموعة صخور جديدة تعج بالحياة، ومن الرائع أن نرى الطبيعة تستولي على الحطام وتسخره لتعزيز المرجان وتجعله مأوى للسمك، هذا رائع بلا شك.

يعكس تحول حطام البلو بل إلى مجرد صخور في الأعماق عملية التحول الرئيسية التي شهدها البحر الأحمر عند ولادته.

قبل زمن بعيد من نشوء المرجان هنا كانت هذه المنطقة جزءا من اليابسة. قبل أربع مائة وخمس وعشرون مليون عام بدأت الأرض تنشق إلى قسمين. ما أدى إلى نشوء منخفض ضخم عرف باسم وادي الصخور العظيم.

يقع البحر الأحمر اليوم فوق تضاريس من الصخور المغمورة بالمياه المالحة التي تصل إلى عمق يبلغ سبعة آلاف قدم.

هذه المياه العميقة وشبه المعزولة بأنفاقها المتعددة، تعتبر الأكثر دفئا وأشد ملوحة في العالم.

وهي من بين الأكثر صفاء لندرة مياه المطر وقلة الأنهر التي تصب في البحر ما يجعل مياه البحر الأحمر صافية على مدار العام.

يستوطن البحر الأحمر أكثر من مائتي نوع من المرجان الناعم، الذي تتراوح ألوانه بين الزهري والبرتقالي  والأحمر.

حتى أن هناك أنواع من السمك ينفرد بها البحر الأحمر دون غيره.

بعد أن عزلت عن أبناء فصيلتها التي تعيش في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، تطورت هذه السمكة الزرقاء الداكنة بحيث أصبحت نوعا جديدا بحد ذاتها.

لا بد أن يتحول حطام البلو بل يوما ما إلى موطن لأسماك لا تعيش في مكان آخر من العالم.

ولكن في عمليات الغطس هذه لم يعثر بيتر واستفانيا على أي أثر للقرش المطرقة الذي يبحثان عنه

من المؤسف جدا ألا نرى قرش المطرقة بعد أن جئنا إلى هنا لتصويره. ولكن الغطس مذهل وما زلنا نرتعش من شدة التأثر.

أعرف أن هناك فرص للعثور على قرش المطرقة، بين حطام البلو بل، مع أنها ليست من بين الأماكن المعروفة فعلا. كنت أعلم أن لا بد من الذهاب إلى الحيد المعروف بإيواء قرش المطرقة.

نتيجة غياب قرش المطرقة توجه بيتير وستيفانيا شمالا نحو مجموعة من الجبال البحرية التي ترتفع ثلاث مائة قدم عن مستوى قعر المحيط.

كما هو حال الجبال على اليابسة، تنشئ الجبال في البحر مع بعضها البعض ظروف مناخية خاصة، حيث تمتزج مخلوقات الأعماق مع تلك التي تعيش في المياه الضحلة.

يكثر سمك القرش في المنطقة التي تعرف بجبل أنغاروش، حيث يخرج بعضها من الأعماق ويقوم البعض الآخر بعبور المنطقة الصخرية.

يعرف الصياد المحلي هذه المنطقة باسم أم القروش، لتنوع هذه الحيوانات المخيفة فيها.

أنغاروش يشبه الجدار الذي يغوص عميقا دون أن تتمكن من رؤية نهايته، رغم وضوح الرؤية إذ يمكنك مشاهدة مئات الأمتار من حولك لترى سمك القرش حيثما التفت، إنها تمر بخفة تلقي نظرة إليك ثم تتابع سيرها.

بالعودة إلى الأربع مائة مليون عاما الماضية لا شك في أن القرش عاش في البحر الأحمر منذ البداية.

من الواضح تماما أنه عضو حيوي مخيف من النظام البحري هناك فهو يلعب دور الكاسح ودور الصياد فيها.

يتمتع القرش بمجموعة من الأحاسيس التي لا تتوفر في غيره من الحيوانات.

يعتد الكثير من هذه الأسماك  برؤية ثاقبة.

كما يتمتع بحاسة شم مميزه إذ يستطيع أن يميز قطرة من الدماء من بين ملايين من المياه.

يمكن لسمك القرش أن يشعر بأقل المتغيرات في ضغط الماء، والمتغيرات التي تشهدها تحركات السمكة المصابة أو الضعيفة.

والأهم من ذلك هو جهاز استقبالها الألكتروني البالغ الحساسية والقادر على الكشف عن جزء على مليون من الشحنات الكهربائية التي تنتجها خلايا الأعصاب في كائن حي.

من خلال هذه المجموعة من الأحاسيس المشتركة، يشعر القرش بالمحيط الأشد ظلمة على اعتبار أنه مكان يعج بالحركة، ومشحون بالحياة.

قد لا يعاود الغطاس الذي يدخل إلى هذه المملكة رؤية هذه الحيوانات المفترسة، أما سمك القرش فلا بد أنه سيشعر بوجوده.

من خلال الجهد الذي يبذله كل من بيتير واستفانيا للعثور على قرش المطرقة، بدآ بالغطس في منطقة أنغاروش. ما سيحملهما نحو أعماق تزيد عن مائة وخمسين قدم.

ربما كانت المجموعة الكبرى تنتظرهم هناك.

هذا النوع من الغوص جميل جدا لأنك لا تستخدم أي وسيلة للتجوال، بل تترك الأمر للتيارات كي تحملك، لهذا تتنفس قليل من الهواء، ما يجعلك أشد هدوءا ويساعدك على التقرب أكثر من السمك.

أحب الغوص مع التيار لأنه يضمن لي إحساس من التحرر، سبق لي أن سبحت بالجو لهذا أرى أن هذا النوع من الغطس يثير إحساسا أكبر بالتحدي من التحليق في الجو.

تمكن الغطاسان من رؤية القرش عبر مسافة بعيدة.

لم يكن ضمن مجموعة بل هو قرش بمفرده. ينساب ببطء عبر المياه.

الغريب في الأمر أنه محاط بمجموعة كبيرة من سمك جاك صاحب الأعين الهائلة.

رغم أن طول سمك القرش يبلغ ستة أقدام، إلا أن سمك جاك، صياد هو أيضا لكنه يعمل ضمن مجموعات كبيرة، تحيط وتهاجم صغار الطرائد.

وهي الآن تتصرف  وكأنها عصافير صغيرة تواجه  الصقر ، إذ أنها تبعد القرش عن منطقة صيدها.

أعتقد أني أشعر ببعض الخيبة لأننا لم نتمكن من العثور على مزيد من سمك القرش في أنغاروش، التي تعرف بأم سمك القرش، رغم قيامنا بعمليات غطس ممتازة بحيث لا أشعر أننا خدعنا، ولا يزال أمامنا احتمالات وآفاق جيدة قبل انتهاء رحلتنا.

بعد رفع المرساة أبحر بيتير وستيفانيا جنوبا نحو منطقة صخرية خارج ميناء السودان، تعرف بلقب سنغانيب.

تقع هذه الصخور في منطقة مياه مفتوحة، محاطة بجدران من المرجان من جميع الجهات.

يعرف عن  مجموعات قرش المطرقة بأنها تجول بين هذه الصخور، ويأمل بيتر وستيفاني بأن يعثران عليها أخيرا.

الظروف مناسبة جدا، فالمياه صافية، تكثر فيها الأسماك، والمنحدرات المتعددة التي يمكن أن يختبئ فيها القرش.

تعج المنطقة بالحياة، لكل نوع فيها أهمية بالغة ضمن شبكة الكائنات المحيطة بالمرجان.

تتجول السمكة الببغائية بألوانها الناصعة وسط حديقة المرجان.

تحتشد أسنانها معا بشكل منفرد وكأنها تقلد منقار الببغاء.

تستخدم هذه الأداة لتعبث بالمرجان ذاته وتستهلك البوليب اللين من داخله.

تهضم هذه الهيكل الصلب للمرجان، لتطرح منه الرمال الناعمة البيضاء.

من كل عقدة من الحيد،  يتم استهلاك طن من المرجان الذي يعاد إطلاقه لاحقا نحو القاع الرملي.

يتمتع حيد المرجان بأنظمة هجومية ودفاعية منظمة.

تستخدم السموم كأسلحة مميزة، وتعتبر السمكة النارية من بين أكثر الكائنات سموما بين الصخور.

تستخدم هذه السمكة سمومها المعالجة عبر زعانفها التي تعترض من خلالها الطرائد الأصغر حجما، ثم تقودها نحو ثقوب بين الصخور حيث تلتهمها.

السمكة العقرب هي إحدى أقارب السمكة النارية، وهي تستخدم شوكتها السامة في الدفاع عن نفسها.

تتخفى تماما  بين الصخور حيث تجد لها كمينا بانتظار مرور الطريدة المنتظرة.

حين تعمل مع السمكة الصخرية وسمكة العقرب وسمكة الأسد لا بد أن تكون حريصا بلا شك. سمعت عن أناس اعترضتهم سمكة العقرب ولم يموتوا ولكنهم سارعوا إلى المستشفى. ما دعت الحاجة لإخضاعهم لإسعافات أولية تخفف من تأثير السموم عليهم. لا شك أنها تجربة قاسية.

تعتمد الكائنات المفترسة في الجانب الآخر من الحيد على الرشاقة والخفة في الهجوم على طريدتها.

تتحرك أسماك البركودة  ضمن مجموعات كبيرة،   بانتظار حلول الوقت المناسب للخروج إلى حيد البحر بحثا عن فريستها.

لم يسبق لي أن رأيت البركودة من قبل أما في السودان فكلما كنا نغطس كنا نشاهد كميات منها تمر بنا.

وفي إحدى المناسبات بدأت تحوم حولنا ، كان مشهدا جميلا أن نراها تجول حولنا  رغم كل الإجراءات كانت ما تزال هناك.

أكبر سمكة بركودة هي التي تعرف بلقب لونا، تستهدف الأسماك المتوسطة الحجم.  يمكن لبعض منها ان يغير لونه بسرعة هائلة بحيث يضلل طريدته.

طاردتني  أسماك بركودة  أثناء الغطس يوما، وهناك عدد من الأسماك التي تفعل ذلك. طالما رأيت الأمر مشوقا، يتساءل المرء عما يجول في رأس تلك السمكة؟ هل هو فضول منها أم أنها تتوقع منك شيئا تتغذى عليه.

بعد أن رأيت البركودة، اعتقد أني نسيت الأمر تماما لأني كنت أبحث عن قرش المطرقة.

كانت جميع أعمال الغطس تعج بالحياة، ولكني أود أن أرى قرش المطرقة، أتمنى ذلك فعلا. مع أني لا أعتبر عدم عثوري عليه مشكلة كبيرة لأن باقي أعمال الغطس كانت جميعها ناجحة.

على أمل تحقيق النجاح أبحر بيتير وستيفانيا إلى حيد بحر آخر وهو من بين المحطات التاريخية للغطاسين في المنطقة.

في هذه المنطقة التي تعرف بالشعب الرومي قام جاك كوستو بتجربته الطليعية في العيش تحت الماء عام ألف وتسع مائة وثلاثة وستين.

ما زالت بقايا غواصة البحث ومحطة التصوير التي عرفت باسم بريكونتينينتال اثنين تجثم بين الصخور.

وسط هذه الأطلال، اكتشف بيتير وستيفانيا بقايا قفص القرش، المحاط بالمرجان.

  أفكرأحيانا بجاك كوستو، خلال الفترة التي  كان القرش فيها حيوان مخيف.. أما اليوم فلدينا غطاسين هنا طوال الوقت،  ولا أحد منهم يفكر باستخدام القفص. من المدهش أن نرى كيف بدأت تتغير النظرة إلى سمك القرش.

لا نبدو تحت الماء كأي من الأشياء التي يتغذى عليها القرش. فنحن نطلق الفقاعات،  وليس هناك ثديات أخرى تفعل ذلك. كما أن أجسادنا لا تشبه أبدا أشكال الفقمات  أو الدلافين. لا اعتقد أن القرش قد يفكر بعضنا.

في المياه الزرقاء التي تميز منطقة الشعب الروميو، ظهرت عباءة مرقطة تنساب كالطيور.

 أعجب بيتير وستيفانيا بروعتها فتبعاها نحو الأعماق.

أحببت أن أتبعها نحو الأعماق، وكأني أريد اللحاق بها كي لا أعود بعدها أبدا. ولكني أعرف أني لا أستطيع ذلك. من الصعب جدا أن تتابع شؤون أعمالك على جهاز الكمبيوتر باستمرار، ولكنك تعرف أنها مسألة بقاء على قيد الحياة.

عندها وعلى أطراف المنطقة التي بالكاد يمكن رؤيتها من هناك ظهرت أمام بيتير وستيفاني ظلال ذلك الكائن الذي سافروا عبر المسافات لرؤيته.

قرش المطرقة،… يمر من أمامهما، مجموعة  تعبر مياه منطقة الشعب الرومي.

كاد المشهد يقطع الأنفاس.

كانوا يكتسحون المياه الزرقاء، أعرف ضرورة أن ألتقط الصور  ولكنها خجولة جدا ما أجبرني على الإمساك عن التنفس، والسباحة من تحتها لأنظر إلى أعلى والتقط ثلاثة مشاهد، أجبرت بعدها على الزفير فابتعدت أسماك القرش.

لم أصدق بأن قرش المطرقة يقترب جدا منا، كانت تجول من حولنا فأذهلتني تلك اللحظات، حتى وجدت نفسي أنظر من حولي أتأمل سمك  القرش دون أن يكون ذلك عبر عدسة الكاميرا كما أفعل عادة.

تتألف هذه المجموعة  مما يعرف بقرش المطرقة، وهي واحدة من اثني عشر نوع من قرش المطرقة التي عثر عليها في مختلف أنحاء العالم.

وظيفة شكل رأسها المشابه للمطرقة ما زال من بين المسائل الغامضة التي تحيط بها.

حتى فترة وجيزة كان الاعتقاد السائد يقول بأن شكل المطرقة يمنح القرش قدرة أكبر على الرؤية بوضوح، وربما وسيلة تساهم في انحناءات أفضل لجسدها.

أما اليوم فتؤكد الأبحاث بأن هذا الرأس الطويل والممتد يحتوي على أشد أجهزة الاستقبال تطورا من بين جميع أنواع القرش، ما يساعد قرش المطرقة على تحديد نقطة الشحنة الكهربائية بدقة داخل أجسام الكائنات الحية.

ربما كانت المسألة الأكثر إحباطا في تصوير قرش المطرقة هو أنها حالما تشعر بوجودك بعد أن تبدأ بتصويرها فتأخذ بالاختفاء والتلاشي سريعا.

عندما يتمكن المرء من تصويرها فعلا ينتابه إحساس بتحقيق إنجاز هام لأن المسألة غاية بالصعوبة.

بعد أن أصبح بيتير وستفانيا يعودان كل يوم للغطس في الشعب الرومي، صارا يعثران على مجموعات القرش في المنطقة نفسها تتوجه إلى الجنوب من حيد البحر.

ما زال طيف هذه الأسماك الغامضة شبحا لا نعرف الكثير عنه.

يعرف عن قرش المطرقة أنه يحتشد ضمن مجموعات في مناطق محددة من مختلف أنحاء العالم.

هناك نظريات تقول بان الهدف من اجتماع قرش المطرقة بهذه الكميات له صلة بمراسيم التزاوج بينها.

وأن أنثى المجموعة تحتمل الخوف من صلة جديدة لها.

ولكن الخوف لا ينتاب الأنثى وحدها.

عندما كانت مجموعة قرش المطرقة تحيط بي وجدت ذلك القرش الشاب يقف أمامي، وكأنه يريدني أن أرى علامة العضة على جسده.

كنت لحظات مميزة شعرت فيها وكأن القرش يشعر بالمهانة نتيجة العضة التي تلقاها ويريد أن يشاركه أحد في ذلك الإحساس.

لكن أيا كان الهدف من هذه الإجتماعات، فهي تعتبر بالنسبة للبشر،  دليل على التقاليد السرية والقديمة للبحر.

تشعر وكأنك مميز.

تجد نفسك في بيئتها، لتجد أنها تجد الوقت للمجيء والنظر إليك.

بعد انتهاء الأوكسجين، أجبر بيتير وستيفانيا على مغادرة عالم الإثارة هذا.

صعودا عبر المياه الصافية الشفافة في البحر الأحمر، كانت تحيط بهما ألوان المرجان الزاهية، والأنفاق الداكنة الغامضة. كانا يعلمان أنهما شاهدا شيئا بالكاد رأته العين البشرية من قبل.

في هذه المنطقة البعيدة، من البحر البعيد، وعبر الأزمنة الغابرة، سمحت عصابات الأعماق، لعيون مجهولة بأن تلقي نظرة عليها.

وربما تكشف المزيد في أعمال الغطس المقبلة.

 --------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster