اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 نهر كولومبيا
 

نهر كولومبيا

يسميه البعض، بنهر نيتشي وانا، نهر القوة والجمال. والثروات والأمل. اسم النهر بلغة السكان الأصليين، الذي ينساب مباشرة نحو غروب الشمس. يعتبره المستكشفين، نهر المخيلة، ممر واعد إلى عظمة الشمال الغربي، وبالنسبة لسكان ضفافه، إنه كولومبيا، نهر الغرب.

يبلغ طوله مائتين وتسع خمسين ألف ميل، وهو يعتبر، الأكثر عمقا في أمريكا الشمالية، وهو أحد أعظم  الممرات الطبيعية فوق سطح الأرض، وهو أكبر نهر مسبب للكوارث، في شمال أمريكا على الأقل، وهو بلا شك من أطول الأنهر على سطح الأرض.

ينبع كولومبيا من بحيرة كولومبيا، الواقعة هنا في كولومبيا البريطانية. وهو يتجه شمالا لما يزيد عن مائتي ميل، ما كان يضلل أوائل المستكشفين. ثم يتجه جنوبا عند كانو كامب، ثم ينساب في واشنطن، حيث وعد المرشح الرئاسي حينها  روزفلت بأن يلجم جماح مياهه. ثم يتابع جنوبا عبر ناتشي، حيث يسقي كميات من الفاكهة، تكفي العالم أجمع. عند بلولا يميل غربا، لينساب في الديلتا، حيث أصبح الزعيم الهندي  واكاما بطلا وعدوا لدودا. وعبر بورتلاند، يخرج إلى مصبه في أستوريا، حيث ينتشر حطام ألفي سفينة، دمرت هناك.

إنه أطول وأقوى نهر في الشمال، وهو يحمل تاريخ العائلات، التي تعتبر الشمال الغربي وطنا لها.

لا أحد يعرف ما هو عمر هذا النهر الغربي، ولكننا نعرف، أنه نجم عن تفاعل جيولوجي عنيف، وانفجار بركاني هائل، وقع منذ ما يزيد عن خمس وعشرين مليون عام. ليؤسس قاعدة كولومبيا الجيولوجية.

ونعرف أن هذا الفيضان البركاني، استمر لما يزيد عن ألفي عام، ليبلغ عمقه في بعض الأحيان، أكثر من  مائتي قدم.

ونعرف عن الجليد، وجبال الثلوج التي تحفر ضفافا لمياه تصب في مصادر نهر كولومبيا.

ونعرف أن الجنس البشري سكن هنا، لاثني عشر ألف عام.

"كان شعبنا يعيش على ضفاف النهر، عشنا هناك منذ الأزل، تتحدث عن تاريخنا الأساطير، والحكايات".

" وعدت هذه الأرض بالاعتناء بي، منذ لحظة ولادتي، وحتى لحظة موتي".

بعض الأماكن على طول النهر البالغ مسافة الألف ومائتين ثلاث وأربعين ميلا، تعتبر صحراوية،   وأخرى غابات من المطر. على مسافة خمسين ميلا تربط بين الديلتا ومجمع الشلالات، تزداد نسبة سقوط الأمطار السنوية بمعدل إنش واحد لكل ميل.

تختلف أولى العائلات التي سكنت على ضفاف نهر كولومبيا حسب اختلاف الأراضي المحيطة به.

" الاختلاف في اللغات المتعددة متفاوت حسب التنوع في الطبيعة المحيطة، وهذا ما يأسرنا لأننا، قد نفكر بتنوع من اللغات يقارن باللغات  الأوروبية والمهاجرين الآسيويين إلى غربي المحيط الهادئ على مدار المائة وخمسين عاما الأخيرة على سبيل المثال، لنقول أن التنوع كبير جديا. والحقيقة أن التنوع بين اللغات الهندية يتمتع بهذه الفوارق أو أكثر".

رغم هذا التنوع، اجتمعت آلاف العائلات معا في أعمال الصيد الهائلة عند شلالات كاتل، بالقرب من غران كولي. ونحو أسفل الشلالات بالقرب من الدلتا، كانوا يجتمعون للتجارة والزواج والصيد، والرهان.

"عودة السلمون، كانت قوة مركزية لاعادة التنظيم، لكثير من الشعوب التي تسكن المنطقة، سواء كانت تسكن على ضفاف النهر أم لا".

"لا يمكن أن تفصل بين السلمون والنهر بالنسبة للهنود، فهما جزء من شيء واحد، جزء من المعتقد ذاته، السلمون، هو جزء من الديانة".

شهدت نهاية القرن الثامن عشر، مزيدا من العنف الجيولوجي، حيث انفجر بركان جبل سان هيلين، ما حجب الشمس، وأمطر رمادا على العديد من الشعوب التي تسكن ضفاف نهر كولومبيا.

تنبأ أحد أنبيائهم، أن رجلا غريبا سيحمل إليهم كتابا، ويعلمهم كل شيء، ليسقط عالمهم، ويصبح أشلاء.

--------

الاتصال

"هناك سؤالين اقتصاديين طرحا بشأن الغرب الأمريكي الشمالي في تلك المرحلة، أحدهما يسأل عما يوجد هناك وما يساوي. والثاني يتساءل عن كيفية إخراجه من هناك".

كانت لدى الأوروبيين صورة عن نهر الغرب، منذ رحلة  كولومبوس، وحين اقترب سان تريشيوس من مصبه، علم أن الأمواج أعتى من أن تحتمل المخاطرة. غرق أكثر من مائتي بحار في هذه المحاولة. إنه ثالث أخطر مصبات الأنهر على وجه الأرض.

في الثاني عشر من أيار مايو من عام ألف وسبع مائة واثنين وتسعين، أصبح القبطان الأمريكي روبرت غري، أول من استطاع الإبحار في سفينة، عبر المصب.

" كان عليه أولا أن يستكشف مدخل النهر بنفسه، والحقيقة أنه لم يكن ليقبل التحدي، علما أن الهنود كانوا يهددونه بإغراق السفينة، فكان عليه أن يواجه الزوارق الصغيرة أولا، ليعاود بعدها المحاولة ويدخل ولكنه لم يدخل عميقا إلا بضعة أميال ".

عمد القبطان غري هذا النهر بلقب سفينته، كولومبيا. وبقي ثمانية أيام يخرج ثم يعاود الدخول لمسافة أعمق، محاولا مع الهنود ، ثم غادر، ولم يعد بعدها.

" أرى الأمر وكأنه حبات مسبحة ما أن تسقط واحد، حتى تليها الأخرى، وهكذا".

بعد شراء لويسيانا عام ألف وثماني مائة وثلاثة، أصبح لدى الولايات المتحدة مساحات من الأراضي أكبر مما يبدو.

كان هناك عالم فلك ومحامي ودبلوماسي، يريد أن يتعلم المزيد.

" دخل جيفيرسون عميقا في الغرب، ما كلفه الكثير، ولكنه في ذلك الوقت كان أكثر العارفين بالغرب الأمريكي دون أن يسبق له أن دخل إلى هناك".

الرئيس توماس جيفيرسون، أرسل سكرتيره الشخصي ماري ويذير بوتس، بصحبة زميله في الجيش وليام كلوك، إلى ما أسماه بجولة استكشافية. تكمن مهمتهما باستطلاع الشمال الغربي، من نهر المسيسبي إلى المحيط الهادئ.

كان جيفيرسون يأمل أن يتصل نهر ميسوري، بطريقة سهله، مع نهر كولومبيا، ما يفتح ممرا من سان لويس، إلى الصين.

أوامر جيفيرسون لكلارك ولويس كانت واضحة، من حيث خلفيتها التجارية بشكل رئيسي. كان هذا العماد الرئيسي لتلك البعثة التي يجب ألا تنسى".

في الرابع عشر من أيار مايو من عام ألف وثماني مائة وأربعة، بدأ لويس وكلارك رحلتهما، ولكن بدل أن يعثرا على ممر سهل بين نهري كولومبيا وميسوري، عثرا على جبال روكي ماونتن البالغة الخطورة. وأخيرا وصلا إلى نهر كولومبيا في تشرين الثاني من عام ألف وثماني مائة وخمسة، حيث كتب لويس في مذكراته يقول: " فرحة عارمة بين أفراد البعثة، أصبحنا على مرأى من المحيط".

كان للبعثة التجارية أن تتم عبر بعثة لويس وكلارك أو بدونها، الحملات التجارية التي انطلقت منذ عام ألف وسبع مائة وثمانين، واستمرت حتى القرن التاسع عشر على شواطئ الشمال الغربي، لفتت انتباه الكثيرين إلى أن المنطقة التي تربط بين أمريكا وكندا ستدفع الجميع للاهتمام بها".

أثناء  مساعدة لويس وكلارك على مطالبة الولايات المتحدة بممر إلى الشمال الغربي من المحيط  الهادئ، كانت بريطانيا تبحث عن الثروات الطبيعية في المنطقة. تمكنت الشركات البريطانية من العثور على جلود القندس في كندا، ولكن بعد استنفاذ المخزون شرقي روكي ماونتن، توجهت الشركات غربا.

عام ألف وثماني مائة وأحد عشر، قام أول مليونير أمريكي، جان جاكوب أستير، ببناء مركز تجاري، عند مصب كولومبيا أسماه أستوريا. كان أستر يعلم بالقوة التجارية لكولومبيا، وبنى أستوريا، لتكون مركزا لأعماله، في الشمال الغربي. فكانت أول شركة أمريكية تستقر في الشمال الغربي.

في الوقت نفسه بعثت شركات الشمال الغربي بالإنجليزي ديفيد تومسون عبر كولومبيا من الشمال، ليلتقي بشركاء من السكان الأصليين هناك، والحصول على الأراضي للمملكة. وقد نجح إلى أن وصل أستوريا، حيث وضع رجال أستر علم النجوم الأمريكية.

ساعد القبطان بري وكلارك ولويس، وديفيد تومسون على فتح الشمال الغربي على الأعمال. اتفقت الولايات المتحدة وبريطانيا على تقاسم الثروات، ووقعا معاهدة مشتركة، تسمح للتجار من كلي البلدين للعمل هناك.

" بدل الاعتقاد بأن الأوروبيين جاءوا للاستقرار في المنطقة، شعر الهنود أن الأوروبيين ليسوا إلا مجموعات من التجار".

إلى جانب المجيء بالتجارة الجديدة إلى نهر كولومبيا، حمل تجار الجلود شيء لم يكونوا على علم به. غالبية السكان الأصليين ماتوا من الأمراض، قبل أن يشاهدوا الرجل الأبيض.

خمس أوبئة على الأقل دمرت عشائر السكان الأصليين. حمل تجار الجلود معهم الملاريا، إلى السكان من عشائر والولاما وأسفر نهر كولومبيا. تولت هذه الأوبئة تصفية السكان الأصليين جسديا، من عشائر الوالا والا، والنيس بيرس، والياكو، التي تعرض لخسائر جسيمة. عشائر الكاييس، فقدت نصف سكانها. بانتشار وباء الملاريا عام ألف وثماني مائة وثلاثين، قتل ثلاثة أرباع السكان الأصليين ممن يسكنون بالقرب من فانكوفر. وفقدت عشائر الشونوك، تسعين بالمائة من أبنائها.

" الكارثة الأكبر وقعت في تلك المرحلة، كانوا يعرفون أن ما يحملونه مميت، فتعرضوا للإصابة وماتوا، بل كادوا ينقرضون".

-----------

الاستيطان

"هناك فارق معنوي وروحي كبير حول نظرة كل من الشعبين للمكان، والعلاقة الإنسانية مع ذلك المكان، وما هي طبيعة التصرفات نحوه".

عام ألف وثماني مائة وواحد وثلاثين، لم تكن الحياة الروحية للهنود أقل تماسكا من ديانة البيض، ولم تكن هذه الأخيرة أشد قوة روحية من الأولى.

في الخريف توجه ثلاثة من هنود النيز بزيهم التقليدي من ضفاف نهر كولومبيا، إلى بلدة سان لويس لمقابلة الجنرال وليام  كلارك الذي كان مسؤولا عن الشؤون الهندية. تقول المصادر الدينية أنهم جاءوا يسألون عن الكتاب السماوي للرجل الأبيض، وقوته الروحية.

بعد عامين من ذلك، قام المثوديين في الشرق بنشر كتاب ترد فيه دعوة لبعثات تتوجه نحو الشمال الغربي.

أول من تجاوب مع الدعوة هو جيسون لي عام ألف وثماني مائة و أربع وثلاثين.

تجاهل لي ميل زيارة أبناء النيز، وسافر عبر نهر كولومبيا، نحو ضفاف نهر ريلاميك، لبناء مقر بعثته. ولكن بدل تعليم المسيحية، سعى لي لتعزيز استيطان السكان البيض من الشرق.  بعد أن كاد السكان الأصليين ينقرضون بسبب الأمراض، لم يعربوا عن أي اهتمام بلي، والكتاب الذي يحمله.

"كثيرا من شعوبنا واجهت المصاعب في فهم، الديانات الغير هندية، بالطريقة التي كانت تعرض فيها لأنهم، ما كانوا يصدقون بأن، شخصا يمكن أن يقتل ابن الله. وأن يعلق على صليب، ابن الخالق الذي صنع كل المعجزات في البشر، على الصليب. واجهوا صعوبة في فهم ذلك".

عام ألف وثماني مائة وست وثلاثين، كان الغرب بعيدا عن يد الأمريكيين على الجانب الشرقي من نهر مسيسبي. حين عبر المبشرين وزوجاتهم الجبال بالعربات، تحول هذا المكان البعيد فجأة إلى واقع ملموس. في أيلول سبتمبر أقام ماركيز ونرسيسا ويتمان، مركزا للبعثة في وادي والا والا، للعمل بين عشائر النيز، والكايا. كما تأكد لهما أن الرحلة العصيبة عبر الجبال، يمكن أن تتم بصحبة العربات، والنساء.

" تأكد في تلك المرحلة أنه مكان مناسب، مكان يمكن فيه أكثر من مجرد فرص اقتصادية فحسب، بل فرص نفسية وروحية أيضا، بالنسبة للشعب الأمريكي".

طريق ويتمان نحو الشمال الغربي، جلبت الآخرين، فبدل الطريق التي سلكها كلارك وميسوري، تبع الرحالة نهر بلاك إلى ساوث باث، حيث عبروا الجبال بسهولة أكبر.

مال أن عبروا الفاصل القاري، سافروا عبر تعرجات نهر سنيك، وعبروا جبال بلو، إلى نهر كولومبيا. وأطلقوا على هذه، طريق الأوريغين.

رحب المبشرين بالمهاجرين الجدد. حتى تحولت مبشريه ويتمن إلى مكان يستريح فيه الرحالة في طريق أوريغان، بدل أن يكون مكانا لراحة الروح.

" داست الحضارة المسيحية على الكثير من مدنيتنا، داست على احترامنا للجنس الآخر والكبار في السن".

عام ألف وثماني مائة وثلاثة وأربعين، قاد ماركيز ويتمن بنفسه قافلة من العربات تضم أكثر من ألف شخص، عرفت فيما بعد بالهجرة الكبرى.

ثلاثمائة وخمسين ألف أمريكي، تبعوا طريق العربات نحو الغرب عبر مسافة تزيد عن ثلاثة آلاف ميل، على مدار العشرين عاما التالية.

" لا يخرجوا في هذه الهجرة نحو مكان يعتبر فيه العيش أشد قسوة مما كانوا يشهدونه أبدا، بل يذهبون إلى مكان يخفف عنهم، الكثير من الصعاب، التي يمرون بها.

كان للمستوطنين تأثيرا مباشرا. عام ألف وثماني مائة وثلاثة وأربعين، تم تأسيس حكومة محلية في أوريغين، منحت مساحات الأراضي للمستوطنين الجدد… وانتشرت وعود بمنح الأراضي مجانا، عبر الشرق.

" بدأ نوع من المنافسة للرحيل، مع أن المسألة بدأت في نهاية الثلاثينات، عبر جمعيات في أنحاء بوسطن من أجل الاستيطان في أوريغين، ولم يقولوا أنها أراض ستجد فيها اللبن والعسل بل أنها تفيض باللبن والعسل، وما عليك أن تحمل شيئا سوى عبور الجبال والوصول إلى هناك".

 عام ألف وثماني مائة وست وأربعين، الاحتلال المشترك لمجرى نهر كولومبيا، ما أدى عام تسع وأربعين إلى رسم الحدود بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في الشمال الغربي.  ستة آلاف أمريكي كانوا حينها، في بلاد أوريغان.

في تشرين الثاني من عام ألف وثماني مائة وسبع وأربعين، كان تسع وستين من البيض يسكنون في مقر بعثة ويتمن، ما أزعج الكايو من تنامي أعداد السكان البيض في أراضيهم، كما أن تنامي الأوبئة المنتشرة، زاد من حجم الاستياء.

ويتمن الذي كان طبيب ورجل دين، عالج أكبر عدد ممكن من أبناء الكايو. ولكن قانون الكايو، ينص على أن فشل الطبيب في الشفاء، يمكن أن يؤدي إلى موته. ولكن وتمن استمر بمعالجة المصابين.

" يطلق الكثير عليها لقب مجزرة ولكنها لم تكن مجزرة، الذي لا بد من تسميته مجزره، هو الوباء الذي كان يفني شعبنا، ولكنهم لا يسمونها مجزرة. ما فعلناه هو حماية ما تبقى من عائلاتنا وعشائرنا، وشعبنا".

في تشرين الثاني  من عام تسع وعشرين، جاء ستين من مقاتلي الكايو إلى منزل ويتمن، حيث قتله أحد المحربين بالبلطة، وسلخ رأسه، وأطلق النار على زوجته نارسيسا التي سحبت إلى الخارج، وطعنت حتى الموت. عند انتهاء مجزرة ويتمن، كان أربعة عشر شخصا قد قتلوا، وأسر واحد وخمسين من البيض على يد رجال الكايو، لينتشر الرعب على ضفاف نهر كولومبيا.

--------

النزاع

" هناك مسألة لها صلة بالنزاع القائم بين السكان الأصليين والقادمين الجدد في تلك الحقبة أواسط القرن التاسع عشر، وهي أن أحدا من كلي الطرفين ما كان ليستطيع تغيير مجرى الأمور، رغم علمهما  المسبق بما سيحدث".

بدأت مجزرة وتمن ثلاثين عاما من النزاع على ضفاف نهر كولومبيا. المتطوعين من مستوطنات أوريغين طاردوا قتلة ويتمن لأكثر من عامين. بعد أن عجز الكايو عن جمع ما يكفي من طعام لعائلاتهم، سلموا خمسة مقاتلين  للمارشال الأمريكي،  فحكم عليهم بالموت في الثاني والعشرين من أيار مايو من عام ألف وثماني مائة وخمسين.

قال أحد المقاتلين الخمسة  لشانقه  في تلك المناسبة:"ألم  يبلغنا مبشريكم بأن المسيح مات ليخلص أمته؟ لهذا سنموت نحن، كي نخلص شعبنا".

"علينا أن تذكر دائما بأن السكان الأصليين أواسط القرن التاسع عشر، كانوا قد تعرضوا لكثير من التجارب المأساوية المؤلمة جدا، وقد لاحظوا بعدها عدم قدرتهم على الاستفادة من ثروات الأرض أو على الأقل البقاء للعيش حيث كانوا من قبل، لأن هذه مسألة مرهونة".

عام ألف وثماني مائة وثلاثة وخمسين، أقام الكونغريس منطقة واشنطن، من الأراضي الممتدة إلى الشمال من نهر كولومبيا، إلى الحدود مع كولومبيا البريطانية. وتحول إسيك  إينغوستيفين إلى حاكما للمنطقة.

دعى الحاكم مندوبين عن عشائر النيز والكايو واليوماتيلا والوالا والا، والياكوما، لاجتماع يتم في التوصل إلى معاهدة في أيار مايو من عام ألف وثماني مائة وخمس وخمسين، فقال لما يزيد عن الستة آلاف مندوب:" عد إلى جدي هذا العام لأقول أنكم كنتم طيبون، وكرماء جدا، ولا بد أن أفعل شيئا لأجلكم".

الخدمة التي ستسديها الحكومة، هي نقل الهنود إلى مخيمات تجمعهم.

" المفارقة الساخرة هي أن الحكومة كانت تتفاوض على هذه المعاهدة وفق عبارات ودية من السخاء والكرم، تتضمن وعودا بأنهم لن يأخذوا من الهنود ما هو لهم بعد المعاهدة. المهم بالنسبة للمفاوضين، هو التوصل إلى اتفاق ما، لأنه دون التوصل إلى اتفاق لا يمكن للحكومة أن تستطيع بيع تلك الأراضي".

استغرقت المفاوضات لأكثر من أسبوعين ونصف. لم يوافق الكثير من قادة الهنود على مشروع الحكومة. من بين المعارضين للمعاهدة، برز كاماياكان زعيم الياكاما. تتحدث قصص الياماكا عن الطريقة التي جاء بها ستيفين بمندوبي الكاماياكان إلى اجتماع مغلق في وقت متأخر من الليل، إذا لم توافقوا على ما يرد في المعاهدة، وتوقعون على هذه الورقة، ستخرجون مضرجين بالدماء.

في الحادي عشر من حزيران يونيو، وقع الكاماياكان على معاهدة ألف وثماني مائة وخمس وخمسين، بخطين متقاطعين. وعض على شفته، حتى أدميت.

بعد فترة وجيزة من توقيع المعاهدة عثر على الذهب في أراضي الياكاما.  عادت العشيرة إلى الحرب فقتلت ست من عمال المناجم، وتمكنوا بعد ذلك من هزيمة وحدة للجيش الأمريكي. وفي العام التالي، قتل الهنود ستة عشر مستوطنا في أسفل النهر، وتحولت المواجهات بين الهنود والمستوطنين في منطقة واشنطن إلى مواجهات شاملة.

كان المتطوعين من بين المستوطنين جزءا في النزاع لأنهم يرغبون في دفع الهنود إلى الوراء قدر الإمكان بحيث يضعون أيديهم على مساحات أكبر من الأراضي".

في محاولة لاستعاد السلام، قام الجنرال جان وول بوقف عمليات  الاستيطان الجارية في شرقي المنطقة، وأمر المستوطنين بالتوجه إلى الغرب من الجبال. وطلب من الكونغريس، بألا يصدق على معاهدة عام ألف وثماني مائة وخمس وخمسين، فاجأت تصرفات وول الحاكم ستيفنس.

تميز عام سبع وخمسين بالسلام على ضفاف نهر كولوميا، إلى أن قتل اثنين من عمال المناجم في منطقة واشنطن، فقاد العقيد ادوارد ستبتو مائة وتسع وخمسين جنديا، إلى منطقة المناجم في الأرياف. أثار هذا الهجوم، مزيدا من أعمال العنف، ومع نهاية الحملة، قتل سبعة عشر جنديا، وأصيب خمسين آخرين.

عرفت تلك الحملة بكارثة ستيبتو، ما أجبر الجيش على تغيير سياسته.

" عملاء الحكومة، الذين شاهدوا بعضا من الرفاه، في احتياجات الهنود، بل وفي مطالبهم أيضا، هؤلاء العملاء وجدوا أنفسهم يفقدون الوظائف".

تم تغيير الجنرال وول عام ألف وثماني مائة و ثمانية وخمسين، وألغيت أوامره بعدم الاستقرار هناك، لتفتح الأراضي الواقعة إلى الشرق للمستوطنين. وصادق مجلس الشيوخ على معاهدة ألف وثماني مائة وخمس وخمسين ، عام تسع وخمسين.

" يمكن أن نرى حركة سريعة جدا، تهدف أحيانا إلى عزل القوة السياسية للهنود، بعزل الهنود أنفسهم، ووضعهم في السجون، لا يمكن وصف ذلك بطريقة أخرى".  

من المستحيل بالنسبة للكماياكان أو أي من السكان الأصليين في أنحاء نهر كولومبيا ، أن يوقفوا استيطان البيض.

تضاءلت مساحات الأراضي المخصصة للهنود عبر معاهدات جديدة أخرى. بعض المحاربين قاوموا حتى عام ألف وثماني مائة وسبع وسبعين. إلى أن قام زعيم عشائر النيز  جوزيف، بالاستسلام أخيرا.

خطب الزعيم جوزيف بشعبه المهزوم يقول: "لن أقاتل من حيث تقف الشمس الآن، وإلى الأبد".

--------

التجارة

"تغير أسلوب توظيف الأموال، وماك إقامة الناس وما يفعلونه. حتى أصبحت من أهم عوامل التغيير الصناعي، في القرن التاسع عشر، بعد توجه سكك الحديد غربا".

عام تسع وخمسين، تحولت أوريغين إلى الولاية الحادية والثلاثين للاتحاد، وبدأت التجارة تزدهر على ضفاف كولومبيا. ونمت بتعزيز من المراكب البخارية.

عام ألف وثماني مائة وستين، عمل قبطان المركب البخاري جان إينزوورلد، على تنظيم حركة المراكب البخارية العاملة في النهر، ضمن شركة الملاحة البخارية في أوريغين.

استخدم إينزوورلد مراكبه البخارية المعتادة إلى جانب زوارق صغيرة أخرى، تحمل الناس والبضائع، عبر الدلتا. عندما يصل مركب بخاري إلى منطقة عبور صعبة، كان المسافرين يركبون قطارا، يوصلهم إلى مركب آخر ينتظر في الجانب الآخر.

حملت مراكبه أيضا المنتجات الزراعية الأولى من المنطقة. حصاد القمح كان يأتي من منطقة قليلة الأمطار قريبة من الدلتا زرعها المستوطنين هناك.

ولكن الرحلة التي تربط بين البضائع والموانئ باهظة الثمن.

لم يكن لدى المزارعين سوى خيار استخدام مراكبهم الخشبية، لإيصال البضائع إلى الميناء. وسعى بعض المزارعين لتطوير سكك الحديد كسبيل لضرب احتكار المراكب البخارية للنقل.

راهن البعض على الملاحة الجماعية، للتخفيض من كلفة الشحن.

عام ألف وثماني مائة وست وسبعين، بدأت الحكومة تنفذ المشاريع في كولومبيا، فبنت السدود والممرات المائية في النهر.

كان السلمون بالنسبة للسكان الأصليين مصدر للعيش والقداسة الروحية. أما اليوم، فهو مشروع مربح.

عام ألف وثماني مائة وست ستين، فتحت أول شركة لتعليب السلمون، كانت تعلب وتشحن مائتين وثمانية وثمانين ألف رطل من شرائح السلمون يوميا.

مجرد عامل صيني واحد، يمكنه أن يعلب عشرين رطلا من السلمون، بخمس وأربعين ثانية. كان يستغرق تعليب طن  السلمون  ساعة واحدة.

" كان الأمر بغاية البساطة حيث كان يشتري السلمون بخمسة سنت للرطل الواحد، هناك الكثير من السلمون، كان لكل صياد منطقة من النهر، ما عليه سوى الوقوف هناك ويرمي شباكه أو صنارته ليجمع كميات منه، فالنهر كان غني بعد بتلك الأسماك".

أسماك السلمون كانت تزدهر في مدن مثل أستوريا. التي طواها النسيان منذ نهاية تجارة الجلود. مهاجرين من الصين واسكندنافيا عملوا في صناعة السمك. وعام ألف وثماني مائة وثلاثة وثمانين، تنم تصدير ثلاثة وأربعين مليون طن من السلمون المعلب عبر نهر كولومبيا. إلى أن بدأ تطبيق إجراءات  تقيد أعمال الصيد، عام تسعين، بلغ انتاج السلمون نصف ما كان عليه قبل سبعة أعوام.

في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، عملت الحكومة الأمريكية على ربط الشرق بالغرب، وبدأ السباق في بناء السكك الحديدية للقطار.

" تأتي أهمية القطار من نوعية الناس التي جاء بها إلى مختلف المناطق وليس بالضرورة إلى الجانب الغربي من الشمال وحده".

 المهاجر الألماني هنري بيلر، جاء بأول قطار يعبر شمال القارة الأمريكية إلى نهر كولومبيا. ثم قام بيلر بشراء شركة إينز وورلد للمراكب البخارية في أوريغين، وبنى السكك الحديدية، على ضفاف النهر حتى بورتج. وأمسك بزمام السكك الحديدية على شواطئ المحيط الهادئ. خلال بضع سنوات، تمكن هذا الصحفي السابق، من التحول إلى واحد من أهم رجال الأعمال في أمريكا.

الخط الثاني للسكك الحديدية هناك، تم على  يد رجل الأعمال جيم يارد، الذي كان يربط بين شيكاغو  إلى سبوكين، ليعبر كولومبيا عند ويناتشي، أو عبر الكاسكيت، إلى لويزيانا.

" ألفت النظر هنا إلى أن تركيبة المهاجرين في نهاية القرن التاسع عشر كانت تختلف جدا عن أوائل المهاجرين الذي وصلوا إلى هناك".

لم تشحن القطارات البضائع والمسافرين بأسعار أقل وسرعة أكبر من أي وقت مضى، بل جاءت بوعود التطور، الرحلة التي كانت تمتد لستة أشهر أصبحت تستغرق أقل من أسبوع واحد.

" يمكنك أن تستقل القطار في مدينة شيكاغو لتنتهي بك الرحلة في سكولتن أو أبعد، وهويتك ما كانت تعني أحدا".

كانت سكك الحديد تنقل الأخشاب أيضا، بعد أن أصيبت أعمال التجارة بالخشب عبر النهر. عند الموانئ، كانت تشحن أطنان الأخشاب عبر المحيط الهادئ إلى كليفورنيا. كان يوجد ما يزيد من الخشب، لبناء مدينة صغيرة.  كان عملا خطيرا، ولكنه يستمر بجلب الناس، كان يعمل الكثير منهم بالمهنة ذاتها في الشرق.

مع بداية القرن الجديد، كان ينتقل إلى الشمال الغربي يوميا أكثر من ألف شخص. بعضهم للعمل في صناعة تعليب السلمون، وبعضهم في سكك الحديد، وبعضهم لزراعة الأرض.

فتحت سكك الحديد المجال لزراعة مليوني ونصف المليون هكتار للزراعة، فهي أراض خصبة، مع أن المعركة الكبرى التالي على ضفاف كولومبيا، كانت طمعا بمياهه.

مع بداية القرن الحالي، قام صهر صاحب سكك الحديد جيم بيل، ببناء منتجع على ضفاف كولومبيا، تشرف على جبال غود. ما زال حتى اليوم يعتبر شاهدا على العصر. عصر من الإرادة الجديدة، وشعب جديد، وأسلوب جديد في النظر، إلى هذا النهر الغربي.

--------

السلطة

"حاول الإنسان عموما، بما في ذلك الهنود، أن يغيروا واقع الكون، ليضعونه في خدمتهم معنويا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، كانت ثروة دائمة، نريد التمسك بها"

مع بداية هذا القرن، أصبح جوار نهر كولومبيا جاهزا للتطور، ولكن المشكلة هي الماء. رغم حقيقة أن هذا النهر الغربي يحمل ربع مليون ميل مكعب من المياه يمر في صحراء، بمعدل أمطار لا تزيد عن أربعة إنشات في العام الواحد.

جاء القطار بالمزارعين إلى ما يعرف بالإمبراطورية الهندية. ولكن الزراعة هنا قاسية، جعلت الكثيرين يهجرون مزارعهم، في الوسط الكولومبي.

يوم الثامن عشر من تموز يوليو من عام ألف وثماني مائة وثمانية عشر، قرأ المشتركين في صحيفة ويناشي، أكثر التقارير الصحفية إثارة في تاريخ نهر كولومبيا، الذي كتبه صاحب الجريدة روبرت وود. يتحدث التقرير عن فكرة، صدرت عن السيد بيلي كلاك، تدعو لبناء سد هائل، بالقرب من غران كولي.

يقول وود في تقريره أن المشروع يعتبر واحد من أهم الأعمال التي قام بها الجنس البشري على الإطلاق، إذ أنها ستعني تغييرا لم تشهده منطقة كولومبيا منذ عصر الجليد.

" عملية بناء سد، على نهر، هو أكثر الأعمال ضررا بالبيئة، التي يمكن أن يقوم بها الجنس البشري. ولا يعادلها سوءا إلا القنبلة الذرية. لأنك، حين تحاصر مياه النهر، تؤثر سلبا وباستمرار على حياة النباتات" .

لا يتفق الجميع على أن هذا هو الأسلوب الأفضل لسحب المياه من النهر إلى الأراضي الجافة، ولكن هناك سؤال عما إذا كان لا بد من حصر المياه.

معارضي فكرة السد، يقولون أن أفضل طريقة للري هي حفر مجموعة من الممرات المائي، ولكن معارضي السد، لم يثبتوا ذلك، فالكثير من المزارع التي بنيت على ضفاف النهر، تعمل بنجاح ما جعل الفكرة تستمر بالتداول  بين واشنطن واوريغين .

عندما ترشح فرانكلين روزفيلت لنائب الرئيس في انتخابات عام ألف وتسع مائة وعشرين ، أعلن لحشد من كولومبيا:" حين كنت أمر عبر نهر كولومبيا اليوم لم أكف عن التفكير بأن كل هذه المياه تهدر بلا جدوى في البحر".

" فكرة أنها ليست محاصرة، ولا تستخدم من قبل البشر كما يتمنون، عبر وضعها على الأرض وتحويلها إلى كيلوات وتصديرها إلى أماكن أخرى. إذا لم تستخدم المياه، ستصبح ملوثة".

المرشح للرئاسة هذه المرة فرانكلين روزفلت، ألقى أمام حشد أخر بعد اثني عشر عاما بعبارة تقول: أشهد أمامكم، أن محطة التوليد الكهربائية التالية التي تقوم ببنائها الحكومة الفدرالية يجب أن تتم بلا تردد على نهر كولومبيا".

عاشت أمريكا حالة من الكآبة حين اتخذ روزفلت هذا القرار عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين. اقترح اتفاقا جديدا، تفتح الفرص أمام الأمريكيين للعمل.

عام ثلاثة وثلاثين سمح روزفلت ببناء محطة توليد الطاقة على أحد الممرات الواقعة إلى الأسفل من نهر كولومبيا. عمل في بناء السد أكثر من عشرة آلاف شخص. قتل سبع وسبعين شخصا أثناء مشروع البناء. حين تم الانتهاء منه عام ألف وتسع مائة وواحد وأربعين، تحولت إلى أكبر بناء من الإسمنت، في العالم.

ترافق بناء السد مع اشتعال الحرب العالمية الثانية، ما زاد عدد سكان واشنطن بما يقارب الضعف، خلال السنوات السبع التالية، مع تسابق الناس للعمل في المصانع الحربية هناك.

بعد انتهاء الحرب بدأت مياه السد تروي المزروعات.

" تم الإخلال بتاريخ النهر كما نعرفه منذ ملايين السنين،  وذلك بطريقة أساسية، خلال خمسين عاما. وهذه فترة قصيرة للغاية، وكمؤرخ أرى هذا الحدث بأنه ضغط مبالغ فيه".

هكذا تغير إلى الأبد نهر كولومبيا الغربي. إذ تم تدجينه بعد أن كان  وحشيا ليتحول إلى مجموعة من المستوعبات المائية التي تستعمل محطات لتوليد الطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الذي كان يوما نهر المخيلة، أصبح اليوم أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهربائية ، على وجه البسيط.

-------

" أعتقد أن هذا النهر أشبه بالمغناطيس بالنسبة لشعبنا لا نستطيع الابتعاد عنه، كلما ابتعدنا نعود إلى حيث ولدنا يوما، وكأنه الطريق الذي تتبعه أسماك السلمون".

في ذكرى ميلاده السابعة والستين، شاهد المهندس المدني ماديسون جي دوري، رؤية أو حلم، فبنى مركبا سافر عبر ألف ومائتي ميل في نهر كولومبيا، كان ذلك عام أربعة وعشرين، حين كانت فكرة بناء السد تخضع للنقاش بعد، لم يكن متأكد من مصير النهر، ولكنه متأكد من أنه سيتغير، فجال على برك الصيد والشلالات الطبيعية المنتشرة فيه، وواجه صعوبات في عبور بعض المناطق المحيطة بها، شاهد أثناء رحلته أكثر من مائة شلال متنوع، قبل وصوله إلى المحيط. بعد موته، لم يبق أي منها.

ولكن هذا الشعب ما زال يحمل روح شعبه، والصور التي حفرت على ضفافه. مختلف ملاحيه ، ومحاولاتهم للبقاء على سطحه، وتجاره ومبشريه، وجنرالاته وزعمائه، صياديه، وعماله، ومزارعيه ومهندسيه، وفي مياه هذا النهر الغربي، مياه تأتي من أراض بعيدة جدا، مياه تسط من الأعالي وتتجلد، وتذوب وتفيض. تحمل هذه المياه، تاريخ أجدادنا، وأبنائنا، تاريخنا.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster