اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 إيكس فايل الحقيقية.الاستخبارات الأمريكية الروحية
 

ملفات اكس

 

وقعت أكثر التجارب التي أذكرها في حياتي عندما كنت في الثانية أو الثالثة عشرة من العمر. كان هناك منطقة في النواحي التي أسكنها، مليئة بالرماح والأشياء التي تعود إلى الهنود الذين كانوا يقيمون هناك. وقد ذهبت إلى هناك مرة بمفردي، وشعرت أني أشم رائحة موقد مخيم ما، وأصوات أناس خلفي.

وعندما التفت ورائي لأرى من أين تأتي هذه الأشياء، فاجأني جدا أن الحقل لم يعد أرضا محروثة، بل تحول إلى مرج أخضر، يتوسطه مساكن هندية، وكان الدخان يتصاعد من بين تلك المساكن. وكانت مواقد الطهي أمامها وعلى جانبيها. وكانت تنبعث منها تلك الروائح. ثم بدأت تلك الأشياء تتلاشى، لتحل محلها الأرض المحروثة. أقنعني ذلك أننا نستطيع الدخول إلى عصور مختلفة وأماكن مختلفة.

عندما يحصل شيء من هذا القبيل لأي شخص، يفكر أنه يستطيع السفر عبر الزمن، وكأنه في آلة للزمن، يسافر فيها إلى أي مكان. ولكن، كيف نفعل ذلك؟ كيف يحدث ذلك؟ لم أكن أعرف هذا حينها، فلقد حدث بشكل عشوائي.

ينتمي ميل رايلي إلى واحدة من أغرب أشكال التجسس في التاريخ. غريبة لأنها يفترض ألا تكون موجودة، يعرفها الأخصائيون باسم الإدراك الحسي الإضافي. تميل الثقافة والعلوم الغربية إلى التعامل مع هذه الأشياء كخيال وفلكلور، أما ثقافة التجسس فهي لا تتردد في البحث عن سبل جديدة لجمع المعلومات، لهذا تميل أكثر إلى الانفتاح.

انتابني الشك الشديد عندما تعرفت على الفكرة النفسية هذه لأول مرة. ثم بدأت أفكر مليا بالأمر وأدركت أننا جميعا نعرف شخص ما يتمتع بالقدرات الروحية. وقد كنت بالأمس أشاهد فيلما بالصدفة، وقد تعرضت إحدى الشخصيات في مناسبتين لذبذبات جسدية واندفاع روحي، يوحي بأن أحد أطفالها الذي كان بعيدا عنها قد تعرض لمكروه. لا يمكن لمشاهدي الفيلم أن يقولوا بأن هذا جنون أو غير منطقي أو غير وارد. جميعنا يعرف بأن هناك أشخاص قد يتمتعون بهذا النوع من الدوافع.

كان للسي أي إيه وغيرها من الوكالات ما هو أكثر من الاهتمام العابر. بل تعاقدت في العقود الماضية مع أشخاص يتمتعون بمثل هذه القدرات. وهم أناس يقال أنهم يتمتعون ببعد النظر.

أرني الموضوع. هل أنت في حفرة أم ماذا؟ على ارتفاع خمسمائة قدم فوق مكان شيء يجب أن يكون مرئيا.

إيكس فايل الحقيقية.

الاستخبارات الأمريكية الروحية.

كتبها وقدمها جيم شنابيل

جيم شنابيل:

وجدت صعوبة ككاتب علمي في أن أصدق القصة عندما بدأت تعترضني قبل عامين. وكلما تماديت بالصعود كلما كانت القصة تزداد غرابة. دوائر الشرطة تستشير الروحانيين باستمرار، ولكن على أسس غير رسمية. وجدت أن برنامج الاستخبارات الأمريكية الروحي كان رسميا. باستخدام الموظفين المدنيين والعسكريين لاختراق أشد أهداف الاستخبارات صعوبة.

آ، أعلى.

عاموديا.

قمة.. أسفل. آر.

المسرح جرب الألوان.

أحمر، أخضر، بني، برتقالي.

كثافة.

ناعم.

لا أحد يعرف طريقة العمل المحددة، ولكن يعتقد بعض المراقبين أنهم يستطيعون الجلوس خلف طاولة، وتهدئة خواطرهم، ويحركون إدراكهم الحسي في أي اتجاه من المكان والزمان، ليقوم بتوجه من أحد زملائه، بوصف الصور وغيرها من الانطباعات التي تتبدى في وعيه.

كبير، طويل، أمريكا الجنوبية، تشيلي، بيرو، فرامل.

يعود استخدام الرؤية البعيدة المدى إلى عقدين من الزمن، أي إلى عصور الحرب الباردة القاتمة. في مرحلة أكدت فيها تقارير المخابرات أن السوفيت كانوا يحولون الظواهر النفسية إلى سلاح فتاك.

ظهر ذلك في بحث سوفيتي منقول، وأقول سوفيتي لأنه لم يكن روسيا فحسب بل شمل جورجيا وبلدان أخرى. وقد جرى اتصال مسبق بين مواطن سوفيتي غير رسمي والغرب حتى ظهر برنامج سري بالكامل. فحجب عن الرؤية على اعتبار أنه أنجز بتمويل من الكي جي بي أو الجيش أو بعد المؤسسات الحكومية المهتمة.

وقد تأكدت دلائل عن نشاطات جدية في مجال اتصالات الخواطر عبر مسافات بعيدة. إلى جانب ما كان يعرف بالتيليكانيسيس، واحتمال باللجوء إلى التنويم بالتخاطر بهدف تضليل أفراد يعملون في مواقع رئيسية، أو يتعاملون مع أجهزة حساسة.

شمل ذلك عدد من المختبرات التي تجند المدنيين ممن يتمتعون بمواهب طبيعية، ويوظفون روحانيين ومداوين وأناس من هذا القبيل، ضمن مجموعة واسعة من التجارب.

تتحدث إحدى المسائل الواردة في التقرير عن محاولات لتسبيب الموت من خلال أمراض نفسية وما شابه ذلك.

أقامت الولايات المتحدة معهد ستانفورد للأبحاث في كليفورنيا، إس آر أي. كما كان يلقب حينها. وقد كان هذا المختبر يتلقى ثاني أكبر دعم مالي، إذ وصلت ميزانيته الحكومية السنوية إلى سبعين مليون دولار، على اعتبار أنه يتعامل مع المشاريع الدفاعية ذات التقنيات العالية، لهذا كان المكان المناسب للقيام بأعمال سرية وأشياء غير اعتيادية من هذا القبيل.

وقد بدأ هذا البرنامج بالاعتماد على الفيزيائي المعروف هال بوتوف.

كنت أعمل في مجال الليزر ضمن المعهد، وكان لدي اهتمام جانبي في هذا المجال، لهذا قمت بعدد من التجارب المبدئية من باب اللهو، وقد كنت مهتما في الاحتمالات الفيزيائية التي تكمن وراء ذلك.

وزعت نتائج التجارب التي قمت بها، وسرعان ما جرى الاتصال بنا من خلال عدد من ممثلي الوكالات الحكومية المهتمة.  وافقنا على القيام بذلك ظنا منا بأنه سيكون جهد محدود المدى، دون أ، أتوقع بأنها ستستغرق خمسة عشر عاما من حياتي.

عام اثنين وسبعين قدمت السي أي إيه مبلغ خمسون ألف دولار لهال بوتوف كي يعثر على تقنية روحانية يمكن الاعتماد عليها، وأن تستخدم في العمليات إذا أمكن. وهكذا سرعان ما ركز بوتوف على تعزيز مستوى إدراكه الحسي، كمساحة يحتمل أن تضمن النتائج المحددة. إذا أصبح بالإمكان تحويل الإدراك الحسي إلى وسيلة يعتمد عليها بدقة، يصبح من السهل على من يمتلكها أن يكون جاسوسا.

كان أينو سوان روحاني معروف جدا. لهذا كان أول الذين انضموا إلى برنامجنا. فبدأنا أولا بما يمكن لأي كان يبدأ به، أي بإخفاء الأشياء في الصناديق وتخبئة الصور بالمغلفات، وبعد أيام قليلة، شعر بالملل من ذلك وقال: لماذا تجعلني أفعل ذلك؟ أتريد أن تعرف ما في الصندوق؟ افتحه. أتريد معرفة ما في المغلف؟ افتحه. فهذه من بديهيات هذه البراعة. فأنا أستطيع أن أغمض عيناي لأرى أي مكان من العالم. فلماذا لا نقوم بذلك؟

والحقيقة أننا لتهدئته وعدنا بتجربة ذلك وسألناه كيف يريدنا أن نفعل ذلك؟ فأجاب: عليك باختيار موقع ما على الخريطة وسأخبرك بما يوجد هناك. فحصلنا على وصف جيد للجبال والبحيرات وما شابه ذلك، فاعتقنا أننا قد نكون أمام حالة من أصحاب الذاكرة التصويرية، وأنه شخص يحفظ الكوكب عن ظهر قلب. فحصلنا على معلومات عن أشياء أكثر دقة كالمباني والبحيرات التي تقع وسط مساحات شاسعة. أو قطعة أرض صغيرة وسط محيط شاسع. حتى بدا لنا أن العملية بدت ناجحة، حتى قررنا أنه من المحتمل العثور على شيء في هذا المجال ولا بد من الخوض فيه.

كان سوان يبدو ظاهريا بحالة ذهنية طبيعية عند تحديد المكان على الخريطة، يركز على انطباعات  الرؤية وغيرها من تلك التي تنبعث من عقله الباطني.

إذا وجد المشاهد جسديا في هذا المكان الجغرافي المحدد، يمكنه أن يبدأ بتجربة الإحساس بما حوله.

يمكن لهذه أن ينساب كالماء من الدلو حتى تضع لائحة طويلة منها. يمكن في الكثير من الأحيان أن تفهم ما يجب ان يكون عليه المكان نتيجة المعطيات الواردة عن المرحلة التالية. بعد ذلك وعندما نكتشف بأننا اكتفينا من ذلك، يبدأ النظام الطبيعي فينا بوصف الأحجام والأشكال والأوزان والأنواع وما شابه ذلك. هذا ما نسميه باتصال الأبعاد مع المكان، هنا ترى أنهم يتوقفون عن كتباة الكلمات التي تصف السخونة والقسوة لتبدأ عملية رسم صورة له.

تأتي المعلومات عبر صور سريعة، وأحاسيس،  كأنها تأتي من الأعالي، وكأن جانبا من الدماغ يحاول الإتصال بجانب آخر منه. حتى يبدو الأمر وكأنك تشعر وتشم  وتلمس وتتذوق، الجوانب الإدراك من التجربة.

ثم ظهر السؤال القائل إذا كانت ترى المبنى من الخارج كيف تراه من الداخل؟ يمكن أن تعاود الكرة من جديد عبر اتصال الأبعاد المختلفة والرسومات ثم تبدأ بالسؤال عما في داخله، وذلك بأن تطلب من الشخص أن يتحرك على عمق خمسين قدم تحت الأرض لتجد نفسك هناك.

سجل ربيع عام ثلاثة وسبعين منعطفا هاما. أبلغ هال بوتوف السي أي إيه عن تقنية جديدة، أخضعت مباشرة للتجربة. قدم ضابط الوكالة لبوتوف معلومات عن هدف يقع على مسافة ثلاث ساعات بالسيارة من واشنطن. وهو هدف لم يظهر على الخرائط. هي مكان يقضي فيه أحد الزملاء عطلته في جبال بلو ريدج. جرى حينها الانحراف عن المعطيات المحددة، فقام سوان بالتركيز على شيء آخر قريب  من هناك، هو أكثر أهمية بكثير.

حين أعطاني هال المعلومات، قلت مباشرة أني لا أرى شيئا هناك، إلا مجموعة من الأشجار.

فقال: أنظر جيدا من حولك وتأكد مما يمكن ان تراه. وهكذا بذلت ما بوسعي ونظرت من حولي حتى انتهيت برسم خريطة بسيطة تحتوي على بعض المباني المحاطة بالأسلاك وما شابه ذلك. وقد كانت خريطة غريبة لأنها تتميز بطرقات متعرجة تحيط بالمكان الذي يتوسطه عامود يعلوه العلم الأمريكي. وقلت فعلا أني أعتقد بأنها منطقة عسكرية مغلقة.

أعطى بوتوف المعلومات نفسها إلى روحاني آخر، هو صديقه بات برايس، الذي قدم أوصاف مشابهة لما يبدو أنه منطقة عسكرية مغلقة. كما أنه قدم معلومات أكثر تفصيلية من سوان.

يمكن أن قرأ الكثير من الأوصاف، ونمشي عبر المباني، لقراءة الأسماء والاطلاع على الأدراج، ووصف الإطار العام إلى ما هنالك.

ولكن أصحاب الرؤية البعيدة المدى شعروا أنهم في نوع من الأماكن العسكرية، حتى أنهم أخذوا يقرأون أسماء الضباط والمشاريع وما شابه ذلك.

بما أن الأماكن التي وصفها سوان وبرايس كانت سرية فعلا، لم يكشف معهد الأبحاث عن حقيقتها. ولكني تمكنت من الحصول على المعلومات، وعثرت في أعماق الجبال المجاورة، على إثبات عن نوع من القواعد الحكومية السرية. وأخيرا وصلت إلى منطقة مطلة فوق تلة عالية، من حيث تمكنت من رؤية القاعدة بعد ظهر جلي الرؤية، وتأكدت من أنها تتوافق مع الأوصاف الواردة، تبين فيما بعد أنها محطة تجسس على الأقمار الصناعية، تابعة لوكالة اتخبارات أمريكية سرية. والمدهش في الأمر أن هال بوتوف ما زال يتحفظ على النتائج.

يبدو ظاهريا أنها كانت نتائج جيدة، لأنهم طلبوا منا القيام بالمزيد من التجارب، ثم أرسلوا لنا بأعداد من ممثلي الوكالات الحكومية المتعددة للمشاركة شخصيا بالرؤية البعيدة المدى.

شملت هذه الوكالات السي أي غيه والبحرية ووكالة الاستخبارات الدفاعية، المعروفة برموز الدي أي إيه. تلقى البرنامج دفعا عندما توفي بات برايس عام خمسة وسبعين، ولكن إينو سوان استمر بالعمل إلى جانب عدد آخر من ذوو الرؤية البعيدة المدى على مدار السنوات التالية. عام ثمانية وسبعين بدأ العمل ببرنامج أبحاث حول الرؤية البعيدة المدى كلف ملايين الدولارات. وقد حمل المشروع الذي ترأسته الدي أي إيه اسم: لهب الشبكة. كما لعب الجيش الأمريكي دورا هاما في برنامج الرؤية البعيدة المدى.

حصلت على بعض التقارير من معهد أبحاث ستراسفورد أدهشتني نتائجه، وخصوصا نتائج إينو سوانو الذي كان الروحاني الوحيد الذي التقيت به وجها لوجه.

كانت طريقة عمل جدية لا تسودها  أجواء تحضير الأرواح، بل كانت ممارسة قاسية من الرؤية البعيدة المدى.

ادعى سوان أنه بإمكان أي شخص التمتع ببعض من براعة الرؤية البعيدة المدى. فأراد الجنرال تومبسون، قائد استخبارات الجيش أن يتأكد من صحة ذلك. وقد أعطاه ضابط لديه في أحد الأيام هدفا لرؤية بعيدة المدى خاص به.

كان الهدف هو محطة ألكساندريا للقطارات، ولكن من مزايا الرؤية البعيدة المدى انها تركز على النقطة الأهم من الهدف، الذي أردته أن يكون حينها المبنى الماسوني.

أدركت ذلك عندما أخذوني إلى المنطقة فألقيت نظرة من المحطة إلى ما حولي حتى رأيت المبنى. كنت أعرف بأني أردت التركيز عليه.

تأكد لي ذلك بعد عدة أسابيع عندما حلقت بالطائرة من المطار الوطني وشاهدت المبنى الماسوني من الزاوية نفسها التي سبق أن رأيته فيها عن بعد، شعرت حينها أنه المكان الذي رأيته فعلا.

اقتنعت من خلال ما عرفته عن الرؤية البعيدة المدى، أني تمكنت من رؤية شيء ما بطريقة غير واضحة.

 ما جعلني أتخذ قرارا بإقامة مركز صغير داخل المؤسسة قليل التكلفة للرؤية البعيدة المدى، وهذا ما فعلته.

كان مقر وحدة تومبسون للرؤية البعيدة المدى في قلعة ميد في ميريلاند، ضمن استخبارات الجيش والقيادة الأمنية. فكانت الأولى التي تتخذ مقرا لها في مكاتب استخبارات الجيش، وسرعان ما نقلت هذه الوحدة إلى مقر منعزل خاص بها، ما جعل الرؤية البعيدة المدى تبتعد عن التشويش الصادر عن الأنشطة الأخرى للقاعدة. كان العاملون في الوحدة موظفين في الاستخبارات العسكرية، ممن يتمتعون بخلفية بموهبة روحانية طبيعية.

هناك صنف محدد من الأفراد البارعين في الرؤية البعيدة أو مترجمي الصور، الذين يمكنهم أحيانا أن يشاهدوا في الصورة أكثر من العين الغير مجربة إذ أنهم يتمتعون بموهبة مشاهدة يبدو أنها تعمل بشكل أفضل للرؤية البعيدة.

النوع البارع الآخر من البشر في مجال الرؤية البعيدة كما يقال هم الفنانين ورجال الأعمال، والمخاطرين أيضا. نذكر هنا أن طبيعة عمل الاستخبارات يتطلب بعض المخاطرة أيضا.

كان العريف ميل ريلاي أول الذين انضموا إلى هذه الوحدة. حيث عمل مترجما للصور، وخبيرا في تحليل صور الاستطلاعات. ولكن ربما كانت أفضل مواصفات ريلاي للعمل، هو ماضيه في التجارب الروحانية، كالكثيرين من غيره الذين انضموا إلى الوحدة.

جاء العاملون في الوحدة من مجالات عمل مختلفة ضمن حقل الاستخبارات. إذ كان بعضهم عملاء في المخابرات وضابط حالات وما شابه ذلك. وكثيرا ما كان للعديد منهم خلفيات شيقة، إذ كاد بعضهم يتعرض للموت. ومن بينهم من أصيب بجراح مميتة في فيتنام.

كما أن عدد لا بأس به منهم تعرض في صغره لتجارب كتلك التي تعرف علميا باليو إف أو.

أي أنهم لم يكونوا من الجنود العاديين؟

كانوا ولم يكونوا في آن معا.

عام ثلاثة وثمانين بدأ الجيش يوسع تجنيده لهذه الوحدة، وذلك بعد أن طور إينو سوانو تقنية خاصة من الرؤية البعيدة.

وقد أكد بأن التقنية الجديدة كفيلة بجعل أي كان يتمتع بكفاءة أفضل الروحانيين الطبيعيين. وكان من بين أوائل الذي اختيروا لبرنامج التدريب الجديد، ضابط اسمه إيد دامز.

كان إينو سوان واحدا من أكثر الدربين قسوة على الإطلاق، إذ كان يطلب منا أن نفعل ما لا يمكن أن يصدق.

كان يتبع نظاما صارما لا يسمح فيه بارتكاب أي خطأ في أداء واجباتنا التدريبية. كان شديد القسوة في التعامل معنا وسط أجواء مشحونة للغاية، بل هي أكثر شدة من أقسى البرامج التدريبية التي مررت بها طوال حياتي.

ومع الوقت تحولت إلى العنصر المفضل لديه، بل القائم على حماية التكنولوجيا كما يقال. لهذا بدأت أقدم تدريبات متقدمة لأفراد المجموعة من زملائي.

أي أنك أصبحت الفرد الطليعي الذي يتقن هذه التقنية لديه.

يمكن أن تقول ذلك فعلا.

وهكذا أصبح في أمريكا وحدتي عمليات للتجسس الروحاني الأولى في مركز أبحاث كليفورنيا والآخر في قلعة  ميد في ميرلاند، وقد تلقتا الدعم من الاستخبارات على أرفع مستوياتها.

إذ أنها اعتبرت كما قال أحد المتحمسين لها في الكونغرس: أجهزة رادار رخيصة الثمن، وبما أن الروس يمتلكونها يجب أن تحصل عليها أمريكا أيضا.

=-=-=-=-=-=-= نهاية الجزء الأول.

الجزء الثاني

هل يمكن أن تلامس أعلى الهدف في يديك؟

جمع المعلومات هو أشبه بجمع قطع الأحجية، التي يأتي بعضها من صور الأقمار الصناعية، بعضها من الاعتراض الإلكتروني، وبعضها من الصحافة المفتوحة، والبعض الآخر من العملاء على الأرض. لهذا فإن الرؤية عن بعد كانت بالنسبة للاستخبارات الأمريكية وسيلة رخيصة للحصول على قطعة أخرى من الأحجية.

..حول الجوانب  هناك وحول الأطراف والمقدمة والمؤخرة. 

نشأت الوحدة في محاولة لجمع المعلومات في مواجهة برنامج استخبارات معاد رفيع المستوى. فعلى سبيل المثال مشاكل الجيش التي تتعلق في توقع مواصفات الدبابات السوفيتية التي قد تظهر في ساحات المعارك المقبلة، وشيء من هذا القبيل، بما في ذلك البرامج الاستراتيجية والأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية وبرامج التسلح الحربي. وكأنه تكتيك اليأس.  كانت محاولة للتحايل على سبل الاستخبارات التقليدية على اعتبار أن هذه الأساليب لم تكن ترد على جميع الأسئلة المطروحة.

كان البعض يبرز موهبة  في بعض المجالات أكثر من الأخرى. فقد كان أحد العاملين في الرؤية البعيدة بارعا مع الناس، فيحدد أماكنهم، ويقدم أوصافهم، حتى أنه يصف حالتهم الذهنية، ومن أين جاءوا، وماذا يفعلون.

كنا في بعض الأحيان نستخدم هذا الأسلوب إلى حد بعيد ضد أفراد مثل معمر القذافي، لنحدد أثناء ضرب ليبيا إلى أين يمكن أن ينتقل بعد ذلك كي نسقط القذائف عليه.

أذكر جيدا شخص آخر كان بارعا في الرؤية البعيدة الخاصة بكل ما يتعلق بالذرة. فقد كان يرى كل ما يحتوي على مواد نووية مغطى بغشاوة خضراء. والحقيقة أني تأكدت من صحة ذلك أني اكتشفت الاخضرار في الكريبتونيت كما اعتقد، الذي ينمي هالة من الخضار فوق المواد النووية المرئية.

من المؤسف أن تعتبر الوثائق الرسمية التي تؤكد هذه الادعاءات سرية، كما أن المصادر الرسمية لا تخبر  العاملين في الرؤية البعيدة المدى، عن نسبة دقتهم لأسباب أمنية. ومع هذا تمكنت من الحصول على بعض المعلومات عن دقة الرؤية البعيدة، ضمن ظروف العمليات الجارية في قلعة ميد.

طائرات..

كانت الرؤية البعيدة في المراحل الأولى من برنامج تدريب إينو سوان،  تعتمد على معطيات الخرائط للبدء في الجلسات. ثم تبين لاحقا بأن الأرقام العشوائية تؤدي الوظيفة نفسها، أو حتى بدون أرقام نهائيا. يبدو أن الفكرة كانت تكمن في أن مستوى عميق محدد للمشاهد، يعرف ما هو الهدف المطلوب، دون أن يبلغه أحد به. ما يعني أن معطيات الخرائط والأرقام العشوائية لا تتعدى كونها شعائر. وقد طلبت هنا من ميل رالي ليرى هدفا عن بعد تم اختياره عشوائيا قبيل انعقاد الجلسة. كل ما قلته هو أنه مكان لتاريخ محدد. كل ما يعرفه هو أنه قد يكون في أي مكان وأي تاريخ.

أشبه بالقبة.

أعطني بعض القوام.

قاس صعب رملي جاف قاحل.

الحرارة..

جاف غبار حار.

أصوات..؟

هناك أصوات متسارعة..

هل يمكن أن تعطيني سريعا النظم الأربع؟

الخوف والرعب، الاضطراب الفزع . التقيؤ تتابعا غيوم من الرماد.. حرارة، تصدم.

كان الهدف هو التجربة النووية التي جرت في بيكين أتول، في تموز يوليو من عام ستة وأربعين.

غيوم من رماد، حرارة، تصدم. خوف ورعب، اضطراب وفزع

لم تكن جلسة رالي ممتازة، كما يجري عادة في الرؤية البعيدة، فقد وصف بعض عناصر الهدف بدقة، ولكنه فشل في الوصف الشامل لما كان يدركه.

جدار حجري، وكأنه بركان..

على المرء أن يتذكر بأن الرؤية  البعيدة هي قطعة واحدة من أحجية المخابرات. إذا توقع محلل في واشنطن العثور على شيء في موقع الهدف، يمكن أن يشاهده بوضوح في معلومات الرؤية البعيدة، حتى وإن لم يره المشاهد البعيد بنفسه. في هذه الجلسة على سبيل المثال، الهدف هو صاروخ في قاعدة وارين الجوية في وايومينغ. يعتقد ريلاي أنه يصف ناطحة سحاب.. أما المحلل فقد يلاحظ بالمقابل شكل صاروخ من نوع إم إكس.

غالبية الزبائن لدينا من الأجهزة السرية للإف بي أي والسي أي إيه والدي أي إيه، والقوات الجوية وأحيانا وكالة دعم المخدرات، جميعهم يعودون إلينا باستمرار وما كانوا ليفعلوا ذلك لولا الفائدة من العمل، علما أنهم لا يعترفون بذلك لأحد ولكنهم ما كانوا ليعودوا لو لم يحصلوا على منفعة ما. وكثيرا ما يقولون أنهم يحصلون على الفائدة.

من السهل جدا نسيان شيء ما وسط كل هذه الأحاديث عن التقنيات والأهداف والزبائن في مؤسسات المخابرات.  لا يمكن اعتبار العاملين في الرؤية البعيدة مجرد أجهزة جامدة لجمع المعلومات، مثل الرادارات الإلكترونية أو أقمار التجسس، بل هم من البشر، كلما اقتربوا من الهدف كلما تورطوا وغاصوا أكثر به يحسون ويشعرون ويستحمون في واقع قد لا يعرف الثبات.

وضعنا هدفا ما نصب أعيننا مرة تبين فيما بعد أنه معسكر اعتقال. شيدت المباني فيه على الطريقة الأمريكية أشبه بالثكنات، من طبقتين، ولم يكن ذلك في أمريكا بالمناسبة، وكانت محاطة بغابة من الصعب جدا تصويرها من الجو عبر الأقمار الصناعية وما شابه ذلك،وكان مسيجة بثلاث طبقات من الأسلاك الشائكة الهائلة، تحرسها دوريات من الكلاب. ولكن القطار كان يصل حتى باب المبنى  الرئيسي، إلى جانب شارع معبد يصل إليها وهو معزز بحراسات مشددة على الجانبين عبر مسافات طويلة إلى ما هنالك. كنا نجلس هناك فقلت أن هذا معسكر اعتقال فلماذا يهتمون بموقع كهذا؟ ولكن مساعدي قال أنه لا بد من وجود شيء آخر هناك أنظر من حولك جيدا. لاحظت بعد ذلك وجود بوابتي مصاعد  كبيرتين في أحد المباني، فقلت أنها تنزل تحت الأرض دون شك. فنزلت معها حيث وجدت عالم يختلف تماما. كان عالم رهيب، مفزع جدا. كان ذلك مركزا للأبحاث البيولوجية، حيث كانوا يخضعون القرود والمواشي والكلاب والجياد لتجربة أوبئة بيولوجية عليها، إلى جانب الكائنات البشرية أيضا. أي أن المعتقل العلوي كان يجمع فيه سجناء سياسيين غير مرغوب بهم وقد اختفوا من البلد فاستخدموا لإجراء التجارب عليهم. ما زالت هذه واقعة تدفعني إلى البكاء عندما أتذكرها، لقد تحطمتا كليا بعد ذلك، إذ كانت أكثر الأشياء التي رأيتها فظاعة. أعتقد أني بكيت بعد ذلك لمدة ساعة على الأقل. قبل أن أستجمع نفسي من جديد. استخلص من ذلك أني يجب ألا أتحدث عن هذه الجوانب، لا يمكن أن أحدد هوية البلد. أعرف أنه جرى تحديد المكان الذي تم تدميره بعد عامين من ذلك.

صرخة وجدتها التي تنطلق بين الحين والآخر تجعل المرء يقول يا إلهي لقد أنجز ذلك ما يؤكد مفعول الرؤية البعيدة، وقدرتها على جمع معلومات دقيقة يمكن استخدامها لحل مشكلة قاتلة أو قضية عالقة بين الحياة والموت. هذا ما يؤثر بحياة المرء عميقا لأنه لا يبقى على حاله بعد التخرج من دورة التدريب هذه.

لا يمكن للمرء بعد ذلك أن يتعامل مع ما يحيط به من عالم على الطريقة نفسها من مكان وزمان، أي أن التأثيرات عميقة جدا. حتى أن الصلة مع زملائنا الضباط لم تعد كما كانت عليه من قبل.

وهكذا فعادة ما ننزل لنمشي في ممرات البنتاغون نستمع إلى أغاني منطقة الغسق اثناء المشي من هناك وما شابه ذلك.

=-=-=-=-=-= نهاية الجزء الثاني.

الجزء الثالث

عندما تركت البرنامج في الواحد والثمانين ظننت أنه يسير على ما يرام. لم يتمكن من تحقيق أهدافه ولكنه كان يحرز التقدم، رغم العقبات المتعددة الجوانب والأشكال التي برزت في طريق الرؤية البعيدة. أما إذا واجه المزيد من المشاكل بعدها فأظن أن ذلك يعود إلى الخوض في ظواهر أخرى فرعية اعتبرت أقل فائدة للجيش.

بعد أنتقال الجنرال تومبسون إلى موقع آخر، أصبح الدعامة الأساسية للرؤية البعيدة الميجر جنرال ألبيرت ستوبليباين،  قائد وحدات الأمن والمخابرات في الجيش.

كان ستوبلبان متحمس جدا للرؤية البعيدة، إلا أن حماسه بدأ يشمل مجالات غيبية أخرى. وقد لقب باسم ثاني الملعقة، بعد مجموعة جلسات مع أتباعه من الضباط، الذين حاولوا ثني أدوات المائدة باستخدام سيطرة العقل على المادة.  وكان جون ألكسندر أحد الضباط المقربين من ستوبلبان.

سبق أن شاهدنا في عدة مناسبات ما نسبيه بالماكرو سايكو كنيسيس، حيث وقعت أحداث كبرى أمام أعيننا.

وقد جئت معي بشوكتين، وما كنا نفعله هو الطلب من شخص ما أن يحملهما على هذا النحو، بحيث لا تخضعا لأي قوة فيزيائية. كانت هاتين الشوكتان تلتصقان بارتياح إلى جانب بعضهما البعض. وما كان يحدث هو حشد عدد من العقداء والجنرالات، فنطلب من شخص غير متدرب إطلاقا، أن يمسكهما، وعندما يدير رأسه تنحني الشوكة هذه تحديدا بزاوية تسعين درجة.

وأمام أنظار الجميع، كانت الشوكة نفسها تعود إلى ما كانت عليه ثم تنحني وتعود مرة أخرى إلى الوضعية التي هي عليها الآن. كل هذا أمام ثلاثين شاهدا بارزا. يمكن أن ترى بأنها مختلفة بشكل واضح، دون أن تخضع إلى أي قوة فيزيائية. وكان هذا يحدث كما قلت أمام أعين شهود من ذوي الكفاءة.

كان البعض يتساءل عما إذا كنا نفكر بثي صفائح الدبابات. وكنت أجيب حينها بأن هذا تفكير سخيف، ولكن ما يمكن أن نفعله هو التأثير على الإلكترونيات وما شابه ذلك، بدل تحريك كميات هائلة من المواد الفيزيائية، حيث يقتصر الأمر علىالإلكترونات.

وكان ستوبلبان يعتقد أيضا بأن عروض كهذه يمكن أن تهز نظرة العالم تجاه زملائه الضباط. بعبارة أخرى يبدو أن التجارب الغيبية قد أثرت على الكفاءات الفكرية لديه، لدرجة أنها جعلته يرفع قدميه عن الأرض.

ساد إحساس بأن الجنرال ستبلبان قد فقد توازنه، وآفاقه النظرية، ما يعني أن العيوب النفسية التي أخذ يعاني منها قد تؤثر على قراراته، ما قد يتسبب بالكوارث التكتيكية والاستراتيجية.

كان الجنرال ستوبلبان مسؤول عن عمليات ثلاثين ألف رجل وامرأة في مواقع عالمية. وحالته هذه لم تكن تتوافق مع مستوى مسؤولياته.

استقال ستوبلبان عام أربعة وثمانين، أخرجت بعدها الرؤية البعيدة من الجيش. ورغم بقائها في قلعة ميد، فقد أصبحت تحت سيطرة وكالة الاستخبارات الدفاعية، وأصبح مسؤولها القائد العلمي للدي أي إيه  جاك فيرونا.

كان فيرونا يتمتع بشخصية سرية مؤثرة ومحترمة في البنتاغون وفي البيت الأبيض أيضا. ولكن تحت قيادته، تضمنت وحدة الرؤية البعيدة بنية غيبية أقل، تغيبت عنها بعض التفرعات الأخرى التي برز من بينها ما يعرف بالأخددة.

أرسل شخص مدني واحد على الأقل إلى الوحدة، أي أنه لم يكن عسكريا. وهو شخص يفترض أنه كان يتمتع بموهبة العمل بالأخددة واللامرئيات.

جرى فيما بعد التعاقد مع امرأة مدنية أخرى كانت تذهب إلى مبنى آخر حيث تقرأ ورق التاروت أو ما شابه ذلك لتأتي بالمعلومات.

قراءة ورق التاروت والعمل بالأخددة واللامرئيات  من قبل المشوذات كما كان يطلق على تلك السيدات، أصبحت مسألة لا يمكن احتمالها من قبل الضباط العسكريين المحترفين.

كانت هذه المجموعة من المشعوذات تحيي جلسات شخصية لقراءة الطالع والتاروت لبعض الزوجات، على طريقة بصارات شوارع المدن العادية، بما في ذلك موظفين حكوميين وأعضاء الكونغرس. بما في ذلك جاك فارونا شخصيا الذي كان رئيس لدائرتنا.

اشتهرت لأحدهم عبارة لا أعرف من قالها، ولكنها تقول: ها قد جاءت مشعوذة أخرى للقيام بعمل روحاني رخيص هنا.

أما سبب استخدام هذه العبارة فهو أن المشعوذات كن يأتين لقول ما يحلم كل من هؤلاء بسماعه وما يجعله يشعر بالارتياح طبعا.

ما حصل لفيرونا وستوبلبان من قبله قد يثير الدهشة. ولكن التعرض للغيبيات بالنسبة للرؤية البعيدة كان ضروريا لبدء التحول الشخصي, الذي يمكن أن يؤدي إلى أي مكان.

يقارن البعض تجربته في الرؤية البعيدة، وخصوصا  تلك العميقة منها التي تذهب كليا إلى أماكن مختلفة، يقارن البعض ذلك بحالة حقن المخدرات. ومع ذلك، هناك فرق كبير، يكمن في أن المرء يتحكم بنفسه دائما أثناء الرؤية البعيدة، ليس هذا فحسب، بل لا ينجم عن ذلك تأثير جانبي طويل المدى، مع أنها قد تغير حياتك بكاملها، بحيث يبدل نظرتك إلى العالم والأشياء من حولك.

كان لين بيكانين أحد زملاء ميل ريلاي في الوحدة.

من المساوئ البسيطة أو الكبيرة لهذه التجربة، أنه إن لم تكن زوجتك مستعدة لتقبل شخصية جديدة في زوجها، قد ينجم عن ذلك مشاكل زوجية. كانت زوجتي متفهمة لكل ما يجري وقد وقفت إلى جانبي وقدمت لي مساعدات قيمة، وبين الحين والآخر عندما أميل شخصيا إلى التحليق بعيدا عن الأرض تعيدني ثانية إليها قائلة حذار من الهلوسة.

كثيرا ما أحتاج لإعادته إلى الأرض، وقد كان هذا جزء من مسؤولياتي في الزواج.

أحيانا ما كانت المهمة التي يعمل بها متعبة جدا فتصيبه بعض الهواجس. ما يدفعني إلى التدخل والقول بأن الأمر كاد يبلغ حد السخافة.

أدى عمل لين في الرؤية البعيدة إلى التعرف على عدد من الناس ما كنا لنلتقي بهم لولا ذلك على الإطلاق. شاركنا قبل عام ونيف بندوة عامة معا، حاضر فيها عدد من الأشخاص الذي طرحوا عدة أفكار مختلفة حول الغيبيات، وقد أقيمت في إطار الندوة حفلة لثني الملاعق وممارسة الكنيسيس، حتى انتهى بي الأمر بأن ثنيت هذه الملعقة بالذات، حتى أني تمكنت من ثني جحر الملعقة الذي يعتبر من أكثر الأعمال صعوبة، لأنه يتعارض مع قالب الملعقة بطبيعته.

رغم الاحتمالات الظاهرية الشنيعة لغيبية كنيسيس  في الرؤية البعيدة، يبدو ا، عائلة بوكانان تحافظ على إحساس من البساطة، وهي تتبادل ذلك برأفة معا. لم يوفق الأزواج غيرهم بذلك، فإيد دامز وزوجتها يجريان معاملات الطلاق.

بدأ الأمر يشكل جزءا من هواجسه الدائمة، كما أنه يعمل بشدة، ولساعات طويلة، وقد نبهني إلى ضرورة أن أتغير معه، وإلا فسوف يبقيني خلفه. كثيرا ما يقول أنه يحاول أن يسجل تحولا تاريخيا، يغير الكائن البشري. تؤرقه هذه الفكرة الهائلة. وحين أطلب منه أن يقوم بأشياء عادية يغضب جدا مني.

كثيرا ما يهتم بالكائنات الخارجية، خارج الأرض، هذا هو هاجسه.

بدأت أشعر بالملل من استخدام التكنولوجيا ضد الأهداف التكتيكية والاستراتيجية العسكرية. لهذا بدأنا أعني بدأت في تطوير عمليات تدريب متقدمة.

منها على سبيل المثيل تحديد مكان سفينة نوح. أو القيام بنشاطات ما يعرف باليوفو. هذا هو نوع الأعمال التي تثير اهتمامي واعتبرها ملح الحياة.

بماذا تفيد هذه المعلومات، لا يمكن أن نأخذها إلى مجلس الأمن القومي، أو إلى المسؤولين لأنها لن تنفعهم، وكان حالنا سيء بما يكفي في ذلك الوقت لأسباب سبق أن ذكرتها. وهكذا تابعنا العمل في هذه المجموعة من المسائل الغامضة، تحت غطاء التدريبات المتقدمة، ونحتفظ بالمعلومات لأنفسنا.

بعد مجموعة من الفضائح المتعلقة بالشؤون العسكرية، بدأ البنتاغون في نهاية الثمانينات يخضع وحدات على غرار الرؤية البعيدة للفحص الدقيق.

كان سكرتير الدفاع كارلوشي يقصى ذيول أوليفر نورث، وذلك من خلال البحث عن جيوب منظمات أخرى يمكن أن تتحول إلى مصدر إحراج سياسي، فأرسل مفتشا للفريق العام، كمندوب عن سكرتير الدفاع، للاطلاع على سير العمليات. وهكذا مزقت كل العمليات التي نجمت عن سنوات طويلة من العمل، على يد الإدارة المدنية.

لقد أحرقوا اثنين من الدلائل التي كانت تشكل محركا للعمليات وذلك سعيا منهم للقضاء على معلومات العمليات بكاملها.

يقول العاملون في الرؤية البعيدة أنهم لم يطلعوا على تقرير المفتش العام. ولكن يبدو أنه لم يكن في صالحهم، وعلى أي حال، فقد انتهت الحرب الباردة، فمالت الوحدة نحو الانحدار، فانخفض عدد الفريق وحجم الميزانية. حتى أن برنامج معهد الأبحاث بكامله قد توقف كليا. كانت الرؤية البعيدة مستخدمة بعد من قبل الاستخبارات مثلا للمساعدة في العثور على صواريخ سكود في حرب الخليج. ولكن العديد منهم يعمل اليوم كمستشار خاص. في بداية هذا العام انتقل الباقون منهم لدى الدي أي إيه من المبنى القديم في قلعة ميد. وما زال مصيرهم ومصير البرنامج مجهولا.

يسألني الكثيرون عن رأيي عموما بالرؤية البعيدة، والحقيقة أنها كانت مفاجأة فعلا من البداية وحتى النهاية، وحتى يومنا هذا.

ولكن المفاجأة تكمن في الموضوع بكامله إذ تبدو وكأنها حصلت قبل خمسين أو مائة عام من وقوعها فعلا.

وأعتقد أنها قد تكون مقدمة وحافزا لشيء آخر قد ينشأ في حضارة أصبحت جاهزة للتعامل فلسفيا مع حقيقة أن الجنس البشري لم يكشف ولم يطور القدرات.

أما الآن فلا أرى مستقبلا لها نتيجة ظروف الخليط القائم حاليا.

بالنسبة لمستقبل الغيبيات والاستخبارات، لا أعتقد أنه يوجد مكان هام لها، ومع ذلك لا أعتقد أنه لا يمكن لأي ضابط في الاستخبارات أن يتخلى كليا عما يمكن أن يشكل موردا قيما للمعلومات. لهذا فمن موقعي في السي أي إيه قد أرغب في أن يستمروا في العمل على معرفة ما يجري.

أعتقد أننا وإن لم نحرز نجاحا حتى الآن، ورغم تخلي الجيش عن التجربة بهذا الشكل، أعتقد أنه لا بد من متابعة العمل للأسباب نفسها التي اعتمدت أصلا. هناك ظاهرة لا يمكن أن نشرحها بعد ولكنها مجدية، فإذا تمكنا من جعلها تعمل بشكل أدق يمكن الاعتماد عليه، فهناك خدمات كثيرة يمكن أ، تسديها لنا.

لم أتمكن من الوصول إلى نهاية موضوع الروية البعيدة، دون أن أجربها بنفسي. وقد تدربت لعدة أسابيع مع لينو سوان، فتعلمت التقنيات التي استخدمها ودرب عليها الآخرين قبل عشر سنوات.

كنت في بعض الأحيان كما يجري الآن ضمن جلسة التدريب مع سوان، أستخدم خارطة لمراجعة كل ما جرى في الجلسة. بينما لم أستخدم هذه المعلومات أو مساعد يذكرني برجع الصدى، لهذا كنت أعمى البصيرة عن الهدف. كانت معلوماتي مليئة بالأخطاء، ولكني كنت أصف الهدف بوضوح كاف لإقناع نفسي على كل حال، بأن الرؤية البعيدة، لم تكن مجرد هواجس.

حسنا، والآن أريدك أن تراجع معلوماتنا.

إنه أبيض، حركته في انحداار. يتألف من طبقات قاسية وطبقات متراكمة، تنبعث منه رائحة معدن السولفر، ماء، تصدر عنه أصوات دق ونفخ. وفيه جميع مواصفات الينابيع الساخنة. لا أعرف ما الذي سأفعله بالمظر.

مرت جلسات كنت أحسن بها العمل جدا لدرجة أني بدأت أفكر بالمشاركة في الفرق الكبرى، إذا سنحت لي الفرصة. ربما أصبحت واحد من الحفنة المنتخبة، كالجاسوس شارمون. إنها فكرة مغرية، وربما كانت خطيرة. هل يمكن أن أحتمل التحولات الشخصية التي يتعرض لها العامل في الرؤية البعيدة؟ لا أظن. وأخيرا قررت التخلي عن هذا العمل الجاد لأصحابه، الذين مروا بمرحلة التحول، والذين اعتادوا على التعايش يوميا مع المستحيل.

بعد أن أمضيت سنوات طويلة في الرؤية البعيدة، على الأقل عشرين عاما من العمل الرسمي في هذا المجال، بدأت أميل إلى الرؤية البعيدة باستمرار، ولم تعد المسألة تتطلب أن أجلس وأعمل بنشاط، حتى أني لم أعد بحاجة للانتقال إلى حالة التعديل بعد.

أصبح ذلك جزء من شخصيتي وحياتي، وكأني أنتلك ناسخ أو شيء من هذا القبيل. أصبح لدي قناة مفتوحة جاهزة لاستقبال المعلومات القادمة من عالم آخر وأماكن أخرى يمكن أن تسميها غيبية.

حتى وأنا أقود الشاحنة وبحالة وعي كامل، أصبح ذلك جزء من حالتي العادية الآن، يمكن للإشارات أن تأتي وأنا أتحدث هنا بحيث أسجلها للتعامل معها لاحقا.

أي إشارات؟

أي نوع من الإشارات؟  من يدري.(.)

=-=-=-=-=-=-=

أغنية:

عندما يتأخر الوقت في المساء،

أتسلق إلى أعلى التل.

لألقي نظرة على العالم،

عندما يهدأ كل شيء.

حين أبقى بمفردي مع السماء،

ورغبة قديمة متسلطة،

كي أنشد أغنية للغسق

على تلة عصفور هازئ.

ترا لا لللا.

العمل بالتوافه دي دي،

يستفز بي الرغبة

كي أستيقظ صباحا،

على سجيع العصفور الهازئ.

ترا للالا.

أجد في العمل التافه

سكينة وإرادة حسنة،

أهلا بكم كزهور

فوق تلة العصفور الهازئ.

ترا للالا.

أجد في العمل التافه

سكينة وإرادة حسنة،

أهلا بكم كزهور

فوق تلة العصفور الهازئ.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster