اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 تنامي العصابات
 

رجل عصابات

تتحدث هذه القصة عن تنامي العصابات في أمريكا، خصوصا سكارفاس كابوني وجورج بوغز موران.

وأكثر الأيام دموية في تاريخ شيكاغو، الذي توافق ومجزرة  يوم سان فالينتين .

في الحادية عشرة والربع، صباح يوم بارد ورطب من شباط فبراير، أجاب العريف توماس لوفوس من جهاز الشرطة في شيكاغو، على مكالمة تبلغه عن إصابة خمسة رجال في اشتباك وقع في مرآب نحو الشمال من شيكاغو.

رجل كنيسة ألماني يدعى هاي بول، هو الشاهد الوحيد على أكثر الأعمال دموية في تاريخ شيكاغو. مجزرة يوم سان فالينتاين.

بدأ كل شيء قبل عشر أعوام ،، في كانون الثاني يناير من عام تسعة عشرة، حين انقسمت البلاد على نفسها حول موضوع الكحول.

أصر المانعين، كما كانوا يطلقون على نفسهم، على اقفال جميع مصانع التعبئة  والحانات المنتشرة في أنحاء البلاد.

ليلة بعد أخرى كانت آلاف القرى والبلدات  الصغيرة  المنتشرة في أنحاء أمريكا، تشهد اجتماعات وخطابات تدعو لمنع المشروبات الروحية.

وجد الرئيس العتيد وارين جي هاردينغ، نفسه تحت ضغوط متنامية كي يمنع بيع واستهلاك الكحول.

جاء الدعم الأقوى لهذا المنع من مجموعات المرأة المعتدلة المنتشرة في أنحاء البلاد.

بعد أن فازت المرأة بحق التصويت دفعت لاستخدام تلك الأصوات لإصدار قانون يمنع المشروب والاتجار فيه.

والمفاجئ في الأمر أنهن حققن النجاح.

يوم التاسع والعشرين من كانون الثاني يناير من عام عشرين، بدأ العمل على تنفيذ  القانون الثامن عشر الذي أضيف على الدستور كبند تشريعي.

تحولت الولايات المتحدة بين ليلة وضحاها إلى بلد يمنع فيه بيع الكحول وتصنيعه أو نقله.

انتهت أيام حرية المشروب في البلاد بالكامل.

رغم ذلك عارض الملايين قرار المنع على اعتبار أنه يقيد حرياتهم الشخصية.

واستمر الكثيرين بالمشروب.

توقفت مصانع البيرة والمشروبات الأخرى بعد أن كانت تنتج ملايين الغالونات.

أجبرت مصانع الكحول الأمريكية التي كان معدل إنتاجها  يوازي البليون دولار سنويا.

ولكن رغم المنع، كانت بداية عام العشرين تعد بعصر مزدهر.

حملت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى معها الكثير من الثراء والتفاؤل، ولم يكن ذلك أشد وضوحا من كبريات المدن.

كان ذلك عصر الجاز

ولكن أي متاع هذا بغير المشروب؟

لتلبية التعطش الأمريكي للكحول نشأ نوع من الاجرام يعرف بالممنوعات.

أدى الاتجار بالممنوعات وتهريبها إلى إثراء  للعاملين فيها بين ليلة وضحاها.

بعد المنع تضاعفت أسعار الكحول كما تضاعف أعداد المقبلين على المشروب.

انتشرت مئات الآلاف من الحانات الغير مرخصة على طول أمريكا وعرضها.

وعمت المدن ملاه ليلية للمشروب والجاز والرقص.

عام أربعة وعشرين. عين إدغار هوفر مديرا عاما للإف بي آي.

اعتبر هوفر قرار المنع "تجربة نبيلة".

فقام بتدريب وحدات خاصة من عملاء المنع لتعزيز هذا القانون.

عرف أعضاء هذا المولود الجديد التابع  لدائرة الضرائب والهادف لتعزيز القانون، برجال تي.

من حيث الشكل، تبين وكأن عملاء الحكومة ينجحون في وقف عملية نقل المشروبات عبر البلاد.

 تجار الممنوعات كانوا يتمتعون بحرية كاملة في البحر، اما حين يدخلون المياه الإقليمية الأمريكية فهم عرضة الوقوع في أيدي حرس الشواطئ.

رسم حرس الشواطئ خطوطا حمراء حول الحدود الأمريكية.

وكان هناك الكثيرين ممن يرغبون بعبور تلك الخطوط.

سرعان ما تحولت بلدة صغيرة من تجار الممنوعات إلى مراكز تجارية ماهرة وناجحة.

عمل المدافعون عن القانون جنبا إلى جنب مع رجال العصابات للحؤول دون مرور الزجاجات عبر الولايات الأمريكية الثمانية والأربعين.

على رأس هذه العصابات الجديدة في شيكاغو ظهر ألفونس سكارفيس كابوني كأبرز رجالاتها.

ولد ألكابوني عام ألف وثماني مائة وتسع وتسعين، ونشأ في بيئة إيطالية قاسية في بروكلين، نيو يورك.

وقد حاز على لقب سكارفاسي، بالايطالية أي الوجه المشطوب، بعد أن اعترض إحدى الفتيات فهاجمه شقيقها بسكين وشطب وجهه.

عام ألف وتسع مائة وعشرين وصل ألكابوني ليلة مولده الحادي  والعشرين إلى شيكاغو وهو يحمل في جيبه أربعين دولارا.

كان ألكابوني طموحا منذ اللحظة الأولى ورأى أنه يستطيع هناك أن يبني شهرة وثروة له في شيكاغو.

سكن في بيت يؤجر غرفا صغيرة في شارع برين الجنوبي، الخاص بالجالية الإيطالية في شيكاغو.

كان أول عمل له لدى بيغ جيم كولوسيمو، رئيس أكبر علب الليل والمشروبات وحلقات المراهنة في شيكاغو.

على مدار السنوات الخمس التالية، تمكن بيغ من الوصول إلى القمة بعد أن أزاح كل من يقف في طريقه.

حتى أصبح الزعيم الأوحد عام ستة وعشرين.

أصبح سكارفاس كابوني معروفا في شيكاغو.

صارت له إمبراطوريته الخاصة  للهو والمراهنة إلى جانب الفندق.

ولكنها إمبراطورية مبنية على الابتزاز والدم.

في حين كان بيغ يتحكم بالجانب الغربي من شيكاغو، كانت تسود في الشمال قوة لا تقل عنها شأنا.

جورج بوغ موران، المعروف بأطباعه العنيفة والمسدسين الأسودين الذي يحملهما تحت حزامه باستمرار. بوغ هو لقبه الذي يحمله على اعتبار أن الجميع يظنه مصاب بالجنون.

في حين تميزت عصابة ألكابوني بأنها إيطالية، كانت عصابة بوغي إيرلاندية.  شكله الخارجي يوحي بانتمائه إلى شمال المدينة الواقع نحو الجنوب من نهر شيكاغو.

كان من الطبيعي أن ينتهي الأمر بالكابوني وبوغ موران بخلاف حول السيطرة على مناطق في المدينة.

سرعان ما تحول النزاع بين العصابتين إلى التعامل بمبدأ العين بالعين والسن بالسن، حتى بدأت ترتكب الجرائم بين العصابات التي تتحكم بغرب المدينة وشمالها.

هذه مجرد بداية لحرب الجرائم العلنية في البلاد.

حاول أحد رجال كابوني أن يعزز موقعه لدى سكارفاسو ويصفي حساب له مع  بوغي في الوقت نفسه.

كان اسمه فينسينسو غيبالدي، الملقب بجاك ماشين غان،ماك غورن.

جاء ماك غورن إلى الكابوني بخطة جريئة لعملية اغتيال.

ولكن جريمة كالتي يفكر بها ماك غورن تتطلب حرصا في التخطيط.

عمل ماك غورن طوال أسابيع على مراقبة تحركات بوغ ورجاله.

اكتشف بأن العصابة تقوم بتوزيع المشروبات خلف مكاتب إحدى شركات النقل.

وراقب بحذر شديد أوقات مجيء العصابة وذهابها.

تبين له أن هذا هو المكان الوحيد الذي يأتي إليه بوغ ورجاله معا وفي الوقت نفسه.

بمباركة الكابوني، ارتأى ماشين غان ماك غورن أن هذا هو المكان المناسب لعملية القتل الجماعية.

لجلب بوغ ورجاله إلى داخل المرآب،  أجرى ماك غورن اتصالا خاطفا قدم فيه عرضا لبوغ يعلم أنه لن يرفضه…

حمولة من المشروب الكندي  عبرت النهر حديثا مقابل سبع وخمسون دولارا للعلبة الواحدة.

قبل موران بالعرض.

تقرر التسليم في تمام العاشرة والنصف من مساء الخميس الرابع عشر من شباط فبراير، يوم سان فالينتاين.

في الثالث عشر من باط فبراير اجتمع ماك غورن بمجموعة من أربعة مجرمين. كانوا أربعة من المتفرغين لأعمال القتل المأجور من خارج المدينة، فلن يتمكن موران أو أحد من رجاله من التعرف عليه.

وضع ماك غورن خطة جريئة، سيتحرك القتلة بسيارة شرطة مسروقة على طول خط مدروس بحذر، بحيث يمكنهم الإقتراب من مسرح الجريمة والهرب منه دون أن يلحظهم أحد.

يمكنهم العبور إلى المرآب بارتدائهم ملابس الشرطة والادعاء بأنهم يقومون بجولة روتينية لمنع المشروب.

أخذ ماك غورن كل شيء بالاعتبار.

كان  يوم الرابع عشر من شباط فبراير من عام تسعة وعشرين باردا جدا. وقف ماك غورن في موقعه ينتظر وصول بوغ وعصابته.

توالى رجال بوغ إلى المكان المحدد مثل عقارب الساعة و قبيل دقائق من موعد العاشرة والنصف المتفق عليه.

بإشارة واحدة، بدأ العمل على تنفيذ خطة ماك غورن.

قام رجال الاستطلاع بدورهم.

وصل بوغ لحضور الاجتماع… فتوجه المجرمين بملابس الشرطة سريعا نحو شارع كليرك الشمالي في سيارة الشرطة المسروقة.

في المرآب وقفت عصابة بوغ تنتظر بفارغ الصبر وصول المشروب الكندي.

وصل بوغ متأخرا لبعض الوقت، أثناء عبوره لشارع كلارك الشمالي متقدما نحو العصابة، شاهد سيارة الشرطة تدخل الشارع.

خاف أن تكون إحدى  دوريات المداهمة فتابع سيره.

لم يتعرف القتلة الغرباء على بوغ.

فلا بد أنه قد أصبح داخل المرآب بالنسبة لهم.

تم اصطياد رجال بوغ  دون أن يكونوا على حذر.

أطلق القتلة ما يزيد عن سبعين رصاصة بأقل من نصف دقيقة.

قتل ستة رجال على الفور، ومات السابع في المستشفى لاحقا.

سمع إطلاق النار في جميع أنحاء المنطقة. ولكن حين خرج الشهود رأوا رجال الشرطة يعتقلون رجلين ويبتعدون عن حمام الدم.

كانت الخطة محكمة جدا، ولم يتركوا أي أثر للجريمة.

أما القتلة فقد غادروا شيكاغو خلال أقل من نصف ساعة. لم يتم اعتقالهم أبدا.

بعد بضع دقائق، وصل عريف الشرطة لوفتوس.

ثم تبعته الصحافة بعد ذلك بقليل.

قال أحد الذين عاينوا ساحة الجريمة ما يلي: أصبح في قدماي عقل أكثر مما  في رأسي، لم يسبق لهذه الأمة أن شهدت مجزرة جماعية كهذه.

صباح اليوم التالي أفاق الرأي العام على حقيقة وحشية مفادها أن أمريكا  أرض العصابات.

رغم التحقيقات والأبحاث الشاملة التي جرت، لم يتم الحكم على أحد بالمجزرة التي ارتكبت يوم سان فالنتاين.

ادعى ألكابوني أنه أمضى يوم سان فالينتاين مع عائلته في عقار له على شاطئ ميامي.

جيء بكل من بوغ وألكابوني إلى المحاكم ولكن ليس بتهمة تهريب الممنوعات أو القتل…

يوم الخامس من حزيران يونيو عام واحد وثلاثين، وجهت لألكابوني تهمة التهرب من الضرائب، وزج به في سجن ألكاتراس القاسي جدا والذي بني حديثا.

بعد ثلاثة عشر عاما من ذلك توفي متأثرا بمرض الزهري.

تعرض ماشين غان ماك غورن، العقل المدبر للمجزرة، للقتل بعد خمسة عشر عاما من جريمة سان فالينتاين.

عام تسعة وأربعين ألقي القبض على بوغ بتهمة السرقة.

ومات بعد عشرة أعوام من ذلك في السجن.

أثبتت مجزرة سان فالينتاين وثلاثة عشر عاما من منع المشروب للشعب الأمريكي أنه لا يمكن تشريع التصرفات الأخلاقية والاجتماعية للناس.

بعد ثلاثة أعوام من الركود الأمريكي أصبح الشعب مستعدا للتغيير.

عام اثنين وثلاثين تم انتخاب رئيس جديد هو فرانكلين روزفيلت.

من أولى إصلاحات روزفيلت أنه أعاد صياغة قانون منع المشروب.

وتم إلغاء المنع بعد أربعة أعوام من المجزرة.

رغم عودة أيام المشروب الحالية، إلا أن تأثيرات المنع قد حصلت.

لا بد من الاعتراف بقوة الجريمة المنظمة التي تستمر بالاستيلاء على البلاد.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster