اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 سمكة من الماضي
 

سمكة كوالاكانت

 

      يقع بركان كارتالا هو أحد أكبر البراكين النشطة في العالم، هنا في جزيرة كومورو، الواقعة غرب المحيط الهندي

تنساب الحمم من قمته لتصب عميقا في البحر.

تسكن فوق هذه الحمم الساخنة  في المياه العميقة الزرقاء سمكة شهيرة تعتبر البركان موطنا لها.

ظهرت هذه الصورة  في غالبية الصحف العالمية، حتى انها وضعت في طائرات رؤساء الدول.  صممت غواصات خاصة للبحث عن هذه السمكة، وحتى يومنا هذا ما زالت تحتل حيزا واسعا في قلوب العلماء. إنها سمكة لاتيماريا البدائية. والتي لا تسكن إلا هنا في كومورو.

هي سمكة بقيت على قيد الحياة من أصل فصيلة انقرضت بكاملها وتمكن بعض منها من الخروج إلى اليابسة قبل ما يزيد عن اربع مائة مليون عام، لتتحول إلى أسلافنا من الفقريات. يؤكد علماء التحولات أنها سمكة كبيرة يصل طولها إلى ما يقارب المترين وتزن ما يزيد عن مائة كيلوغرام، إنها من الحيوانات الأحفورية التي بقيت من الماضي البعيد.

سمكة من الماضي

كانت فصيلة كويلاكانت من الأسماك تعيش منذ زمن بعيد في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا، عندما كان البحر الإستوائي يشتمل على ما يعرف اليوم بالأراضي الزراعية .

الأحفور هو بقايا من تلك الحقبة الزمنية. وقد عثر على بعض من أهمها في ألمانيا قريبا من شتوتغارت وسولنهوفين في بايرن.

الزعانف الصدرية هي أسلاف سبقت ظهور أذرعنا.

يبدو أن شكل هذه الفصيلة لم يشهد تغيرات تذكر منذ مليوني عام. علما أن غالبيتها انقرضت منذ ما يقارب الستين أو سبعين مليون عام. حيث يعتقد أن كارثة فضائية وضعت حدا لوجودها، تماما كما قضت على فصيلة الديناصورات.

يعتبر نهر كالومنا الذي يصب عند شواطئ المحيط الهندي في جنوب أفريقيا موطنا لصناعة التاريخ العلمي. فقد عثر هنا عام ألف وتسع مائة وثمانية وثلاثين على سمكة من هذه الفصيلة بلغ طولها متر ونصف المتر وقعت في شبكة أحد الصيادين.

يتم الاحتفاظ بهذه السمكة اليوم في متحف شرق لندن، وكأنها قطعة أثرية مقدسة. مع أن الكثير من العلماء في جنوب أفريقيا رفضوا الاعتراف بأنها من فصيلة الكويلاكانت فعلا.

 السيدة كورتيني لاتيمير، وهي إحدى العاملات في المتحف، كانت أول من لفت انتباه العلماء إلى هذا الاكتشاف العلمي، وما زالت تعيش حتى اليوم في شرقي لندن.

إنها أجمل سمكة شاهدتها عيناي، إنه اجمل زراق رأيته، حتى أني لم  أر شيئا شبيها بها. فنشأ في ذهني سؤال عما يمكن أن تكون.

تمتعت رسوماتها  الأولى بشهرة تضاهي شهرة السمكة نفسها، وقد أرسلت إلى البروفيسور جيمس سميث في في جامعة روديس، التابعة لغراهام تاون في جنوب افريقيا. فأجابها سميث: يتضح من رسمك ومن الأوصاف المرفقة بأن السمكة من فصيلة انقرضت منذ زمن بعيد، لدي إحساس قوي  بأن الأمر يتعلق باكتشاف علمي بالغ الأهمية.

والحقيقة هي أن العلماء تعرفوا على السمكة بفضل السيدة لاتيمير والنهر الذي وجدت فيه، فأسماها سميث بلاتيميرا كالومناي.

باعتباره متعلق جدا في جمع الأسماك، خرج سميث يبحث عن نموذج آخر من هذه الفصيلة.

وكان يصطاد بالديناميت

وأخذته هواجسه نحو الأبعد والأبعد لعشر سنوات متتالية، إلا أن سعية لم يكلل بالنجاح.

لجأ سميث إلى أسلوب لم يسبق أن استخدم في حقل الحيوانات. فقد وزع صورا للسمكة كتب تحتها مطلوب وعرض مكافأة لم تأت بها.

وفي جزيرة كومورو الواقعة بين أفريقيا ومدغشقر، كان الكابتن إريك هونت قد سمع عن البحوث الجارية، واعتقد أنه عثر على نموذج ثان من سمكة الكويلاكانت في سوق محلي، فاتصل بسميث ليبلغه بالأمر. ولم يكن على خطأ. فبدأ سميث يرسم الخطط للإمساك بسمكة حية منها ونام إلى جانب الصندوق في طريق العودة إلى البيت.

بدا لي أن السمكة من النوع الذي يتغذى بين صخور الشواطئ، أي أنها تبحث عن الغذاء بخلسة وبراعة. حراشفها الصلبة تتولى حمايتها من احتمال ارتطامها بالصخور والمرجان. كما أن قوة العضلات في فكها واسنانها الحادة لا تترك مجالا للشك في أنها من الجوارح. انها شبيهة جدا بالأسماك التي قد تتناول طعم الصنارة بسهولة.

عودة السمكة إلى جنوب أفريقيا كانت نبأ الساعة حول العالم في ذلك اليوم. عند وقوفه مع السيدة لاتيمير وطاقم الطائرة إلى جانب الصندوق، كان بحث سميث قد وصل إلى نهاية مؤقتة.

عثر على ما يزيد عن مائتي نموذج من الكويلاكانت منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا، وجدت جميعا في كوموروس. وقد تم اصطيادها جميعا من على زوارق صغيرة وباستخدام الصنارة. أصبح الصيادون يعرفون الكويلاكانت جيدا.

هنا وعلى هذه الشواطئ، أجريت عملية الغطس الأولى لدراسة الكويلاكانات على عمق مائتي مترا باستخدام غواصة تخصص للأبحاث هي جيو.

أما البعثة الجديدة الهادفة لدراسة حياة الأحفور الأسطوري الحي، فتستخدم غواصة جاغو، التي تستطيع الغطس على عمق يصل إلى أربع مائة مترا.

وهي على وشك النزول إلى اعماق الليل الأزرق الداكن. بعد إنزالها من على السفينة الأم، تصبح جاغو حرة في أعماق المحيط.

هنا، في أعماق تتراوح بين المائتين والثلاث مائة متر تجد موطن الكويلاكانت.

لا ينمو الكثير من الأحياء هنا، إلا بعض من الإسفنج الغريب الشائع الانتشار في هذه البقعة.

على عمق مائة وثمانين مترا ظهرت أول اسماك الكويلاكانت فيما كان يعرف في الدراسات السابقة بالمغارة الرابعة.

هناك ثلاث منها تتخذ  حفر الحمم القديمة مخابئ لها. إنها تمضي النهار كالخفاش في ثقوب كهذه لا تخرج منها إلا بعد المغيب.

ما يجعل دراسة هذه السمكة الكبيرة عملية تتطلب الصبر  هو تصرفاتها الكسولة. انها لا تتميز بالعدوانية، وبالكاد تقوم بحركة مفاجئه. تقتصر حياتها على تكرار حركة محددة مرة بعد الأخرى: إنها حركة ذيل زعنفتها الإضافية . عضو الإحساس وهو نظام خط جانبي يتأثر بتغير ضغط الماء، هنا تماما، وربما كانت الزعانف امتدادا لها.

الكويلاكانت سمكة متعاونة جدا. فالغواصة لا تزعجها إلا قليلا، وهي لا تحاول الابتعاد عنها.

كثيرا ما تزدحم المغارة جدا. ما لا يمكن لغريب عن الأمر أن يتفهم ما يجري وهذا ما يسعى لاكتشافه أعضاء الطاقم. فالحياة الاجتماعية للكويلاكانت ما زالت أشبه بكتاب مغلق بالنسبة لهم. والدراسات البعيدة المدى هي وحدها القادرة على فك الرموز الخاصة بتصرفاتها.

هناك مسألة واحدة مؤكدة وهي أن الكويلاكانت حيوان غريب. تؤكد الأبحاث الأخيرة أن هناك ما يتراوح بين المائتين والثلاث مائة نموذج منها في كومورو.

الجلوس لمراقبتها طوال ساعات متواصلة، أكد لأعضاء الطاقم أن الكويلاكانت ليست وحدها في هذه الكهوف، بل هناك حيوانات اخرى تسكن إلى جانبها، وهي أشبه بعنكبوت البحر العملاق، انه سرطان بقوائم طويلة مدهشة.

يسعى الكثير منهم لتمويه نفسه في محاولة للجوء في المغارة.

قلما كانت إنارة الكاميرا قوية بما يكفي للوصول إلى عمق المغارة. لهذا تم اللجوء إلى مكثف للصورة،  وهو مكبر ألكتروني يستطيع الرؤية في الظلمة الحالكة.

زوج من الأسماك الذهبية التي لا تسكن هنا، وتستوطن المياه الضحلة ،  يبدو أنها تأتي كي تصطاد بين الحين والآخر، ما لم يكن معروفا من قبل.

على متن الباخرة، تتم مراجعة الصور التي أخذت لجميع الكويلاكانت عبر السنين. هناك صور لواحد وستين منها. وقد صممت خريطة تحدد المغارة التي تمضي كل من هذه الأسماك النهار فيها، وهناك احتمال بأن يتم التعرف على جانب من الحياة الاجتماعية لهذه الأسماك. إنها تتعلق جماعات  على جوانب جدران جيرانها.

 لكل منها بقعة مميزة تحتفظ بها طوال حياتها، وقد ظهر على كل منها علامة فارقة مفاجئه، تبدأ السمكة المجهولة بالحصول على علامة مميزة لنفسها.

تعرضت إحدى أسماك الكويلاكانت التي تسكن منطقة الدراسة للصيد خطأ. لم يكن هناك فرصة لانقاذها. لا يمكنهم ملامة الصياد المسكين بعد طالما انهم انزلوا الصنارة إلى مملكة الكويلاكانت لمجرد أن الأسماك قد خفت كثيرا في المياه الضحلة. ولم يسبق لكثير من الصنانير أن حظيت بفرصة أن تعلق بها  سمكة كهذه، التي انتهى بها الأمر أن تم إهداؤها للرئيس الفرنسي.

كثيرا ما كان  الصيد يؤخذ إلى مخازن التبريد في موروني، عاصمة كومورو. ولكن لم يعد يتم اللجوء إلى هذه الأسواق على اعتبار أن المكافأة  على هذا الصيد لم تعد ثمينة منذ أزمة المصارف في البلاد. أما اليوم فيتم أخذها إلى اسواق تبيعها بالكيلوغرامات.  الكثير من الثروات العلمية تبدد في أواني وأطباق  كومورو .

يتولى الطبيب المختص كل الأمر، لا بد من أخذ الكويلاكانت إلى النمسا ليتم تشريحها،  وإعادة بناء تركيبتها العضوية الداخلية من جديد.

هنا في معهد ماكس بلانك يتم الحصول على درجة مميزة من التجمد الكفيلة بتخزين أنسجة كويلاكانت كي تدرسها الأجيال القادمة من العلماء. سيأتي الناس من مختلف أنحاء العالم لدراسة الأحفور الحي.

سوف يرغبون في معرفة الأسباب التي جعلت كويلاكانت تضرب جميع أرقام الفقريات القياسية، وما يجعلهم يعيشون حياتهم في الظل  على أطراف البراكين الحية. حتى خمسين عاما مضت، ما كان أحد ليعرف بوجودها هناك. عاشت دون أن يراها أحد لآلاف السنين حتى نسيت تلك السمكة.  لا بد أن بعض المواصفات الخاصة بالبيئة المحيطة بها جعلت بقاءها ممكنا. قد يتم العثور على الإجابة على هذا السؤال يوما ما، في هذا التجلد العميق في النمسا.

حتى حينها لا بد أن تجيب ألكويلاكانت الأولى الموجودة  في متحف شرق لندن على سؤال حير البروفيسور سميث. هل هي ضالة فعلا؟ حملتها تيارات عنيفة من قناة موزامبيق عبر ثلاثة آلاف كيلومتر من موطنها الأصلي؟

لا بد لقطعة مجمدة من لحمها الصخري أن تحتوي ما يلزم من الDNA لتتم مقارنته مع المادة نفسها المأخوذة من سمكة من كومورو.

تدخل القدر في آب أغسطس من عام ألف وتسع مائة وواحد وتسعين، حين أمسكت الصنارة بسمكة أخرى من خارج الجزيرة.

وقد تم العثور عليها أيضا في قناة موزامبيك  على بعد ألف كيلومتر من كومورو.

كانت هذه عملية صيد مميزة بالنسبة للعلماء، على اعتبار أن السمكة كانت أنثى تزن ما يقارب المائة كيلوغرام كما أنها كانت حامل.

كانت تحمل بستة وعشرون سمكة صغيرة، يزن كل منها ما يقارب الخمس مائة غرام. صرنا نعرف اليوم أن اسماك الكويلاكانت تحتمل العيش بشباب. ما لا يثبت صلة مباشرة لها بالفقريات على الأرض. تتميز بعض أنواع القرش البدائية بهذه المواصفات أيضا. ما زالت صغار الأسماك، التي لن تولد، طازجة بعد. سيتم إرسال بعض منها مع نماذج من حراشيفها إلى ألمانيا لتحديد أصول صغار السمك.

إزالة بعض من مواد قاعدة الحراشف ستساعد  في إجراء تحليل للDNA هنا في جامعة ميتشيغين.

باستعمال المحاليل وتسخين المادة في غرفة تخمير خاصة يتم تحويلها إلى اجزاء صغيرة جدا. حين توضع هذه الأجزاء في حقل مغناطيسي تتولد عنها عناصر الDNA.

تتكرر التجربة على عدد من النماذج للحؤول دو وقوع الأخطاء. ويبدو أن النتائج نهائية: فعناصر سمكة الموزامبيق هي نفسها الموجودة في سمكة كومورو. لا بد أن أم صغار السمك جاءت من الجزيرة.

المرحلة الثانية هي معرفة المكان الذي تذهب إليه اسماك الكويلاكانت أثناء الليل. وإلى أي مدى تسبح عميقا مع انحدار الحمم؟

لا بد من ايجاد السبل المناسبة للحصول على الأجوبة. من الممكن تثبيت جهاز يرسل إشارات فوق صوتية على الكويلاكانت. وقد جرت عدة أبحاث للتأكد مما إذا كان ذلك سيضر بالسمكة.

غاصت جاغو مرة أخرى إلى أعماق البحر.

تم وضع أجهزة على خمس سمكات، ليتمكنوا من معرفة السمكة التي يستمعون إليها عند صعودهم إلى السطح.

جهاز الاستقبال على متن السفينة كان يسجل الاشارات القادمة.

كلما ازدادت قوة الإشارة كلما ازداد عمق السمكة الذي تحمله.

جرى التنصت على هذه الإشارات ليلا نهارا من على متن السفينة ومن الغواصة ومن الزورق. لا حاجة للإسراع، لن تذهب الأسماك إلى أي مكان.

كانوا يغوصون بين الحين والآخر لزيارتها في الأعماق، لرؤيتها تتحرك ببطء شديد هناك.

حركة زعانفها توحي بالتحليق أكثر من السباحة. وهي لا تلامس الأعماق. اطلق  البروفيسور سيمث على الكويلاكانت تسمية ذو الأربعة القديمة. ولكنه كان مخطئا، فهي ليست الحلقة الضائعة من الحيوان البري.

كانت الأسماك تذهب في رحلات  استجمام للصيد الليلي، حيث تتحرك ببطء مستخدمة كمية قليلة من الطاقة. فهل هذا هو السر في بقائها طويلا على قيد الحياة؟

انها تصطاد على عمق خمسمائة متر تحت سطح البحر. أي اعمق بكثير من قدرة جاغو على الغوص. تغادر المغارة مع غروب الشمس تماما. كيف تعرف موعد الرحيل وهي في أعماق مظلمة؟  تتحرك كمن يسير في نومه منحدرة مع الحمم نحو الأسفل، بحثا عن فريستها كما يبدو. وكأن في رأسها عضو ما يستقبل الإشارات الكهربائية. انهم يعيشون في عالم يختلف جدا عن عالمنا.

لم يسبق للمراقبين أن رأوا سمكتين على فريسة واحدة.  لن تتم رؤية ما يتغذى عليه هذا السمك حتى نتمكن من الغوص على مسافات أعمق نحو حقول صيدهم الغامضة.

ثم وقع حدث لم يكن متوقعا. فقد تم العثور على كويلاكانت بالقرب من مدينة ساليماني كانت تتغذى أثناء الليل، وكانت أمعاؤها تحوي اشياءا تثير الاهتمام.

يستطيع العلماء التعرف على ما تحتويه الأمعاء من أغذية حتى بعد هضمها. تحتوي جميع الكائنات الحية على اجزاء صلبة تكشف عن هويتها لشخص يعرف ما الذي يبحث عنه. والهياكل العظمية هي الأشد وضوحا.

المشكلة هي أن أسماكا عديدة لا تحتوي على أي نوع من الحسك.

رغم ذلك فجميعها يحنوي على علامات فارقه. تكمن هذه العلامة بالحصية الأذنية التي لا تتشابه اثنتين منها في نوعين من الأسماك.  تعود هذه لديك البحر. الذي هو الفريسة الدائمة للكويلاكانت دون شك. ولكن من المؤسف جدا القول بأن الحصيات الأذنية الأخرى تعود لأسماك لا يعرفها العلم.

 في ليلة ما سمع صوت إشارات تنبعث من الجهاز، تشير إلى حركة الكويلاكانت تحتهم. فقرروا الغوص في جاغو لمعرفة المسافة التي يمكن ان يتبعونهم فيها.

عثر على سمكة أنثى في واحدة من مناطق الدراسة الاعتيادية تتخذ وضعية أصبحوا الآن يعرفونها.  فقد امضوا مئات الساعات يراقبونها  دون أن  تفعل شيئا، وها هي اليوم تكرر ذلك.

التقارير التي ترفع إلى زملائهم على متن السفينة أصبحت متشابهة. ولكنهم يسجلونها على أي حال. فالنظام هو مفتاح الاكتشافات.

كانت الأنثى توحي بإحساس من الهدوء أشبه بالتنويم المغناطيسي، إلا أن تصرفاتها بدأت تتغير. فقد استلقت على ظهرها إلى جانب إحدى الصخور.

لم يسبق لهم أن شاهدوا ذلك فقد استلقت هناك لدقيقتين، وكان بطنها يعلو وينخفض، فهل هي على وشك أن تلد؟ لم يسبق أن رأوا في غوصهم على اقصى الأعماق أن رأوا صغار الكويلاكانت.

ومن ثم اعتدلت وتلاشت في الظلام. ليس من عادة الكويلاكانت أن تنزعج من النور. ولكن ربما كانت هذه الأسماك بالغة الحساسية في هذه المرحلة الهامة ولا تحتمل الإزعاج كما في الأوقات الأخرى.

في اليوم التالي كانت إشاراتها تسمع من عمق سبع مائة مترا.

في الوقت نفسه صعدت جميع الأسماك إلى منطقة الدراسة المعتادة والضحلة نسبيا بينما بقيت السمكة الحامل في أعماق هي أبعد من مستويات الصيد العادية. هل تلد فعلا هناك؟ هل تعيش صغار هذه الأسماك في أعماق تختلف عن الأكبر منها؟ سيتطلب الأمر استكشافات جديده بغواصة جديده للتعرف على مزيد من أسرار هذا الأحفور الحي، والسمكة القادمة من الماضي البعيد.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster