اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أوشوايا 07 - شفير الهاوية 5
 

قبائل غينيا الجديدة

 

سنأخذك إلى نيو غينيا، للتعرف على عشيرة تعود للعصر الحجري. ونخرج في رحلة تزلج في جبال كندا، ونستكشف سفينة غارقة، في البحر المتوسط.

---

(المحيط الهندي)

يسافر فريق أوشوايا إلى جزر نينغالو في المحيط الهندي، قريبا من أستراليا الغربية، على أمل العثور على قرش حوتي يتغذى في المياه القريبة.

هذا فصل الربيع، حيث ينمو المرجان، والمياه تعج بالأسماك الصغيرة والمعلقات، التي تتغذى بين المرجان.

على خلاف أقاربه المفترسين، يأتي القرش الحوتي إلى هنا كل عام 0ليتغذى على هذه المعلقات.

أثناء بحث نيكولاس من الفضاء، يعمل فريقه على البحث في البحر. يفتش في الموج على الزعانف المنتصبة.

نيك:" إنه هنا، القرش الحوتي، أنظر".
ينضم نيكولاس إلى فريقه على متن الزورق المطاطي.

بما أن هذا القرش لا يعرف الأعداء  في الطبيعة، فهو لا يخاف من اقتراب الزور منه.

نيك:" حسنا، يمكن أن نقترب أكثر".

أثناء تناوله الغذاء، يسبح هذا القرش الذي يبلغ طوله ثلاثين قدم ويصل وزنه إلى عشرة أطنان، بهدوء تام تحت سطح الماء.

نيك:" إنه هناك".

يتم التعرف عليه من حجمه الهائل، ولكنه يتميز أيضا بانتشار البقع المميزة فوق جلده الذي تصل سماكته إلى أربعة إنشات.

أما بطنه فهو ناصع البياض، وهي طريقة لتمويه صغار القرش الحوتي وحمايتها من أسماك أكبر، قد تنظر إلى أعلى بحثا عن فريسة.

نيك:" إنه عظيم".

منذ أن سجل رسميا العثور على أول قرش حوتي عام ألف وثماني مائة وثمانية وعشرين، لم يتمكن علماء البحر من تعلم الكثير، عن هذا العملاق الظريف.

نتيجة حجمه الهائل يبدو من المستحيل أن تتم دراسته في الأسر.

ما هي وتيرة توالده؟ أو كم يوجد منه؟ يمكن التخمين فقط.

نيك:" يبدو أنه يتأملني. عدد قليل من اسماك القرش، تهاجم البشر،  ولكن لا لا أحد يعرف"،

هذا القرش هائل الحجم لدرجة أن لطمة من ذيله يمكن أن ترميني بالضربة القاضية.

يا إلهي إنه يفتح فمه، وهو قادم مباشرة باتجاهي".
والحقيقة أن القرش يجهز للأكل، ولكن ليس نيكولاس.

إنه يتغذى بإدخال كميات كبيرة من المياه والطعام في فمه، ثم يخرج المياه من فمه عبر ثغرات خياشيمه.

المريء  صغير جدا لديه، لدرجة أنه لا يستطيع ابتلاع شيء بحجم الرجل.

نيك:" لا اكاد أصدق، سمح لي بلمسه، إنه خجول جدا".

يمكن العثور على القرش الحوتي في المياه الدافئة على مسافة ألفان وأربع مائة ميل إلى الشمال من خط الاستواء.

وهو يقضي غالبية وقته في تناول الطعام. حين لا تجده على السطح يبحث عن طعام، يكون في الأعماق، حيث ما يتغذى أيضا.

نيك:" سمعة القرش مخيفة جدا، ومن الغريب أن يكون هذا الحيوان الظريف من الفصيلة نفسها.

إنها تجربة رائعة"

سيمضي هذا القرش الحوتي سبعة أيام، يلتهم الطعام حول الجزر. ليتابع بعدها مسيرته، عبر تيارات المحيط، بحثا عن موقع غذائه التالي.
=====

(تامبوباتا بيرو)

مع بزوغ الفجر، منذ أيار مايو وحتى أيلول سبتمبر، تعلن نداءات متتالية وصول مئات من طيور المقو إلى صخور تامبوباتا، في عمق أدغال البيرو.

على مدار ثلاث ساعات، لا يتوقف هذا الببغاء الأمريكي، عن تناول قطع صغيرة من الصلصال الصخري.

ربما كان لهذا الجنون أسباب عميقة، فهي تحمي الطيور من بعض النباتات السامة التي يتغذون منها أحيانا.

تغطي الوحل جهازهم الهضمي، فتحارب النباتات السامة.

يتوافق هذا التصرف الغريب، مع موسم من العام، يعتقد أن المواد السامة فيه تزداد فعالية.

ما أن يغادر المقو، بألوانه المتنوعة، تحلق فوق الغابة عائلات وأزواج.

في هذه الأثناء، تجد في تلك الأدغال عناصر من جمعية حماية الحياة الوحشية في تامبوباتا، يعملون على تفهم بشكل أفضل، ما يحفز الحجة السنوية لهذه الطيور.

يحاولون التعرف على الطعام الذي يتناوله الببغاء، ليتأكدوا من احتوائه على مواد سامة. حتى الآن، سجلوا أكثر من ألفي نوع من الحبوب.

يأمل العلماء أن تساعد عملية مراقبة المقو في تامبوباتا، على حماية أنواع أخرى توشك على الانقراض، وهي أنواع من مناطق أخرى.

أكثر من مجرد باحثين، فالعلماء يهتمون بالأمر أيضا.

كثيرا ما يأكل أول أبناء المقو كل ما لديهم من طعام لدرجة يصبح فيها أشقائه ضعفاء يوشكون الموت.لهذا قام العلماء بتبنيهم ورعايتهم حتى يبلغون.

هذه مجموعة من طيور تحت الرعاية، وهي تتغذى على مزيج من  الذرة والسمك والحبوب والفيتامينات.

تقديم طعام الإفطار القوي لهذا الببغاء، جعل منه بالغا قوي العود.

في البداية، لا بد من إطعامه كل عشرين دقيقة، ليلا نهارا.

مع نمو الطير يصبح بالإمكان إطعامه اثني عشر مرة في اليوم.

لتنخفض هذه المرات تدريجية لمرة واحدة.

كلما كان الطير قويا، كلما ازدادت سعادة الباحث في إرساله ليعيش في الغابات.

يقوم العلماء بما هو أكثر من تغذية هذه الطيور. فهم يجدون لهم مسكنا، صنع هذا الجذع التقليدي من البلاستيك المقوى ليحميها من الغراب وغيره.

يعلق العش على ارتفاع مائة وعشرين قدم بين أغصان الغابة.

يتعرف الببغاء على هذا المبنى الذي هو مسكنه، والمصمم بطريقة تسمح للباحثين مراقبة البيض والتأكد من أن كل شيء على ما يرام.

يعتبر إطعام الطيور وإيوائها مجرد بداية.

الطيور التي تمت تربيتها على أيدي البشر، لا يجدون آباء يعتنون بهم.؟ لهذا يتولى الباحث هذا الدور، فينظف الريش، وينفض المعلقات عنه، كما توضع على قدم كل منها حلقة تعرفه.

هنا في تامبوباتا، يقوم عدد قليل من أبناء البشر، بحماية ألوان الحياة، المقو أو الببغاء الأمريكي، الذي لا يتوقف عن إثارة الضجيج، أو الغناء، لغابات المطر.
===

(بريتش كولومبيا كندا)

جبال كاريبو غربي كندا، ثلوج بدائية، مشاهد رائعة، من جنان وحشية.

نيكولاس على وشك أن يتحدى هذه الثلوج، وليس على المزلاج، بل على لوح التزلج.

بدأ التزلج على اللوح قبل ثلاثين عاما. حين قام مبدع بربط مزلاجين معا، فكان لوح الثلج.أدى ذلك إلى لوح واحد بطول يتراوح بين خمس وستة أقدام، لتنطلق بذلك رياضة جديدة على الثلج. نيكولاس من بين أوائل من يحاولون التزلج على اللوح هنا.

نيك:" حسنا جاهز؟

دليل:" جاهز فلننطلق".

بدأت المغامرة برحلة في الطائرة، إلى منطقة قريبة من قمة الجبل.كاريبو، الذي يبلغ ارتفاعه اثني عشر قدم، هو ثاني أعلى جبل في سلسلة جبال بريتيش كولومبيا.

اتفق نيكولاس على اللقاء مع بطل التزلج على اللوح ديان غايوشان.

هناك نوعين رئيسيين من التزلج على اللوح. الالتفاف والانعطاف وهو أسلوب معروف جدا، وأسلوب ديان غايوشان، في سباق الألب.

ثلاث مائة منحدر جليدي، دون  طرقات، أو خطوط للمصاعد، وتراخيص محدودة للهليكوبتر تسمح فقط بدخول أربع وأربعين متزلج في اليوم.  منطقة التزلج هنا أشد إثارة مما كان يتوقع نيكولاس.

غبار الثلج رائع هنا، ولكنه يغطي طبقة جليدية.

بما أن لوح التزلج أعرض من المزلاج، فهو يستطيع الانزلاق فوق ثلوج ليست مضغوطة، بسرعة لا مثيل لها.

نيك:" لنذهب إلى الشاطئ؟".

الانحدار الذي يصل إلى ثلاثة آلاف قدم من أعلى الجبل إلى أسفله، سيمنح نيكولاس كثيرا من الفرص، والعقبات.

بما أن المكان بعيدا عن السكان، تعتبر الإصابات أو الجروح الناجمة عن انهيار الثلوج بالغة الخطورة.

طوال سنوات تاريخه القصير، كان لوح التزلج يعتبر من شؤون المراهقين وحدهم. حتى أن مراكز التزلج ما كانت لتسمح باستعماله هناك. أما اليوم فهو الرياضة الشتوية الأكثر نموا في أمريكا.

عام ثمانية وتسعين في ألعاب الشتاء التي جرت في ناغانو اليابان، أصبح التزلج على اللوح رياضة رسمية في الألعاب الأوليمبية.

ولكن لا تتوقع من نيكولاس أن يشارك في مباريات كهذه.

ربما في الألعاب القادمة.

====

في هذه الحلقة من أوشوايا، رحلة في أدغال غينيا الجديدة، لزيارة عشيرة من المحاربين القدماء.

----

(فريان جايا إندونيسيا)

إنهم ظاهرة أنتروبولوجية غريبة.  شعب يعيش في العصر الحجري، في أوج القرن العشرين.

هي عشائر الأسما، التي تسكن على ضفاف الأنهر في الأدغال البعيدة غربي غينيا الجديدة، في إيريان جايا الإندونيسية.

يتراوح عدد سكانهم بين ثلاثين وستين ألف نسمة، وهم معروفين بأعمال الحفر الساطعة. وتاريخهم الداكن جدا. كونهم من الغزاة، وآكلي لحوم البشر.

كان أول اتصال للأسما مع العالم الخارجي عام ألف وتسعمائة وخمسين. حين استقر المبشرين المسيحيين بينهم.

ثم جاء فريق تطوير هيئة الأمم، والزيارات سياحية، والمدارس، ومكتب للبريد، وزيارات عرضية لفريق تصوير سينمائي.

لحسن حظ الزوار وفريق أوشوايا تحديدا، تخلصت عشائر الأسما من عادة أكل لحوم البشر. ولكن الذاكرة ما زالت هناك. خصوصا بالنسبة للذين كبروا قبل وصول المبشرين.

تعيش عشائر الأسما على الشواطئ في أراض المستنقعات. ويشيدون منازلهم فوق الأغصان، على ارتفاع أربعين قدم عن الأرض.

تحميهم هذه المنازل من مياه المد، التي تدخل في اليابسة حتى مسافة ستين ميلا.

تصنع أدواتهم من الحديد بدل الحجارة. وقلما يرتدون ملابس من الأنسجة. ولكن رغم تدخل الحضارات في حياتهم، ما زالت الحياة في هذا المجتمع الزراعي، تسير كما كانت عليه يوما. بقضاء غالبية أيامهم، في صيد الأسماك والطيور، كما وحصاد مصادر غذائهم الرئيسي، لب نوع من أشجار النخيل.

ولم تتغير أيضا الأعمال الفنية للأسما ، وحبهم للتصميم والديكور.

يزين هذا الفني أحد الدروع لأسباب لها صلة بأجداده، تحول دون هزيمة المحاربين.

يعتقد أبنا الأسما أن موهبتهم في الحفر، موهبة من الآلهة.

تقول كتبهم المقدسة، أن الرب يصنع التماثيل لتملأ بيته.ثم يدعوهم إلى الحياة، بضرب الطبول.

ومن الطبيعي، أن يأتونها راقصين.

منذ زمن ليس ببعيد، كانت هذه الزوارق تحمل غزوات لقطع الرؤوس، في القرى المحطة بالمكان.

ما زالت مراحل ما قبل المسيحية، ذكريات تتعزز في مراسيم مقدسة لدى هذه العشائر.

وهي تبدأ، ببحث تقليدي عن الضحية، مع قيام المحاربين الأسما بدفع أنفسهم نحو جنون جماعي.

كان أكل لحوم البشر بالنسبة لهذه العشائر ممارسة دينية، في تعزيز لقوة الروح، هي نوع من الاستيلاء على قوة الحياة لدى الأعداء، وتوجيهها ضدهم.

يتم الاحتفاظ بالرؤوس لمواجهة الأرواح الشريرة.

كل شيء هنا، في إعادة بناء الأحداث.

الاستيلاء  على الأسير

و قتله

و قطع رأسه.

والرأس المقطوع، بعد أن حل محله جوز الهند.

رغم انتهاء قطع الرؤوس، ما زالت هذه العشاء متعلقة بالتقاليد.ربما تمكن الدخلاء من تغيير سبل عيشهم، إلا أن المعتقدات التي تملكتهم لقرون طويلة، ما زالت أقوى من أي وقت مضى.

=====

(ماوي هاواي)

فلسفته في الحياة بسيطة جدا

" اتبع أحلامك"

وهذا هو تحديدا، ما كان يفعله فينسينت لارتيسيان.

يتخذ فينسينت الذي يبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاما، التزلج على المياه مهنة له. 

وقد كان على مدار خمسة أعوام من بين أهم راكبي الأمواج في العالم.

تعلق بتزلج الشراع منذ أن جربه للمرة الأولى في فرنسا مسقط رأسه وقبل واحد والعشرين عاما.
أما اليوم فهو يمضي أيامه في ماوي، ثاني أكبر جزيرة في هاواي.

رياح كارين القريبة من بركان هالياكالا تولد تيارات مناسبة جدا لشراع التزلج.

بالاعتماد على أسلوبه الخاص في استخدام وزنه للتحكم بالسرعة والاتجاه، يشعر فينسينت بحرية أكبر في إتباع الريح إلى حيث تأخذه.

مندفعا بسرعة تصل إلى ثلاثين ميل في الساعة، يستخدم وجه الموجة القادمة، كمنصة، يقفز من فوقها ويرتفع.

يقنعك فينسينت بأن الأمر سهلا، لأنه إذا ما لم يجعل مسألة الهبوط محكمة، سيعاني من إصابة مؤلمة في ظهره.

أمواج كهذه تشكل تحديا لكل متزلج جيد. ولكنها لا تعد شيئا، بالمقارنة مع التزلج الجاد، فوق أمواج المحيط العاصفة.

تتوالى الأمواج على ارتفاع يضاعف شراعه البالغ خمسة عشر قدم. لتنهار الجبال المائية، فوق شراعه لتحطيمه الكامل، وتدفعه إلى الشاطئ.

ولكنه تمكن من الهرب، ليتزلج على موجة أخرى، وأخرى.

" أعرف من يتزلجون على المياه في سن الستين". هذا ما قاله فينسينت. وطالما أن جسمه يسمح بذلك، كما يؤكد، سوف يكون واحدا منهم.

====

يتبع في أوشوايا.

مجمعة من الفرسان اليابانيون، يتذكرون ماضي الساموراي.

----

أي من هذه الفنون العسكرية، يتطلب القوس والنشابة؟

أيكيدو؟

كيندو؟

تاي كوان دو؟

يابوسامي؟

---

أي فن عسكري يستخدم القوس والنشابة؟

يابوسامي، وهو نوع من القوس، الذي حسنه محاربو الساموراي.

----

(طوكيو اليابان)

ارتداء ملابس الحرب التقليدية،  هؤلاء الفخورين بتحدرهم من أصول الساموراي، الطبقة التي حكمت اليابان بين القرن الثاني عشر والقرن التاسع عشر، يجتمعون سنويا، في موقع إلى الشمال من طوكيو.

يشتهرون بقدراتهم في القتال والفروسية، فيأتون للسباق.

كما يأتون أيضا، لممارسة فن عسكري قديم يعرف ب يابوسامي. أو قوس الفروسية.

كان اليابوسامي جزء من التدريبات العسكرية للساموراي حتى القرن السابع عشر.

عندما حلت الأسلحة النارية محل القوس والنشابة. فأصبحت تكتيكا عسكريا قديما. ولكنها تعززت أكثر، كفن عسكري.

ليتدرب المرء على اليابوسامي، عليه أولا أن يتعلم أقدم الفنون العسكرية اليابانية، المعروف بالكويودو، أي أسلوب القوس.

أصبح الكيودو مشهورا في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، حين منعت القيادة الأمريكية الفنون العسكرية الأخرى.

تعتبر رماية القوس بالنسبة لمن يمارسون الكيودو، عملية للتعلم، هي رحلة، نحو الكمال.

ليحقق هدفه، على الرامي أن يتحكم بذهنه وجسده بالكامل. يعتبر النظام بالنسبة لأداء الساموراي، كل شيء.

الهدف، هو إطلاق السهم، بشكل متكامل.

إذا كان الشكل صحيحا، هذا ما سيكون عليه تحليق السهم أيضا.

على صوت الوتر الذي يرتد كما يجب، أن يحمل النور الروحي للرامي. ويزرع الخوف، في قلب أعدائه.

كان الساموراي في اليابان القديمة، هم الطبقة المميزة التي يحق لها ركوب الخيل والقتال بالقوس والسهم.

في هذه الأيام، ما زال يابوسامي مقتصرا على فئات قليلة، يمكنها أن تملك الجياد وتمتطيها.

وهم على سرعة خمس وعشرين ميل في الساعة، يمسكون القوس ويرفعونه فوق رؤوسهم، ثم يطلقون السهم.

لفئة المائة وثلاثين يارد ثلاثة أهداف. لدى  الرامي  ستة ثوان لتحقيق أهدافه.

على التوقيت والتوازن أن يكونان  دقيقان.

وعلى الرامي، أن يركز.

والإيقاع بين الجواد والفارس، بانسجام تام.

حين ينتهي السباق، يركب رجال الأعمال، والمحاسبين، والمحامين جيادهم، ويعودون إلى القرن العشرين.

الكثير منهم سيعاود المجيء. فالبحث عن الكمال، لا ينتهي أبدا.

====

ليلة صيف ضبابية حالكة من عام ألف وتسع مائة وسبعة عشرة، اصطدمت عابرة المحيط الفرنسية ناتال، بسفينة شحن وغرقت في أعماق الحوض المتوسط  القريبة من شواطئ مارسيليا الفرنسية.

(فرنسا الحوض المتوسط)

سيغوص نيكولاس بصحبة مصمم الغواصات هنري جيرمان ديلو، في جولة أولية على متن غواصة صغيرة عالية التقنيات من صنع فرنسي.

إنها رامورا ألفين.

ينضم نيكولاس إلى هنري جيرمان على متن السفينة الأم مينيبيكس.

تتمتع السفينة بسبل معقدة من الاتصالات والتوجيه.

هينري:" لدينا هنا جهاز الصدى الذي يحدد موقع السفينة الغارقة بالتحديد.

وهذا هو روبوت أخيل، الذي يمكنه أن يتتبع الغواصة بكاميرات التلفزيون وإنارة البحث.

أما هنا فليدينا ما تبدو عليه الناتال.

يمكن أن ترى كيف تحطمت مؤخرتها حين لامست القاع. أصبحنا الآن فوقها تقريبا".

هنري جيرمان، هو رئيس شركة فرنسية للتنقيب في البحر، وهو من هواة الآثار.

عضو في الطاقم:" أصبحوا على متنها، ونحن جاهزون لإغلاق الأبواب.

قام بتصميم الغواصة التي كلفت مليوني دولار، لدراسة قاع المحيط.

حدودها بعمق ألفي قدم، وهي تستطيع منافسة بعض التصاميم العسكرية. إلا أن مميزاتها الخاصة، لا تحتمل المنافسة.

غرفة الغواصة، المصنوعة من الكليريك بسماكة أقل من نصف إنش، تمنح قدرة على الرؤية بثلاثمائة وستين درجة.

محركاتها الخمسة تسمح لها بالتحرك مثل الطائرة العمودية. كما يمكنها البقاء تحت الماء لعشرة ساعات.

هنري:" خمسون قدم".

مع نزولهم، يحدد موقع راموا بدقة على لائحة مينيبيكس.

تتمتع الغواصة بستة من وسائل إنارة،  ولكنها على عمق أربع مائة قدم في المياه الحالكة، لا تفعل الكثير لتحسين الرؤية، لهذا تقودها السفينة الأم إلى هدفها النهائي.

نيك:" روجير على عمق أربعمائة وعشرة أقدام".

للمناورة ضد التيارات المائية، يحاول هنري جيرمان الحفاظ على مسافة آمنة من حطام السفينة.

عدم رغبته في التعرض لاصطدام في الظلام، جعلته يطلب المساعدة.

هنري: أرسل أخيل، نحتاج إلى مزيد من الإنارة.

على ارتفاع أربع مائة قدم، يعمل الطاقم على إرسال أخيل الذي يتحرك بتحكم ألكتروني، بقوة إنارة تكفي للأبحاث.

عضو في الطاقم:" حسنا إنه في الطريق إليك".

وأخيرا وصل أخيل المرتبط بالسفينة الأم عبر حبل سري طوله سبع مائة وخمسون يارد.

نيك:" إنه هنا".
بعد تحسن الرؤية بالكامل، تمكن هنري جيرمان ونيكولاس من استطلاع بقايا السفينة.

أكثر من نصف قرن تحت الماء، خلفت وراءها ترسبات صخرية لا تكاد تسمح بالتعرف على حطام السفينة.

الصحون وأشياء أخرى من ممتلكات السفينة،  بقيت لتذكر فقط، بضحايا السفينة المائة.

طاقم:" المناخ لا يبدو جيدا، من الأفضل أن تصعدوا الآن انتهى".

هنري:" نحن في الطريق إليك".

غرفة رامورا المضغوطة، تسمح لنيكولاس وهنري بالصعود سريعا، دون الحاجة للتعود على الضغط.

قد يكون رفع الغواصة في بحر هائج مهمة صعبة. لهذا يرغب الطاقم بإنجاز المهمة، قبل أن تسوء حالة الطقس.

ربما تم اختصار الرحلة، ولكن لا أهمية لهذا بالنسبة لنيكولاس.

لأن فرصة الغوص على متن رامورا، واستكشاف حطام السفينة، يعتبر جائزة كافية.

=====

هذا ليس للعرض، أو للسواح، سوف تسيل الدماء. فتقاليد القتالية، تجري اليوم كما كانت عليه لقرون مضت.

(لومبوك  إندونيسيا)

يتوافق موعد القتال مع الحصاد، وهو تقليد سنوي تتبعه عشائر الساساك في جزيرة لومبوك الإندونيسية، والتي تبعد ثلاثين ميلا إلى الشرق من بالي.

مع اقتراب موعد القتال التقليدي، يخرج مجموعة شبان من قرية سينارو، بصحبة كاميرة أوشوايا ضمن مسيرة أشبه بالحجة. أما هدفهم، فهو المسابح البركانية القريبة من قمة جبل رينجاني على ارتفاع عشرة آلاف قدم عن سطح البحر.

تغسل المياه الساخنة أجسامهم وأرواحهم.

ثم يجلسون للصلاة أمام البركان، الذي يعتقدون بأنه مرقد لأسلافهم.

هنا فيما يعتبرونه مكان مقدس، يطلبون من الأرواح أن تحميهم، في المعركة المقبلة.

جين يعودون إلى قريتهم البعيدة، الواقعة على سفوح تلال رينجاني، يوشك التحضير للمسابقة على الانتهاء.

إيقاع نغمات الأوركيسترا التقليدية، توحي بأن الحفل على وشك أن يبدأ.

يواجه المقاتلون بعضهم حسب الوزن والحجم، وهم مسلحين بالعصي وجلود البوفالو كدروع لهم.

تسمى هذه المباراة باريسيان، أو قتال العصي.

يتم القتال بحالة تشبه الغيبوبة، فهم لا يحملون تبعياته فيما بعد.

في الختام، يقوم الحكم بفحص أجسام المقاتلين. فيتم اختيار من أوقع أكبر إصابات، ليكون المنتصر.

على مدار اليوم، يقفز إلى الحلبة مزيد من المتطوعين، لا يستمر القتال أكثر من دقائق، وهي كافية لتسبب جروح جدية.

عند هزيمته، يهتز هذا الشاب، على اعتبار أن روح البركان، تغادر جسده.

في عصر أمراء لومبوك، قبل مئات السنين، كان الهدف من هذه المناسبة تحضير الشبان للمعارك الحقيقية.

أما اليوم فهي تقاليد أصبح الهدف منها مجهول مع الزمن.

فهل تعرب عن قربان دموي اعرابا عن السعادة بموسم ناجح؟

أم هي مراسيم روحية لحماية القرية من الأمراض؟

أم أن الشبان يستعرضون عضلاتهم فقط.

أيا كان الهدف من ورائها، فالمعركة حقيقية.

يفوز المنتصر بالجائزة، وشهرة أنه بطل في قتال العصي.

====

(هونغ كونغ الصين)

انتقلت هونغ كونغ إلى الحكم الصيني عام سبع وتسعين، ولكن رغم عدم الوضوح السياسي، ما زالت المدينة تشهد حالة من الإعمار لما يزيد عن مائة بناية في العام.

يلي حركة الإعمار هذه طلبا كبيرا على ألواح الزجاج، وكميات من الإسمنت، وبضع أطنان من الحديد، إلى جانب، بضعة ملايين من أمتار البامبو.

في هذه المدينة، حيث كثيرا ما تصطدم التقاليد بالقرن الحادي والعشرين، لا أحد يعارض في أن أفضل طريقة لبناء العمارات الشاهقة، هي الطريقة القديمة، عبر منصات تصنع من بامبو. حتى عندما يرتفع المبنى لثمانية وسبعين طابقا. مثل هذا.

اعتمد الصينيون على البامبو في البناء لأكثر من ألفين وخمس مائة عام.

المهندسين الذين قارنوا بين منصات الحديد ومنصات البامبو، تأكدوا أن هذا الأخير أشد صلابة بنسبة عشرين بالمائة. وأقل وزنا، وأرخص ثمنا، وعلى خلاف الحديد، حين يتعرض البامبو لنسبة عالية من الضغط، يمكنك أن تراه ينحني قبل انهياره بفترة طويلة.

البامبو هو نوع من الأعشاب، ويمكنه النمو بسرعة كبيرة، تصل إلى قدم واحد يوميا.

يبلغ طول قصب البامبو المستورد من الصين الشعبية، عشرين قدم، وقطره أربعة إنشات.  وهي تربط مع بعضها البعض. لا تستعمل المسامير، مجرد رباط من الأنسجة الصناعية.

يتم تصميم شبكة حول قفص البامبو لتحاشي سقوط الأشياء إلى تحت. أما العمال، فهم معرضين للخطر.

رغم الخطورة الواضحة، قلما يقع أحد. بعض العمال يتسلقون البامبو وهم في السبعين.

أما العمال الشبان، ممن يرغبون بالمهنة فيمكنهم طلب المعونة من الحكومة، لدخول معهد تعليمي مهني.

طالما استمر الاقتصاد بالازدهار، واستمرت الغابات في الانتاج، سيستمر مهندسي هونكونغ في تشييد أبنيتهم، على الطريقة القديمة، ويحاصرونها بشبكة، من البامبو.
====

سنتحدث لاحقا، سيعيش نيكولاس تجربة حياته في التحليق، في سماء مدينة موناكو.

----

(موناكو)

فوق مرتفعات مدينة موناكو، ينضم نيكولاس إلى نتالي بيرجير، بطلة التحليق بالمظلات والطيارة التجريبية.

يكمن عملها بتوجيه مظلات تتمتع بما يشبه الأجنحة، ضمن ظروف يمكن اعتبارها خطيرة، وذلك لتجريب التصميم الجديد.

بعد أن رأى نتالي تنطلق، اكتشف نيكولاس  أن الانطلاق الناجح، أكثر صعوبة مما يبدو عليه.

نيك:" يا الهي".

لم يفقد حماسه، بل شد الحد الخلفي للمظلة إلى أسفل. فامتلأت بالهواء، ثم انطلق.

طالما أن الهواء يوزع بتوازن فوق المظلة، يكون التحليق طبيعيا، والنزهة خالية من الأحداث.

ولكن ناتالي خفضت عن قصد واحد من جانبي المظلة، ما خل بتوازن الهواء.

بعد لحظات، عادت المظلة إلى توازنها، فنجحت بالامتحان.

وبعدها، أراد نيكولاس أن يجرب ذلك. حين شد الخط الأمامي للمظلة بكامله، أفقد المظلة توازنها، وحين تركها، امتلأت بالهواء.

بعد أن تدرب على مظلة واحد صفر واحد، يعد نيكولاس بأنه سيخوض بتجارب أشد خطورة.

هذه المرة، سيحاول التحليق بصحبة طيار مجرب آخر، هو ديدير رومانوف.

بعد أن ركبا الرياح الساخنة القادمة من التلال، انطلقا على ارتفاع آمن قبل أن يخضعا المظلة للتجربة.

ضمن محاولة جريئة ولكن ليست خالية من المخاطر، أراد ديدير أن يتابع أداؤه فوق الماء. علما أنه يرتدي ونيكولاس مظلات احتياطية، للأزمات.

عادة ما تصمم المظلات لمقاومة السقوط، وكثيرا ما تعود إلى طبيعتها بنفسها.

التشوه الذي أخضع ديدير المظلة له، هو الأشد خطورة من ذلك الذي يواجه المظليين.

إذا كان أداء المظلة كما يجب ضمن هذه الظروف العصيبة، ستكون آمنة بالنسبة لأي من المظليين الهواة.

جرب ديدير كل من المناورات مرتين على الأقل، ليجرب كل الأخطاء التي يمكن أن ترد في التصميم.

ديدير رومانوف ونتالي بيرجير، هما بطلان مجهولان يخاطران بحياتهما، بحيث يمكن لنيكولاس وغيره من الهواة، أن يتمتعوا بهذه الرياضة، بثقة وأمان نسبي.

====

(سان لير دي توفير فرنسا)

تحتضن سماء سان لير دي توفير كل عام مشاهد مخيفة.

يجتمع أفضل هواة الطائرات الشراعية هنا لتقديم استعراض جوي مميز.

بعضهم يحلق بسهولة

أما بعضهم الآخر، فلا يفعل..
المهم، هو أن روح المرح هنا تحلق بجميع  المشاهدين عاليا.

في سان هيلير، تمنح السخرية والجمال الحقيقي، معان جديدة، للتحليق عاليا.

====

(سيبان بيرو)

تخيل مزارع من الذرة والفاصولياء والبطاطا، على مد العين والنظر. مدن ونصب عالية، على مسافة مئات الأقدام.

هذا ما كان عليه السهل الساحلي من شمال البيرو في الماضي، قبل سبعة عشر قرن. حين كان مقرا، لحضارة متطورة جدا، تعرف بالموشي.

قبل ألف عام من إمبراطورية الإنكا في البيرو، قامت شعوب الموشي، التي بلغت خمسين ألف نسمة، ببناء نظام معقد للري، جعل الصحراء تزدهر.

باستخدام كتل من الوحول والقش، تمكنوا من بناء قصور عالية، وتشييد أهرام مسطحة الرأس، لتكريم مليكهم الراحل.

ركز باحث الآثار، والتر ألبا، اهتمامه بالآثار عام سبع وثمانين، حين عرض عليه أحد رجال الشرطة عمل فني من الذهب والفضة، أخرجه من أحد القبور.

بعد أن أدهشه ما رآه، انغمس كليا في إزالة الغبار عن هذه الآثار لتلك الحضارة الغامضة والعمل على فهمها وحمايتها.

محور حضارة الموشي هنا، بالقرب من قرية سيبان. الرياح الصحراوية والأمطار، تركت آثارا مؤلمة في الهيكل القديم، دون أن تترك منه إلا جبلا هائلا من التراب.

ولكن ليس لهذا أهمية بالنسبة لوالتر. فبالنسبة له، المفاتيح الحقيقية لفهم حضارة الموشي، ما زالت مدفونة تحت.

بدأ بحثه على عمق ثلاثة وعشرين قدم تحت الأرض، حيث توقف سارقي القبور عن الحفر. سرعان ما اكتشف والتر شبكة من الأنفاق والغرف. فاتبع بقايا من أعمال فخارية، وعظام بشرية وحيوانية، فاستمر بالحفر عميقا.

 ظهر بعدها ركام من الأخشاب، تؤكد سقوط سقف ما لغرفة أخرى.

وفي داخلها، واحد من أهم الاكتشافات الأثرية في البيرو، وهو قبر ما زال مقفل، لراهب مقاتل، محاط بهدايا، من النحاس والذهب.

عند رأسه وقدميه، عظام زوجتين أو خليلتين له، وعلى جانبيه، مقاتل بدرع من النحاس، وخادم.

دفن مع الراهب، كنز من الأشغال اليدوية والزينة. وقناع صنع من الذهب، وحلق من الذهب والفيروز. وقطعة من الدرع الجسدي المذهب. كلها دلائل، على ازدهار تلك الأمة وتقدمها.

الراهب، الذي يعرف بسيد سيبان، كان أول مجموعة من الاكتشافات. قام والتر وزملائه بترميم الأشياء التي تم العثور عليها بحرص شديد، بحثا عن مفاتيح تلك الحضارة القديمة.

تكشف قبور الموشي عن مزيد من الأسرار سنة  بعد أخرى.
يأمل علماء الآثار بأن يكتشفون يوما، أعظم هذه  الأسرار. ما الذي أدى إلى انهيار هذه الحضارة الديناميكية؟

 --------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster