|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
حادثة روزويل
يعتقد
أكثر من ثلث سكان أمريكا الشمالية أنه سبق لمخلوقات العالم الخارجي أن
زارتنا من قبل. وهو رقم كبير إذا أخذنا بالاعتبار أن أحدا منهم لم يصور
أو يقابل أو يجري مؤتمرا صحفيا. يتعزز هذا الاعتقاد من خلال مشاهدات
لتحليق أشياء مجهولة فوق روزويل نيومكسيكو، قبل أكثر من خمسين عام.
يعتقد هؤلاء أن اصطدام مركبة فضائية غريبة فوق الصحراء هو حدث سري، له
صلة بالمعتقدات البشرية.
حادثة روزويل هي منعطف تاريخي في حياة البشر، فهي تحدد مجموعة أشياء
أهمها أننا لسنا وحدنا في الكون.
هذا هو الدليل القاطع هو بيت القصيد هو الحادث الذي يثبت بأن مخلوقات
من عالم آخر جاءت إلى الأرض.
تعتبر القوات الجوية للولايات المتحدة أن قصة روزويل هي خرافة من صنع
الخيال.
حادثة روزيل محض خيال، لم تنفجر فيها مركبة فضائه، ولم يأتي إليها أي
مخلوق من كوكب آخرل.
هذه الملف انتهى كليا وهو لا يعتبر قضية مغلقة بل قضية حلت.
تعود جذور قصة روزويل إلى نهاية القرن التاسع عشر، حين بدأت المرحلة
العصرية من مشاهدة المركبات الطائرة المجهولة، في وقت كان الإنسان يسعى
للتحليق عبر آلات أولية، والناس الذين شاهدوا هذه الأشياء لم يروا ما
يعرف بالصحون الطائرة، بل مركبات فضائية هائلة من صنع الإنسان.
خلال عامي ألف وثمانمائة وستة وتسعين وسبعة وتسعين، اجتاحت الولايات
المتحدة الأمريكية هواجس تكنولوجية عديدة، وانتشرت شائعات تقول بأن
أمريكي طور أكثر من مجرد طائرة بل مركبة فضائية، وسط هذه الشائعات بدأ
الناس يرون مركبات فضائية في كل مكان. وصف بعض الشهود تلك السفن بأجنحة
كبيرة كعمالقة الطيور. وكانت كل مشاهدة تظهر في الصحف توقد ما تحول إلى
ما يشبه الهاجس الوطني.
اعتقد الناس أن هذه السفن الفضائية هي أسلحة سرية.
الغالبية العظمى من هذه الشواهد كانت تتحدث عن سفن مسكونة بالبشر، وهي
في طريقها لقصف الإسبان في كوبا.
وتكرر الاعتقاد السائد في حادثة روزويل والقائل بأن هناك سر تخفيه
الحكومة عن الشعب.
انتشرت شائعات وقصص تقول بأن الحكومة الأمريكية هي المسؤولة عن رؤية
هذه السفن وأنها تقوم بتجارب سرية.
وقعت في بلدة أوروا الصغيرة التابعة لتكساس، حادثة شبيهة جدا بما جرى
في روزويل بعد نصف قرن. هناك تقارير تتحدث عن اكتشاف حطام لمركبة
فضائية وإلى جانبها جثة قبطان هو كائن من كوكب آخر.
نشر الخبر في صحيفة ماسينجير المحلية، ثم تناقلته صحف أخرى. فجاء الناس
عبر مئات الأميال إلى مقبرة البلدة كي ترى حطام المركبة الغريبة. ولكن
سرعان ما حامت الشكوك حول القصة بكاملها.
يبدو أن الخبر انطلق من صحيفة محلية كتبته عن أورورا، وهي بلدة صغيرة
كان يمر بها القطار قبل أن يلاشى سكانها فجاء من يسعى لإعادتها إلى
الخريطة.
بعد أسابيع تلاشت القصة ونسيت تماما.
=-=-=-=-=
بعد سنوات قليلة اخترع الأخوين رايت الطائرة، وتحول وهم الطائرات
الثقيلة إلى حقيقة قائمة. اتضحت كل الأمور الغامضة، وتلاشت القصص التي
تتحدث عن مركبات الكواكب الأخرى، حتى الحرب العالمية الثانية.
=-=-=-=-=
عمليات القصف الجوية التي انتشرت في الحرب العالمية الثانية منحت
الناس أسباب جديدة للخوف من السماء. فتزايدت أ‘داد الذين شاهدوا مراكب
فضائية مجهولة.
تعتبر الحرب العالمية الثانية حافز رئيسي، ذلك أن الناس بدأوا لأول مرة
يمعنون بمراقبة السماء بحثا عن قاذفات القنابل المعادية. خاصة وأن
اليابان أطلقت في تلك الحرب قاذفات منطادية، سقطت فوق الأراضي
الأمريكية حيث قتل أربعة أشخاص.
وردت تقارير من بعض الطيارين تتحدث عن عربات جوية غريبة يعتقد كل منهم
أنها من الأسلحة السرية للجانب الآخر وكان الحديث يكثر عن ذلك. وعند
انتهاء الحرب كان الطيارون يلتقون معا ليقول كل منهما للآخر ظننت أنها
من أسلحتكم فيجيب الآخر وأنا أيضا.
أصيب الجميع بالذعر من أسلجحة كانت تطلق من على الأرض وتحلق في الجو
لتصل إلى الهدف بدون طائرة أو طيار.
كان الجميع يخاف من صواريخ ألمانية مجهولة والبعض يفكر بالأسلحة
المعادية كما هو حال القنبلة الذرية، التي افترض البعض أنها تطلق على
شكل صاروخ.
سرعان ما تحولت هذه التوقعات من السماء إلى نوع من الهواجس. في الرابع
والعشرين من حزيران يونيو من عام سبعة وأربعين، شوهد أمر غريب جدا.
كان الطيار الهاوي كينيث أرنولد يحلق بطائرة ذات محرك واحد عندما شاهد
أهدافا غريبة الأداء في السماء. هذه المشاهدة هي الشرارة التي أشعلت
في الناس قناعة بما حدث في روزويل. فهذه أول مرة يؤكد طيار أن شاهد
هدفا جويا غريبا.
لم يفكر بأنه من زوار الفضاء بل اعتقد أنها أسلحة جوية سرية، فقال يا
إلهي أي سرعة هذه.
والغريب في الأمر أنه شاهدها تمر من بين الطائرة والأرض على سرعة ألف
وثمانمائة ميل في الساعة. عام سبعة وأربعين لم يكن الإنسان قد اخترق
جدار الصوت بعد وهو بسرعة سبعمائة وستون ميل في الساعة على مستوى
البحر، ولكنه تحدث عن شيء يحلق بسرعة تقارب ثلاثة أضعاف.
توصلوا إلى سلاح في ألاباماس دون أن يخبروا أحد عنه، الجميع يعرف بأن
الحكومة تقوم بأعمال لا تخبرنا شيئا عنها.
اتصل أرنولد هاتفيا بالسلطات حول هذا الشأن دون أن يحصل على أي رد. إذ
اعتبر المطار أن ما شاهده مسألة كثيرا ما تحدث.
يمكن القول أن كينيث أرنولد شاهد شيئا يراه طياروا اليوم والأمس على حد
سواء، خاصة وأن التحليق يجعل من الصعب تحديد المسافة والوقت والسرعة
لهذا تتمتع الطائرات بأجهزة لتحديد هذه المسائل.
بعد انصراف السلطات عنه أبلغ أرنولد وسائل الإعلام عما رآه من مركبة
فضائية غريبة. فانتشرت القصة بأسرع ما يمكن. فصدرت الصحف عبر الولايات
المتحدة تحمل عنوان: الصحون الطائرة. اشتهر بعدها المصطلح الجديد.
عام سبعة وأربعين نجد أن هناك حفنة من التقارير التي يؤكد فيها البعض
مشاهدته للصحون الطائرة والجميع يصر على استخدام المصطلح.
الغريب في الأمر أن الجميع يتحدث في الوقت المناسب عن أشياء بذات النوع
من الغرابة، ما يحرك شيئا في النفسية البشرية ومن هنا تبرز أيضا أهمية
المشاهدات واتساع نطاقها، وحينها بدأ الناس يخرجون بحثا عن المراكب
الفضائية الغريبة.
انطلاقا من مشاهدة الطيار للصحن الطائر نشرت مئات بل وآلاف التقارير
التي تتحدث عن رؤية الصحون الطائرة في أرجاء الولايات المتحدة والعالم
أجمع.
شوهدت في اليوم التالي تسعة أشياء من هذا النوع فوق مدينة كنساس. وبعد
أسبوع واحد شوهدت مركبتين مجهولتين فوق مدينة كولورادو. كما شوهد في
أوكلاهوما شوهد اثنان من الصحون الساطعة. سجلت مئات من الشواهد عبر
أمريكا الشمالية. عندما تحطمت مركبة غريبة في روزويل نيو مكسيكو كان
العالم مستعد لتصديق أن الصحون الطائرة حقيقة واقعة.
=-=-=-=-=
تمطر السماء في جنوب شرق المكسيك لبضعة أيام فقط خلال العام، ما يجعل
الرؤية تمتد لمئات الأميال. هناك تقع بلدة روزويل الناعسة. بالكاد يرد
اسمعا على الخريطة. وهي تبدو أشبه مدينة خرجت من لوحة لإحدى شوارع
المدن الأمريكية الرئيسية. إلى جانب كونها تقع وسط صحراء نيو مكسيكو،
فهي منهل للأساطير الغربية العريقة.
بنى الشريف بات غاريت منزلا هنا بعد أن أطلق النار على بيلي الخارج عن
القانون. روزيل هي بلدة رعاة البقر.
هي بلدة لا ينجز سكانها اليوم ما يمكن القيام به غدا.
ولكن حتى هذه المزرعة الصغيرة أصيبت بوباء مشاهدة الصحون الطائرة.
فبعد ما نشر عن أرنولد كينيث بدأ السكان يشاهدون أشياء غريبة تحدث في
سماء بلدتهم.
تبدو أشبه بالصحون الطائرة، ينبعث النور من إطارها. حتى أن بعضا منها
اعتاد التحليق في منطقة مجاورة هناك.
يعتقد بعض السكان أن لهذه الأنشطة علاقة بمجموعة من التجارب العسكرية
السرية جدا. لذا لا يطرحون الأسئلة. يقع على أطراف البلدة مقرا لنخبة
قاذفات خمسة صفر تسعة، التي حلق أحد أعضائها البارزين بالطائرة التي
أسقطت قنبلة ذرية فوق مدينة هيروشيما.
كانت قاعدة بالغة الحساسية والأهمية فيها الكثير من القيود الأمنية،
المفروضة على المدرجات والمناطق المحيطة وذلك بسبب نوع الطائرات
العاملة هناك والمهمات الموكلة إليها.
وبالقرب من روزيول أيضا تقع منطقة الرمال التجريبية البيضاء التي تطلق
منها صواريخ بي اثنين الألمانية المصادرة، ضمن تجارب للرادارات
المتقدمة. تقع بالقرب من هناك أيضا لوس ألاموس، حيث انفجرت أول قنبلة
ذرية.
يعتقد البعض أنه إذا أراد سكان الكواكب الأخرى التعرف على قدراتنا
التدميرية، عليهم مراقبة هذا المكان.
لاشك أن كوكب الأرض سيبدأ بإزعاج كائنات أخرى في الكواكب المجاورة ولا
أرى أي مصادفة، في أن يكون المكان الوحيد الذي يمكن أن نتأكد فيه من
هذه التكنولوجيات الثلاث معا ، عام سبعة وأربعين هو جنوب شرق
نيومكسيكو.
في الرابع من تموز يوليو، الموافق نهاية أسبوع، وقع انفجار راعد في
وسط السماء. في اليوم التالي خرج المزارع ماك برازل اعتقادا منه أن
طائرة قد انفجرت فوق جزء من ممتلكاته. فجال في أرجائها بحثا عن الحطام.
وقد استغرب جدا ألا يعثر إلا على أجزاء بسيطة من المعادن الغريبة
المتناثرة فوق مئات الياردات.
أخبرني بأن طائرة أو شيء من هذا القبيل انفجرت هناك. فسألته عما إذا
كان فيها أحد فنفى ذلك، قائلا أن لا أثر لأحد فيها. أصدق ما قاله، لأنه
لم يسبق أن كذب.
لا يوجد ما هو تقليدي كالمحركات أو أجهزة الاتصال أو المراوح، وما
استغربه جدا هو أن الخراف رفضت عبور المنطقة التي انتشر فيها الحطام.
تحدث برازل إلى جيرانه عما اكتشف. ثم قرر أنه في الطريق إلى المدينة
لتبديل قطيع من الأغنام بشاحنة، سيبلغ السلطات عن ذلك. فالتقى على
الطريق بأحد رجال الشرطة.
نصحه رجل الشرطة بأن يذهب إلى الشريف لإبلاغه بالأمر ولا شك أنه سيرسل
من يتولى هذا الأمر. من هنا بدأ كل شيء. لو أنه لم يخبر أحد لما علموا
بما يجري.
اعتبر الشريف وول كاك أن هذه مسألة هامة، إذ ربما كان حطام سلاح سري.
اتصل الشريف بالقاعدة، وكان الضابط المناوب الميجر جيسي مرسيل العامل
في مجال الاستخبارات. قال الشريف أن أحد رعاة البقر قد شاهد حطاما
غريبا يريدك أن تراه فربما كان حطام لكم لا أعرف.
تشاور الميجير مرسيل مع العقيد بلانش أحد القادة في قاعدة خمسة صفر
تسعة، الذي أمره بالذهاب للتحقق من منطقة الحطام. حين وصل مرسيل إلى
هناك، أصيب بالحيرة أيضا لما شاهده.
كانت مادة قابلة للطي، أي أنك تطويها مرة بعد أخرى ولكنها تنفرد
بنفسها، وهنا تكمن الغرابة، كما يمكن خدشها ولكنها خفيفة الوزن جدا.
كان جيسي مرسيل متأكد من أن الحطام لم يصنع على هذا الكوكب. اعتقد أن
هذه لحظة لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري، آخذا بعين الاعتبار ما
شاع حول الصحون الطائرة في تلك الفترة. ومعه الدليل على أن سفينة من
كوكب آخر حاولت زيارتنا. كان متحمس جدا لدرجة أنه أيقظ ابنه.
فتح تلك الجعبة في المطبخ ثم أخرج منها كمية من الحطام الذي لم أكن
أعرف ما هو. ثم قال هذه أجزاء صحن طائر. ولكني لم أكن أعرف حينها ما هو
الصحن الطائر. فقلت في نفسي أنه شيء غير اعتيادي. كان يدرك بأننا لن
نشاهد هذه الأشياء مرة أخرى لهذا سربها إلى المنزل كي نشاهدها.
ما شاهده جيسي مرسيل البالغ من العمر أحد عشر هاما، يحبس الأنفاس.
أعتقد أن أكثر ما شاهدته أهمية كما أذكر هو عمود مستقيم تعلو سطحه بعض
الكتابات، فرفعته نحو الضوء لأرى مجموعة من الرسومات والأشكال
الهندسية، محفورة داخل العمود الشبيه بالعمود الحديدي. بعد أن تأملنا
في محتويات الجعبة لحوالي ثلث ساعة أعدنا كل شيء إليها، ثم عاد بها إلى
القاعدة بعد ذلك وذهبت أنا للنوم.
توجه الميجر مارسيل إلى القاعدة ومعه تلك الحمولة الحساسة. وحين عاد
إلى بيته كان مذعورا ومتوترا.
حين عاد إلى البيت جمعني مع أمي ليقول هذا شيء لن نعاود الحديث عنه بعد
الآن، وكأنه لم يحدث لذا لا أريدك أن تتحدث عنه مع الأصدقاء، أو حتى مع
الأقارب .
خزن الحطام في العمبر الرابع والثمانين، تحت الحراسة المشددة وكأنه
طائرة مصادرة.
اعتقد العقيد برانش أنه على وشك أن يصنع التاريخ. هناك زوار من كوكب
آخر، ولديه وحده الدليل على نزولهم. أمر ضابط العلاقات الخارجية لديه
والتر هوت، لإصدار بيان صحفي.
كانت ردة فعلي الأولى أن قلت لا يمكن لنا أن نفعل ذلك. لقد كتب العديد
من التقارير عن الصحون الطائرة، في وسائل الإعلام سواء الصحف منها
والإذاعات، ولا داعي لأن نتحدث عن أشياء ليست من اختصاصنا، خاصة وأني
لم أشاهد أي منها. حتى أني لا أعرف ما كنت أكتب عنه إلا ما قيل لي.
ثم قرأ هذا البيان المراسل الصحفي فرانك جويس عبر إذاعة كي جيل إف إل
المحلية .
اتصل ويت مور المسؤول في الإذاعة يسألني عما جرى، فأجبته بالقول أني
تلقين هذا البيان من القاعدة الجوية. فتوجه إلي قائلا: جويس، أين وضعت
البيان الذي تتحدث عنه؟ إن كان معك دعني أراه. بدأت البحث عن ذلك
البيان حتى وجدته فسلمته له، عندما أمسك بالبيان نظر إليه ثم بدأ يحدق
بي. واستدار بعدها عائدا إلى مكتبه أدركت حينذاك أني في ورطة كبيرة. أي
أني متورط في مشكلة كبيرة جدا. أعني أنها كبيرة فعلا.
سلطت القصة الأضواء على نفسها، ما أن وصل النبأ إلى الخدمات السلكية
حتى بث نبأ العثور على حطام صحن طائر عبر أرجاء البلاد.
صدر بعد ظهر اليوم بيان عن السلطات الجوية في نيومكسيكو يؤكد العثور
على حطام صحن طائر، يؤكد المصدر أن الحطام قد اكتشف منتصف هذا
الأسبوع..
يتنافس الكثير من سكان العالم للحصول على ما كتب أسفل هذه الصحيفة.
عمت حالة من الذعر الشديد.. كان لدينا خط واحد للهاتف في المكتب، فأخذ
يرن دون توقف، ثم ذهبت إلى البيت ساعة الغداء، والهاتف هناك رن دون
توقف. وأخيرا طلبت من زوجتي أن تنزع شريط الهاتف كي ننسى الأمر، ثم عدت
إلى القاعدة لأجد الأمر على حاله هناك.
في القاعدة تلقى الميجير مرسيل أوامر محددة، بأن يضع الحطام على متن
طائرة بي تسعة وعشرين ويتوجه بها إلى قاعدة رايت باترسون الجوية
الأمنية المشددة. إنه المكان الذي تخضع فيه أسلحة الأعداء المعقدة
للدراسة من قبل أهم الباحثين في البلد. توقف مرسيل في مطار فورت ورث
تكساس لمحطة واحدة حيث ألقى مسؤوله الجنرال روجر ريمي نظرة على الحطام.
أراد ريني أن يقوم أحد رجاله بفحصه، وهو الضابط إرفين نيوتن، وهو
أخصائي في شؤون المناخ، الذي كان يشرف على محطة الطقس.
تلقيت اتصالا هاتفيا يقول أن الجنرال يريدني في مكتبه، لأتعرف على شيء
لديه. فاعتذرت قائلا أني لا أستطيع الذهاب لأني بمفردي حيث من المحتمل
أن تتصل الطائرات من عدة أماكن طلبا للخدمة، ولا أستطيع المغادرة.
وانتهى الأمر.
ولكن بعد خمس دقائق رن جرس الهاتف وإذا بالجنرال ريمي شخصيا على الخط،
وهو يقول تعال إلى مكتبي على الفور إن كان لديك سيارة اركبها في الحال
وإلا فاستقل أول سيارة وتعال بها في الحال. حاضر سيدي.
أخذ نيوتن يتفحص الحطام واحتشد عدد من الصحفيين في الخارج يتساءلون
عما إذا كان سيتم التأكيد على أهم قصة في هذا القرن.
حين دخلت إلى مكتب الجنرال وجدت بعض النفايات على الأرض، والبعض يلتقط
لها الصور، فسألت هل هذا هو الصحن الطائر؟ فقيل نعم هذا هو. فأوضحت
قائلا أن ما اسمعه مجرد ترهات لأن هذا من منطاد التقاط صوتي تعرض
للإصابة والانفجار، أعرف هذا الجهاز تماما وأنا مسؤول عما أقوله.
سمح ريمي للصحافة بالدخول، بعد تغيير في الأقوال. إنه حطام منطاد
مناخي. أما بالنسبة لتلك الأعمدة ما عليها من علامات، فهي تعود لمرآة
رادار عاكسة.
اكتشفنا أن مرايا الرادار صنعت خلال الحرب العالمية الثانية، أثناء
مرحلة من التقشف في الولايات المتحدة، حين منح العقد لشركة تصنع
الألعاب، أنجزتها من صفائح رقيقة من التنك، تغطي صحون خشبية، وكان جزءا
من شريط الصمغ المستخدم لتعزيز تماسكها معتمد في صناعة الألعاب، لذا
كان يحمل صورا تشبه الرموز الملونة عندما عثر عليها الناس في نيومكسيكو
فوجئوا جدا فما كانوا ليعرفوا ما هي.
تلاشت القصة هناك. وتبخر حلم قاعدة خمسة صفر تسعة في صنع التاريخ.
أصدر الجنرال ريمي بيانا يعلن فيه أننا على خطأ، وأنه منطاد مناخي،
وانتهى الأمر. عندما يقول الجنرال أنه منطاد مناخ لا شك أنه منطاد
مناخ.
لم تجر تحقيقات أخرى، ولم يتساءل أحد عن البيان الصحفي الثاني. بلدة
روزويل التي برزت لبعض الوقت من وراء الغموض، عادت تغض مرة أخرى في
نوم عميق.
لا أحد يكترث بالأمر، فرغم جميع التجارب العسكرية التي جرت هناك ومن
بينها القنبلة الذرية لا أحد يكترث لمجرد أنها بلدة نائية لا يسمع بها
أحد.
ماتت القصة المتعلقة بتحطم الصحن الطائر كليا، ولكنها رفضت أن تدفن،
فبعد أربعين عاما انبعثت القصة من جديد، وعثرهذه المرة على أكثر من
مجرد حطام.
=-=-=-=-=
على مدار الأربعين عاما التالية حملت عناوين الصحف عدد كبير من أنباء
زيارة كائنات من الكواكب الأخرى إلى الأرض، حيث شاهدهم البعض وتحدث
إليهم البعض الآخر أو جند لصالحهم. ولكن ظلال حادثة روزويل ما زالت
تخيم على جميع الحوادث الأخرى في العالم أجمع.
هناك شخصيات تتمتع بالمصداقية طوال حياتها تؤكد أن القصة حصلت فعلا.
والقصة التي حصلت هي أن الحادثة تعرضت للتمويه. فهناك تفاصيل جديدة
تسربت عن حادثة روزويل أخذت تناقض ما يصدر عن الجيش بهذا الشأن. بعد
سنوات من الصمت تحدث جيسي مرسيل قائلا لابنه أن صور المؤتمر الصحفي في
فورت وورث كانت مختلقة.
لاشك أن الحطام لم يكن هو نفسه الذي تم تصويره لدى الجنرال ريمي في
قاعة المطار. فالصور التي أشاهدها توحي بأنها تعود لمنطاد ومواد معدنية
خلفه، علما أني رأيت هذه الأشياء من قبل كما أن والدي يعمل بها.
طبعا هناك عملية تمويه فقد طلب منه ألا يقل شيئا، كان يعرف أنه ليس
مرآة رادار عاكسة لمنطاد مناخي، ويعرف بأن ما عرض أمام الصحافة في مكتب
الجنرال لم يكن ما جاء به، أو ما جمعه من المزرعة، كان يعرف تلك
الأشياء التي قال ابنه حين شاهدها ليس هذا ما رأيناه في المطبخ.
قال والدي أن المواد التي عرضت في مكتب الجنرال لم تكن تلك التي جاء
بها وهو لا يعرف ما جرى بعد ذلك، بالحطام الحقيقي.
تنفي القوات الجوية أنها استبدلت حطام الصحن الطائر بحطام المنطاد
المناخي.
هذا لا ينطبق على الوقائع فما زلنا نحتفظ بالصور الأصلية، التي درست
بالتفصيل وبدقة، ولا شك أن المواد التي صورت تعود فعلا لرادار عاكس
ومنطاد مناخي ولا يوجد أي دليل يؤكد الادعاءات القائلة بأن هذه المواد
قد استبدلت بغيرها .
يقول شهود مثل بيل برازال بأن القصة ماتت لفترة طويلة لأن القاعدة
أجبرته على الصمت عبر التهديد لضمان صمته.
استنفر القاعدة على الفور ووضعته في غرفة حجز آمنة كما قال، تحت
الحراسة الدائمة، وتحفظوا عليه لعدة أيام، وقد أغضبه ذلك جدا.
حاول بيل برازال أن يعرف من والده ما حصل فعلا.
طرحت على والدي عدة أسئلة، ليرد بأن لا حاجة لي بالمعرفة، وقد طرحت
السؤال عليه عدة مرات وكان يرفض الكلام دائما.
بعد إصرار العديد من الناس على أن القضية قد موهت، طلب مجلس الشيوخ
الأمريكي عام أربعة وتسعين من القوات الجوية بأن تكتب تقريرا عن
الحادث. فكتبت القوات الجوية تقريرها بصراحة أكبر وقبول بالوقائع.
فاعترفت بأن قصة المنطاد المناخي كانت مختلقة بهدف تضليل الصحافة
والرأي العام، لأن ما انفجر فعلا في روزويل عام سبعة وأربعين، هو جزء
من تجربة عسكرية مصنفة اسمها، مشروع موغو.
يعتمد مشروع موغو على المنطاد المناخي العادي، ولكنه ليس لدراسة
المناخ، بل للتجسس على العدو.
لاكتشاف أولى مؤشرات انطلاق القنبلة النووية في روسيا. كان سلاحا بالغ
الأهمية، لأننا لا نريد الروس أن يعرفوا بما نعلمه عن إطلاقهم للقنابل،
كما لا نريد أن يعرف الرأي العام الأمريكي بوجود احتمال من هذا النوع..
ما كانت تجربه القاعدة هو بداية برنامجنا للأقمار الصناعية، الذي أنجز
على أعلى مستوى من السرية، وضمن أولويات رئيسية. وما كان يفترض أن
يعرفه أحد من غير العاملين فيه.
طالما كثرت المشاريع المشابهة التي لها صلة بالأمن القومي، لا نحدث
الرأي العام عنها، وهذه حقيقة قائمة.
أما بالنسبة لمن قالوا بأن القوات الجوية طلبت منهم الصمت، فردت
القوات الجوية بأن هذا ممكن.
بالنسبة لمن شاهدوا الحطام، إذا ثبت أن تلقوا اتصالات فعلية من القوات
الجوية علما أنه لا يوجد إثبات على ذلك، فليس من المحال أن يتصل بهم
أحد ليطلب عدم التحدث بالموضوع ثانية.
ولكن الشهود يؤكدون أنهم أجبروا على الصمت لمسائل أكبر بكثير من مجرد
منطاد سري.
=-=-=-=-=
فشل تقرير القوات الجوية بإرضاء الشهود الذين يعتقدون بأن صحنا طائرا
انفجر فوق بلدة روزويل. اكتشف الباحثون المزيد من الشهود، الذين زادوا
من اتساع رقعة حادث روزيل. يؤكد الشهود أن صحن طائر آخر انفجر في تموز
يوليو من عام سبعة وأربعين، على مسافة بضعة أميال من منطقة برازال. وقد
عثروا هناك على ما يثير الدهشة.
عثر هناك على صحن طائر بحالة شبه جيدة يغوص في التراب، بوضعية مائلة
على هذا النحو بما يشبه القوسين المتقابلين. لهذا يعتقد أن منشطر،
كاثنين من الصحون الطائرة.
لم يعثر على الحطام فقط هذه المرة، بل وعلى أجسام، لكائنات فضائية.
عثر على أربع جثث إلى جانبه، اثنين أموات والثالث مصاب والرابع ما يزال
حيا، كل هذا حسب أقوال الشهود هناك، في تلك المنطقة النائية. تعززت قصة
جثث الكائنات الفضائية وسط أجواء حادثة روزويل.
تحدثت مع حوالي عشرة أشخاص يدعون أنهم شاهدوا الجثث.
يبدو أن الجثث وجدت على مسافة بضعة أميال.
تم العثور على قامات قصيرة، لا يتعدى طولها خمسة أقدام، نحيلة جدا،
وكأنها لصبيان لا تتعدى أعمارها عشر سنوات.
كالبشر بيدين وساقين ورأس وجذع. نحيلة لها أربع أصابع بدون إبهام.
الرأس أكبر بقليل مما هو في الأجسام البشرية، والعينان أكبر بقليل من
عيون البشر.
وليس لها أنف، فهو أفطس، والفم صغير جدا. وثقوب مكان الآذان. وليس لها
شعر.
بعد العثور على جثث ورؤية الشهود لها، برز سؤال يطرح نفسه. ما الذي
فعلته القوات الجوية بالجثث؟
لنحاول معرفة الذين يتعاملون بالجثث. لا شك أنها مؤسسة المقابر الغير
موجودة أصلا ولكن هناك رجل في البلدة يتولى القيام بهذه المسائل، اسمه
غلين داماس.
غلين داماس هو عامل المقابر الذي كان يعمل في بالارد لدفن الموتى عام
سبعة وأربعين. كانت توكل إليه كل خدمات الدفن المتعلقة بأفراد الجيش.
وهو يذكر أنه تلقى مكالمة هاتفية غريبة من ضابط في القاعدة الجوية،
لحظة الصدام.
اتصل أحد الضباط ليلا كي يسأل عما إذا كنا نملك توابيت لا يزيد حجمها
عن أربعة أقدام تقريبا لعدد من الأطفال، وكم لدينا منها.
لم ترد اتصالات أخرى لطلب توابيت الأطفال. ولكن القصة أخذت تزداد
غرابة. حين جاء اتصال من مدرج المطار، يطلب فيه نقل أحد المصابين إلى
القاعدة، على اعتبار أن داماس يقود سيارة إسعاف البلدة، وينقل بعض
المصابين إلى مستشفى القاعدة.
تعمل نسمين ممرضة في المستشفى وحين خرجت من غرفة التموين كان تضع
منديلا فوق الوجه، صرخت حين رأتني هناك ودعتني للخروج من هناك على
الفور كي لا أتورط في المشاكل.
يدعي غلين أنه تلقى تهديدا من كابتن عدواني أحمر الشعر.
حين دخل داماس إلى هناك تعرض لتهديد ضابط عدواني، يأمره بألا ينطق
بشيء، مع أنه لا يعرف شيئا، ولا يعرف شيئا بخصوص الجثث إلى بعد أن تحدث
لاحقا مع الممرضة.
التقيت بالممرضة فيما بعد على مقربة من القاعدة حيث رسمت لي على قصاصة
ورق صغيرة ما رأته.
قالت بأنها شاركت بما يشبه عملية التشريح، لتلك الجثث الغريبة، وأعطته
المواصفات نفسها بأربعة أصابع وهنا لدينا شاهد آخر مستقل.
غلين داماس ليس الشاهد الوحيد الذي يؤكد وجود الجثث، فهناك عشرات
الأشخاص الذين يشاطرونه ذلك. تقول فرانكي روز أنها أقسمت بأن تحافظ على
السرية ولكنها تخلت عن الصمت بعد أربعين عاما.
والدي هو دان واير الذي كان يعمل رجل إطفاء، في دائرة راسيل، حيث
تلقوا مكالمة تتحدث عما يعتقد أنه تحطم طائرة، فسارعوا في الوصول إلى
المكان، حيث قال أنه شاهد اصطدام الصحن الطائر، وأنه شاهد أحد
المخلوقات الصغيرة على قيد الحياة، وإلى جانبه اثنان من الموتى.
لا شك أنهم وضعوا في أكياس خاصة بالموتى، من تلك التي تستعمل في حفظ
ضحايا الانفجارات النووية، ثم نقلوا بعدها إلى حقل طائرات الجيش في
روزيل، حيث وضعوا في العنبر الثامن وأربعين، لفترة قصيرة من الوقت
نقلوا بعدها على متن طائرتين منفصلتين، تفاديا لاصطدام إحداهما،
وأخرجوا من روزويل إلى قاعدة رايت باترسون الجوية العسكرية، كي تخضع
للمزيد من الأبحاث.
تعتبر القوات الجوية أن كل ما يقال حول جثث مخلوقات الكواكب الأخرى
مجرد ادعاءات غير مؤكدة.
ما نعرفه اليوم عن حادثة روزيل، هو أشبه بقصة السمكة التي كانت أولا
صغيرة، ثم كبرت أكثر وأكثر وأكثر.
قصة جثث المخلوقات الفضائية السجينة في عنابر القوات الجوية عززت
الجوانب الغامضة من حادثة روزويل التي لم تجد حلا لها بعد. بتأكيد من
مئات الاتصالات. عندما نشر شريط فيديو سري حول عملية مفترضة لتشريح جثة
كائن فضائي، اعتبرت القوات الجوية أن الوقت حان لوضح حد لهذا الأمر.
أصدرت القوات الجوية تقريرا ثانيا حول قضية روزويل عام سبعة وتسعين،
يركز هذه المرة على رؤية جثث المخلوقات الفضائية. وهو يقول أن من
يدعون رؤية مخلوقات فضائية، لم يروا في الواقع إلا دمى محطمة.
تمكنا من التأكد بأن بعض الأفراد قد شاهدوا بعض التجارب التي جرت في
صحراء نيومكسيكو قريبا من روزويل. والحقيقة أن أشياء قذفت من الجو هي
أشبه بالسفن الفضائية، محملة بالدمى الشبيهة بأجسام تتوافق مع الوصف
الكلاسيكي للمخلوقات الفضائية.
كانت تعتد بملابس مضغوطة وخوذات فضائية، أزيل أنف بعضها وتحطم البعض
الآخر نتيجة هذه التجارب. وعندما قذفنا تلك الدمى سقطت على مقربة من
روزويل. كنا في بعض الأحيان نخرج لإحضار تلك الدمى، كنا نستعمل
الرافعات لحملها فهذه وسيلة سهلة لحمل دمى يزيد وزنها عن مائتي رطل،
ثم نضعها في الشاحنة لنخرجها من الصحراء والعودة بها. إذا شاهد ذلك
أحد يمكن أن يقول في نفسه أننا ننقل الجثث.
تقدم القوات الجوية شرحا آخر للذين يدعون بأنهم شاهدوا مخلوقات
فضائية. ليس بالدمى المحطمة، بل برجال جو أحياء.
كان جوزيف كيتينغير كابتن في الرمال البيضاء قفز من على ارتفاع مائة
ألف قدم، كان واحدا من ثلاثة رجال تحطم بهم منطاد عند تجربته.
كانت الرياح تعصف هناك، فنزلنا بحالة اضطرارية فهبط أحد الرجال فوق
الآخر فأصيب أحدهما على جبهته التي جرحت بشكل طفيف ولكن أوعيته الدموية
نزفت داخليا.
عندما وصلنا إلى المستشفى، كنا بصحبة شخص كبير الرأس، أشبه برؤوس
المخلوقات الفضائية، ولم أشأ أن أشرح لأحد ما كنا نفعله أو لماذا بل
أردت الخروج من هناك بأسرع ما يمكن.
يعتقد كيتنغير أنه هو الكابتن الذي التقى برجل دفن الموتى غلين دينيس،
في القاعدة تلك الليلة.
يدعون أن هناك ضابط عدواني يحاول تغطية الأمر وأنه هددهم قائلا أنهم في
خطر إذا ما تفوهوا بالتحدث عن الأمر. وهناك جانب من التقرير يقول بأني
ربما كنت أنا الكابتن الذي يتحدثون عنه.
ترد هذه الجوانب في التقرير الثاني لروزويل، الذي يعتبر أن حادثة
روزيول هي مجموعة حكايات شعبية، يتناقلها الجيل الثاني، والذاكرة
مرتبكة.
التجارب التي قمنا بها في نهاية الخمسينات، إلى جانب تلك التي وقعت في
أرجاء روزويل، هي من وجهة نظري تشكل مزيجا واضحا فيه خليط من القصص،
يحتوي على مخلوقات فضائية ومحاولة تمويه وكابتن عدواني وأشخاص جيء بهم
إلى المستشفى بحالة سيئة.
ولكن شهود حادثة روزويل ينفون بأنهم خلطوا التجارب التي جرت في
الخمسينات، بتحطم وقع سنة سبعة وأربعين. ما زال كيفين راندل يشك
بتبريرات القوات الجوية.
لماذا تكترث القوات الجوية بما تدعيه حفنة من الشهود على قضية روزويل
إن لم يكن هناك شيء؟ لماذا تبدد الوقت والجهد والمال لإصدار تقرير عام
أربعة وتسعين للقول أنها كانت تجارب على منطاد مناخي. حيث تؤكد أنه
تقريرها النهائي ولكنها عام سبعة وتسعين تصدر تقريرها الثاني لتشرح
موضوع الجث. إن لم يكن هناك شيء من هذا القبيل لماذا تكترث القوات
الجوية بما ندعيه؟ لماذا يبذلون جهدا لإقناعنا بأن شيئا لم يحدث هناك؟
إن لم يحدث شيء فعلا.
لا يمكن تمويه قضية عمل فيها مئات الأشخاص، في حادثة روزويل، منهم رجال
الشرطة وسائق الشاحنة والأطباء والممرضات والإدارون، هناك مئات
الأشخاص، المتورطين في حدث كهذا، وليس هناك طريقة يمكن أن تموه حادثا
كهذا مهما حاولت.
ولكن كيفين يقول أنه من السهل تمويه حادث كهذا على اعتبار أن الناس لا
يصدقون مثل هذه الأمور.
لا شك أن هناك سر يتحفظون عليه بالكتمان، وهذه مسألة واردة لأن الموضوع
يتعلق بحادثة لا تصدق.
هل يمكن أن تصدق بأن هناك زيارات من الفضاء الخارجي، وأن لدينا أدلة
قاطعة على مثل هذه الأمور؟ لا شك أنه سر عظيم، وأعتقد أن مضاعفات هذا
السر هو أحد الأسباب التي تدعو للتحفظ عليه طويلا.
إن كان هذا سرا، فهو الأسوأ حفظا في العالم. فالجميع يعرف اليوم
بحادثة روزويل، التي تحولت إلى جزء من الثقافة الشعبية.
=-=-=-=-=
يبدو أن أتباع وجود مخلوقات فضائية لم يتأثروا بتقارير القوات
الجوية. هناك العديد من المحاولات الساعية لإقناع الرأي العام بأن
حادثة روزويل هي الأهم في التاريخ البشري.
أعتقد أن هذه القضية أصبحت مستهلكة إلى حد لم يعد فيها ما يستهلك بعد.
رويت القصة عدة مرات وبأساليب مختلفة جدا، ومن عدة وجهات نظر بحيث لا
أعتقد أن هناك ما يمكن قوله بعد حول روزويل.
جاءوا بالتقرير الثالث، ولكنه لا يتحدث عن الجثث لذا أخرجوا التقرير
الرابع، الذي لا شك..
من الطبيعي أن أحدا لا يستطيع منع فريدمان من نتشر الخبر، وهو هنا
يقدم محاضرة لمدراء في شركة كرايزلر ديترويد مقابل ثلاثة آلاف دولار.
بعد المحاضرة يعرض العديد من أشرطة الفيديو والكاسيت والكتب إلى جانب
مقالاته التي يصل ثمنها إلى عشر دولارات. تعتبر القوات الجوية أن هذا
هو نوع من الاستغلال.
هناك مثل يتبعه الجميع في واشنط وهو يقول: اتبع المال. وإذا تبعت المال
في حادثة روزويل، ستجد مصادر لكثير من هذه الادعاءات.
هذا بيان السي أي إيه المفضل لدي..
ولكن هذا لا يمنع الكتاب من أتباع وجود المخلوقات الفضائية من متابعة
أبحاثهم.
هذا أفضل ما يستطيعون القيام به، أن يهاجمون روزويل. مجلة التايم تتذمر
من أن أن روزويل تجمع المال من الاحتفال بالذكرى الخمسين للحادثة ومع
ذلك فهي تضع اسم روزويل على الغلاف لتبيع أكثر عدد لها في ذلك العام
حتى موت الأميرة ديانا. يضربون بالحجارة وبيتهم من زجاج يضعون الاسم
على الغلاف لبيع المزيد من أعداد المجلة.
إيرفين نيوتن منزعج من كل هذا الضجيج.
يسألونني ألا يتعبك الحديث في الموضوع، فأجبت كلا فأنا سعيد جدا به، لا
يمكن أن أكذب. قلت لهم أني الشخص الوحيد الذي لم يؤلف كتبا. فسألت
ولماذا لا تؤلف كتابا؟ فقلت هذا ما يجب أن أفعله، أستأجر أحد الكتاب،
لتأليف كتاب بهذه السماكة، وأصنع غلافا جميلا منمق، وأكتب في الصفحة
الأولى تفاهات سخيفة، كتاب على هذا النحو، تبيع منه كميات هائلة.
لا تخجل بلدة روزويل بشهرتها حديثة العهد، بل تحولت إلى حديقة لعشاق
فكرة الكائنات الفضائية، تكثر فيها المطاعم ومحلات الهدايا، إلى جنب
متحف للصحون الطائرة.
صاحب أكبر متحف للصحون الطائرة هو رجل دفن الموتى السابق.
بلغ عدد الزوار أكثر من نصف مليون شخص، نصف مليون زائر إلى هذا المتحف.
هذه مسألة لا يستهان بها. ثلاثة أرباع زوار البلدة يأتون إلى هنا
لزيارة المتحف.
ولكن لا شك بأن محلات بيع الهدايا ليست ما يدعو الناس إلى زيارة
روزويل. فهناك ارتباط عميق بقصة هذه البلدة التي أسرت الملايين، في عصر
تخوض فيه العلوم بشؤون الفؤاد والأرواح وحتى الأشباح، تبقى المخلوقات
الفضائية كظاهرة وحيدة توحي بأن الإنسان ليس وحده بين الكائنات.
ستحل المخلوقات الفضائية محل المعتقدات في العصور الدنيوية. ما الذي
يقوله ويلفير بريملي عبر فيلمه الشرنقة؟ لن يصيبه المرض ولن يتقدم في
السن ولن يموت، هنا بيت القصيد.
إذا سمعت حديث الأطفال تجد أنهم يحبون الحكايات الخرافية، ويعشقون بابا
نويل، وما إلى هنالك من حكايات خيالية، ولكنهم عندما يكبرون ماذا سيبقى
لهم؟ أحتاج إلى الغموض في الحياة. فلماذا لا نفكر بتلك المخلوقات؟
فليكن.
ما زال علماء اليوم يبحثون عن أشكال حياة أخرى في هذا العالم. الساتي،
هي مراكز البحث عن كائنات ذكية خارج الأرض، تنتشر في العديد من
الجامعات والمؤسسات الدراسية حول العالم. تتوجه صحون الاستقبال
والتلسكوبات نحو السماء، تتنصت.
عمليات التنصت عبر هذه الأجهزة غير منطقية، وهي تسعى لإقناع الجميع
بأنه لا يوجد مخلوقات فضائية تأتي لزيارتنا ولو أرادوا ذلك لأمضوا بضع
دقائق في النظر إلى الوقائع والأدلة. فإما أن يبحثوا عن هذه المخلوقات
فعلا أو لا يبحثون.
هناك علوم لها صلة بكائنات ذكية أخرى في عالم آخر وكواكب أخر، ومع ذلك
هناك من يقول بأن هذه الكائنات قد وصلت إلى هنا، وحادثة روزويل تثبت
ذلك.
ولكن سواء كانت حادثة روزويل تؤكد اصطدام الكائنات الفضائية في الأرض
أم لا، يبدو أن البعض سيقبل بتلك الفكرة، لسنوات طويلة.
لن تحل قضية الكائنات الفضائية عبر التأمل في الفضاء والبحث عن أدلة
وإثباتات لمخلوقات أخرى في الكواكب البعيدة، بال عبر التأمل في الأرض،
وفي العقول البشرية، وفي الاحتياجات النفسية العميقة التي تلبى.
تقول العلوم أن المعتقدات من صنع البشر، ومع ذلك فإن الكائنات الفضائية
قد توجد، وهي إذا اعتمدت على التكنولوجيا ووسائل التنقل عبر الكواكب،
لزيارتنا، يمكن أن تحول هذه التكنولوجيا كي ترفع شأننا وتجعلنا على
شاكلتها.
--------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م