اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 حل السلطة الفلسطينية ام إعلان الاستسلام
 

السلطة الوطنية الفلسطينية

بنزق وانفعال طالب بعض السياسيين والاكاديميين الفلسطنيين  باستقالة الرئيس المنتخب محمود عباس ، وزاد بيان لنشطاء وقادة ميدانيين من حركة فتح  بالمطالبة بحل السلطة وعودة الاحتلال ليواجه الشعب قدره دون واجهة وهمية تدعى السلطة الوطنية ، التي تحولت بنظرهم الى مايشبه خيال المآتا ،

  ودون دخول في تحليل اسباب وتداعيات المشهد المذل المريع لرجال الامن في مقاطعة اريحا وطريقة اختطاف احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية ورفاقه ، ينبغي الذهاب الى ما ابعد من الصورة والبحث العميق في سؤال ، هل قررت اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا   انهاء السلطة ، هل ما جرى هو الترجمة الواضحة لحديث كونداليزا رايس حول  استراتيجية  الفوضى البناءة التي باتت براي بعض المحللين  الاستراتيجية الامريكية الحالية للمنطقة ، وامتدادا لذلك ينبغي الانتباه جيدا الى ما يقوله علنا احد مستشاري البيت الابيض لشؤون الشرق الاوسط ،  روبرت ساتلوف الذي يتحدث صراحة ومنذ ما يزيد على عقدين عن أولوية  الخيار الاردني ،وعدم اهلية الفلسطنيين لبناء دولة  ، ونضيف لدعاة حل السلطة ان خطة ايهود اولمرت ضم ما يزيد على ستين بالمئة من مساحة الضفة الغربية الى اسرائيل ، تعني تماما ترك الكتل السكانية الكبرى لكيان يضبط  الامن ويمنع الارهاب ، واذا ما عجز عن هذه المهمة الامنية فان الضم الى الاردن هو الحل المثالي للدولة العبرية ومستقبلها

من يرغب من الفلسطنيين بحل السلطة يقول صراحة ان الفلسطينيين شعب غير مؤهل لحكم نفسه ، ويجب ان يبحث عن وكيل لاسرائيل ليحكمه . ويغلف هؤلاء دعواهم بستار من الافكار فوق العروبية وفوق القومية وتارة اخرى باسم الدين الواحد ، وكاننا مرة اخرى امام مؤتمر اريحا جديد ، الذي استكمل المشروع الصهيوني باقامة الدولة اليهودية والحاق ما تبقي من الارض الفلسطينية بامارة شرق الاردن ، حين امطرنا فرسان تلك المرحلة مطلع الخمسينات بذات العدة السياسية والفكرية .

لقد دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا لاستعادة هويته الوطنية واستقلالية قراره ، ونحو نصف قرن من المقاومة ،  والصراع مع النظام العربي العاجز والتابع والمتواطيء مع المشروع الاستعماري الصهيوني ،

من الغرابة بمكان ان تعود بعض الاصوات التي تتلحف بالشعار القومي والتقدمي ، الى المطالبة بالتخلي عن انجاز تاريخي يتصل بالمشروع الوطني والهوية ، والعودة الى التشكيك بحق  الشعب الفلسطني في  تحديد خياراته ومستقبله في الاستقلال وبناء دولته المستقلة ، وكأن المدن التي تتحول الى دول مستقلة في العصر المعولم حلال عليها اما الفلسطني فحرام عليه الحرية ولا يليق به الاستقلال .

لن يفرح فرسان الجملة الثورية دعاة حل السطة ، باحراج اسرائيل  وتوريطها  في شرور ولا أخلاقية الاحتلال ، لان ما ترغب  اسرائيل في رؤيته  هو مقاول يتسلم مهام  أمنها  ويوافق على ابتلاع اكثر من نصف الضفة الغربية والحوض المائي ونسيان القدس وقضية اللاجئبن ,مقاول محلي او اقليمي لا فرق ، المهم ان ينجح فيما عجزت عنه اللسلطة . المطلوب هو التمسك بالسلطة بعد اعادتها الى الشعب ،  واعادة النظر في مفهوم الوزارة والادارة الحكومية ، واعادة الاعتبار للمناضلين في الاجهزة الامنية والشرطية و العسكرية ، وتحويل دورها وامرها اليومي الى حماية الشعب ومصالحة وممتلكاته ، وكذا اعادة بناء الحركة الوطنية على اسس القواسم المشتركة التي تؤمن صمود الشعب والتوافق على اساليب المقاومة العنيفة والسلمية ,استنادا الى قدرة الشعب على الاحتمال وحتى لا يكون عرضة لبطش الاحتلال وتغول آلته العسكرية  ، المطلوب ليس حل السلطة بل تحويل مفهوم السلطة من ادارة بيرقراطية فاسدة الى ادارة شعبية مبدعة ، لان سلطتنا العتيدة لم تبدع غير تقليد نموذج السلطة العربية الرديئة  ,وانشأت هياكل ادارية لدولة مستقلة فعلا وليست تحت الاحتلال الفعلي .

 مطلوب اعادة بناء السلطة تحت الاحتلال بكل ما يتطلبه ذلك من اجراءات وادوات وآليات عمل وسلوك   وبنية قيمية واخلاقية منظمة بقوانين وتشريعات تعيدها الى الارض ومن علىيها من بشر ،بنية تبدا ولا ينتهي عند تغيير مفهوم ودور الموظف الحكومي  وطرائق وامكنة العمل ،   وتحرم استخدام الموقع الوظيفي والمال العام لاغراض شخصية  ، وفي السياق تخقيض رواتب الوزراء والمدراء العامين وكبار الضباط وسحب كل امتيازاتهم من سيارات وبيوت فارهة وامتيازات ، بما في ذلك  التنسيق الامني مع الاحتلال لتامين تنقل كبار رجال السلطة .

 مطلوب اعطاء القدوة والمثال في العمل المنتج وتواضع الملبس والمسكن وطرائق العيش ،فالتجربة الحية دللت على ان احد الدوافع الاساسية التي  حكمت طريقة التصويت  لاختيار نواب الشعب في الخامس والعشرين من يناير الماضي ، كان تأييدا للتواضع والزهد والبساطة ، وعقابا للفجور والبذخ والفساد واصحاب الامتيازات ، ان  مشهد عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الذي انتقل الى نابلس بسيارة اجرة وانتظر مع الناس البسطاء على حاجز حوارة وتوقف في نابلس ليتناول سندويش فلافل قبل ان يصل الى جامعة النجاح  ، مشهد يغني عن عشرات الخطابات حول السياسة  والنضال والماضي والتاريخ وإطلاق الرصاصة الاولى ، واشير الى رواية ذات دلالة  يتناقلها الناس في قطر  , ان  القادة الثلاثة لحماس الذين وصلوا الدوحة بعد ابعادهم من الاردن ,اقاموا في فيلا للضيافة  ، منحهم الامير بطاقة اعتماد مالي كي يتدبروا شراء حاجياتهم اليومية ،لكن  الديوان الاميري ذهل عندما اظهرت الفواتير ان خالد مشعل ورفيقيه لم يصرفا طيلة ثلاثة اشهر سوى بضعة مئات من الدراهم ، انفق معظمها على الماء والبيض والمعلبات . ولهذا لم يكن مستغربا ان يضطر خالد مشعل اثناء زيارته الاخيرة الى القاء خطابه أمام الجمهور القطري في استاد رياضي.

ان واجب النخب الفلسطينية هو التمسك بالبوصلة الوطنية والضغط لتعديل مسار السلطة واجبار فصائلها على التوحد والعمل المشترك ، من اجل تامين صمود الناس ، فالاحتلال والتسيد الامريكي على العالم الى زوال ولا يمكن ان يستمر الى الابد ،و الاساس هو الصمود وتحسين اداء السلطه واالاحزاب والمنظمات الاهلية  ، فالصراع اليوم لم يعد على الحقوق الفلسطينية بل مضمون هذه الحقوق ، وكما يقال " الفوز صبر ساعة " . 

--------------------انتهت.

محمد مشارقة: كاتب فلسطيني مقيم في لندن

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster