اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 سرقة القطار الكبرى
 

سرقة قطارات

 

      يتطلب إيقاف قطار يمضي بالسرعة القصوى، والاستيلاء على الملايين، لا بد من وضع خطة محكمة.

       تحولت هذه الجريمة إلى وحدة تقاس بها الجرائم الأخرى.

(سرقة القطار الكبرى)

       في ساعات الصباح الأولى من يوم الثامن من آب أغسطس من عام ثلاثة وستين، كان قطار رويال ميل يقوم برحلة من غلاسغو إلى لندن. رجل الإطفاء ديفيد ويتبي والمهندس جاك ميل يسافران على هذا الخط ليليا.

       يقوم عمال البريد روتينيا بتصنيفه وتنظيمه أثناء الرحلة. رغم عدم انتشار الخبر إلا أن هذه القطارات أحيانا ما تحمل ايداعات مالية كبيرة من بعض البنوك. أما هذه الحمولة بالتحديد فكانت أكبر من المعتاد بسبب عطلة آب أغسطس. لم تكن الحراسة مشددة، على اعتبار أن القطارات تقوم بهذه الرحلة منذ سنوات طويلة دون التعرض للحوادث.

       ولكن عصابة لصوص جريئة، أوشكت على تغيير هذا الواقع.

       كانت خطة عبقرية، اختاروا فيها مضيقا معزولا من الممرات على مسافة ساعتين من لندن، فقطعوا كل الاتصالات مع العالم الخارجي. كان التحدي الكبير يكمن في وقف قطار ينطلق بسرعة سبعين ميلا في الساعة.  استعانوا بالبطاريات لإشعال النور الأحمر بقوة أكبر من المعتاد، وبعد ذلك جلسوا ينتظرون.

       أوقف المهندس جاك ميل القطار بسرعة هائلة عند رؤية الإشارة الحمراء.

       أرسل ميل رجل الإطفاء ديفيد ويتبي إلى هاتف سكك الحديد لمعرفة ما يجري. سبق لويتبي أن قام بهذه الرحلة عدة مرات بدون حوادث. حتى أنه حين رأى أسلاك الهاتف مقطوعة، لم يتوقع أن هناك خطر بانتظاره، حتى فات الأوان. قيل لويتبي أنه إذا صرخ سيقتلونه. عمل اللصوص على ضمان تعاون المهندس ميل معهم.

       أحيانا ما كان القطار يتوقف أثناء الرحلات، لهذا لم يشك أي من عمال البريد بما يجري.

       وضعت خطة عسكرية دقيقة بكل التفاصيل المتعلقة بالسرقة. أثناء عمل بعض عناصر العصابة على تأمين المحرك، كانت مجموعة أخرى تعمل على فصل العربة الأولى عن باقي القطار. هذه هي العربة الثمينة، وهي تحتوي على ما يبحث اللصوص عنه.

       على مسافة بضعة أميال أمر بيل بوقف القطار حيث كانت بانتظاره عناصر أخرى من العصابة. لم يبددوا أي وقت.

       فوجئ عاملي البريد كليا بما يجري. وقبل أن يفهما ما يجري تمكن اللصوص من دخول العربة.

       وبعد ذلك جاءت العصابة بعاملي البريد إلى عربة المحرك، حيث قيدتهما إلى جانب ويتبي وميل اللذان كانا هناك.

       كانوا على وشك الاستيلاء على أكبر غنيمة سرقت من قطار بريطاني. وهي بقيمة سبعة فاصلة ثلاثة مليون دولار.

مارتين فيدو:             كانت خطة رائعة بسبب الخطة، ولأنهم أوقفوا القطار عند نقطة محددة، وعزل الحراسات، وبعد ذلك الابتعاد بالمحرك وعربتين معها. كانت خطة رائعة.

معلق: استغرق اللصوص ربع ساعة فقط لإفراغ العربة الثمينة من محتوياتها. مائة وأربعة وعشرون كيسا محملة بالمال، ومتوجهة من البنوك الشمالية إلى مثيلتها في لندن.

       بعد ذلك انطلق اللصوص في سيارتي لاندروفر معززة بطلاء عسكري. على أمل أن يعتقد من يراهم، أنهم جنود في مناورة ليلية.

       جرت العملية حسب الخطة تماما. والآن على عملية الفرار أن تجري بنفس الدقة والمهارة إذا أرادوا البقاء ضمن القانون.

       تساءل شخص واحد على سكك الحديد عن سبب انفصال المحرك عن باقي القطار. سرعان ما حصل على الإجابة حين توجه إلى مسرح الجريمة.

       أرسله المهندس ميل مباشرة لطلب المساعدة. لكن العصابة وضعت الخطة لتنفيذ الجريمة في منطقة نائية. تقع أقرب مزرعة من هناك على مسافة نصف ساعة مشيا على الأقدام.

       منح التأخير العصابة وقتا للفرار.

مارتين فيدو:             كان لديهم جهاز استقبال مفتوح يستمعون منه إلى رسائل تبثها الشرطة،  ولكنهم لم يسمعوا شيئا لم يكن هناك أي إشارة. ولكن هذا ما أقلقهم وسادهم الوجوم. وفجأة سمعوا إرسال الشرطة، يحمل رسالة رائعة. لن تصدق ما جرى، لقد سرقوا القطار.

معلق: نصف ساعة من الوقت هو ما يحتاجونه. وقد قرروا الإقامة بهدوء في مزرعة مهجورة اسمها ليذرسليد، حتى تتوقف عملية البحث. أدخلوا المال إلى المنزل في سباق مع بزوغ الفجر، ثم خبوا السيارتين في منى خلفي.

مارتين فيدو:   يحصل السارق المحترف أو اللص المحترف على ثلاث مكافآت، المكافأة العقلية في التخطيط، وتحديد مسار العملية وهم يعتمدون بذلك على عبقرية يحبون استغلالها. المكافأة الثانية هي الجرأة على الاقتحام والدخول إلى أملاك شخص آخر. وهناك تحديات المراهنة لمعرفة ما سيفوز به، ما هو المبلغ؟ بالنسبة لسرقة القطار نحن أمام خطة رائعة مجربة. ولدينا قيادة خمسون دقيقة في البراري وانتظار وصول القطار حتى يأتي ويصعدون إليه، وعند العودة، هل هناك مبالغ طائلة كما يتوقعون؟ مليونين ونصف المليون جنيه استرليني بقطع مستعملة، أكثر مما كانوا يتوقعونه، لقد حصلوا على المكافأة.

معلق: تتألف العصابة من عناصر مجربة من عصابات لندن. ولكن حتى هؤلاء اللصوص فقد ذهلوا لحجم المبلغ الهائل. استغرق الأمر يوما كاملا لعد المال ومعرفة المجموع. سيحصل كل منهم على مائة وخمسون ألف جنيه استرليني، أي ما يزيد عن ثلاثة أرباع المليون دولار.

       ما كاد رونالد بيغ أحد رجال العصابة أن يصدق حسن حظه. كان لص بسيط، ولكنه تمكن عبر الفتنة والود من إقامة صلات مع مجرمين أوفر حظا. سبق أن التقى رئيس بروس رينولد، في السجن. حين أدرك رينولد أن لبيغ علاقات في القطار، أدرك أنه حصل على ما هو مطلوب.

مارتين فيدو:             لم تصدق الصحافة والرأي العام ما جرى. سرقة القطارات كما فعل جيسي جيمس في أمريكا قبل مائة عام؟ لا يمكن لهذا أن يحدث وبهذا المبلغ؟ كانت أنباء مثيرة.

معلق: سارعت الشرطة المحلية ورجال المباحث في سكوتلنديارد إلى مسرح الجريمة. بحثت الشرطة عن أدلة لتكتشف سريعا أن العصابة ليست من الهواة، إذ أنها لم تنجح في إيقاف القطار فحسب، بل تمكنت من الاختفاء، دون أن تترك أي أثر.

مارتين فيدو:   ارتكب اللصوص في القطار خطأ واحدا فقد صرخوا بعمال البريد قائلين: لا تتحركوا لنصف ساعة هناك شخص يراقبكم. أي أن الشرطة لا تملك شيئا، إلا هذا التحذير. قال المفتش ماك آرثر حينها دعني أرى: قد يعني ذلك أنهم على مسافة نصف ساعة من القطار. لنضع خطا على بعد ثلاثين ميلا حول الجسر ولنبدأ البحث في جميع المزارع الواقعة على هذا الخط.

معلق: يتذكر التحري جاك سليبر، حين كان جزء من الفريق المعين للقضية، كيف ساهمت معلومة صغيرة بإطلاق البحث الأولي.

جاك سليبر:    كان هذا بالغ الأهمية، لأن كبار الضباط الموجودين هناك، أدركوا أنهم لا يستطيعون العودة إلى لندن خلال عشرين دقيقة.

معلق: كلفت تحريات سكوتلند يارد الشرطة المحلية والجيش لمتابعة البحث في الأرياف المجاورة. كانوا يوقفون السكان المحليين ويسألونهم إن رأوا شيئا في تلك الليلة.

       تكمن الخطة في الاختباء طوال أربعة أيام على الأقل في المزرعة. تناوب الرجال على المراقبة المستمرة، وعلى ترقب إذاعة الشرطة بانتباه، لمتابعة تقدم البحث.

جاك سليبر:    عندما سمعوا بأن الجيش قد تدخل للبحث في جميع المباني الواقعة ضمن إطار خمسة وعشرون ميلا أو أقل، بما في ذلك مخازن الحبوب والحظائر وكل شيء،  أصيبوا بالخوف والرعب الشديدين.

معلق: قرر اللصوص الخروج من هناك فورا، انسحبوا من هناك مجموعات صغيرة، كي لا يثيرون الشبهات.

       أدرك رجال سكوتلند يارد أن الوقت عامل حاسم، فلا بد من إيجاد العصابة قبل أن تغادر البلاد. فأرسلوا بعض المخبرين إلى عالم الجريمة لاستقاء المعلومات.

       كما استمروا في تركيز البحث عن المناطق الريفية المجاورة لمسرح الجريمة. لا بد أن أحدا رأى شيئا تلك الليلة.

ولكن أفراد العصابة قد فروا من بين الأصابع، عائدين إلى لندن، حيث اختفوا في أرجاء المدينة.

طفل:  أهلا أبي..

معلق: كان رونالد بيغز من أفراد العصابة الذين عادوا إلى لندن. عاد بعد السرقة ببساطة إلى عائلته، وإلى عمله كنجار، ليتصرف وكأن شيئا لم يكن.

مارتين فيدو:   عرف عن بيغ أنه كان مجرم سابق في لندن عند سرقة القطار، كان يواجه بعض المشاكل، ولكنه لم يرتكب أي جريمة طوال أربع سنوات. كان قد بدأ يستقر في حياته نسبيا كبناء، ولكنه يحتاج إلى رأس مال آخر لتستمر أعماله بالتقدم.

معلق: أصبح يملك الآن كل المال الذي كان يحلم به. ولكن تبديدها سيلفت أنظار الشرطة. عاد بيغ إلى علاقاته في عالم الجريمة وقسم غنيمته لتوزيعها على الأصدقاء وحمايتها.

       بعد خمسة أيام من الجريمة، شك أحد المزارعين المجاورين حين لاحظ ستائر سوداء على نوافذ بيت المزرعة.

       وعند التحقق عن قرب وجد إحدى السيارتين، كان يدرك بأن المنزل غير مسكون منذ بعض الوقت. لهذا سارع في الاتصال بالشرطة.

       خطط اللصوص لإرسال شريك لهم يعمل على تنظيف المخبأ كي لا يترك أي أثر يشكل دليلا ضدهم، ولكن قبل وصوله إلى هناك، كانت الشرطة تبحث في المنزل عن الأدلة.

مارتين فيدو:             دخل خبراء البصمات وغطوا كل شيء. وبعد ذلك وجدوا بصمات عل زجاجة الصلصة، وعلى زجاجة الحليب الذي سكب للهر، وعلى طاولة اللعب، وعلى المملحة، وبصمات على أحد مرابط العملات المصرفية التي كانت هناك.

معلق: كما عثروا على أكياس بريد فارغة في حفرة مجاورة، ولم يستعدوا أكثر من ستمائة وأربعة وثمانين جنيها من تلك المستعملة جدا. حصل رجال الشرطة على كمايت كبيرة من الأدلة. ولكنهم سيستغرقون بعض الوقت في معالجة البصمات، ومقارنتها ببصمات المجرمين.

       حاول اثنان من اللصوص تأمين حصتهما من المال فخبؤها في شاحنة وسافروا إلى خارج لندن بحثا عن مرآب للإيجار.

       عرضوا على السيدة أجرا مقدما عن ثلاثة أشهر.

       تركت الرجلان ينتظران واتصلت بالشرطة، من سوء حظهما أنهما جاءا إلى أرملة أحد رجال الشرطة.

       اشتبهت بهما جدا حين أخرج أحدهما مبلغا كبيرا من المال. حين سألتهما الشرطة عن بطاقات هوية لاذا بالفرار.

       بحثت الشرطة في الشاحنة فوجدت أكثر من مائة وأربعين ألف جنيها من القطع النقدية.

       تتبع رونالد بيغ في لندن نشرات الأنباء، ولكنه لم ينزعج من اكتشاف المخبأ. كان متأكدا من أنه لم يترك خلفه أي اثر يربطه بالجريمة.

       في سكوتلند يارد، وبعد أسابيع من تدفق المعلومات، أخذ رجال المباحث يقلصون لائحة المشتبهين.

       عند تفحص بصمات مزرعة ليذرسليد، اكتشفوا أنها تتوافق مع عدد من أصحاب السوابق في أرجاء لندن، وكان رونالد بيغ من بينهم.

مارتين فيدو:   لاحقت سكوتلنديارد رونالد لأنه ترك بصماته على زجاجة الصلصة.

معلق: سرعان ما اقتحموا شقته ولكنه لم يكن في المنزل. حاولت زوجته الاتصال به في العمل ولكن الشرطة خافت أن تحذره. تمكن بيغ من تفادي سكوتلنديارد حتى ذلك الحين ولكنها أوشكت أخيرا أن تقبض عليه.

       حين عاد رونالد بيغ من العمل إلى المنزل  في ذلك المساء، فوجئ بوجود رجال المباحث بانتظاره في الشقة. كانت ثقته بنفسه قد تعززت مع مرور الوقت منذ حصول الجريمة.

       حاولت الشرطة أن تجبره على الاعتراف بغيره من رجال العصابة، ولكنه رفض ذلك. علما أن المعلومات التي جمعتها الشرطة من المزرعة كانت كافية للقبض على غالبية أعضاء العصابة. عثر على بصمات شارلز ويلسون في المزرعة، وقد تم القبض عليه. وعثر على بصمات جيمس هيسي، الذي جلب بتهمة استئجار سيارة الفرار. كما ورطت البصمات أيضا روي ذي ويسيل جيمس،  الذي قبض عليه بعد مطاردة على سطح المنزل. كما اعتقل بتهمة الشراكة المحامي جون ويتير الذي ساعد العصابة في العثور على مزرعة ليذيرسليد واستئجارها. وهذا هو حال ليونارد فيلد، الذي ادعى أنه مهتم بشراء المزرعة. ساهمت فاتورة عثر عليها بين الأموال المصادرة في القبض على برين فيلد.

       بلغ عدد الذين قبض عليهم في المرحلة الأولى أربعة عشر شخصا، ولكن الشرطة لم تستعد من المال إلا ثلاثمائة ألف من المليونين ونصف المليون المسروقة.

       أثبتت البصمات أيضا تورط بروس رينولد، ولكن عملية اعتقاله كانت الأشد صعوبة على الإطلاق، ذلك أن العقل المدبر الذي خطط لسرقة القطار قد وضع خطة محكمة للفرار أيضا. فقد استعمل جواز سفر مزيف وغادر إنجلترا إلى فرنسا حيث اختفى تماما.

       حبست سرقة القطار الكبيرة أنفاس الرأي العام في إنجلترا. فبقيت أنباء عمليات المطاردة والقبض على المتهمين تحتل الخطوط العريضة لوسائل الإعلام، حتى تحولت العصابة إلى محل اهتمام الصحافة.

       ولكن عندما صدرت الأحكام أصيب الجميع بالذهول.

مارتين فيدو:   لا أعتقد أن غالبية الناس كانوا مستاءين من القبض على اللصوص. كان هذا مثير جدا، لأنه أبقى القصة في الأجواء، وأخذنا نعلم المزيد عنها. ما أغضب الشعب الإنجليزي هو الأحكام التي صدرت. ثلاثون عاما هي أكثر مما يتلقاه المحكوم بالاغتصاب والقتل. وهذا ما أغضب الناس فعلا.

معلق: حكم على رونالد بيغ بالسجن ثلاثين عاما، ولكن القصة لم تنتهي هنا، لأنه ما كان ليمضي بقية حياته في السجن.

جاك سليبر:    اعتبروا أن سرقة القطار هي أجرأ جريمة يشهدها القرن، ولكن إلى جانب سرقة القطار وقعت بعد ذلك بقليل جريمة أشد جرأة منها، وهي أوقح عملية فرار من السجن.

معلق: أرسل بيغ بعد صدور الحكم إلى سجن واندسورث، حيث صنف كسجين تحت المراقبة. وقد جلس حارسان خارج زنزانته طوال الوقت، ولكن هذا لم يؤثر على خطته بالفرار.

       كان قد جند زميل له في السجن هو بول سيبورن، الذي أوشك على الخروج من هناك. اتفق على أن يستعمل سيبورن أموال القطار المسروقة لإجراء بعض الترتيبات في الخارج، لأن بيغ أوشك على الانتقال إلى سجن بإجراءات أمنية مشددة، أي أن عليهم التصرف بسرعة.

       كان السجناء يخضعون لفترات من التمارين العشوائية، وذلك في محاولة لإفشال أي خطة للفرار.

       اعتمد بيغ على مساعدة اثنين من زملائه السجناء، وعندما أصبحوا الثلاثة في الحديقة معا، بدأ تنفيذ الخطة. اتفق السجناء على مقاومة محكمة تمكن بيغ من تسلق الجدار. اعتمد تنفيذ الخطة على أجزاء من الثانية ما جعلها تشبه سرقة القطار من حيث الدقة. بعد سجنه لمدة عام ونصف العام فقط استعاد بيغ حريته  من جديد.

       تابع الخطوات المحددة في السرقة وتوجه إلى باريس حيث أجرى عملية جراحية. وهكذا اختفى كليا متنكرا بشخصيته الجديدة.

       بعد سنوات قليلة تعثر حظ بروس رينولد. بعد سنوات خمس من السرقة، تمكنت وحدات سكوتلنديارد من القبض على رئيس العصابة، وأخذت تركز بعد ذلك على بيغ.

       قادتهم المطاردة إلى أستراليا. أمضت وحدات الشرطة أشهر في ملاحقته، ولكنه كان يتقدم عليهم بخطوة واحدة على الدوام. أقنع بيغ صديق له كي يعيره جواز السفر، وسافر إلى البرازيل. عاش بيغ في ريو دي جانيرو تحت اسم مستعار لأربع سنوات. بعد أن بدد الأموال التي سرقت في عملية السطو، أصبح بحاجة إلى بعض المال، فأقنع الصحيفة البريطانية ذي ديلي إكسبريس بشراء قصته الغريبة. وهكذا بدا بيغ وكأنه يطالب إنجلترا بكاملها، كي تغطي مصاريف حياته.

مارتين فيدو:   سمع جاك سليبر من صحفي اسمه ماكينزي، أو عبر صحفي ماكنزي كان يكتب قصة حياة رونالد بيغ، أن هذا يسكن في ريو دي جانيرو، فذهب إلى هناك يحمل أمرا باعتقاله.

معلق: توجه سليبر إلى البرازيل كي يأتي من هناك برجل تملص من العدالة تسع سنوات.

جاك سليبر:    تابعنا مراقبة ذلك الفندق ساعات عدة، وفي تمام الثانية عشر أو بعدها بقليل، رايت بيغ يدخل إلى الفندق.

معلق: ألقى سليبر القبض على بيغ في فندق تروكاديرو، ولكنه عندما أوشك على إعادة سارق القطار إلى إنجلترا، عثر بيغ على وسيلة لمنعه.

مارتين فيدو:             صديقته رايموندا التي كانت راقصة رائعة الجمال، أعلنت بأنها حامل. وفي البرازيل قانون يقول أنه لا يمكن استرداد أي من أبوي المواطن البرازيلي، عليهما البقاء لرعاية طفلهما.

معلق: عاد سليبر إلى إنجلترا خاوي اليدين.

                وهكذا استطاع بيغ أن يتفادى السجن مرة أخرى.

       وهكذا انتهت سنوات الفرار بالنسبة لبيغ، بعد أن أصبح محمي رسميا من قبل الحكومة البرازيلية.

       وهكذا تحول اللص الشهير إلى بطل شعبي يجلب السياح إلى ريو.

       عام ثلاثة وتسعون، عاد المفتش المسؤول سليبر الذي حاول إخضاع بيغ للعدالة، عاد ليجتمع به في لقاء صحفيه أشرفت عليه صحيفة ديلي إكسبريس.

جاك سليبر:    لم يتمكن بيغ من العودة بمشيئته لأنه مدين بثمانية وعشرون عاما من السجن بعد. وهو اليوم في التاسعة والستين فإذا قرر العودة بمشيئته الشخصية، لن يستقبل إلا في مكان واحد هو سجن واندسورث.

معلق: أثناء تفادي رونالد بيغ للسلطات،  كان باقي أفراد العصابة يدفعون غاليا ثمن أجرأ جريمة في القرن. أمضى كل منهم عشر سنوات في السجن قبل إطلاقهم بشروك. وهكذا يمكن القول بأن سرقة القطار الكبرى، رغم براعة خطتها وجرأة تنفيذها، انتهت بكارثة كبرى لجميع المتورطين فيها.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster