اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 العالم والقرش والمعلق التلفزيوني
 

القرش

 

تحول سمك القرش مؤخرا إلى مادة للرسوم المتحركة، مع أنه يدب الرعب في قلوب الكثيرين، بل يسبب الموت أحيانا.

هل سمك القرش بالخطورة التي يشتهر بها فعلا؟ بقاءها على قيد الحياة يتطلب أن تقتل بدم بارد. ولكن هل يخرجون من الأعماق بحثا عنا؟ العلماء لا يعتقدون ذلك، أما بالنسبة لمن يعيشون على حساب إيقاع القاتل في شر أعماله، فهم يرون ألا بد من تفكير الناس بطريقة مغايرة.

يتسلح القرش بكل ما يلزمه من عدة الصيد. لا مجال للشك في ذلك، ولكن هذا هو حال الأسد والنسر أيضا. وهما يعتبران ملوكا في عالم الحيوان. أما القرش بالمقابل، فرغم قوته وسرعته وجماله، يتم اعتباره حيوان سيء السمعة والصيت.

هل لأنه يعيش في عالم غريب عنا؟ ما زالت الاستكشافات المستمرة للمحيط علما حديثا، تماما مثل الدراسة المستمرة للقرش. فقد تم التعرف على مئتان وخمسين ألف نوع من فصيلة القرش، ولكنا ما زلنا نعرف القليل عن طريقة حياتها الفعلية.

فليس من الواضح بعد، على سبيل المثال، لماذا يعيش قرش المطرقة بقطعان كبيرة العدد، وكأنها مدارس. ماذا يفعلون معا؟ ولماذا؟ لا أحد يعرف بعد.

وماذا عن اكبر قرش على الإطلاق، أي الحوتي؟ لماذا تخلى عن الصيد ولجأ إلى جمع المعلقات في الماء؟

اسماك هائلة بحجم القرش الحوتي عاشت لملايين السنين، ولكن أسنانها تؤكد أنها لم تعش يوما على المعلقات، بل كانت من الصيادين المهرة.

مقارنة مع القرش الكبير المعاصر، كانت أسلافه الأحفورية عملاقة، أو على الأقل تساوي ثلاثة أضعاف خليفتها المعاصرة.

بدأت أجيال القرش القديمة في العيش على الطريقة نفسها التي بدأ بها القرش المعاصر، أي أنها تبدأ كبيضه، بملاقط عند الزوايا كي تعلق في الصخور أو المرجان ريثما تنمو. من الممكن رؤية الجنين يتحرك في الداخل.

تسمح زوايا صمامات البيضة بإدخال الماء والأوكسجين إليها، إلى أن تسمح لصغير القرش أخيرا بالخروج، بعد ما يتراوح بين ستة أو تسعة أشهر. يتغذى القرش في أيامه الأولى على جيب دهني. أما قرش المطرقة فيولد حيا، إذ ينمو في أحشاء أمه، ومع ذلك فهو يحمل جيبه الدهني.

صغير قرش النمر يفقس من بيضة في أحشاء أمه. وعندما يستهلك الجيب الدهني، بعد يومين من ولادته عليه أن يخرج للصيد طلبا لغذائه. هذا ما تولد عليه غالبية أنواع سمك القرش.

تتراوح جميعها بين ستين وسبعين سنتيمترا عند الولادة، وقد تصل أعدادها إلى ثمانية من صغار القرش.

عندما يحين موعد الولادة تخرج مجموعة من أنثى سمك القرش من المياه الباردة العميقة بحثا عن شواطئ ضحلة دافئة.

عادة ما تميل إلى اختيار الخلجان أو مصبات الأنهر، حيث تبدأ أسماك أخرى دورات حياتها، ما يمنح صغارها أفضل فرصة للعثور على الطرائد.

بعد أن تولد صغار القرش، تتركها أمهاتها كي تبدأ بالاعتماد على النفس وتتعلم الصيد في المياه الغنية.

تجمع الدراسات الخاصة بالبحث في  أسلوب سباحة القرش، على أنها تشبه التحليق. فهي تدفع نفسها إلى الأمام بدفع من زعنفة الذيل، بينما يقتصر دور الزعانف الجانبية على ما تفعله أجنحة الطائرة. الزعانف السفلية والعلوية تهتم باستقرار أعلى الجسم وأسفله.

شاع طويلا الاعتقاد القائل بأن على القرش أن يستمر بالحركة كي يتنفس، وكي تعبر المياه من فوق خياشيمه. وهي عملية تعرف بالتنفس التلقائي. ولكن حصل مؤخرا أن عثر على أسماك القرش هادئة في العمق تتنفس بارتياح، وتدفع المياه من خياشيمها.

نعرف اليوم أن غالبية أنواع القرش تستطيع ذلك، رغم أنها تستخدم نسبة عالية من الطاقة: ولتوفير الطاقة تتنفس تلقائيا في أغلب الأحيان، وتوفر التنفس النشط إلى أن تحتاج للاستراحة من العوم.

تحكي عيون القرش قصصا من الرعب والخوف، فتوصف بأنها لا ترمش  وفيها نظرات حادة وباردة، إلى ما هنالك من التعابير الأخرى. مع ذلك فقد اكتشف منذ زمن بعيد أنها تتمتع بغشاء، يعرف بغشاء الرمش، كما يترجم عن التعبير العلمي. كي نعرف بما يفيدها أجرينا هذه التجربة البسيطة.

وضعنا قرش ليموني صغير في مستوعب يحتوي على كمية إضافية من الأوكسجين كي لا يجهد نفسه للتنفس، وسوف نعرض عيناه  لنور ساطع ونرى ما سيحدث.

كلما تعرض  للنور ترمش عيناه، إذن فند الإدعاء القائل أنه لا يرمش، أما نظراته فقد تكون باردة.

رمش العين يحميها من الأذى الفيزيائي أيضا، بأن يقفل حين يلامسها جسم ما، وكأنه صمام واق.

ولكن لا داعي لأن نلمس عين القرش كي يرمش، يكفي أن نلمس رأسه، كما نرى في هذا القرش الأزرق. حتى عند غذائه يقفل عيناه طالما أن أنفه يتعرض للضغط.

رأسه بالغ الحساسية جدا، لأنه يحتوي على مجموعة من الشبكات العصبية التي تسجل التغيرات في ضغط الماء.هذه مقدمة نظام الخط الجانبي. التي تميل مع انحناءات جسم القرش وعلى جانبيه.

لا بأس في أن نتذكر هذه الصور لما يشاع عن القرش الأزرق القاتل، إلى حين لقاءنا مع المعلق التلفزيوني فيما بعد.

يتشكل نظام الخط الجانبي من مجموعة ثقوب في الجلد، في أسفل كل منها خلية حساسة، لأنها تتجاوب مع تغيرات الضغط، فهي تتأثر بالموجات الصوتية في الماء.

يعثر القرش على طريدته من خلال التنصت عليها، بأن يلتقط الذبذبات الناجمة عن حركة الزعانف لدى سمكة مريضة أو مصابة. هنا يمكنه سماع الذبذبات ولكن الطريدة ليست هنا كي يعثر عليها.

بتعديل ذبذبات الصوت يمكن للعلماء أن يعرفوا  الحركات الكفيلة باستقطاب القرش بشده.

الذبذبات العالية وخصوصا المتباعدة منها هي الأكثر استقطابا للقرش.

تحتوي مقدمة رأس القرش  على مجموعة من اللواقط المصممة لمساعدته في العثور على الأغذية. كما تحدد ضغط الماء وحرارتها، وتستجيب للمتغيرات في الحقول الكهربائية والروائح. بتعريض القرش لمجموعة من روائح قطع الغذاء، والعديد من الأصوات المحددة، يكاد يتعرض للجنون فيجول من حوله وهو على ثقة بوجود طعام يمكنه الحصول عليه ولكنه لا يعرف مكانه تماما.

لا شك أن واحدة من جوانب قصة الرعب على الأقل كانت صحيحة.

يعض أسماك القرش تأكل أي شيء  وكل شيء بما في ذلك بعضها بعضا في بحثها المستميت عن الطعام.

العنصر الآخر المتعلق بالقصة الرهيبة، والذي لا شك في صحته، يتعلق بأسنان القرش. بدءا من أسنان القرش المدببة والشبيهة بالإبر لصيد الأسماك الصغيرة وانتهاءا بتلك الشبيهة بالشفرات، فهي جميعا مدهشة، في كفاءتها الفائقة على التمكن من الطرائد .

خلف كل صف من الأسنان يقف صف آخر بانتظار أن يدخل حيز الخدمة. يتمتع  القرش الأبيض بأسنان منشارية تساعده على قضم أجزاء من الفقمات التي هي غذاءه الرئيسي. يمكن للصورة البطيئة أن تساعدنا في التعرف على طريقة عمل الفك بالتفصيل.

لا يحاول القرش أن يعض فريسة صغيرة أو يمزقها بل يبتلعها بالكامل. يتلخص الدور الرئيسي للأسنان الخلفية هنا  بالحؤول دون هروب السمكة.

حتى عندما يتحفظ الباحثون على السمكة الكبيرة فإن القرش لا يعضها، بل يعاود المحاولة مرة بعد الأخرى حتى يبتلع فريسته بالكامل.

صورة أشعة لقرش ليموني تبرز السمكة بكاملها في أمعائه ما يمنح العلماء فكرة محددة.

إذا ما تمكنوا من وضع جهاز إرسال صغير في قطعة من السمك، وأقنعوا القرش في ابتلاعها، سيتمكنون من اللحاق بالقرش عبر المسافات.

أصبحت سمكة الإسقمري جاهزة  لتقديمها إلى القرش.

بعد دقائق أصبحت في المكان المناسب ترسل الإشارات للعلماء.

يمكنهم أن يرونها ويسمعونها أيضا.

باتباعهم الإشارة عثروا على مجموعة من أسماك القرش تحاصر هدفا ما في قاع البحر. سبق أن لوحظ هذا المشهد من قبل، ولكن لا أحد يعرف ما يجري، أكثر من أنها مدرسة قرش المطرقة، الذي كان يتصرف دائما  بالطريقة ذاتها. هناك الكثير من المجالات لدراسة تصرفات القرش كمجموعات وكأفراد بوجه عام.

تحولت مطاردة القرش في الولايات المتحدة إلى رياضة رجولية، ولكنها عادت بنتائج علمية هامة.

القرش الذي حمل هذه العلامة من على الشواطئ الشرقية الأمريكية تم اصطياده قريبا من المياه الأفريقية، بعد أن سبح عبر المحيط الأطلسي. تم وضع العلامة في الأساس لصالح إحدى برامج التلفزة الأمريكية، وهو يقدم معلومات قيمة عن بيولوجيا القرش.

كشفت مزيد من الأبحاث الرسمية عن معلومات هامة. يتم في مستوعب مياه هائل ومعقد في جامعة ميامي العمل على تدريب قرش ليموني لمعرفة ما إذا كان قادرا على التمييز بين الأنوار والألوان المختلفة.

لهذه التجربة جانبين: هل يمكنها أن ترى الضوء؟ وهل يمكنها أن تتعلم كيفية الحصول على المكافأة؟ تؤكد النتيجة صحة الإجابتين. رغم أن القرش يرتكب الأخطاء قبل أن يتوصل إلى النتيجة الصحيحة.

لا يتفق الجميع حول أهمية هذه الأبحاث. يعتقد بعض العلماء أنها سطحية جدا.

ولكن القرش البري أكثر مراوغة من أن يراقب لفترات طويلة. لا بد من أسره لدراسته. فعلى سبيل المثال، ما هي علاقته  باللشك؟ وهي سمكة لاصقة تستخدم القرش كوسيلة للنقل وتقاسمه بعض من بقايا فريسته.

الإمساك بقرش حي لوضعه في الحوض ليس بالمهمة السهلة. القرش الكبير أكثر حساسية مما يمكن أن يوحي به حجمه الهائل. والحقيقة أن المشكلة الرئيسية هي حماية القرش من قوته أثناء عملية نقله إلى الشواطئ.

قد يبدو بعضهم هادئا رغم أنه مقفل، ولكن كثيرا ما يقع القرش ضحية أسماك أخرى من فصيلته أثناء محاولته الهرب.

عند وصوله إلى الحوض لا بد من مساعدته ليتعافى  من تلك التجربة، حتى قرش النمر الخطير، الذي يدخل بما يشبه الأزمة النفسية التي لا بد من إخراجه منها بلطف.

يخرج الغطاسين برفقة دلافين مدربة بحيث تتولى أمر القرش إذا ما بدأ يهدد حياة الغطاسين.

تكمن الفكرة بأن يهاجم الدلافين القرش إذا ما فقد الغطاس زمام  الأمور.

تحولت حماية الناس من هجمات القرش إلى دراسة اقتصادية. أصبح نصب الشباك حول بعض الشواطئ مسألة ملحة، ولكنها باهظة التكاليف أيضا، وصعبة الصيانة. ولكن مراقبة تصرفات القرش فسحت بالمجال أمام اقتراحات أخرى.

هنا جرب قرش كبير كميات كبيرة من السمك الميت ورفضها جميعا. كأن طعمها لم يعجبه. ما أدى إلى تطوير مادة لإبعاد القرش يسمونها شراب القرش.

يفترض بالغطاس ، المتمثل ببحار زائف أو بدمية غريق، أن يطلق من حوله غيمة من  الرائحة كريهة جدا. ما هي ردة فعل القرش؟

بعد أن شمها عرضيا، سبح  القرش عابرا غيمة الرائحة دون اهتمام. أي أن مفعول المادة صفر، والحقيقة أن الغيمة السوداء جعلت الظروف أكثر خطورة على الغطاسين، إذ لم يعد بإمكانهم معرفة أماكن الحيوانات البحرية المفترسة.

يتسلح أحد الغطاسين بشحنة متفجرة على رأس عصا، وهي  طريقة أخرى في إبعاد القرش، مع أنها كثيرا ما تؤدي إلى قتله.

حركة القرش ذهابا وإيابا عبر الشاشة، جعل الغطاسين يلجأوون إلى أسلوب آخر في إبقائهم على بعد مسافة ذراع منهم، وبكل معنى الكلمة.

وذلك باستخدام حساسية الأنف التي تبقي على عيون القرش مقفلة مثلا.

تكمن المحاولة الأخرى المجربة وذو الحدين، باستهداف المياه التي عند اسفل القرش. وهي كثيرا ما تنجح، بينما لا تؤدي أحيانا سوى  لحشد مزيد من سمك القرش.

إنها تساعد على معرفة ما يفكر به القرش، وهنا يمكن أن تصبح مراقبة العلماء مجدية. هذه المجموعة من القرش الرمادي تفكر بالهجوم. فهي تهز برأسها وتسبح على غير هدى.

أنواع أخرى مثل الماكو صعبة التقدير ولهذا فهي أشد خطورة. لانها تسارع بالهجوم وبلا إنذار، ولأنها تستطيع السباحة بسرعة فائقة، فهي لا تعرف الخوف. ولا أعداء لها بين أنواع القرش الأخرى.

انها مخيفة جدا حتى بالنسبة لأصحاب التجربة من الغطاسين، وتعامل باحترام شديد.

هناك أنواع أخرى معروفة بتصرفاتها الممتعة عموما. على الرغم من حجمها الهائل وسرعتها الفائقة. منها القرش الأزرق. الذي عادة ما يسميه غطاس المواسم بالقطة المشاكسة. ولكن عامة الناس لا يعرفون ذلك. وهنا يدخل بعض العاملين في برامج التلفزة على الخط.

ملامح القرش تبدو مخيفة، وهذا ما لا يراه الجمهور: فقد تم أسر القرش في قفص التصوير، ولا بد من إخراجه، هل سيأكل المصور حيا؟

ربما أصبح يسد الطريق على الكاميرا، لهذا يتم إخراجه بلطف إلى الماء .

هذه هي النظرات الباردة التي لا ترمش، لقطة رائعة.  والآن لا بد من جلب قرش ليتقدم ببطء حتى يتمكن من التسلق .

لا شك أنه مجرب في عالم البرامج المتلفزة، أو في التصوير تحت الماء.

تحتشد أسماك قرش أخرى لترى ما يجري. تكمن  الخطة بجعلها تدخل الواحدة بعد الأخرى، ولكن المنطقة أصبحت مزدحمة هناك. 

وأخيرا حصل على واحد منها حيثما يريده لتبدأ اللعبة.

القرش الخائف يحاول الهرب، بينما يسجل عامل الكاميرا كل المشاهد المثيرة لمتتبعي محطته.

نجح العرض بالكامل، ولكن فقط لأن أغالب الناس يعتقدون أن اللعب مع القرش الأزرق بالغ الخطورة. قد يختلف الأمر تماما لو أنه كان قرشا أبيض  أو ماكو. ولكنه حيوان مفترس يفضل الطريدة الكبرى، وليس السمكة الصغيرة الوديعة. نجمت السمعة السيئة التي اكتسبتها العائلة بأكملها عن بضعة عمليات اعتداء قام بها عدد ضئيل من كبار الحيوانات المفترسة.

أسماك القرش هي مجموعة من الحيوانات القديمة والناجحة، التي  ما زلنا في بداية التعرف إليها، ولكن ما نعرفه حتى الآن يكفى لتأكيد أنها حيوانات تستحق الاحترام وعدم التلاعب بمصائرها عبر إثارة مشاعر الناس في المنازل.

 --------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster