اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أول تحليق
 

الاخوين رايت

 

فشل الجميع من قبلهما.. حتى أن بعضهم مات في المحاولة. على شاطئ ضيق ومنعزل تمشطه الرياح، راهن صانعي دراجات هوائية من أوهايو بحياتهما على آلة تحليق غريبة وجديدة .

كان النجاح أو الكارثة يقفان على مسافة دقيقتين فقط من الأخوين رايت.

صباح يوم السابع عشر من كانون أول ديسمبر من عام ألف وتسع مائة وثلاثة، أصبح التحليق عند قاب قوسين أو أدنى منهما.

حتى نهاية القرن التاسع عشر، كان التحليق وقف على الطيور وحدها.

اعتبر التحليق حلما يداعب الكثيرين بأن يعومون كالطيور، وليس كالسمك.

زرع هذا الحلم جذوره في أحد أحياء الطبقة الوسطى في مدينة دايتون أوهايو الغربية الوسطى، حيث بيت الأسقف ريفيراند ميلتون رايت.

عام ألف وثماني مائة وتسع وثمانين، توفيت زوجة رايت سوزان متأثرة بمرض السل. بعد عامين من موتها، لم يخرج أحد ولديها مما أصابه  من حزن حتى بعد عامين من ذلك، كما يتذكر ميلتون.

بما أن  كانت أمه أشد ميلا إلى الذوبان وليس إلى المعانات، كرس حياته للعناية بها، وكان يخدمها بإخلاص وليونة. لدرجة أن عنايته بأمه لم يسبق لها مثيل.

أدى حادث تعرض له في لعبة الهوكي خلال فترة الدراسة إلى إجراء عملية في فمه أثرت على قلبه، ما استغرق ثلاثة أعوام حتى تماثل للشفاء.

تخلى عن مقعده في يال لدراسة التكنولوجيا، كي يعتني بأمه. هذه التجربة البائسة جعلت منه شارد الذهن كثير التفكير. أما بالنسبة للآخرين فكان يتصرف ببرودة كاملة.

بذل شقيقه الحيوي الأصغر سنا أورفيل، المحاولة خلف الأخرى لإخراج ويلبير من فراش مرضه. في أحد أيام صيف عام ألف وثماني مائة واثنين وتسعين، نجح في إحدى هذه المحاولات.

جنون الدراجات وصل إلى مدينة  دايتون. كانت الدراجات يوما كبيرة الحجم ومربكة، وخطيرة تتقدمها  عجلة كبيرة. ولكن الأمر اختلف جدا. كان هذا نوع جديد من الدراجات، بعجلتيها الأمامية والخلفية متساويتا الحجم، ما سمي بدراجة الأمان،لأن راكبها كان قريبا من الأرض. فانتشرت على طول البلاد وعرضها كأهم  اختراع عصري لما تتميز به من سرعة وتحرير حيث أصبح بالامكان الاعتماد عليه.

نبعت حماسة أورفيل للاختراع الجديد من رغبته في مشاركة أخيه معه. فعلى خلاف ويلبور. كان أورفيل يبذل ما بوسعه دائما ليلفت انتباه الآخرين. ولكن اختلاف اطباعهما زادت من تعلقهما ببعضهما البعض.

أشد ما كان يحزن أورفيل هو رؤية شقيقه غارقا في الكآبة والحزن. وما كان يسعده أكثر من رؤية شقيقه منغمس في أمر جديد.

ركوب الدراجة بالنسبة لويلبر الهادئ والمنعزل كان تجربة لم يشعر بها من قبل. شعر بالحرية، وتساءل لأول مرة عما يمكن أن يعنيه التحليق.

كان الشقيقان متعلقان جدا بهوايتهما، لدرجة أنهما جمعا ما لديهما من مال وفتحا دكانا للدراجات.

في البداية كانا يبيعان الدراجات ويصلحانها. ومن ثم بدآ يعملان على إجراء التعديلات عليها. بعد ثلاثة أعوام من ذلك حصلا على دراجة من نوع جديد عرفت ب رايت سبيسيال.

وهما في العشرينات من العمر بعد، كان الأخوين رايت يملكان مشروعا خاصا بهما. تمكنا من تحقيق الحلم الأمريكي، ولكن هذا لم يكن كافيا.

كان ويلبير يبحث عن المزيد. لاحظ أنه يضيع موهبته على آلة سبق أن صنعت على يد شخص آخر. ولم يتردد في بحثه عن فك رموز أحجية جديده.

صوت ويلبير: إذا كان هناك مسألة تستحق التفكير الجدي، فهي مسألة أن التحليق أحجية يمكن حلها على يد الإنسان. عندما تسيطر هذه الفكرة على الدماغ ستتمكن منه بالكامل. عندها تصبح فكرة متماسكة، لا يمكن التخلص منها.

عام ألف وثماني مائة وتسع وتسعين، كتب إلى معهد سميث سونيان في واشنطن يطلب كل ما لديه من مواد تتعلق بالتحليق.

صوت ويلبير: أوشك الآن على دراسة منظمة للمادة، تحضيرا للممارسة العملية، التي أتوقع أن أكرس لها كل ما لدي من وقت أوفره من العمل الإعتيادي في الدراجات.. صحيح أني متحمس، ولكني لست خبيرا، بحيث أني أملك بعضا من النظرية الخاصة ببناء آلة للتحليق.

بكل إخلاص.

ويلبير رايت.

التقدم البشري الذي أحرز عبر القرون الماضية في التحليق، اعتمد على خفة الوزن أكثر من الهواء. المنطاد، المعبأ بهواء ساخن أو بغاز الهيدروجين، كان قادرا على عبور مئات الأميال. ورغم أنه كان أثقل من ترحال الهواء، ولكنه كان تحليقا ممتعا.

سجل التقدم الجديد على يد المخترع الإنجليزي جون سترينغ فيلو، الذي استخدم محرك بخاري لتصميم نموذج لآلة تحليق تعتمد على قوة اندفاع ذاتي، وقد تمكنت من الانطلاق بنفسها لبضعة أقدام.

جرت المحاولة الأهم على يد حيرام ماكسيم، مخترع البندقية الأمريكية. فقد اخترع سنة ألف وثماني مائة وثلاثة وتسعين طائرة تزن أربعة أطنان، واعتقد أنه سيحلق فعلا بالاعتماد على محركين يعملان على البخار، ومراوح يبلغ طولها ثمانية عشر قدم.

وضعت على عجلات حديدية أمام طريق طوله ثماني مائة قدم، فارتفعت قدمين في الهواء، ثم عادت لتسقط على الأرض.

تم الحصول على أفضل النتائج في ألمانيا، على يد أوتو ليلينتال، الذي طار بالأجنحة وحدها. وقام باستعراض أمام حشود من المحمسين، ولكن أهم عمل قام به هو نشر مجموعة لوائح تمكن فيها من تحديد التركيبة الهندسية ومقاييس الاجنحة المتعددة الأشكال.

تحول كتابه إلى دليل لا بد منه بالنسبة لكل الراغبين بالتحليق. وهو يدعو الجميع للتحليق بالأجنحة أولا، للشعور بالتقرب من الهواء، قبل المخاطرة بإضافة المحركات.

مات ليلينثال أثناء تحليقه بطائرته الشراعية التي اصطدمت بالأرض فقتلته.

اعتاد ويلبير على العمل في دكان الدراجات في النهار ليعود إلى الكتب والمراجع التي أرسلها معهد سميث سونيان في ساعات الليل.

استولت أعمال ليلينتال على طاولة ويلبير رايت،الذي دهش باهتمام ليلينثال القليل لمسألة التحكم في الهواء مقابل تركيزه فقط على الاستقرار.

تنبه ويلبير بالفطرة إلى الحاجة الماسة لتقنيات أكثر تعقيدا تتحكم بالمحاور الثلاث. الأمامي، والخلفي، والجانبين، والتمايل. وهذا الأخير كان أشدها تعقيدا.

أثناء مراقبته للطيور، لاحظ ويلبير كيف تترنح عند انعطافها، ليس كما كان ليلينثال يعتقد بحرف مركز الجاذبية لديها، بل بتعديل أشكال جناحيها، كيف يمكنه أن ينسخ هذه التحركات دون أن يلجأ إلى استخدام آليات ثقيلة؟

أثناء وجوده ليلا في دكانه، جلس يلهو بفتل علبة الأنابيب الداخلية للدراجة ويعاود لويها من جديد، حين كان يلويها ويفتلها تنبه إلى أن هذه الحركة تدفع أحد الطرفين إلى أعلى. إذا ما نجح ذلك في الدراجة لم لا ينجح في الأجنحة؟

تقع شواطئ كيتي هاوك على مسافة ثلاثة أيام من ديتون أوهايو شمالي كارولينا.

شكلت كيتي هاوك بالنسبة للشقيقين أفضل منطقة لإجراء تجربتهما. بلغ طول  الشاطئ المفتوح ستون ميلا، بعرض ميل واحد. كانت الرياح تعصف باستمرار، هنا يمكنهما أن يجربان ويفشلان بعيدا عن الناس. كان أقرب بيت من هناك يقع على مسافة خمسة أميال عن الشاطئ وهو لنجدة الغرقى.

على مدار أربعة سنوات متتالية، كان الشقيقان يعاودان الذهاب إلى كيتي هاوك مع حلول فصل الخريف.

في عامه الأول، وضع ويلبير شيئا واحدا في دماغه، وهو تحديد نظرية لترابط الأجنحة تحت التجربة على طائرة ورقية صنعها بنفسه.

كان حماس ويلبير معديا فلم يطول الوقت حتى شعر أورفيل بأنه منسجم جدا بالفكرة. منذ تلك اللحظة أصبح الشقيقان شركاء متساويين في أبحاث التحليق.

نجح ترابط الأجنحة تماما، ولكن كان من الصعب التحكم بالأجنحة والدفة  في آن معا، خصوصا وسط الرياح القوية.

والأسوأ من ذلك هو أن الأجنحة التي تعتمد على مقاييس ليلينثال، لم تكن تؤدي إلى الارتفاع الذي يتوقعه منها ويلبير. حتى أن الطائرة الورقية ما كانت لتعلو في بعض الأحيان.

ولكن ويلبير كان متشجعا لما تمكنا من تحقيقه في ذلك الموسم.

صوت ويلبير: اعتبرنا أنه من الأهمية بمكان أن نعود دون تطبيق نظريتنا بالحرف الواحد، وذلك نتيجة منطق التجربة القاسي، كما أن أدمغتنا دخلت في المراهنة جديا.

حين عادا إلى دكان الدراجات في ديتون، بدآ على الفور بالعمل على تصميم آلة من نوع آخر تماما، وهي الطائرة الشراعية الأكبر في العالم.

كانت تبلغ اثنين وعشرين قدما من أقصى الجناح الأيمن إلى أقصى الأيسر، بإنحناءات صلبة  في الأجنحة كي تحمل وزن الطائرة والطيار.

في تموز يوليو من عام ألف وتسع مائة وواحد، عاد الأخوين رايت إلى الشواطئ المعزولة شمال كارولينا مفعمين بالتمنيات نحو اختراعهم الجديد.

بالنسبة لسكان كيتي هاوك، كان الأخوين رايت محط أنظارهم لما يأتيان به من أجهزة وملابس باهظة التكاليف.

كانا ولدي رجل دين أعزبان، لا يتفوهان بالكلام البذيء ولا يشربان الخمر أو يدخنان أبدا. ولكنهما يحاولان التحليق، ما يعتبره الكثيرين هناك غير طبيعي، وفيه شيء من الكفر.

لم يكن عام ألف وتسع مائة وواحد، عاما جيدا بالنسبة للأخوين، شراعهما الجديد كان مخيبا بالكامل.

صوت ويلبير: حين نظرنا إلى الوقت والمال الذي كرسناه، مقارنة مع ما أحرزناه من تقدم، والمسافة التي يجب أن نقطعها بعد، اعتبرنا أن تجربتنا فاشلة. في تلك الفترة ارتأيت أن الإنسان سيتمكن من التحليق، ولكن ليس في عصرنا هذا.

في ذلك العام، ألغى الأخوين رايت مخيمهم باكرا. وتحاورا في التخلي عن البحث في التحليق بالمحركات نهائيا.

في آب أغسطس التالي، تلقى ويلبير دعوة مفاجئة لتقديم محاضرة في مقر المجمع الغربي للمهندسين الشهير في شيكاغو حول مسألة التحليق.

تحدث هناك عن أعمال رايت حتى تلك الفترة، وعزز كلامه بصور عن الطائرة الشراعية الأكثر نجاحا لعام ألف وتسع مائة وواحد، ما قوبل بالتصفيق الحار.

ولكن رجلا آخر كان يتحداهما لكونه أول رجل يطير، وهو البروفيسور صامويل لينغلي، الفضائي والفيزيائي المعروف عالميا ورئيس معهد سميث سونيان، الذي كان يصنع آلة تحليق لصالحه الخاص.

كان يعاونه أربعة عمال، وممول بمبلغ يصل إلى خمسون ألف دولار، وهو متقدم جدا في تصميم وصناعة آلة تعتمد على قوة الغاز الأثقل من الآلة الهوائية.

وهكذا بدأ سباق من سيحلق أولا.

حين عادا إلى ديتون، قرر الشقيقان التأكد نهائيا مما إذا كانت مقاييس ليلينثال صحيحة أم لا.

في نفق هوائي عملا على تصميمه بأنفسهما، جربا عدة أشكال من الأجنحة بسماكة ستة إنشات.

نتج عن تجربة نفق الرياح اكتشاف مدهش يؤكد أن مقاييس ليلينثال كانت مخطئة. ما أدى إلى اكتشاف جديد هو الأهم في تاريخ الطيران، نتجت عنه الطائرة الشراعية لعام ألف وتسع مائة واثنان.

  بلغ قياسها اثنين وثلاثون قدما من أقصى النقطة إلى أقصاها، أي بزيادة عشرة أقدام عن شراع السنة السابقة. وكانت الأجنحة أقل عرضا وانحناء كي تؤدي إلى سحب أقل وارتفاع أشد.

وقد سجل ارتفاعا أفضل من خلال الواجهة الأفقية، على خلاف ما تم صنعه من مثلث متساوي الزوايا عام ألف وتسع مائة وواحد.

وتم التحكم بشكل أفضل باضافة اثنتين من الزعانف العامودية طول كل منها ستة أقدام.

باختصار شديد كانت هذه أول طائرة شراعية في التاريخ يتم التحكم بها عبر ثلاثة محاور متحركة. خلال خمسة أسابيع خرج الأخوين رايت بما يقارب الألف طلعة ناجحة في طائرة شراعية. حتى أنهما حلقا لأكثر من مائتي وخمسين مرة خلال يومين فقط.

كل ما يحتاجانه الآن هو المحرك. فالتحليق عبر الدفع أصبح أمرا يوشك أن يصبح بين يديهما.

حين عادا إلى دايتون قام الأخوين بصناعة محرك خاص بهما بقوة اثني عشر حصان، يعتمد الحرق الداخلي، من لا شيء.

ليثبتا بذلك مرة أخرى قدرتهما على تسخير معارفهما وتفكيرهما للبحث في أي مشكلة والتوصل إلى حل لها.

تصميم المراوح كان محبطا للعزائم.

صوت أورفيل: ما كان في بادئ الأمر يبدو مسألة بسيطة تحول إلى مشكلة معقدة، كلما أسهبنا في دراستها، فالآلة تسير إلى الأمام، والهواء يندفع إلى الخلف،والمراوح تدور نحو الجانبين، ولا يبقى شيء في مكانه.

ولكن في أيلول سبتمبر من عام ألف وتسعمائة وثلاثة كانا مستعدان. تركا دايتون بعد أن حصلا على دولار من والدهما لارسال تلغراف يبلغانه فيه عن نجاح التجربة أو فشلها. وأكدا له أنهما سيعودان على أي حال في أعياد الميلاد. وبدءا مباشرة ببناء الطائرة.

في هذه الأثناء أعلن البروفيسور لانجلي عن تجريب طائرته العظيمة. كان وزنها موازيا لطائرة الأخوين رايت ولكن محركها بقوة أربعة أضعاف محركهما. كان من المفترض إطلاقها من محطة مراكب على نهر بوتوماك.

انتظر الصحفيون ثلاثة  أشهر حتى يقوم لانجلي بوضع اللمسات الأخيرة على اختراعه.

في الثامن من كانون أول ديسمبر من العام نفسه، أطلقت التجربة وسط ضجيج إعلامي هائل.

وسقطت الطائرة كالصخر.

مات لانجلي بعد ثلاث سنوات من ذلك محطم تماما.

أصبح الأخوين رايت أمل أمريكا الوحيد للتحليق بمحركات.

ولكن الأمور بدت يائسة. مشاكل المراوح جعلت أورفيل يعود إلى دايتون  للحصول على بديل لها. كما أن الرياح بدأت تدفع الجوانب الخارجية. اقتنع كلاهما بألا مجال لإجراء التجربة قبل أعياد الميلاد.

توقفت الأمطار، ولكن الرياح كانت خطيرة تعصف بسرعة سبع وعشرين ميلا في الساعة، ولكن الأخوين قررا المخاطرة. وضعا علما في الخارج للفت أنظار محطة النجاة القريبة من هناك.

وقد كتب أحد العاملين هناك يقول:

وقف ويلبير واورفيل قريبا من بعضهما البعض. وبعد لحظات تصافحا، كان واضحا جدا أنهما لا يريدان الإفلات من بعضهما البعض، لا يتباعدان، وكأنهما صديقان يتفارقان كي لا يرى أحدهما الآخر بعد ذلك".

فاز أورفيل بالترشيح. فعلق شقيقه الأكبر كل الأمل عليه.

في العاشرة وخمس وثلاثين دقيقة، أطلق أورفيل المرابط فانزلقت الطائرة على الطريق.

تزايدت سرعة الطائرة بشكل مفاجئ، وبعد خمس وأربعين مترا على الأرض، ارتفعت الطائرة في الهواء.

لأول مرة في التاريخ، تمكنت طائرة أثقل من وزن الهواء من الارتفاع عن سطح الأرض، واستمرت مندفعة بقوة ذاتية، وحطت عند نقطة بمستوى الارتفاع الذي انطلقت منه.

صوت ويلبير: نجحنا.. بدأنا من مستوى بقوة المحرك وحدها، بمعدل سرعة في الهواء تقارب واحد وثلاثين ميلا، أبلغ الصحافة، سنصل في أعياد الميلاد.

ويلبير وأورفيل.

نشرت الصحافة خبرا صغيرا. اعتقد البعض أن فشل لانجلي أثبت أن التحليق مستحيل.

ولكن مع الوقت، غيرت الصحف رأيها، فقد أقنعهما الأخوين رايت بالتعرف على سر التحليق.  فظهرت أمام أعينها القيمة التجارية لهذا الاكتشاف.

عملا على مدار السنوات التالية على تحسين اختراعهما في حقل جوي قريب من دايتون، فأجلا عرض الاختراع حتى يتمكنا من تسويق طائرتهما تجاريا.

عام ألف وتسع مائة وسبعة، بعد استعراض أقامه ويلبير في فرنسا، حشد المعجبين حول أهمية ما حققاه من إنجاز.

إلى أن اشتهر بين ليلة وضحاها، لدرجة أن القبعة التي كان يرتديها أصبحت جزءا من صيحات الملابس العصرية في باريس.

كان الرئيس الأمريكي ثيودور روزفيلد يشاهد واحدة من هذه الاستعراضات، فتبرع بأن يكون راكبا،ليصبح أول رئيس دولة  يحلق بالطائرة.

الحدث الأكثر استعراضا  كان أمام حضور يتألف من مليون شخص، حيث حلق ويلبير رايت، صانع الدراجات، لمسافة عشرين ميلا، من تمثال الحرية نحو هودسون إلى غرانت تومب ثم عاد.

وجد فيما بعد  من يمشي على خطاه، بعد أن شاهد ويلبير في ليمان، عبر الفرنسي لويس بليروا القنال الإنجليزي عام ألف وتسع مائة وتسعة.

عام ألف وتسع مائة واثني عشر، أصبحت عائلة رايت ثرية جدا، تصنع الطائرات لشراء عقار قريب من بيتها القديم. ولكن معركة الدفاع عن حقوقها في الاختراع كانت شديدة المرارة، خصوصا بالنسبة لويلبير، وفي أيار مايو، مات بعد أن دس السم في طعامه.

فاعتبر بطلا قوميا

مات شقيقه أورفيل عام ثمانية وأربعين، في عصر الجيت، حين أصبح تحليق أربعة ملايين أمرا واقعا.

على شواطئ كيتي هاوك، مات عالم قديم، لينطلق العالم الجديد في الهواء.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster