اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 صخر أبيض وثلج أزرق
 

كهف في جزر الاسكا

 

تقع ألاسكا، شمال خط العرض الخامس عشر. يأتي الناس إلى هنا سعيا وراء الدهشة والإعجاب.

فهم يتوقعون جبال الثلج الجليدية والحيتان، رغم وجود عالم آخر من الإثارة هنا، عميقا بين الصخور والجليد، إنه عالم من المساحات الفسيحة واحتمالات الاكتشاف، إنه عالم يكاد يتم اكتشافه اليوم.

سفينة المحيط الاستكشافية كويست وفريقها من المستكشفين والعلماء، سافروا من الجانب الآخر إلى عالم الوحشية والطبيعة.

جاءت كويست إلى هنا كي تستكشف نظام كهوف ألاسكا الجنوب شرقية والتي لم تلمس بعد. إنها كهوف هائلة الحجم تغوص عميقا في الثلج لتتحول إلى ما يشبه الأنفاق التي تكثر في الصخور الكلسية على سطح الأرض. هذه الكهوف عميقة ومظلمة وباردة جدا، كما أنها بالغة الخطورة تفرض احترامها. يتدرب قائدا البعثة أندريو وليز على مهارة  الكهوف وهم بعد على متن سفينة كويست.

لفتت كهوف جزر أمير ويلز الكلسية الصخرية انتباه علماء الآثار والجيولوجيا  والمستكشفين.

وهي الهدف الأول لسفينة كويست.

قد يكون من العدل القول أنك إذا رميت بصخرة في جزيرة أمير ويلز، وسمعت إيقاعها عميقا وهي تتدحرج فهذا يعني وجود كهف تحتها. يمكن أن تقيس هذه المغارة بالإنش المربع أو بالميل المربع لا فرق، فالكهوف هنا أكثر من أي تجمع آخر في جميع أنحاء العالم.

سيعمل طاقم كويست  مع الجيولوجي المحلي جيم بيتشتال، وهو اختصاصي في كهوف الصخور الكلسية.

كهوف امير ويلز هي مجموعة مؤلفة بالكامل من الصخور الكلسية.

تسقط مائة وستون انشا من مياه المطر على هذه المنطقة كل عام.

أدى سقوط هذه الكميات من الأمطار فوق هذه الصخور القابلة للتحلل إلى خلق متاهات  أبعد من مما يمكن تخيله.

يعتقد البعض أنها تفوق العشرة آلاف مغارة في كل ميل مربع.

فرص العثور على مغارة لم يتم اكتشافها بعد واردة جدا.

لقد تم هذا العام اكتشاف ثمانية وعشرون مغارة، وفي طريقنا للوصول نحو هذه الكهوف عثرنا على ثمانية وخمسون مغارة أخرى، كان هذا بمعونة فريق عمل صغير، دون أن نغطي المنطقة فعلا.

أندريو وليز مجربان في الكهوف وخبراء في الغوص فيها. إنهم يعرفون خطورتها، وخصوصا تلك التي لم تكتشف منها بعد.

كما سبق أن علقا في مغارة غمرتها المياه نتيجة عاصفة مفاجئة حاصرتهم في الأعماق. حتى أعمت أبصارهم وأدهشتهما مياه الأنهر التي تمر من تحت هذه الكهوف. وكان عليهما أن يتحسسا طريق الخروج من هناك.

سبق أن لامس الموت أطراف أندريو وليز حتى ارتعشا لبرودته.

وسيتكرر ذلك معهما هذه المرة أيضا في هذه الرحلة.

تغطي غابات المطر أجزاء كثيرة من أنحاء جنوب شرقي ألاسكا.

هذه الجزيرة هي جزء من أكبر غابة فدرالية في أمريكا.

ترى في كثير منها أجزاء من جذوع الشجر أو طبقة ما مبنية فوقها لتخرج الجذوع مرة أخرى.

الحفر في كل مكان.

ولكنها مريحة للمشي من فوقها.

يجب أن تكون حريصا في الغابة هنا، كي لا تسقط في إحدى هذه الحفر الكبيرة.

تعلم جيم أن أغنى منطقة بالأخشاب هي تلك التي تقع في منطقة تتعرض للري فوق الكهوف. يريد أن يرى طاقم كويست ما يقع تحت غابة المطر.

عفوا، لا بأس بأكل هذا التوت الأزرق صحيح؟

إنها هناك أليس كذلك؟ عندما تذهب مياه الصرف الصحي إلى المجرور لا أحد يهتم بما يحدث فيما بعد. وهذا ما يحدث للمطر عند سقوطه فوق سطح الأرض. لا أحد يفكر بما يحدث لتلك المياه بعد أن تختفي عن أنظارنا. تشكل الكهوف الصخرية الموجودة في مناطق كهذه ما يشبه أنظمة الصرف الصحي لمياه المطر في الأراضي المحيطة، وعليك أن تفهم ما يحدث لها فيما بعد. لأن المياه التي تنهمر فوق سطح الأرض لها صلة بما يحدث تحت الأرض.

أفضل ما في المرور من تحت سطح الأرض هو أن تتحسس الطريق عبر هذه الممرات التي بالكاد تتسع لحجمك، وأنت مبلل وتشعر بالبرد وفجأة تجد نفسك في غرفة كبيرة تحت الأرض. فتجول بالنور من حولك لترى تلك التشكيلات معلقة من السقف. إنه إحساس لا يصدق، خصوصا إن وجدت نفسك في مكان لم يسبق أن كنت في مثله من قبل.

هناك أسرار صامتة مدفونة تحت جمال ألاسكا التي لا تحمل اسما بعد. تنفتح عميقا حتى تصل إلى شواطئ المحيط. المياه، هي النحات الأزلي التي حفرت عالم لم ينته من الأنفاق والكهوف.

هذه مكافأة بعد تلك المعاناة. غرف فسيحة  تحت الأرض، فيها أعمال حفر وديكورات كالصواعد والهوابط التي تنموا من الأرض صعودا ومن السقف هبوطا بما يشبه الحليب القمري كما يقول جيم، أو كمستوعب معادن تبدو أشبه بالبلاستيك الأبيض.

نعتقد أن منشأ هذه الصخور الكلسية هو مكان ما جنوب خط اللإستواء،  وكي تصل إلى هنا سافرت ما يزيد عن ثلاثة آلاف ميل عبر الزمن كي تصل إلى هنا، لتستقر في جنوب شرق ألاسكا بما كانت عليه تلك المنطقة منذ ما يزيد عن المائة مليون عام.

أي أنها جاءت قبل مائة مليون عام إلى هذه الشواطئ لتقول، حسنا، وصلت الآن من خط الاستواء.

وأنا أحمل معي هذه التركيبة الجيولوجية الجديدة. آمل ألا يزعج ذلك أحد.

الحقيقة أن غالبية ألاسكا يشبه نهاية قافلة ما، ونحن الآن على أطراف مجموعة حفر صغيرة من قارة كانت تعوم هنا.

طبعا لتقيم بعض الكهوف.

الخطوة التالية لكويست هي العثور على مغارة غطتها المياه، أو كهوف من تلك التي تربط بين نظامي كهوف أو أكثر.

يريد جيم أن يعرف إلى أين تؤدي هذه الأنفاق، بالمقارنة مع الغابة التي فوقها.

ألاسكا مساحات شاسعة توازي نصف مساحة النصف الأسفل، وهو التعبير المستخدم لدى أبناء هذه المنطقة للحديث عن الولايات المتحدة. لا يوجد أي نوع من الطرقات. قد تصبح المواصلات مشكلة كبيرة لولا وجود الطائرة العامودية على متن كويست.

كي يتمكن الطاقم من تعلم المزيد عليه أن يخوض عميقا في الكهوف. ما زال يستمر الحفر في هذه الكهوف حسب تأكيدات جيم الذي يؤكد بأن التيارات ما زالت تعمل على تحديد الشكل النهائي لها. هنا لم يعد النفق في الصخور الكلسية.

لقد حولتها عوامل الزمن والضغط والحرارة إلى رخام.

يجب أن يحاذروا لأن سقوط المياه من على هذه المرتفعات سيغمر الكهوف سريعا بالمياه البيضاء التي قد تجرفهم إلى تحت الأرض.

كيف تمكنتما من الوصول إلى هنا بهذه السرعة؟ لا أحتمل ذلك فعلا.

اعبري  بقدمك الأيمن أولا، هكذا، ومن ثم استمري عبر هذا الجدار. تماما كدت تصلين فعلا. سأجزي العطاء إن قفزت في الماء.

لا بد أنها أكثر أنظمة الري كلفة في العالم. صنعت من الرخام الصلب.

من الرخام الصلب.

تخيل هذه في حمامك في البيت، بمياه عذبة دائمة. إنها رائعة جدا. المشكلة الوحيدة هي أن المياه باردة بعض الشيء.

كم هي باردة؟ هل نستطيع العوم فيها؟

لا بد أنها تبلغ درجتين أليس كذلك؟

فعلا، ولكنك سرعان ما تفقد الإحساس بالبرودة فلا تهمك.

عندما تواجه جدارا أبيضا في المغارة، ومسبح من المياه، الطريقة الوحيدة للاستمرار هي بالغطس.

كم من الوقت سيطول ذلك؟

ليس أكثر من نصف ساعة.

لا يمكن التأخير في هذه المياه وإلا فالموت حتمي.

جاهزة؟ بالتوفيق.

هذا النوع من الاستكشاف خطير جدا. كان النفق صغيرا، والمياه عكرة وباردة جدا لدرجة تكاد تصبح جليدا.

تقرر أن تغوص  ليز وحدها بصحبة المصور رون ألوم.

في درجات حرارة منخفضة كهذه يرتدي الغطاسون ملابس جافة تبقي المياه الباردة خارجها.

من السهل أن تفقد وجهتك نتيجة المياه العكرة ، لهذا حدد الغطاسة خيطا موجها، فإذا ما فقدت اتصالك بالخيط في المياه العكرة سوف تضيع.

كافحت ليز لتبقي مسألتين هامتين في رأسها. الأولى أن عليها العثور على رون. والثانية هي أن البرد كاد يقتلها. طوال عشرون دقيقة كانت تتحرك صعودا ونزولا حول الخيط، في محاولة للعثور عليه. وأخيرا حسمت أمرها وخرجت إلى السطح لطلب المساعدة.

أي غطاس، سواء كان عادي أم غطاس في الكهوف، لا يحتمل أن يشهد تجربة حيث يفقد الغطاس الذي معه، وقد عشت تلك التجربة التي كنت فيها… اعتقدت فعلا أن رون قد اختفى، وأنه ابتعد عن الخيط، وأصبح من واجبي العثور عليه قبل أن أخرج من الكهف. المشكلة هي أني كنت أواجه مشاكل عديدة أخرى وكان علي أن اتخذ قرارا بشأنها. فهل أعود لأني في خطر الموت فعلا؟ أم استمر في محاولة العثور عليه؟ كانت ظروف عصيبة وبالغة التعقيد، لأني وصلت إلى مرحلة وجدت فيها أني أدير الظهر. ما كنت أستطيع الانتظار أو محاولة العثور عليه. فشعرت بأني تخليت عنه. ولكنه جاء بعد صعودي إلى سطح الماء بدقيقتين، ولكن اتخاذ القرار كان أصعب ما فعلته يوما تحت الماء. ما زلت أشعر بالبرد.

أعرف، والآن يجب أن تنزعي هذه الملابس وتحصلي على الدفء.

رغم المأساة المحتملة، حاولوا الاستمرار في العثور على صلة بين الكهفين.

الذهب والفرو والخشب والنفط، كل هذه كانت محفزات.

ولكن ألاسكا كانت خاوية وغير مريحة. وهي باردة ومظلمة طوال السواد الأعظم من العام. تقليديا كان للشعوب التي تأتي إلى هنا هدفا واحدا، استغلال منافع الأرض والثراء والخروج السريع منها. تدريجيا، ومع اهتمام العالم المتزايد في شؤون البيئة ومتطلباتها، بدأت الظروف تتغير، ولكن البيئة ما زالت مهددة.

كانت إحدى اهتمامات جيم تتركز على الجذوع التي تمتد عميقا في الأنفاق لتصبح كالنفايات العالقة التي تسد مرور المياه منها. سد الكهوف هنا أشبه بسد الأوعية الدموية  ما يهدد بقتل الأرض.

كان ذلك غطسا مفيدا مع طاقم كويست للبحث عن ممر نحو بحيرة ما.

كان هذا بالنسبة للغطاسين يوما حافلا. فقد عاموا طوال ثلاثين دقيقة عبر نظام كهوف قديم في وسط الغابة.

كان الاعتقاد الشائع يقول بأن ألاسكا استخدمت كمعبر  للشعوب التي جاءت قبل آلاف السنين لتسكن في أمريكا.

يعتقد أن الأمريكيين  الأوائل قد سافروا من وسط اراضي ألاسكا. ولكن عالم الآثار جيمس ديكسون يقول بأن أراض مثل جزيرة أمير ويلز، كانت متجمدة. وأن هذه الشعوب ربما هاجرت جنوبا بالمراكب عبر الشواطئ. وهو يرغب في إثبات نظرية الهجرة عبر الشواطئ  ويتمنى أن تحتوي هذه الكهوف على آثار من أوائل المهاجرين الأمريكيين.

رجل ملتح: قد يكون هناك شيء ما يجلس هناك منذ عشرة آلاف عام.

غالبية علماء الآثار يعتقدون بأن أقدم الآثار في أمريكا الشمالية تعود لما يعرف بعهد كلوفيس، ويبلغ عمرها أحد عشر ألف ومائة عام.

ولم يتم العثور على ما هو أقدم من ذلك في أنحاء شمال أمريكا. وهكذا هناك ما يعرف بحواجز كلوفيس. ويبدو أننا لا نستطيع الاتفاق على ما هو أقدم من عصر كلوفيس. فكل ما هو أقدم من ذلك يعتبر أمرا خاضعا للنقاش.

ما الذي تسعى للعثور عليه في هذه الكهوف؟

أعني ما الذي تتمنى العثور عليه فيها؟

حسنا، يكفي العثور على أي شيء هناك.

هناك أسباب كافية تحول دون استكشاف هذه الكهوف الساحلية من قبل. فهي بعيدة جدا ويستحيل الوصول إليها طوال أشهر الشتاء القاسية. عندما يحين فصل الصيف تغطى الأرض بالنباتات السريعة النمو ومن بينها ما يعرف بقفازات إبليس المغطاة بالأشواك الصغيرة جدا والتي تغوص تحت الجلد لتؤدي إلى جراح مؤلمة طويلة الأمد.

إنها جولة متعبة،ولكن في هذا الكهف، قد يتم العثور على ما يلزم لإعادة كتابة قصة وصول الهجرة البشرية الأولى إلى أمريكا، لهذا يتابعون المحاولة.

هناك شيء ما هنا على أي حال. حسنا، المشهد غاية في الجمال. ولكني لا أرى أعمال حفر أو ما شابه..

لا أعتقد أن أيا منهم كان سخيفا لدرجة الصعود إلى أستطيع رؤية الماء من هنا. هناك عظمة عند الحرف.

اوف، مستوى المياه يعلوا أكثر من ذلك بكثير. يمكنك أن ترى العلامة على الجدار.

قد يستغرق الأمر طويلا. كيف حال رئتيك؟

استخدم أندريو فرشة هوائية  لتفادي الإخلال بالظروف المحيطة أثناء استكشافه للكهف. المغارة ضيقة جدا لسوء الحظ بحيث لا يكاد يخترق مسافة أبعد.

إنها ضيقة فعلا، وضيقها يستمر أكثر وأكثر، حتى تتحول إلى ممر تحت الماء، ومن الصعب تحديد حجمه إلى إذا غصنا تحت الماء، ولكنها عكرة جدا.

هذه مغارة أخرى، ومحاولة أخرى. تنتشر  كهوف البحر كهذه في كل مكان.

ستدخل ليز كي تستكشف.

يبدو أن المياه تفيض هنا ولكن منذ آخر العصور الثلجية. ربما كانت في أعالي الجبال قبلها تشرف على الوادي، بسهوله ومساحاته الشاسعة، ربما كانت مشهدا رائعا في الأرياف.

نجح علماء الآثار في تحقيق بعض النجاحات. فقد عثروا على هذه الجمجمة وهذا الهيكل العظمي وهذه الرسومات على الجدران، التي تسرد أساطير عن الشعوب المحلية. وجمعها يعطي فكرة عن الطريقة التي كانت تستخدم فيها الكهوف في الماضي. قوة الاكتشاف واضحة المعالم.

انتهى هذا الجزء من أبحاث كويست، أما بالنسبة لفريق ديكسون فهذه بدايته.

من الواضح جدا أن أنهر الجليد ظاهرة غريبة المعالم.فنحن لا نرى الكثير منها مع أن عشرة بالمائة من سطح الأرض مغطى بالمجلدات.

إنها ضوابط حرارة الأرض التي تتقدم أو تتأخر حسب المناخ الجوي العام.

تتآكل كتل الجليد متأثرة بالمياه والرياح ومرور الزمن تماما كما تتأثر الصخور الكلسية سالفة الذكر.

تحرك طاقم كويست نحو الشمال، إلى البلدان المتجمدة. هنا،  عليهم استكشاف نافذة فريدة تطل على الماضي الجيولوجي.

كي تتمكن من المشي على الجليد يجب أن تعرف ما تفعله. يجب أن تحاذر من أخطار الثلج السيئ ومطبات الجليد والانهيارات الثلجية بين غيرها.

ليز وأندريو انضما إلى ديك فلاهارتي أحد القلة القلائل من الخبراء في حفر الثلوج في البلاد.

الوصول إلى الأطراف يسبب الألم طوال التدحرج نحو الأسفل.

ليس هذا بعمل سهل على الغطاسين. حسنا، سوف تنزلني إلى تحت وماذا بعد؟

وعندما تصبح في القعر، تقول، "التسلق"،  لأجيبك، "فليبدأ" وستكون جاهزا للانطلاق. وإذا ما وقعت. سأمسك بك.

حين تأخذ بالصعود، لا داعي لأن تضرب الحبل بالبلطة لأنك في الاتجاه المعاكس له. لن يؤثر الأمر علي سلبا ولكن سيكون عليك أن…

سرعان ما ستتنبه في هذا البلد أنه من الأفضل أن تشعر بالإحراج من أن تموت.

هذه تقنية جيدة أندريو، حافظ على تسطح قدمك وسوف تنجح في الأمر.

أنهر الجليد تتحرك، فهي أنهر جليد في نهاية المطاف، منذ أن اكتشفت هذه الظاهرة بالصدفة عام ألف وثماني مائة وسبع وعشرون، بنى أحد علماء سويسرا كوخا له فوق نهر من الجليد.

وحين عاد بعد ثلاثة أعوام من ذلك لاحظ أنه تحرك مسافة ثلاث مائة قدم نحو أسفل التلة.

حسنا، إنها قطعة من صلبة من الثلج الأزرق.

هذا صحيح، يمكن أن ترى أين تحصل جميع التصدعات هنا. وترى أين تبدأ الفقاعات. حين تخترق الشمس بعضا من هذه الفقاعات، كي تسخن قليلا تأخذ بالصعود عبر الثلج و…

حتى الناس ممن يدرسون أنهر الثلج قلما يغامرون في الدخول إلى كهوف الثلج.فهي خطيرة جدا.  فالجليد يذوب  باستمرار، ما يترك احتمالا بتحطم الممرات وتتغير خلال ثوان قليلة. وإن سقط المطر يمكنها إن تفيض خلال دقائق.

أصبحنا الآن داخل الجليد.

بل نحن الآن في أعماقه. فهذا ما يستمر نحو العمق. ثم يعبر كل شيء إلى أن…

تحدد المياه أشكال الثلج، تماما كما تفعل بالصخور الكلسية.  مع فارق واحد هو أن كهوف الجليد تتغير وتتحرك باستمرار. إنها انعكاس للطبيعة في أقصى أشكالها الديناميكية.

… لذا تحصل على هذه الألوان….

يعتقد ديك أن استكشاف كهوف الثلج هي تجربة يقوم بها الكثيرون لمرة واحدة.  مع أنه يقوم في غالبة استكشافاته بينها.

يجب أن تحاذر من المياه بين هذه الثلوج لأنها حين تتعرض للطوفان يتم ذلك بسرعة خيالية فعلا.

يتمنى ديك أن يعثر يوما على رجل الجليد، كذلك الذي عثر عليه عام  ألف وتسع مائة وواحد وتسعين في جبال الألب النمساوية وكان هناك منذ خمسة آلاف عام.أو في مخلوقات ما قبل التاريخ تجمدت في الثلج وفي الوقت. سوف يستمر في البحث على أي حال.

المثير في الاستكشاف هو الذهاب إلى مكان لم يسبق أن ذهب إليه أحد. وأن تكون أول من يلقي نظرة على أي شيء يمكنك رؤيته. من الصعب أن نصف ما تعنيه تلك التجربة، ولكن عندما تخوضها لأول مرة، تصبح كالإدمان، تسعى إلى هذه التجربة مرة بعد الأخرى، فيصبح الأمر غاية في الإثارة.

يريد الفريق أن يستكشف حقل مياه في أعلى الجليد. يشد الغطاسون أنفسهم إلى السطح. إذا تحرك الجليد، يمكن للمياه أن تتسرب بلحظة واحدة، لتترك خلفها غطاسين معلقين في الهواء. كهوف الثلج ليست داكنة وعكرة مثل كهوف الصخور، إلا أنها تتميز بنوع آخر من الخطورة وعدم الارتياح.

المياه الجليدية وأجهزة الغطس لا يتوافقان أو ينسجمان جدا.

في هذه المياه، يتجمد نظام ضبط التنفس بالكامل. وسرعان ما تنفتح الصمامات ليخرج الهواء عشوائيا دون التحكم به. حتى أن الصمامات في جهاز التعديل لدى اندريو انفتحت الصمامات. يؤدي ذلك إلى انتفاخ ملابس كالبالون ما يدفعه بسرعة نحو السطح. للحؤول دون حصول ذلك على الغطاس أن ينزل تدريجيا. لم يجد أندريو خيارا آخر سوى الصعود إلى أعلى كالصاروخ.

فعلا، إنه اندفاع لا يمكن التحكم به. كنت على عمق عشرة أمتار وبدأت أصعد بسرعة الصاروخ إلى السطح، لا استطيع التحكم بها.

ربما لأنها كانت مثلجة. لا أعرف شيئا أبرد من هذه المياه.

قدماي ويداي وكل شي. إنه جميل جدا. شفتاي لم تعد هناك أبدا. وكأنها ذابت عن وجهي بالكامل.وأصابعي مثلجة، ولكنه إحساس جميل جدا.

يبدو أن المياه عميقة جدا. ذلك أني غطست بعمق عشرة أمتار قبل أن أواجه مشكلتي، وربما كان العمق لخمسة عشر مترا آخر. سنخرج كي نحاول إذابة  الثلج عن أنفسنا علنا نستطيع ذلك.

الجليد لا يشبه الثلج العادي أبدا، فهو أكثر كثافة منه. طبقات الثلج أشد تراكما فوق بعضها البعض بتأثير من الثلج والجليد الذي فوقها.

يلغي هذا الضغط الهائل كل شئ باستثناء الفقاعات الهوائية. يتخذ الثلج الثقيل لمعانا ولونا يميل إلى الزرقة.

تعرف هذه المغارة بلقب أيسي فات. إنها مزيج من الصخور والثلوج، العنصرين اللذين قام طاقم كويست باستكشافهما.

أماكن كهذه، تضع صلتنا بكوكب الأرض على المحك. الوقت الذي أمضته الإنسانية على الأرض قليل جدا مقارنة بالعمر  الجيولوجي لهذا الكوكب. رغم ذلك  فإن تأثيرنا به هو الأكبر.

يتساءل البعض عن أهمية النظر إلى الماضي.

بينما يدرسه الآخرون للحصول على إجابات قد تنير لنا طريق المستقبل.

بالنسبة لطاقم كويست أي معلومات جديدة حول صلتنا بماضي  الكوكب أو بحاضره تعتبر ذات أهمية مميزة. تعتبر كهوف جنوب شرق ألاسكا أشبه بمناجم الذهب ننهل منها معارفنا.

 --------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster