اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أوشوايا 08 - شفير الهاوية 6
 

مدينة نيو يورك

 

سنستمع إلى واحدة من أجمل أغاني الطبيعة.

ونغوص مع تقنيات عالية إلى سفينة ضائعة في البحر.

ونتعرف على امرأة أنقذت أحد يتامى الفيلة.

ونمشي على الأعمدة الحديدية في واحدة من ناطحات السحاب في نيويورك.

والمزيد.

----

(نيويورك)

نيويورك، تماما كما صورها.

ربما ليس تماما كما صورها نيكولاس.

كما يحصل معنا جميعنا، جاءت صور نيكولاس لهذا المجمع الإسمنتي من الأرض. أما اليوم، فقد جاء إلى هنا ليلتقي بعامل الحديد ألبيرت ستولك.

عمل ألبيرت على مدار عشرات السنين في تشييد ناطحات السحاب في نيويورك. الفكرة وحدها تجعل غالبية الناس يقشعرون خوفا.

أما بالنسبة لألبرت، وهو من هنود الكاناواكي الأمريكيين، فالتنزه في السماء من تقاليده.

هنود الكاناواكي هو جزء من شعب الموهاوك، الذي يسكن شمال شرقي أمريكا.

قام الكناواكي بتشييد مجموعة من أروع المباني المعروفة، ومن بينها الإمباير ستيت بلدينغ، والوورد تريد سنتر.

يبدو أنهم يتمتعون بحاسة سادسة، وكفاءة على التحكم بالدوار، والانتقال إلى حالة من التركيز، تمكنهم من المشي على الأعمدة في السماء، وكأنهم ما زالوا على الأرض.

ليس لمتطلبات العمل، بل الميل للمغامرات العالية هو ما يساعد.

ألبيرتو: أحب القيام بأشياء لا يستطيع الآخرين القيام بها، ما يشعرني بالتفوق، والتعالي.

تفوق بالنسبة لألبرت، أما نيكولاس، ورغم ولعه بالتحليق الغير اعتيادي، فأعصابه متوترة على هذا الارتفاع.

نيك:" حين عرض ألبيرت  أن يعلمني على المشي فوق أعمدة الحديد، شعرت أن في الأمر تحديا عظيما، لهذا التقيت به في العمل.

البيرت:" هل تحب الجو هنا؟"
نيك:" نعم".

ألبيرت، أليس جميلا؟ رغم أن الرياح عاتية اليوم.

نيك:" فعلا".

الرياح تزيد من صعوبة الأمور، صدأ الحديد وعبور السحاب في السماء وتحرك الرافعات فوق الرؤوس، كلها حركات تؤثر على التركيز وهي خطيرة جدا.

البيرت: هل أشرح لك كيف نمشي؟

نيك:" نعم".

الب:" حين تمشي لا تنظر إلى أسفل قدميك، لأن قدميك لا تعرف إلى أين تذهب.

عيناك تحدد لها الهدف. يجب أن تختار نقطة على مسافة عشرة أقدام إلى الأمام. ثم تابع في ذلك الاتجاه. ولا تنظر إلى قدميك، لأنهما كثيرا ما تخدعك.

نيك:" حسنا، لنذهب".

متسلق الصخور القديم جون سيباستيان، يمسك بحبل الأمان، إذا وقع نيكولاس، يرمي جون بنفسه في الاتجاه المعاكس، ما يشكل توازنا بشريا.

الب:" ضع قدمك في الإتجاه المعاكس للأخرى هكذا

نيك:" حسنا"

في القرن التاسع عشر، كان المهندس وليام جيني أول من استخدم الإطار الحديدي، فهذا إلى جانب المصعد الحديث، والحاجة الماسة للمساحة في المدن الكبرى، فسح المجال لناطحات السحاب في المدن الكبيرة.

المباني التي نشيدها هي جبالنا نحن.

نيك:" هل هي من عملك؟ صحيح؟

الب:" هل تريد التعلم على المشي هنا؟"

نيك:" عفوا نعم".

ألب:" الأمر هنا أشد صعوبة مما هو عليه تحت، فهمت؟"

نيك:" حسنا"

رغم أن ألبيرت وزملائه من الهنود الأمريكيين، يجعلون الأمر يبدو عاديا، إلا أنه يتطلب كثيرا من المهارة. على عمال الحديد أن يكتسبوا هذه المهارة قبل التعود على الارتفاع الشاهق. أول عمل لألبيرت كان على ارتفاع ستين قدم عن الأرض، مجرد أربع أو خمس طبقات، ولكن استمر بقبول التحديات، حتى تسلق اليوم ستون طابقا، دون تردد.

أما نيكولاس فالتحديد كبير عليه.

نيك:" حسنا، رائع، هذا يكفي بالنسبة لي.

الب:" انتهينا، حسنا، هل ننزل الآن؟
نيك:" حسنا، لننزل".

بعد أن مشيت فوق ناطحات السحاب مع ألبيرت، لن أعاود النظر بالطريقة نفسها إلى ناطحات السحاب التي شيدت بمعونة ألبيرت والكاناواكي. إنه السماء الرائع لمانهاتن.

شكرا ألبيرت،  ميرسي بوكو".

=====

(يالا تايلندا)

هذه تشاوا،

قد يعتقد غالبية الناس أن هذا القمري هو مجرد زغلول داجن.

أما هنا في جنوب تايلندا،

المظاهر يمكن أن تخدعك.

القمري يجلب الحظ، فهو طير يجلب الحظ لأصحابه كما يعتقد هنا.

والحقيقة أن للقمري اعتباراته الكثيرة هنا، لدرجة أن التماثيل تبنى تكريما له.

يتنافس العاملين توالده للحصول على أفضل الطيور.

والنوعية الأولى، يمكن أن تساوي حتى مليون بات، أي خمس وثلاثين ألف دولار.

ما الذي يجعل هذه الطيور مميزة جدا؟

غنائها الشبيه بالأوبرا.

يعتقد السكان المسليم في تايلندا أن غناء القمري يحيطهم بحسن الحظ، كلما أحسن غناءه، كلما تحسن الطالع.

منذ عام ست وثمانين، يأتي الناس من جميع أنحاء آسيا إلى يالا كل آذار مارس لاختيار قمري بحنجرة ذهبية.

يمكن لكل من معه قمري وحلم أن يشارك في المسابقة.

يأمل كاريا، وهو مزارع في العشرين من عمره يعمل في منطقة يالي التايلندية، أن يأتيه هذا القمري بالحظ الوافر.

ويأمل أن يكون لدى طيره، كل ما يلزم للفوز بجائزة أفضل هديل.

ستكون المباراة صعبة، لأن كارياس سينافس خبراء في التوالد، مثل سرو سامارين.

تنشأ طيور سامارين في مزرعة تحتوي على ثلاثمائة وعشرة أقفاص، فيها ست مائة طير، وشخص يعتني بها طوال اليوم.

أما كاريا فيوفر كل عنايته ورعايته لطير واحد، في قفص واحد.

سمارين، الذي يشرف على غناء الطيور، يعتني شخصيا بكل مراحل نمو طيوره.

منذ أن تكون بيضا،

وحتى تفقس،

وتصبح قمرية بالحجم الكامل.

بينما يقدم كاريا لطيره الحب والتشجيع.

ولكن سمارين سيواجه مسابقة صعبة أيضا.

لدى بان مزرعة منافسة.

وقد فازت طيوره بجوائز تكفي لتملأ غرفة بكاملها في بيته.

كاريا لا يملك الجوائز.

وأخيرا حان موعد المسابقة.

أصحاب الطيور والجمهور يتسابقون إلى الحدث. أما الطيور فهي جاهزة للغناء.

يبدو أن قمري كاريا واثق من نفسه، كما هو حال غيره من المتسابقين الألف وأربع مائة.

يتساءل كاريا عما إذا كان غناء طيره، سيحسن طالعه فعلا.

يجلس الطير في قفص على ارتفاع اثني عشر قدم عن الأرض، بحيث يمكنها رؤية أول خيوط أشعة الصباح.

حناك حكم لكل نوع من الغناء، ألتو سوبرانو، وتينور.

لا يوجد جائزة لأفضل طير مدرب.

ولكن شهرة الفوز، تؤكد عروض مغرية في مزاد علني يتبع المنافسة.

تغني الطيور لما يزيد عن أربع ساعات.

ليسود الصمت والتوتر بعدها في الجو.

وأخيرا تتخذ اللجنة التحكيمية قرارها.

هذا العام، سيضيف بان جائزة أخرى لمجموعته.

وسيعود سامرين إلى مزرعته ليغذي طيوره الجديدة.

أما كاريا فتسوده الخيبة، دون أن ينهار.

لا بد أن يأتيه القمري بحسن الحظ في مسابقة العام المقبل.

====

يعمل هؤلاء الرجال تحت ثمانية وتسعين قدما من الجليد، في أجواء لا ترتفع الحرارة فيها عن اثنين وثلاثين درجة.

والغريب في الأمر أنهم يختارون ذلك بأنفسهم.

إنهم يعملون في أبرد معرض للأعمال الفنية.

(جبال الألب فرنسا)

هذه جبل الجليد  جيروس، في الألب الفرنسية، وهو يرتفع  سبعة آلاف قدم بشكل عمودي .

قبل ستة أعوام، رأى دليلي الجبل بيرنارد لامبولي وبرونو غاردينت أن مزيدا من السواح يمكن ان يهتمون بالجليد المثيرة من بلدته لا غرافي إذا استطاعا تقديم شيء مختلف.

فكرا بأمر غريب ، فرصة أن يتوصلا أو ربما ينشئان الفن في جبال الألب.

في ربيع كل عام، على كل دليل سياحي، أن يساهم في العثور أوفي إنشاء المعرض في بطن جبل الجليد.

لأن عواصف الشتاء الثلجية والتنقل الدائم للجليد تلغى كل علاماتهم.

هناك فتحة تحت طبقة ثقيلة من الثلج، ربما كان تشقق طبيعي، أو ربما كان ما يبحثون عنه.

فحص بيرنارد الأرض بمنظار عادة ما يستخدمه لتحديد مكان ضحايا انهيار الثلوج. في هذه الحالة، تم اكتشاف أمر يختلف جدا.

يعتقدان أنهما عثرا على المعرض. هناك طريقة واحدة للتأكد من ذلك.

بعد ساعات طويلة، عثرا على ما يبحثان عنه.

أول ما يفعلانه حين يدخلان إلى هنا هو التأكد من أن المنحوتات الكبيرة ما زالت على ما يرام.

هذا غاسبارد أوف ذي ميج. أول متسلق تمكن من الوصل إلى قمة أحد الجبال الخطيرة في المنطقة. شجرة الحياة التي نحتت في جدران الكهف، وهي ترمز لبداية كل شيء، عمل ست رجال على مدار شهر ليلا نهارا، لإنشاء هذا المعرض، لفنانين يعملون فيه.

وقد اختاروا جبل جيروس لاستقراره النسبي.

فهو يتحرك ببطء، بما يوازي اثنين وثمانين قدم كل عام.

فكانت النتيجة ميول في جدران النفق، وانخفاض في السقف، وانحناء المنحوتات.

جاردان ولامبولي هنا ليعالجان الأضرار التي تسبب في وقوعها فصل الشتاء الطويل. عدل ميول الجدران السقف الطفيف جدا فعادت إلى استقرارها، كما أصلحت المنحوتات.

ما أن أصبح كل شيء على ما يرام، حتى وصل نحاتو هذا العام.

عادة ما يتألف الفنانون من مواهب محلية، كما أن أي شخص يستطيع الانضمام إلى هذا النشاط.

يعمل الفنانون والدليل على إضافة بعض اللمسات في كل عام للمعرض، حتى أصبح طوله  يبلغ اليوم ألف وثلاثمائة قدم، بعرض ست وثلاثين قدم. يقع هذا النفق على ارتفاع عشرة آلاف قدم فوق سطح البحر.

يحصل الفنان على لوح من الثلج، بنفس الطريقة التي يحصل فيها النحات التقليدي على لوح من الرخام.

أي مادة للعمل هي أفضل من تلك التي يتم استخراجها من الجبل؟

يبدأ الفنان بتحديد الملامح العامة لتصميمه.

الأمر شبيه جدا بنحت مكعبات الثلج.في الربيع، حين يحفرون، تبلغ الحرارة درجة الجليد تقريبا، ما يكفي من الدفء للعمل في الثلج، ولكن الدفء لا يكفي لذوبان السقف من فوقهم.

يستخدمون ما يعرف بالنيون أو الإنارة الباردة في النفق، بحيث لا يذيب الثلج.

بعد إنجاز العمل الأولي، يبدأ الفنان بالخوض في تفاصيل ملامح منحوتته،

يتم اختيار فريق جديد للعمل في مشروع العام الجديد.

سيعمل فريق الفنانين هذا العام لتكريم عصر الجليد، سينحتون ماموث يتطلب إنجازه أكثر من ثلاثة أسابيع.

في أعماق الجبل يفقد الفنان صلته بالوقت.

في نهاية اليوم يجول عليهم جاردان ولامبولي، للتأكد من تقدم أعمالهم.

سوف تبقى أعمالهم دون لمس لحوالي ثلاثة أشهر، ما يكفي من الوقت لموسم السياحة.

لامبولي وجاردان حققا ما يوازي المستحيل، فقد أقاما معرضا فنيا ناجحا، بين ثلاثين وأربعين ألف شخص يأتون إلى هنا كل عام.

على مدار السنوات القادمة سيحافظ الدليل السياحي والفنان على أعمالهما في وجه العناصر التي تهددها،،

ولكن لا شك أن انحدار الثلوج البطيء سيفوز يوما ما.

====

(البحر المتوسط)

ملايين الأميال المربعة من المحيط تمتد عبر الأرض، ما يوازي ثلاثة أرباع الأرض مخفي عن العيون.

ما هي الأسرار التي تخبئها بحورنا؟ بين المخلوقات الغير مكتشفة وحطام السفينة الغارقة، هناك عالم لا بد من اكتشافه خلف المحيطات.

سيتعلم نيكولاس هولو اليوم بعضا مما يختفي وراء هذا العالم حين يصعد على متن الغواصة. الناتيل هي واحدة من حفنة قليلة من الغواصات التي تتمتع بتقنيات عالية والقادرة على الغوص لعشرين ألف قدم. أربعة أميال تحت سطح المحيط.

سوف يغوص  في منطقة تبعد عشرة آلاف قدم عن جنوب فرنا، لاستكشاف سيلجا، الناقلة النرويجية التي غرقت قبل ثلاثين عاما من اليوم.

تتمتع غواصات اليوم بأنوار ساطعة وآلات تصوير وسبل اتصال تسمح لقبطان الناتيل بالتحدث إلى السفينة الأم الندير، هاتفيا.

قامت الناتيل بسبعة آلاف عملية غطس، ومنها جولة حول التاتنيك، على عمق ثلاثة أميال تحت سطح البحر.

ولكن الطاقم يتعام مع كل عملية غطس وكأنها الأولى.

هناك رافعة على متن السفينة تقوم بحمل الغواصة التي يبلغ وزنها تسعة عشر طنا إلى الماء.

يمكن لهذا الرافعة أن تنقل الغواصة من الماء وواليها بسرعة رياح تصل إلى خمس وعشرين عقدة.

ما أن ينغمس الغواصة في الماء حتى يفصلها الغواص عن الأسلاك، ثم يتأكد من أن الجدران المعززة بأربعة إنشات محكمة الإغلاق.

يمكن لأي استهانة أن تؤدي إلى عواقب وخيمة.

مصور إوشوايا ينتظر دوره.

:" أصبحت ناتيل جاهزة للغوص ".

تبقى مساحة السبعة أقدام في الغواصة قريبة من ضغط البيئة ما يمكن طاقمها من الغوص لمسافة أعمق من الغوص المنفرد دون المخاطرة  بالانحناء.

رغم المساحة الضئيلة للمناورة، يجلس نيكولاس والقبطان بمواجهة لوح من الزجاج الخاص تبلغ سماكته أربعة إنشات.

يتحكم مساعد القبطان بالأدوات، ويهتم بالملاحة والاتصال بالسفينة الأم.

:" المحركات جاهزة، ونحن مستعدون للهبوط".

يتولى المحرك الذي في أسفل القمرة منح الطاقة لخمسة دوافع رئيسية وفرعية.

تهبط الغواصة بسرعة مائة قدم في الدقيقة، يتم ذلك بإطلاق الهواء من خزانات التوازن، التي تعبأ بالماء. سيستغرق الأمر ساعة ونصف للوصول إلى الحطام.

تبعت كاميرا أوشوايا الغواصة قدر المستطاع، ولكن الضغط والظلام، يحولان دون أن يتمكن من اللحاق بها لمسافة أطول.

تقوم السفينة الأم بتوجيههم عبر إشارات صوتية تحدد بدقة متناهية موقع الغواصة .

:" ندير ندير، أصبحنا على عمق تسعة آلاف ومائة وأربع وثمانين قدم، انتهى.

نيك:" لا بد أننا قريبين من الحطام.

:" ندير ندير، نحن جاهزون لتجريب الكاميرا.

بعد أن اقترب من الهدف، قام مساعد القبطان بتجريب الكاميرا.

هذا الروبوت القابل للتحكم التام، هو العين والذاكرة بالنسبة لناتيل. وهو الجانب الأهم من قدرات البحث في الغواصة.

جميع الأنظمة على ما يرام، وهي جاهزة لتسجيل آخر رحلة لسيلجا.

نيك:" إنها هناك".

في ليلة حالكة من تموز يوليو من عام تسعة وستين، اصطدمت سفينة سيلجا التي تزن اثنين وخمسين طنا بسفينة شحن تزن عشرة أطنان، بالقرب من شواطئ تولون في البحر المتوسط.

نيك:" أي مشهد هذا".

بقيت سفينة الشحن على السطح، ولكن سيلجا انفجرت واشتعلت فيها النيران، ثم غرقت بأقل من دقيقة، آخذة معها ثمانية عشر من أعضاء الطاقم إلى الأعماق.

تبادل نيكولاس الموقع مع مساعد القبطان مستخدما يديه للمناورة في التحكم بالكاميرا.

نيك:" الأمر أصعب مما تصورت".

قبطان:" تابع ببطء أدرها قليلا".

نيك:" هكذا؟"

قبطان:" تماما، أحسنت عملا".

تعلم نيكولاس التحكم بالكاميرا التي يمكن أن تستدير بثلاثمائة وستين درجة، والاقتراب من الحطام أكثر من الغواصة ذاتها.

يكاد الأوكسجين ينعدم على هذا العمق ونسبة قليلة من النور لتعزز الصدأ. ما يعني أن سيلجا بقيت نسبيا بحالة جيدة.

يمكن للناتيل أن تبقى تحت الماء لحوالي عشرين ساعة، ولكن مهمتها مع أوشوايا إنتهت في نصف هذا الوقت.بعد أن سجل شريطا عن الحطام، أعاد نيكولاس الكاميرا إلى موقعها، وبدأ الطاقم تحضيره للصعود.

بعد ساعة ونصف وصل ناتيل إلى سطح الماء.

بمساعدة هذه الغواصة ذات التقنيات العالية تمكن نيكولاس، من استكشاف واحدة من الصفحات التاريخية المأساوية للبحرية، وواحد من أسرار المحيط التي يشوبها الصمت.

======

يمكن أن تصل سرعة الفيل الأفريقي إلى ما يقارب..
خمسة وثلاثون ميلا في الساعة؟

سبعة أميال في الساعة؟

خمسة عشرة ميلا في الساعة؟

يمكن أن تصل سرعة الفيل الأفريقي إلى خمسة عشر ميل في الساعة. أما سرعة الفيل الأفريقي الغاضب، فيمكن أن تصل إلى أربعة وعشرين ميل في الساعة.

---

(نيروبي كينيا)

أكبر حيوان بري على وجه الأرض. يصل طول الفيل إلى اثني عشر قدما أما وزنه فأربعة أطنان.

مهيب، وذكي، وفي خطر. هناك مخلوق واحد يهدد وجوده.

الإنسان.

رغم تهديد أفعال البشر لوجوده، يمكن للمرء أن يساهم في منع انقراضه.

عملت دافني شيلدريك على مدار ثلاثين عام مع زوجها. أول مراقب على تسافو بارك في كينيا، حيث كان يعتني بالحيوانات المريضة واليتيمة، فتابعت هي ذلك التقليد، هنا في نيروبي.

هوايتها، هي تربية يتامى الفيلة.

على مدار السنتين الأولين، لا يستهلك الفيل سوى حليب أمه.

إذا حرب منه، لا يتطور نظام مناعته، كما أن فرصه في البقاء حيا، قليلة.

سنوات طويلة من العناية بصغار الفيلة  ومرضاهم ساعدت دافين على تطوير وسيلة للعناية بهم خلال هذه الفترة العصيبة.

هذه التركيبة من المعادن والكالسيوم والفيتامينات، عادت بالفيلة من مسيرتهم نحو الموت الحتمي.

يستهلك طفلها ست وثلاثين زجاجة في اليوم، تسع زجاجات كل أربع ساعات.

غالبية أطفال دافين شهدوا جريمة قتل عائلاتهم بكاملها.

عادة ما يقتل الفيل للحصول على أنيابه العاجية.

وكثيرا ما يتم قتل قطيع من الأفيال البالغة بكامله.

لهذا يأتي اليتامى إلى دافني بحالة من الرعب والحيرة والكآبة.

وجدت أن أفضل طريقة لرعايتها وحمايتها، هي بإعادة بناء عائلتها البرية.

عادة ما يرافق أطفال الفيلة باقي أفراد القطيع في البرية.

أما في مركز العناية فهذا يعني الاهتمام بمخلوق يزن مائتي طن طوال ساعات اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.

يتبع فيلة البرية عائلاتهم إلى حفر الماء في الأجزاء الحارة من النهار. أمهاتهم والكبار يدفعونهم للعب  في الوحل التي تغطي أجسامهم وتحميها من أشعة الشمس.

أما لدى دافني، فالأمر بيد العائلة البشرية.. يعرب الفيلة عن العطف تجاه بعضهم البعض في البرية، أما في الميتم، فيتلقى البشر تلك العواطف.

ولكن دافين تتذكر الجانب المأساوي لهذه الصلة بين البشر والفيلة.

دافني:" ارتكبت خطأ جسيما، خصوصا مع هذه لأنها كانت معي طوال الوقت، لم أستطع أن أتركها وحدها، لأنها كانت متعلقة بي، حي أجبرت على تركها لفترة أسبوعين، ماتت من شدة الحزن".

هدفها هو تعريف الأطفال على البرية.

بعد عامين في الميتم، يتم إرسال الفيلة إلى حديقة تسافو الشرقية الوطنية في كينيا.

هنا، تخرج عائلاتهم البشرية في جولة في الغابة، بحيث يعتادون على رائحة وأصوات، الفيل البري.

يمضي اليتامى أياما، ثم أسابيع، وأخيرا أشهر، مع أقاربهم في البرية.

يتطلب الأمر اثني عشر عاما للفيل الداجن كي يتخلص من عائلته البشرية. عادة ما يزور الفيلة ومن يعتنون بهم بعضم البعض، ولكن في نهاية الأمر يحتل صغار الفيلة مكانتهم في القطيع البري.

سعي العالم إلى العاج، وقطعها المستمر يؤدي إلى تهديد بانقراض هذا المخلوق.

ولكن بوجود دافين شيلدريك، وأشخاص مثلها، يمكن لسكان هذه القطعان، أن يعيشون لمدة أطول.

====

(بولينيزيا الفرنسية)

بورا بورا

هي خمسة عشر ميلا مربعا من الجنان، على مسافة مائتي ميل شمالي تاهيتي.

..أن تعلو فوق الغيوم هنا أمر شبه مستحيل.

هي نوع من جزر المحيط الهادئ التي يحلم الكثيرين في الضياع وسطها.

ولكن الضياع اليوم، هو آخر ما قد يمر في خاطر نيكولاس .

لأنه بصحبة قبطان المنطاد فينسينت ديبوي، يحضران للتحليق بالمنطاد فوق الجزيرة.

عرف هذا النوع من المناطيد  منذ ثلاثين عاما.

يمكن أن تسخن فيه كمية تعادل خمس وعشرين ألف قدم مكعب من  الهواء .

حين ترتفع الحرارة، يحمله الهواء الساخن.

وحين تهبط الحرارة، ينزل على الأرض.

يعتد منطاد أوشوايا بكاميرا صغيرة، وهو مستعد لتسجيل مشاهد ارتفاع وهبوط نيكولاس وفينسينت..

ما أن يحتوي على ثلثي الكمية من الهواء الساخن، يمكن لهذا المنطاد أن يعلو يهبط بسرعة.

كما أن المنطاد وقبطانه، تحت رحمة تيارات الهواء.

يسعى نيكولاس وفينسينت للتحليق والبقاء فوق اليابسة في بورا بورا.

مجرد رياح بسيطة، يمكن أن تحملهم إلى البحر، ليخرجوا في نوع آخر من المغامرات فوق جنوب المحيط الهادئ.

للبقاء حول بعضهما البعض، وفي المنطقة، يمكن لنيكولاس وفينسينت أن يتبادلا الأماكن، ويغيرا الاتجاه الذي يواجهانه.

صعد نيكولاس إلى طبقة التيارات التي تحلق في أعالي بورا بورا وقممها وسهولها، بينما يقي فينسينت الأكثر تجربة على رؤوس الشجر.

فين:" سأتأكد من طبيعة التيارات فوق الجزيرة، حاول أن تبقى حيث الرياح هادئة.

نيك:" حسنا".

فجأة جاءت رياح مباغتة وحملت فينسينت.

حاول أن يسخن الهواء في منطاده للإرتفاع عن خط الأشجار، ولكن ردة فعله متأخرة.

كل ما يمكن أن يفعله، هو البقاء هناك.

نيك:" هل أنت بخير؟"

فين:" نعم".

أعتقد أني وجدت زاوية غير عادية للكاميرا من  أجلك.

في حين عالج فينسينت أموره، قرر نيكولاس الذي لا يعرف الكثير عن التحليق، أن يجرب كفاءاته.

للمشي على الماء عليه أن يحافظ على ارتفاع ثابت، ما يعني الحفاظ على حرارة محددة في داخل المنطاد.

القول أسهل من العمل.

إذا أغرق نيكولاس الحارق، سوف تنطفئ الشعلة، ويسقط المنطاد.

يزن المنطاد مائة وخمس وعشرين رطلا.

ما يكفي لجعل هذه المحاولة، بالغة الخطورة.

تحت مستوى الأشجار، رأى فينسنت  أن الغوص في مياه بحرارة خمس وسبعين درة  في المحيط الهادئ، ليس بفكرة سيئة.

يحمل المنطاد عشرة غالونات من الوقود، ما يكفي للتحليق لمدة ساعة،

الأشجار حول بورا بورا كثيفة ولا تصلح للهبوط.

وهكذا عندما حان موعد الهبوط، واجه الرجلان تحديهما، يجب أن يهبطان في زورق.

هدف صغير، وسط مساحة كبيرة من المياه.

ولكن هذا جنوب المحيط الحالم،

مناخ رائع،

ونهار رائع،

وإنزال رائع.

====

"هل تعلم بأن جزيرة بورا بورا البولينيزية الفرنسية، تشكل من بركان قديم؟ والاسم يعني، الولادة الأولى".

====

(جزيرة اللؤلؤ اليابان)

هذه شبه جزيرة شيا جنوبي طوكيو على الشواطئ الشرقية من اليابان. عاش الناس هنا لقرون مضت على ثروات المحيط.

يستخرج من البحر هنا الرخويات وأعشاب البحر واللآلئ.

ومنذ أن كان البحر ينضح بهذه الثروات، كان الآما يقومون بحصادها.

تعني كلمة آما في اللغة اليابانية القديمة المحيط. ثم بدأت تعني المرأة الغطاسة في اليابان.

اليوم، وفي جزيرة اللؤلؤ الشهيرة، تقوم شركة ميكيموتو بالزراعة البحرية للؤلؤ،

وما زال التقليد مستمرا.

مع بداية هذا القرن، اكتشف كوكيشي ميكيموتو أن العلوم يمكن أن تقلد الطبيعة. وقال أنه يمكن زراعة اللؤلؤ بوضع مهيج في الصدف.

كانت نظريته محقة، ولكن الآما هي التي جعلت الزراعة ممكنة.

تقوم الآما كما تفعل اليوم، بحصاد صغار الصدف لعملية الزرع. ثم تعيد وضعها في قاع المحيط، حتى يحين موعد قطافها.

هناك صلاة تقليدية لما يعتبرونه آلهة المحبطات ليمنحهم الأمان والنعم.

كانت اليابان تعتمد تقليديا على البحر. ففي حين يقوم الرجال بأعمال الصيد، وحمل أثقال الشبك، كانت المرأة تبقى على الشواطئ، تغطس بحثا عن أسماك صدفية وأعشاب قابلة للطهي.
قناع بدائي ودلو صغير هما كل ما تأخذه معها. الدلو نقال بحيث يمكن وضع الكنز فيه.

تتمتع الآما بتاريخ يصل إلى ألفي عام. ولكن المرأة اليابانية المعاصرة لم تعد ترغب بالعمل في البحر.

أي أن أفضل الغطاسات يبلغن اليوم خمسين وستين عاما.

قبل بضعة قرون كانت المرأة تستطيع الغطس لمدة دقيقتين أو ثلاثة دقائق.

يقوم جيل من النساء، بتقديم العلم والكفاءة للجيل الآخر، حتى أصبحت الآما جزء هام من الحضارة اليابانية.

كنا يوما كالحوريات يغطسن شبه عراة، ودون استخدام أجهزة التنفس،  أما اليوم فيرتدين قماشا أبيض، ولكنهن ما زلن يغطسن حتى خمس وسبعين قدم بالاعتماد على قناع  والرئتين مليئتين بالهواء.

يبدو أن المرأة تستطيع إبطاء بعض وظائف الجسد، كالتنفس، ودقات القلب. لا يوجد أسباب علمية تعلل ذلك، ولكن الآما تبدأ فالغطس وهي طفلة بعد، وهي تغطس كل يوم. قد يكمن سرها في التمارين والممارسة.

أما اليوم فالعثور على الآما التقليدية أصعب من العثور على اللؤلؤ الطبيعي.

قريبا، سيكون العثور على غطاسة الآما في العمل، أشبه بكنز غريب جدا.

===

(صحراء سيناء مصر)

يقوم نيكولاس هولو بالتحليق في طائرة الشراعية فوق صحراء سيناء.

هنا تنتهي الصحراء القاحلة وتلتقي بالبيئة البحرية الأشد خصوبة. البحر الأحمر.

يقع البحر الأحمر بين آسيا وأفريقيا.

يختلف اسمه عن زرقة وخضرة الألوان تحت الماء.

إلا أن مجموعة من الطحالب الحمراء تزدهر بين الحين والآن فوق سطح الماء، لتغير لون البحر من هذا اللون، إلى الأحمر الداكن.

ولكن عالم ما تحت الماء هو ما يأتي بنيكولاس إلى هنا.

يعيش هنا أكثر من ألف نوع من الأسماك التي تتغذى حول مائتي نوع من المرجان. إلى جانب ألف نوع آخر من الكائنات الأخرى، كالرخويات، فالبحر الأحمر يعج بالحياة أكثر من أي جسم مائي آخر.

نيك:" الرؤية بالغة الوضوح.

يعتبر البحر الأحر بيئة مناسبة لنمو المرجان على أنواعه.  لمائه الدافئ والهادئ وما تحتويه من نسبة أملاح عالية.

يعتمد حيد البحر هذا مثل غيره، على هياكل حيوانات المرجان، كائنات صغيرة تبقى متوقفة طوال حياتها. حين يموت الحيوان يبقى هيكله، ليولد مرجان آخر فوقه. تشكل مجموعات مختلفة من المرجان حشود هائلة ما ينجم عنها حيد استعراضي.

تزدهر الحياة البحرية حول حيد المرجان.

تتغذى الأسماك النباتية على الخضار الذي يكثر هنا. تتغذى الأسماك المفترسة على تلك التي تأكل الأعشاب.

أسماك القرش والثعابين البحرية تأتي لتعم بكل هذه الثروات.

نيك:"يختبئ هذا الثعبان في النهار ليخرج في الليل".

يبلغ طول هذه الموراي ستة أقدام وهي تختبئ بين الصخور.فمها الكبير وأسنانها الحادة تنذر بالهلاك. كثيرا ما تخطئ يد الإنسان بذراع الأخطبوط. ولكنها تفضل، طعم السمك.

لحسن حظ نيكولاس أنه صادف شفنين قارس.

عادة ما تدفن هذه الأسماك نفسها في الرمال. وهي تخرج لاصطياد الديدان والرخويات والقشريات حول الصخور.

سمك الصخر يحمل هذا اللقب لقدرته على التمويه.

تسكن سمكة المهرج  بين الأذرع والأطراف السامة على اختلافها. إذ لديها مناعة تجاه النباتات الشبيهة بالحيوانات. وهي تلتهم جزيئات الغذاء من فمها، وتبقى محمية من مفترسيها.

هذه سمكة نابليون التي يبلغ طولها ستة أقدام. وهي تخضع نيكولاس للمراقبة الدائمة.

يصل وزنها إلى ثلاثمائة رطل، وهي آكلة لحوم من الدرجة الأولى. وهي تصطاد الصدفيات حول الحيد.

تقدم بيئة حيد المرجان وسطا للعيش، فهي تحمي الأسماك النامية، كما أنها مصدرا للأدوية التي الأورام الخبيثة والفيروس والأمراض الأخرى.

هنا في البحر الأحمر، استكشف نيكولاس هولو واحد من أهم الكنوز على وجه البسيط.

=====

هل تعلم بأن قشاء البحر، وهو حيوان بحري يعيش في حيد المرجان جنوبي المحيط الهادئ، يستخدم لمعالجة التهاب المفاصل؟

----

(نيو كليدونيا)

على ارتفاع ميلين من نيوكليدونيا،

هل هو طير؟

أم طائرة؟

أم رجل يحلق بسرعة أكبر من المحرك؟
فعلا.

إنه باتريك غايادون، يقوم بأفضل ما يتقنه.

يعدل مفهوم التحليق في السماء.

يتأمل باتريك في السماء منذ عام الثمانين وهو يفكر بدفع حدود ممارسته لرياضته المفضلة.

هنا فوق جزيرة باين، على مسافة ثماني مائة متر من شواطئ أستراليا، عثر على إجابته في العقاب.

يعتبر العقاب نوع من الصقور، وهو يستخدم أجنحته التي تبلغ خمسة أقدام، ليحلق فوق الرياح.

قام باتريك بتصميم ملابس من النايلون، تتمتع بأجنحة خاصة.

يؤدي امتداد القماش تحت ذراعيه وبين ساقيه إلى سحبه إلى أعلى ويبطئ سقوطه.

أجنحته تحمل الهواء تحتها، ما يعني أنها تستطيع الإمساك في الهواء تحتها، والتحليق أفقيا،  على مسافة أربعة أميال بسرعة أكثر من مائة ميل في الساعة.

يحلق باتريك بسرعة أكبر من العقاب، الذي يحلق بسرعة ثمانين ميلا. ولكن بما أنه من البشر، فهو ليس مجهز للتحليق لمسافات أطول.

فكر باتريك أيضا بأكثر الجوانب عدوانية في العقاب.

يقاتل العقاب في سبيل حماية منطقة عشه، فهو يهاجم في الفضاء ويحاول الصدام بالمخالب.

يمسك العقاب الأقوى بغريمه ويتوقف عن التحليق. ثم يسحبه إلى الأرض في حركة لولبية.

حاول باتريك وشريكه، القيام بمبارزة سماوية مشابهة.

امساك العقابين بمخالب بعضهما في الجو يعتبر اشتباكا حادا بينهما.

يتماسك باتريك وشريكه ببعضهما البعض بشده، ما يمكن اعتباره إبراز للمهارة والثقة بالنفس.

يصر القافزين على التماسك فيما بنهما أثناء التحليق في السماء.

يتمكن العقاب المنتصر من سحب غريمه إلى أقرب مسافة ممكنة من الأرض.. ما يجعله يفوز بالمعركة.

يفتح باتريك وشريكه مضلتيهما على مسافة ألفين وأربع مائة قدم فوق سطح الأرض.

تمكن باتريك غاياردون من الاقتراب إلى التحليق عبر مسافة توازي أي إنسان سبقه.

أما النزول على أغصان الشجر، فما زال من شيم الطيور وحدها.

=====

هذه عشائر اليورو الهندية، وهم يلقبون أنفسهم، كوت سون، أي شعب البحيرة.

وهم على حق في ذلك.

(بحيرة تيتيكاكا بوليفيا).

قبل خمس مائة عام، قام هنود الإنكا باجتياح السهول الواقعة في الأنديس.

لم يوفروا أحدا أثناء اجتياحهم، فكانوا يقتلون أو يستعبدون أي عشيرة يمرون بها.

أما هنا، في بحيرة تيتيكاكا، على الحدود بين البيرو وبوليفيا، عثر اليورو على طريقة للهرب.

استخدم اليورو ما كانوا وما زالوا يملكونه حتى اليوم.. التوتورا، وهو نوع من القصب الذي ينمو بكثرة هناك.

يستخدم شعب البحيرة التوتورا لصناعة القوارب، والطعام، وحتى لصناعة الأدوية. ولكنها تستخدم بشكل أفضل، بما يسمح لهم بالهروب من أعدائهم، وهو بناء هذه الجزء المعلقة.

يقوم البحار والمغامر الاسباني كيتين مونيوس، بدراسة التوتورا لعشرة أعوام.

يخطط كيتين لبعثة، تبحر حول العالم في مركب يصنع من قصب التوتورا.

وقد جاء إلى هنا ليعرف المزيد عن قدرة هذا القصب على المقاومة،  والتي ستكون درعه الواقي الوحيد في جميع المحيطات التي سيعبرها.

تطفو التوتورا، بفضل أوراقها الشبيهة بالبابيروس. كل المياه التي تتجمع فوقها، تتسرب عبر الأطراف بكل بساطة.

كثافة ثلاثة أقدام، تكفي لتحمل عائلة بكاملها، مسكن بسيط وحديقة صغيرة، وبعض المخزون من المؤن.

يعتمد اليورو على أنفسهم، ويعيشون على صيد السمك، وبيض البط الذي يجدونه في المستنقع، والبطاطا التي يزرعونها في الحديقة، إلى جانب التوتورا بلا شك.

بمساعدة بعض الزوارق، وعدد من أغصان الشجر، يقوم الرجال بدفع الجزيرة العائمة  من المياه الضحلة، بما يسمح لكيتين من إلقاء نظرة إلى ما تحتها. للتأكد من حالة القصب عليه أن يغوص في المياه الباردة لجزيرة تيتيكاكا.

يركز كيتين اهتمامه على مقاومة قصب التوتورا للزمن.

اكتشف ان الطبقة السفلى للجزيرة تتعفن بعد بضعة أشهر، ما يعني أن العوم يحتاج باستمرار لإضافة مزيد من القصب فوق السطح.

بعد أن تفحص الطريقة العشوائية لصناعة جزيرته، توصل إلى فكرة أفضل لنسج قاربه.

خرج  كيتين من المياه الباردة ليعود إلى الجزيرة العائمة.

تزاوج سكان اليورو من مجموعات أخرى ما جعلهم يستقرون في منازل أكثر ثباتا على الأرض. ما يعني أنهم يتغيرون. ولا بد أنهم سيختفون في القريب العاجل.

ولكن إذا تمكن مونيوس من تحقيق مسعاه، سوف تبقى واحدة من تقاليدهم على قيد الحياة. لأنه سوف يخرج بجزيرة قصب التوتورا، في جولة حول العالم.

 --------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster