|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
فندق بيير
يرتدون ملابس أنيقة، ويعتمدون النظام، ويستهدفون الأثرياء.
حين يتعلق الأمر بسرقة الفنادق، لا يتحفظون أبدا. وقد كان فندق بيير
آخر وأهم عملية نهب لهم.
( سرقة فندق بيير)
يأتي الملايين من الزوار إلى نيويورك سنويا لصنع الثروات، أو
لتبديدها. عام سبعون، جاءت إحدى العصابات إلى هنا لسرقة الثروة.
رغم إيداع غالبية ثروات المدينة في المصارف والعقارات، إلا أن
جزءا صغيرا ومذهلا منها يودع في صناديق الأمانات الخاصة بأهم فنادق
نيويورك.
تعلم اللصوص سبل استخراج هذه الموارد، فحولوا سرقة الفنادق إلى
علم. يستهدف غالبية اللصوص غرف الضيوف العالية، ولكن هؤلاء المجرمين
قلما يغادرون اللوبي.
عادة ما تأتي مجموعة من اثنان أو أكثر، بعد منتصف الليل
فيسيطرون على الموظفين بقوة السلاح، ويقيدونهم. وبعد ذلك يحطمون صناديق
الأمانات الواحد بعد الآخر.
يستغلون عنصر المفاجأة في صالحهم، إذ لم يتمكن الضحايا من رؤيتهم
بوضوح، أو ربما يربكون جدا ولا يتذكرون التفاصيل. ولم تحصل الشرطة إلى
على أوصاف عامة تعتمدها: رجال بيض في الثلاثينات، شعر أسود، يرتدون
ملابس أنيقة، يرتدي أحدهم شعر مستعار.
جورج بيرمود: كانوا يرتدون ملابس أنيقة خصوصا في الفنادق
الراقية. يجب أن يرتدوا ما يناسب هذه المنطقة من ملابس ملائمة لأناقة
المكان. أي أنهم يرتدون الملابس التي تليق بمستوى الفندق.
معلق: لقد شحذوا مهارتهم عبر سرقة أكثر من اثني عشرة فنادق في
العام، وقد تمكنوا في كل مرة من تفادي الشرطة بنجاح. بدا وكأنه يستحيل
إيقافهم.
ريتشارد: جرت السرقات بتواتر سريع أجبر الشرطة على تخصيص وحدة
تعتني، وتتعقب لصوص مجوهرات الفنادق.
معلق: ومع ذلك بقيت موجة السرقات من أهم أسرار نيويورك
المكتومة.
ريتشارد: إنها فنادق من الدرجة الأولى، ينتمي زبائنها
إلى الطبقات العليا، ونخبة المجتمع. أي أن إعلان مثل هذه السرقات على
الملأ ليس في مصلحة أحد.
معلق: لقد أصابوا الشرطة بالإحباط، بعد أن كانوا يسبقونها
بخطوة واحدة، ليزيدون وقاحة مرة بعد أخرى.
يوم الخامس من آب أغسطس من عام سبعين، قاموا بزيارة صباحية إلى
فندق ريجينسي.
قيدوا هناك خمسة عشر شخصا، وكمموا باللاصق بسهولة نسبية. أبدت
الصناديق بعض الصعوبة الغير معهودة، إذ استغرق فتح سبعة عشر منها فقط
أكثر من ساعة كاملة. ولكن معنويات اللصوص لا تنهار بسهولة. طلبوا عربة
من عامل تنظيف النوافذ الذي بدأ عمله باكرا، لينقلوا بها الصناديق
الحديدية الصغيرة على أنواعها، ويحملونها إلى سيارة الفرار. عثر على
الصناديق في لونغ ايلند بعد عدة أيام.
لم يستطع أي من الرهائن تقديم وصف واضح للمجرمين.
سرقة محتويات الصناديق عمل جريء، أما سرقة الصناديق نفسها فقد
اعتبر شديد الوقاحة.
استحقت جرأة الجرائم أن تأتي على ذكرها صفحة الجرائم في نيو يورك
تايمز. وقد فازت بمكان مميز على تلك الصفحة. سبق لإليزابيث تايلور أن
مرت بالفندق في الليلة السابقة. من حسن الحظ أنها أبقت ما يوازي مليوني
دولار في جناحها.
جورج بيرموديس: تكمن أهمية فندق ريجينسي في أنه عادة ما
يتصدر الصفحات الاجتماعية الأولى في وسائل الإعلام.
معلق: دفعت أهمية الفندق اللصوص لتعديل طريقة عملهم. بعد شهرين
من زيارة إليزابيث تايلور إلى نيويورك شوهدت صوفيا لورين على التلفزيون
وفي أرجاء المدينة تروج لآخر أفلامها، وتستعرض جواهرها الماسية. أصبحت
لورين الهدف التالي.
بدأ تنفيذ الخطة يوم الأحد في الحادي عشر من تشرين أول أكتوبر من
عام سبعين.
عندما تأكدوا من أن صوفيا لورين أصبحت في جناحها في هامبشير
هاوس، فأصدروا الإشارة وبدأوا التحرك.
كانت الساعة السابعة والربع من صباح الأحد، رتبت العصابة لكل شيء
كالمعتاد. كان في الفندق فريق عمل صغير في تلك الساعة، فلم يواجهوا
مشكلة في الاستيلاء على الفندق.
رجل: خذني إلى غرفة صوفيا لورين، فورا.
امرأة: (..)
رجل: على الأرض على الأرض فورا هيا على الأرض. أين المجوهرات؟
أين المجوهرات؟ أين المجوهرات؟ انتبه إليهما. لا تتحركا.
لا تتحركي. أين المجوهرات؟
معلق: خلال بضع دقائق قيد اللصوص عمال الفندق، واستولوا على
الغالي والثمين وخرجوا من الفندق حاملين معهم ما يوازي نصف مليون دولار
من المجوهرات.
جورج بيرموديس: تبين أنهم يبالغون بالجرأة هذا ما تؤكده
أفعالهم، لم يكتف بخلع الصناديق في الطابق السفلي بل صعدوا إلى الغرف.
معلق: أخذ اللصوص يستهدفون كبار الضحايا. ولكن أساليبهم لم
تتغير. أدركت الشرطة أن هذه من أعمال العصابة نفسها، التي قد تحاول
إخراج الجواهر من الولاية، لهذا تعاونت الإف بي أي مع الشرطة.
شعر اللصوص بسخونة الوضع، فتوقفوا عن العمل لعام كامل.
جورج بيرموديس: ما كانوا ليخرجون عشوائيا ويحاولون ضرب
أي كان مباشرة. أي أنهم كانوا يتفادون الشرطة الفدرالية والشرطة
المحلية في آن معا.
معلق: وصلت معلومات من المخبرين تؤكد بأن شخصان معا يشكلان
العقل المدبر لسرقات الفنادق. يعرف أحدهما باسم بوبي من روشستر، ويعرف
الثاني باسم سامي ذي أراب. حاول رجال المباحث تعقب هذه المعلومات، ولكن
موجة الجرائم أوحت بالتوقف. ولكن الحقيقة هي أن العصابة كانت تعد لأكبر
عملية على الإطلاق.
جورج بيرموديس: كانوا دائما يبحثون عن ضربة تفوق جميع
الضربات، ما يسمونه بالضربة الحاسمة، ومن بعدها التقاعد.
معلق: يعتبر فندق بيير، من أرقى بيوت الضيافة في نيويورك لما
فيه من أجنحة فاخرة معززة بكل أنواع الكماليات. كان سكانه يمضون الشتاء
خارج البلاد، فيشغل غرف الضيافة فيه زوار يأتون إلى نيويورك للمشاركة
في احتفالات عام واحد وسبعين ومواسم العطل فيها. لا شك أن الاحتفالات
على أشكالها تتطلب ظهور رسمي بأرفع وسائل الزينة.
ما كان ضيوف بير ليشكون في أن لا تكون مجوهراتهم سليمة في صناديق
أمانات الفندق. كان لصوص الفندق يخططون لإقامة احتفالات عام جديد على
طريقتهم.
في تمام الرابعة من فجر الثاني من كانون الثاني يناير من عام
اثنين وسبعين، توقفت سيارة ليموزين أمام فندق بيير. كان هذا حدث شبه
عادي.
رجل: عمت مساء لدينا حجز هنا هل يمكن أن تفتح الباب؟
رج2: ما الذي يجري هنا.
رجل: اخرس أيها الأحمق.
رجل2: ماذا تفعلون؟
رجل: أين المناوب؟
رجل2: إنه هناك.
رجل3: اترك الهاتف! تراجع!
معلق: بعد الاستيلاء على موظف الاستقبال، توجه لص آخر إلى
المدخل الخلفي ليواجه الحارس هناك، فأجبره على دخول اللوبي بقوة
السلاح.
اعتاد أمين الصناديق أن يبقي الباب مفتوحا أثناء العمل. لم يعد
هناك أي عائق بين اللصوص وصناديق الأمانات.
أخضعوا أربعة عشر شخصا، خلال ربع ساعة.
ريتشارد: أي أنهم أخضعوا الجميع، وقيدوهم، وألصقوا
أفواههم، وأغمضوا عيونهم. تمكن شخصا فقط من رؤية ملامح اللصوص دون
تحديد هويتهم.
تمت السرقة كالمعتاد خلال ساعة من بدايتها إلى النهاية. ولكن في
بيير كان الوقت قليلا على عدد الصناديق. أدرك الرجال أن الكنز ما زال
في الجدران. ولكنهم لا يعرفون في أي من تلك الصناديق. أثار الصندوق
الأول خيبتهم عند فتحه. لم يكن لديهم الوقت لفتح المائتين. سرعان ما
سيمتلئ الفندق بالضيوف، ليعرض خطتهم للخطر.
جورج بيرموديس: على الأمور أن تجري بدقة وعلى الوقت أن
يحسب جيدا. كانوا يأملون ألا يحدث ما يعكر صفو الخطة. تعرف أن الناس
يدخلون ويخرجون من الفندق حتى في الليل، أو في ساعات الصباح الباكر،
الجميع يدخل ويخرج من هناك باستمرار للتنزه مع الكلب
بلغ اليأس بأحد اللصوص أن أمسك بالمناوب الليلي.
رجل: هيا تحرك، هيا. هيا.
معلق: وأجبره على تسليم لائحة بأصحاب الصناديق.
رجل: أين أسماء أصحاب الصناديق؟ أين تضعها؟
رجل2: لماذا تتأخر هكذا؟
معلق: كانت اللائحة بالنسبة لهم أشبه بخريطة الكنز.
أعادتهم اللائحة إلى العمل من جديد.
اختاروا صناديق أبرز الضيوف وأهمهم.
رجل: ما هذا؟
معلق: قبيل الخامسة فجرا اضطرب اللصوص لصوت جرس الهاتف. توقفت
كل النشاطات، تجاهل أحد اللصوص ما قد يثيره من شبهات، ورفع السماعة،
كان الاتصال من داخل المبنى، إحدى النزلاء تطلب المصعد، ولكنه لم يصل.
ما كانت تعرف بأن عامل المصعد رهن الاحتجاز تحت سبعة وثلاثين طبقة. صعد
أحد الرجال لإحضار النزيلة موحيا بأن كل شيء على ما يرام.
أضيف ثلاثة أشخاص إلى الرهائن، حتى بلغ عددهم تسعة عشر.
ريتشارد: حتى عند حدوث الطوارئ كانوا يتصرفون كما يجب
لتفادي ما كاد يشكل نهاية للسرقة.
فتح اللصوص سبعة وأربعين فقط من المائتي صندوق. ولكنهم حصلوا على
أكثر مما يمكن حمله. وأكثر بكثير مما كانوا يتوقعون.
وجدوا في صندوق واحد فقط ثمانمائة ألف دولار نقدا وجواهر. ولكن
سرعان ما يبزغ الفجر وتستيقظ نيويورك بكاملها.
أمر اللصوص الارائن بألا يتحركون، وهددوا بالعثور على كل شخص
يتعرف إليهم أمام الشرطة وقتله.
ريتشارد: وهكذا خرجوا من الفندق بالطريقة التي دخلوا
فيها، وهم يحملون الحقائب، بعد أن أقفلوا أفواه الجميع. وخرجوا ليجدوا
الليموزين هناك، تقدموا بأناقة وركبوا السيارة وانطلقوا بكل بساطة.
معلق: ما أن تأكد أحد الرهائن بأنهم قد رحلوا، حتى ضغط على
الإنذار ولكن بوقت متأخر، فقد رحل اللصوص دون أثر يذكر.
وجد رجال المباحث صعوبة في القبض على اللصوص.
عدد من أصحاب الصناديق يمضي الشتاء في الخارج. وهم وحدهم يعرفون
قيمة المسروقات. سيستغرق الأمر وقتا لتعقبهم. إلا أن تعقب اللصوص سيكون
أشد صعوبة.
بعد يومين من السرقة، صدر تقدير متحفظ بقيمة الأضرار.
جورج بيرموديس: تحدثت وسائل الإعلام في تقاريرها
الأولية عن أربعة ملايين دولار كتقدير أولي للمسروقات. ولكنا لم نحصل
عل أرقام دقيقة من الناس، لهذا قدرنا أنها بقيمة مليون دولار.
معلق: عين للقضية خمسة وعشرون ضابطا، ولكن الرأي العام لم يكن
متعاطفا مع سرقة بيير. شعروا بأن أحدا لم يتأذى عدى بعض الأغنياء، وأن
الشرطة كانت بعيدة عن مواجهة الجرائم الجدية في المدينة. ولكن السلطات
لم تر الأمر على هذا النحو.
روبيرت دالي: اتفقت مع المفوض الحكومي على ما يجب قوله للرأي العام،
وقررنا توضيح أن هذه العصابة قد هاجمت عدد من الفنادق الكبرى ولا يمكن
أن تبقى طليقة بعد. لم يقتل أحد ولكنهم قد يقتلون في المرة القادمة،
لأنها عمليات سطو مسلحة، فهي جرائم رهيبة.
معلق: أدرك رجال المباحث أنه لن يتم استرداد المبالغ النقدية،
ولكن لا بد من ظهور ملايين الدولارات من المجوهرات. لا بد لهذه الكمية
الهائلة من الجواهر أن تلفت الأنظار.
لا بد أولا من تفكيكها أجزاء كي يصعب تعقبها. وبعد ذلك لا بد من
استبدالها بالمال. على اللصوص أن يجدوا شخصا له اتصالات، شخصا لا يطرح
الأسئلة الكثيرة.
جورج بيرموديس: لا يمكن استخدام نفس الأطر، لأنها إذا
بيعت لأي شخص بهذه الإطارات وسيتكرر الأمر ليرى أنها تأتي إليه بعد
تعرض أحد الفنادق للسرقة، ستأتي هذه الحفنة من الجواهر بعد سرقة أحد
فنادق نيويورك.(..) كلا لأن هذا سيثير بعض الشك. قد يستدير بعدها ويسلم
اللص إلى أفف بي أي مقابل مكافأة، قد يحصل عليها من الأشخاص الذين
سرقهم.
معلق: كانت سرقة ناجحة فعلا. ولكن حظ اللصوص أخذ يخونهم، حين
استأجروا شخصا لبيع الجواهر كي يبعدوا أنفسهم عن الشبهات، وكان اسمه
دوم بولينو. تعاقد بولينو عم بائع اسمه بيرت ستيرن، قائلا أن لديه
كميات من الجواهر وبعض التأمينات المصرفية التي يريد بيعها. قال ستيرن
لشريكه، وهو يعمل مخبر سري لدى الإف بي أي، أنه سيشتري بعض التأمينات
المصرفية تعبيرا عن حسن النوايا، قامت الإف بي أي لاحقا بربطها في
مسروقات بيير.
ريتشارد: بدأت الخطوة الأولى من التحريات عند اتصال
ستيرن بالمخبر قائلا: أنا واحد من الأشخاص المتورطين بالسرقة، أستطيع
أن أصرف كل الجواهر التي سرقت من هناك.
معلق: يوم السابع من كانون الثاني يناير، وبعد خمسة أيام من
وقوع السرقة، عقد المخبر اجتماعا لبيع بعض الجواهر. ذهب باولينو
والبائع بيرت ستيرن إلى فندق صوميت لتقديم نماذج عن الجواهر التي قدرها
تاجر مجوهرات مستقل.
قال بولينو للتاجر أن هذا مجرد نموذج عما سيأتي لاحقا. استراح
ستيرن إلى ما رآه فترك الرجلين للتفاوض على الصفقة. بما أن المخبر قد
استأجر الغرفة ودفع أجرها من مال الإف بي أي، لم يحتج العملاء
الفدراليين إلى ضمانات.
داهمت الإف بي أي بولينو وتاجر المجوهرات في الغرفة. بينما قبض
على ستيرن في الطابق السفلي. ولكن الرجل كان يحمل جواهر بقيمة ربع
مليون دولار فقط. كان هناك ملايين أخرى مفقودة. أدركت الشرطة أن هناك
عدد آخر من المتورطين. عثروا على إيصال في جيب باولينو دلهم على
المشتبه التالي.
بوبي كومفورت، البالغ من العمر تسعة وثلاثون عاما. له سجل من
السرقات والانتهاكات الأخرى التي يعود تاريخها ‘لى عشرين عاما، نفذ
غالبيتها وهو قاصر.
أصاب التوقع القائل بأنه بوبي من روشستر، ولكن السلطات ما كانت
لتتوقع أن يكون على صلة بجرائم كبيرة كالسرقات التي شهدتها فنادق
نيويورك. ما أن ألقت الشرطة القبض عليه حتى أخذ يسخر منها، ملقيا اللوم
على نفسه، ويحدد أسماء شركائه.
ريتشارد: ألقوا القبض عليه. أخذ كومفورت يقول: لن تلقوا
القبض على سامي.
ولكن رجال المباحث كانوا يتعقبون سامي، الذي يتحرك بخمسة أسماء
مزيفة ولا يملك عنوان ثابت. دلتهم إخبارية بسيطة على امرأة كانت في
منزله في برونس. كانت تجهل العنوان، ولكنها تعرف ملامح المبنى.
جورج بيرمودس: استطاعت بعد ساعات من التجول في أرجاء
برونس، أن تعثر أخيرا على الشقة.
معلق: فعثروا على سامي وهو يهم بالرحيل.
اسم سامي الحقيقي هو سوريشو نيلو الذي يحترف الجريمة.
وقد اشتبه في تورطه بجريمة قتل قبل عام ونصف العام، ولكنه لم يحاكم.
لم يحالفه الحظ هذه المرة، إذ أمسكت به وهو يحاول التخلص من
الأدلة الثبوتية على جريمته. كان هذا كافيا للحصول على إذن بتفتيش
شقته.
عثرت الشرطة هناك على ميزان للذهب، وشعر أسود مستعار، وحوالي ستة
آلاف دولار نقدا، وحواز سفره إلأى جانب حقيبة نصف جاهزة. عثروا في
جيوبه على بعض الجواهر. ولكنهم لم يعثروا أبدا على الأموال النقدية
والجواهر التي تساوي عشرة ملايين دولار.
ألقي القبض على نيلو.
اتهم جميع المشبوهين بحيازة أملاك مسروقة.
ولكن السلطات لا تعتقد بأن باولينو أو ستيرن أو تاجر الجواهر قد
شاركوا بأعمال السرقة. فحلت المشكلة على هذا النحو. تعرفت رهينة على
نيلو وكومفورت، اللذان اتهما بالسرقة.
ولكن أين المجوهرات؟
أجيب على هذا السؤال بعد يومين حين تلقت الإف بي أي اتصالا في
ديترويد.
جورج بيرموديس: ذهب شاب في ديترويد إلى الإف بي أي بعد
أن سمع وشاهد أنباء تتحدث عن عملية السرقة الهائلة التي وقعت في فندق
بيير في نيويورك. كان يعرف ما لديه لأنه أعطي صرة كي يحتفظ بها لسامي.
لا بد أنها للأيام السوداء.
معلق: استردت السلطات مجوهرات بقيمة مليون دولار. قدرت أنها
تساوي عشرة بالمائة من مجموع المسروقات. كما بقي هناك اثنان من
شركائهم.
رفض سامي نيلو وبوبي كومفورت الكشف عن أسماء الرجال الآخرين
الذين ساهموا بسرقة بيير في تلك الليلة. خافوا أن تتعرض عائلاتهم
للعواقب، ولكن هذه ليست المشكلة الوحيدة.
روبيرت دال: رفضت الإف بي أي تحديد هوية مخبريها، كما رفضت
تحديد هوية الضابط الذي يتحكم بالمخبرين. أدى ذلك إلى عدم القدرة على
إقامة دعوى كبرى ضد هذان الرجلان، المشبوهان، واللصان.
معلق: لم يتمكن الادعاء بدون اعتماد الشهود من تبرير الغارة
القانونية على غرفة فندق صوميت، والأدلة التي جمعت هناك. وهكذا كان على
الدائرة أن تواجه احتمال سوداوي بإمكانية خروج اللصين أحرارا.
بالاعتماد على الأدلة التي يستطيع الادعاء استعمالها، حكم على
باولينو وستيرن وتاجر المجوهرات بجريمة حيازة أملاك مسروقة.
نيلو وكومفورت اللذان يفترض أن يحكما بخمسة وعشرين عاما، تلقيا
حكما بسجن كل منهما سبعة أعوام بتهمة السرقة من الدرجة الثانية، وتهم
أخرى. خفض الحكم لاحقا إلى أربع سنوات. انتهى الأمر بكومفورت أن حكم
عامين ونصف العام.
حصلوا من فندق بيير على أكبر غنيمة جمعت بين الفنادق التي نهبت
والأشخاص الذي سرقوا، ولكنهم سقطوا فيه أيضا.
معلق: بعد أربعة عشر عاما من سرقة بيير عام ستة وثمانين، مات
بوبي كومفورت وهو في الثالثة والخمسين. بعد فترة قصيرة من إطلاق سراح
نيلو، ألقي القبض عليه أثناء سرقة متجر للمجوهرات، فأعيد إلى السجن. لم
يستعد ما تبقى من المال والجواهر التي سرقت من الفندق. انقطعت أطراف
جميع الخيوط. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م