|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
رونالد ريغان
شارلتون هيستون: كان رونالد
ريغان شخصية جذابة جدا بكل معنى الكلمة. كان طويل القامة وسيما، جذابا
بملامحه الجسدية، وملفت للأنظار. كل هذا يضيف إلى ما فيه من قيادي. كان
قائد عظيم. يعتبر الآن كرئيس جيد، أعتقد أن التاريخ سيمنحه مكانة أفضل
من هذه.
ماورين ريغان(ابنته): جعل سكان
هذا البلد يعتقدون أنه ليس هناك ما لا يمكنهم تحقيقه. في خطاب تسلم
الحكم عام واحد وثمانين قال كيف سنحل هذه المشاكل جميعها؟ كيف سنقوم
بكل هذه الأشياء؟ بسهولة. فنحن أمريكيون.
جورج شولتز: كان شخصية قوية
وطيبة، كان لطيف أصيل. كان يعاني من بعض المشاكل التي يراها الناس،
وقد شعرت دائما بأن عمل الفريق يكمن في حمايته من هذه الأشياء.
=-=-=-=-=-=
ولد رونالد ولسون ريغان
في السادس من شباط فبراير من عام أحد عشر هنا في تامبيكو إلينويز. كانت
هذه بلدة صغيرة ليس فيها طبيب وقد ولد بمساعدة طبيب أوقفته العاصفة.
هو الأخ الأصغر لطفلين أنجبهما
نيل وجاك ريغان. اعتبر والده أنه أشبه بصبي هولندي، فأطلق عليه لقب
ستاك، أو الأحمق.
ماورين ريغان: كانوا
فقراء جدا، أدمن والده على احتساء الكحول، مروا بلحظات عصيبة جدا،
ولكنها مليئة بالحب أيضا. كانت جدتي فريدة من نوعها.
هلين لاوتون(صديقة الطفولة): كانت
مسيحية مؤمنة فعلمته سبل التأقلم مع الأشياء التي تحدث. كانت تكرر
دائما، لا تدع الأشياء تحبط من عزيمتك.
هذا الجزء من وسط الغرب
هو سهل شاسع من الأراضي الزراعية، مليء بمجتمعات متماسكة جدا تعتمد على
نفسها. يبدو أن هذه الأرض هي التي منحت ريغان هدوئه الداخلي وتفاؤله
وثقته بنفسه.
انتقلت العائلة باستمرار
من مكان إلى آخر، مبددة المال على الإيجار والمشروب لجاك. ولكن ريغان
يذكر من طفولته مثال هوكلبري فين الأعلى.
منحه ذلك خصاله الودية
الجذابة، كما عززته بطموح شديد للذهاب إلى أماكن أخرى بحثا عن أشياء
أفضل. بدأ يوفر أجره لدفع مصاريف التعليم.
هيلين لاوتون: أذكر أولا أنه عمل
منقذا على الشاطئ. كان طويلا برونزي مستقيم، يبحر صعودو وهبوطا
بالزورق. وقد أنقذ حياة الكثيرين.
بيل تومبسون(صديق طفولة): اعتبرته
الفتيات وسيم جدا فكن يقذفن بأنفسهن في الماء ليعمل على إنقاذهن. تحدثت
مع بعضهن عبر مرور الزمن فقلن أنهن فعلن ذلك عن قصد.
جمع ريغان ما يكفي من المال
للدراسة ولكنه لم يكن موهوبا للدراسة كي لا نقول ما هو أسوأ. وجد
ريغان في المدرسة نشاطين سيطرا على حياته، هما السياسة والتمثيل. سرعان
ما انضم إلى اضرابات الطلبة، كما أحب الظهور على المسرح.
اعتبر ريغان أن السياسة والتمثيل
على صلة ببعضهما، فالممثل لا يكذب ولكنه يحتاج إلى جعل الناس يصدقون
شيئا غير صحيح. اعتمد على هذا المبدأ طوال حياته، بدءا من أول عمل له
كصحفي رياضي في محطة إذاعة محلية.
كان يعلق على مباريات كرة
المضرب مدعيا أنه كان هناك، ولكنه كان يجلس في الاستديو ويقرأ البرقيات
الصحفية التي تأتيه عبر فتاة تعمل معه.
كان على سبيل المثال يرسل برقية
تقول، جزاء، ثلاثة أربعة ثلاثة. لا يمكن أن أكون واقعيا إن صرخت أربعة
ثلاثة، لهذا كنت أقول: إنها ضربة جزاء وقد وصل الرامي ليمسك بالكرة
ويقذفها بحرارة نحو القاعدة الثانية، فتبع مرتين سعيا وراء الكرة
ليمسك به ويرميه نحو القاعدة الأولى.
ولكن الخدعة مضاعفة هنا،
فالمستمع كان يعرف أن ريغان لم يكن في الملعب ومع ذلك يتقبلون ادعاءه
بسرور. يدعي معارضوه أن هذه الخيبة المرغوبة التي قبل بها الطرفان
كانت مفتاحا لنجاحه السياسي.
حقق في كرة المضرب نجاحا
كبيرا، فقد ذهب للتمرن في كليفورنيا لتغطية فريق ولايته. وحين أراد
التمثيل اتصل بصديقة قديمة هي جوي هودجيس التي كانت تعمل في هوليود،
فاتصلت بوكيلها.
قلت له جورج يجب أن تقابل
هذا الشاب إنه رائع، فهو بارع في التعبير وسيم جدا، كما أنه سيعود إلى
ديموين يومخ الاثنين. فقال حسنا إن كان رائعا كما تقولين دعيه يأتي إلي
صباح غد. وقد التقيا كما أظن في هوليود وفاين. وقد أخذه جورج إلى وارنر
براذرز.
لم يحصلا على رد فركب
القطار عائدا إلى ديموين. وعند وصوله وجد تلغراف يقول سيدفع وارنرز
مائة دولار في الأسبوع ما رأيك؟ فبعث لهم برد يقول، وافق قبل أن يبدلوا
رأيهم سأستقل القطار التالي.
يوم العشرين من نيسان
أبريل من عام سبعة وثلاثين وقعت عقدا مع وارنر براذرز. وقد لعبت في
الفيلم دور مذيع في إذاعة بلدة صغيرة. ما رأيك بهذه التجربة؟
ازدهرت أعماله. كان وسيما
سهل التعامل، ورغم أنه لم يحقق النجومية إلا أنه تمتع بموهبة التمثيل.
كان مستعدا للعب أي دور يطلب منه.
روندا فليمينغ(نجمة هوليود):
صحيح أنه لا يفخر ببعض الأفلام التي عمل فيها، لم تكن سيئة بل كانت
جميعها أفلام عائلية، وما زالت تعرض حتى اليوم. ولكنه يستحق ما هو
أكثر.
لعب أفضل أدواره في فيلم
كينغز رو، حيث يلعب دور شاب فقد ساقيه في تصادم قطار.
روندا فليمينغ: أعود بالذاكر إلى
الخلف الآن لأتساءل، ترى كيف لم أتنبه حينها إلى ما كان عليه من وسامة
مدهشة، وكم كان أنيق فعلا؟؟ لا شك أني قدرت عاليا المزايا التي كانت
لدى روني في تلك الفترة. أقدر ذلك الآن أكثر فقد كنا حينها شبان بعد
ننشغل في التصوير والعمل الشاق والنمو والنضوج.
تزوج من الممثلة جين واين
التي كنت تتمتع بشهرة أكبر منه، وقد أنجبا طفلين طفلة اسمها مورين وصبي
اسمه مايكل. بدا ذلك له وللمعجبين كأنه حلم رومانسي.
لو كانون(واشنطن بوست): كانت
من تلك العلاقات الزوجية التي تبدو وكأنها في الجنة وليست في هوليود.
كان ريغان متمسك جدا بهذه العلاقة الزوجية وبزوجته. والقصة التي
سمعتها تقول أنه عندما جاء ريغان إلى البيت في أحد الأيام قالت بأنها
لا تريد أن تبقى متزوجة منه. وأعتقد أنه لم يتعافى من تلك الحادثة
بطريقة ما.
في هذه الأثناء أدى به
الاهتمام السياسي إلى رئاسته الأولى والتي كانت لنقابة ممثلي الشاشة.
وكان قد اكتسب براعة اكتسبها في العمل.
روندا فليمنغ: امتاز روني
بقدرته الهائلة على صنع السلام. كان وسيطا بالفطرة. تعرف أن التوتر
والتشنج موجود باستمرار بسبب ما يقال.. ولكن روني تمكن دائما من أن
يكون الشخص الذي يجمعنا ويقول: هيا سنعالج هذه المسألة.
شارلتون هستون(عضو في الهيئة
الإدارية للنقابة): كان بارع جدا في التفاوض، لسبب أساسي وهو أنه يتمتع
دائما بروح المرح. وهو صعب مواجهة شخص مفعم بالمرح فهو يهز رأسه موافقا
على وجهة النظر الأخرى، ثم يدفع في الاتجاه الآخر. هذه مسألة تستحق
الذكر.
التقى من خلال النقابة
بنانسي ديفيس، وهي ممثلة جاءته لطلب المساعدة. فتحابا وتزوجا وأنجزا
الأفلام معا.
سادت بينهما علاقة استمرت
طوال الحياة على نحو مركز يخاف الانغلاق، حتى استثنى ذلك طفليهما بيتي
ورونالد الابن.
كانت نانسي محافظة جدا،
فأخذت تدفع زوجها بعيدا عن الليبرالية نحو اليمين. كان الشيوعيون في
تلك الفترة يقدّرون قوة حلم الصناعة الأمريكية، ويروجون لنفوذهم في
هوليود.
كاسبر وينبرغر: هناك عدة
أشخاص في النقابة لم يهتموا بالحصول على أجور أفضل أو بالعمل ساعات أقل
أو ما شابه من المطالب العادية بل أرادوا جدول أعمال ممزق. لم يقبل
بذلك على الإطلاق، فقد كان وطني من حيث المبدأ، وهذا ما أبعده مبدئيا
عن الصف الليبرالي ودفع به نحو المعسكر المحافظ.
السؤال هو هل كنت عضوا في
الحزب الشيوعي؟
كانت حملة مطاردة ماكارثي
في أوجها وقد سر رئيس النقابة في الانضمام إليها.
كشفنا النقاب عن أكاذيبهم
عن رؤيتها، وقد عارضنا وسائلهم الدعائية، وأنا أستطيع التأكيد بالنسبة
لنقابة ممثلي الشاشة، أننا نجحنا كليا في منعهم من تكتيكهم المعتاد في
الحصول على الأغلبية في المنظمات عبر أقلية منظمة.
رغم ميوله المحافظة لم
يتخوف ريغان بشكل هستيري من حرية التعبير.
رونالد ريغان: لا أود أن يحرم أي
حزب انطلاقا من أفكاره السياسية، لأننا أمضينا مائة وسبعون عاما في هذا
البلد على أسس ديمقراطية صلبة وقادرة على مواجهة تسلط أي أيديولوجية
مهما كنا على خلاف معها.
اعتبر البعض أن لتحوله
نحو اليمين هو أكثر صلة بالضرائب من المبادئ.
إيد ميس (مستشار ريغان): لنتحدث
مثلا عن ضريبة الثمانية وتسعين بالمائة. لا يمكن لأحد أن يصدق بأن
الحكومة قد تصادر ثمانية وتسعين بالمائة من دخل شخص ما بعد عند مستوى
محدد. يمكن لمثل على هذا المستوى في هوليود مثلا أن يقول ماذا يدفعني
لتصوير فيلم آخر هذا العام؟
عند ذلك أصبح عمل ريغان
السينمائي حينها قد انتهى تقريبا، ولكن من الصعب فهمه دون فهم هوليود.
كان معجبا ببلدة تنسيل كأي مشاهد، وقد وجد هنا الصورة الأساسية لحياته.
عالم أشد حدة، وأكثر حيوية وجاذبية من الواقع بعينه. كما جمعه بزوجته،
ومعتقداته، ومبادئه السياسية.
تحول ريغان للعمل في
صناعة التلفزة الناشئة، وقد تحول إلى مضيفا في برنامج شركة جنرال
إلكتريك العملاقة.
قاده العمل في جولة عبر
البلاد للتحدث مع مجموعات من رجال الأعمال. وقد ألقى في هذه الفترة
خطابات تطالب بتدخل حكومي أقل، وحرية أكثر للشركات وبالطبع خفض
الضرائب.
عام أربعة وستون أدى
التمرد على سياسات الحزب المركزية إلى اختيار باري غولد واتر مرشحا
لمواجهة الرئيس الديمقراطي ليندون جونسون.
آراء غولدواتر اليمينية
جدا جعلت فرصه بالفوز ضعيفة، ولكن ريغان وافق على دعمه على الإدلاء
بخطاب تلفزيوني يصل إلى جميع أرجاء البلاد.
مذيع: سيداتي وسادتي نتشرف
بتقديم بعض الأفكار التي يدلي بها رونالد ريغان. سيد ريغان.
رونالد ريغان: شكرا، شكرا جزيلا.
كانت هذه أول مرة يشاهد
فيها الأمريكيون السياسي الجديد رونالد ريغان. عند النظر إلى تلك
الصورة من الصعب أن نصدق التأثير الذي خلفه لدى المحافظين الأمريكيين.
رونالد ريغان: جميعنا على موعد مع
المصير. فإما أن نضمن لأبنائنا الأمل بأفضل إنسان على الأرض، أو نحكم
عليهم بالتقدم في آخر خطوات لهم نحو ألف عام من الظلمات. لدى كل منا
القدرة، والكرامة والحق، لاتخاذ قراراتنا الخاصة، وتحديد مصيرنا
بأنفسنا.شكرا جزيلا.
أصبح دخول ريغان إلى
المعترك السياسي منذ تلك اللحظة أمر لا بد منه. أما الخطوة الأولى
فكانت من ولاية مقر هوليود.
مورين ريغان: كان يعتقد أنه بعد
هزيمة غولدواتر لا بد أن يأتي مرشح يكون حاكما على ولاية كليفورنيا عام
ستة وستين، ولا بد أن يدعمه. كان يرى في نفسه شخصا يخرج دائما في حملات
من أجل الآخرين. وقد فوجئ جدا حين تبين له أنه كان يقود الاستعراض.
أك ليليس(تنفيذي لدى أفلام
برامونت): أخذ الأمر يتراكم، وانتقل النبأ من شخص إلى آخر، وقبل أن
يدرك الأمر كان في مطعم وأخذ الناس يسألونه، لم يسأله أحد ما هو فيلمك
القادم، ولم يعلق أحد على فيلمه الأخير بل سأله الجميع متى ستعلن ذلك
متى سترشح نفسك لمنصب حاكم الولاية؟ فوجئ جدا بما سمعه، حتى تغلب عليه.
الحاكم القادم لولاية
كليفورنيا رونالد ريغان!
لين نوفزيغير: لا شك أن خصومه قد
استهتروا جدا به منذ البداية منذ بات براون حين أعلن ترشيحه لمنصب
الحاكم، حتى جيمي كارتر، لقد ظنوا أنه مجرد ممثل أحمق، ليتبين أنه ليس
أحمق والمهارة التي استعان بها كممثل أفادته جدا من سوء حظ الآخرين
أنهم ليسوا أفضل منه في التمثيل.
ستو سبنسر(مستشار سياسي): حين
تذهب إلى حانة في تلك الأيام تجد رونالد ريغان يتحدث عبر التلفزيون،
أقصد هنا المناطق العمالية، حيث تجدهم يجلسون حوله ويقولون نعم أحسنت
نعم أحسنت وكأنه يحدثهم في المسائل التي تعني لهم شيئا.
فاز رونالد ريغان
بالانتخابات بفارق كبير، ولكنه لم يكن يعرف ماذا سيفعل وماذا ينتظره.
مورين ريغان: حدثني مرة على
الهاتف قائلا أنه أشبه بعيد الميلاد فكلما فتح خزانة وجد هدية أخرى
بانتظاره. لا شك أنه فوجئ جدا. كان معدل نمو كليفورنيا منخفض جدا في
تلك الفترة، لهذا لا أعتقد أن أي شخص كان يدرك ما سيكون الحال عليه من
سوء.
أدرك داعية خفض الضرائب
ريغان أن الأمر لن يكون سهلا، وأن عليه زيادة الضرائب. بعد عام من ذلك
أخبره المدير المالي أن لديه الآن فائضا، فكيف سيصرف الأموال؟
كاسبير وينبيرغير: قال أنه ليس
لديه أي مشروع محدد ولكنه يريد القيام بعمل غير اعتيادي. سنعيد المال
إلى أصحابه عبر إعادة الضرائب. سألني إن كان هذا قد حصل من قبل فأجبته
بأني لا أذكر فقال حسنا لنبدأ منذ الآن، وأضاف لم يسبق لممثل أن كان
حاكما من قبل.
ولكن طريقة تعامله من
الاضطرابات الطلابية هي التي أكسبته الشهرة في جميع أرجاء البلاد.
إدموند ميس( مسؤول الموظفين): حصل
هذا أواسط الستينات وسط جيل الأنانية ومعاداة السلطات، جيل أراد
المكافأة المباشرة. كانت تلك مرحلة صعبة في البلد. ومع ذلك أكد رونالد
ريغان أنه لا يمكن أن نضعف ونستسلم لهذا النوع من الناس.
لم تؤثر الاضطرابات سلبا
على أصواته إذ أعيد انتخابه عم سبعين بغالبية أكبر. أخذ الأمريكي
المحافظ يعتبر أن ريغان هو المنقذ، فتى الأفلام الطيب الذي يدخل البلدة
على ظهر جواد أبيض.
مايكل ديفير(مساعد ريغان): أذكر
أني كنت في رحلة بالطائرة، فاقتربت منه سيدة لتقول يجب أن تترشح
للرئاسة فالبلاد بحاجة إليك. فالتفت إلي وقال هل تعلم؟ أعتقد أنها على
حق.
عام ستة وسبعون قرر خوض
الانتخابات ضد جيرالد فورد الذي جاء بعد فضيحة نيكسون. بدا فورد ضعيفا،
ولم يكن محافظا في العمق. كانت تحديات عنيفة ما أجبر الرئيس على
استخدام كل ما لديه لكبح جماحه، ففاز بالانتخابات بفارق حفنة من
الأصوات. ولكن سرعان ما تبين من هو الفائز الحقيقي.
ريغان: أعتقد أن الحزب
المحافظ يتمتع ببرنامج..
يمكن لأي مندوب إلى
المؤتمر وهو يشاهد تغير ملامح فورد أن يدرك بأنه اختار الشخص الغير
مناسب.
فاز بالانتخابات
الديمقراطي جيمي كارتر، وهو شخص شريف غرق في مشاكل المنصب. ألقي اللوم
عليه ظلما في أزمة الطاقة، ولكن الأسوأ من ذلك هو القبض على الرهائن في
إيران.
أسر المعادون لأمريكا
اثنين وخمسين رهينة من العاملين في السفارة الأمريكية في طهران. انتهت
محاولة الإنقاذ بكارثة، وبدت أمريكا عاجزة أمام بلد معاد من العالم
الثالث. انهارت شعبية كارتر، ما جعل ريغان يصبح الخيار التالي
للجمهوريين أوتوماتيكيا.
مناظرة بين ريغان وكارتر(كارتر):
الوقاية من المراض، والتركيز على رعاية مرضى الخارج، وليس العناية
بالمرضى..
أبدى ريعان في المناظرة
قلة إدراك للسياسة بالمقارنة مع كارتر المحنك والجدي جدا.
كارتر: هذه هي عناصر الضمانة
الصحية الوطنية الهامة للشعب الأمريكي..
ولكنه حاول أن يظهر
بملامح الاسترخاء وهو يختصر الكلام بعبارات قليلة.
رونالد ريغان: عدت مرة أخرى..
عندما كنت..
والتر موندال: رأوا فيه نوعا من
الجد الودي الذي يتمنى الجميع لو أنه جزء من عائلته. وقد يكون قد ارتكب
بعض الأخطاء كما يفعل الأجداد ولكن أفكاره صائبة. كما يتمتع بروح
التفاؤل والأهداف الوطنية، وهذا ما كانوا يريدونه.
تكمن وراء ملامحه اللطيفة
قوة أهداف قيمة. ما سعى إليه ريغان هو التخلص كليا من الاجماع السياسي
القديم. وهكذا فإن جدول أعمال رونالد ريغان سجلت تحول أيديولوجي جذري.
رونالد ريغان: أود اليوم القيام
بحملة صليبية، وأود قيادة هذه الحملة بمساعدتكم، وهي حملة لتخليص شعب
هذا البلد العظيم من الحكومة. ومنحه الحرية للقيام بتلك الأشياء التي
أعرف أنه يتقن القيام بها، لأنه قام بها في الماضي وجعل هذا البلد
عظيما.
في تشرين الثاني من عام ثمانين
بلغ ريغان أنه حقق نصرا مدهشا بحصوله على أربعة وأربعين ولاية من أصل
واحد وخمسين. وتمثلت المكافأة الإضافية بانتهاء أزمة الرهائن في نفس
اليوم الذي تسلم فيه السلطة.
اعتبرت أمريكا أمة تعاني
الكآبة على الدوام، وقد جاء انتخاب ريغان في لحظة تحول لمزاجها.
رونالد ريغان: أنا رونالد ريغان
أقسم بوقار..
بأني سأتولى بإخلاص منصب
رئيس الولايات المتحدة،
رونالد: بأني سأتولى بإخلاص منصب
رئيس الولايات المتحدة. بمعونة الله.
أراد البلد أن يستعيد
الثقة بنفسه ثانية وهذا ما وعد به رونالد ريغان.
رونالد ريغان: لدينا القوة
والإرادة، لحل المشاكل التي تواجهنا. عل أي حال، لماذا لا نؤمن بذلك؟
ونحن أمريكيون. بارككم الله شكرا.
أراد أن يؤكد ملامح
شخصيته القاسية. كانت نقابة عمال الطيران من النقابات القليلة التي
دعمت حملته الانتخابية، ولكنها تخلت عن عقودها ولجأت إلى الإضراب.
فعالج ريغان المشكلة على الفور.
لو كانون(واشنطن بوست): لا شك أن
إضراب عمال التحكم الجوي يعتبر من الأحداث الهامة التي حياة الرئاسة.
وهي فريدة في رئاسة ريغان. اعتبر الجميع ما قام به مؤشرا، فعندما صرف
عمال التحكم الجوي لرفضهم الإقلاع عن الإضراب أثبت للجميع بأنه سيكون
رئيسا حاسما في تسيير شؤون البلاد.
في آذار مارس من عام واحد
وثمانين قام شاب مسلح بما هو أشد إيلاما.
رونالد ريغان: كنت في السيارة
تقريبا عندما سمعت صوتا أشبه بالألعاب النارية. فقلت هل هذه ألعاب
نارية؟ ما هذا؟ كان ورائي شاب من الخدمات السرية، فأمسك بي على الفور
ودفعني إلى داخل السيارة. كان فاصل المقعد منزلا فارتميت فوقه بينما
قفز هو من فوقي لحمايتي وقد فعل. عند ذلك شعرت بأسوأ ألم تملكني على
الإطلاق. فقلت له جيري ابتعد أعتقد أنك حطمت أحد أضلعي، وعند ابتعاده
نهضت وجدت بقعة من الدم الأحمر النازف. علمت بعدها أنه من الرئة. عند
وصولنا إلى المستشفى كنت أستعمل منديلي ومنديله المضرجان بالدم. أدركت
عند ذلك أني تعرضت لإطلاق النار وأني سأخضع لعملية جراحية فنظرت من
حولي قائلا أتمنى أن تكونوا جميعا من الجمهوريين. فرد مسؤول الأطباء
قائلا نحن اليوم جمهوريين جميعا.
محاولة الاغتيال هذه
منحته صفة رجل لا يهزم. نجا هذا الرجل المتقدم في السن من الموت ليحافظ
على هدوئه المعتاد وروحه المرحة دون أذى.
ماذا ستفعل عند وصولك إلى
البيت.
رونالد ريغان: سأجلس.
حاول تحديد مفهومه للتغير
بعد أن تعززت شهرته بشكل هائل. ولكن الاقتصاد لم يكن على النحو
المطلوب.
أثبتت نظرية ريغانوميك
فشلها الذريع. وهي تكمن في خفض الضرائب والمصاريف الحكومية الذي سيؤدي
إلى شحن الطاقة لدى الشعب الأمريكي وتدفق الثروات على جميع فئات
المجتمع. من سوء حظه أن هذه النظرية المعلنة لم تعمل وفق ما روج لها.
والتر موندال: كان يكره الحكومات
الكبرى والبرامج الاجتماعية. وكانت نظريته تقول أنه إذا حرمنا الحكومة
الأمريكية من الموارد حتى تنهار غالبية الأشياء التي لا يريدها. ولكن
هناك جانب آخر يتعلق بزيادة ميزانيات الدفاع. وهكذا فإن الفارق بين عصر
الموارد ورفع مصاريف وزارة الدفاع يخلق فجوة هائلة في الميزانية
الفدرالية.
رتشارد بيرل: أذعن مرة بعد أخرى
لمسألة البرنامج الحكومي علما أنه لا بد من خفضها جذريا إذا أراد تحقيق
أهدافه الساعية لتقليل المساعدات وخفض التدخل الحكومي.
جرت العادة أن يتم عند الفشل
البحث عن كبش محرقة لإلقاء اللوم عليه. فلم يضطر فريق ريغان المالي
للبحث بعيدا عنه.
مايكل ديفير( مساعد ريغان): حاول
رونالد ريغان التحكم بالميزانية، وعمل على خفض العجز، ولكن الكونغريس
الديمقراطي رفض منحه الميزانية. عمل أعوام ثمانية بدون ميزانية. وبعد
عامين ونصف العام تقريبا، أذكر أنه قال لستوكمان وبيكر، حطموهم، فهم لن
يقدمون لي ميزانية. سأقوم بما وعدت بالقيام به سوف أحضر السوفيت إلى
طاولة المفاوضات. سأستمر بجعلهم يرون قدرتنا على خفض الميزانية ولكن إن
رفضوا ذلك، سيتحملون جزءا من الملامة الناجمة عن العجز.
ثم لجأ الرئيس إلى
السوفييت، ويبدو أن الشيوعيين كانوا في كل مكان، كما كان الحال عليه في
هوليود.
رونالد ريغان: هل يمكن للولايات
المتحدة أو للعالم الحر عموما، أن يقف مكتوف الأيدي حيال انضمام الشرق
الأوسط إلى المعسكر السوفيتي؟
جلبت مخاوفه من التوسع
السوفيتي كارثة أصابت وحداته في لبنان، ثم تبع ذلك مباشرة نصر حققه في
بحر الكاريبي.
في بيروت قتل مائتين
وواحد وأربعين من رجال البحرية الأمريكية من خلال انفجار انتحاري.
بعد يومين فقط اجتاحت
الولايات المتحدة جزيرة غرانادا وذلك لإسقاط حكومة تقدمية منتخبة،
وذلك بحجة مخاوف ريغان من التوسع السوفيتي.
لم يشكل اجتياح قوة عظمى
كالولايات المتحدة لجزيرة سياحية صغير أي أمجاد تذكر، ولكن هذه الصور
التلفزيونية الحية لإنقاذ حفنة من الطلبة الأمريكيين تحولت إلى نصر في
العلاقات العامة.
محاولة الاغتيال واجتياح
غراناد وبعض النمو الاقتصادي كلها جعلت من ريغان أشهر من أي وقت مضى.
رونالد ريغان: صباح الخير جميعا،
الجميع يبدو بحالة جيدة وسرور.
لا شك أن فريقه قد أتقن
الترويج لصورة رنانة له، كما أدرك بدوره أن الحياة العامة تمنح المرء
فرصة واحدة.
ها هو هنا في ذكرى يوم الحسم يذكر
قولا لابنة أحد المقاتلين القدامى.
رونالد ريغان: كل رجل داست أقدامه
أوماها في ذلك اليوم، كان بطلا. لن أنس ما تعرضت له أبي، ولن أسمح لأي
شخص آخر ينسى ذلك. أبي، سأفخر بك دائما. عبر كلمات ابنته الحبيبة التي
هي معنا اليوم، جعلنا هذا المقاتل نرى معنى هذا اليوم أفضل من أي رئيس.
مايكل ديفير: قال أنه لا يمكن
خداع الكاميرات. هناك عدد كبير من الناس في هذا البلد يعتقدون أنهم
يستطيعون ذلك. ولكن ريغان أدرك أنه لا يستطيع وأن هناك شيء ما بداخلك
نستطيع رؤيته عبر الكاميرا. لا شك أنه كان يؤد ذلك ونحن أيضا.
عام أربعة وثمانون ساعده
الديمقراطيون باختيار والتر موندال نائب الرئيس كارتر مرشحا لهم. كان
حكيم واقعي ولكنه لا يتمتع بسمعة ريغان. مرة أخرى استعان الرئيس
بالفتنة الشعبية للتستر على الفجوات في إلمامه السياسي. والحقيقة أن
سنه قد تحول حينها إلى مسألة جدية.
أنت الآن أكبر رؤساء
الجمهورية سنا في التاريخ. أذكر أن الرئيس كندي اضطر لقضاء عدة أيام
دون أن يتمكن من النوم خلال أزمة الصواريخ الكوبية. هل لديك أدنى شك في
قدرتك على العمل ضمن ظروف كهذه؟
رونالد ريغان: على الإطلاق سيد
ترويت أريدك أن تعرف أيضا بأني لن أجعل من السن مشكلة في هذه الحملة.
لا أريد أن أستغل هنا لأهداف سياسية صغر السن لدى خصمي وعدم خبرته.
والتر مونديل(المرشح
الديمقراطي84): تعرضت لهزيمة نكراء. بدوت وكأني طبيب أسنان يحمل أدوات
مخيفة. لقد تمكن من قلب المناظرة رأسا على عقب، بدل التحدث عما يجب
القيام به لمواجهة الواقع الخطير الذي كنت أحاول التعامل معه، ومن
بينهم خفض نسبة العجز. تعرف أنه ينطلق من الاعتماد على التفاؤل، وقد
توجه إلى الشعب الأمريكي قائلا الطريقة المناسبة لحل المشاكل
الاقتصادية في أمريكا بخفض الضرائب. وقد طالب الشعب الأمريكي بالتضحية
لرفع دخله الشخصي، فتقبل الفكرة على الفور.
رونالد ريغان: أشرق
الصبح من جديد فغي أمريكا، سيخرج اليوم أعداد من الرجال والنساء إلى
العمل أكثر من أي وقت مضى في تاريخ بلادنا. مع خفض الضرائب ونسبة
التضخم سيشتري المزيد من الناس منازل جديدة، لتنعم العائلات الجديدة
بالثقة في المستقبل. أمريكا اليوم أشد فخرا وقوة، لأنها أفضل. لماذا
نريد العودة إلى حيث كنا قبل أقل من أربع سنوات.
أعيد انتخاب ريغان بمثل
هذه الإعلانات التجارية المتفائلة وقد حاز هذه المرة على غالبية أكبر.
رونالد ريغان: لم تروا شيئا بعد،
بارككم الله، شكرا جزيلا.
كان أول المهنئين له في
واشنطن زعيمة يسميها بأفضل الرجال في بريطانيا. صديقته السياسية
المقربة مرغريت ثاتشر.
مرغريت ثاتشر: نحن في
بريطانيا نعتبر انك رئيس رائع. نشاطركم العديد من الأهداف، والإصرار
على تحقيقها، وقد تمكنت من جمعها جيدا. وليتني أستطيع تقليد اللهجة
الأمريكية لأقول: لم تر شيئا بعد.
يرمز تحالف الزعيمان إلى
انبعاث الجناح اليميني في العالم. وقد قيل أنه كان يملك القوة
والشعبية، أما هي فكانت تملك العقل المدبر.
مارلين فيتزواتر(سكرتير الصحافة
الرئاسي): واجه الاقتصاد العالمي مشكلة جادة، وفجأة اكتشف كل من رونالد
ريغان ومرغريت ثاتشر وجود الآخر، واكتشفا أنهما متفقان على أن الحل
يكمن في خفض الضرائب والمزيد من تسليم الناس زمام الأمور ومزيد من
الحرية في الأسواق، ومزيد من المناورة للشركات وسياسة ضرائبية تشجع
رجال الأعمال وما إلى هنالك.. ثم بدءا التحدث بالأمر، فتحولا إلى قوة
حاسما وخلال عامين فقط تمكنا من تجديد أفكار مجموعة السبع كليا فيما
يتعلق بالاقتصاد العالمي.
كما اتفقا على آراء أخرى
تتعلق بالاتحاد السوفيتي.
رونالد ريغان: حسنا اخوتي
الأمريكيين يسرني أن أقول اليوم بأني وقعت قانونا يخرج روسيا عن
القانون إلى الأبد، وسنبدأ القصف بعد خمس دقائق.
كانت هذه دعابة سجلت
بالصدفة، ولكن ريغان كان يعتقد بأن سياسة التعايش السلمي القائمة لم
تعد كافية، معتبرا أن الاتحاد السوفيتي أصبح عدوانيا وتوسعيا لا بد من
كبحه.
رونالد ريغان: لنصلي معا من أجل
خلاص جميع الذين يعيشون في ظلمات الحزب الواحد. لنصلي كي يكتشفوا متعة
الاعتراف بالله. ولكن حتى حينها، لنعي جيدا أنهم أثناء ادعاء تفوق
الدولة، وإعلان التفوق على الأفراد ويتوقعون سيطرتهم النهائية على جميع
شعوب الأرض، فهم مركز الشر في العالم المعاصر.
روبرت ماكفارلين(مستشار الأمن
القومي 83-85): اعتبر رونالد ريغان أن التعايش السلمي فكرة فضفاضة
جدا. لم يوافق على مبدأ أن قدرة الغرب على وقف التقدم السوفيتي هي
الأفضل، وبما أنهم يملكون ثروات وموارد غنية كالنفط والغاز وغيره فهم
يستطيعون العيش بدون رأس مال إلى الأبد، لهذا فإن أفضل ما يمكن السعي
إليه هو الحد من تقدمه. لم يوافق على ذلك. واعتبر أن علينا منافستهم،
وأننا إن ضغطنا على الاقتصاد السوفيتي يمكننا تدميره.
روع الرئيس ريغان بحقيقة غياب
نظام دفاعي ضد الهجمات النووية، وأن أحدا لا يعمل على إيجاده. اصبح
يشتهر في الخارج بأنه مهووس بالحرب، أما في الواقع فقد كان يرتعد من
مجرد وجود الأسلحة النووية.
جورج شولتز: يجب ألا يفاجئ ذلك
أحدا، لأنه قال عدة مرات بأن العالم سيكون بحالة أفضل لو لم يكن هناك
أسلحة نووية. ولكن أحدا لم يأخذ كلامه على محمل الجد. تعرض لتجربة في
الفترة التي كان فيها مرشحا، تركت أثرا كبيرا عليه. ذهب إلى مكان اسمه
جبل شيان، وهو جبل حفر فيه نفق، تمر منه القوات الجوية، وسط أجواء من
المراقبة الجوية العالية والتحذير والمتابعة الدقيقة، كانت مشاهدتها
رائعة جدا. لقد شاهد ذلك وسمع شرحا عنه، كما كانوا متحمسين لتقديم عرض
له. بعد انتهاء الجولة، قال للجنرال المسؤول: ماذا سيحدث إن تمكنت إحدى
الصواريخ النووية السوفيتية التي حدثتني عنها، فأجاب الجنرال ستقضي
علينا جميعا. فسأل الرئيس ماذا يمكن أن نفعل إذا؟ فرد الجنرال لا شيء.
لم ينس ذلك أبدا.
رونالد ريغان: أوجه نداءا إلى
المجتمع العلمي في بلادنا، إلى اللذين قدموا الأسلحة النووية، كي
يركزوا الآن مواهبهم نحو قضية الكائن البشري والسلام العالمي، بمنحنا
الوسائل التي تردع هذه الأسلحة النووية المهجورة العقيمة.
رأى ريغان أنه من الممكن
بناء درع ضد الصواريخ العالمية يحمي المدنيين من الهجمات النووية. عام
ثلاثة وثمانين أقنع نفسه بأن هذه المعجزة ممكنة. يمكن للعلماء تشكيل
مجموعة من الأسلحة القادرة على تدمير جميع الصواريخ القادمة وهي في
الفضاء بعد.
مرلين فيتزواتر: كانت لديه
رؤية تجعلك وهو يتحدث عن الأمر ترى العالم بين يديه. وعند ذلك يقول ألن
يكون رائعا لو تمكنا من بناء مظلة فوق العالم، عند ذلك يضع يديه فوق
العالم وكأنه يحمي بالون منفوخ بالهواء، ثم يقول: سيحمينا ذلك جميعا،
فلا يتمكن أحد من إطلاق النار، ويضيف عند ذلك سأتقاسم أسلحتي مع أي بلد
يريدها. إن حصلنا على هذه المظلة لن نحتاج إلى الأسلحة النووية بعد
الآن.
رتشارد بيرل(مساعد في وزارة
الدفاع81-87): كان رونالد ريغان صاحب رؤية، ولم كانت قوانين الفيزياء
لتكبحه، لهذا فإن التزامه بمفهوم الدفاع الاستراتيجي الذي يجعل من
الولايات المتحدة وحلفائها عاصية على الهجمات الروسية كان أساسيا.
كان يكره الأسلحة
النووية، وعندما كان يتحدث عن عالم خال من الأسلحة النووية كان يعني ما
يقوله، وهذا ما أخاف مستشاريه في البنتاغون.
العلماء يحبون إنفاق
المليارات من الأموال العامة، ولكن البنتاغون نفسه كان يدرك بأن المظلة
لن تدافع عن المدن، ولكنها ستحمي ما يكفي من الصواريخ الأمريكية للرد
على الضربة السوفيتية الأولى.
رأى السوفيت في ذلك قوة
نووية في الفضاء قادرة على توجيه الضربة المحكمة الأولى ضدهم.
وهكذا فإن الاجتماع الأول
مع الزعيم السوفيتي المعتدل ميخائيل غورباتشيف كان بالغ الأهمية. وقد
عقد عام خمسة وثمانون في جنيف.
كان هذا بمثابة اختبار
لسياسة تحقيق النصر بالقوة، وصل إلى هناك وهو على قناعة بمشروع المظلة
كما كان على استعداد لتقاسمه مع السوفيت. ولكنه أراد أولا اختبار
الزعيم الجديد.
جورج شولتز: وهكذا جاء
غورباتشيف، وحياه الرئيس على سلالم الفيلا، ثم جلس معه في غرفة على
انفراد بحضور المترجمين. أخذنا نجول في الجوار بعد مرور عشر دقائق
تبعتها عشرين دقيقة، ثم نصف ساعة، ثم ثلاثة أرباع الساعة. عند ذلك جاء
إلي الرجل المعني بتطبيق جدول الأعمال مرتعدا، وقال من الأفضل أن أدخل
لإنهاء الحوار. فأجبته إن فعلت هذا ستكون غبي جدا، هذا كل ما في القمة.
يعمل الرئيس على تقييم شخصية غورباتشيف. يحاول أن يعرف مع أي نوع من
الرجال يتعامل. ولا شك أن غورباتشيف يفعل ذلك أيضا. ومن الضروري أن
تبقى هذه العملية على حالها.
شفردناتزه(وزير الخارجية
السوفيتي): أعتقد انه كان اجتماع عادي بين كائنين بشريين، استمر طوال
ساعتين حتى شعر الزعيمين أن الحوار بينهما ممكنا. أما بالنسبة لاجتماع
ريكيافيك بين واشنطن وموسكو، فأعتقد أنها كانت ثمرة الثقة التي نجمت عن
اللقاء الأول بين الطرفين في جنيف، لهذا يمكن اعتباره اختراقا. هل يمكن
أن تتخيل حوارا بين طرفين لا يمكن المصالحة بينهما؟ لأن هذا ما كان
الحال عليه بيننا.
بدأ اليوم التالي بهذه
الصورة الودية. ولكن خلف الأضواء كان غورباتشيف يدعو ريغان لوقف العمل
بمشروع المظلة. ولكن رفض ريغان جاء بنفس الحماس.
جورج شولتز: عند دخول الرئيس
ريغان إلى هناك، ساد صمت القبور في تلك الغرفة. مرت حوالي ثلاثين ثانية
على دخوله بصمت ولكنها بدت أشبه بدهر من صمت القبور. وعندما تحدث
غورباتشيف قال: السيد الرئيس، أنا لا أتفق معك ولكني أدرك بأنك تعني
ذلك. بدا ذلك وكأنه وقع قطعة نقدية، لكنه ترك أثرا قوي لأن غورباتشيف
كان يعرف بأنه لا يستطيع إقناعه بالعدول عن الفكرة بأي شكل كان، ما
يعني أنه أمام رجل لديه قناعته المتأصلة.
في العام التالي التقى
الرجلان ثانية في إيسلندا، علقت على القمة آمال كبيرة مع استمرار تقدم
المحادثات. بلغت لحظة ساد فيها إحساس بإمكانية التوصل إلى اتفاق يلغي
الأسلحة النووية مع نهاية القرن. كانت تلك نتيجة مدهشة بعد أربعين عاما
من الحرب الباردة. ولكن مشروع المظلة بقي عائقا. أصر غورباتشيف على
ضرورة عدم تجربته خارج المختبرات. لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق بدون
ذلك. عاد ريغان ليرفض من جديد.
سيدي الرئيس هل تمكنت من إحراز أي
تقدم؟
ريغان: ليس بعد.
رتشارد بريل: تعرض الرئيس لضغوط
هائلة للتخلي عن مبادرة الدفاع الاستراتيجي، في سبيل الحصول على
تنازلات من غورباتشيف مقابل ذلك، وفي اللحظة المناسبة فكر فيما إذا كان
عليه تقديم بعض التنازلات، عند ذلك نظر إلى قائد القوات قائلا: على أي
حال ألا يمكن الموافقة على هذا، كي نغادر المكان ومعنا اتفاق؟ كان سؤال
بلاغي طبعا ولم يجبه أحدا لكنها كانت لحظة يدرك فيها الجميع بأنه سيخرج
من ذلك المنزل في ريكيافيك، بدون اتفاق.
جورج شولتز: كانت تلك مرحلة
مأساوية في النهاية، غذ اراد الرئيس أن يعدد المكاسب، ولكنه لا يريد
التخلي عن مشروع الدفاع الاستراتيجي. ثم كتب لي ملاحظة صغيرة. رايته
وهو يكتبها ويمررها لي، كنا نجلس معا في تلك الغرفة في ريكيافيك.
يسألني فيها: هل أنا على حق؟ فأجبته نعم.
جاءت النهاية المفاجئة
بخيبة مدمرة. خرج جورج شولتز لمواجهة الصحفيين وإبلاغهم بالقصة
الكاملة.
جورج شولتز: لا يمكن للرئيس
التخلي ببساطة عن المصالح الأمنية الأساسية للولايات المتحدة وحلفائها
والعالم الحر.
ولكن سرعان ما أعيدت
كتابة التاريخ. إذ يقال أن التقدم التكنولوجي الأمريكي قد أخضع
الاقتصاد السوفيتي المهتز إلى مزيد من الأزمات.
دونالد ريغان: أدرك غورباتشيف
بأننا سوف ننتزع الصواريخ منه ما يعني انتزاع قدرته على تدميرنا، لن
يبقى لديه شيئا، لأنه لن يتمكن من تدميرنا اقتصاديا. أما نحن فنستطيع
تدميره اقتصاديا. حين أدرك في ريكيافيك بأن ريغان سيبقى على موقفه،
وأنه يصر على حرب النجوم، ألقى بجميع أوراقه، وخلال عام واحد أخذ يبحث
في الشروط.
رتشارد بيرل: ربما كان هذا أصعب
قرار اتخذه في حياته السياسية، وبالعودة إلى الوراء فرغم أن هذا كان
بنظر الكثيرين فشلا ذريعا للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، يمكن
القول الآن أنه شكل منعطفا هاما في الأيام الأخيرة من الحرب الباردة.
بعد عامين من ذلك عزز
ريغان نقاط القوة بزيارة إلى موسكو.
مارلين فتزواتر: هناك لحظة في
نهاية الاجتماع يقول فيها غورباتشيف دعني أحدثك على انفراد بعيدا عن
المستشارين، فسارا معا حتى نهاية الغرفة، وكان غورباتشيف يقف عند أسفل
ذقنه على مسافة إنشين فقط حتى كادت أقدامهما تتلامس وهو يلوح له بإصبعه
قائلا السيد الرئيس هذا ما يجب أن تفعله إن أردت سلاما إن أردت
لتحالفنا أن يكون أفضل يجب أن تعود إلى سياسة التعايش السلمي، هذه
اللهجة البيانية ستفي بالغرض. فنظر إليه رونالد ريغان قائلا لا، لا،
يجب أن نفوز في الحرب الباردة. ثم استدار خارجا من هناك.
إذا هل فاز ريغان في
الحرب الباردة وأدى إلى انهيار الاتحاد السوفيتي؟ أم أنه دفع مبنى
متهالك وهن من الداخل أصلا؟
دونالد ريغان: بالعودة إلى
الوراء، يمكن القول أنه لو استمر سباق التسلح، أعتقد أن الاتحاد
السوفيتي كان سينهار عاجلا أم آجلا على أي حال. لأننا ندرك الآن كم كان
ضعيفا. ولكن الحالة التي وصف بها من قبل وكالات الاستخبارات ووسائل
الإعلام أيضا، كان يبدو قويا، ما جعلنا نعتقد أننا حيال عدو قوي وليس
مجرد قشرة ضعيفة.
إدوارد شفردناتزه: لو كان في
السلطة شخص أقل صلابة من الرئيس رونالد ريغان لما حصل أي اختراق لإنهاء
الحرب الباردة.
بقي ريغان شخصية غامضة للكثير من
الأمريكيين رغم نجاحاته. إذ كان عند مواجهة الأحداث الهامة يبدو أكثر
اهتماما بالقصص والحكايات الساخرة، وهي تحوي بالنسبة له حقائق أهم من
جميع الوقائع.
تقول القصة أن أمريكي
التقى بروسي وأخذا يتجادلان حول بلديهما فقال الأمريكي، أنا أستطيع
الدخول إلى البيت البيضاوي وأضرب على طاولة الرئيس قائلا سيدي الرئيس
لا تعجبني الطريقة التي تدير فيها البلاد. فقال الروسي وأنا أستطيع
ذلك. فسال الأمريكي تستطيع فعلا؟ فرد الروسي نعم. أستطيع الدخول إلى
مبنى الكرملين وأضرب على مكتب الأمين العام قائلا أن الطريقة التي يدير
فيها الرئيس ريغان بلاده لا تعجبني.
إدوارد تشيفاردناتزه: أذكر جيدا
أنه كان طريفا، وكان يتمتع بذاكرة جيدة. لم أعرف شخصا يذكر هذا الكم
الهائل من النكات. لديه كل يوم قصة ودعابات سياسية ساخرة حول الاتحاد
السوفيتي وغيره. أحيانا ما كانت اجتماعاتنا تعج بالضحك المتفجر.
عادة ما يمثل الرئيس
الأمريكي رئاسة الحكومة وزعامة البلاد أيضا، بما يشبه رب العائلة
المالكة الذي يعكس إدراك الأمة لذاتها. يبدو أن ريغان كان أكثر انسجاما
مع هذا الدور من ذلك المتعلق بالحكم. ولم يكن بحالة أفضل مما يكون عليه
عندما تواجه الأمة مأساة.
انطلقت السفينة الفضائية
الخامسة والعشرين مخلية البرج.
المتحكمين بالأجواء
هنا ينظرون إلى الوضع بحذر شديد. لا شك أن هناك خلل كبير.
رونالد ريغان: هذا يوم للذكرى
والحداد. أنا ونانسي تألمنا جدا للمأساة التي أصابت سفينة شالنجر.
كرمنا فريق سفينة الفضاء شالنجر بالطريقة التي عاشوا بها حياتهم. لن
ننساهم أبدا، ولن ننسى آخر مرة رأيناهم فيها، هذا الصباح وهم يستعدون
لرحلتهم ويلوحون بأيديهم مودعين، ليتخلوا عن الروابط في الأرض، لملامسة
وجه الله. شكرا.
يقولون أن العمل الشاق لم
يقتل أحدا ولكني أتساءل لماذا نخاطر؟ هذا ما قاله ريغان. وقد اعتبر أن
الاستراحة بالغة الأهمية فأخذ أكثر وأطول إجازات من أي رئيس معاصر.
إنهما هنا في مزرعة رانشو
ديل سيلو الصغيرة جدا في جبال كليفورنيا، والتي يعتبرها مكانه المفضل
في العالم.
هذه القدرة على الابتعاد
عن شؤون الحكم اليومية عرضته للنقد الشديد، وقد ساعدت على إيقاعه في
أسوأ أزمة عرفتها رئاسته، هي أزمة كادت تضع حدا لها.
عادت مشكلة الرهائن إلى
السياسة الأمريكية بشكل مأساوي. تمكنت مجموعات من الحرب الأهلية في
لبنان من حجز عدد من الأمريكيين والأوروبيين رهائن لديهم. أطلقت حملة
منظمة للضغط على الرئيس كي يعمل على إطلاقهم. كان ريغان يغض النظر عن
معانات الجماعات، ولكنه يتأثر عميقا بمصاب الأفراد.
لو كانون: تخيل ريغان ما يعانيه
هؤلاء الأشخاص في الأسر وكان يتحدث عنهم. تخيل ما يكون عليه الحال
عندما يكون المرء موثوقا بالسلاسل يوما بعد يوم دون أن يعرف ما سيحدث
له وما إذا كان سيرى عائلته من جديد.
كاسبر واينبرغر: لقد قال لا
يمكن للشعب الأمريكي أن يغفر له إن لم يفعل كل ما بوسعه لاستعادة هؤلاء
الرهائن. وقد قاده هذا الشعور لارتكاب أكبر خطأ في فترة رئاسته.
أثناء تعافيه من عملية
سرطان صغرى عام خمسة وثمانين، وافق ريغان على بيع بعض الأسلحة إلى
إيران بما في ذلك بعض الصواريخ ذات التقنية العالية، مستخدما إسرائيل
كوسيط له. كان الإيرانيون بأمس الحاجة إلى الأسلحة لمتابعة حربها مع
العراق.
كان الهدف الأمريكي يكمن
في دعم المعتدلين في إيران، للحصول مقابل ذلك على إخراج الرهائن من
لبنان. كانت هذه المبادرة الساذجة من صنع مستشار الأمن القومي للرئيس
ريغان.
روبرت ماكفارلين(مستشار الأمن
القومي): أنا المخطئ. رغم أن الأسلحة كانت ضرورية لتغيير الحكومة في
الشرق الأوسط، هذه قاعدة عامة وليس خروجا عنها. لا يمكن القيام بذلك
إلا إن علمت بأن الذين تتعامل معهم، قادرون المهمة.
كاسبر واينبرغر: تعرض
للتضليل حين قيل له بأن الأسلحة ستحسن العلاقات مع المعتدلين في إيران.
أخبرته بأن المعتدلين في إيران ماتو منذ زمن بعيد. تكمن المشكلة حينها
في أننا كنا نقوم في جولات حول العالم نطلب فيها من العالم ومن أعضاء
الناتو عدم بيع الأسلحة إلى إيران.
عند انتشار القصة هددته
الأزمة بأن تكون نهائية. ويبدو أن براعة ريغان في التواصل قد غيبت أمام
الكاميرات، والأسوأ من ذلك فقدانه ثقة الناخب.
تؤكد الإحصاءات أن الكثير من
الأمريكيين ما عادوا يصدقونك. والحقيقة أن أكثر ما جعلك تستمر في
الرئاسة هو المصداقية، وقد تضررت هذه جديا، فهل يمكنك معالجتها؟
رونالد ريغان: يبدو أن الشخص
الوحيد هنا المعني بمعالجتها مع أني لم أكن المسؤول عن تضررها.
في مؤتمر صحفي عقد خصيصا
لاستعادة مصداقيته تبين أنه لم يكن على علم بتورط بلد ثالث في الأمر.
بلغنا من قائد القوات دونالد
ريغان، بأن هذه الحكومة قدمت الشحنة لإسرائيل في أيلول سبتمبر من عام
خمسة وثمانين.
رونالد ريغان: لم أسمع السيد
ريغان يقول ذلك سوف أسأله عن الأمر.
كان هذا غير صحيح، وقد تم
التراجع عنه بطريقة مهينة.
ما حول التهمة إلى كارثة
هو أن الأرباح الناجمة عن بيع الأسلحة قد ذهبت لعصابات الكونترا، التي
كانت تقاتل الحكومة الساندينية في نيكاراغوا.
كانت عصابات الكونترا
تحظى بتبرعات ريغان السخية، رغم أن الكونغريس رفض تقديم الدعم لها، ما
يعني أن في الأمر أكثر من مجرد سوء تصرف، بل هو جريمة.
كان وراء العملية ضابط
سابق في البحرية يعمل في البيت الأبيض، اسمه أوليفر نورث. ولكن السؤال
المطروح: هل كان الرئيس يعلم بالأمر؟
دونالد ريغان: هل كان يعرف
الجانب المتعلق منها بالكونترا، نحن الذي حددنا أسعار ومصير هذه
الأموال. حين أقول نحن أعني لجنة الأمن القومي التي فعلت ذلك. هل كان
يعرف ذلك؟ جرى الاجتماع في المقر الذي يقع أسفل مكتبه. والجواب على ذلك
من وجهة نظري هو لا، أعني أنه لم يكن يعرف بالأمر.
والتر موندال: لا يمكن أبدا ألا
يعلم بالأمر. لا يمكن. لا يمكن لأي مسؤول عسكري أو غيره أن يفعل ذلك
بدون موافقة من أعلى. والأدلة تتراكم مع الوقت. ومحاولة القول أنه لم
يكن يعلم بالأمر، لم تنفع هذه المرة. هذه أول مرة يلقبونه فيها رجل
التفلون.
روبرت ماكفارلن: أعتقد أنه في
فضيحة إيران كونترا لا يمكن للشعب الأمريكي أن يدعم الكذب أو الخيبة
أو الاكتراث حتى بحياة الناس، إن تم ذلك على حساب انتهاك الدستور أو
الإحراج الكبير لبلدنا.
مع تعمق الأزمة كثيرا ما
كانت نانسي ريغان تتولى الأمر. هي التي قررت رأس من يتدحرج، فاختارت أن
يكون قائد القوات دونالد ريغان هو الضحية الأولى، فاتهمته بعدم حماية
الرئيس. وقد طردته بعيدا عن الأضواء.
دونالد ريغان: لمتها على ذلك
لأنها الحقيقة. اعتبرت أنه لا بد من كبش محرقة لفضيحة إيران كونترا،
واعتبرت أني الشخص الملائم. سبق أن قلت أمام الكونغريس بأني لن أرفض
مصيرا كهذا إن كان هو المطلوب، ولكن القبول بهذا المنصب عرضني للطعن من
الخلف.
مرلين فيتزواتر: كنا نعرف على
الفور إن كانت نانسي غاضبة من أمر له صلة بالرئيس. بالنسبة لدون ريغان
كان يتجاهلها والأسوأ هو أنه حاول مواجهتها، بدل محاولة التهدئة. عند
الفشل في ذلك يتم اللجوء إلى عنصر آخر في النظام هو تسرب المعلومات
للصحافة، وتقديم القصص التي تمنح طرفا ثالثا ينشر الرسائل. حين يكون
المرء قائدا للقوات ويقرأ في البيت الأبيض صحفا تقول أن السيدة الأولى
ليست راضية عنه، يعني ذلك احتمال كبير بأن يكون الخبر صحيحا.
دونالد ريغان: لقد سمح لزوجته
بأن تلعب دورا، يمكن اعتباره كبيرا بما فعله أو لا يفعله في مكتبه
الرئاسي.
خلف ريغان المطرود حبة
السم وراءه، وقال للفريق التالي أن الرئيس أخذ يفقد قدراته، ولا بد من
إقالته من المنصب.
في اجتماع عقد للتأكد من
قدراته العقلية لجأ ريغان إلى براعته التمثيلية بكاملها لإقناع
مساعديه بأنه ما زال قادرا على القيادة.
مكنه التمثيل من النجاة،
كما سامحه الشعب الأمريكي على فضيحة إريان كونترا، وانتخب في العام
التالي نائبه جورج بوش رئيسا، بعد حملة رفعت شعار الحفاظ على ميراث
رونالد ريغان.
رونالد ريغان: أخرجوا الآن وصوتوا
للجمهوري. عندما أصل إلى منزلي في كليفورنيا أريد الاسترخاء ورفع قدماي
إلى أعلى والنوم ساعات طويلة.فكرت بالأمر طويلا وأعتقد أن الأمور لن
تختلف كثيرا على أي حال.
غادر ريغان البيت الأبيض
عائدا إلى كليفورنيا. في تشرين الثاني من عام أربعة وتسعين، كتب رسالة
مفتوحة للشعب الأمريكي، يقول فيها أنه أصيب بمرض عضال. ثم أخذت حالته
تزيد سوءا.
هل كان عظيما أم مجرد
رئيس شعبي؟ قال ريغان أنه أراد أن يذكره الناس كممثل فقط. وهو كجميع
الممثلين يطلب من الجمهور أن يصدق ما يراه.
ولكنه لم ينجح في ذلك، إذ
أن حلوله الاقتصادية البسيطة جعل من أقوى اقتصاد في العالم، إلى أكبر
مدين فيه.
ولكن الثقة بالمستحيل
والرغبة الشديدة في سلوك طرقات وعرة غير معبدة، هي نفسها التي ساعدت
على إنهاء خمسين عاما من الحرب الباردة. لهذا وحده على الأقل يشعر
العالم نحوه ببعض الامتنان.
كايبر واينبرغر: لا شك أن بلاغة
الرئيس ريغان جعلته رمزا للقيم الأمريكية التي يحب الشعب الأمريكي
الاحتفاظ بها.
جورج شولتز: أعتقد أن التاريخ
سيذكره، كشخص لديه أفكار، غير أسلوب التفكير في عدة مسائل متنوعة،
عندما بدأ لم يتفق الناس معه وفي النهاية اتفقوا معه.
إدوارد تشفردناتزه: عندما كنا
نتحدث معه لا نجد أنفسنا أما ممثل أو سياسي بل إنسان عادي، يشعر المرء
أنه مع صديق له، يتحدث معه بكل حرية وانفتاح.
سباتنسر: قال أعتقد أني
فهمت سياسته، فهي أشبه بالأعمال الاستعراضية. تبدأ بافتتاح هائل، ثم
تنحدر، ثم تقفل بحالة مأساوية.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م