اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 دوايت دايفيد ايزنهاور 4 - القائد العام
 

دوايت دايفيد ايزنهاور مع نيكسون 1956

مكرسة لذكرى جون شانسلور

واجه دوايت ايزنهاور، عندما اصبح رئيسا، عالما في حالة فوضى، واجزاء من ذلك العالم يسيطر عليها من قبل الشيوعيين، وبدى النظام العالمي الجديد لتلك الايام اكثر وكانه سيخضع قريبا لهيمنة قائد الكرملين.

القائد العام 1959-1961

واجه ايك كرئيس والقائد العام العديد من الوقائع القاسية، ففي اوروبا كانت قوات حلف الناتو التي بدا بتنظيمها لا تزال غير قادرة على مضاهاة الجيش الاحمر المحتشد خلف الستار الحديدي. وفي اسيا سيطر الشيوعيون بحزم في الصين وكانوا يهددون اصدقاؤنا في المنطقة، وتواصلت الحرب الكورية بخسارة كبيرة في الارواح الاميركية.

التعتيم على هذه المشاكل كانت الدقيقة بان الاتحاد السوفياتي سيمتلك قريبا الوسائل لمهاجمتنا هنا في بلادنا بواسطة الاسلحة النووية. كان الوقت وقت قيادة حاسمة، وكان على ايزنهاور ان يؤمن هذه القيادة.

في سعيه لعالم بدون حرب، كان الرئيس الجديد مصمما لتغيير لغة الحرب الباردة، وان يضع الامة على نهج ديبلوماسي جديدا يرمن التعايش السلمي مع الاتحاد السوفياتي.

سنة بعد سنة كانت تكنولوجيا الاسلحة الحربية تصبح مرعبة اكثر فاكثر. عرف روزفلت ان الفاشل في ابقاء الصراع مع الشيوعية تحت السيطرة سيعني كارثة، حركة خاطئة واحدة وترسانة نووية كانت تغري.

تبدا قصتنا في الاسابيع التي سبقت تتويج الرئيس عندما واجه اول خيار من الخيارات غير المرضية في الصراع مع شيوعية عالمية، قاتل الاف الجنود الاميركيون وماتوا في كوريا، انقذوا كوريا الجنوبية، توقف الامر على ايك، وايك لوحده لايجاد طريقة تضع نهاية للنزاع المخيف.

اختفت المشاعر الحارة التي كانت قائمة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي عام الف وتسعمئة وخمسة واربعين، عندما رفض ستالين رفع يده عن اوروبا الشرقية، كما اختفىبسرعة التفوق التكنولوجي الاميركي الرائع، أي الاسلحة الذرية، علم ايزنهاور في الوقت الذي كان يستعد فيه لتسليم المكتب البيضاوي، بان الولايات المتحدة تمتلك قنبلة هيدروجينية في ترسانتها، وسيمتلك السوفييت واحدة ايضا في غضون اشهر.

فيما بقي الجيش السوفييتي متواجدا في اوروبا الشرقية، ناضل الحلفاء الغربيون لخلق قوة توازن مضادة، اعاقت السياسات والنزعة القومية، الفعل الغربي بما ساعد على تقدم شرق اوروبا خلف ستار حديدي.

كانت كل زاوية في العالم، تناولها الرئيس في حملته الانتخابية في اواخر الف وتسعمئة واثنين وخمسين، تعيش في اضطراب، ففي الشرق الاوسط اسقطت القوى القومية حكامهم الاستعماريين وصارعت بريطانيا في ايران ومصر من اجل الاحتفاظ بحقوق النفط وطرق المواصلات الحيوية التي ترتبط مع اوروبا، دفعت بريطانيا بقواتها المحاربة في محاولة للحفاظ بالسيطرة.

ولم ترتاح فرنسا المتواجدة بسيف ذو حدين، في شمال افريقيا والجزائر، من قبل السكان المسلمين، والاستياء الذي ساد وسط المستعمرين الفرنسيين الذين احتجوا بشدة على أي تنازلات تقدم لصالح الاغلبية المسلمة، وكانت فرنسا محاصرة في الهند الصينية من قبل الوطنيين الفيتناميين. فلم تتمكن مئات الاف من القوات الفرنسية ان تصدد الحصار وتتقدم ولم تستطع العمليات الارهابية لالة عسكرية حديثة ان تحقق امبراطورية.

كانت الولايات المتحدة في حالة حرب في كوريا، على الرغم من ان هذا كان يسمى عمل قوات بوليس الامم المتحدة، كان واضحا انها عملية اميركية وشعرت البلاد بكرب حرب برية عظيمة لا تستطيع ربحها.

عاد المصابون والموتى الى الوطن، واستغرب المواطنون ما تحقق بهذه التضحية الرائعة، تازمت الحرب بفعل مشاركة ما سمي متطوعون من الصين الوطن الاساس.

كان هناك الحمر ايضا في بلادنا، أي انصار الشيوعية غير متوافقين مع عملنا السياسي، والذين كما زعم، انهم تامروا في محاولة قلب حكومتنا بالعنف واعطاء اسرارا حيوية الى الكرملين. كانت هذه ستارة المسرح الخلفية حينما كان دوايت ايزنهاور يتهيأ لقيادة اخرى كرئيس للبلاد. كان هدفه الطاغي كقائد عام هو عالم في سلام.

السلام الذي نسعى اليه لاحقا، ليس اقل من ممارستنا وتحقيقنا لكل ايماننا بين انفسنا وفي معاملاتنا مع الاخرين، انه يرمز اكثر من صمت البنادق، ومسح عذاب الحرب، انه اكثر من هروب من الموت ، انه طريقة حياة، انه اكثر من جنة للكئيب، انه امل الشجاع، هذا هو الامل الذي يغرينا للتقدم في هذا القرن من الندم.

تحرك ايك ليؤكد للاميركيين، حتى قبل ان يتسلم الرئاسة، بانه سيفعل لوضع نهاية الازمة في كوريا.

وفى في وعده في الحملة الانتخابية فذهب الى كوريا في كانوا الاول عام الف وتسعمئة واثنين وخمسين من اجل دراسة اولية للوضع، عاين القوات الكورية الجنوبية وقوات الامم المتحدة التي كان عليها ان تتحمل الاعباء من القوات الاميركية، سمع من القادة العسكريين عن التقدم في مباحثات السلام مع الشيوعيين الصينيين والكوريين الجنوبيين.

تمت مكافأته كرئيس لاننا كنا مرعوبين، جرت مكافأته كقائد عام وليس كمصلح داخلي محلي، اعتقد ان رحلة كوريا اعطت الشجاعة للكثير من الاشخاص لانها في تفكيرهم كانت رحلة لكل شخص منهم.

كان وجوده هناك على الارض، حقيقة اكثر رمزية من الحضور الفعلي، عبر عن ان الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الامر هي التفاوض من اجل السلام، كانت الولايات المتحدة ملتزمة من.

 بوجود الصينيين على خطوط المواجهة مقابلنا، كان ثمن النصر مرتفعا جدا.

السؤال هو، السؤال الكبير هو، كيف تعمل من اجل ان تجعل الصينيين يشعرون بنفس الطريقة.

مع غياب الامل بهزيمة الجيوش الحمراء في كوريا الشمالية بدون الهجوم على الصين الشيوعية، استنبط ايك استراتيجية تحافظ على كوريا مقسمة كما كان من قبل، التقى في طريق عودته للوطن مع قادته العسكريين ومستشاريه للشؤون الخارجية موضحا من عليه ان يتحمل المسؤولية في هذه المناطق.

 الى حد ما، كان ايزنهاور وزير دفاع ذاته، فهم البنتاغون وفهم عمل القواد، عرف مجادلات القوات المتنوعة، عرف كيف كانت توزع الفطيرة، وحتى انه عرف كيف كانت قيادة القوات تعمل.

ولكنه ترك للاشخاص، الاشخاص المدنيين في البنتاغون، تدبير المكان، اعار انتباها خاصا لوزير خارجيته فوستر دالاس، اعتقد انه كان لفوستر تاثير معتبر على الرئيس بشان مسائل السياسة الخارجية.

 كان دالاس شخصا متدينا بصدق واخلاص، كان يصلي ويقرا الكتاب المقدس ووحد الهاما كبيرا في مبادىء يسوع، وشعر بان مبادىء المسيحية كانت حقا الطريقة الاكثر خدمة لتحقيق سلام عالمي والصداقة بين الامم.

عندما انتقل ايزنهاور الى البيت الابيض في كانون الثاني عام الف وتسعمئة وثلاثة وخمسين، لم يكن هناك شك يخامر تفكير احد بان السياسة الخارجية هي الاهتمام الطاغي لدى ايك، وان فوستر دالاس هو العضو الاقوى في الحكومة، كان القرار الاول للعمل بالنسبة للقائد العام الجديد هو التوضيح لكل شخص من الطبيعة الدقيقة لسياستنا تجاه العام الشيوعي.

امتلك مشروع سولاريوم الذي شاركت فيه كهدف له ان يقيم ثلاثة خطوط بديلة للسياسة، احدها كان الاحتواء الثاني كان الصد، والثالث كان رسم خط مع التهديد بالانتقام اذا ما تم تجاوز ذلك الخط الثالث.

وبعد دراسة مسهية لكل واحد من هذه الخطوط، قدر ايزنهاور بنفسه متى نقدم مشروعنا النهائي، مقيما كل البدائل مركزا على ما اعتقده ذا مغزى، ركزنا بشكل اساسي على الاحتواء، لم تكن لدينا فكرة صد الموقع السوفياتي بالقوة.

 امتلكت سياسة ايك للاحتواء، على ثلاثة عناصر واضحة المعالم جدا: الحرب النفسية، التجسس وعدد اقل من القوات العسكرية المتطورة تكنولوجيا التي تؤكد على الاسلحة النووية.

 وها هي، الخطوط الكفافية المشؤومة المالوفة للغيمة الذرية.

كان السوفييت يعتلون سدا ضخما من الدعاية في انحاء العالم يشوهون سمعة الولايات المتحدة وسياساتنا، كانت حملة مذهلة من المعلومات الكذابة. كانوا يصورون الراسمالية، أي الولايات المتحدة، كايديولوجيا مثيري الحروب، في حين الشيوعية كايديولوجيا الشعب، كانت فعلا كما سميت لاحقا، معركة من اجل عقول الناس وكانت هذه معركة يريد الرئيس ان يربحها.

بتوجيه من ايزنهاور، نمت وكالة الاستخبارات المركزية سي أي أي بشكل مذهل، لانه امن في الاستخبارات، ولاننا كنا اساس في وضع حالة حرب. اشبه بكثير الحرب العالمية الثانية، ولم نكن متاكدين كم ستتسع وكم ستستمر، شعر ايزنهاور بان على السي أي أي ان قادرة على استخدام الحرب النفسية، واذا كان ضروريا الاختراق العسكري وبكل تاكيد اعمال سياسية في الخارج ستغير صورة السياسة الخارجية الاميركية.

 غير ايزنهاور ايضا محور السياسة العسكرية الاميركية خفض درجة دور الجيش والقوات البرية في الحرب الباردة واعطى اموالا واسلحة جديدة لسلاح الجو والبحرية، كانت التكنولوجيا الجديدة تغير بسرعة طريقة الحروب الجديدة التي ستخاض، فبات بمستطاع طائرات بي اثنين وخمسين ان تحمل اسلحة نووية مباشرة الى الارض السوفياتية، وبامكان الغواصات النووية ان تتمتع بذات القدرة.

كان العمود الفقري لهذه النظرة الجديدة عسكريا، بالطبع القوة النارية النووية، وانطلقت الاختبارات في الجو المفتوح بدون موادة، كانت الصواريخ الباليستية عابرة القارات قيد التطوير وسرعان ما ستكون قادرة على قذف رؤوس نووية الى مسافة تطال الاهداف السوفياتية.

كان ايزنهاور رجلا شاهد الحرب وعرف الاشياء المرعبة التي تحدثها الحرب للشعوب والامم، لذا كان شديد الالتزام بقوة لتحقيق السلام فيما كان يوفر الضمان للقيم التي على اساسها تشكل مجتمعنا والمجتمعات الحرة الاخرى.

اعطى موت جوزف ستالين، الديكتاتوري القاسي للاتحاد السوفياتي والفوضى اللاحقة داخل الكرملين، الفرصة لايك ليغير وربما طبيعة الحرب الباردة.

احضر احدهم لح خطابا بعبارات الاعتذار المعتادة وغيرها، وقال له: انظر دعنا لا نواصل صياغة ذات الخطابات القديمة للروس. لنقل بالتحديد ما نريد عمله لتحقيق السلام للعالم، دعنا لا نضع امامهم هراء ولا خداع حول الموضوع،  لنضع، ما سنفعله وما لا نستطيع فعله، ونسالهم ان يعلنوا ما سيفعلوه وما لا يستطيعون فعله، ودعنا نحاول وقف كل هراء الحرب الباردة هذا.

في هذا الربيع من عام الف وتسعمئة وثلاثة وخمسين، سيرجع العالم الحر مسالة واحدة على كل المسائل الاخرى، الا وهي الفرص من اجل سلام عادل لكل الشعوب، السلام الذي ننشده المبني على ثقة جديرة بالاحترام وعلى جهد تعاوني بين الامم، يمكن تحصينه ليس باسلحة الحرب بل بالقمح والقطن، بالحليب والصوف باللحم والاخشاب والارز، هذه هي الكلمات التي تترجم الى كل اللغات.

كنت واحدا  من مجموعات شكلت لتقييم ذلك الخطاب، واستطيع ان اقول شعرت انا واشخاص اخرين كانوا في مجموعتي نعم، خطوة جدية من جانب ايزنهاور الاقتراع بوقف سباق التسلح، وبدىء خط جديد في العلاقات السوفياتية الاميركية، حاولنا تقديم هذا الخطاب هكذا الى مسؤولينا المباشرين.

داخل قيادتنا كان هناك تفكير حول كيف يمكن ان نتخلص منه وهكذا، كانوا مشغولين كثيرا بشان المحلي… حتى ليس الشان المحلي بما يعني البلاد، ولكن داخل شؤون القيادة. لذا اعتقد بان كان يمكن ان يكون الامر افضل لو ان ايزنهاور قدم ذلك الخطاب بعد نصف سنة.

 في حين عالج الكرملين مشاكل قيادته، ادت استراتيجية ايزنهاور الكورية الى نتيجة ناجحة لمباحثات السلام، عاد الاولاد الى الوطن بعد اشهر قليلة من استلامه الرئاسة.

ربحنا هدنة في معركة واحدة، وليس السلام في العالم، علينا ان لا نريح يقظتنا او نترك مطلبنا.

انتهت الحرب لان جون فوستر دالاس، كان قادرا على نقل رسالة عبر السفير الهندي الى الكوريين الشماليين، بان الولايات المتحدة تاخذ بالاعتبار استخدام الاسلحة النوعية، ونقل ذلك بالطبع ايضا الى الاتحاد السوفياتي والصينيين.

الان ليست النقطة هي اذا ما فكروا بان هذا سيحدث او لا، كان عليهم ان يخافوا من ان ايزنهاور الرجل صاحب هذه السمعة العسكرية الهائلة، كان واحدا عليهم ان لا يعبثوا معه، وبانه يمكن ان يفعل ذلك.

صراع جديد من اجل اوروبا.

 عند تسلمه الرئاسة، كان الخوف الكثير لدى ايزنهاور هي حالة اللا استقرار التي تعيشها الدول الاوروبية الحليفة غير الشيوعية. كانت تحت حصار المنظمات السياسية والعمالية والطلابية التي يقودها الشيوعيون.

وانت تنظر الى مشكلة اوروبا في ذلك الوقت، تتيقن من انه كان هذا الجيش الاحمر الضخم يواجهنا، بموقف عدائي واضح، ملح على السيطرة الشمولية خلف الستار الحديدي، ومهدد باجتياح اوروبا الغربية، قدرنا بان الامر يستغرق معهم عشرة ايام الى اسبوعين ليصلوا الى القنال الانكليزي اذا ما انطلقوا من المانيا، مع مشاكل اوروبا الحرب السابقة، كان الوضع منهكا، مكسورا، لا شيء يعمل والمكان كان فوضى.

كان يبدو ان ايطاليا بشكل خاص يمكن ان تصبح شيوعية.

واجهتنا مشكلة في اوائل الخمسينات، بعد ما شاهدنا ماذا حدث في تشيكوسلوفاكيا، وبعد ما حدث مع بعض البلدان الاخرى، في بولندا وسواها، انه اذا ما حصل الشيوعيون على اغلبية السلطة في البنية الدستورية لايطاليا، يمكن ان يسحبوها من الناتو وضمها الى حلف وارسو وتتحول الى دومينو، اذا ما اردت من وجهة نظرنا دومينو رئيسي يسير بالاتجاه الخاطىء.

 كان فوستر دالاس صوت ايك في عواصم اوروبا.

على امتنا ان تقف كصخرة صلبة في عالم تتقاذفه العاصفة، الى جميع اولئك الذين يعانون تحت العبودية الشيوعية، الى الخائفين والمرعوبين دعونا نقول هذا، يمكنكم الاعتماد علينا.

اصبح الشرق الادنى نقطة اضطراب اخرى مع التاميم والسيطرة على محطة العالم الاكبر لتكرير النفط في عبادان في ايران؟ ثم قطع خمس النفط الذي يتزود به العالم وارتفع الشعور القومي ضد بريطانيا والديمقراطيات الاوروبية.

عقدنا اجتماعا لمجلس الامن، او الاعضاء الاساسيين على الاقل، في مكتب فوستر دالاس في اواخر تموز، على ما اعتقد، وبعدها تقرر بان مصدق يجب ان يستبدل ويجب ان يعاد الشاه الى السلطة، وان على السي أي أي ان تساعد قدر ما تستطيع.

 لم يختر ايك فوستر دالاس فقط لادارة سياسته الخارجية بل اختار ايضا شقيقه الان دالاس، ليراس السي أي أي.

امتلك الان تفهما غريزيا لما اراده فوستر، لذا كان هدفه في الحياة اعطاء فوستر ما يريد بالضبط.

يعتبر البيت المهدم لرئيس الوزراء السابق مصدق، شهادة خرساء، على الشعب الدموي الذي دام ثلاثة ايام بالغا ذروته في انقلاب عسكري الذي هرب منه ذات مرة ديكتاتور ايران ناجيا بحياته، يعود الشاه الذي هرب الى روما، للوطن مدعوما بالجنرال زاهدي الرجل العسكري القوي الذي هندس عودته الى السلطة، وهكذا يمكن ان يندفق النفط الايراني باتجاه الغرب.

عندما عدت، كان فوستر دالاس مسرورا بشكل استثنائي، متباه حقا، وكما تعلم يمكن ان تشاهده يلوك بفكيه مصورا اننا اكتشفنا الطريقة لحل كل مشاكله.

 بعد نجاحها المذهل والمحير في ايران، تحولت السي أي أي الى غواتيمالل حيث تخوف الاخوان دالاس بان الطرق تمهد لتعطي الشيوعية راس جسر في هذا النصف من الكرة الارضية، بمساعدة السي أي أي تمكن ديكتاتور غير شرعي صديق من استلام السلطة.

لم تكن الحلول سهلة في اوروبا مقسمة، حاول دالاس ان يحقق وحدة لمعسكر الحلفاء الذي كان عاجزا على مجاراة تحركات السوفييت في القارة. كانت فرنسا هي حليفتنا الاساسي في القارة، ولكنها كانت بلد يعيش في فوضى كاملة في اوائل الخمسينات. اضطراب سياسي في المدن، احتجاجات المزارعين في الريف، وحرب انهاك وحشية في الهند الصينية استنزفت حيوية الامة ومواردها.

كانت لدى ايزنهاور وجهة النظر التالية، بانه كان يحاول تجميع ائتلاف في اوروبا لوقف السوفيات، وكان الفرنسيون بكل وضوح جزءا حيويا من ذلك، وكان لدينا خلافات معهم حول كيفية تحقيق ذلك، ولكن كلا البلدان اتفقا على الهدف الاجمالي، جعل الوضع الفيتنامي الامر صعب جدا لانه كان وضعا حساسا للغاية بالنسبة للفرنسيين.

عندما تورطت فرنسا في حرب الهند الصينية، كان احد دوافعنا الاساسية، الى جانب السيطرة على الاراضي والذي كان جزءا من تفكيرنا الطاغي، هو المساعدة في القتال ضد تمدد الشيوعية. امن الفرنسيون بان جهدهم في الهند الصينية كان جزءا من الجهد لاحتواء تمدد الشيوعية عبر العالم، ومن ذلك المنظور اعتقدنا بان الولايات المتحدة ستكون الى جانبنا.

 شهد الفرنسيون علنا المساعدة الاميركية في الهند الصينية.

كان الفرنسيون تحت الانطباع بانه بمجرد ارسال الطائرة القاذفة الثقيلة من الفيليبين واسقاط بعض القنابل على الاشخاص الذين كانوا يحاصرونهم، فان هذا سيخيف المحاصرين ويبعدهم او التخلص منهم.

 ومن ايك المساعدة العسكرية وبعض المستشارين، ولكن فرنسا كانت بوضوح بحاجة الى تورط اميركي اكبر من اجل تعزيز حكمها الاستعماري في الهند الصينية.

عاد الرئيس ايزنهاور في اواسط الخمسينات واوضح لنا في اللجنة المخصصة لشؤون الدفاع، بان جنوب شرق اسيا، والاخص فيتنام، لم تكن مكانا جيدا للولايات المتحدة للتورط في حرب برية او معارك برية، جعل ذلك واضحا جدا، حتى عندما اولى نائب الرئيس ذات مرة بتصريح اننا سنتحرك لناخذ مكان الفرنسيين، اسقط الرئيس ايزنهاور تلك الفكرة في اليوم التالي.

استدعى ايك كلا من دالاس، والادميرال رادفورد، وقادة الاركان ونائب الرئيس نيكسون، الى البيت الابيض لسماع ما يمكن ان يقولوه. فضل جميعهم التدخل من قبل الولايات المتحدة، اصر ايك على ان يقول كل واحد رايه مع او ضد ذلك، استمع اليهم جميعا وقال: سنلتقي غدا صباحا في التاسعة وساعطيكم جوابي.

عندما التقوا في الصباح التالي، كما قلت جميعهم كان لصالح التدخل، قال ايك: توصلت الى قرار. لن اضع قدم جندي واحد في حقول الارز تلك على بعد عشرة الاف ميل من الوطن، من وجهة نظري ان التدخل ليس في المصلحة القومية. انهى الاجتماع وخرج الى بيرنغ تري ولعب جولة من الغولف.

انتخبت حكومة جديدة في فرنسا بعد تعهد بانهاء الحرب خلال شهر، وحدها المانيا الغربية اظهرت قوة واستقرار تمثل بشخص المستشار اديناور.

كانت الولايات المتحدة محظوظة جدا بان يكون اديناور هناك لتسلمك السلطة في المانيا، كان يمتلك سجلا من الاحتجاج ضد هتلر، كان محترما بشكل عال. كان فاشسيا بطريقته الخاصة كحاكم حديدي لكولون، كان الرجل المثالي لهذا المنصب، وكانت شخصيته كما اعتقد كثيرا ما اراحت الفرنسيين حول الحاق اثنا عشرة وحدة عسكرية المانية الى قوات الناتو التي كانت تتجه شرقا، كان واحدا من اولئك الاشخاص الذين من حسن حظنا ان يكونوا لدينا.

كانت الولايات المتحدة بالنسبة لنا صديقنا الكبير، وكان هناك قوة خلف كل شيء في الغرب، وكنا نحن واديناور نخاف السوفييت، حاولوا ان يتوسعوا وطبيعيا كنا عند حدود الكتلة الشيوعية هذه، وكنا في خطر بانهم ارادوا ان يسيطروا علينا ايضا. وهناك جملة شهيرة لستالين معروفة عندما قال: عندما تاخدون المانيا، تاخذون اوروبا.

كانت المانيا الغربية الاكثر اهمية في الحرب الباردة، وكانت برلين مخفرنا الامامي الرئيسي، تقع عميقا داخل المنطقة السوفياتية، قسمت بواية براندينبورغ برلين الى شرقية وغربية، وكانت المناطق الغربية مثير ثابت للاتحاد السوفياتي، خاصة عندما بدات برلين الغربية تنتعش وتزدهر في السنوات التي اعقبت قصف برلين بالطيران في عامي الف وتسعمئة وثمانية واربعين والف وتسعمئة وتسعة واربعين.

تدفق الساخطون من الشرق عبر البوابة، فجرى استقبالهم والترحيب بهم من قبل المانيا الغربية وحلفائها الجدد، فشلت المحاولات لايجاد ارضية مشتركة حول قضية التقسيم شرق وغرب من احراز تقدم، حتى عندما عقد المباحثات على اعلى المستويات الديبلوماسية.

يلخص وزير الخارجية دالاس نتائج مؤتمر القوى الاربعة الاخير في برلين.

اولا، طالما الامر يتعلق باوروبا، طلبنا من مالاتوف ان يبين ما بحوزة روسيا. كانت كيد تقبض بسرعة على كل شيء لديها، بما في ذلك المانيا الشرقية والنمسا الشرقية وبدت انها تريد ان تقضم اكثر.

انفجر السخط الجياش في برلين الشرقية الى تمرد علني مفتوح في صيف الف وتسعمئة وثلاثة وخمسين، واظهر الاتحاد السوفياتي للعالم بشكل ماساوي انه لن يتراجع في وجه هكذا افعال داخل البلدان التي تدور في فلكه.

واظهر الاتحاد السوفياتي ايضا بعد ذلك بقليل ان الولايات المتحدة لا تملك هيمنة على الاسلحة النووية، وسرع انفجار قنبلته الهيدروجينية الاولى نشاطات ادارة ايزنهاور للدفاع المدني في المدن المتوقع ان تكون اهدافا للقنبلة الهيدروجينية.

حان الوقت، بالنسبة لدالاس وايزنهاور، لمزيد من المبادرات المصممة لايقاف انتشار الرعب، اختار ايزنهاور الامم المتحدة لاصدار تحديا سلميا جديدا للقيادة السوفياتية.

اليوم، يفوق مخزون الولايات المتحدة من الاسلحة النووية، التي تتزايد يوميا بالطبع، بالعديد من المرات المعادل الاجمالي لمجموع كل القنابل والذخائر التي جاءت من كل طائرة وكل بندقية في كل مسرح للحرب في كل سنوات الحرب العالمية الثانية.

قدر دمار الحرب الجديدة. اتذكر في احد اجتماعات الوزارة حضرته، كيف وقف رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين واخبر الحشد المجمع حول كيف سنعيد بناء عملتنا بعد تبادل نووي، وقف والدي وقال: انتظر لحظة، ايها الشباب، دعوني اخبركم شيئا. وهو يقول: في حالة تبادل مخزونات نووية لن نكون نعيد بناء العملة، بل سنكون طعاما للديدان.

حادث واحد اتذكره جيدا بشكل خاص، دعيت للذهاب الى البيت الابيض في الساعة الثامنة مساء. كان هناك ستة او سبعة رجال اخرين، عبر فيهم وزير الخارجية رئيس ال…، او مدير السي أي أي، ومستشاره للامن القومي الجنرال غودباستر، ومساعده التنفيذي واثنان او ثلاثة اخرون.

دعينا الى غرفة العائلة، قدم لكل واحد المشروب، لم تكن نساؤنا موجودات، وقف وقال: اعتذر لطلبي منكم ان تاتوا الى هنا في ليلة السبت، شيء ما في عقلي يحيرني منذ وقت طويل واريد ان اناقشه، وساضعه بصيغة سؤال بكم قنبلة ذرية لعينة سنكتفي؟.

ان الولايات المتحدة ستكون اكثر من راغبة، انها ستكون فخورة في التحمل مع الاخرين وبالاساس المشاركين في تطوير الخطط حتى يبعث الاستخدام السلمي للطاقة الذرية من جديد.

من اولئك المعنيين يجب ان يكون الاتحاد السوفياتي واحدا منهم بالطبع، ساكون جاهزا لاقترح على الكونغرس في الولايات المتحدة مع كل احتمال التصديق اية خطة يمكن ان تفتح قناة جديدة لنقاش سلمي وتستحث على الاقل في الحوارات العامة والخاصة اذا كان العالم يريد ان يهز الجمود المفروض بواسطة الخوف وان يحرز تقدما باتجاه السلام.

 لم يكن اقتراح ايك لتامين ابحاث ذرية لكل الامم في مصلحة السلام غير متوقعا بالكامل.

 من جانب ايزنهاور، لم يكن هناك أي تردد في الرغبة لمحاولة تحسين العلاقات والرغبة في التاكيد على اننا لن نواجه حربا نووية، كان ذلك مرشد ثابت اتبعه طيلة الطريق، كانت هناك مراحل جلية كانت فيها التوقعات غير مشجعة.

كنت واضحا جدا بان الفسحة لنوع من المفاوضات اكثر ايجابية كانت ضئيلة او معدومة، ولكن ذلك لم يجعله يقول: حسنا، اذا، سنستقيل.

محادثات سلام، واستعداد للحرب.

 عند هذه النقطة اقام الرئيس ووزير الخارجية علاقات عمل متينة جدا بينهما.

غالبا ما نلتقي انا والسيد دالاس، واعتقد اكثر من أي عنصرين في الحكومة، على الاقل على المستوى الحكومي، ونحن في اتفاق تام بما يتعلق بالحلول لهذه المشكلات كلما تبرز، لذا ما قال، اعتقد انه في اطار السياسات والقناعات العامة، التي نحملها انا وهو حول هذه المسالة.

كانت علاقة عمل متينة تقاسما فيها الى حد بعيد منظورا مشتركا، اختلفت اساليبهما، فالرئيس كان اقل في خطاباته من الطريقة التي كان فيها دالاس، ولكن اعتقد الى حد ما، بان الرئيس كان مبتهجا لتجري الامور بهذه الطريقة وليبدو دور دالاس كشخص هو الشرطي السيء، عندما يتكلم.

اشك ان والدي كوزير للخارجية صقل قالبه الخاص الى هذا الحد، لم يكن باستطاعته الظهور مستعدا للمساومة لانه كان مفوضا قاسيا، وجزء من سياسته كان بث الرعب في نفوس العدو، لذا بدى وكانه ومستعد لنخوض الحرب في اية لحظة.

خلقت الصين الحمراء منطقة ساخنة جديدة في عالم متوتر اصلا، وذلك في شتاء عام الف وتسعمئة واربعة وخمسين عندما بدات تقصف جزيرتين قوميتين صغيرتين على التراب الوطني، هما كيموي وماتسو، حافظ تشيانغ كاي شيك على شن الغازات على القوى المتواجدة هناك والتي ارهقت امدادات الحمراء على طول ساحل البلاد، وبدا ان هذه الجزء ستجر الولايات المتحدة الى حرب برية ضخمة في اسيا اذا ما اخترنا احترام التزاماتنا الى فورموزا في أي نزاع واسع نطاق مع قوات ماو.

وبالخلاصة مونا القوات المحاصرة والمدنيين المحاصرين فوق الجزء وقدرنا الخيارات الصعبة هل سيتحرك الجيش الاحمر ضد الجزر او ضد ملجا تشانغ، أي فورموزا نفسها.

كانت فورموزا مهمة بالنسبة لنا من وجهة نظر عسكرية، فلديها جيش ضخم، وبالنتيجة اشغلت اعدادا هائلة من وحدات الجيش الاحمر الذين كان عليهم ان يتمركزا على البر الرئيسي بمواجهة مباشرة في حال قرر تشانغ غزو الصين، كانت مفيدة جدا لنا عسكريا ومفيدة جدا لنا سياسيا. كانت جزيرتا كيموي وماتسو اختبارا للجيش الاحمر لرؤية اذا ما كانوا سيندفعون قليلا وربما الحصول على شيء ما.

الرجاء مناقشة جدية الهجوم الشيوعي الاخير على الجزر القومية في بحر الصين في ضوء التزامنا للدفاع عن فورموزا.

ليس هناك من سلطة عسكرية اعرفها حاولت تقدير قيمة هذه الجزر التي تتعرض للهجوم الان، كجزء مكثف من الدفاع عن فورموزا.

حاول ايك ان يحافظ على هدوئه، وحاول ان لا يتطرف في رد فعله واتخذ دورا متوازنا محكما صعبا، ما قاله: اذا هاجم الشيوعيون الصينيون كيموي وماتسو للهجوم على فورموزا سنكون في المعركة، لا غياب في ذلك، وهكذا بالضبط كانت اصابته في المؤتمرات الصحفية واحدا بعد الاخر لمدة حوالى سبعة ، ثمانية اشهر.

كان وزير الخارجية والرئيس واضحان جدا بان الرد على هذا ليس بالقول: الى هذا الحد وليس ابعد، تلك كانت الغلطة التي خلقت مشكلة كوريا. ولكن بالقول: ايها الصينيون لا تعرفون ابدا ماذا سيحدث اذا واصلتم العمل هكذا، ولكننا جديون جدا حول الامر، ومن يعلم ماذا سيحدث اذا قمتم وهاجمتم الجزر.

اصبحت فورموزا نفسها مسرحا لتعاظم اساسي للقوات الاميركية تمركزت قوات السلاح الجو والبحرية ومقاتلات المارينز هنا في قواعد وبحالة استنفار حربي، مسلحة بالاسلحة النووية والتقليدية.

عندما كان يتوجب على الرئيس اعتبار المسائل بالاهمية التي كانت عليها، كمسالة جزر كيموي وتسامو وغيرها من المسائل التي برزت امامه عندما كان رئيسا، كان ينظر اليها انطلاقا من اهميتها، وبالخلاصة كان دائما ابرد رجل في الغرفة.

اعتقد ان هناك عامل اخر ساهم في اداراته الفاعلة للازمات هي حقيقة انه لم يفعل أي شيء لوحده من راسه. الى كل واحد في اجتماع مجلس القومي او الحكومة، اذا كان الامر يعني الحكومة واخيرا كان يقول بادب: حسنا، شكرا كثيرا لكم؟ ينهض ويغادر الغرفة، يذهب الى المكتب البيضاوي ويتخذ القرار عادة وحيدا.

في ربيع عام الف وتسعمئة وخمسة وخمسين قرر ايك بان الوقت حان لمناقشة وجها لوجه مع قادة الاتحاد السوفياتي وحلفاؤنا فرنسا وبريطانيا، تم اختيار جنيف كمكان لقمة الاربعة الكبار.

تحلق الجميع حول ايزنهاور وكانه عمليا كان اله. ومن جهة اخرى كانوا يحاولون، وبشكل خاص خروتشوف كان يحاول ان يتملق له في محاولة لجعله اكثر تعاطفا مع السياسية السوفياتية.

اعتقد ايك انه اذا نجحت القمة فان ذلك فكرة ممتازة.  كان علينا استخدام طائرة الاستطلاع خاصتنا، وكان من المحتمل ان تكون طائرة اليو-تو هي هذه الطائرة، على الرغم من لا احد كان يعرف عن اليو- تو في ذلك الوقت، لكي تقوم بطلعات متبادلة لنظهر لكل من الاتحاد السوفياتي والاوروبيون بانه بمقدورنا اكتشاف بالضبط اين هي اماكن             القوات العسكرية، لكي لا يفاجىء احد، وانه لن يكون هناك هجوم مفاجىء الذي كنا جميعا قلقين منه.

كان هناك حديث عن الموضوع، تبادلنا وجهات النظر حولها مع الروس، ولكن الطريقة التي وضع الرئيس المسالة بها كانت لافتة للنظر، مال واقفا وقال: هناك الكثير من الارتياب بيننا، علينا ان نثق اكثر ببعضنا الاخر، واذا كان لدينا ثقة اكبر ببعضنا يمكننا التوصل الى اتفاق عظيم اكثر مما كنا قادرين للوصول اليه الان.

وقال: ارجو الله ان يعطيني بعض الوسائل لاقناعكم بان هذا شيء مخلص وليس محاولة للاستفادة منكم، واتمنى فقط ان يكون لدي طريقة لاقناعكم باخلاصي. وفي تلك اللحظة كان هناك وميض برق وصعقة رعد، وانطفأ كل ضوء في المبنى، واخبرت ان الروس ما زالوا يحاولون التصور كيف تمكنا من فعل ذلك.

 مع ذلك، لم يخلق طلب ايزنهاور أي تاثير على السوفييت.

وقف ورفع نخبا وقال: علينا ان نطور تفاهما فيما بيننا لانه اذا لم نفعل ذلك، سنزيل كل الحياة في النصف الشمالي من العالم، وذلك هو نوع التعابير التي نتحدث عنها هنا.

خرج ايزنهاور مكروبا لانه قدم هذا الاقتراح الفعلي الحساس لاجواء مفتوحة من اجل استطلاع متبادل، وكان جواب خروتشوف باردا وقال: هذه مجرد طريقة للتجسس على الاتحاد السوفياتي ولن نتسارع بذلك، علينا ان نحمي مجتمعنا.

 اغضب الجواب ايك.

العلاقة بين الاجواء المفتوحة واليو-تو كانت متتابعة. لن يكون عليه استخدام اليو-تو اذا ما نجح السوفييت في تموز عام الف وتسعمئة خمسة وخمسين، أي اذا ما وافقوا على اقتراح الاجواء المفتوحة. ولكن منذ رفضوا كل شيء فيه، وبما اننا بحاجة الى استخبارات لذا ذهب الى اليو-تو.

كانت اليو-تو تدبيرا لوقف تزايد الهوة، ما كنا نحاول عمله هو تطوير كاميرات اليو-تو التي يمكن ان تستخدم لاحقا في قمر صناعي للتجسس.

بدات اليو-تو العمل فوق الاتحاد السوفياتي في الرابع عشر من تموز الف وتسعمئة وستة وخمسين، عانى ايك من ذبحة قلبية بعد اسابيع قليلة من عودته من جنيف.

السؤال الكبير الذي كان في تفكير كل شخص هل سيسعى ايك لولاية رئاسية ثانية، قرر ايك بانه بحاجة لاربعة سنوات اخرى لتحقيق وانجاز اهداف رئاسته.

عزمت تفكيري بان هذه هو الشيء الذي علي ان احاوله وسنرى ماذا سيقوا الشعب الاميركي بشان ذلك.

 قبل ان يعاد انتخاب ايزنهاور، سيتم اختباره بحدة على جبهتين خارجيتين.

الاولى كانت في الشرق الاوسط، حيث كان جمال عبد الناصر العسكري القوي في مصر، يستخدم عن جدارة المشاعر القومية لتعزيز سلطته. سرعان ما تحول ناصر الى تهديد بتغيير ميزان القوى في المنطقة واصبحت القوات المسلحة المصرية قوة جديدة بفضل مساعدة الاتحاد السوفياتي.

 اعتقدت دولة اسرائيل حديثة العهد، بانها ستكون هدف قوة عبد الناصر العسكرية النامية، لذا استعدت للحرب.

بدات بريطانيا، وهي حاكم استعماري لوقت طويل في المنطقة، تقوي وتعزز قواتها في الشرق الاوسط لحماية مصالحها، وكانت السيطرة على قناة السويس تشكل اهتماما خاصا بالنسبة للغرب.

 

اهم جمال عبد الناصر قناة السويس، منتزعا اياها من يد شركة السويس، التي كانت كونسورتيوم بريطاني فرنسي. انزعح الجميع وشعر كل من البريطانيين والفرنسيين بانه يجب ان لا يسمح لذلك بالتحقق، حتى لو استدعى الامر استخدام القوة.

 جشع ايك من البيت الابيض المفاوضات التي ستقود الى سيطرة دولية على قناة السويس، ولكن فيما كانت المباحثات تجري، كانت التعبئة والحشود من قبل البريطانيين والفرنسيين تتقدم بمستويات عالية.

تحررت هنغاريا في نهاية معركة دامت ستة ايام ادهشت العالم وهزت الكرملين في اركانه.

 كانت تلك اللحظة التي توقع فيها العديد من الاميركيين حدوث انتفاضة واسعة نطاق في بلد اوروبي شرقي ضد اسياده السوفييت.

 حاولت السي أي أي بالطبع الوصول الى هنغاريا وبلدان شرق اوروبية اخرى وحتى الى اوكرانيا وداخل الاتحاد السوفياتي لانشاء حركات ساخطة التي يمكن ان تغير الاتجاهات او حتى البنى للحكومة السوفياتية.

اعتقد بان اقساما معينة من وحداتنا العملانية كانت تريد كثيرا ان تساعد بشكل مباشر الهنغاريين.

فيما خلد مقاتلو الحرية الذين بذلوا حياتهم في الثورة الى الراحة كان الاتحاد السوفياتي مستعدا لاعادة السيطرة على هنغاريا بخديعة اخرى من السلطة المزيفة ضد الثوار ضعيفي التجهيز.

لم تكن البنادق الهنغارية بمستوى مواجهة الدبابات السوفياتية. وفي البيت الابيض لم يكن هناك تحركا لجعل هنغاريا الجبهة الاولى لحرب عالمية ثالثة.

أي حرب تبدا في ذلك الوقت كان يمكن لها ان تكون كارثة كبيرة، وبرنامجنا الاساسي كان الاحتواء، وكانت المخاطر عديدة مع الاسلحة النووية. هذا اثبات اخر على البؤس المطلق للافكار السوفياتية، كل ما مثلوه هو السلطة المجردة، لا يمثلوا اية مشاعر ثورية للشعب او أي شيء ، انها مجرد سلطة شمولية عارية.

تلك كانت الرسالة، اذا ما سيطر الشيوعيون على ايطاليا مثلك هي نوع الحياة التي ستعيش تحتها. كان ذلك مفيدا كثيرا بالنسبة لنا ان نحمل هذه الرسالة ونشرها في ايطاليا وكل بقية العالم.

 في الوقت الذي لم تطوى فيه بعد ماساة هنغاريا، غزا البريطانيون والفرنسيون متحالفين مع اسرائيل مصر وبدى انهم انهوا سيطرة ناصر على منطقة السويس. كان رد عبد الناصر باغلاق القنال بالسفن المغرقة، مغلقا بفعالية الممر المائي امام كل حركة.

الى حين ان تكون قوات الامم المتحدة هناك مستعدة للسيطرة، سنواصل نحن الفرنسيون المهمة حتى يتم انجازها.

فيما يتعلق بالاتجاهات نحو وقائع الوضع، اعتقدت بان ايدن توقع ادنى شك ان رد ايزنهاور سيكون داعما لنا باي شيء نفعله، حتى لو انه قام بذلك خلف الكواليس ولم يعلن الدعم، ولكن ذلك كان متوقعا.

لم يجر التشاور مع الولايات المتحدة باي طريقة حول أي مرحلة من هذه الافعال ولم يجري اطلاعها عليها مسبقا. وفي هكذا ظروف وصفت بانه لن يكون هناك مشاركة من الولايات المتحدة. في هذه النزاعات الحالية، اثبتت الولايات المتحدة في الماضي قدرتها على ايجاد طريقة لوقف سفك الدماء. ونعتقد بانها تستطيع وناه ستفعل ذلك مرة اخرى.

سعى ممثلو ايك من اجل حل الامم المتحدة للحرب، ولكن خلق الكواليس كان ايك لا يعطي الفرصة للعملية الديبلوماسية. فوضع القوات المسلحة في حالة استنفار عندما هدد السوفييت بقصف اهداف داخل بريطانيا وفرنسا، واخذ خطوات خاصة لانهاء مغامرة حلفائه.

رن التلفون، كان ذلك رئيس الوزراء ايدن، كان يطلب رئيس الوزراء موليه، قال ايدن له: وهذه هي كلماته بالضبط، اعرف لاني كنت اتنصت. تلقيت اتصالا هاتفيا من ايزنهاور وليس دالاس، الذي قال لي اذا لم تخرجوا من بور سعيد غدا، ساتسبب بهجوم واقوده الى الصفر، تحت هذه الظروف لا استطيع البقاء خارجا، اعطيت الاوامر لوقف العمليات.

يفكر فيه الناس كالجد الحنون، رجلا مبهجا بالابتسامة العريضة وغيره، ولكن خلف هذه الابتسامة هناك عيون زرقاء متجلدة وعندما ينظر ايزنهاور الى الازمة، فانه ينظر اليها ببرودة ولذلك يتخذ القرارات التي ليس لها عوائق كتلك القرارات التي تصنع بشكل منفرد او عاطفيا. لم يتخذ قرارا عاطفيا ابدا، كان رجلا عاطفيا ولكنه لم يسمح لعواطفه ان تسيطر عليه عندما يجب اتخاذ او صنع القرارات الكبرى.

تقدمت عملية الانتخابات في هذا البلد في الوقت الذي تعمقت فيه الازمة العالمية، كان انتصار ايك بهوامش ساحقة.

 بكل الملاكات التي وهبني اياها الله العظيم وبكل القوة التي في داخلي، ساواصل وكذلك سيعمل شركائي، القيام بعمل واحد فقط، هو العمل من اجل مئة وثمانية وستين مليون اميركي هنا في الوطن ومن اجل السلام في العالم.

ازمة بعد اخرى.

ذهل العالم في خريف عام الف وتسعمئة وسبعة وخمسين بانجاز الاتحاد السوفياتي في الفضاء الخارجي.

اليوم، قمر جديد في الفضاء، تم وضع نجم معدني بحجم ثلاثة وعشرين انش في المدار بواسطة صاروخ روسي.

دهشنا عندما وضع السوفيات قمرهم سبوتنيك في المدار، سرعان ما قلل ايزنهاور من قيمة ذلك. حتى انه هزء منه وقال الكثير في اجتماعه المباشر مع ادارته. استطيع ان اقول بذلك الخصوص ان ايزنهاور كان مخطئا حول الشعور، او الاحتمامات او ردود الفعل عند الشعب الاميركي، ولكن هذا وقت كان فيه مخطئا، استغرق الامر ستة وثلاثين ساعة لاكتشاف ذلك، واكتشفنا ان هناك شيء ما يقترب من ان يكون موجة من الذعر اجتاحت البلاد.

حاولت الولايات المتحدة بسرعة ، ولكن منصة اطلاق القمر حملت الكوارث فقط.

كانت اهدافنا تتركز على تلك الامور ذات الاهمية بالنسبة للامن القومي، اهمية تطوير اقمار التجسس، اهمية تطوير تطور قوة الصواريخ الباليستية عابرة القارات.

لذا فان فكرة التورط في نشاطات لا منهاجية من وجهة نظر العلاقات العامة اكثر من وجهة نظر الامن القومي، لم تظهر كانها شيء منتجع او مثمر للقيام به.

من جهة اخرى، كان لديك مشكلة في محاولة الشرح للشعب الاميركي لماذا عليه ان لا يقلق او يهتم.

كانت هي المرة الاولى التي حقق فيها الاتحاد السوفياتي حدثا تكنولوجيا لصالحهم لم تنجح الولايات المتحدة في تحقيقه بعد، لذا هز الشعب بطريقة كبيرة.

باتت السي أي أي تعرف الكثير عن الصواريخ ومركبات القمر الصناعي التي سميناها سبوتنيك، ولحسن الحظ انه كان فرصة ان الخص للرئيس ايزنهاور في اجتماع لمجلس الامن القومي، حول ما شاهدنا مما كان يعمل الاتحاد السوفياتي بما يتعلق بالصواريخ عابرة القارات وقمر سبوتنيك، ولحسن الحظ اننا قمنا بذلك قبل ان ينطلق سبوتنيك لذا كان الرئيس متحضرا ولم يكن قلق او منزعج حوله، ولكنه اراد ان نبلغ قمة الوضع.

مبدأ الردع للحرب هو القوة النووية الانتقامية بيد قيادتنا الجوية الاستراتيجية وبيد جيراننا.

تضمنت السياسة الامنية للرئيس انظمة قذف نووية جوية وغواصات، تم تطوير صواريخ أي سي بي ام من اجل قذف اوتوماتيكي للرؤوس النووية ضد عدو غازي عن بعد.

نتيجة برنامجنا، برنامج اليو-تو، كان واضحا ان اهتماماتنا الجدية حول حالة الجاهزية العملانية للنشاط السوفياتي لا يستدعي هذا القلق الجدي، حقيقة ان الصواريخ التي طورناها كانت ضخمة عملاقة، من النوع الذي تصورناه قبل ان يتقدم برنامجنا نحو مرحلته الجديدة، ولم يكن بالامكان الافصاح عن حالة معرفتنا بالقدرة السوفياتية لان ذلك سيدخل في تفاصيل برنامجنا للتفوق.

كان هناك ضغط هائل على الفرع التنفيذي للحكومة، لماذا لا نفعل شيء حيال الوضع، وفي نفس الوقت كان الفرع التنفيذي ان القلق الجدي كان له اساس ضئيل، أي ان انواع الصواريخ التي كان يملكها السوفييت ليست نافعة جدا من وجهة النظر العسكرية، وان برنامجنا يتقدم على جبهة هائلة وبنجاح كبير.

ولكن ايك لم يكن قادرا على اقناع الشعب الاميركي باننا ما زلنا في امان، زاد تدفق التقارير المرعبة من مخاوف الامة، واخيرا في اواخر الثاني عام الف وتسعمئة وثمانية وخمسين تمكنت الولايات المتحدة من وضع قمرها، اكسبلورار واحد، في المدار لينضم الى عدة اقمار سوفياتية موجودة هناك.

عزز خروتشوف سلطته في الاتحاد السوفياتي منذ قمة جنيف عام الف وتسعمئة وخمسة وخمسين، احب خروتشوف وهو السياسي الزئبقي الذي صعد عبر المراتب الحزبية، ان يكون لاعبا على المسارح العالمي، ساعد دعمه لجمال عبد الناصر بتغيير ميزان القوى في الشرق الاوسط، وحضور ناصر كان بداية لتغيير اوروبا كذلك.

في فرنسا تطلعت البلاد الى الجنرال ديغول لوقف الثورة الدموية في الجزائر. تذكر ايزنهاور جيدا كيف كان صعبا العمل مع ديغول في الحرب العالمية الثانية، ولكنه ودالاس كانا يعرفان ان الحلفاء الغربيين بحاجة الى فرنسا مستقرة لخلق دفاع صلب ضد الاتحاد السوفياتي.

اقام دالاس في غضون ذلك حلفا اخر، لتغطية الشرق الاوسط المضطرب، وتسلم ايزنهاور موافقة مسبقة من الكونغرس لاحتمال تدخل الولايات المتحدة هناك. مع التواجد الكبير لاسطولها هناك اصبحت الولايات المتحدة القوة الضاربة الرئيسية في الشرق الاوسط.

كان حكام روسيا منذ زمن يتطلعون للهيمنة على الشرق الاوسط، هذا صحيح بالنسبة للقياصرة وصحيح ايضا بالنسبة للبلاشفة.

جاء ايك وجلس خلف كرسيه والتقط نوعا من الضمادة الصفراء وقال: واصل، اعتقد ان الان دالاس قدم تلخيصا من الاستخبارات حول الوضع في لبنان، نقل فوستر دالاس الى المارشال النقاشات مع او ضد التدخل. لم يقل ايك اية كلمة، انقضت نصف ساعة اخيرا قال فوستر دالاس "توصيتي…" وعند ذلك تقدم ايك في كرسيه وقال: لحظة فوستر.

توجه الى الجنرال توينينغ، الذي كان انذاك رئيس هيئة الاركان المشتركة وقال: نايت، هل كتبت الاوامر لنازال القوات على الشاطىء، وقال نايت: نعم سيدي.

قال ايك: نفذها. ونهض وغادر الغرفة.

 اوضح انزال خمسة عشر الف من المارينز الاميركيين في لبنان بان الولايات المتحدة يمكن ان ترد بسرعة لحالات الطوارىء الاجنبية. شعرت الحكومة الديمقراطية بالتهديد بعد انقلاب عسكري اطاح بالعائلة المالكة في العراق، هدأ التواجد الاميركي الوضع وجعله مستقرا ولكن المعضلة في برلين بقيت مازقا عالميا لا يبدو قابلا للحل.

بدانا نرى في اواخر عام الف وتسعمئة وسبعة وخمسين نوعا من العدوانية من جانب الاتحاد السوفياتي. فبعد اطلاق سبوتنيك كان لهم السبق ويتسلقون عاليا، محاولين استغلال كل الدعاية التي يمكنهم حول ذلك، وبعدها جاء ما توقعناه والذي يشكل بالفعل انذارا فوق برلين، واذا لم يحل ذلك فانهم سيحولون السلطة على برلين الى حكومة المانيا الشرقية. لم يكن حلفاؤنا اقوياء جدا في تلك الفترة، وكان ذلك محط اهتمام كبير من قبل ايزنهاور.

ساد خوف دائم في المانيا بان اية صفقة مع الاتحاد السوفياتي ستتم على حساب المانيا، وكان هذا يدور خاصة في تفكير اديناور، خوف دائم من ان ينفق افضل حلفاؤنا الولايات المتحدة والشركاء الاوروبيون الاخرون مع روسيا وعلينا ان ندفع الفاتورة.

شعر اديناور ان عليه ان يبدا تعاملا خاصا مع السافيات.

كانوا يتمتعون بالتفوق الشامل في كل منطقة من القوات التقليدية، كانت لديهم القوات في اوروبا، واذا ما هاجموا سنبحر بالغالب الى استخدام الاسلحة النووية لوقف الهجوم.

ساقول هذا، اذا لم نستطع فستنتقل الحرب الى ابعد من كونها حرب مواجهة برية وعليكم ان تفكروا مليا، اكثر بكثير من التعابير.

فتح دالاس، الذي كان يعاني من سرطان الحوار مع السوفيات في ذات الوقت مؤكدا مخاوف الالمان.

كان واضحا انهم متفقون بالكامل حول مسالة برلين حول هذا الانذار وغيره. وبعد انتهاء الاجتماع رافق اديناور دالاس الى المطار، وقبل ركوب الطائرة قال دالاس كلمات قليلة للصحافة:

كانت تلك الكلمات تعبير عن السياسة الاميركية وكانت قصيرة ولكن حازمة، لا تنازل بدون تنازل مضاد وكانت تلك السياسة الاميركية.

انتظر العالم الحركة التالية للقوتين العظيمتين، رفض ايزنهاور ان يسمح لانذار خروتشوف حول برلين ان يمنعه من المواصلة بتحركاته الديبلوماسية العادية لخلق روابط اقرب. زار في نيويورك المعرض السوفياتي بما فيه العرض المؤثر الاخير عن انتصارات السوفييت الفضائية. وفي المعرض عن الحياة الاميركية الذي اقيم في موسكو، كان على نائب نيكسون لمحاورة خروتشوف علنا، اوضح الزعيم السوفياتي عبر اقنية خاصة بانه يريد ان يلتقي ايك.

فيما تواصلت المناورة على برلين، اجبر مرض السرطان جون فوستر دالاس على الاستقالة.

 لا استطيع ابلاغكم كم اشعر بالاسى حولها.

مات جون فوستر دالاس بعد اشهر قليلة، في عقل ايك ليس هناك من احد يستطيع اخذ مكانه.

ساهم اطلاق السوفيات لسبوتنيك وتواصل المشاكل الصحية عند ايزنهاور، وكذلك موت دالاس، كلها ساهمت الى حد ما موقع الولايات المتحدة في العالم ضعف وانهم باتوا خلف السوفيات.

كل هذا ساهم في المانيا للانجذاب الى افكار ديغول بان اوروبا يجب ان لا تعتمد على الولايات المتحدة لوحدها بالنسبة لامنها.

هل السلام ممكن؟.

حملت طائرة ركاب سوفياتية ضخمة حطت في قاعدة اندروز التابعة لسلاح الجو في ماريلاند، الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف.

اخيرا التقى قادة قوتي الحرب الباردة العظيمتين المتعارضتين على الارض الاميركية في ايلول عام الف وتسعمئة وتسعة وخمسين وجها لوجه، امضى خروتشوف اسبوعين يجوب البلاد.

عنت له الزيارة الكثير، فقد تصور الدعوة كاعتراف من الولايات المتحدة باهمية الاتحاد السوفياتي الدول البروليتارية الاولة كما اعتاد ان يقول.

بالنسبة لتفكيره برهنت الزيارة انه لم يعد بالامكان تجاهل الاتحاد السوفياتي، انه رجل ولد عند منعطف القرن وتذكركم من الوقت الطويل لم تعترف فيه الولايات المتحدة بالاتحاد السوفياتي.

انا عامل مصنع سابق، هذا ما قاله، واضاف ودعيت الى الزيارة من قبل الراسماليين الاميركيين، انهم يريدون ان يتعاملوا معنا.

جاء خروتشوف الى الولايات المتحدة ليفتن مضيفيه الراسماليين وليس لاخافتهم او تانيبهم. من على قمة مبنى امباير ستايت الى دور السينما في هوليوود، ومن السهول الزراعية الغنية في كاليفورنيا الى البلدات الصغيرة في ايوا، اثبت خروتشوف بانه فاتن سياسي من الدرجة الاولى.

وصل الى كمب ديفيد في الوقت المحدد لمناقشة مسائل جدية، كان هناك امل في معظم العالم من اجل انطلاقة سلمية.

شعرت دائما بالارتياح مع خروتشوف، كان رجل احب الحياة، احب الفودكا، احب اوسمته، كان رجل يتمتع بالعالم. اولئك الذين يتربصون في الخارج هم العناصر الخاملة التافهة، لذا لا اعتقد كان يمكن ان يقوم باي شيء غبي كتفجير العالم بسبب قضية غامضة.

ناقشا قضية برلين وكانت تلك الثمرة، اراد خروتشوف ان يقوم ايزنهاور بزيارة الاتحاد السوفياتي، اجاب ايزنهاور بانه يحب ذلك ولكنه لا يستطيع اذا ما كانت الولايات المتحدة تحت هذا الانذار. قال خروتشوف : حسنا انه ليس انذارا فعليا، ولكن ايزنهاور وشعبنا قالوا: حسنا، انه حقا انذار بالفعل.

اخيرا راى خروتشوف انه لن يحصل على موافقة ايزنهاور الا اذا ما قام بتعديل ذلك، وقال: حسنا، سازيل ذلك المطلب اذا ما توصلنا الى اتفاق على اجتماع القوة الاربعة وزيارة الى الاتحاد السوفياتي.

من اعماق قلبي، اود ان اعبر عن تقديري وامتناني لضيافتكم اللطيفة، لخبزكم وملحكم كما يقولون في بلادنا. امل انه في العلاقات ما بين بلدينا سنكون قادرين اكثر فاكثر على استخدام الكلمة الاميركية المختصرة الجيدة: اوكي.

عندما عاد خروتشوف من اميركا، كان هناك مئات الالوف من الناس يصطفون على الشوارع من المطار الى البيت للترحيب به. لا احد دعاهم جاء الناس لانهم كانوا سعداء بالعلاقات الافضل مع الولايات المتحدة. كان من المفترض ان يلقي خروتشوف خطابا في قصر الرياضة ولكنه تاثر كثيرا من هذا الحشد الشعبي الضخم حيث انتقل مباشرة من المطار الى قصر الرياضة وتكلم لمدة ثلاثة ساعات حول علاقة الصداقة الجديدة مع ايزنهاور والشعب الاميركي.

بكل امانة، لم يحضر الاتحاد السوفياتي لزيارة أي ضيف اخر كما حضر لزيارة ايزنهاور. لم يكن هناك احد في الاتحاد السوفياتي يلعب الغولف، ولكن سرعان ما اكتشف خروتشوف ان هذه لعبة ايزنهاور المفضلة، بدا باعداد الخطط لاقامة ملعبا للغولف في ضواحي موسكو ليتمكن الرئيس من اللعب اذا اراد ذلك.

في غياب جون فوستر دالاس ليتحدث اليه، قام ايك شخصيا بزيارة الحلفاء الرئيسيين في اوروبا وشرح ماذا تعني زيارة خروتشوف لمستقبل الحرب الباردة. فلغاية الان انتهت ازمة برلين، في سنة غير مستقرة كان هناك لحظة نادرة من التفاؤل. الى ان اسقطت طائرة يو-تو التي كان يقودها فرانسيس غاري باورز بواسطة صاروخ سوفياتي.

التقينا انا وديك تيستيل، الذي ادار البرنامج بالنسبة للسي أي أي، مع الرئيس ايزنهاور قبل الاقلاع طائرة باورز، التي اسقطها السوفييت في ربيع الف وتسعمئة وستين من اجل اخبار الرئيس ماذا راينا، وماذا فكرنا حول الضرورة بالنسبة لهذه الطلعة للطائرة والي اين يجب ان تذهب.

هل هم هنا او هناك الكثير من الصواريخ المنصوبة في مكان ما من الاتحاد السوفياتي؟ لم نكن قادرين على العثور على أي صاروخ. كان هناك العديد من الاشخاص يعتقد بان هناك الكثير من الصواريخ المفصولة. غالبا ما كنا كما تعلم، يائسين للبحث في اماكن جديدة لمحاولة حل هذه المسالة، ليس فقط بسبب الجانب السياسي للمسالة بل ايضا بسبب الجانب الكينوني. فالرئيس كان مسؤولا عن الامن القومي، كنا نريد ان نعرف ونريد ان نساعده ليعرف، وكانت رحلة باورز مبرمجة لمحاولة حل هذه المسالة.

بما يتعلق بحادثة باورز في عام الف وتسعمئة وستين لم يعتبرها خروتشوف حدثا سياسيا فقط، بل ذنبا شخصيا، كان خروتشوف في العديد من النواحي شخصا حساسا جدا، لم يستطع ان يفهم او يدرك لماذا حدث ذلك.

 كان خروتشوف يامل في انه ينكر المعرفة، طرد اثنين من الاشخاص المعنيين، وذهب الى اجتماع القمة، لانه كما اعتقد، كان خروتشوف يمتلك شعورا حارا دافئا تجاه والدي في ذلك الوقت، ولكن الرئيس لا يستطيع فعل ذلك لسبب واحد، حقيقة، حقيقة، كان على علم بها، كان يعلم كل التفاصيل، انه يتعذب على القرار، لا يمكن فعله.

اعتقد ايك ان امننا يعتمد على طلعات اليو-تو.

قوة ردعنا يجب ان لا توضع في حالة شلل. فسلامة كل العام الحر تتطلب ذلك، اننا نفضل ونعمل من اجل نوع اخر من العالم وطريقة اخرى للحصول على المعلومات الاساسية للمنافسة والردع الفعال. المجتمعات المفتوحة في ايام الاسلحة الحالية هي الجواب الوحيد.

تحمل ايك مسؤولية شخصية على طلعات اليو-تو، وامل ان تنتهي الجرائم العائمة في باريس ولكن سياسات الكرملين اجبرت خروتشوف على اتخاذ خطا طلبا في القمة.

تدعونا امال البشرية نحن الاربعة لتنظيف ادمغتنا من الكبرياء وننزع من قلوبنا البغضاء لدخول في مشاحنات غير مثمرة.

فاشلا في التقاط اعتذار ايك الشخصي، سرعان ما دمر خروتشوف روح لقاء كمب ديفيد.

اراد الرئيس ايزنهاور ان ياتي ويزورني. ولكني اعتقد ان شخصا يجب ان لا يذهب لتناول غذاؤه حيث ذهب لتوه الى الحمام. هذا اساسي، لذا كيف يمكن لرئيس الولايات المتحدة ان يتوقع ان ياتي الى الاتحاد السوفياتي، ياتي الي انا خروتشوف من اجل الغذاء؟ كيف يمكن لي ان استضيفه.

لا جدال في ان ايزنهاور اكتئب بعمق على هذه النتيجة. امل انه ربما يكون هناك امكانية في لقاء القمة للحث على ضبط الاسلحة بشكل خاص وربما بالامكان اجراء مصالحة.

ما تعلمته مذ ذاك، بان الخراب كان اسوا مما توقعنا لاننا لم نكن حذرين من كم هي العراقيل التي يضعها السوفيات لهذه الزيارة، ومما سمعته من ان القمة ستلغى، كان يمكن ان يكون ذلك الحدث الاكبر حينما ياتي الى الاتحاد السوفياتي، واذا لم تتم الزيارة فماساة اليو-تو ستكون لاحقا اكثر سوءا مما ظننا.

كان الهدف الرئيسي في بداية رئاسة ايك، هو خلق علاقات جديدة مع الاتحاد السوفياتي، التي يمكن ان تريح توترات الحرب الباردة، والتي يمكن ان تجعل التعايش السلمي ممكنا بين القوى العظمى النووية الجديدة، بغض النظر عن جدية خلافاتهما الايديولوجية.

عشية القيام برد الزيارة الاحتفالية الى الاتحاد السوفياتي، توقف ايزنهاور عن ان يكون باردا بسبب حادثة اليو-تو. ولكنه عرف المخاطرة التي اتخذها عندما صادق على مهمة التجسس تلك، لم تكن لديه افكار ثانية، وبعد ان جرى كل شيء بخطا تحمل اللوم ودفع الثمن السياسي.

لم يكن هناك أي شخص متاثر بهذه الفاجعة اكثر من ايك، الصوت العظيم من اجل السلام في العالم الذي غالبا ما شوهد على حافة الحرب.

يمكن للشخص ان يتصور فقط كيف كان سيكتب التاريخ اذا ما التقى ايك وخروتشوف في موسكو صيف الف وتسعمئة وستين. بكل تاكيد كلا الرجلين كان جاهزا لمصالحة تاريخية. ولكن ايك لم يجزع ابدا مما يمكن ان يحدث.

علينا ان نواصل معاملاتنا الشبه التجارية مع القيادة السوفياتية حول مسائل هامة وان نحسن العلاقات بين شعبنا والشعوب السوفياتية موضحين ان طريق الشعور المشترك ما زال مفتوحا اذا ما اراد السوفيات استخدامه.

 بعد اشهر قليلة، وفي خطاب وداعه المميز، اكد الرئيس باننا كمواطنين فهمنا كيف تحول مجتمعنا فيما كان صراع الحرب الباردة يتواصل، ما كان يجب ان يقوله كان مميزا ومدهشا معا، ولكنها كانت لحظة يستحقها الرجل من ابيليني الذي امن بحرارة في الدعائم الاساسية لمجتمع ديمقراطي.

عنصر حيوي في الحفاظ على السلام هو مؤسستنا العسكرية، اسلحتنا يجب ان تكون قوية، جاهزة للعمل السريع لكي لا يحاول أي معتد قوي المخاطرة بتدمير ذاته.

في مجالس الحكومة علينا ان نحرس ضد مكاسب تاثير غير مرغوب فيه، مرئي او غير مرئي، من قبل المجتمع الصناعي العسكري. فالطاقة من اجل ظهور كارثي لقوة في غير مكانها موجودة وستقاوم، علينا ان لا نسمح لوزن هذا المجتمع ان يهدد بالخطر حرياتنا او عملياتنا الديمقراطية، علينا ان لا ناخذ شيئا من اجل هبة.

فقط حذرا ووعيا من المواطنين هو الذي يفرض الاستخدام المناسب لالة عسكرية صناعية ضخمة للدفاع مع اساليبنا واهدافنا السلمية لكي تزدهر الحرية والامن معا.

بغض النظر عن هزيمة اليو-تو، غادر ايزنهاور المكتب وهو يعلم انه اقام القواعد من اجل ادارة الحرب الباردة، قواعد اوقفت اختبار الزمن.

كانت طريقة ايك هي الحل الوسط، ولكنها اخيرا قادت الى نهاية الحرب الباردة ونهاية الاتحاد السوفياتي.

كان رجلا مستقيما، شريفا ، هذا كل شيء. وبالنسبة لي كرجل عجوز انه لشيء من اكثر الامور تاكيد بان الرئاسة ستعمل اذا ما كان المدير الرئيسي شريف، اذا ما جمع حوله افضل الاشخاص، ويقول الحقيقة، ويعامل الكونغرس كشريك وليس كعقبة، كما يعمل الحائر الضبابي وايك عرف كيف يجعل متفاعلة.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster