اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 ... بعض ما حدث 2
 

وليد قدُُّورة

 

ماذا تفعل امرأة وجدت نفسها فجأة لا تعرف صفتها الإجتماعية المتداولة، ولا تستطيع تقديم إجابة للحشريين والراغبين في معرفة كل شاردة وواردة عن وضعها الإنساني؟ إنها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تلوذ بالصمت وتنكفيء وتنعزل إجتماعياً خوفاً من تقديم تقرير شخصي وتوجيه اتهامات إلى الشريك المفترض، والذي كان! وإما أن تنهض وتقوم من جديد متسلحة بالإرادة الخفية الكامنة عند أي كائن بشري، فتهب للدفاع عن بقائها وكينونتها ووجودها، ذلك أن أسوأ ما يفعله رجل هو توهمه أن شجاعته متأتية من قسوته وأن رجولته تظهر في مقدار استئساده على من اختارها وجرى وراءها لتكون شريكة عمره. الرجال الحكماء والصبورون ليسوا ضعفاء بالضرورة، والذين يغلبون الحلم على الغضب ليسوا خانعين أيضاً، والذين يبذلون كل جهدهم العقلي وانفعالاتهم العاطفية لمخرج إيجابي حين تثور الأنواء وتهب العواصف إنما يسعون لاستنقاذ كل الوسائل الأخلاقية وطرق الإقناع لحماية أسرة وليدة، قبل الوصول إلى ما حلله عز وجل وهو أبغض الحلال.

 ماذا عن مخلوق يهتم لما يقوله الآخرون عنه، ولا يكترث قيد أنمله لمشاعر امرأة شاء حظها العاثر أن تكون جليسة بيت واحد في بلاد بعيدة لا يجيد الطرفان فيها لغة قومها، وعن شخص يكشف عن سادية مفرطه في معاملة زوجته وابنته الرضيعة التي بدأ صراخها الليلي يفسد عليه تأمله وخلوته مع كتبه وأبحاثه. ألا يعتبر انفصاماً مرعباً ذاك الذي يحدث على أرض الواقع حين يمارس مدعِ بالثقافة تعذيباً نفسياً يومياً على من تسكن معه في غرفة واحدة وتنام معه في فراش واحد.

 الضرب والتعذيب الجسدي هو أحد أشكال الإضطهاد ولكنه ليس الشكل الوحيد، الإمتناع عن الضرب لا يكون عند هذا النوع من الناس رأفة أو رحمة أو شفقة على إنسانة جرى الاستفراد بها في بلاد نائية وبعيدة، إنما يكون نتيجة حذق ومهارة من جانب الزوج حتى لا يكون هناك دليل أو برهان ملموس أن الفاعل مدان.

 الكتب.. تبادل الثقافات.. لا تعلم دروساً في العشق والمحبة والائتلاف الإنساني فقط، ها هم الأفراد المطلعون يتعلمون من الدول المتحضرة كيف يمكن أن تغسل العقول وتهشم التركيب النفسي من الداخل وأن تسبب أذى معنوياً يصل إلى تخوم الهلوسة وإلى حدود الجنون والهذيان دون استخدام عصا أو سوط، ودون توجيه لكمات أو صفعات، هكذا يتحول الزوج أحياناً إلى معذب حضاري ماهر لا تستطيع القوانين الوضعية أن تجد الأدلة التي تثبت فعلته الشنيعة، ويستطيع هو أن يخدع نفسه لكن لا يمكنه الاستمرار في التهرب من الشرائع السماوية طالما أنه يقذف زوجته ورضيعته دون أي إلتفاتة إليهما تاركاً لمن حولهم مهمة الاهتمام بمصير كائنين بشريين في عصر طغت عليه المادة، وأصبحت معاييرة تقوم على قاعدة امتلاك المال لا الحكمة والتبصر والعقل.

والطلاق.. أبغض الحلال، هو النافذة الرحيمة التي شقها الخالق عز وجل أمام عباده شريطة أن يكون ذلك بود وتقدير وإعطاء ما لقيصر لقيصر.. وما لله لله.. لكن ماذا عن رجل ينكر حقوق المرأة بعد أن يقذفها في بيت أهلها فجر أحد الأيام ويتوهم أنه سيمارس تعذيبه المنهجي لا على وليدته وزوجته فقط، بل على عائلتها كلها، في أي خانة من هذه الدنيا الواسعة يمكن تصنيف هذا النوع من الرجال؟ مرة أخرى.. إنه بعض ما حدث..

--------------------انتهت.

وليد قدُّورة  voiceoflight@hotmail.com

  الكاتب:

رماد الذاكرة

  المصدر:

20 آب - أغسطس 2007

  تاريخ النشر:

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster