|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
جبال بوليفيا
سنخوض في ساحة انزلاق أولمبية عند إينسبريك.
ونحلق فوق جبال بوليفيا، على متن طائرة قديمة بمحرك واحد.
ونسافر إلى القمر مع رجل فضاء أصلح عطل سيارته القمرية وعاد سليما
معافى إلى بيته.
في عالم الحدود القصوى يصبح التحدي مسألة القيام بما عليك بالاعتماد
على ما تملك بين يديك.
===-=-=
سبعة عشر دقيقة.
يستمر نيكولاس بترديد الرقم بلا توقف.
ما عليه سوى الاستمرار لسبعة عشر دقيقة. أين الصعوبة في ذلك؟
قد ترى الصعوبة بوضوح وأنت تحلق مع دورية فرنسية تابعة لسلاح الجو
الفرنسي.
برنامج السبعة عشر دقيقة للالتفاف والانقلاب رأسا على عقب جعل نيكولاس
يفقد الوعي في أول تحليق له، حين أجلت قوة الجاذبية الدماء من دماغه.
ولكنه يصر هذه المرة على المحافظة على وعيه طوال الوقت.
صنعت هذه الطائرات في الأصل كي تكون جزءا من الوحدات القاذفة
والمقاتلة الجوية للناتو.
فهي تستطيع التحليق بسرعة ست مائة ميل في الساعة، لتصعد على ارتفاع أحد
عشر ألف قدم، بأقل من دقيقة، وترمي حمولة يصل وزنها إلى خمسة آلاف رطل
من المتفجرات على هدف يبعد ست مائة ميل.
ولكنها لا تحمل المتفجرات على متنها اليوم.
بل مجرد شخص من هواة المغامرة، بدأ ينتابه بعض الخوف.
يتولى الكابتن باتريك دوتارتي قيادة الألفا جيت الثمانية منذ بداية
الألعاب البهلوانية الروتينية.
= ثلاثون ثانية.
على مدار النصف دقيقة التالية، سيقومون بأداء حركة القلب الأولى، وهي
مناورة هروبية لكابتن الطائرة المقاتلة.
= أو لالا.
هذا الصعود شبه العمودي يعرض جسم نيكولاس لضغط جاذبية يوازي ستة أضعاف
قوة الجاذبية الاعتيادية.
يقول أن مجرد رفع ذراعه لتحريك المنظار يتطلب جهدا كبيرا.
يحاول الطيارون الحفاظ على مسافة ستة أقدام بالتحديد بين أجنحة
الطائرات،، سيفسح ذلك بالمجال لذيل من الدخان كي يراه آلاف المتفرجين
ممن يحتشدون كل عام في مختلف المعارض حول العالم.
تشكل ذيول الدخان الألوان الثلاثة للعلم الفرنسي، وهي الأحمر والأبيض
والأزرق.
أخذ نيكولاس يعد الثواني بعد أن أصبحت المناورة تجري بسرعة أكبر وأكبر.
من شبه المستحيل ألا يصاب المرء بالدوار.
يقول أنه يواجه صعوبة في الرؤية، هذه أولى علامات فقدان الوعي.
ولكنه هذه المرة حافظ على وعيه طوال فترة التحليق.
=حسنا!!
لا بد أن تحقق النصر عندما تحلق مع دوريات سلاح الجو الفرنسي.
=-=-=-=-
سنتحدث لاحقا،،
عن احتمال أن يكون عالم الأحياء هذا قد كشف عن سر قديم.
كيف؟ ومن حفر هذا الكهف الغامض في كينيا؟
-----
عبر عالم الأحياء الإنجليزي المسافة من بلاده إلى أفريقيا الوسطى للكشف
عن سر محير.
طوال عدة قرون من الزمن، كانت حيوانات غريبة تزور هذه المغارة من جبال
كينيا أثناء الليل.
هي حيوانات يبدو أنها حفرت فعلا هذا الكهف بكامله.
يطلق على المغارة لقب كيتوم.
وهي تقع على ارتفاع ثمانية آلاف قدم من جبل إلجين، إنها بركان خامد
على الحدود بين غينيا وأوغاندا.
مع استمرار خوض إيان في المغارة بدأ يكتشف علامات جديدة من الحفر.
أخاديد موازية تمر عبر الصخرة. هذه ليست علامات للبشر.
من قام بها؟
هناك حشود من آلاف الوطاويط الأفريقية تسكن هنا،
ولكن حجم آكلي الحشرات الليلية صغير لترك علامات كهذه.
بعد أن سار عميقا في بطن الجبل، عثر إيان على هيكل لقرد صغير.
ولكن القرود ما كانت لتتمكن من الوصول إلى السقف كي تصنع هذه الأخاديد.
للقبض على من يقوم بهذه الحفريات ليلا، وضع إيان نظام إنذار بدائي،
يعتمد على خيط يمتد عبر فوهة المغارة..
ثم ربطه بهذه العلبة من التنك.
إذا دخلوا سوف يسمع العلبة حين تسقط.
بعد هذه التجهيزات أراد قضاء الليلة هناك.
آلات تصوير تحت الأشعة البنفسجية، ستمكن إيان وفريق أوشوايا من معرفة
ما يحدث.
خلال ساعات طويلة، لم يشهد الكهف سوى حركة الخفاش، ولكن فجأة، وبعكس
كل التوقعات، شوهدت حيوانات ضخمة تقترب باتجاه الكهف.
إنها الفيلة الأفريقية.
وسط صمت مدهش، جاءت هذه الحيوانات التي يبلغ معدل وزنها خمسة عشر ألف
رطل، لتفتح طريقها فوق الركام في أرض الكهف،، متوجهة نحو الجدار
الخلفي، على مسافة ثلاثمائة وستين قدم.
هنا تبدأ بالحفر.
والأغرب من ذلك أنها تأخذ بأكل الصخور التي تستخرجها.
اكتشف إيان أن هذه التلال تشكلت من رماد أطلقه البركان مع الحمم، وهي
غنية جدا بالصوديوم.
عادة ما تحتوي أطعمة الفيلة من أوراق الشجر والفاكهة كل ما تحتاجه من
أملاح.
ولكن في هذا الجزء من كينيا، لا يكاد الخضار يحتوي على أي أملاح تذكر.
يعتقد إيان أنه قبل مئات السنين، اكتشف الفيلة هذه الصخور الغنية
بالصوديوم عند سفح الجبل.
وعلى مدار قرون من الزمن، قامت بحفر هذه المغارة بكاملها، مستخدمة
أنيابها كي تحف الصخر لتتمكن من أكله.
بدأت الفيلة بمغادرة المكان بنفس السرعة التي وصلت فيها إليه، ثم غابت
في أعماق الأدغال.
صباح اليوم التالي، أكدت علامات أقدامها ما شهده إيان في الليلة
السابقة.
لسوء الحظ، أصبحت حياة هذه الحيوانات الآن في خطر رهيب.
بعد أن أكتشفت آثار الأقدام ومعها المغارة أيضا، أخذ تجار العاج في
السوق السوداء لأوغاندا، يكمنون عند باب المغارة بانتظار خروج الفيلة
منها لإطلاق النار عليها.
بدأ إيان بتأسيس منظمة أسماها جمعية الفيلة، وذلك في محاولة لحمايتها
من الأذى،،
بحيث يمكنها الاستمرار فيما تقوم به من أعمال الحفر السحرية داخل
مغارة كيتوم.
أي ظروف عصيبة هذه. يشك إيفان، في أن الفيلة كفت عن الذهاب إلى المغارة
بحثا عن الأملاح في وضح النهار خوفا من لقائها مع البشر.
وقد تبين له أن عجز الأملاح لدى الفيلة في أفريقيا يعتبر مشكلة فقط في
أعماق أفريقيا.
عند الشواطئ، تحمل الرياح رذاذ المحيط وترشه على النباتات القريبة في
اليابسة، فتغطيها بالملح.
=-=-==-
سنتحدث الآن عن سباق لا تحتاج العربات فيه إلى محركات، أو فرامل أو
شراع للريح.
-----
نحن هنا على شاطئ الريفيرا فلوريدا لنشاهد السباق السنوي.
يتوجه المتسابقون إلى أهدافهم.
=واو كان هذا قريب جدا.
هل تريد رؤية ذلك مرة أخرى؟
نحن لا نسخر منك، هناك سباق فعلي يجري هنا.
سباق للغواصات.
يأتي المشاركون كل عامين من مناطق بعيدة مثل فرنسا وألمانيا للمشاركة
في مسابقة عالمية لغواصات تتسع لشخصين فقط.
يتمكن القبطان من النظر إلى الخارج عبر هذه الفقاعة الزجاجية، إلا أن
عضو الطاقم الآخر يجلس في الخلف، فرغم أن هذه الغواصات تأتي بأشكال
وألوان متعددة، إلا أنها تتمتع بصفة مشتركة واحدة:
فهي تعمل بأسلوب التعرق القديم.
جاء هذا الفريق من مدينة كولومبوس، أوهايو، للمشاركة في السباق تحت رقم
خمسة وهو يحمل لقب روح كولومبوس.
إنه تصميم حديث يعتمد على الطريقة التي تسبح بها الثديات.
= مثل القضاعة أو البشر، يقومون بهذا الأداء للدفع بالاتجاه المعاكس
للمياه، إنهم ينضمون ويدفعون إلى الخلف كما تفعل الحيوانات البرمائية
كالضفادع أو ما شابه، من هنا تأتي هذه الفكرة.
يتفق الجميع على أن الغواصة التي ستفوز هذا العام تحمل الرقم ستة. إنه
زورق اليو، التي صنعته جامعة فلوريدا أتلانتيك. يمكن لمحركها الذي يعمل
بقوة الدفع أن يبدأ فورا.
رغم ذلك فالقلق لا يبدو على باقي المتسابقين.
= حاولنا وتمرنا وجئنا اليوم إلى هنا للفوز. لهذا فليحاذر الجميع.
أدخل فريق كولومبوس، زورقه الذي تدفعه الزعانف إلى الماء .
لن يكون لهذه الأوزان الثقيلة أي أهمية حين تصبح تحت الماء.
إذا كانت فكرة الغواصات التي يدفعها البشر غير اعتيادية، يؤكد هؤلاء
المهندسون أن أول غواصات صنعت كانت تدفع بقوة الإنسان.
عام ألف وسبع مائة وست وسبعون، دخلت السلحفاة الغواصة المدفوعة بالأيدي
في العمل ضد بريطانيا أثناء الحرب الثورية.
يستخدم الغواصون اليوم مادة تعرف بالألياف الزجاجية أو الفيبر غلاس.
ولكن الفكرة ما زالت على حالها.
طبعا يبدو أن جميع الغواصات لا تتمكن من اثبات جدارتها. بدأت رقم سبعة
عشر تنقسم إلى قسمين مع وصولها إلى نقطة الانطلاق.
تربط الغواصات عند بوابات انطلاقها كل بدورها.
هناك مذياع خاص بهذا المجال سينتشر على طول مسافة الأربعمائة متر. تجدر
الإشارة إلى أن الصوت ينتقل بسرعة أكبر تحت الماء منه في الهواء.
ما هي السرعة التي يمكن تحقيقها؟ تصل سرعة الغواصات النووية إلى ثمانية
وعشرين ميل في الساعة تحت الماء. ما هي السرعة التي يمكن أن تسجلها هذه
الغواصات؟ هل لأحد أن يعرف؟
ها هي تنطلق.
بعض الزوارق بطيئة منذ انطلاقها،
إلا أن البعض الآخر سجل سرعة مباشرة.
وصلت السرعة القصوى إلى خمسة أميال في الساعة، جرى ذلك على مسافة مائة
يارد فقط.
بدأت رقم خمسة تتراجع.
الإرادة قوية، ولكن الزعانف ضعيفة، أثبت تصميمها الحديث، أنه ليس قادرا
على منافسة الدوافع.
فاز فريق جامعة فلوريدا بالسباق.
ولكن الفائز الحقيقي هو الشعب الأمريكي، الذي استفاد من التقدم
التكنولوجي الطليعي هنا.
ربما لم تتمكن روح كولومبوس من تسجيل رقم قياسي في السرعة، ولكن تصميم
بدالاتها حق حصري يستخدم اليوم في كثير من أبواب المحال التجارية.
عاد فريق روح كولوبوس للفوز بالرقم القياسي في كليفورنيا بعد أن عمل
بناؤه على تبديل زعانفه ذو التقنية العالية، بنظام تقليدي للدفع.
---
في الجزء التالي من هذه الحلقة سينطلق نيكولاس في الجو ليتحدث مع رجل
أسطوري، هو آخر رجل فضاء وطأت قدميه سطح القمر.
=-=-=-=-=-
عندما يقود هذه الطائرة العمودية فوق وسط مدينة هيوستون،
يبدو إوجين سيرنان وكأنه أي رجل أعمال اعتيادي.
ولكن نيكولاس جاء عبر المحيط إلى أمريكا حتى يلتقي به.
نيك: صباح الخير.
إوجين: صباح الخير نيكولاس.
قبل خمس وثلاثين عاما وقف هذا الرجل الواثق بنفسه على حافة التاريخ.
أيار مايو من عام تسع وستين.
في الخامسة والثلاثين من عمره كان سيران بانتظار الخروج على متن أبولو
عشرة للقيام برحلة من تسعة أيام، يعبر خلالها مائتين وواحد وعشرون ألف
ميل في طريقه إلى القمر.
بعد أن يجري كل شيء على ما يرام، سيتمكن سيرنان من التحليق عبر مسافة
بضعة أميال من سطح القمر، في ملابس تدريبية لأبولو أحد عشر المقرر أن
تحط على القمر بعد شهرين من ذلك.
جرى كل شيء على ما يرام وخرجت الكبسولة الفضائية من المجال الجوي للأرض
متوجه نحو القمر.
بعد خمس وثلاثون عاما، خرج سيرنان مع نيكولاس في زيارة إلى مركز
جونسون الفضائي في هيوسطن، حيث وصف له شعور مغادرة الأرض لأول مرة.
سرنان: ولكن عندما تزيد السرعة وينفجر الصاروخ لتبلغ سرعة خمس وعشرون
ميل في الساعة، ترى أنك في رحلة عظيمة فعلا، لذا يجب أن أقول بأن
الذهاب إلى القمر لأول مرة على متن أبولو عشرة، كان أمرا مميزا بالنسبة
لي.
كان سيرنان في المركبة الفضائية بصحبة شخص آخر عندما أخذت تبتعد عن
كبسولة القيادة.
ثم توقفتت على مسافة تسعة أميال من سطح القمر، لوضع خريطة محددة
للمنطقة التي ستهبط فيها أبولو أحد عشر.
ما أن تم التمرن على الملابس حتى عادت مركبة سيرنان أدراجها متوجهة نحو
كبسولة القيادة. جرى كل شيء على ما يرام.
ولكن أثناء مشاهدة الناس في منازلهم لما يجري، وجه نظام التوجيه
الفضائي المركبة فجأة على زاوية بمائة وثمانين درجة.
ما كان بوسع مركز التحكم بالمهمة سوى مراقبة خفقان قلبي رجلي الفضاء
وهما يحاولان السيطرة على المركبة.
كانا على وشك الوصول إلى سطح القمر، ولكن حين عاد سيرنان إلى الأرض في
قمرة القيادة، لم يكن يعلم إذا ما كان سيحصل على فرصة في العودة إلى
هناك.
بعد ثلاثة أعوام حصل سيرنان على فرصة في قيادة هذا الصاروخ للمرة
الثانية على متن أبولو سبعة عشرة.
حيث استطاعت أقدامه هذه المرة فعلا أن تطأ سطح القمر.
= سوف أدخل الآن بانتظار المزيد، حصلت على المثلث، زولو بحالة جيدة.
=هناك اتصال. هيوسطن، تمكنت تشالنجر من النزول.
=روجر، شالنجر، هذا عمل رائع.
=نزلنا في واد على سطح القمر حيث الجبال أعلى من عمق غران كانيون، في
أريزونا، ، وكانت الأرض في الجنوب الغربي من السماء، طوال الوقت الذي
أمضيناه هناك.
=عندما تحلق في تلك المركبة ثم تبدأ بالهبوط إلى أن تلامس سطح القمر
وتوقف محرك الصاروخ، شعرت نيكولاس،،، يجب أن أخبرك، أنها أكثر اللحظات
سكونا في حياتي.
كان سيرنان والجيولوجي الأمريكي هاريسون شميت، آخر رجلي فضاء وطأت
أقدامهما سطح القمر.
= إنها جميلة جدا، بل هي أكثر اللحظات فخرا في حياتي.
خلال الأيام الأربعة التي أمضياها هناك، أخذا نماذج عن سطح القمر.
أثبتت التحاليل المخبرية الهامة الطبيعة البركانية للتربة هناك.
= كنت على سطح القمر في أحد أيام كانون أول ديسمبر.
=ثلاثة، اثنان، واحد، وانطلقنا في طريق العودة إلى هيوسطن.
حين انطلقا يوم الرابع عشر من كانون أول ديسمبر من عام اثنين وسبعين،
تركوا خلفهم علما، والجزء السفلي من مركبة الإنزال،،
وآثار إحدى أهم الإنجازات البشرية على الإطلاق. ما زالت آثار الأقدام
هناك في ذلك السهل الساكن، تحتفظ بالشكل الذي طبعت فيه قبل خمس وعشرين
عاما.
يبلغ سيرنان اليوم الرابعة والستين من عمرة، ولكنه ما زال يحافظ على
نبرة الشباب في صوته وهو يستعرض مع نيكولاس صاروخ أبولو في المركز
الفضائي.
نيك: هل تعلم أنك بالنسبة لنا وللجميع أيضا أشبه بأسطورة؟
عبدت مهمة أبولو الطريق أمام أجيال جديدة من رجال الفضاء. يلتقي
نيكولاس اليوم في مركز هيوسطن الفضائي بعدد من رجال الفضاء من عدة
بلدان، وهم يتدربون على رحلات مقبلة إلى محطة الفضاء الجديدة التي
ستطلق عام ألفين واثنين.
إذا ما نجحت هذه المهمة في استكشاف الفضاء، سيعود الفضل في ذلك إلى ما
قام به سيرنان ومئات غيره من عمل خاطروا خلاله بأنفسهم في سبيل تحقيق
الحلم.
سير: نريد إهداء الخطوة الأولى لأبولو سبعة عشر لكل من ساهموا بجعل ذلك
ممكنا.
=-=-=-=-=-
سنتحدث لاحقا..
عن جولة تأخذك بها كميراتنا بسرعة ثمانين ميل في الساعة نزولا على
مزلاج في إينسبروك، في أستراليا.
هناك ثلاثة وقائع تجري على ساحة السباق، السباق التقليدي أولا. وآخر
تقوم فيه بوضع أقدامك أولا.
وثالث يوضع فيه رأسك في المقدمة.
أي هو الأسرع، التقليدي، القدمين في المقدمة؟ أم الرأس؟
سنحصل على الإجابة عندما نعود.
----
من بين الأساليب الثلاثة السابقة الذكر.
يعتبر الأسلوب التقليدي أشد بطئا
توجيه الرأس أولا أسرع منه،
ولكن وضع الأرجل في المقدمة هو الأسرع إطلاقا.-----
لم يسبق أن عرفت رياضة كهذه في التاريخ، يتألف جسم هذه الأداة من سكتين
معدنيتين، معلقة بإطار عرضه ستة عشر إنشا. هذا كل شيء.
لا يوجد آلية للتوجيه، أو فرامل أو غيرها.
حين ينطلق المتسابق لا يوجد طريقة لإيقافه.
ثلاثة إنشات تفصل بينك وبين الجليد، على سرعة ثمانين ميل في الساعة.
ساحة السباق الخاصة بهذه الرياضة في إينسبروزك، أستراليا،
يخدعك الوقت بطريقة غريبة جدا.
تستهلك مسافة الثلاثة أرباع الميل، منذ لحظة الانطلاق، وحتى المنعطف
الأخير في السباق،
أقل من ستين ثانية.
ولكن بطل سباق المزلاج الأسترالي كريستيان أوير، يقول أن الوقت يصبح
أشد بطء عند زيادة السرعة. يبدو أن لديك الكثير من الوقت لتقرر ما
ستفعله عند كل منعطف، والكثير من الوقت لترى كيف يتحول انعطاف خاطئ إلى
كارثة عظمى.
قبيل كل سباق يقفل كريستيان عيناه ويتخيل مجرى السباق بكامله.
ثم يحفظ مراحل السباق عن ظهر قلب حتى في أدق التفاصيل، يبدأ التسابق
بخمسين مترا مستقيما ليعزز سرعته،
ثم يدخل برأسه أولا في المزلاج.
عادة ما لا تكمن الخطورة في المنعطفين الأولين.
لأن الأمور تصبح أشد إثارة بعد المنعطف الثالث في إينسبريك.
لتلتف يمنة عليك أن تميل بوزن جسمك إلى ميمنة المزلاج وتدفع كتفيك إلى
الأمام.
بنسبة قليلة لتشعر بأن المزلاج يميل بالاتجاه الذي يحمل الوزن.
أما النسبة العالية فيمكن أن تقلب المزلاج رأسا على عقب خلال ثوان
محدودة.
يحمل المنعطف السابع لقب كريسيل، وهو بزاوية ثلاثمائة وستين درجة.
قوة الجاذبية المضاعفة أربع مرات عند هذا المنعطف، هي أكبر من تلك التي
يشهدها رجال الفضاء أثناء انطلاق مركباتهم الفضائية في الجو.
المنعطفات التالية تعرف بتشيكين، وهي مجموعة من المنعطفات نحو الميمنة
والميسرة ، إنها سريعة بحيث يصعب حصرها.
ومن ثم المنعطف التاسع الشهير.
قتل الكثير من المتسابقون هنا عندما ينقلب المزلاج رأسا على عقب.
لتحول المزلاج ومن عليه إلى ما يشبه الصاروخ الجوي.
ستدخل رياضة المزلاج هذه عام ألفين واثنين ضمن الألعاب الأولمبية في
ذلك العام.
حينها سيصبح المزلاج جاهزا، حتى أنهم بدأوا منذ اليوم تخيل شكله
النهائي.
يقول ديفيد كورتز، وهو من أعضاء الفريق الأمريكي، أن غالبية هواة
المزلاج لايجرؤون على ركوبه عكسيا، بوضع الرأس أولا.
ولكن نيكولاس سيصعد على متن طائرة قديمة لزيارة بحيرة سحرية في
بوليفيا.
تنتشر غابات المطر على ضفتي نهر موحلتين وكأنها جنات عدن لا يعكر
سكونها إلا نداءات الحيوانات الغريبة.
هذا ما تخيله نيكولاس عندما قرر زيارة بوليفيا.
دليله في هذه الرحلة هو لودشو، الطيار وعالم الطبيعة الفرنسي الذي
أمضى العشرون عاما الماضية يعمل في بوليفيا.
ولكن رغم هذه الأجواء الاستوائية، بوليفيا ليست مجرد أدغال فقط، فهي
تحتوي أيضا على مساحات من الصحارى والجبال .
سوف يتجول نيكولاس في هذا البلد متعدد المناخ.
وينتقل من أدغال الشمال الشرقي، إلى صحارى الجنوب الغربي.
الوصول إلى هناك لن يكون سهلا.
تحلق طائرة لودشو ذات المحرك الواحد فوق الأدغال المتقلصة منذ عام
أربعة وخمسين.
لا بد أن يتمكن محركها الذي تبلغ قوته مائة وخمسون حصانا، من نقلهم فوق
جبال الأنديس، على ارتفاع ثمانية عشر ألف قدم فوق سطح البحر،
وعبر منطقة صحراوية غريبة.
علم نيكولاس من لودشو، أنهما يمران من فوق منطقة لم تنجز خرائطها
بالكامل بعد. وقد ورد في الخرائط عنها أن معلوماتها لم تكتمل بعد.
قلة الأوكسجين في الهواء هنا عرض نيكولاس ولودشو لمرض المرتفعات.
ولكن بعد فترة تحليق عصيبة، وصلا إلى واحدة من أجمل المشاهد الطبيعية
على وجه البسيط.
بحيرة تيتيكاكا. التي تعتبر بمثابة بحر داخل اليابسة في أمريكا
الجنوبية.
أحد عشرة ألف قدم فوق سطح البحر. إنها أعلى بحيرة قابلة للملاحة في
العالم. وهي مركز لحضارة الإنكا القديمة.
لون المياه الأزرق الداكن الذي يشكل مرآة تعكس لون السماء، يجعل
البحيرة أشبه بالمكان الذي ولدت منه الشمس، وهذا هو فعلا ما كان يظنه
الإنكا القدماء.
تعرفة هذه اليابسة بجزيرة الشمس. وهي حسب ديانة الإنكا المكان الذي
صعدت منه الشمس إلى السماء.
أسس الإنكا حضارة كانت في أوجها عام ألف وخمس مائة واثنين وثلاثين، حيث
كان فيها أكثر من خمسة عشر مليون شخص يستخدمون حدائق كهذه.
عثر نيكولاس هنا على أسلاف الإنكا ممن وجدوا أنفسهم وسط عالمين القديم
والمعاصر.
يقيمون في منازل شيدت حديثا، ولكنهم يعبرون طرقات شيدت قبل خمس مائة
عام.
يقيمون احتفالات في المناسبات الكاثوليكية.
إلا أن خطوات رقصاتهم مستوحات من مراسيم العبادات الوثنية القديمة.
توجهت بهم الطائرة نحو الجنوب، حتى أصبح المشهد منعزل تماما.
أبلغ لودشو نيكولاس بأن هذا الجزء يبدو وكأنه في بلد مختلف تماما.
تعرف هذه البحيرة بلقب كولورادو، وهي تتخذ لونها الأحمر من بعض الطحالب
التي تنتشر فيها.
إنها المنطقة المفضلة لبعض أنواع البجعات التي تعثر فيها على المعادن
والطحالب المركزة هنا.
على مسافة مائة وعشرون ميلا، يفسح الأحمر بالمجال واسعا إلى اللون
الأبيض، كالسراب تحت السهول.
إنها سهول الملح في ويوني.
قبل عشرة آلاف عام، جفت بحيرة من قبل التاريخ هنا تبلغ مساحتها أربعة
آلاف ميل مربع. تاركة خلفها الأملاح والمعادن.
حفر العلماء على عمق ثلاثمائة قدم في قاع البحيرة القديمة دون الوصول
إلى نهاية للملح.
خرج نيكولاس لبناء صداقة مع قطيع الجاما، التي تستخدم لنقل الأملاح عبر
مسافة مائتين وخمسون ميلا وصولا إلى لا باس.
الجاما، حيوان قريب من الجمل، حتى أن اطباعها حادة كالجمال.
تجري أعمال الحفر على مسافة بضعة أميال من هنا لاستخراج تسعة عشر ألف
طن من الأملاح كل عام.
ولكن السكان المحليين يحملون بعضا منها في الوقت نفسه.
على لودشو أن يملأ خزان الوقود قبل الرحيل .
غياب المضخة يجبره على امتصاص الوقود حتى يضمن تواصله في الأنابيب.
جرى الإقلاع في الثانية عشرة وخمسون دقيقة.
وكانت محطة نيكولاس الأخيرة في أسواق موتشا كوسا، وهي قرية صغيرة
مختبئة في الجنوب.
يحمل هذا البلد لقب بوليفيا تيمنا بالقائد الثوري سيمون بوليفار الذي
حرره من الحكم الإسباني عام ألف وثماني مائة وأربعة وعشرين.
منذ ذلك الحين توالت على بوليفيا مائة وواحد وتسعين حكومة بين
ديمقراطية وطغمة عسكرية حاكمة.
ولكن رغم مرور الزمن لم تشهد الحياة كثيرا من المتغيرات في هذه القرى.
القبعات التي ترتديها غالبية النساء هي بعض من الأزياء التي فرضتها
اسبانيا بعد انتصارها في القرن الثامن عشر.
وما زال سكان القرى المحيطة يأتون عبر الأميال للتبضع في يوم التسوق
هذا.
حتى الجاما ترتدي ما يتوافق وهذه المناسبة.
أوراق الكوكا هذه للاستخدام المحلي.
علما أنها تعرف باسم الكوكايين حين تصبح دقيقا، وهي النبات الأكثر
زراعة في بوليفيا.
تؤكد المعلومات المحلية أن ثلث قوة العمل هنا متورطة في زراعة وتصنيع
الكوكايين.
ولكنهم على الأقل أثرياء بالتقليد.
فبلادهم على أي حال، وحسب أساطير الإنكا، هي التي أنجبت الشمس
للكائنات.
=--=-=-==----
سنتحدث لاحقا
عن غطاس فرنسي حر يسعى لتسجيل رقم قياسي في بحار الجنوب.
----
هل تعلم؟
أن المرحلة الأشد صعوبة في الغطس بدون أوكسجين، تقع على عمق أقدام من
سطح الماء.
تعرف هذه الظاهرة الغريبة بغيبوبة المياه الضحلة، وهي المسئولة عن
غالبية حوادث الموت في هذه الرياضة.
تمكن الغطاس الفرنسي الحر غريغ ريفي من تحطيم الكثير من الأرقام
القياسية.
ولكنه أثناء التمرين يمضي ساعات طويلة في المياه الضحلة لهذه البركة.
هناك بعض ما يمكن أن يمارسه غطاس الأعماق في المياه الضحلة.
كالإمساك عن التنفس.
يقول غريغ أن التمرن على عدم التنفس يساعد على تطوير قدرة تحمل الحامض
اللاكتي، الذي يستهلك الأوكسجين ويمكن أن يؤدي إلى تشنج العضلات.
يتمكن للغطاس من خلال التأمل واليوغا من أن يخفض دقات قلبه.
ولكن التمارين انتهت الآن.
سيحاول غريغ في جزيرة رانجيروا القريبة من تاهيتي، والتابعة
لبولينيزيا الفرنسية، أن يغوص لمسافة أعمق مما سبق أن سجلها من قبل.
لقد حطم الرقم القياسي العالمي الرسمي عام ثلاثة وتسعين، بالغوص إلى
مائة وسبع وستين قدم، بدون أوكسجين.
ولكنه سجل منذ ذلك الحين أرقاما غير رسمية وصلت إلى مائتبن وخمس
وعشرين قدم، أي ما يوازي مبنى بعشرين طابقا.
وسوف يحاول اليوم الغوص لمسافة أعمق من ذلك.
ولكن هذا لن يرد في كتب الأرقام العالمية. فريق أوشوايا وحده سيشهد
محاولة غريغ.
عليه أولا أن يشعر بالارتياح تجاه البيئة المائية الجديدة هذه.
يعمل الغطاس على التخلص من مختلف أشكال التوتر العصبي، وينسق بين
حركاته وإيقاع تنفسه، كما يبتعد عن كل أنواع الخوف.
يخاطر الغطاس المتوتر بالتعرض للغيبوبة وانعدام الاتجاه، حتى أنه يفقد
القدرة على تمييز الصعود من الهبوط.
وعندما يحتاج الغطاس إلى الهواء تؤدي هذه المشكلة إلى عواقب قاتلة.
هناك مخاطر من نوع آخر أيضا. وهي أن رانجيروا تعتبر منطقة للقرش
الرمادي.
يصل طول هذا القرش إلى أكثر من ستة أقدام، وهي تعرف بأنها الأكثر
عدوانية في فصيلتها، كما تشتهر بنهمها الشديد أيضا.
يقول غريغ أنه معتاد على الخوف من القرش الرمادي، أما اليوم فقد كبر
على الخوف من السباحة في وكرها.
بعد أن اعتاد على المياه، وتوسعت رئتيه، وعم الدفء في جسمه، ترك غريغ
القرش جانبا وجهز نفسه لمحاولة تسجيل الرقم القياسي.
بعد أن استراح على سطح الماء بدأ يركز الجسم والعقل معا.
وانطلق بعدها في عملية الغطس.
إنه ينتعل زعانف بتقنيات عالية، مع أنه يقلل من استعمالها قدر الإمكان
لتوفير الطاقة.
ما أن نزل إلى جانب هذه الجدران المرجانية العمودية،
حتى بدأ يطلق العنان لبعض ما في رئتيه من هواء عبر زفير يعدل الضغط في
جسمه بزيادة ضغط الماء.
عند بلوغه مائة وواحد وثلاثين قدم، بدأ الدم يتركز في قلبه ورئتيه
ودماغه.
هذا ما يلقبه الغطاسون هنا بالجدار الأول.
يصبح من الصعب هنا توازن الآذان، كما يبدأ الضغط على الصدر يتعاظم.
عند المائة وخمس وستون قدم عبر غريغ رقمه القياسي الرسمي.
ما أن وصل إلى مائة وسبع وتسعين قدم حتى شاهد عددا من أسماك القرش وكف
عن متابعة محاولاته.
ثم قال لاحقا أنه لم يكف عن المحاولة بسبب القرش إلا أن ضغط الماء على
صدره بعمق مائتي قدم يجعل التنفس مسألة لا بد منها.
حين عاد إلى السطح كان يميل للإسراع، على اعتبار أن الغطاس الحر لا
يتعرض لكثير من مخاطر الغطس.
إلا أن غريغ ريفي لا يريد التخلي بسهولة عن سكينة الغطس.
كاد الغطس الحر يعثر على سبل الوحدة مع البحر. ولو أن غريغ يستطيع
الحصول على أمنية لكانت التوقف عن التنفس إلى الأبد.
====--==
سنتحدث لاحقا عن فريق من الباحثين يغوص في فوهة بعمق ألفي قدم في جزيرة
رينيون، بالقرب من شواطئ أفريقيا.
-----
وصل أوائل المستكشفين الأوروبيين إلى جزيرة رينيون عام ألف وست مائة
واثنين وأربعين. وكانوا من شركة للتجارة الفرنسية، أسسها الكاردينال
ريشلو.
هذه هي ريشلو، الجزيرة البركانية الواقعة نحو الشواطئ الشرقية
لأفريقيا.
باسكال كولات، المتسلق والدليل الجبلي الفرنسي، يقود مجموعة من اثني
عشر مغامر، عبر جولة من ثلاثة أيام، وذلك في حضن الجزيرة، لتسلق أعماق
واحدة من أغرب الظواهر الطبيعية.
بعد ثمانية ساعات من المسير، قال باسكال أن هناك بضع دقائق من ضوء
النهار بعد، ولا بد من نصب الخيم.
عملت المناجل على تجهيز الأماكن للخيم.
إلا أن النباتات التي قطعت أثارت مزيدا من الرطوبة في المكان، ولكنهم
أخيرا أشعلوا نار الموقد.
صباح اليوم التالي استيقظوا مع بزوغ الشمس.
اشتدت صعوبة المسير نتيجة وزن الحمل وكثرة النباتات وكل ما يتعقبهم من
عوائق أخرى.
بعد يوم ونصف من بدء الرحلة لم يعبروا أكثر من ثلاثة أميال.
أصيب الفريق بالتعب، ولكن باسكال يقول أنهم على وشك الوصول.
ولم يخلف قوله، فبعد خطوات قليلة شاهدوا مناظر خلابة جدا.
تشكلت هذه العجيبة الطبيعية بعد انهيار فوهة بركان عرفت بلقب فورنيس.
تنهمر مياه شلاله الرائعة من على ارتفاع ألفي قدم .
عليهم أن يحاولوا الهبوط على مراحل. طلب باسكال استخدام حبل طوله
ثلاثمائة قدم.
ربط الحبل على شجرة، بحيث يمكنه أن يحمل أثقل متسلق بما معه من حمولة.
وبدأ باسكال عملية الهبوط.
سوف تعتمد حياتهم جميعا على حبل قطره ربع إنش.
وهي مجهزة بالسبل اللازمة لمساعدة المتسلق على النزول.
عندما يصل باسكال إلى نهاية الحبل، عليه أن يستخدم كلاب كي يصل إلى
الصخور. ثم ينزل كل أعضاء الفريق على الحبل نفسه لينضم إليه عند
الصخور.
عندما نزل كل أعضاء الفريق تم إنزال الحبل وجرت معاودة العملية مرة
أخرى.
هذه هي النقطة التي لا رجعة فيها. لا يمكنهم العودة من هناك الآن .
السبيل الوحيدة للخروج هو عبر أسفل الفوهة.
إذا ما أصيب أحد المتسلقين بسبب إحدى المنزلقات الصخرية الكثيرة هناك،
لن يتمكن أحد من إسعافه قبل الوصول إلى القعر.
وصل الفريق إلى هناك في نهاية اليوم التالي، إلا أن جميع ما لديهم من
ملابس تبلل بمياه الشلال.
في اليوم الثالث، استراح أعضاء الفريق، إلا أن عالم النباتات، انكب
على دراسة الأنواع المتعددة هنا، ومن بينها النخيل وغيره.
يقول أن هذا النظام البيئي سيتعرض للخطر إذا ما شهد حركة كبيرة من
البشر.
حان وقت الرحيل، ولكن حفرة الجحيم أعمق من أن يتم التسلق إلى قمتها.
لهذا خاض الفريق في طريق العودة الأشد خطورة من هذه الرحلة.
هنا في أعماق حفرة الجحيم، يوجد تصدع صغير في أسفل الفوهة يؤدي إلى
البحر.
فتحت المياه هذا التصدع منذ ملايين السنين.
يمكن لعاصفة المطر في هذه اللحظة أن تقضي على الفريق بأكمله. إذ أن
المياه يمكن أن تملأ التصدع الضيق خلال بضع ثوان.
تمكن الفريق والكاميرات من العبور.
غالبية هواة التسلق يحلمون بتسلق الجبال، ولكن حسب أقوال هذا الرجل
وهذه المرأة، فإن عملية النزول هذه كانت بالنسبة لهما الأشد صعوبة على
الإطلاق.
من النزول لمسافة ألفي قدم على الحبال،
إلى الصعود مسافة مائتين وواحد وعشرين ألف ميل بالصاروخ،
الرجل والمرأة اللذان تحدثنا عنهما في أوشوايا يلخصان روح المغامرة بما
يلي:
ضبط النفس في اللحظات العصيبة.
رفع الذات إلى مستوى الظروف.
رغم أن المرء يتمنى السقوط أحيانا.
إذا كان الحلم ممكنا، فتحقيقه ممكن أيضا. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م