اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 هجوم فني
 

هجوم فني

 

 لوحة فنية لا تقدر بثمن. وسرقتها كانت بسيطة. قد يكون لدى اللصين مفتاحها، ولكن لغز أكبر سرقة فنية في العالم، قد لا يحل أبدا.

(هجوم فني)

 نهاية أسبوع لعطلة القديس باتريك عام تسعين. تضمن الإجازة في مدينة على غرار بوسطن كل الأعذار اللازمة للحفلات الصاخبة.

رجل: عمت مساءا،  أطيب التمنيات بيوم سان باتريك.

معلق: كان الكثيرون يحتفلون بعد في الواحدة من بعد منتصف ليل الأحد.

       بينما كان البعض يؤدي وظيفته في العمل. داخل متحف حديقة إيزابيل ستيورات، يعمل طالبان من معهد الفنون على حراسته مقابل سبع دولارات للساعة الواحدة تقريبا. 

       سلامة ألفان وخمسمائة لوحة أصلية كانت في يديهما. ومع ذلك انلقت من بين أصابعهم بعض من هذه الكنوز في ليلة الثامن عشر من آذار مارس هذه.

       رغم تعزيز المتحف بأجهزة مراقبة بصرية، وأجهزة إنذار تعمل بأشعة ما تحت الحمراء، ولكن المبنى لم يصمم وفق المعايير الأمنية.

روبرت سبيل:  أكثر ما أدهشني بالعملية هو صعوبة اتخاذ الإجراءات الأمنية في المبنى، الذي كان منزل سكني، شيد قبل أكثر من مائة عام.

معلق: مع ذلك لم يسبق لأحد أن دخل المبنى وحاول سرقة أي من كنوزه الثمينة. لم يكن لدى الحراس سببا لاعتبارها ليلة مختلفة، بل مجرد أمسية أخرى من العمل السهل. جلس أحدهما مقابل الشاشات مستعد لكبي زر الإنذار عند أول إشارة للشك، بينما يجول الآخر بين الطوابق عائدا إلى هناك، ضمن عملية روتينية فعالة.

       ولكن الرجال الذين جاءوا يسرقون المتحف، يعتمدون على روتين فعال خاص بهم.

رجل: افتح الباب شرطة بوسطن.

معلق: فوجئ الحراس عند طرق الباب، كما فوجئت أكثر بوجود الشرطة.

حارس:         هل يمكن أن تنزل سريعا إلى هنا؟

حارس2:       ماذا يجري هناك؟

حارس:         هناك طرق على الباب.

حارس2:       حسنا، سأنزل على الفور.

معلق: أبلغ الحارس عبر فتحة الباب أن شخصا ما قد اتصل يؤكد وجود اضطراب في المتحف.

حارس2:       لم نتصل بالشرطة من هنا.

معلق: حاول الحارس إقناع الشرطة بأن كل شيء على ما يرام.

رجل: افتح الباب.

معلق: أصرت الشرطة على التحقق من المتحف بأنفسهم.

روبيرت سبيل:  تكمن خطة اللصوص باستخدام ملابس الشرطة لدخول المتحف، ما ميزها بالبساطة وسهولة التنفيذ. ربما كان حراس المتحف متيقظون، ولكنهم بلا جدوى إن فتحوا الباب للصوص.

معلق: يمكن إفساد أشد وسائل الحراسة تعقيدا بمجرد سوء حسابات بشرية بسيطة. ما أن تم اختراق المدخل، حتى توالت سلسلة الأحداث المتلاحقة. فاجأ رجال الشرطة الحارسين مطالبين برؤية هويتهما الشخصية.

لص1:          كيف نتأكد من أنك لا تثير الاضطراب؟ لماذا لا تعطيني هويتك حالا الآن وعلى الفور.

معلق: لم  يدرك الشابان ما أصابهما.

                تمت السيطرة عليهما خلال ثوان، وأنزلا إلى القبو.

شرطي2:       اخرس وارفع يديك عاليا.

بوب:  النجدة.

شرطي2: اسكت اخرس.

بوب:  النجدة النجدة!!

معلق: بعد خروج الحارس من موقعه، لم يجد الوقت للضغط على زر الخطر، فلم تنطلق صفارات الإنذار.

       يفترض أن يعلم الدخلاء  بنظام المراقبة، لأنهم سارعوا إلى تعطيله مباشرة. وجهوا الكاميرا نحو الجدار، وعطلوا الطابعة التي تسجل الحركة الصادرة عن أجهزة كل من القاعات.

روبيرت سبيل:  كانت خطة محكمة، يعرفون فيها عدد الحراس المناوبين، ويعرفون مكان كاميرا الفيديو، فأخرجوا  الشريط منها.

معلق: وهكذا أصبح متحف حديقة إيزابير ستيوارت تحت سيطرتهم الكاملة.

كانت الساعة الثانية بعد، وقد تخطوا الجزء الخطير من الجريمة. ما كان أحد يعرف بأن اللصوص في المتحف، كما أن حراس الصباح لن يصلوا حتى السابعة صباحا. ما يمنحهم عدة ساعات لتنفيذ الجريمة. رغم الوقاحة المعهودة في اللصوص، إلا أنهم لم يستفيدوا من فرصتهم المميزة.

توم ماشبيرغ:            كان المتحف كله بتصرفهم تحت جنح الظلام. كانوا يستطيعون المجئ بشاحنة يحملون فيها مليارات الدولارات من الأعمال الفنية، ولكنهم بدل ذلك أخذوا بعض الأشياء الثمينة، مخلفين وراءهم لوحات فنية تساوي ثروات هائلة.

معلق: رغم خبرتهم في الدخول إلا أنهم حاروا باللوحات التي سيأخذونها، أو كيف يأخذونها. استهدفوا من أعمال ريمبراند عاصفة في بحر الجليل، التي أخرجت من إطارها باستعمال سكين عادي. وكان هذا أيضا مصير لوحة ريمبراند، السيد والسيدة بالأسود. كما أخذوا كذلك لوحة لفيرمير.  

       أثناء السطو على المتحف استولوا أيضا على لوحة صغيرة رسم فيها ريمبراند نفسه، وأعمال أخرى أقل أهمية. بما في ذلك وعاء صيني عمره ثلاثة آلاف عام، ورأس علم من معارك نابليون. أي أن الخيارات التي قاموا بها كانت عشوائية بدون معرفة. تؤكد أجهزة الرصد في الغرف أنهم أمضوا ساعتين يتحركون في المتحف. رغم هذه الفترة الطويلة، إلا أن تدمير اللوحات كانت عديمة المنطق.

توم ماشبيرغ:            رغم اعتبار البعض أنها جرمة القرن الفنية، من حيث قيمة اللوحات وتأثيرها، ولكن إذا نظرنا إلى التفاصيل يمكن القول أنها جريمة غير متقنة، على اعتبار أنهم تركوا وراءهم أعمال فنية قيمة  كانت بين أيديهم، بينما أخذت أعمال فنية أخرى بعد أن مزقت عن الإطار، وهذا ما لا يفترض أن تتعرض له لوحة من أعمال ريمبراند.

معلق: يوحي سلوك اللصوص بأنهم لا يعملون بمفردهم.

روبيرت سبيل:  أشك هنا بأنه قد تم تجنيد اللصوص كلصوص، لم يسبق أن قاموا بسرقة فنية من قبل. أشك شخصيا بأن هناك أشخاص آخرون وراء السرقة، إلى جانب الشرطيان المزيفان.

معلق: عند انتهاء العملة فر اللصوص بثلاثة عشر قطعة، تتراوح  قيمتها بين مائتين وثلاثمائة مليون دولار.

       في تمام السابعة من صباح يوم الأحد الثامن عشر من آذار مارس من عام تسعين، استغرب حارس النهار في متحف إيزابيل ستيوارت أن لا تأتي الحراسة الليلية إلى الباب. وانتظر هناك حتى وصول رجل  الصيانة. لم يكن المفتاح مع أي منهما. كانوا يدركون بأن هناك مشكلة ما. أين الحراسة؟

       جاء مسؤول الحراسة في المبنى لإدخالهما.

       تبين من جولته السريعة على الغرف تغيب الحراس، ونقصان عدد من اللوحات، مشكلة كبيرة. فسارع للاتصال بالشرطة. بعد إنقاذ الحارسين قاما بالتصريح عما جرى ليلا. حصلت الأمور بسرعة هائلة، لدرجة أن وصفهما للصوص كان بلا جوى. وجدت الشرطة أدلة أفضل في أماكن أخرى من التحف. تصرف اللصوص باستخفاف في انتزاع اللوحات. أمل رجال المباحث بأن يدفعهم عدم الاكتراث إلى ترك بصماتهم. ولكنهم لم يتركوا أثرا لهويتهم، ما يدعوا المباحث لتوسيع إطار التحريات.

روبرت سبيل:  عند وقع سرقة كهذه لا بد من القيام بعدة خطوات، من أهمها اثنتان أفكر الآن بهما، أولا العودة إلى المخبرين لدينا تحت الأرض، وثانيا محاولة تعقب الأشياء المسروقة واستخدامها للوصول إلى اللصوص.

معلق: رغم اعتبار المتحف وكل ما فيه من الأملاك الخاصة، إلا أن سرقة الفنون من الجرائم الفدرالية، ومن اختصاص الإف بي أي. لم يبدد رجال المباحث وقتا فسعت إلى  مقارنة هذه الجريمة بأخرى مشابهة، وجمعت لائحة من المشتبه بهم، مدركة أن شبكة المخبرين ستأتي لهم بأسماء أخرى. لا يمكن لعملية سطو كبيرة كهذه أن تبقى طي الكتمان.

       قدم المتحف الصغير مكافأة بقيمة مليون دولار لكل من يفشي بمعلومات تؤدي إلى استعادة اللوحات، وهو مبلغ يساوي أربعة أضعاف أي مكافأة قدمت على الإطلاق.

       ولكن هذه هي أكبر عملية سرقة للأعمال الفنية في التاريخ.

       إن لم يعثر على اللوحات الفنية المسروقة خلال بضعة أيام، يمكن أن تختفي لعشرات السنين، أو إلى الأبد، بعد أن تباع إلى متخصصين يضعونها بين مجموعاتهم الشخصية. لهذا يفترض العثور عليها بأسرع ما يمكن. قام رجال المباحث بزيارة معارض فنية متنوعة وقاعات للمزاد، للتأكد مما يمكن العثور عليه بين أشياء ملموسة، أو شائعات مناسبة. رغم كل الجهود، لم يجدوا شيئا. لم يكن هذا مفاجئا، لأن بيع بعض اللوحات يثير الكثير من الشك.

روبيرت سبيل:  يجب أن نسأل أنفسنا من وجهة نظري لماذا يهتمون بلوحات فيرمير؟ التي قد يصفها الكثيرون بأنها غير مرغوبة. لا يمكن لأي مجرم أن يلمسها لأن هناك ثلاثين لوحة لفيرمير فقط في العالم، لهذا فهي تلفت الأنظار، والكل يعرف أين يفترض بكل منها أن تكون.

معلق: أحيانا ما تسرق لوحات بهدف الحصول على فدية مقابلها من المتحف، وذلك من أموال التأمين أو المكافأة. إن كان هذا ما يريده اللصوص، فقد بددوا جهدهم.

       رغم أن مكافأة المليون دولار هي جزء بسيط من قيمة اللوحات، ولكن المتحف يعجز عن زيادتها. وقد صدم الجميع حين اكتشفوا بأن اللوحات الفنية لم تكن مؤمنة.

رجل: يبدأ المزاد بخمسمائة ألف دولار.

معلق: ارتفعت أسعار اللوحات الفنية في الثمانينات بمبالغ خيالية، لترتفع معها التأمينات. ولكن متحف ستيوارت عجز عن تغطية مصاريف التأمين التي تستحقها اللوحات. أي أن المتحف بدون التأمين كان عاجزا عن تقديم المزيد من الحوافز لاستعادة اللوحات.

       حفزت قيمة المكافأة عدد من المخبرين، فأتى أحدهم على ذكر اسمي شريكين لهما صلة بالعصابات.

       وعندما طاردتهم الشرطة عثرت على أحدهما في صندوق سيارة كاديلاك، بعد أن ربط وطعن عدة مرات ووضع في كيس من البلاستك يغطي رأسه.

       ومات الآخر بصدمة قلبية، أي أن السلطات بلغت هنا إلى نهاية التحريات.

أخذ الوقت ينفذ، وشعرت السلطات بأن اللوحات ستنتقل من أيد الجريمة إلى أخرى ساذجة تشتريها حتى فقدان أثر اللص الحقيقي. مع مرور الأشهر خافت السلطات أن تنضم لوحات المتحف إلى لائحة الخمسة وسبعين بالمائة من اللوحات المسروقة التي لم تسترد أبدا.

       عام سبعة وتسعون وبعد سبعة أعوام من جريمة السرقة، أقنعت الإف بي أي ممولي المتحف بتعزيز المصادر لتمكينه من زيادة المكافأة من مليون إلى خمسة ملاين دولار. خصوصا وأن حدود مدة الجريمة قد انتهت قبل عامين. أي أن الوقت قد حان لحصول شيء ما.

أثناء البحث في قضية أخرى، تبين أن الصحفي توم ماشبيرغ العامل بوسطن هيرالد، لديه معلومات عن شخص اسمه مايلز كونور، كان على صلة بسرقة متحف ستيوارت.

ماشبيرغ:      إن كان المرء يألف مساشوسيس وعلى معرفة بالجرائم الأخيرة التي ارتكبت في منطقة بوسطن، سيعرف أن اسم مايلز كونور يتردد باستمرار، على اعتبار أنه اشتهر بنجاحه في سرقة اللوحات الفنية. مع أنه لم ينجح كثيرا لأنه أمضى فترات طويلة في السجن.

معلق: والحقيقة هي أن كونور كان في السجن عند وقوع السرقة. سمع ماشبيرغ أن لديه صديقا، اسمه وليام يونغورث، يتاجر بالأثريات لديه أحد عشر حكما وسجل كبير من السرقات.       كان عرضة لتحقيقات الإف بي أي بتهمة تجارة الأسلحة والمخدرات. وكان لدى يونغورث لوحة من متحف تعلم السلطات بأن كونور قد سرقها قبل سنوات.

       أخذ ماشبيرغ يكتب عن علاقة يونغورث بكونور، وصلتهما المحتملة بسرقة المتحف. لم يشعر يونغورث بالارتياح للتقارير.

توم ماشبيرغ:            بعد مقالين أو ثلاثة حول الموضوع جعلته يتعرض لبعض الضغوط، خصوصا لبروز اسمه وانتشاره في أوساط الرأي العام، اتصل بي هاتفيا، على الصحيفة مباشرة وصرخ بوجهي مطالبا بأن أكف عن كتابة الأكاذيب حوله.

معلق: ولكن أثناء الحديث، لا بد أن يونغورث قد تنبه إلى أن الصحافة، وتحديدا ماشبيرغ، قد يكونا حليفيه الكبيرين. في الثامن عشر من آب أغسطس من عام سبعة وتسعين، تلقى ماشبيرغ اتصالا من مجهول يدعوه للقاء غريب في منتصف الليل. أدرك ماشبيرغ أن للأمر علاقة بيونغورث، وباللوحات الفنية.

توم ماشبيرغ:            التقيت بذلك الشخص وقمنا بجولة دائرية في السيارة عبر منطقة مستودعات مظلمة، تقع على مسافة ساعة قيادة من بوسطن.

معلق: قال يونغ وورث أنه مستعد للعمل على إعادة اللوحات الفنية مقابل مبلغ المكافأة وضمانات بعدم تعرضه للملاحقة.

       قال ماشبيرغ أن السلطات ستحتاج إلى إثبات يؤكد قدرته على بلوغ اللوحات. فكانت طريقة يونغورث في تقديم الدليل أن أعد لماشبيرغ فرصة لرؤية عاصفة في بحر الجليل لريمبراند.

توم ماشبيرغ:            وجه الشخص الإنارة مباشرة على التوقيع وكأنه يقول ها هي، هل ترى الآن توقيع ريمبراد؟ هذا دليل على امتلاك اللوحات الفنية.

رجل: انتهى الأمر.

توم ماشبيرغ:            لم أستطع رؤيتها جيدا.

                                    تمكنت من التأمل بها لثلاثين ثانية فقط.

رجل:           انتهى العرض.

معلق: أعيدت اللوحة مباشرة إلى الأنبوب. أخرج ماشبيرغ من المستودع ليركب سيارة أجرة كانت بانتظاره، وافق على تأجيل القصة عشرة أيام حتى يتم نقل اللوحة إلى مكان آخر. اقتنع ماشبيرغ بأنه شاهد اللوحة الحقيقية.

توم ماشبيرغ:            السبب الذي جعلني أعتقد بأنها ليست لوحة مزيفة بسيط جدا. لا يوجد طريقة في العالم تجعل المتحف يقدم خمسة ملايين دولار مقابل لوحة مزيفة. وأن السبيل الوحيد لتسليم الملايين الخمسة هي عبر المصادقة على أصالة اللوحة. وإن كانت القطعة مزيفة فما الهدف من عرضها علي؟ عدى خداعي ولا أرى أي أهمية في ذلك.

معلق: نشر ماشبيرغ القصة بعد عشرة أيام. إذ كتب يقول أن يونغورث مستعد لإعادة اللوحات الفنية مقابل مكافأة الخمسة ملايين دولار وضمانة بعدم ملاحقته وإطلاق مسبق لسراح كونور من السجن.

       عادة ما تحمل مثل هذه الاتفاقات توقيع كونور وأسلوبه. ليست هذه أول مرة يشتري فيها كونور حريته مقابل  لوحات مسروقة. سبق له أن استبدل عام خمسة وسبعون لوحات لريمبراند سرقت من متحف بوسطن قبل بضع سنوات.

توم ماشبيرغ:            فكر في أنه قد يتمكن من تخليص نفسه عبر استغلال هذه المشكلة مع القانون والخروج من السجن بفترة أقل، إن كان مسؤولا عن المساهمة في إعادة قطعة من اللوحات الفنية المسروقة. طبعا لا شك أنه سرق اللوحة أولا ثم أعادها. وهذا ما لا أتوقع أن يكون ما أرادته السلطات.

       كما أنه مقابل إعادة اللوحات سيحكم بفترة سجن أقل بكثير.

معلق: نجحت هذه الخطة الفذة عام خمسة وسبعون، ويبدو أن كونور ويونغورث سيجربانها من جديد مستخدمان اللوحات الفنية المسروقة. بقي أمام كونور ثلاثة أعوام من السجن بينما واجه يونغورث فترة حكم أخرى تخصه.

       أكد كونور لماشبيرغ أنه استطلع مع اثنين من شركائه متحف ستيوارد قبل سنوات، وتبين أنه يفتقد للإجراءات الأمنية. حتى أشار كونور إلى أن أحد رجاله قد فتح نافذة موصدة، وكان يعود كل شهرين ليرى أنها ما تزال مفتوحة.

       يؤكد كونور أنه أثناء وجوده في السجن مع يونغورث، قام شريكيهما بمتابعة التخطيط لسرقة اللوحات من المتحف بدونهما، وتنفيذ العملية. ولكنهما لم يتمتعا بنظرة كونور الفنية واحترامه لتلك الأعمال.

توم ماشبيرغ:            بدا وكأن اللصوص الذين دخلوا إلى هناك اتبعوا نفس الخطة التي وضعها وعمل على تنظيمها كونور بنفسه.

       ولكن بما أثناء غيابه تصرفوا بحرية مطلقة. فحطموا الزجاج هنا للوصول إلى اللوحة، وقصوا لوحة أخرى هناك، وانتهى بهم الأمر بأن لا يأخذوا أكثر اللوحات قيمة هناك.

معلق: كان كونور قد أبلغ السلطات بأنه يعرف من سرق لوحات المتحف، مؤكدا أنهم نفس الأشخاص الذين استطلعوا المتحف معه قبيل سنوات.

       كان من بينهم وليام هوغتون، الذي عمل حارسا لمجموعة كونور الفنية الكبيرة أثناء وجود الأخير في السجن. لم تكن هذه أول مرة تسمع فيها السلطات باسم هوغتون.

       لقد كان واحدا من الخيوط المفقودة التي سبق للإف بي أي ان اتبعتها قبل سنوات. من المحتمل أن لا يكون الخيط قد فقد كليا.

       بعد موت هوغتون أصبح يونغورث الشخص الثاني المكلف بحماية أعمال كونور الفنية. فقام بنقلها من مستوع هوغتون السابق. ادعى كونور أن يونغورث قد أخذ معه عن غير قصد عدد من اللوحات التي سرقها هوغتون في الوقت نفسه. وكانت لوحات متحف ستيوارت من بينها. وهكذا تتضح طريقة وقوعها في يد يونغ ورث بمحض صدفة بريئة. وقد اعتبرا أن هذا يبرر لهما الحصول على المكافأة، وذلك لاستعدادهما للمساهمة في العمل على استردادها.

       اعتبرت الإف بي أي أن في طروحات كونور ويونغ ورث شيء من الابتزاز. مجرد إنارة سريعة لصحفي لا تكفي للحصول على شك بقيمة خمسة ملايين دولار وإطلاق سراح لصين. وقالت أنها لن تقدم أي ضمانة حتى يثبت كونور ويونغورث أن بحوزتهما القطع الحقيقية، وإثبات أنهما لم يكونا على صلة بعملية السرقة.

       وهكذا أصبحت قضية اللوحات المسروقة على طاولة مفاوضات مجمدة.

       رفض كونور تقديم المزيد من المعلومات.

       كما رفض يونغورث التحدث حتى يحصل مع كونور على الضمانات اللازمة. بينما رفضت الإف بي أي التفاوض حتى يثبت الرجلان أن اللوحات في حوزتهما.

       في تشرين أول أكتوبر من عام  سبعة وتسعين، وصل الدليل المطلوب إلى مكتب توم ماشبيرغ، عبر كمية قليلى من شرائح اللوحات وبعض الصور للوحات ريمبراند المسروقة.

       أخضعت الصور للفحوص الدقيقة. فأكد مختبر هيرالد التصويري بأنها لم تكن مزيفة. فوافقت الإف بي أي على التقرير معلنة أنها قد تكون صورا للوحات مزيفة وليست الأصلية. فأرسلت شرائح اللوحات إلى خبراء للتأكد من صحتها.

توم ماشبيرغ:            نظر إلى شرائح اللوحات وقال أنه لا يمكن لأحد في العالم أن يقول بأنها ليست جزءا من لوحات ريمبراند، ما يعني أنها جزء من لوحات رسمت في القرن السابع عشر ضمن منطقة محددة من هولندا حيث كان ريمبراند وفيرمير وغيرهما من أساتذة هولندا يحصلون على الطلاء ليرسمون به لوحاتهم. أي أن هذا هو دليل جيد على أصالة اللوحات.

       أمل كونور ويونغ ورث أن يكون هذا دليل كاف على ما هو مطلوب.

       ولكن الدليل لم يكن كافيا فعندما قارنت الإف بي أي الشرائح وجدت أنها لا تتوافق مع تلك التي تركت في مسرح الجريمة. لم يجد العملاء وسيلة لمقارنتها بلوحات فيرمير المفقودة التي ربما أخذت منها. فعادت القضية إلى نقطة الصفر.

توم ماشبيرغ:            كان كل منا  يفكر بهدف مختلف. كان المجرمان يفكران في الحصول على جائزة الملايين الخمس. أما أنا فكنت أفكر في الحصول على الإثارة في القصة. بينما تركز إدارة المتحف على استرداد اللوحات المسروقة. أما الإف بي أي فكانت تصر على إلقاء القبض على المجرمين كحل للجريمة.

معلق: أرادت الشرطة مزيدا ومزيدا من الأدلة. وأخيرا طلبوا من كونور ويونغورث تقديم واحدة من اللوحات المسروقة.

توم ماشبيرغ:            عندما تحدثنا مع المحامين، قالوا أن هذه خطوة غبية لأنه إذا قام يونغورث أو أي شخص على صلة به بتسليم أي قطعة مسروقة سيورط نفسه ويسمح لهم باعتقاله بتهمة الابتزاز، فتنهار القضية.

معلق: لم يقع كونور ويونغورث في الشرك. وهكذا انهارت المفاوضات التي كانت تعد بالكثير قبل أسابيع فقط. أكد كونور بأن نافذة الفرص كانت مقفلة. وأن ساعة العمل هي الآن. ولكن الإف بي أي تمسكت بمواقفها مطالبة بمزيد من الأدلة. أصر الجانبان على العناد. وتوقفت الاتصالات، حتى خسر الطرفان في النهاية.

       أكمل كونور فترة عقوبته. وأدخل يونغورث إلى السجن بتهمة مختلفة. لم ير أي منهما سنتا واحدا من ملايين المكافأة الخمس. 

       علقت في متحف إزابيل ستيوارت إطارات فارغة على الجدران، تلفت أنظار الزوار تماما كما كانت تفعل اللوحات الأصلية التي كانت فيها.

       يبدو هنا أن الفائز الوحيد هو توم ماشبيرغ، الذي حصل على قصص لمقالاته المثيرة. رغم طبيعتها المأساوية.

توم ماشبيرغ:            أعتقد أن العرض كان صادقا، ولو أن الجميع بذل جهدا لتقديم الضمانات للمجرمين، وتقديم التحويلات اللازمة لملايين المكافأة، لعادت اللوحات المسروقة إلى أماكنها.

معلق: هناك احتمال كبير بأن لا تكون اللوحات لدى كونور ويونغورث على الإطلاق. ما زالت الجريمة رسميا بلا حل. من المحتمل جدا أن تختفي اللوحات نهائيا بعد انتزاعها من بيئة المتحف المناسبة، أو أن تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها. هناك احتمال بأن يخسر العالم بأسره كنوز المتحف الفنية المسروقة.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster