اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  "من فنزويلا"
 

 سجون للإصلاح
 

 Preview Image

 

نبيل/

وصفت أنظمة السجون في أمريكا اللاتينية بعبارات تُعرّفُها بسيئة السمعة والصيت، فمن منا لم يسمع بسجن الزعيم الكولومبي بابلو اسكوبار الذي بناه بنفسه ودخله بمزاجه وخرج منه متى شاء؟؟ وقد التقينا بمدير سابق لأحد السجون التقليدية في فنزويلا فاختصر ذلك بكلمات موجزة.

خوسي الفريدو بينيانغو/ مدير سجن لامينيما

نظام  السجون التقليدية القديمة السائد هنا، هو مدرسة يتعلم فيها السجين العديد من ضروب الجريمة والفساد والأذى. وإن كامحدود المعرفة في هذا المجال فهناك من يدربه.

عملت في أنظمة السجون 22 عاما، أمضيت نصفها سجينا، حالي كحال أسوأ المحكومين هنا، 11 عاما في السجن و11 عاما أخرى في المنزل مع الأسرة.

نبيل/

غريب أن يكون السجان ضحوكا، والأغرب من ذلك أن تقرع الطبول وتنشد الأغاني بين جدرانه. اعتبرنا بداية أن هذه رتوش احتفالية تحاول إدارة السجن من خلالها ذر الرماد في عدسات الكاميرات للتخفف في وطأة ظروف سجن لم يسمح لنا بزيارته إلا بشق الأنفس. ثم أخذت الصورة تتضح بعد لقائنا بمحكوم نقل إلى هنا من أنظمة السجون التقليدية

روبيرتو لويس مارين/ احد السجناء

 يشعر المرء هناك بخوف دائم مما يجري حوله، من سجناء مسلحين بالمطي وعراك وشتائم. أما هنا فالحال يختلف، حيث يحترم السجين حتى ينهي حكمه، بل هناك صداقات، وعلاقات جيدة مع العاملين في إدارة السجن، ومن يشرفون على السجناء.

نبيل/3

 يسود اعتقاد بأن سلامة وأمن السجين من بديهيات الأمور، إلا أن تركيز السجناء هنا على هذه المسألة تؤكد عدم توفرها في السجون الأخرى. كما لا تتوفر هذه الأجواء الموسيقية التي تثير الفضول فعلا.

خيسوس نوتيتا/

أعمل هنا في تعليم الإيقاع الموسيقي للسجناء، كما أني نائب مدير هذا السجن في آن معا. نعمل هنا بأسلوب تعليمي، لدينا أربعة قيثارات وآلات الإيقاع، والكورس، والمزمار، كما تنضم إلينا آلات أخرى تدرجيا كآلة الكمان وغيرها. نعمل هنا عدة أفراد، مدير القسم، بالتعاون مع المنسقة، وأستاذة الناي وأستاذ الكورس، كما نعمل بالتعاون مع الوزارة لتطوير المستوى الموسيقي لدى السجناء.

نبيل/

حين سالنا أستاذ الموسيقى عن حاجة السجين إلى النغم؟ حدثنا بإسهاب عن روائع الألحان وقدراتها السحرية على تطويع المشاعر والأحاسيس، بل وتحكمها في سلوك البشر. هذا ما استوقفنا للتعرف على الفكرة التي أقيم عليها هذا النوع من السجون، خصوصا ما يتم التداول فيه حول قدرة هذه المراكز الاصلاحية على تخفيف العقوبة إلى مستويات قد تلغي ثلاثة ارباع الحكم. فتوجهنا بالسؤال إلى منسقة إعادة تأهيل السجناء.

سونيا ميهيا/ منسقة تأهيل السجناء

حين يأتي شاب إلى هذا المكان، نلاحظ أن الأسباب التي دفعته إلى الجريمة هي طباعه الحادة، وعدم قدرته على رؤية عواقب الأمور،  ولا يمتلك القدرة اللازمة للتواصل مع ذوي السلوك البناءز ولكنه بعد قضاء فترة هنا، أقل من الحكم الذي فرضه القضاء، تخطى هذه العوائق وتعلم اتخاذ القرارات الحكيمة والتواصل مع ذوي السلوك الايجابي، تعزز الطباع البناءة والايجابية لديه، ويتعلم السيطرة على غضبه، ورؤية عواقب الأمور، واتخاذ القرارات المناسبة في مختلف الأمور، فهذا يعني أن احتمالات جنوح هذا الشاب نحو الجريمة مجددا قد اختفت، لأن الأسباب التي دفعته إلى الجريمة قد اختفت. وبالتالي لم يعد هناك أسباب وجيهة لبقائه سجينا في مكان كهذا.

نبيل/

أي أن هذه السجون في مفهومها المعاصر انفصلت عن كونها مراكز للعقوبة لتصبح مؤسسات تعنى بمعالجة أسباب الجريمة والتركيز على إعادة تأهيل السجين، لمنحه الحرية حال أدرك المتخصصين أنه أصبح أهل لذلك. والأمر لا يختصر هنا على الكفاءات العلمية من نفسانيين واجتماعيين ومتخصصين بالجريمة والاصلاح فحسب، بل يتعدى ذلك لإعداد السجين مهنيا وماليا قبل إعادته إلى المجتمع.

ألفاريس فيغاس/ أحد السجناء

أعمل هنا في حياكة القمصان وإعدادها... تلقيت في مصنع السجن دورة من ثلاثة أشهر، تبعها شهر تدريبي كامل، ثم بدأت العمل في حياكة القمصان، وهم يدفعون لي أجرا مقابل كل ساعة عمل، أستعين بهذا الأجر لتغطية بعض مصروفاتي الشخصية كما أرسل بعض المال لتربية ابناي. وحين أخرج من هنا سأتابع دراستي الجامعية، وأستمر في المهنة التي تعلمتها، وسأدرس الهندسة الصناعية.

نبيل/

يتابع ألفاريس دراسته الثانوية في صفوف تعليمية أقيمت بين جدران السجن، حيث يأتي أساتذة المواد المدرسية اللازمة لتحضير السجناء الراغبين بمتابعة دراستهم الجامعية بعد انهاء أحكامهم. وهم هنا يمتلكون كل المراجع والعناصر اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

       أثناء التجوال في المرافق المهنية والتعلمية خلف الأسوار، التقينا بسجين غريب عن هذه الأجواء، ساقته رفقة السوء مع سوء الطالع إلى عبور المحيط والمخاطر للوقوع في شرك محكم قد يبقيه خلف القضبان لسنوات ثمان.

أحمد عدنان علي/ سجين عراقي

سألني هل هذه حقيبتك؟ فأجبته بأنها ليست لي ولكنها أمانة. فقال أنه يريد تفتيشها هل تسمح لنا بذلك؟؟ فأجبته بنعم فتش الحقيبة. كان هناك ضابط يتوقف جانبا، أخرج سكينا وأخذ الحقيبة ليشقها من الخلف، وأخرج جيبا محشو بالمخدرات وقد لُفّ باحكام حول جوانب الحقيبة. طلب مني توقيع حكم بالسجن سنوات ثمان، وكان القنصل العراقي برفقتهم، وحين طلبوا مني التوقيع فوقعت.

نبيل/

سألنا أحمد إن كان يريد التوجه لأسرته، فطمأنها بعبارات موجزة.

أحمد عدنان علي/

 سلّم عليهم، والحمد لله، نحن بخير، والله كريم، وارجو ان يذكرونا في دعائهم.

نبيل خليل/

يخرج السجناء هنا من حالاتهم المأساوية بالعمل والدراسة والعزف والغناء والرياضة إلى جانب زراعة الخضار والفاكهة في حديقة خلفية مثمرة.       

=-=-=-=-=انتهت.

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster