|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
انقلاب الثقافة
نبيل:
تنتمي الثقافة الفنزويلية إلى الحضارة الأمريكية اللاتينية التي شهدت
خلال القرن الماضي محاولات طمس وتهميش سعت لتغييب معالمها الفكرية
وقيمها الانسانية التي استطاعت البقاء حاضرة بتميز أعمالها السينمائية
والمسرحية وحصول رموزها الأدبية على جائزة نوبل للأدب كانت من نصيب
غابريل غارسيا ماركيز وغيره من كبار الأدباء في القارة.
وقد شهدت فنزويلا خلال العقد الماضي نهضة واسعة في هذه
المجالات، ضاعفت من خلالها الانتاج السينمائي والمسرحي، كما ركزت على
اصدارات الكتب والمؤلفات التي تستعيد العناصر اللغوية والتاريخية
والحضارية الاقليمية للقارة الجنوبية عموما وقضايا الفقراء، عبر مجموعة
من الاجراءات التي بدأت تؤتي ثمارها على مستوى الكتاب.
قميص مقلم:
أولى الاجرءات الكبرى التي اتخذتها الثورة الفنزويلية لتقريب الكتاب من
الناس، يعتبر بلا شك وضع أسس صلبة وثابتة من خلال محو الأمية. شكل ذلك
نقطة انطلاق لجميع الروائع التي نشهدها اليوم عبر هذه النهضة الثقافية
الراهنة.
شعر اسبندرون:
الثورة التي لا تخضع للنقاش هي ثورة راكدة، وهذه ثورتنا اليوم تناقش،
من خلال الكتاب، ومن خلال المقكرين في الشوارع.
سيدة أولى:
أقرأ اليوم كل ما يتعلق بالاشتراكية، فأنا فضولية جدا بتاريخ غيفارا،
حتى أني أستعد للسفر إلى كوبا، ما أن تأتي الظروف المناسبة حتى أغادر
مسافرة إلى كوبا. لأني أتوق إلى المعارف، وهذا الفضول يدفعنا إلى
النهوض.
اسبندرون:
لا بد للعبور من حالة طمس الهوية إلى حالة التحرر أن يمر بعمليتي
القراءة والمطالعة. وقد وزعنا مع بداية الثورة مليون نسخة من رواية
دونكيشوط في ساحات المدن، وقد أطلق على هذه العملية لقب دولسينيا،
وقمنا في العملية الثانية بتوزيع مليون ونصف المليون من رواية البؤساء
لفكتور أوغو بأجزائها الثلاث، اي نصف مليون من كل جزء. وقد جرى
توزيعها بالكامل مجانا. وقد تأثرنا جدا برؤية الناس يصطفون في الساخات
بأعداد لا تحصى للحصول على نسخة لهم.
رجل صدرية:
لا شك أننا نعيش اليوم لحظات تاريخية في فنزويلا، جاءت ثمرة سياسة
لاصدارات وترويج الكتب لم تعرفها القارة الأمريكية اللاتينية والتاريخ
الفنزويلي من قبل. الحصول على الكتاب لقراءته لا تواجه اليوم عوائق
مالية، فقد أصبح من السهل جعل الكتاب صديقا سهلا للقارئ بعد أن كان
صديقا يصعب على القارئ بلوغه، لأن الأسعار كانت تحول دون المودة بين
القارئ والكتاب.
اسبندرون:
كانت العلاقة بين دور النشر والقراء في الجمهورية الرابعة علاقة
معدومة غائبة، وقد اقتصرت الاصدارات على ألف ومئتي نسخة، دون توفر ما
يعرف اليوم بالاصدار الجماعي، أما اليوم في الجمهورية الثورية الخامسة،
لم نركز على كتب الاصدارات الجماعية فحسب، بل وعلى المجلات.
فاروق سيكستو/ وزير الثقافة الفنزويلي:
قمنا بناء المطابع وتعلمنا القيام باصدارات جماعية بلغت حتى الآن ومن
خلال وزارة الثقالفة وحدها 60 مليوم نسخة، وإذا أضفنا انتاج وزارات
أخرى كالاتصالات والتربية والتعليم وغيرها تخطينا الثمانين مليون ومن
المحتمل أن نكون على مقربة من المئة مليون نسخة، وهذا بالنسبة لنا كبلد
لم يكن من كبرى الدول في النشر كما هو حال المكسيك والأرجنتين
وكولومبيا، إلا أن هذا يعتبر جهدا هائلا بالنسبة لنا، شكلت قفزة نوعية
قسمت تاريخنا في النشر إلى جزئين.
نبيل:
تستدعي هذه القفزة الكمية والنوعية في مجال الاصدارات توفير بنية تحتية
من المطابع التي اقتصرت في الماضي على العاصمة وحدها وضمن حدودها
الدنيا، أما اليوم فتعدى انتشار المطابع ادارة كراكاس ليشمل جميع
العواصم الرئيسة للولايات الفنزويلية دون استثناء إلى جانب مسابقات
تشجيعية ليس للقارئ فحسب بل وللكاتب والشاعر أيضا.
اسبندرون:
أصبح لدينا منظومة وطنية للطباعة تنتشر اليوم في 24 ولاية، وفي كل
ولاية لدينا مطبعة، كما لدينا مسابقة مخصصة لجمهور لم يسبق أن طبعت
ابداعاته الكتابية وهي تعرف بلقب: كتاب لكل يوم. هذه مسابقة يشارك فيها
شعراء لم يطبع لهم من قبل وقد شملتهم الثورة في اصداراتها.
قميص مقلم:
لم تتوفر القدرة لدى دور النشر في الماضي لاصدار أعداد كافية من
النماذج والنسخ كما لم تتوفر أعداد كبيرة من القراء كما هو حالنا
اليوم. لذا يمكن القول أن هناك انفجار ايجابي في القراءة، وهناك انفجار
في الاصدارات والنشر.
رجل صدرية:
تتوفر لدى المواطن الفنزويلي امكانات وتنوع في فرص القراءة، في السياسة
والقكر والتاريخ والرواية والأبحاث والشعر والمسرح. باختصار، كل ما
يشكل مساحة اهتمام انساني للعثور على ضالته في الثقافة أو التحرر من
خلال كتاب.
اسبندرون:
لا نركز في عملنا على احتياجات السوق بل الصيغة الانسانية، ولا نرى في
القارئ سلعة تجارية بل هوية بشرية رجل أو امرأة ينضويان تحت شعارات
ومحتويات النص الكتابي، كي لا تبقى هذه المحتويات في اطارها الفردي بل
أن تخضع للنقاش على مستوى القواعد الاجتماعية.
سيدة أولى:
أصبح الكتاب والمجلة في متناول الجميع للتعرف على بلادنا وامكانات
التكامل في أمريكا اللاتينية، فعند قراءة كتاب من الاكوادور أو كتاب من
كوبا، يتأثر جدا ويتحمس للتعرف على ثقافات بلدان اخرى، وخصوصا
الأرجنتين والأوروغواي والبيرو، وهي بلدان ما كنا نعرف الكثير عنها
وحين نقرأ مجلة من ذاك البلد نتأثر وأتحمس لقراءتها، بما يشبه جوع
المعرفة. والرغبة بالتعرف على ذلك البلد.
نبيل:
بالاضافة إلى الكتب السياسية التي تصدر في فنزويلا لتعدي صياغة التاريخ
الفنزويلي، هناك مجموعة من القصص والروايا والأشعار العربية والفارسية،
التي تصدر باللغة الاسبانية هنا لتباع وتوزع في أرجاء فنزويلا.
فاروق سيكستو:
بعد الثقافة والقراءة وإدراك الذات والتعرف إلى الشعب من خلال كتابه
والمفكرين من خلال شعوبهم وحفاظنا على نظرية الابداع الجماعي وتشجيع
الناس على الكتابة، كلها جزءا من التواصل مع الكتاب الذي أصبح عنصرا
هاما بالنسبة لشعبنا. ولا بد من الاعتراف بدور تشافيز في ترويج الكتاب،
فهو لا يكف عن دعوتنا للقراءة والكتابة والدراسة والاستمتاع بالكتب.
رجل صدرية (((الغاء ما يتبع كلمة المسرح والسينما...))):
كل ما يتم عمله اليوم في منظومة الحكم والحياة وانضمام هذا البلد إلى
الوقائع الثقافية للمشاعر والأفكار، أصبح اليوم متنوعا ومختلفا، فإلى
جانب حضور الكتاب هناك حضورا للمسرح والسينما...
نبيل:
تشهد السنوات الأخيرة من الحياة الثقافية هنا حضورا واسعا للانتاج
السينمائي الفنزويلية، الذي اعتبر سابقا في عداد المغيبين كليا أمام
هيمنة الانتاج السينمائي الأمريكي على دور السينما في هذا البلد، أما
اليوم فتشهد دور العرض السينمائية في كراكاس والعواصم اللاتينية
والعالمية تقديم أكثر من عشرة أفلام سينمائية جديدة تحمل صورا من
الماضي والحاضر والحلم الفنزويلي بمسستقبل واعد.
فاروق سيكستو:/ وزير الثقافة الفنزويلي: (((شطر مداخلة الوزير هنا
للسماح بجملة قصيرة لي قبل متابعته بالحديث عن التعاون السينمائي مع
ايران)))
يتملك العاملون في السينما اليوم سعادة عارمة فلا يمر شهر واحد دون عرض
فيلم جديد، وقد أقمنا عدة مؤسسات والمدينة السينمائية، وهي مؤسسة
انتاجية حكومية، وشركة توزيع حكومية تعرف بلقب أمازونا فيلم، كما
افتتحنا دور عرض سينمائي في جميع ارجاء البلد، وافتتحنا دور عرض
سينمائية في الأحياء الشعبية، وهذا جهد هائل.
سمين بنظارة/L((شطر
مداخلته بدءا من الحديث عن ايران لضمه إلى ما بعد مداخلة الوزير بهذا
الشأن))
قام وزير الثقافة فاورق سيكستو قبل حوالي خمس سنوات باعادة تنشيط
المجال السينمائي، وأجريت دراسة حول احتياجات هذا المجال لنتمكن من
تطوير الصناعة السينمائية المحلية، ومن نقاط الضعف التي كانت لدينا
غياب المساحة التكنولوجية والقاعدة الصناعية والخدمات واستديوهات ما
قبل وما بعد الانتاج، لهذا نشأت مدينة السينما وهي مؤسسة حكومية، وهي
من القلة القليلة التي تمتلك هذه البنية التحتية في العالم دون أن تسعى
لجني الأرباح، بل تكمن مهمتها في دعم الصناعة الفنزويلية من خلال
العاملين في هذا المجال. وهي تعتمد على استديوهين بمساحة ستمئة متر
مربع، واثني عشر قاعة لما بعد الانتاج، وقاعة لتعديل الألوان اثنين
وثلاثين ملمتران وقاعة لمزج الأصوات واخرى لمزج دولبي، وهي الوحيدة في
البلد. وهذا ما يجعلنا جزءا من مجموعة قليلة من بلدان أمريكا اللاتينية
لا تتعدى الأربعة أو خمسة بلدان. كما نعتمد على أجهزة انتاج من معدات
وكاميرات نستطيع من خلالها انتاج فيلمين أو ثلاثة في آن معا. نعمل على
انتاج سينمائية ضمن خط داخلي محلي يحتل جزءا من انتاجنا. وسنعمل خلال
العام المقبل على مشروع لاستنهاض المخيلة الفنزويلية من الناحية
الجمالية، وسنعمل على انتاج افلام مناطقية وهو جانب تم اهماله لسنوات
وسنقوم بانتاج فيلم في ماراكايبو.
نبيل:
وقد استفادت فنزويلا بشكل ملحوظ من تجارب الشعوب الأخرى في هذا المجال،
وهم يركزون هنا على أهمية الخبرة الايرانية ومدى استعانة االتجربة
الفنزويلية مما أحرزه الانتاج السينمائي الايراني على هذا الصعيد.
فاروق سيكستو/ وزير الثقافة الفنزويلي:
قمت بزيارة مدينة سينمائية هناك في ايران وقد تعلمنا من التقدم
الهائل الذي أحرزته ايران التي أصبحت اليوم من البلدان الأكثر قوة في
صناعة السينما.
سمين بنظارة/
وقد قمنا بزيارة مسبقة غلى الاستديوهات الايرانية قبل تأسيس مشروعنا
الذي اعتمدنا في اقامته على النموذج الايراني. ولكن هذه مجرد بداية،
يفترض بنا التأسيس لآلية انتاج وعمل مشترك. فما أنتجته ايران مهم جدا
في صناعة السينما وصناعها كما هو حال ماكمالباك مثلا، ومن الضروري
أيضا التأسيس لمدرسة اعداد مشتركة.
أبو صدرية//
هكذا هو انفجار العلاقة والتواصل مع الشعب، الذي لا بد له أن يغني
ويعزز نبالة وابداعات المجتمع والوطن.
نبيل:
وقد امتدت مساحات الابداع الثقافي في المجتمع والوطن الفنزويلي إلى عدد
من الفنون الملتزمة بقضايا الناس والوطن، فشملت الاصدارات والنشر
والسينما والأعمال المسرحية التي تشارك اليوم في هذه النهضة الابداعية
للبلد.
وجه مرقوع:
المسرح هو ثقافة ومبادرة وابداع ومخيلة هو الدم والحياة، كل ما يرمز
إليه المسرح من وجهة نظري ونظر زملائي، هو الحياة. وبدون المسرح، لا
نستطيع العيش. وأظن أن هذا رأي زملائي أيضا.
الجميع: نعم
سترة حمراء:
لا شك أن مسرحنا ينتمي إلى بلد صغير، وهو يعكس حقيقة ما يجري في البلد،
ومع ذلك ارى ان قيمته اليوم تكمن في دوره الرئيس في التحولات الجارية،
لأن مسرحنا يعزز الثقافة ويفتح آفاقنا الفكرية.
فتاة فستان منقط:
هناك عدد من الخطوط في الدراما الفنزويلية تشمل الثقافة والهوية دون
تخليه عن عالميته. هذه حالة غوستافو أوت الذي يعتبر من الأكثر شهرة في
فنزويلا المعاصرة، وهذا ما ينطبق على شكرون وتشالبو، فهم يتحدثون عن
فنزويلا عبر التاريخ، وهم يركزون أولا على الثقافة الفنزويلية لأن ما
يريد الناس اكتشافه اليوم جذور الثقافة الفنزويلية وميزاتها وهو ما
يستدعي التعمق في هؤلاء المسرحيين القادرين على العمل على تقديم مشاعر
الفنزويلي وواقعه من خلال اعمال مسرحية عامة.
نبيل:
تكمن ملامح المسرح الفنزويلي الجديد في تركيزه على الوجه الشعبي للوطن،
ليس بأبعاده السياسية فحسب بل والثقافية أيضا، حيث لا يكتفي بالتوجه
إلى فئات النخبة وحدها بل يسعى إلى حمل المسرح إلى الفئات المحرومة من
الناس إن تعذر اقناعها بالمجيء إلى قاعاته الفاخرة.
سترة حمراء:
نشاهد في مسرح اليوم أسلوبا جديدا للعمل المسرحي عبر تعامله الحديث مع
القيم الاجتماعية، وأعتقد أن الشبان يقفون في طليعة هذا العمل، ويبدو
ان لدينا كثيرا مما نستطيع قوله والتعبير عنه، لأننا نحتاج إلى استنهاض
المسرح والثقافة حتى يأتي الناس إلى القاعات المسرحية أو ان يذهب
المسرح إلى الأحياء الشعبية والشوارع والأحياء.
ممثلة خلف القبعة:
أصبح لدينا اليوم فرصا أوسع لصناعة المسرح، لتوفر ورشات العمل المسرحي
هنا وهناك، وهذا ما يوفر امكانية أكبر للعمل المسرحي.
فتاة فستان منقط:
نقوم يوميا بفتح أبواب جديدة، ونسمع أكثر، ونستطيع استيعاب حقيقة ما
يحدث لنجسد ذلك بعمل مجموعات من الفنانين العاملين بدأب في هذا المجال،
لهذا أستطيع القول اننا نقوم في هذه الفترة بأعمال كثيرة، والأهم اننا
نفعل ذلك بأبعاد كثيرة، لأعداد كثيرة من الناس وبأفكار متنوعة وبالغة
الأهمية. فلا بد أن نشمل الناس جميعا، ولا بد أن يشعر المتفرج بأننا
نتحدث عن قضيته وحكايته. وحمدا لله على أننا نعيش في هذا البلد. نحن
متنوعون هنا ولدينا دائما ملايين الأفكار التي نستطيع وضعها بحمد لله،
في خدمة الجمهور.
سترة حمراء:
أعتقد أن المسرح كان دائما مساحة للتعبير السياسي والحوار الاجتماعي
واعتقد أن عليه أن يحمل قيم التحولات الجارية، لأن فنزويلا لا تتغير
وحدها اليوم بل يتغير العالم أجمع.
نبيل:
تلتقي التحولات الجارية في المحافل الثقافية لفنزويلا مع رغبات هذه
البلد في التحرر من الهيمنة الثقافية لصناعة هوليود التي تعزز الرموز
الامريكية على حساب الهويات الوطنية للشعوب التي تتعرض لسياسة افقار
ثقافي تشمل أوطان الشرق والغرب على حد سواء، ما يجعل من التقارب
الثقافي بين فنزويلا وايران، ردا طبيعيا على اجتياح الصناعة الأمريكية
لثقافة شعوبنا دون استثناء.
فاروق سيكستو/ وزير الثقافة الفنزويلي:
لدينا اليوم معاهدات ثقافية مع ايران، قمت بتوقيعها في مجالات مختلفة،
وتحديدا في صناعة السينما واصدار الكتب، وفي الفنون المسرحية
والموسيقية، لما لدينا من رغبة دائمة في التعرف على الشعب الايراني،
القريب جدا من شعبنا ومن قلوبنا رغم المسافة الجغرافية، لمناهضته
الامبريالية ولعمق الروحي، وهذه هي وجهة التلارقي الثقافي في مواجهة
الامبريالية وسعينا المشترك في مكافة ظهوار الفقر والعوز المادي
والروحي لشعوبنا. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م