اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أوشوايا 02 - سطح الأرض، رحلة إلى المجهول
 

جزر الكناري

 

تولد أول أشكال الحياة في أحشاء المحيط البدائية السائلة، في اليوم الخامس للكتب المقدسة. بعد خمس مائة مليون عام من ذلك الحدث البارز، تمكن أسلو بالغذاء الشمسي المسمى بالفوتوسينتيسيس ملامح الأرض إلى الأبد. الإنتاج المستمر للأكسجين، جعل البيئة قابلة للتنفس، ما نفخ الحياة في هذا الكوكب.

من المحتمل أن تكون الإشعاعات الشمسية فوق البنفسجية، إلى جانب الشحنات الكهربائية، هي التي أدت إلى أول أشكال الحياة.

داهمنا الفجر على حافة جبال تكسوها الثلوج. يتخذ بخار الكبريتي اسمه من لغة الأستيكا، بوبوكاتيبيل، أي الجبل البخاري، وهو يحجب عنا الفوهة.

لا يمكن ألا نعترف بأهمية ما كتبه أول القادمين لاستطلاع هذا البركان، عام ألف وخمس مائة وخمسة عشرة. يدفعهم، الفضول للتعرف على ما يخفيه تفاعل البركان من أسرار. ما لا يصدق، هو أن الرجال التسعة الذين أرسلهم إيرنان كورتيس، تمكنوا من تخطي غيوم السولفر، ومساوئ الارتفاع الشاهق، والانفجارات، رغم عدم الجدوى من الرحلة. بعد ذلك عملوا على البحث عن أمور أكثر وضوحا وأقل مخاطرة. الكبريت لصنع البارود. فمن خلالها، تمكن خمسة عشر فارسا وثلاثمائة مشاة، من السيطرة على ستة ملايين من الأستيكا.

رغم أن كل المؤشرات تنصح بالعكس، أصر لاوري على التحليق.

:"سأحتاج لبعض المساعدة هناك.."

رغم أن التقارير الجوية ما زالت غامضة، يحتل كل مكانته في محاولة للسيطرة على أعصابه. في حين ترفرف المظلة، على إيقاع الرياح، تخيم مرارة الحادث المؤسف الذي تعرض له رامون في بركان كابون، على أجواء التحضيرات.

"بالتوفيق! بالتوفيق رحلة موفقة!"

:"هذا ما أتمناه"

:"هل نستمر بترقب المزيد".

:" انتظر كي نتأكد"

:" من الأرض للتجربة للتجربة أجب".

:" الاتصال يعمل كما يجب وصرت على ارتفاع.."

تمكن من تحقيق ارتفاع  سريع ما يوحي بأنه يتحكم بالأمور. ولكن هذا مجرد حلم زائف، كما يحدث دائما حين يحلق المرء بمظلة في الجو. خط سيره المحدد يجبره على مواجهة التيارات الهوائية العاصفة، في جبل مجاور بارتفاع خمسة آلاف متر.

ليس لقبطان كهذا أي دور سوى أداء دور تحدده له الرياح والعواصف. يبذل جهدا في تحريك الخيوط وكأنه يستطيع أن يفرض مشيئته، أما الحقيقة، فهي أن المخرج الفعلي لهذه المشاهد، هو الريح، الذي يتصرف على هواه، ولا يجد المرء خيار آخر سوى الخضوع لنزوات الهواء. مع أننا نستطيع اختيار أمر هام، وهو أننا قبلنا بدور الممثلين، في مسرحية تتمتع بتصاميم وديكورات لا يمكن أن تتسع لها المخيلة مهما بلغت خصوبتها.

يبدو لنا من فوق أن عبور هذا الطريق أسهل من الواقع البائس، والبالغ الأهمية الذي يربط بين جميع البراكين. التي تتوحد فيما بينها من خلال عملية مشتركة من الدمار والإبداع، الذي يجعل الأرض، كوكب حي، في تحول دائم.

يطوف بركان تايدي  وسط الأطلسي، حيث يتوج واحد من آخر الجنان الاستوائية. وهو يتلألأ متعاليا فوق جزر الكناري، في أرخبيل يبدو وكأنه على صلة بأفكار إرين.

شكل الأراضي يوحي وكأنها صنعت خصيصا على أيدي البركان دون غيره. النتوء، والأخاديد، كل منها يتحدث عن تاريخ ملايين السنين من الدمار والانفجارات البركانية التي ما زالت في ظلاله.

الروائح، والحرارة، والإنارة تتحدث جميعها عن هذا المكان المميز. الذي يبدو وكأن ليس له أي صلة بما تقوله الخرائط، بل هو على ترابط جدي بالمخيلة الخصبة.

اتخذ شعراء الإغريق والرومان من هذه الجزيرة مكانا للاستلهام والإبداع. حين كانت كارتاغو ملكة لحوض المتوسط، كانت تهدد كل من يتجرأ على الملاحة إلى مسافة أبعد مما يعرف بصخور هرقل. فأرادت بهذه الطريقة، أن تستفرد وحدها بمتعة الحياة التي تنبض بها الطبيعة في هذه المنطقة البركانية. عند أقدامه، يمكن الشعور بمعناه الطبيعي، كعملية نقية للطبيعة، التي قال عنها أرسطو، أنها لا تفعل شيئا بلا جدوى.

 يعتبر البركان نموذجا لعملية دمار الأرض، كي تعاود الحياة اجتياحها، في دورة مستمرة. هذا ما يحدث قبل ظهور الإنسان على وجه الأرض، وسيتكرر مرة بعد أخرى، حتى وإن لم نكن هنا كي نشهده.

منذ مليون عام، وسط المناطق الباردة وفي كنف ما يعرف بالعصر الجليدي، وبعد ولادة واختفاء أنواع مختلفة من النباتات والحيوانات على وجه البسيط، ولد أرقى أشكال التطور، من الفصيلة البدائية، الإنسان، وهو أقل براعة بالمقارنة مع الحيوانات الأخرى، إلا أن عبقريته مكنته من البقاء على قيد الحياة.

هذه العبقرية نفسها، ساعدته على تخطي الصعاب والعقبات على اختلافها، وفتح الطرقات البركانية أمامه، ليتمدد عبر جميع القارات. مع الزمن، تمكن من تطوير التقنيات اللازمة لإخضاع جميع أشكال الحياة الأخرى. ربما كانت حدود قدراته تكمن في اللاوعي القادر على الابداع الخلاق، كما وفي القوة الكامنة لهذا الكوكب، الذي ساهم في نموه وأصوله: البراكين.

تعتبر جبال النار التي كانت تعبد في الماضي، وتثير الإلهام والإعجاب، وحتى الخوف بلا شك، تعتبر هذه البراكين تهديدا مستمرا لكل ما يقوم به الإنسان من أعمال بناءة.

:" لا، لا، ليس بعد. الآن!"

تقول الأشعار القديمة في هذا المكان:"ستحلق طيور سوداء بأجنحتها البيضاء فوق المياه، لتقضي على كل ما فيها من مخلوقات سكنت أولا في تلك المنطقة، لتحمل معها، كل أشكال الدمار والخراب".

لا يمكن لاجنحتنا، أو لحماسنا أيضا، أن يختلف جدا، فكل ما نبحث عنه من ممتلكات هو المعرفة والاستطلاع، هي ثروة من السهل شراؤها.

:" الرياح تسير بالاتجاه المعاكس".

يتقاسم أصدقاؤنا الجدد من سكان جزر الكناري، هذا المكان المفضل للتحليق، الذي منح لقب يستحقه، أسانيا، أي عمل بطولي.

:" حاول أن تستمر، حاذر هناك، هيا تابع، أترك الخيط، أتركه، أتركه، هكذا أحسنت".

سوف نحاول أن نبني الهواء، نوع من التشكيلة المشتركة، كي نتمكن من ذلك، لا بد من الاعتماد على براعة المظليين، كما وما لديهم من قدرات على التنسيق فيما بينهم.

بشكل عام، لا يمكن اعتبار هذه عملية تحليق بالغة التعقيد فقط ستعزز من قدراتنا، بل تفيد أيضا في التعرف أكثر على ظروف الرياح للتحليق هنا، إلى جانب ما هو هام بالنسبة لنا، وهو التمتع في لعبة الهواء.

الظروف الطبيعية لهذه المنطقة، تجعل من مناطق الإنزال هنا، ساحات تختفي خلف طبقة من الغيوم الكثيفة. يركز المظلي أنظاره على ذلك السهم الذي يهتز وكأنه يرتجف ولا يستحق أن تعلق عليه الآمال في التمكن من النزول بأمان، فعليه متابعة السهم للعثور على مكان تتم فيه عملية الإنزال الفضلى.

يكمن الخطر الرئيسي في عمليات الانحراف التي تتم في الجو، فرغم الاصرار على توجيه المظلة، تتولى التيارات الهوائية حرفها عن مسارها، وبالتالي، يمكن ألا تبتعد الغيوم المتلبدة في الوقت المناسب عن طريقنا. تابعنا التحليق عبر الميناء إلى الشواطئ وهي  واحدة من المناطق القليلة التي يمكن الهبوط فيها.

أصبحت أعيننا تحتفظ بأبعاد الفضاء، بعد أن تمكنا من الحليق في أعماق نفوسنا، مع أن هدفنا الرئيسي ما زال بركان التايد.

يجب أن نحلق في أعلى قمة من التراب الوطني، لتنتهي هذه المغامرة، لنكون قد مزجنا أغرب المشاهد الطبيعية على الأرض، البراكين، بأقدم حلم للإنسان على  الأرض، الطيران.

رغم أن ارتفاعه الذي يبلغ ثلاثة آلاف وسبع مائة وثمانية عشر مترا، لا يقارن بالمرتفعات الأخرى التي تم التحليق فوقها، يحتوي بركان التايد على عناصر أكثر جاذبية بالنسبة لعشاق التحليق الحر. كما يتضمن البركان مخاطر لا بد منها، جاء بنا هذا السبب وذاك إلى هذا المكان.

هناك إمكانية للقيام بقفزة واحدة من أعلى القمة حتى شاطئ البحر، وهي واحدة من الأكبر في العالم، أخذا بالاعتبار  المسافة البعيدة نحو البحر. كي نحقق النجاح، سنحاج إلى تيارات الريح المتوجهة شمالا وجرعة كبيرة من حسن الطالع، ذلك أن التحليق بالغ الحساسية فعلا.

بدأت التحضيرات للقيام بعمل كبير كهذا في مكان بعيد جدا. تطلب الحصول على إذن من سلطات الحديقة الوطنية للتايد، الكثير من الجهد والعمل، ذلك أن التحليق في هذه المنطقة محظور نتيجة تقلب الأحوال الجوية، وذلك لحماية البيئة المحيطة بالمكان.  ينجم رفض هذه السلطات عن الكوارث التي تعرضت لها بعثات تحليق سابقة، كما ورغبتها في حماية هذه الجوهرة الطبيعية الفريدة. والحقيقة أنه لا بد من سياسة الحماية هذه لوقاية المكان ممن لا يحترمون أهميته للبشرية جمعاء.

إلا أن هذه الإجراءات هي عقبة في وجه من يحترمون هذا المكان، ويعتبرون وقاية هذا المكان  جزءا من مساعيهم المستمرة، بينما يمنعهم الحظر، من الوصول إليه.

:" لا يبدو أن الرياح ستهدأ".

:"لا جدوى من المحاولة"

كدنا نلغي الفكرة بالكامل، لولا أن الرياح أنبأت بتيارات أكثر هدوءا من تلك التي كنا نتوقعها. بدأ ذلك حين فتحنا بعض الأشرعة بمجرد الصدفة تقريبا، لنتأكد بعدها كيف تزايدت رغبة التيارات وتوافقها. ليس لهذا الحماس أي صلة بالتحديات والأهداف المحددة مسبقا أو الميداليات. بذلنا جهدا في الوصول إلى أهدافنا، رغم أن الرياح لم تجر دائما كما تشتهي السفن. كثيرا ما يحول دون خروجنا من المكان أسباب تمنعنا من التحرك بعد أن نصعد أكثر من سبعة آلاف  متر، كما جرى في السالادو، أو عندما تعجزنا المصاعب، كما جرى في فيا ريكا، وهو واحد من أجمل البراكين في أمريكا.

كما هو الحال في براكين ياينا والأيين أو الأورنو، يتمتع بركان فيا ريكا بملامح شبيهة بشكل شقيقه، الأكثر نموذجية في الشرق، الفوهيابا، ما يؤكد رغبتهم في متابعة الدائرة النارية، التي تقفل المحيط الهادئ.

وعلى هذا الحال، تشكل جزءا من زاوية الأساس لأمريكا الجنوبية، ولكنها في الوقت نفسه، الحدود الجغرافية للشرق الأقصى.

استقبلتنا فوهة البركان، على ارتفاع ألفين وثماني مائة  وأربعين مترا، بتفاعل هائل بين الثلج والنار.

مرة أخرى، بلغت الظروف السابقة للتحليق حدودها القصوى. كانت الرياح تداعبنا ونحن على ارتفاع ألفين وثلاث مائة مترا.  ولكن الخطورة كانت في الخطوط الخلفية، ذلك أن هذه الرياح تستطيع أن تحملنا إلى حيث الحمم الملتهبة إن لم نحاذر في الانطلاق. رغم ذلك، اتفقنا على  الانطلاق. ولكن انشغالنا بكل هذه المخاطر، حال دون أن نتمكن من القيام بجولة أوسع فاتبعنا خط السير الوحيد الذي يسمح به فيا ريكا.

سوف نرى الآن ما يجهزه لنا التايد وخصوصا، عبر مشاهده المميزة.

:" هكذا، علينا أن نفتح هذه الحقيبة".

ثبت أن الرياح الشمالية ليست مؤاتية، ما يعني استحالة القيام بعملية القفز المنشودة. ولكن رغم ذلك يعتبر التحليق من هنا مثير للاهتمام  والعناية. نقطة الانطلاق حساسة جدا، لا تمكن من الركض للمساعدة على الاندفاع. ليس لدينا إثبات عن خروج بعثات تحليق أخرى  من هنا.

ولكن منصة البركان تايد، وهذا المكان بالتحديد هو ما يهمنا للإنطلاق.

:" لا يمكن التقدم أكثر من ذلك مع أنه قد لا يكفي لتعبئة الهواء".

وبما أن الحصول على الإذن كان صعب جدا، بذلنا جهودا للاستفادة منه  بأقصى الحدود والتمتع بهذه الفرصة في التحليق في هذا المكان الذي هو فريد من نوعه.

:"تابع، تابع" .

:" بأمان؟"

:"نعم".

ينتاب البحار في عواصف البحر، مشاعر شبيهة بهذه، وأحاسيس خوف كهذه. الوحشية التي تصيب هذه الأجنحة تجعلها غير مدجنة لا تطيع رغبات القبطان. لا بد من المحافظة على رباطة الجأش وضبط الأعصاب.

:" أقفلت المظلة، فقدت السيطرة عليها".

:" إنه مطب هوائي".

:"يا إلهي".

التهديد المخيف لإقفال المظلة الناجم عن تيارات مفاجئة، يؤكد الأحوال الجوية السيئة التي كنا نتوقعها.

:" بيدرو تحلق خارج المسار هل تعرف ذلك أجب؟".

:" حسنا أرى ما يحدث  تماما".

:" حصلت ثلاث تقلبات جوية هنا".

:" ثلاث تقلبات؟".

:" بعد الانطلاق بلحظات شعرت بوجود عواصف شديدة وتيارات هوائية متفاعلة، في أكثر من اتجاه واحد، هل تسمعني؟

:"اسمعك جيدا".

:" كما رأيت تعرضت لفقدان التوازن الكامل تقريبا، فعالجت الأمر كما يجب وتابعت التحليق بحرص شديد، على أي حال لا أنصح أحدا في التحليق، فالأحوال الجوية لا تساعد على ذلك.

بداية المغامرة لم تكن سهلة، كما يبدو أن عملية إنهائها تنبئ بكثير من المصاعب. علما أن هذه المصاعب تهون حيال المشاهد الفريدة التي يمكن التمتع بها من هذا الارتفاع الشاهق هنا.

حلقنا فوق جزء آخر من ملامح الأرض، هذه الملامح التي جاءت نتيجة التحولات التي أصابتها، منذ أن نشأت من العدم وعمدت كيانها من خلال البراكين، جذورها في السماء، وفروعها المحددة في الأرض.

شاهدنا الدمار القادرة على إثارته، وكنا شاهدين أيضا على انبعاث الحياة من الرماد الناجم عنها في دورة حياة لا نهاية لها، أو على الأقل، هذا ما يبدو من وجهة نظرنا كأشخاص معتادين على سرد المجريات.

الحقيقة، هي أن العالم بدأ بدوننا، ومن المحتمل جدا أن ينتهي بدوننا.

:" حسنا، لنجرب الآن".

:"جاهز؟ إنطلق. تابع تابع !"

إذا أخذنا بعين الاعتبار تاريخ تطور كوكبنا، وحاولنا أن نختصر حياته بعام واحد، ستكون ولادته في الأول من كانون الثاني يناير، لتظهر في أول أيار مايو أول أشكال الحياة، ويولد الديناصور في أواسط كانول أول ديسمبر، أما الثديات، ففي الحادي والثلاثين من الشهر نفسه.

يعني ذلك أن الكائن البشري يحتل الدقائق القليلة الأخيرة من ذلك العام، ترمز خمس ثوان منها فقط الألفي عام من الإمبراطورية الرومانية، هي حياة بكاملها، كحياة أي منا، التي تقاس بناء على ذلك، بجزء دسمالي من الثانية.

ما يعني أن هذا التحليق بأمجاده، ليس إلا لحظة كالبريق أو الشرارة التي أدت إلى انبعاث أول جزيء، في أحشاء ذرة من الغبار الكوني، في الفضاء الشاسع.

ولكن كل من لحظات التحليق هذه، تحمل معها المشاعر المكثفة، ينضح بإبداع  تلك الشرارة الخلاقة. لهذا، سنستمر بزيارة السماء بين يدي الريح، ونحلم بالقيام به، انطلاقا من البراكين النابضة.

 --------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster