|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
دوايت دايفيد ايزنهاور في المكتب البيضاوي
المصائب المرعبة لما كان سيعرف بالحرب العظمى لم تكن متوقعة قبل سنوات. عندما وصلت
الحرب الى الولايات المتحدة لم يسمح للضابط الشاب ان يهذب لما وراء البحار، شعر
مرؤوسوه بانه يمكن ان يخدم بشكل افضل لتدريب الاخرين من اجل المعركة التي ستضع
نهاية لكل الحروب.
اقنعت التجربة الاميركية في اوروبا خلال عام الف وتسعمئة وثمانية عشرة الامة
الاميركية ان اية مشاركة مستقبلية في حروب اوروبا ستكون خطا فادحا. استمرت السياسة
الانعزالية التي اتبعت بعد الحرب العالمية الاولى من التورط الجدي في السعي وراء
حلول ممكنة لمشاكل العالم، وهدهدتنا ايضا في تفكير بانه لم يكن هناك حاجة الى
الاحتفاظ بقوة عسكرية جديرة بقوة عالمية رئيسية. في ثلاثينات القرن العشرين، قليل
من الاشخاص راوا علاقة بين خروقات هتلر للمعاهدات الدولية وسلامنا وامننا
المستقبلي، ولكن الحرب الخاطفة النازية في عالم الف وتسعمئة واربعين التي سحقت
الجيوش الفرنسية والبريطانية فوق القارة الاوروبية ايقظت بعض المخاوف في الولايات
المتحدة، سرعان ما جرى توسيع القوات العسكرية، على مضض وعلى اسس مؤقتة
استمرت البلد بالعيش بالحلم الماضي البعيد، معتقدين انهم يمكن ان يعيشوا براحة وفي
سلام، فيما يتجاهلون الصعوبات التي يواجهها بقية العالم، بالتاكيد، فمتابعهم لم تكن
قادرة على الوصول الى سواحلنا البعيدة
ما تعلمه ايزنهاور في وست بوينت وفي سلك الضباط لجيش ضخم غير مرئي للسنوات الخمسة
وعشرين اللاحقة، كان تحضيرا هزيلا للمسؤوليات الكبيرة التي سيتحملها لوضع نهاية
لحرب هتلر
في هذا البرنامج، سنتفحص كيف تجاوز ايزنهاور والامة عقدين من الرضا الذاتي ويواجه
بنجاح التحديات غير العادية لحرب شاملة، حرب هددت بتدمير الاساس المتين لحضارتنا
تبدا قصتنا في زمن سلمي لامن كاذب لامتنا، زمن كنا فيه بالفعل محظوظين لامتلاكنا
عددا قليلا من الرجال غير العاديين في قيادة قواتنا المسلحة.
كولونيل اندرو غودباستر شعبة التخطيط الحربي.
سنحت لي الفرصة في صيف الف وتسعمئة وسبعة وثلاثين، ان اشارك كطالب في الكلية
الحربية في رحلة سفينة حربية مع ضباط صف البحرية من الاكاديمية البحرية الى اوروبا.
كانت محطتنا الاولى في كيبل، نزلنا بعدها الى هامبورغ حيث التقانا ملحقنا العسكري
ومساعده للحديث معنا حول ما سيكون خط تطوافنا وماذا نتوقع ان نرى، واتذكر هؤلاء
الضباط يقولون لنا: ايها السادة، انظروا حولكم، هذا بلد ذاهب الى الحرب.
عرف هتلر واتباعه بان الولايات المتحدة تفتقد كلا من الارادة والوسائل لاعاقة الخطة
النازية لاخضاع اوروبا. كان جيران المانيا طريدة سهلة للالة العسكرية الرهيبة التي
بناها هتلر، كانت فرنسا البلد الوحيد الذي عليك جيشا بامكانه ان يوقف النازيين ومع
ذلك انهارت فرنسا مع مقارنة قليلة في عالم الف وتسعمئة واربعين.
في بداية الحرب، قال احد اصدقائي: يوم هاجمنا بولندا، شباب سجلوا كلماتي، هذه الحرب
ستدوم اطول من الحرب الاولى، وسنخسرها ايضا.
ولكن من الامنانة القول انه بعد الانتصارات العسكرية العديدة في بداية الحرب
راودتنا شكوك، هل يصبح المستحيل ممكنا؟.
وحدها القنال الانكليزي اوقفت تقدم هتلر.
بعد سقوط فرنسا، وبعدها بدا واضحا ان المذبحة النازية كانت تنجح، في ذلك الوقت
دخلت بلدنا في حالة طوارىء وبناء طارىء للجيش، استدعي الحرس القومي، واستدعيت قوات
الاحتياط واعتقد اننا وصلنا الى قوة حوالى ما يزيد عن مليونين بقليل، وبالطبع كان
ذلك مضاعفة بحوالى عشرين مرة كما كنا عليه.
كان ذلك وقت استخدمت فيه الجرارات والشاحنات تعلوها اعلانات تقول بانها دبابات،
وعندما حمل الناس بنادق خشبية لان العتاد كان في حالة امداد ضعيف، ولكن الجنرال
مارشال بطريقته البعيدة النظر، عرف بانه علينا تدريب الرجال وتدريب الضباط في وحدات
التعبئة الواسعة.
بدات الامور تسخن في عالم الف وتسعمئة وتسعة وثلاثين، عين ايزنهاور في الشعبة
الثالثة في اوريغون، ومن هناك نزل غي عالم الف وتسعمئة واربعين ليكون رئيس اركان
الجنرال غرويجر، الذي كان واحدا من قادة جيشنا، اظهر ايزنهاور قدرة رائعة كضابط
اركان في تحريك القوات وتعبئة الجيش.
التقاه الجنرال مارشال هناك، وكانت تلك المرة الثانية والاخيرة التي يراه فيها، كان
الجنرال مارشال متاثرا جدا بما اخبره الجنرال غرويجر عن ايزنهاور.
اخيرا اتخدت الخطوات التمهيدية في الولايات المتحدة استعدادا لعداءات وخصومات
محتملة مع المانيا النازية، حاولت قاذفات لوفت وافي قصف انكلترا لاخضاعها. تاكد ايك
ان الحرب مع المانيا اصبحت حتمية.
كنا ننتظر اليوم الذي ستدخل فيه الولايات المتحدة الحرب، لم يتردد تشرشل في ايمانه
بان الولايات المتحدة ستاتي يوما ما.
كان الملك نفسه دائما عندما كان يذيع خطاباته وكان يقوم بذلم مرتين كل سنة، يضيف
اشارة في خطابه تقول: ذات يوم لن نكون واقفين وحدنا، سنحظى بدعم واسناد هائلين،
تعلمون انظروا غربا، الارض مشعة، هذا ما اعتاد الملك قوله. ذلك هو الشيء الذي صلب
معنوياتنا واعطانا الامل، لا اعرف انه كان بامكاننا البقاء احياء ذلك الوقت، تلك
السنة والنصف عندما وقفنا وحدنا بدون امل.
ادرك تشرشل بالكامل بان الامر صعب على روزفلت لانه هناك نزعة انعزالية قوية في
اميركا، مفهومة في ذلك الوقت.
عرف تشرشل دائما ان اميركا لا بد قادمة، السؤال كان متى وهل نستطيع الصمود لحين ذلك.
ربما الذي انقذ انكلترا هو قصف اليابان لبيرل هاربر في السابع من كانوا الاول عام
الف وتسعمئة وواحد واربعين، لانه بعد ثلاثة ايام عزز هتلر تحالفه مع اليابان معلنا
الحرب على الولايات المتحدة، ضعيفة الاستعداد للنزاع سرعان ما تعبأت البلاد. ففي
حين جهزت قوة قتالية كان على القيادة العسكرية ان تقرر ما هو الافضل لخوض حرب كونية
ضد عدوين قويين.
قبل اشهر قليلة كان روزفلت والقيادة العسكرية الاميركية قد تدبرا الحصول على مصادقة
الكونغرس باغلبية صوت واحد من اجل تمديد مشروع الطوارىء، الان تطوع الجميع للقتال.
عندما كان مارشال يبحث عن رجل جديد من اجل قيادة الوحدات الحربية الجديدة، جاء
بايزنهاور وعند ذلك بدات رحلة ايزنهاور تنطلق.
اخر مكان اراد ان يكون فيه هو خلق مكتب في دائرة الحرب، مع استعداد اميركا للقتل
على جبهتين، كان المارشال قائد الجيش يريده هناك فكان ايك كاي ضابط محترف مطيعا
لقائده.
تسجلت للخدمة صباح يوم الاحد الرابع عشر من كانون الاول. عند الساعة التاسعة، اخذته
الى مكتب الجنرال غيرود، وبعدها بعث مارشال للقائهم عند الحادية عشرة، ولمدة عشرين
دقيقة شرح مارشال الوضع في العالم، وبشكل اساسي ماذا كان يحدث في الفيليبين، وبعدها
التفت الى ايزنهاور وقال: أي فعل تعتقد علينا ان نتخذه؟ قال ايزنهاور: جنرال عليك
ان تمهلني بضعة ساعات.
دعت مذكرة ايزنهاور كما سميت، والتي انتجت في شعبة الخطط الحربية لاحقا شعبة
العمليات، الى هزيمة المانيا اولا ومن ثم التحول على اليابان، ومن اجل هزيمة
المانيا، من الضروري ضرب قلب المانيا، تدمير قواتها المسلحة.
اهتم قرار الرئيس الاكثر اهمية في سنوات الحرب الاولى، بمتى وكيف ستشرك اميركا
قوتها العسكرية في المعركة، اعطى قادته العسكريون وهم رئيس الاركان مارشال ورئيس
شعبة خطط الحرب عند مارشال، جنرال ايزنهاور الافضلية لهجوم على اوروبا، فقد شعرا
بان انهيار الاتحاد السوفياتي كان حتميا بما سيحرر هتلر لحرب شاملة ضد انكلترا
والولايات المتحدة.
ولكن تشرشل، ويني العجوز الطيب القائد الحربي الفاتن لانكلترا، كان لديه خطته
الخاصة من اجل جبهة ثانية، وجاء الى الولايات المتحدة في اواسط عام الف وتسعمئة
واثنين واربعين ليقنع روزفلت بان غزوا اوروبيا سيكون كارثة، مباشرة بعد لقاءات
تشرشل مع الرئيس ارسل مارشال بازنهاور الى انكلترا ليتولى قيادة القوات الاميركية
هناك.
اوروبا مرة اخرى.
اتذكر وصول جنرال ايزنهاور وقدومه الى مجلس الوزراء في تسن داوانغ ستريت مصطحبا معه
رئيس اركانه الذي كان جنرال بيديل سميث، وتاثرنا جميعنا مباشرة، كانا غليظان
قاسيان، منفعلان وجاهزان للمشاجرة، اتذكر شخصيا، كنت افتتحت لتوي ناديا لضباط ورجال
القوات المسلحة الاميركية، وجئت الى الافتتاح وكنا غير مزودين بالعدد بالكافي من
العمال والمساعدين لذا استمريت بالاندفاع للخلف في محاولة للحصول على مساعدة غير
مباشرة وجاء ايك معي وعرض المساعدة. اعتقدت ان هذا شخص حقيقي، لا يقف من اجل
الاحتفاء واعتقد ان هذا شيء من الاشياء الرائعة العديدة عن ايك، كان رجلا عمليا.
تولى ايزنهاور قيادة العمليات الاوروبية بشيء واحد في تفكيره، مواجهة وهزيمة جيوش
هتلر باسرع وقت ممكن، حتى تتمكن اميركا من ادارة انتباهها بالكامل الى الحرب في
المحيط الهادىء. اراد البريطانيون تجنب هكذا مواجهة حاسمة لانهم خافوا من المزيد من
الخسائر الثقيلة واحتمال هزيمة مميتة.
قالوا ان الامر بحاجة لمزيد من الوقت للتحضير المناسب لمعركة استعادة القارة
الاوروبية. كان البريطانيون وكانت اولوياتهم الفوز في الصحراء، سيستعيد الجنرال
بيرنارد لو مونتغمري مونتي قريبا سمعة الجيش البريطاني بتفوقه دهاء على فيلد مارشال
رومل، ثعلب الصحراء في العلمين.
اثرت العلاقة بين ايك ومونتي، في السنوات اللاحقة، بشكل كبير على كيف خيضت الحرب
وافعمت تاريج الحرب بالحيوية. التقيا لاول مرة في ايار عام الف وتسعمئة واثنين
واربعين.
لذا ذهبا الى مقر قيادة مونتغمري، وبقيا ينتظران واخيرا دخلا غرفة العمليات، وظهر
مونتي وقال: حسنا، انا رجل مشغول جدا، ولكن لدي تعليمات بان الخص لكم ايها السيدان
حول الوضع الحالي وكيف نقترح الدفاع عن انفسنا، وفيما كان يقول ذلك، اخرج ايك علبة
سجائر واشعل سيجاره، استدار مونتي، كان يقف عن لوح الخارطة، استدار وقال: من يدخن؟
لا اسمح بالتدخين في مقر قيادتي، واطفا ايك سيجارته واستهزأ مارك كلارك به، هكذا
التقوا اول مرة.
لم يكن لدى مونتي فكرة، في ذلك الوقت، انه في غضون سنة او نحو ذلك سيكون جنرالا
تابعا تحت امرة ايك.
فيما استقر ايزنهاور في لندن واصبح ملحا بنظرائه البريطانيين، كانت الخطة
الاميركية لهزيمة هتلر تحت الحصار في واشنطن.
حسنا، غالبا ما قال بعض البريطانيون: الاميركيون لا يفعمون الاستراتيجية، كان الامر
نوعا من القضاء على ايزنهاور وحتى مارشال بالمناسبة.
الجواب الحقيقي. في رايي، هو ان الاميركيين كان لديهم خطة استراتيجية لكسب الحرب،
كما كان البريطانيون لديهم خطة لمواصلة الحرب بدون مخاطر، كما رواها غزو عبر القنال.
احب تشرشل مباشرة ايك، ولكنه لم يخف معارضته لفكرة عملية عبر القنال في اوائل الف
وتسعمئة واثنين واربعين، ولم يدرك ايك كم هو التاثير الكبير الذي يملكه تشرشل على
روزفلت.
في اليوم الذي تلقى فيه ايك الانباء التي تقول بان شكال افريقيا هو هدف الفعل
الاميركي الاول ضد المانيا النازية كتب: سيكون هذا اليوم اسود يوم في التاريخ.
اعتقد ايزنهاور ان تحويل العديد والعتاد الاميركي الى عملية رئيسية في البحر الابيض
المتوسط ستجعل المواجهة مستحيلة مع هتلر لغاية عام الف وتسعمئة واربعة واربعين. في
تشرين ثاني الف وتسعمئة واثنين واربعين تم انزال قوات اميركية وبريطانية في ثلاثة
مواقع مبعثرة متباعدة على الساحل لشمال افريقيا الفرنسي، سرعان ما استسلمت الحومة
الفرنسية الاستعمارية والتي كانت تحت سيطرة الغزاة النازيين اسميا، ومن شروط صفقة
عقدها ايك مع ادميرال دارلان، الحاكم الفرنسي ومتعاون نازي معروف، تم اغتيال دارلان
في غضون اسابيع، بقي ايك مهتما في التامر السياسي اكثر من القتال العسكري
.
لم نسمع عن ايزنهاور قبل
الانزال، في فرنسا لم يكن هناك أي سبب لمعرفة عنه، بدانا نعرف بالتدرج القادرة
الذين شاركوا بالانزال، كلارك، باتون، ايزنهاور، واعتقد ان ايزنهاور تولى الامر
بشكل حسن على الجبهة السياسية في الجزائر كما على المستوى العسكري في تونس.
كان كلا الاثنين معا
الديبلوماسي والسياسي في تعامله مع الوضع المربك الذي واجهه في الجزائر متقبلا
حقيقة دارلان ومتقبلا وضع جيرو، وبعد وصول ديغول الى الجزائر تماشى بشكل جيد مع
ديغول.
فيما كان ايك يحاول التعاطي مع
تعقيدات سياسات زمن الحرب الفرنسية، دخلت القوات الاميركية غير المختبرة المعركة
لاول مرة ضد فيلق رومل في افريقيا.
كل ما تسمعه هو قعقعة الحرب
والطلقات والدبابات وكل شيء اخر ياتي من هذه الطريق الوعرة، في سيارة جيب مفتوحة مع
ثلاثة مراسلين اخرين، ونحن نشاهد هذه الدبابات، دباباتنا وهي تعود باتجاهنا. بكلمات
اخرى انهم يتراجعون، بعد ذلك علمنا انها كانت هزيمة وكانوا يعودون بالم.
كان مارشال قلقا بشان المحن التي واجهت القوات في معركتها الاولى تحت نيران الميدان
هناك، وشجع ايزنهاور على احداث التغيير، اعتقد بان الامر كان فشلا للقيادة
الميدانية، ولم ينحى باللائحة على ايك لان ايك لم يدرب هؤلاء الجنود، فقد كان في
لندن، ولم يكن مسؤولا عن تدريبهم، شعر بانهم يتفقدون للنظام ويفتقدون للقيادة
المناسبة، فجرى تغيير شامل في القيادة ثم عزل كل من الجنرال فريديندال والجنرال
ووتر والجنرال الن.
كل الاسماء المشهورة للاشخاص الذين اعتقدنا بانهم سيكونون قادة وحدات جيدين لم
تتمكن من انهاء المرارة، فعزلهم ايك ودعمه مارشال، وارسلا برادلي وبايتون الى هناك،
وكانا نوعا اخر، فاعادا تنظيم القوات ووضعا الامور على السكة.
كان جورج بايتون صديقا قديما لايك منذ ايامهما معا في فيلق المدرعات الجديد بعد
الحرب العالمية الاولى، بعث جورج مارشال القلق عمر برادلي ليكون عينه الساهرة في
شمال افريقيا.
كان بايتون رجل استعراضات رائع وكان يؤمن في قيمة الاستعراضية، فجاء على اكبر سيارة
دورية وخلفه سيارتا جيب وكان واقفا خلف مدفع رشاش عيار ثلاثين، وهو مدفع رشاش يبرد
بالماء، على جانب من السيارة ووقفة اندفاعية للامام لامعة وكل النجوم على خوذته
والاعلام على الجانب الاخر، والوشم على يده وكل المظاهر، تعلم تعلم ها قد وصل
بايتنون.
كان بايتون رجلا هادئا، لم يكن مغرورا ولم يكن معقدا، لم يكن يحاول تعظيم نفسه، كان
مونتغمري هكذا وليس برادلي، كان برادلي جنديا بكل معنى الكلمة، كان مهتما فقط بخوض
المعركة وكسبها، وبهدوء حاول ان يعرض وجهة نظره على ايك ومونتي، وبهدوء قام بما
يستطيع ليكون الاسمنت الذي سيربط تلك الشخصيتين المختلفتين مع بعضهما.
استغرق الامر وقتا اكثر مما كان متوقعا، ولكن الموارد الحربية الاميركية المتنامية
والقادة الجدد الذين عينهم ايزنهاور ساعدت في انتاج نصر كامل للحلفاء على القوات
النازية في افريقيا والشرق الاوسط مطلع عام الف وتسعمئة وثلاثة واربعين.
بات تاثير المشاركة الاميركية واضحا الان، وغير طبيعة الحرب.
فبالسنبة للفرنسيين، ظهر ديغول كناطق من اجل فرنسا التي ستصبح قريبا حرة، وامكن
لتشرشل التمتع بمذاق اول انتصار لانكلترا ضد النازيين، مدركا كم كان ذلك مهما
لمعنويات شعبه. ومع ذلك فان الابطال المجلين في اعين العامة كانا القادة العكسريين
ايك ومونتي.
مررنا في مرحلة تعليمية، واعتقد ان ايزنهاور ايضا مر في مرحلة تعليمية، فكان القائد
الاعلى، لم يكن حكم، او سلطات القائد الاعلى قد استنبطت بشكل جيد في ذلك الوقت،
ولكن ايك تعلم وظيفته كما تعلمت القوات وظيفتها.
في ظل قيادة ايزنهاور تمت المحافظة على وضع سياسي معقد كان بامكانه تعويض نجاح
الحلفاء العسكري، تحت رقابة وسيطرة حازمة، ولكن الانتصار في افريقيا جاء متاخرا
بالنسبة للحلفاء لتقدير هجوم على قلعة هتلر، اوروبا، في عام الف وتسعمئة وثلاثة
واربعين. كانت موارد الحلفاء مودعة في البحر الابيض المتوسط وكان عليها ان تبقى
هناك في تلك الفترة.
اصبحت جزيرة صقلية هدفا لغزو من الحلفاء، كانت الخطة قطع الممرات البحرية في
المتوسط امام السفن والغواصات النازية.
جر الاميركيين الى ذلك الجزء من حملة الضرب والصراخ، لم يريدوا ان يفعلوا ذلك
بالمطلق، ولكن كما اعتقد بما انهم دخلوا الى شمال افريقيا واخرجوا رومل، وبما ان
صقلية كانت سهلة كما بدت، فمن الصعب جدا بوقف البريطانيين عن التفكير باننا يمكن ان
نصل مباشرة الى اعالي ايطاليا ونبدا بالضغط على خاصرة المانيا.
عندما دخلنا صقلية، كانت العملية مفيدة جدا، لانها كانت اوسع غزو لغاية ذلك الحين،
كما انها كانت مدرسة للتخطيط للغزو.
من سواحل افريقيا تشن القيادة العليا للامم المتحدة اكبر عملية عسكرية برمائية في
التاريخ، انها غزو صقلية.
كان ايزنهاور المخطط الرئيسي لعملية غزو الحلفاء لجزيرة صقلية، وكقائد اعلى كان
يمتلك السيطرة على القوات البحرية والجوية وكذلك للبرية لكل من الولايات المتحدة
وانكلترا، تم تقدم الغزو بهدوء.
في القيادة المباشرة لقوات الحلفاء البرية كان الجنرالان بايتون ومونتغمري، ولكنهما
تعاونا قليلا في عملياتهما ضد الجيشين الالماني والايطالي، استسلم الايطاليون ولكن
سمح للالمان بالهروب، سليمين ظاهريا الى البر الايطالي.
طارد الحلفاء الهدف الالماني لمنع هتلر من سحب قواته من ايطاليا لتعزيز جيشه
المسحوق في روسيا.
اجبر ايك، مقائد اعلى مرة اخرى على الامساك بسياسيات رفيعة المستوى، ففاوض على
استسلام الحكومة والقوات العسكرية الايطالية، ولكنه لم يتمكن من ارغام القوات
المسلحة الايطالية المستسلمة على الانقلاب على اسيادها السابقين، كان كل من
ايزنهاور ومارشال محبطين بشدة من الخسائر الضخمة في الحملة الايطالية، خسائر
استنزفت الحلفاء من الموارد التي بحاجة اليها من اجب هجوم حاسم اوروبيا، حيث كان
ستالين يطالب بجبهة ثانية حقيقية على القارة لاستغلال الخسائر النازية في
ستالينغراد.
اصر ستالين في ذلك الوقت، على معرفة من سيتولى قيادة الغزو الشامل ومتى سيجري الغزو،
اذا ما كان عليه الموافقة لمهاجمة بولندا في ذات الوقت، وعد روزفلت ستالين بانه
سيجعله يعرف في غضون ايام قليلة، عقد روزفلت ثلاثة اجتماعات وفي الاجتماع الاول
ناقش بشكل عام حول الخطة وان عليهم ان يتخذوا قرارا، وتقريبا لمح بان الجنرال
مارشال سيتولى القيادة. وبعد يومين استدعى روزفلت الجنرال مارشال مرة اخرى للحديث
معه حول القيادة وساله ماذا يريد ان يفعل، فقال مارشال: سافعل ما تقرره، وما تقرره
ساوافق عليه.
شعر روزفلت بانه لا يستطيع السماح لمارشال بالذهاب، انه بحاجة له في واشنطن العاصمة،
مباشرة بعد لقائه مع ستالين، ابلغ الرئيس روزفلت ايك بانه عليه ان يقود العملية
التي سميت اوبريشن اوفرلورد.
احد الامور المهمة هو كيف كان روزفلت يدير الحرب، كان لديه ثقة عظيمة في مارشال،
فقد ترك للمارشال اتخاذ القرارات في العمليات، وبدوره مارشال الذي اختار ايزنهاور
كان لديه ثقة كبيرة فيه، اخبرني ايزنهاور في سنوات لاحقة بانه عندما اتى مارشال بعد
المعركة في شمال افريقيا، بان مارشال قال بان ليس هناك من ضابط خدم بامرة ايزنهاور
الا واراده هناك. قال اينزهاور: اخبرته بانني اقدر ذلك كثيرا كتعبير عن الثقة،
واضاف ان مارشال تراجع قليلا وفكر للحظة وقال: نعم، ايزنهاور انها تعبير عن الثقة
ولكنه اكثر من ذلك، فاذا فشلت لا يمكنك اخذ هذا كمبرر.
الحرب والسياسة.
اخيرا عين موعد اليوم المحدد لشن الهجوم في منتصف عام الف وتسعمئة واربعة واربعين،
انتاب شعور الخوف من الفشل البريطانيين الذين قاتلوا لخمسة سنوات، وكقائد اعلى كان
ايزنهاور مسؤولا عن كل جانب من العملية الهائلة فهل كان بمستوى الوظيفة؟.
كان ايزنهاور مبدعا، كان اداريا رائعا، ليس بالضرورة ان يقوم بكل ذلك العمل بنفسه،
ولكنه كان يتاكد دائما من ان اليات ومسؤوليات العمل كانت بقوة لتحقيق الغاية التي
صممت جميعها من اجلها.
يمكن ان يكون قاسيا ويمكن ان يكون عنيدا، ولكن كان ذلك تحت السيطرة، كان ايزنهاور
يستطيع ان يجلس الى جانب سكرتيره ويملي عليه برقية من اربعة او خمسة صفحات الى
مارشال حول الوضع في اوروبا كما كان في تلك اللحظات وبالكاد يغير كلمة واحدة من
املائه، كانت اوضح قطعة كتابة تقراها في حياتك.
حتى انه لم يقد فصيلة في معركة كما اعتاد مونتغمري على القول، عندما كان يحترم
النقاش حول شيء ما مع ايزنهاور، انه حتى لم يقد فصيلة في معركة ولكن بعد ذلك ذهب
مونتي الى القول: ولكنه رجل جيد لعين، والوظيفة التي يقوم بها لانه رئيس رائع
للادارة، وكان لديه كثير من الاشخاص المشاغبين كمدراء الى جانبه، وانا واحد منهم.
كان من المهم جدا ان يكون ايزنهاور قائدا اعلى، لانه كان له هذه العلاقة مع تشرشل
والتي سارت بشكل جيد جدا.
كان ايزنهاور استراتيجيا وديبلوماسيا، وعرف كيف يتعامل مع السياسيين ومع الجنرالات
وذلك نوعية نادرة، واعتقد بان ذلك ما اوصله فوق متوسط الجنرالات.
عهد ايزنهاور بمسؤولية الحملة الايطالية الى الجنرال البريطاني هارولد الكسندر وعاد
الى لندن كقائد اعلى، الرجل المسؤول عن تدمير حصن هتلر اوروبا.
كان التخطيط كعملية السيد المطلق متقدم جدا عندما التقى ايك ومونتي وغيرهما من
مساعديهم الاساسيين الصحافة العالمية في لندن مطلع العام الف وتسعمئة واربعة
واربعين. ذهبت تفاصيل قصف الشواطىء في النورماندي الى برادلي ومونتغمري.
كانت خطة الغزو الشاملة مشروعا هائلا، ففي غضون ثلاثة اشهر كان لدى ايك ما يقارب
ثلاثة ملايين رجل جاهزين للمعركة، الى جانب اكثر من عشرة الاف طائرة حربية وستة
الاف سفينة ومركبات انزال.
لم يجر ابدا الاعتراف بالشكل المناسب بالعمل البطولي الفذ للتنظيم، الحقيقة هي ان
الخط الساحلي باكمله وبعمق انكلترا الجنوبية، اصبح معسكرا مسلحا رائعا، بكل شيء من
سيارات الجيب الى الدبابات تعلم، والاليات المصفحة وسيارات الاسعاف وكل شيء يمكن ان
تفكر فيه من شاحنات بحمولة ثلاثة اطنان وكل توابعها.
المئات والمئات والمئات منها تواجدت على هذه الحافة من كل مكان تحجب حيثما كان هناك
نبات، اعني غابات وايكات، في ساحات الكنائس وساحات المدارس، في حدائق الناس الخاصة،
حيثما نظرت كان المكان كله مركزا مسلحا رائعا جاهز للحظة عندما سينقض الجميع عبر
القنال.
حدد موعد غزو اوروبا في ايار بالتنسيق مع هجوم سوفيتي رئيسي في الشرق. هدف القصف
على مدار الساعة لاهداف في المانيا وفرنسا الى تسهيل الامور على القوات البرية التي
حصلت على تدريب مكثف في انكلترا.
رفض ايزنهاور ان يبقى مسمرا في كرسيه مع اقتراب اليوم المحدد، فكل وجه من وجوه
العملية كان تحت ادارته، وقام بمراقبة شديدة عليها جميعا. كما فعل تشرشل. اراد
القائد الاعلى ان يعرف بماذا يفكر المجندون الاميركيون وكيف يشعرون وكذلك كيف يؤدون
العمل. كان هدفه الحفاظ على المعنويات عالية وسط القوات التي كانت تفكر حول الموت
في المعركة العظيمة الاتية.
عندما كان يريد ايزنهاور الذهاب في رحلات تحقق، لم يذهب ابدا من اجل التحقيق، كان
يقول: انا ذاهب للحديث الى هذا وهذا وهذا، من الشباب ليصعد الى جندي ما ويساله عن
سلوكه او شيء ما ارسل اليه.
امتلك الجنرال ايزنهاور قدرة رائعة على الاتصال مع الجندي العادي، كان في حضورهم كل
شيء سوى شخصية متحفظة منعزلة، بعيدة الوصول وبعيدة المنال، كسب منهم الكثير لاختيار
مشاعره الخاصة بسبب الحجم الهائل من القرارات التي كان عليه ان يصنعها وراى في
عيونهم… وامل بان كفالته ورعايته لمستقبلهم كان ينظر اليها باهتمام، لذا كان هناك
مودة سريعة وكان الامر يبدو كونه من البساطة للولع بالقيادة والتعلق بها، ولكن ذلك
هو الذي يجعل الاشخاص راغبون في الثقة.
كان يوم القرار قريبا بالنسبة لهم جميعا، في الطرق المقابل من القنال كان النازيون
يستعدون لرمي القوات الحليفة في البحر، كان من المفترض ان تكون خطة السيد المطلق
للهجوم محضرة جيدا وان تنفذ بشكل جيد.
فيما كان التخطيط والتدريب يسيران قدما نحو اليوم المحدد، راى ايك ومونتي بعضهما
البعض بشكل متقطع، عند هذه المرحلة كانت مسؤولياتهما منفصلة تماما، لم يكن هناك
تلميحا لاي مشكلة واردة.
كان تنفيذ خطة السيد المطلق من مسؤولية مونتي، كان يقوم بدور كقائد مشترك للقوات
الاميركية والبريطانية والكندية، كان مونتي شخصا صعبا، بغض النظر عن جنسيته، فلو
كان اميركيا لكان قائدا اميركيا صعبا، وعندما يكون لديك شخصية صعبة ممزوجة مع
اعتزاز قومي بالقوات والتنافس في القيادة ولاختلاف في الاستراتيجية سيكون لديك مزيج
متفجر.
كانت صورة ايزنهاور قائدا متفهما لطيفا بشكل رهيب، الذي كان دائما شخصا تعتاد عليه،
اعني انه كان مرحا جدا ومهتما بكل فرد وكل شيء، كان متصلا جدا بالناس. لم تكن هناك
أي شائبة فيه على الاطلاق.
اول مرة، بعد ان جاء مباشرة والتقى مونتي في الصحراء، تراهن واياه على ان يصل الى
تونس في تاريخ محدد، وكان على ايك ان يعطيه طائرة، حسنا على أي حال وصلا الى تونس،
وارسل مونتي برقية مشفرة، الرجاء ارسال طائرة قلعة طائرة، او مهما كانت حيث بداخلها
كان الجو حارا، وعلى كل حال فعل ايك وارسل اليه طائرة وطاقم.
مع اقتراب ربيع عام الف وتسعمئة واربعة واربعين، كانت اهتمامات ايك تنصب على
المسائل الوازنة. لم تكن العملية جاهزة في ايار، وبات من الصعب في فرنسا السيطرة
على المقاومة.
كانت مهمتي ان اكون عضوا في مجموعة فرق فرنسية، بريطانية واميركية، كانوا يرسلونا
كضباط في الزي الرسمي للنزول خلف الخطوط والاتصال مع شبكات العملاء والمجموعات
الموجودة مسبقا التي كانت تحضر للعب دورها في الوقت الصحيح، كانت الفكرة ان نقوم
بذلك لمدة شهر او نحو ذلك قبل ان يتوقع وصول الجيوش الى هناك، وبعدها في غضون ذلك
نحاول فقط ان نبقى احياء.
في انكلترا كان التاخير يعني مخاطر امنية متزايدة.
القى البريطانيون القبض على شبكة تجسس المانية في بريطانيا وقضوا عليها شيئا فشيئا
وفعلوا ذلك لكي يحصلوا عمليا على كل شيء، ولكنهم لم يضعوا هذه العصابة في السجن ولم
يعدموا احد. تركوهم يعملون وابقوهم على برامج الراديو وراقبوا ماذا يقولون، اعطوهم
بعض المعلومات الحقيقية لانه اذا اعطيتهم معلومات كاذبة لن تسير الامور بشكل جيد،
ولكن بالسيطرة على كيف كانت تجري، لذا بنوا مصداقية لديهم.
وبعد ذلك قبل اسابيع من الانزال بداوا يقولون ان هناك حديث هنا عن جيش جديد ضخم تم
تطويره شمال لندن، وبعدها وضعوا اسما عليه، بان الجنرال بايتون قائد مشهور جدا،
سيقود جيشا جديدا للعبور عند اضيق نقطة في القتال الانكليزي، عند باس دي كاليس وان
ذلك سيكون الهجوم الاساسي على اوروبا، والنورماندي كان مجرد هجوم مخادع.
انطلت الحيلة، وحافز هتلر على افضل قواته بعيدة الى الشمال مستعدة لمواجهة الجيش
الوهمي لبايتون.
عندما حملنا القوات… وكان علينا ان نذهب في الخامس،،، عندما حملنا القوات على متن
قورابها، جرى اعطاء التعليمات لهم. فباتوا على علم ماذا كانت مهمتهم ثم الكشف عن
السرية بمقدار ما كانت قواتنا معنية، انها مشكلة امنية كبرى.
كانوا جاهزين للانطلاق، كان الجميع متحفزا، لو اختار ايك عدم الانطلاق في ذلك الوقت،
ففرصته الثانية لن تاتي قبل اسبوعين اخرين، واذ ذاك عليه ان يسحبهم جميعا الى
قورابهم وعلى سفنهم مرة اخرى، لم يصدق مونتغمري والجنرال برادلي ان هذا يمكن ان
يحدث حقا، لذا لردجة ما كان شيئا يجب ان يتم.
جرت الامور بشكل جيد اثناء مراحل التخطيط، واتخاذ القرار بالبدء في اليوم المحدد،
ولكن كان يجب ان تتم، اعني ان الجنود كانوا على متن قواربهم، اصابهم دوار البحر ولم
يكن بامكانك اعادتها، أي انه كان قرار متخذ سلفا لينطلقوا، وكان الطقس لحسن الحظ
الى جانبنا بما يكفي لجعل العملية ممكنة.
في النهاية كان ايك هو من يقرر اذا ما كان الطقس سينجلي، ففي الصباح الباكر من
الخامس من حزيران اشار الى الغزو بالتحرك باقر قيادي وحيد، حسنا لننطلق.
اصاب الجميع في ساحة غروسفينور خوفا من الاصابات، بغض النظر عن الوظيفة المحددة له،
من ادنى شخص الى اعلى شخص، لم تكن هناك تجربة سابقة لتحديد الاصابات، وعندما تنزل
الافراد باعمار ثمانية عشر وتسعة عشر وعشرين ويصعدون الى الشاطىء الرملي وعلى
ارتفاع مئة وخمسين قدم فوقهم هناك قصف محكم وبنادق رشاشة واسلحة خفيفة، يمكنك معرفة
ان اصاباتك ستكون كبيرة. والشيء الاسوا الذي تتوقعه ان يحدث هل تستطيع الحفاظ على
تحركهم وهل تستطيع ابعادهم عن طريق الاذى؟
عرف ايك مخاطر العملية، وباعتباره القائد الاعلى كان عليه تحمل مسؤولية أي اخطاء او
قصورات.
عند فجر السادس من حزيران، بدات طلائع القوات الحليفة التحرك باتجاه شواطىء
النورماندي، اخيرا تم الالتحاق بالمعركة العظيمة مع المانيا النازية.
كان اليوم المحدد، اليوم المحدد نفسه بالنسبة لنا، نحن الذين بقينا في لندن او في
انكلترا، بمثابة اليوم الاوحد للحرب، لانه فجاة كان يحدث ولكنه كان يحدث بعيدا عن
متناولنا، وكل شخص… اتذكر عندما نزلت لامضي هذا اليوم في تشرشل كلوب وكان هناك جنود
يدورون حوله، يلعنون حظهم لانهم لم يكونوا هناك، لانهم لم يكونوا جزءا منه ، كل شيء
بقي في الخلف شعر بلا فائدته وكان شهورا غريبا غريبا جدا.
القرارات - الازمات.
في اليوم المحدد عام الف وتسعمئة واربعة واربعين حققت القوة العسكرية الاميركية ما
ارادته منذ الايام الاولى للحرب، غزوا لاوروبا الخاضعة للنازية، والان بعد ان تم
انجاز تلك المعركة حيث كان مقدر للقرارات العسكرية متصدرة على السياسة منها او هكذا
اعتقد الاميركيون.
لكن ايك واصل عمله خارج لندن حيث استمر تشرشل بالاهتمام الفاعل في النشاطات اليومية
للقوة العسكرية، لم بكن هناك من مهرب لايك من سياسات القيادة المشتركة في الحرب ضد
هتلر، اثناء بقية الحرب كان ايك في خصومات مع مونتي والبريطانيين حول المسائل
الرئيسية.
اكثر من مئة وخمسين الف من جنود الحلفاء كانوا في فرنسا عندما انتهى اليوم المحدد (دي
داي) غالبيتهم من الشباب والعديد منهم لم يشارك في معركة من قبل.
مع ذلك، تمكنت جهودهم بطريقة او باخرى، من فتح ثغرة في الجدار الذي تباهى هتلر على
الاطلسي، كانت رؤوس الجسور الساحلية مؤمنة على طول الساحل، تدفق العديد والعتاد على
الارض الفرنسية لتصليب سيطرة الحلفاء ولكن كان هناك حركة قليلة على البر داخل البلد
بعد نجاح الانزال الاول
علق مونتي في مشكلة، حشد الالمان دباباتهم ضد قوة مونتي، اعتقد شعبنا انه قد وصل
الى مدينة كان في ذلك اليوم، ولكنه لم يفعل وظهر الالمان ودخلت ارتال من القوات في
ذلك اليوم كما اعتقد، كانت قوة هائلة مرعبة وبقوا يعززون تلك القوة طيلة الوقت الذي
كنا فيه ما نزال نتمركز عند راس الجسر الساحلي.
ساهم مونتي في سوء التفاهم هناك الى درجة معينة لانه ارتكب الغلطة سيئة الحظ بقوله
في خطابه في سانت بول بانه ذاهب للسيطرة على كان وبعدها سيقوم بالضربة الساحقة.
لكنه لم يسيطر على مدينة كان، وبقيت تلك الكلمات معه وقد سعينا لاحراجه بها من وقت
لاخر.
كان ايك تحت ضغط المطالبة بان يتحرك مونتغمري بالهجوم ضد مدينة كان، بددت تكتيكات
مونتغمري الحذرة اسابيعا قيمة من طقس صيفي ملاسم للقتال.
فسر مونتي الامر لتشرشل عندما ظهر الاخير لاول مرة، اعتقد ان تشرشل ظهر لاول مرة في
المعركة عندما كنا في غابة سيزيزيا… قلقا على نسبة التقدم السرعة البطيئة للتقدم،
وغالبا ما اعتبر الامر ان ظهور تشرشل ربما كان من اجل صرف مونتغمري من الخدمة، ولكن
مونتي اقنعه بان خطته تعمل ولذا وافق وينستون على اعطائه فرصة اطول.
اصطدمنا بمشكلة سياج الاشجار في منطقتنا، كانت هذه الاسيجة من الاشجار مروعة جدا،
مروعة اكثر مما توقعنا حتى ان كل سياج بات ميدان معركة منفصل، ولذا لم نصل الى نقطة
الانطلاق لغاية السادس والعشرين من شهر تموز يوليو.
اصبح هناك جوا واسعا من نفاذ الصبر، وبدا الناس يسالون، تعلم ذلك ماذا حدث في
العالم؟ هل سندخل خندقا حربيا اخر؟ الحرب العالمية الاولى هنا في النورماندي؟ وظهرت
حركة انتقاد واسعة في الصحافة.
اتذكر حتى ان مندوب جريدة نيويورك تايمز لم ياتي الى مؤتمرنا، مؤتمرنا الصحافي قبل
عملية الانطلاق لانه اعتقد باننا فقدنا سبيلنا.
قبل نهاية شهر تموز، كانت الجيوش الالمانية في حالة تراجع كامل، حصل بايتون
ودباباته على الكثير من المجد للانجاز الذي تحقق هجومية شاملة للحلفاء هي التي ابقت
القوات الالمانية متراجعة باتجاه المانيا.
في غضون اسابيع قليلة، تمكن الحلفاء من تحرير باريس وقضاء وقت قليل للراحة، ولكن
النجاح في ميدان المعركة كان يحجبه عدم اتفاق حاد في مقر القيادة العليا على قرار
ايك بتسلمه القيادة الميدانية من مونتغمري.
عندما اعلن ايزنهاور انه سينزل من مركزه المرفه، كما وصفع مونتغمري منصبه كقائد عام
لكل العملية، جوا وبحرا وكل القوات البرية، وكل المفاوضات مع ال والتعاطي مع الهدف،
وكل انواع الاشخاص شبه ذلك، بانه سينزل من كل ذلك واما سيشمل في كل تلك الحقيبة
الكبيرة من المسؤوليات قيادة القوات البرية ميدانيا ايضا.
اعني، ان هذا الاعلان طعن كل شخص، ولم يكن مونتي مندهشا فقط، بل كان بالفعل، لانه
لم يرى كيف يمكن لايك ان يكون قائدا عاما بفعالية للقوات البرية حيث انه لا يستطيع
ايلاء اهتمامه كل الوقت لهم، والامر يتطلب اهتماما كامل الوقت من القائد العام.
بالطبع حصل الامر، ولهذا السبب كانت البداية للتمزق الكبير.
وقع ايك تحت ضغط شديد ومكثف من مارشال للاصرار على السيطرة المباشرة على القوات
الحليفة، وبات برادلي ومونتي يرفعون تقاريرهم الى ايك، كانت اكثر المسائل الحاحا
بالنسبة لايك هي الحفاظ على الجيوش المتقدمة بسرعة مطواعة ولينة كلما ابتعد الجنود
اكثر فاكثر عن مرافىء النورماندي لم يكن الشتاء بعيدا، حتى ان العديد اعتقد بان
الحرب ستنتهي بحلول عيد الميلاد.
بعد الانتصار في النورماندي اعتقد انه كان هناك احساس واسع في صفوف الناس بان الحرب
يجب ان تنتهي سريعا، وصلتنا تلك الشائعات عن عدم الاستقرار في برلين، وان هناك
اثنان من الشاعرين السلام من بعض اوساط ادارة هتلر.
كان هناك احساس جدي بان الحرب ستنتهي، واعتقد ان الفيلدمارشال مونتغمري غذى ذلك
الاحساس بدعمه الصاخب لهجوم منفرد مندمج عبر الراين الذي سيقوده متوجها مباشرة الى
قلب برلين.
كنا ما زلنا ننسحب من مواقع امدادنا الخلفية على شواطىء النورماندي، لم يتم فتح
ميناء انتوريرب بالشكل المناسب وتامين الوصول اليه وواحدة من اخطاء مونتغمري الكبرى
بانه عندما حررت مدينة انتويرب، واليا لم يواصل التحرير كل الطرق المؤدية الى مدينة
انتويرب، التي كما تعلم تقع على البر بعيدا عن البحر.
وكان وضع الامداد لوحده كافيا لتدمير حلم مونتغمري العظيم، ولكنه لم يسمع ولم يكن
يريد ان يسمع.
كان لدى ايزنهاور استراتيجية مختلفة، اراد ان يطبق الحصار على الراين، وعبر عن ذلك
على اساس اوسع، لنحشد الالمان على الجانب الاخر من الراين ولنقم بعدة عمليات عبور
ونهاجم المانيا من ثلاثة اتجاهات نحو برلين ونحو الدانمارك ونحو النمسا.
بقي مونتي يقول: هذه هي الطريقة التي يجب ان تتم بها العملية، وانتم لا تدرون ما
تفعلون، اوصل مونتغمري ايزنهاور الى نقطة الرجوع وبقيت العلاقات جيدة كما كانت بفضل
ايك.
لمزيد من افزاع قادة الميدان الاميركيين، حاول ايك ان يبقي مونتغمري سعيدا من خلال
توفقه المتكرر مه خططه الحربية الميدانية. قال بايتون: كان ايك افضل جنرال لعين حصل
عليه البريطانيون.
وافق ايك في الخريف على عملية بريطانية مغامرة محمولة جوا، صممها مونتي لتشتيت
الالمان المتراجعين في الشمال، راى مونتي في العملية كوسيلة لاعادة طرح خطته
الحربية بهجوم منفرد على الطاولة.
كانت ارنوم على الجانب الاخر من الراين، وقفز المظليون البريطانيون هناك وتم تقطيع
اوصالهم وابادتهم بالكامل.
كانت مهمتنا ان نفتح الطرقات ونحافظ على الطرقات مفتوحة امام الجيش البريطاني
بقيادة مونتغمري ليندفع ويتقدم عبر الجزء الشمالي من هولندا ونقطع الطريق على
الالمان فيما يدخلون المانيا، كانت المشكلة من وجهة نظر المجندين… حيث اننا لم نكن
معنيين في استراتيجية عليا بان البريطانيين لن ياتوا.
بغض النظر عن فشل مونتغمري للسيطرة على ميناء انتويرب وبالاضافة الى الكارثة في
اراضي ارنوم، ضغط تشرشل وهيئة الاركان البريطانية على روزفلت لكي يتحكم بخطة ايك
لتدمير الجيش الالماني على طول الجبهة الواسعة تصلب مارشال في دعم اينزنهاور.
حسنا، واجه ايزنهاور وضعا صعبا لمعالجته والامساك به، فهو بالغالب تحت ضغط يومي من
السيد تشرشل، والسيد روزفلت لم يضايقني، فلم اكن اره من شهر الى اخر ولكن ايك تحمل
كثير وينستون تشرشل طيلة الوقت وكذلك مونتغمري. كان الرئيس روزفلت يقول: اذا كنت
مكان ايك لما بقيت يوما واحد وقال ايضا: لكنت اخبرت مونتغمري الى اين يذهب.
بدون وجود ميناء قريب لتامين الامدادات الكافية توقفت دبابات بايتون على طول الجبهة
في الجنوب.
نفذ منا الوقود في منطقة ميتز وتيومفيل في شرق فرنسا، وكان من الضروري وقف القوات
فجاة من اجل اعادة التموين واعادة موضعة قواتنا، وكانت العمليات تتواصل في منطقة
نهر الروهر، عندما اتخذ هتلر القرار بالقيام باندفاعة واحدة اخيرة برمية الزهر
الاخيرة على شكل ما بات يعرف بمعركة النتوء في بلجيكا.
عندما شن هتلر هجومه المضاد في غابة اردينية في بلجيكا منتصف كانوا اول اندهش جميع
الحلفاء بالكامل، لم يكن احد يفكر انه من الممكن لعدو متراجع ان يعود ويقاتل.
تم ارسالنا الى بلدة تدعى باستونيه، والشيء الوحيد الذي رايناه هو اننا كنا نذهب
باتجاه باستونية والمئات المئات من المدنيين والجيش الاميركي كانوا يذهبون بالاتجاه
الاخر، وبدانا نسال انفسنا، لماذا نحن ذاهبون الى باستونيه؟ كل شخص اخر كابن يذهب
في الاتجاه الاخر.
واخبرنا وذلك تم بثه الى العالم بان الوحدة المجوقلة مئة وواحد كانت في باستونيه،
وعليها ان تسيطر على المدينة لطول مدة ممكنة، وبعد ذلك حصلنا ايضا على خبر بان
الجنرال اينزهاور اعلن ان الوحدة المجوقلة مئة وواحد قد نفقت.
بالطبع، كانت معركة النتوء تراجعا رئيسيا، وفي بعض الدوائر اثارت قلقا واهتماما
وحتى الما، ولكن ايزنهاور وباهتمام شديد عالج الامر بمهارة عالية فنظم قوة بقيادة
منفردة على الجانب الشمالي من النتوء الالماني، وقوة بقيادة منفردة على الجانب
الجنوبي من النتوء، حتى تطايرت الثغرة الالمانية فعلا في الهواء اخيرا ولم يكن ذلك
بقادر على اعادة الهجوم او الاستيلاء على النتويرب.
راى ايزنهاور في الاختراق النازي لخط ضعيف للحلفاء في غابة الاردينيه فرصة كبيرة
لتدمير جزء رئيسي من قوة العدو المتبقية خاصة وحدات المدرعات لدبابات البانزر.
تحرك ايك بسرعةو فامر بايتون بان يعيد موضعة وانتشار جيوشه للتمكن من ضرب الجناح
الجنوبي للجيش الالماني، وفي الشمال حول قسما واسعا من قوات برادلي الى مونتغمري
لكي يكون هناك هجوم موحد ومنسق بشكل جيد على ذلك الجناح من الجيش الالماني ايضا،
انقذت استجابة بايتون السريعة الوحدة المجوقلة مئة وواحد التي كانت محاصرة في
باستونيه.
عندما تم استيعاب نتوء اردينيه وتم صد الالمان بالكامل كما تم تدمير الجيش الالماني
السادس، شعر مونتغمري بانه يرغب ان يعقد مؤتمرا صحفيا حول ذلك وقال بانه… ما اخبرني
اياه انه سيقوم بذلك وقال بانه اراد ان يوضح بان هذا مثال رائع على الشراكة
الاميركية الانكليزية، هذا مثال على ماذا يمكن ان يفعله الحلفاء اذا ما عملوا مع
بعض الخ الخ. واخبرني بانه اوضح ما اراد ان يقوله مع تشرشل.
عندما جاء موعد المؤتمر الصحفي، بالطبع لم… لم يكن يقرا من خطاب مكتوب، لا يمكنك ان
تتصور مونتي يقرا من خطاب مكتوب، اجرؤ على ان اقول انها كانت ملاحظات مرتجلة، على
كل حال ظهرت وكان الاميركيين في ورطة، ونحن البريطانيون علينا ان ناتي ونخرجهم منها،
واذا كان هذا ما قاله فقد تم نشرها بتلك الطريقة.
زميلي الذي نقل هذا المؤتمر على الاذاعة البريطانية، نقله كما كان بالضبط وسبب ذلك
بالطبع سخطا شديدا في صفوف الجيوش الاميركية لانهم يعرفون جيدا في الحقيقة، بان
البريطانيين بصعوبة اطلقوا طلقة واحدة.
لذا اولى الجنرال برادلي بتصريحه العلني الوحيد خلال الحرب، شارحا ببساطة كيف جرت
المعركة من وجهة نظر التحضيرات التي اتخذت بداية وماذا كان لديكم، وبات ايزنهاور في
وضع خاص مميز حيث قائده البريطاني بخلاف علني مع قائده الاميركي هذا.
خلقت معركة النتوء في بلجيكا، مازقا قياديا لا يصدق بالنسبة لايزنهاور، فالقائدان
الاميركيان والصديقان الجيدان قالا بانهما سيطلبان العودة للوطن اذا ما وضع
مونتغمري تحت السيطرة، ولكن ايك علم بان مونتغمري كان الشخصية العسكرية الاكثر
اهمية في انكلترا والمحبوبة من العامة ومدعومة من تشرشل.
حصلت هذه المواجهة في مكتب الجنرال برادلي، سمها مواجهة ودية بين اصدقاء، ولكنها
مواجهة على اية حال، اندهش ايك كثيرا من تصريح الجنرال برادلي واتذكر ذلك بالتحديد
لان ايك نزل في ذلك اليوم من المكتب.
كان يدخل سيارته ليعود الى المطار في ارلون، كان وجهه محملقا، عابسا فيما هو ينزل
على السلالم هناك، وكنت انتظر الى جانب السيارة، ودخل في السيارة على الجانب الايمن
منها، وكمساعد صغير مهذب درت الى الجانب الايسر وما هو الا وقت قصير جدا بعد ان
انطلقنا ايك وقال: بحق الجحيم ما الذي يفعله برادلي لي؟.
شعر عمر برادلي باستهتار ان ملاحظات مونتغمري التي سمعتها القوات الاميركية عبر
راديو بي بي سي شوهت سمعة قدرته على القيادة بفعالية، اجبر ايك على فعل ما، فيما
كان يستعد لطلب اقالة مونتغمري كان رئيس اركان مونتغمري فرانسيس جينغون اقنع مونتي
على التزام الهدوء وان يكون مرؤوسا مطيعا.
تحركت دبابات بايتون مرة اخرى، على الرغم من الطقس وبات الالمان في ارباك كامل ، لم
يعودوا قادرين على شن هجمات يمكن ان تهدد الحلفاء.
كان مونتي ملحاحا، فلم يتخلى ابدا عن النق على ايك بشان اقتراحه بان على القوات
الاميركية ان توضع تحت امرته، وانه يجب القيام بهجوم اندفاعة قوية منفردة مباشرة
داخل قلب المانيا الى برلين.
الاختلاف الاكبر الذي اثاره مارشال وايزنهاور بعد معركة نتوء بلجيكا، كان يتعلق بما
يجب عمله حول عبور الراين وتدمير الجيس الالماني شرق الراين، وبما ان مارشال كان
يحث ايزنهاور على الانطلاق وانهاء الحرب.
بدا الامر كانه فرصة كبيرة بعد معركة النتوء، عندما تمدد الالمان.
في الوقت نفسه، كان الجنرال مونتغمري ، فيلدمارشال مونتغمري، يصير على الهجوم
الرئيسي المنفرد بالاندفاع الى برلين، وكان هناك لغة ما، وفي بعض الرسائل وبعض
التصريحات التي ادلى بها مارشال اعطت ايزنهاور شعورا بانه ربما كان مارشال مثقفا مع
تشرشل ومونتغمري، لكنه لم يكن كذلك على الاطلاق، كان فقط يحاول ان يبدا اينزنهاور
بخطته الخاصة.
مع اقتراب نهاية الحرب، اجبر ايزنهاور ومارشال لاعطاء فكرة اكثر فاكثر للحلفاء
السوفيات بالاقتراب السريع على المانيا من جهة الشرق.
تحركات ايك العسكرية في الشهور اللاحقة كانت متاثرة لاول مرة بالاعتبارات السياسية
التي تعني السوفييت.
سمعنا انذاك حول تافرون والاتفاق على استسلام غير مشروط، لم نفكر ان هذا كان تعبيرا
جيدا لان كلمة غير مشروط يمكن ان يساعد فقط الدعاية النازية التي اساءت استخدام
التصريح بالاعلان، رايتم منتصرو الغد يريدون التدمير الكامل للشعب الالماني بدون
الاعتبار للاخلاق او حقوق الانسان.
كانت هذه الثقافة سيئة الحظ، وعززت المقاومة ضد الحلفاء ولسوء الحظ دمرت الامل
بسلام متفق عليه بتسوية.
كنا موجودين في مقر قيادتنا ليلة حدث ذلك، وتلقى جنرال برادلي اتصالا هاتفيا من
جنرال هودجز من الجيش الاول وقال: سقط الجسر بايدينا وكذلك ريمانمن. وابلغه الجنرال
برادلي ان يلقي بكل شيء عبر الجسر الذي يمكن ان يتخذه كراس جسر لنا هناك وقال:
حصلنا على جسر، وسنفعل كل شيء نستطيعه بشانه.
وافق ايك على قرار برادلي، وتدفقت القوات الاميركية والامدادات عبر نهر الراين،
الهجوم الاندفاعي الاساسي للحملة الاخيرة للحرب كان بالتوجه الى وسط المانيا وقطع
الجيش الالماني نصفين.
كان املنا نحن الجنود على الجبهة السوفياتية بان تتقدم القوات الحليفة بشكل اسرع
بعد الانزال الناجح في النورماندي، وخاصة بعد ان سيطروا على ارغونيه، كنا نامل
بانهم سيعبروا الراين ويتوجهوا مباشرة الى برلين، قلنا دائما ان فيلدمارشال
مونتغمري اراد فعل ذاك ولكن ايزنهاور كان لديه توجيهات من واشنطن ارغمته على اصدرا
الامر بتقدم بطيء.
الخوف من الروس كان قويا جدا، وامل العديد من الناس بان الحلفاء الغربيين وبشكل خاص
الاميركيين سيتمكنون بطريقة ما من انقاذنا من ان نداس من قبل الروس.
القرار بالتلاقي مع السوفيات عند نهر اليه ووقف جيوشهم المتقدمة كان قرار ايك وايك
لوحده.
اقر ايزنهاور باهمية ان يكون هناك حد معترف به بين الجنود الروس والجنود الاميركيين،
لانه منذ ثلاثة اشهر، وستالين يرسل رسائل يقترح مع اشارات الغمز وكل انواع
الاتهامات بان الاميركيين والبريطانيين كانوا يتامرون مع الالمان.
حسنا جميعنا يعلم بان الالمان ارادوا ان يستسلموا للاميركان والبرطانيين اكثر من
الروس لانهم اعتقدوا بالحصول على معاملة افضل، ولكن ستالين ذات مرة اتهم ايزنهاور
مباشرة بالتواطؤ مع البريطانيين والالمان.
اعطي ايزنهاور القرار ليفعل ما يعتقده صحيحا، لم يكن هناك هيئات اركان مشتركة
اساسية، او قرارا لهيو اركان مختلفة كان على ايزنهاور كقائد ان يتخذ القرار.
تركت برلين للسوفيت الذين حشدوا مليون جندي على ضواحيها، ففي تورغو احتفل المجندون
الاميركيون ونظرائهم السوفييت فيما كانت برلين مدمرة لشكل جلي، كان هناك حوالى مئة
الف اصابة في معركة برلين قبل ان يسيطر السوفييت في الثاني من ايار عالم الف
وتسعمئة وخمسة واربعين.
النصر الشامل للحلفاء اتى بعد حرب شاملة ضد الرايخ الثالث، ماذا سيكون عليه السلام
بعد هذا النزاع الوحشي المميت؟.
امل ايك بان التحالف في فترة الحرب سينتقل الى مرحلة السلام ليضمن عالما خاليا من
الحروب، وكان يعرف ان على السوفييت ان يكونوا جزءا من هذا التحالف لكي يعمل.
كن ايزنهاور احتراما عميقا لما فعله الروس، السوفييت والعبىء الذي تحملوه، وكان
لديه علاقة ممتازة واحتراما متبادلا مع المارشال جوكوف.
لذا كان هناك ارضية للامل باننا سنتمكن من اقامة علاقات جيدة مع السوفييت بعد الحرب. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م