اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 مشروع استهداف لفنزويلا
 

هوغو شافيز

تتقاطع موجة الأحداث والوقائع الجارية مؤخرا في فنزويلا مع تصريحات رسمية تحذر من الإصرار المحلي والدولي على إثارة أجواء الشغب وأعمال العنف والفوضى في مدن ومؤسسات هذا البلد كمقدمة تسهل التدخل الدولي المباشر والاستيلاء على مقدرات هذا البلد.

       فبالاضافة إلى ما تثيره معركة الانتخابات الرئاسية من أجواء مشحونة قبل أكثر من عام على انطلاقها، تشهد الساحة السياسية مواجهات حادة وعلى كافة الصعد، رغم عدم توافق المعارضة على المرشح المنافس للرئيس تشافيس، إلى ما بعد شباط فبراير من العام المقبل، موعد ما يعرف بالانتخابات الأولية في صفوفها.

       ويبدو أن للسباق نحو كرسي مرشح المعارضة دورا هاما في تحفيز حفنة المرشحين والأحزاب والقوى التي تقف وراءها، تأكيدا على دورها وفعاليتها في المجتمع، عبر خطة ثلاثية ترتكز على حملات اعلامية رنانة، وعلاقات خارجية منتظمة تجري عبر زيارات ورسائل إلى مؤسسات دولية وأحزاب أجنبية تؤكد على غياب الديمقراطية وحقوق الانسان،  ومحاولاتها اليائسة والمستمرة لتحريض الشارع على اثارة الاضطرابات.

       تمكنت المعارضة في الماضي من الاستيلاء على الشارع الفنزويلي ولو لفترات محدودة، كان أهمها ما عرف بالاضراب النفطي الذي شل حركة البلد كليا بين 2002 و2003. ثم انتهى بفشل أجّل محاولاتها بالاستيلاء على السلطة عبر اثارة الشارع ضد الحكم إلى فترات لاحقة، كان آخرها اضرابا طلابيا عن الطعام شهدته المدن الرئيسة ثم جرى حله بالطرق السلمية دون تبعات تذكر.

       ومع ذلك من الواضح المعارضة الفنزويلية ما زالت تبذل جهودا في هذا المجال، وقد أفلحت حديثا بإثارة اضراب جزئي في وسائل النقل العام والقطاع الطبي وغيرها من القطاعات الحيوية التي تلفت الانتباه، ورغم أنها لم تكن بالمستويات المطلوبة لفعل تدحرج كرة الثلج، ولكن وقوعها في فترات متقاربة يعتبر مؤشرا على توجهات المعارضة في هذا المجال.

       ولا يقتصر اهتمام المعارضة بالاستيلاء على الشارع الفنزويلي من خلال التظاهرات والاضرابات التي يكفلها القانون والدستور الفنزويليين، بل يتعدى ذلك إلى استغلال ظاهرة الغياب النسبي للأمن والسلامة في المدن والأرياف، وهي ظاهرة شائعة في أمريكا اللاتينية عموما، وقد تكون جزءا من الحملة المناهضة للحكم في فنزويلا، إلا أنها تُستغل عبر حملات مسعورة ومستمرة.

       رغم النجاحات المحدودة التي تحققت في هذا المجال إلا أن المعارضة تجعل من هذه واحدة من القضايا المركزية التي تركز عليها وسائل الاعلام الخاصة والتي تلعب دورا يوميا بارزا في التعبئة والتحريض حول أداء المؤسسات الرسمية على كافة الصعد، خصوصا وأن أعداد شاشات التلفزة والصحف والمجلات المعارضة تفوق نظيراتها المؤيدة لتشافيز عددا، كما أنها تتمتع بالمعدات والتقنيات الحديثة، إلى جانب تفوقها بالمهنية المكتسبة من المدارس التحريضية الأمريكية بامتياز. 

       تعمل وسائل اعلام المعارضة حاليا على خطوط عريضة تحدد وجهتها في المرحلة القريبة المقبلة، منها على سبيل المثال صياغة ما يشبه قاموسا من المصطلحات المشتركة بينها كاقتران تشافيز بالديكتاتور، والمعارضة بالديمقراطية، وفنزويلا بعدم الأمن، والاشتراكية بكوبا والفقر، والحكومة بعدم الكفاءة، والثورة بالفوضى والاضطرابات، وما إلى ذلك من نعوت تتوافق على اعتمادها غالبية وسائل الاعلام الخاصة كمصطلحات مشتركة.

       تستخدم هذه المصطلحات في حملة العلاقات الخارجية المكثفة والتي زادت وتيرتها مؤخرا، فبعد فشل الزيارات والاجتماعات بمسؤلي منظمة الدول الأمريكية (القريبة من واشنطن) من تحقيق أهدافها توجهت قيادات المعارضة إلى الكونغرس الأمريكي حاملة شكواها المعتادة من غياب الديمقراطية وحقوق الانسان، ثم تبعت ذلك بزيارات وبيانات وجهتها إلى الأحزاب اليمينية الاقليمية والأوروبية والتي أثارت تصريحات وحملات دعائية مناهضة لتشافيس في أوروبا واسبانيا على وجه الخصوص.

       ورغم الأرقام الدولية الصادرة عن مؤسسات الأمم المتحدة والتي تشير إلى تفوق فنزويلا في مجالات التربية والتعليم ومحاربة الفقر وإشراك المحرومين في المجتمع، سعت الولايات المتحدة مع حلفائها المحليين إلى اثارة قضية حقوق الانسان في فنزويلا ضمن أعمال اللقاء الدولي الأخير المتخصص في هذا المجال، ما يشكل إضاءة أخرى على التوجهات الأمريكية والمعارضة المحلية في هذا المجال.

       ويبدو أن الدعم والمساعدات الأمريكية والأوروبية للمعارضة ما زالت محل اهتمام بارز لكثير من القوى السياسية المحلية في هذا البلد، رغم الأزمة الاقتصادية الرأسمالية التي تنذر هذه الأطراف بعدم توفر دعم سخي كعادة مؤسسات (ISAID)و(NED) و(FAES) وغيرها من العناوين التابعة للسي أي إيه، التي قدمت ملايين الدولارات لتحقيق أهداف واشنطن في البلدان الساعية للتحرر والاستقلال.

       ورغم ما يثيره طرح قضية المساعدات الخارجية للمعارضة الفنزويلية أمام القضاء من جدل داخلي حاد إلا أن هذه القوى تسعى من خلال تفوقها الاعلامي إلى تحويل الأنظار عن تلك المساعدات بجعلها تبدو كملاحقة للأحزاب والشخصيات السياسية المستهدفة والترويج لها كجزء من ضحايا غياب الديمقراطية في البلد.

       وسط هذه الأجواء يتخوف بعض المراقبين هنا، وبناء على ما سبق، من احتمال سعي المعارضة إلى استباق الانتخابات الرئاسية بتكثيف وتسريع هذه السلسلة من الخطوات الهادفة إلى زعزعة الاستقرار، طمعا بارتقاء الظروف إلى مستوى انتشار العنف والفوضى والتدخل الخارجي قبل الانتخابات الرئاسية، أو التشكيك بالنتائج الانتخابية لاحقا لتحقيق الهدف ذاته ولو بعد الانتخابات.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster