اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 بيرل هاربر
 

بيرل هاربر

نفذت اليابان قصفا جويا صاعقا على  بيرل هاربر.

فتعطشت أمة غاضبة للأخذ بالثأر.

في اليوم الأول من الحرب، يرتكب أهم جنرال  أمريكي الخطأ الأكبر في حياته العسكرية.

ينقر عامل اللاسلكي إشارة سرية على آلته. يتكرر الصوت ثلاث مرات. الرسالة لا تحتمل الخطأ. تورا. تحققت المفاجأة. يوم السابع من كانون أول ديسمبر من عام واحد وأربعين هو يوم العار. يوم جاءت الحرب إلى أمريكا.

يعتبره البعض هجوما مباغتا، بينما يرى البعض أنه جزء من الاستراتيجية العسكرية البحرية اللامعة. ولكنه عمل غادر.

إنه عمل غادر، لا شك في ذلك.

لا أعتقد أني أصبت بغضب مشابه لصباح ذلك اليوم الذي فوجئت فيه وأنا حافي القدمين.

ومع ذلك بعد ساعات قليلة فوجئت أمريكا مرة أخرى وهي عاجزة عن الرد. تمكنت غارة جوية ثانية من تدمير قوة قصف في فلبين. فيما اعتبر بيرل هاربر الثاني. ولكن هذه القصة تثير الجدال في كتب التاريخ. عانى الرجلين الذين كانا وسط هذين الهزيمتين مصائر مختلفة. هذه هي قصة الملامة، والتخبط.

جرد الرجل الذي شاهد سفنه وهي تشتعل وسط نيران هاربر، الأدميرال هوسبان كيميل، من جميع رتبه وهذا ما لم يحتمله طوال السنوات الباقية من حياته.

حاول والدي طوال حياته، أن يستعيد مكانته في المجتمع، وأنا أطالب اليوم برد الاعتبار لكرامة والدي وجهوده.

ولكن الرجل الذي تجاهل تحذيرات بيرل هاربور وسمح بتدمير قواته على الأرض، تحول إلى أسطورة عسكرية حية. إنه الجنرال دوغلاس ماك آرثر.

كان من الأجدر بهم أن يجردوا ماك أرثر من الرتب لردة فعله وطرده من الجيش.

يوم السابع من كانون أول ديسمبر عانت الولايات المتحدة من أسوأ هزيمة في التاريخ، حتى سميت بمعركة البكاء، لأمة تعد للحرب.

انقسم العالم عام واحد وأربعين بين قوتين عظميين. اجتاحت النازية أوروبا كاملة، حتى أصبحت على أعتاب إنجلترا. أما في آسيا فقد أثبت الجيش الياباني كفاءة وقسوة تقارن بالجيوش الألمانية. سقطت الأمة بعد الأخرى بعد مقاومة لا تذكر. حتى أصبحت اليابان تسيطر على القارة بكاملها.

تملك الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلتن القلق من أن تشكل اليابان خطرا مهددا. ولكنه يعاني أيضا من مرارة  الانقسام الداخلي في البلد. حيث يتعرض لهجمات المناهضين للحرب، الذين يتهمونه بصناعة الحرب، لموقفه الداعم لبريطانيا. يقف على رأس المناهضين للحرب البطل الشعبي الطيار، شارلز ليندبيرغ.

يكمن الخطر الحتمي بنشوب الحرب في الاجراءات التي يتخذها الرئيس روزفيلت ومستشاريه.

أعتقد أنه كان يدافع عن فكرة تدعو إلى فصل المصلحة الأمريكية عن الإنجليزية، وبالتالي اعتبر أنه غير وطني، لأنه لم يكترث لمناهضة النازية أولا.

رأى روزفيلت أن السبيل الوحيد المفتوح أمامه لكبح العدوانية اليابانية هو فرض حصار نفطي عليها. بدون النفط ستجبر الآلة العسكرية اليابانية على التوقف. اعتبرت اليابان ذلك نذيرا بالحرب، ما دعا القوة العسكرية اليابانية إلى شن هجوم على مناطق الهند الشرقية وإندونيسيا الغنية بالنفط الهولندي. لتجد أن البحرية الأمريكية هي العقبة الوحيدة في طريقها.

كان ميناء بيرل هاربر في هاواي مقرا لأسطول البحرية الأمريكية في المحيط الهادئ. وكان أشبه بالقلعة المهيبة حيث ترسو مجموعات من البوارج والمدمرات الحربية وحاملات الطائرات.

ما كان القائد البحري الأدميرال هوسبين كيميل، أو أي من كبار القادة العسكريين ليصدق بأن اليابان قد تجرؤ على عبور أربعة آلاف ميل وسط سرية تامة لضرب ما كان يعتبر موقع عسكري لا يهزم.

ساد اعتقاد لدى القادة العسكريون ولدى الإدارة الأمريكية في واشنطن، يقول بأنه من غير الوارد لأن يتعرض ميناء بيرل هاربر لهجوم ياباني. قبل والدي بأنه لم يتوقع قيام اليابان بقصف الميناء، ولكن أي من الأغبياء من حوله توقعوا ذلك أيضا.

اعتبرت القيادة العسكرية أن احتمالات الهجوم، سوف تستهدف الفلبين، كمحمية أمريكية. تقع الفلبين بالقرب من فورموزا حيث تعتمد اليابان على قاذفات قنابل هائلة.

عين الرئيس روزفيلت الجنرال ماك آرثر، بطل الحرب العالمية الأولى، لقيادة الدفاع عن الفلبين. أرسل ماك آرثر قاذفات القنابل المتقدمة حينها بي سبعة عشر، في مهمة لاستعراض العضلات. ولكن الفلبين بقيت على حساب  بيرل هاربر. كشف الأدميرال كيميل بأن طلبه للدعم والتجهيزات قد رفض. بينما تم إرسال كل شي إلى ماك آرثر.

كثيرا ما رجا كيميل القيادة في واشنطن كي تبعث له بالسفن والطائرات والمدربين الذين يحتاج إليهم ليس فقط للدفاع عن بيرل هاربر فحسب بل ليتمكن من مواجهة اليابان حين تشتعل الحرب.

كان يفتقر للطائرات التي تلزمه، إلى جانب المعدات الأخرى التي طلبها، كما طلب مجموعة من مضادات الطائرات الحديثة ليعزز بها سفنه في بيرل هاربر، ولم يرسل له شيء من هذا القبيل.

كما رفض طلب كيميل للحصول على ما هو أهم من ذلك، وهو الاستخبارات العسكرية. عام واحد وأربعين، كانت الولايات المتحدة تمتلك سلاحا سريا، وهي آلة لفك الرموز قادرة على استقبال وترجمة الرسائل الدبلوماسية والبحرية اليابانية. ما تلتقطه إحدى هذه الآلات مدهش جدا، لدرجة أنها سميت ماجيك، أي السحر.

كشفت ماجيك عن أن اليابان أصبحت على وشك أن تشن هجوما على آسيا. كما اكتشفت معلومات أكثر دقة تؤكد أن اليابان تهتم جدا بدقة مواقع وحركة السفن في بيرل هاربر. حتى أنها تريد معلومات دقيقة حول الوقت الذي تحتاجه السفينة الحربية كي ترسو في موقعها القتالي.

لم يهتموا بهذه المعلومات مع أن الرجل الذي حصل عليها وتولى إرسالها إلى القيادة في واشنطن كتب عليها بالغة الأهمية. وقد بعث هذه الرسالة إلى القيادة العليا، إلى جانب سكرتير البحرية وسكرتير الجيش، والرئيس روزفيلت. أي أن الجميع قرأ الرسالة، دون أن يفعل شيئا بخصوصها.

لم تصل هذه المعلومة الهامة إلى القائد العسكري في ميناء بيرل هاربر، الأدميرال كيميل. مع أن كيميل كان يستقبل في الماضي كل ما يصدر عن آلة ماجيك، أما الآن فلا أحد يعرف لماذا استثنيت هذه المعلومة. بدأ كيميل يعتقد بأن الدفاع عن بيرل هاربر لم يعد من الأولويات. وأنه لا داعي لخوفه مع مساعده الجنرال شورت من أي هجوم ياباني.

قال أحدهم أن كيميل وشورت هما الأساس في بيرل هاربر، ولكن هذا غير صحيح، لأن الأساس يعملون في واشنطن، يتسلحون بكل المعلومات السرية إلى جانب مصادر آلة ماجيك، وأفضل أدمغة البلاد، لتنسيق هذه المعلومات كي تكتمل وتعني شيئا ما. ولكنهم لم يفعلوا.

يوم الحادي عشر من أيلول سبتمبر اجتمعت القيادة العسكرية اليابانية العليا في قاعات اجتماع إحدى المواقع السرية في طوكيو، حيث كشف النقاب عن الخطة الهادفة لمهاجمة جنوب شرق آسيا خطوة بعد أخرى.

بدأ مئات الطيارين اليابان بتلقي تدريبات خاصة، مستخدمين قواعد جوية ومواقع وأرصفة مشابهة لبيرل هاربر. قاموا بتمارين كاملة إلى أن أصبح الهجوم  لا يحتمل الخطأ.

وفي نهاية تشرين الثاني نوفمبر تسللت السفن الحربية من موانئها، لتشق طريقها شمالا في بحار عاتية، لتفادي مواجهة أي سفن أو طائرات استطلاعية أخرى. كان عليهم عبور أربعة آلاف ميل وسط سرية مطلقة، بما يشبه المهمة المستحيلة.

مع بزوغ الفجر صباح يوم الأحد السابع من كانون الأول، كان جميع من في الميناء نياما. والسفن على الأرصفة بدون استنفار. حتى أن البعض ترك أبواب المياه مفتوحة لتهوية غرفة النوم..

في الليلة السابقة، عزفت الفرقة الموسيقية للجميع، ضمن تقليد متبع ليلة السبت في البلدة. علما أن فرقة أريزونا الأمريكية كانت تنعم بشهرة نجومية. خلال دقائق من صباح يوم الأحد مات جميع أعضاء الفرقة الموسيقية تقريبا.

قائد الأسطول الأدميرال كيميل  استيقظ باكرا للقيام بجولته الصباحية في الخليج. مع نهاية اليوم ستصبح مهنته العسكرية في الحضيض.

على مسافة مائتي ميل إلى الشمال متن الأسطول العسكري النائم، تحتشد القوة الضاربة اليابانية المؤلفة من عشرين سفينة وثلاثمائة وخمسة وثلاثين طائرة بما يشبه السحر.

حافظ اليابانيون على صمت الراديو طوال الطريق ومع ذلك تمكنوا من بلوغ الموقع الموعود إلى الشمال من واهو، من حيث أطلقوا الطائرات مع بزوغ الفجر تماما، حتى وصلوا إلى جزيرة أواهو دون أن تكتشفهم أي طائرة استطلاعية أو مركب أو غواصة.

إنه عمل بطولي فعلا.

لم يعلم أحد بالأمر، ولكن اليابانيين لم يتسللوا دون أن يكتشفهم أحد كليا. في تمام الرابعة إلى ربع من فجر الأحد، شوهدت غواصة يابانية صغيرة على مسافة ميلين من الميناء. اعتبر المشهد إنذار خاطئ، فلم يبلغ عنه.

وقبل أقل من ساعة على الهجوم، شوهدت غواصة صغيرة أخرى، دون أن تطلق صفارات الإنذار. حينها كانت الحاملات اليابانية تركب الريح، والطائرات على متنها تسخن المحركات. كان الطيارون متأكدون من النصر لدرة أن أيا منهم لم يرتد مظلته.

هناك مراسيم عسكرية دقيقة يجب أن تتبعها القوات المهاجمة على متن السفن.

منها ارتداء البعض وشاح حول عنقه، هي أعلام تعطى لهم عند مغادرة القرية، وهي ترمز في الغالب إلى حسن الطالع وطول العمر.

انطلقت أولى الطائرات مع بزوغ خيوط الشمس الأولى، خلال ربع ساعة انطلقت موجة الهجوم الأولى، وهي تتألف من مائة واثنين وثمانين طائرة مقاتلة وقاذفة للقنابل. ودعهم أعضاء الطاقم  ملوحين وهم ينطلقون باتجاه أواهو.

كانت غالبية القوة الجوية لهوايا تصطف جنبا إلى جنب على مسافة مائتي ميل في حقول هيكام، بطريقة تكفل التمويه والوقاية من أعمال الخريب. أما في الميناء، فلم ترفع السفن أعلامها بعد كي تبدأ اليوم.

علىالشواطئ الشمالية من الجزيرة، كانت محطة رادار نقالة تمسح السماء بمحض الصدفة. تمام السابعة ودقيقتين، شاهد عامل الرادار فجأة أكبر كمية من الطائرات رآها في حياته على شاشة الرادار. اعتقد ضابط المراقبة أن هذه إشارات البي سبعة عشر المتوقع وصولها من كليفورنيا، فقال لعامل الرادار ألا داعي للقلق. في الثامنة إلا ثلث، كانت الطائرات تمر من فوق رأسه.

في الثامنة إلا خمس دقائق، كان عامل الراديو لي غولدفارب على متن كاسحة الألغام أوغلالا، وقد انتهى من تناول طعام الفطور بعد انتهائه من مناوبة منتصف الليل.

كنت مستلقيا على السرير، أذكر ذلك جيدا وكأنه حدث بالأمس، وضعت يداي فوق رأسي أفكر بما أنا عليه من حال، بعد ساعتين من الآن سأصبح في وايكيكي، وأحلم بقضاء يوم إجازة رائع هناك. وفجأة سمعت ضجيج محركات الطائرات تحلق من فوقنا.

أما في القاعدة البحرية فما زال الجندي فوريست ميلير يرتدي البيجاما، ويقرأ صحيفة يوم الأحد في السرير.

نظرت من النوافذ التي تحطم بعضها من شدة الضجيج، وفي تلك اللحظة سمعت أحدهم يصرخ بنا قائلا أن اليابنيون يقصفون القاعدة ويدعونا للخروج من المهجع. هذا ما أردت أن أعرفه، ارتديت ملابسي بسرعة لم أعرفها من قبل.

على متن سفينة كليفورنيا الحربية، كان الرامي أوسكار سفينسين يقوم بجولته الصباحية، ويسجل حرارة البارود في مستودعات السفينة.

بعد تناول الفطور أحضرت مفاتيح المستودعات من التسليح، ونزلت إلى هناك لأسجل الحرارة، وكنت على باب إحدى المستودعات عند انفجار أو طوربيد.

كانوا هناك على مستوى الأفق، كنا نستطيع رؤية الطائرات القريبة جدا منا كما رأينا الطيارين والطوربيد وكل شيء.

كان رجل الطوربيد من الدرجة الأولى روبيرت كلينتوك، قد خرج للمناوبة على متن المدمرة أيلين.

كان رجال الطوربيد جميعا أصدقائي، وقد عملنا على سلاح رشاش من عيار خمسين، فأطلقنا النار على الطائرات المغيرة دون أن أعرف ما إذا أصبنا أي منها أم لا، ولكني متأكد من أمر واحد وهو أن زميلي في الموقع المجاور لم يكف عن إطلاق النار مثلي تماما، إلى أن اشتعلت النيران في موقعه بشكل مفاجئ.

استمر القصف لمدة نصف ساعة قبل أن يبعث الأسطول بالإشارة الرسمية.

نسخت الرسالة التي اشتهرت فيما بعد وهي تقول: بيرل هاربر تعرض للقصف، هذا ليست تدريبا. كنا قد دربنا على قول أننا لا نتدرب عندما نبدأ بالغرق.

خلال بضع دقائق تمكنت قاذفات القنابل من تدمير الطائرات المصطفة بدقة متناهية في حقول هيكام. على جزيرة فورد، دمرت الطائرات البرمائية وهي راسية على الأرصفة. ولكن القصف الأشد  وجه للسفن الحربية.

تلقت أريزونا الهائلة إصابة بقذيفة مباشرة في مستودعها الأمامي.

رأيت صفائح هائلة مما كان يشبه العلب المتجعدة، تتطاير في الهواء. بلغنا فيما بعد أنها كانت دروع بسماكة ثمانية عشر إنشا. يمكن أن تتخيل قوة الانفجار.

في مقدمة ساحة القتال، أصيبت أوكلاهوما بالطوربيد، حتى تعطلت. انتشرت النيران وأعمدة الدخان في جميع أنحاء بيرل هاربير، وإلى جنبها سفن تترنح، ورجال يموتون.

كان من الصعب أن نرى شيئا إلا أعمدة من الدخان التي لا أعرف كيف بقي أحد منا على قيد الحياة من شدة كثافتها.

رأيت السفن تحترق والجنود يقفزون بعيدا عن النيران الملتهبة في السفن إلى تلك التي في الماء. كانت لحظات عطلت تفكيرنا تقريبا.

بلغت كثافة النفط مستوى لا يمكن تفادي اشتعاله أو إبعاده عنا. ما يضطرنا للغوص في الأعماق ومتابعة السباحة.

في تمام التاسعة صباحا بتوقيت المحيط الهادئ، بلغ الرئيس روزفيلت أن بيرل هاربر يحترق. صعق تماما. كان وزير خارجيته كورديل هول مستمر في اجتماعاته مع الدبلوماسيين اليابان، في محادثات أخيرة لتفادي الحرب. فأمرهم هول بالخروج من مكتبه، وهو ينعتهم بالأنذال.

فجأة ساد بيرل هاربر بعض السكينة، ولكنها كان أشبه بهدوء العاصفة، ذلك أن حملة القصف الثانية جاءت بعد دقيقتين.

=-=-=-=-=

في التاسعة صباحا بتوقيت بيرل هاربير بدأت موجة القصف الثانية. كانت دفاعات هيكام جاهزة حينها لتطلق النار على كل شئ، بما في ذلك بعض طائراتها وهي تحاول الهبوط.

لا أعرف ما إذا كانت إحدى دورياتنا تحاول الهبوط ولكن الأمر لم يستمر طويلا فالجميع فتح النار عليهم. كانت علب السكر تنتشر من حولنا، وكان الجميع يسمع العيارات النارية وهي تصيب تلك العلب، لا شك أن أكثر من مائة مليون رصاصة أصابت تلك الطائرة، فلم تحتمل المزيد

واكتمل عرض الانفجارات في بيرل هاربر بحادث مريع. اشتعلت النيران على متن كازينز وداونز، حتى بدأت جنباتها تتشقق من سخونة النيران.حاول طاقم نييفادا الخروج من الميناء دون جدوى.

شاهدنا نيفادا تأتي عبر القناة، والنيران مشتعلة فيها، كانت في جحيم وهي تعرض للقصف. وكأنها حفنة  من العصافير تحلق فوق صقر. تعقبتها الطائرات اليابانية في محاولة لإغراقها، فأخرجوها من القناة حتى رست خارج الميناء كي لا تغرق وتعيق الحركة في القناة.

ما زلت أتذكر تلك السفينة الحربية، ومقدمتها تنحني إلى الأمام ببطئ، بينما ترتفع مؤخرتها في الهوائ حتى شوهدت المراوح نصفها في الهواء والنصف الآخر في الماء. فقلت لزملائي يبدو أننا سنشهد على غرق سفينة حربية أمام أعيننا.

بأقل من ساعتين، أغارت الطائرات اليابانية ودمرت وأصابت ثمانية عشر سفينة حربية بأضرار جسيمة. كما دمرت مائة وثمانية وثمانون طائرة كليا وهي في العنابر وعلى الأرض. بلغ عدد القتلى ألفين وأربعمائة وثلاثة رجال. منهم ألف جندي في أريزونا وحدها. مات غالبيتهم بسرعة. أما من كانوا داخل أوكلاهوما، فلم يحالفهم الحظ.

سمعوا الضرب على الصفيح ولكنهم لم يتمكنوا من الاقتراب، لم يتمكنوا من الوصول.

وعندما تمكنا من قلب السفينة أن أكثر من عشرة رجال بقوا على قيد الحياة بعد عشرين يوما من انقلاب السفينة. تبين ذلك من العلامات على الجدران وغيرها. أي أن معانات القتلى استمرت لعدة أيام بعد عملية قصف الميناء.

تجولت حول المستشفى، لأرى ما يمكن أن نفعله، فرأيتهم يخرجون الرجال إلى الحديقة ويلقونهم على الأعشاب. أعتقد أني رأيت المئات منهم المئات فعلا.

كنت أرى من يرتدون الملابس البيضاء من البحرية والكاكي من سفن أخرى، أما الرائحة، فلا يمكن أن تطبع في ذاكرتك رائحة اللحم البشري وهو يحترق إلا بعد أن تشم رائحة المئات منهم وهم من حولك.

لا أعتقد أني شعر بالغضب الذي انتابني صباح ذلك اليوم الذي فوجئت فيه حافي القدمين.

عادت الطائرات اليابانية إلى حاملات الطائرات وهي مكللة بالنصر. تسعة وعشرون طائرة فقط لم تعد إلى هناك، أي أقل من نصف الخسارة التي كانوا يتوقعونها. أنباء تحقيق النصر الساحق في البحر، وصلت إلى اليابان خلال بضع ساعات. كتب أحد رجال البحرية يومها يقول، انتعشت الأمة بكاملها، من شدة الحماس والفرح، وغلت الدماء في عروقي لسماع الخبر.

ولكن الدماء تجمدت في عروق الأدميرال كيميل، وهو يتأمل أسطوله المدمر من أعلى الميناء.

في تمام الثامنة كان ينظر من نافذته، إلى حيث كانت السفن الحربية تحترق. ويبدو أن شظية أصابته في صدره، يبدو أنها كانت صغيرة جدا. فقال للشخص الذي كان يقف إلى جانبه أنه يتمنى  لو قتلته. كان يعلم بأن حياته العسكرية قد انتهت، وأنه سينتهي معها.

في واشنطن اتهم كيميل بالتقاعس عن مهمته، فصوب غضب الأمة نحوه.

سادت حالة من الغضب العارم، حتى أن والدي تلقى رسائل تدعوه إلى الانتحار. وقعت أحداث كثيرة من هذا القبيل.

هذه طريقة التفكير في البحرية التي تقول أن الضابط الأكبر يتحمل المسؤولية، وهذا ما حدث فعلا. أعتقد أن جزء من الملامة يقع على واشنطن مثلا بسبب عدم اتصالها المبكر بالأدميرال كيميل، هذا هو رأي بتواضع،  ولكن قوانين البحرية لا تعمل على هذا النحو، بل تعتبر أن الضابط الأول هو المسؤول.

لا يمكن لأمة أن تقاتل وكبار قادتها وجنرالاتها يخضعون للتحقيق. لهذا بحث روزفيلت عن كبش محرقة.

أراد أن يحافظ على ثقة الشعب بقواته العسكرية، فاتخذ الإجراء الذي وجده مناسبا،  ليبعد الأنظار عن التحقيقات الجارية في الكونغرس حول  الظروف المحيطة بما جرى في بيرل هاربير عام واحد وأربعين.

أستطيع أن أتفهم كل ذلك, وأنا أتقبل ذلك عن وعي تام، ولكني أعتقد أيضا أنه كان من الأجدر به أن يتخذ مجموعة إجراءات أخرى تحافظ على كرامة ومكانة ضباط الجيش في بيرل هاربير، الذين تعرضوا للإساءة بسبب ما فعله بموافقة إدارته حينها.

أوقعت الملامة على كيميل في أسوأ هزيمة أصابت أمريكا، رغم أنه حرم من المعلومات السرية التي كانت لتحذره، والعتاد الكفيل بالدفاع عن أسطوله.

ولكن بعد عشر ساعات من ذلك، ورغم كل التحذيرات في العالم. فوجئت القوات الأمريكية بقصف جديد. إلا أن الذي تقاعس هذه المرة اشتهر لاحقا بصفة البطولة.

=-=-=-=-=

كانت القذائف تسقط على بيرل هاربير عندما تلقى الجنرال ماك آرثر اتصالا هاتفيا عاجلا من الفلبين يبلغه بأن القوات الأمريكية هناك تتعرض للهجوم. ولكن أثناء انتظار ضباطه صدور الأوامر، يبدو أن الجنرال حار بين الجمود والخوف.

أسهب في التفكير ثم دعا زوجته وطلب منها الإنجيل، ثم جلس على حافة السرير لقراءة الإنجيل. لم يصدر أي أوامر على الإطلاق طوال ساعات عدة، رغم المهمات التي يجب القيام بها.

كان ماك آرثر يمتلك خمسة وثلاثون قاذفة قنابل من نوع بي سبعة عشر في مدرجات كلارك، ومجموعات من الطائرات القتالية. وكانت لديه أوامر تقول أنه إذا بدأت الاشتباكات عليه أن يبادر بالهجوم، أما هدف الهجوم فهو قواعد الطائرات العسكرية اليابانية في فورموزا، الواقعة على مسافة ثلاثمائة ميل من هناك.  ولكن لحظة اتخاذ القرار، لم يتمكن قائد القوات الجوية لدى ماك آرثر من لفت انتباهه.

بل أعتقد أن ما آرثر لم يراني كليا، لذا تحدثت مع العقيد سلمون، الذي قال بأن الجنرال مشغول جدا ولن يتحدث مع أحد، وعليك انتظار أوامره، كانت هذه هي المعلومات التي حصلنا عليها. وهكذا تبين بوقت مبكر بأن التعاون بين ماك آرثر والوحدات الجوية لم تكن الأفضل.

معلق: تجاهل ماك آرثر أوامر الهجوم. وبعد ست ساعات من سماعه بنبأ قصف بيرل هاربر، أرسل قاذفاته بدون  مهمة محددة.

تلقى سرب الطائرة الذي أعمل به أوامر بالتحليق في السماء حتى يتخذوا قرارا بما سيفعلون.

كانت الأوامر بالتحليق فوق سماء المنطقة لإجراء بعض التمارين.

اكتفينا بالتجوال في سماء المنطقة، دون أي مهمة محددة باستثناء التحليق في الجو.

كانوا يجهلون أنهم أثناء التحليق في أجواء المنطقة، كان سرب ياباني يتألف من مائتي طائرة يحلق من فوقهم على علو مرتفع. بعد ذلك وفي توقيت خاطئ، طلب من الطائرات الأمريكية العودة إلى المدرج.

طلبوا من السرب أن يعود إلى الأرض لتناول الغداء، والاستراحة قليلا.

بعد تناول الغداء عدنا إلى المهاجع واستلقينا على الأسرة لبعض الوقت. على أمل العودة إلى الطاءرة لاحقا.

جلسنا معا لنتحاور بانتظار أوامر العودة إلى الجو فقال أحدنا أنظر إلى هذا العدد من طائرات البحرية.

فأجاب الآخر، ليست طائرات البحرية بل قاذفات يابانية.

بعد عشر ساعات من قصف بيرل هاربير، تفاجأ اليابانيون بأنهم لم يواجهوا أي مقاومة تذكر هنا أيضا، فقصفوا الطائرات الأمريكية مرة أخرى وهي جاثمة على الأرض.

سقطت القذائف على مدرج الطائرات بقوة، حتى  شعر الجميع وكأنه زلزال أرضي.

تملكنا الخوف جميعا، فقفزنا إلى الخنادق على أمل أن يخطئونا.

القفز في الخنادق ليس سهلا وفي ظروف كهذه كنا نقفز فوق بعضنا البعض حتى ننجو بأنفسنا.

كانت تفتح حفرة عميقة في الأرض، ثم تعاود الإقلاع بسهولة كبيرة ونحن نتأملها تعلو وترتفع، لتعاود الهجوم ثانية، وعلى ارتفاع منخفض.

كانت تحلق على ارتفاع منخفض تسمح برميها بالحجارة.

أطلق عدد من الرجال نيران بنادقهم على الطائرات، ولكن هذا النوع من الأسلحة الفردية قليل التأثير بالطائرات.

تساءلت في نفسي حينها إن كانت هذه هي الحرب، وكأني شعرت أنها قد تبلغ مستوى عاليا من السوء.

أول ما شاهدته حول خطوط التماس هو أشلاء بشرية. نظرت إلى رأس أحد الرجال فوجدت أنه قد تفجر، رأيت الأمعاء لأول مرة فوق جثة أحد الجنود، وقد كان كبير الحجم في العشرين من أيوا. وفي وسط المدرج، عثرت على جثة كابتن حاول الإقلاع بطائرته البي أربعين، فأصيب بقذيفة جمدت يداه كليا، ومات هناك.

في مركز قيادته بلغ ماك آرثر هاتفيا أن أكثر مائة طائرة من سلاحه الجوي دمرت على المدرج في كلارك فيلد. انطلق الهجوم من فورموزا، القاعدة اليابانية التي طلب منه أن يضربها بوقت مبكر. ولكن بدل أن تكون في الجو، شاهد الطيارون تدمير طائراتهم من الخنادق.

تأثرت جدا بخسارة كل هذه الطائرات وهي على الأرض، كان مشهد مأساوي.

قرار إبقاء الطائرات على الأرض كان خاطئ جدا، من الأجدر بها أن تكون في السماء حيث تتمتع بفرص أكبر للمناورة.

لو تلقينا أوامر من ماك آرثر في الصباح، لمنعناهم ربما من ضربنا أولا.

بلغنا أنها جاءت من فورموزا، فتساءلنا لماذا لم نفعل شيئا من قبل، كان هذا تساؤلنا جميعا.

كان يجب أن يصدر الأوامر ويعد الطائرات لتتوجه إلى فرموزا.

أبرق ماك آرثر إلى واشنطن قائلا بأن الجميع واجه الضربة بشجاعة فريدة. وأسكت الجميع بأدائه المتعالي.لم يجبر أبدا على شرح أسباب إصابة طائراته وهي على الأرض، لشعبيته كجنرال، وصداقاته السياسية الرفيعة.

أعتقد أن هذه الأسباب مجتمعة حالت دون محاسبة ماك آرثر على الرغم مما ارتكبه من أخطاء لا تغتفر. وبدل تسريحه من الجيش، حصل على نجمة إضافية فأصبح جنرال بأربعة نجوم. وبدل أن يجرده الرئيس من مسؤولياته، عينه القائد العام لقواتنا في المحيط الهادئ، وبطلا لإحدى جزر الفلبين، حيث اشتهرت له جملة أثناء انسحابه يقول فيها يجب أن أعود، وقد عاد فعلا. وأخيرا تحول إلى حاكم اليابان. إنها سخرية تاريخية بالنسبة لشخص تسبب بحالة من الفوضى في أول غارة وجهتها اليابان على قواتنا في الفلبين.

سرعان ما تحولت مهانة اليوم الأول من الحرب لدى الشعب الأمريكي، إلى حالة من الغضب.

يوم أمس، السابع من كانون أول ديسمبر من عام واحد وأربعين، سيسمى عبر التاريخ، يوم العار. تعرضت الولايات المتحد الأمريكية، إلى هجوم مباغت وعشوائي، من قبل القوات البحرية لإمبراطورية اليابان.

ملحق إخباري:

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بالأمس حربها على إمبراطورية اليابان، وذلك بعد أن تعرضت قاعدتها البحرية في بيرل هاربر والفلبين  لهجوم شنته وحدات البحرية اليابانية..

انطلاقا من الثقة، بقواتنا المسلحة،  ومن الإصرار الكامل لشعبنا، سوف نحقق النصر الحتمي، بعون الله.

يوم إلقاء ذلك الخطاب، كان روزفيلت والجميع يدركون بأن بيرل هاربير كانت مجرد كارثة، ولكنهم لم يتنبهوا إلى أنها كانت أيضا كارثة على اليابان.

-=-=-=-=-=

كانت خطة رائعة، نفذت ببراعة، ولكن سخرية القدر أرادت أن تكون الغارة على بيرل هاربر كارثة استراتيجية لم تحرز الكثير، ذلك أن القيادة اليابانية أدركت بأنها أيقظت العملاق النائم. عبأ الهجوم الشعب الأمريكي بالوطنية والغضب. وقد كتب أحد المؤرخين في ذلك يقول: لم يسبق لقوة عظمى أن جلبت هزيمة أكبر لنفسها، عبر عمل أحرز لها النصر.

أعد بيرل هاربير المعنويات لخوض الحرب العالمية الثانية، صباح اليوم التالي، بل بعد ساعات من وقوعه، اصطف الشبان من جميع أرجاء البلاد، للتطوع، ولم تكن صفوف  صغيرة،، بل مجموعات بلغت مئات الآلاف، اصطفت طوال الليل، لتسجيل أسمائها،   ما وحد بلادنا بطريقة لم يسبق لها مثيل.

بين ليلة وضحاها تلاشت المجموعات المناهضة للحرب والمعادية لروزفيلت. دخلت أمريكا في الحرب، وانتقمت لبيرل هاربر.

سادت حالة من الغضب العارم. كما رفع شعار يقول تذكر ما جرى في بيرل هربير، واستمر طوال سنوات الحرب، واستعمل كصرخة حرب لكل هجوم في المحيط الهادئ.

واليابان أيضا كانت تتذر بيرل هاربير، لأنها ارتكبت خطأ تكتيكيا. صباح السابع من كانون أول ديسمبر، أراد الطيارون الخروج في هجوم ثالث. ولكن الأدميرال نوغومو تردد ورفض ذلك. فكان ذلك قرار سيندم عليه بقية حياته.

كان ذلك خطأ جسيما، لأن اليابان تخلفت عن ضرب الأهداف الثلاثة التي كادت تخرج البحرية الأمريكية من الحرب لعدة سنوات. تخلفت عن ضرب حقول النفط، وهي مراكز تحتوي على كل مصادر الوقود الذي نستعمله في السفن الحربية وكل بنزين الطائرات العسكرية. كما تخلفوا عن ضرب أرصفة إصلاح السفن، كما تخلفوا عن ضرب قاعدة الغواصات بكل ما حولها من غواصات راسية. كان يجدر باليابان لأأن تهاجم هذه المواقع، حتى لو أجلت ضرب السفن الحربية. لو فعلت ذلك لأخرجت البحرية من الحرب لفترة طويلة من الزمن.

يبدو أن الحظ قد حالف البحرية الأمريكية، فبما أن مياه الميناء كانت ضحلة، لم يؤدي غرق السفن إلى فقدانها كليا. نفذت عملية إنقاذ ضخمه رفع فيها العديد من هذه السفن وإصلاحها من جديد.

المصادفة الأخرى هي أن حاملتي الطائرات كانت في البحر أثناء الهجوم، ولم تحاول القوات اليابانية المهاجمة العثور عليها. تبين أن هذه مسألة حاسمة، لأن قصف بيرل هاربر أثبت بأن حاملات الطائرات هي التي تحقق النصر وليست المدمرات. أحرزت حاملات الطائرات نصرا ساحقا للولايات المتحدة في ميدواي.

تعلمت البحرية درسا آخر، إذ منحت الأدميرال نيميتز، الذي حل محل كيميل، كل المعلومات السرية التي كانت تمنع عن سلفه. وقد أبلغته تلك المعلومات بأن اليابان تحضر لهجوم على ميدواي.

أمضى الأدميرال كيميل سنوات الحرب في العزل، ثم أمضى بقية حياته في محاولات يائسة لإزالة البقع السوداء عن اسمه.

كان والدي يلوم نفسه لأنه غبي، لأنه لم يتمكن من اتخاذ الإجراءات الكفيلة بصد الهجوم، يمكن القول أنه كان يحمل نفسه كل المسؤولية بإذلال، ولكن حين اكتشف بأنه حرم من معلومات هامة كانت هناك، خرج من إطار المذلة الذي حبس نفسه فيه وتحول إلى نمر شرس.

توفي كيميل عام ثمانية وستين، دون أن يرد إليه اعتباره.

أما بالنسبة لماك آرثر، فلم يسائله أحد عما فعله في الفلبين وما لم يفعله. حتى تحول إلى ما يشبه جوليوس قيصر أمريكا. رغم حقيقة أنه حين تحطمت طائراته على الأرض، هاجمت اليابان الفلبين بسهولة. أسر الجنود الأمريكين بالآلاف، وأجبروا على الموت عبر مسيرة باتان المخيفة. عدد من الذين نجوا من قصف كلارك فيلد، عانوا من معسكرات الاعتقال اليابانية، حيث كان الجوع والتعذيب والموت جزء من المعاملة اليومية. يعتقد الكثيرون أن التاريخ كان رؤوف جدا، بالجنرال ماك آرثر.

يعتبر الجنود والضباط الذين عملوا تحت إمرة ماك آرثر أن العمل معه بالغ الصعوبة، خصوصا وأن غالبية القرارات التي يتخذها، كانت تسبب الكوارث.

أستغرب جدا ألا يتعرض ماك آرثر إلى أي نوع من الانتقادات، حتى تحول إلى ما يشبه الأبطال، بينما تحول كيميل إلى أبشع الصور.

أسهب  الإعلام الأمريكي بالتنكيل في صورة اليابان عبر حملاته  الواسعة، وقد اعتمد في ذلك على العدوان المباغت على بيرل هاربير والمعاملة اليابانية السيئة التي يتلقى أسرى الحلفاء في معتقلاته.

كانت فرق الإنذار تطفئ النيران بعد غي أواهو حين بدأت الإف بي أي بمطاردة اليابانيين في الولايات الأمريكية، حيث صودرت ممتلكاته، ثم أمضوا بقية حياتهم في معسكرات اعتقال.

أثارت أحداث السابع من كانون أول ديسمبر، حالة من المرارة بين الأمريكين، فاعتمد الرئيس الأمريكي ذلك حجة لمواجهة المعارضة الأمريكية، وأمر لإينولا غاي، بإلقاء أول قنبلة ذرية على اليابان.  الحرب التي بدأت بمئات الطائرات التي تلقي آلاف القنابل، انتهت بطائرة واحدة، تلقي قنبلة واحدة، ثم تلقي أخرى.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster