اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 وسكانسن نهر الألف جزيرة
 

نهر ويسكونسين

إنها قصة لا يمكن أن يكتبها سوى هذا النهر. بالنسبة للسكان الأصليين من أبناء هذا الجزء من العالم، فهو أشبه بالطريق الواسع القديم جدا. بالنسبة للفرنسيين، فهو السبيل لحمل جلودهم الثمينة عائدين إلى باريس. وبالنسبة لجميع الأجيال، هو الحبل السري الذي يربط العائلات المتنوعة الأصول، فيما نسميه ويسكنسن. وقد بقي اليوم، كما سماه صانع الخرائط الاستعماري جوناثان كاربر، عام ألف وسبع مائة وست وسبعين. وسكنسن،  نهر الألف جزيرة.

" يأتي اسم هذا النهر من كلمة في لغتنا تلفظ أوست إسبين. وهي تعني النهر المتوجه غربا.

يبدأ نهر وسكنسن هنا في لوك ووديزير. وهو بلا شك شديد الانحناء. يتوجه جنوبا، حين ينساب نحو رايلاندر، واسا وستيفينس بوينت. فيصبح بقوة تكفي لحمل الأخشاب، التي بنت مدن الولايات المتحدة الأمريكية الأولى.

" نهر وسكنسن، كان مصدر منتوجات الغليشير. جاء الغليشير عبر وسكانسن منذ آلاف السنين، وأقاموا شبكة من القرى على ضفافه".

عميقا في الجنوب يدخل منطقة الديلتا، حيث تدل بعض الصور الخاصة بالحرب الأهلية هناك، عن جمال وروائع وسكنسن.

" شعبنا كان يعرف هذا الجزء من العالم، يعرف جميع جزره. أما عن شعورنا نحوه، فنحن نحب كل ما فيه، كل شيء".

عند بورتيج ينحرف نحو الجنوب الغربي، وينساب بين مرتفعات وسكنسن، حيث وقف المقاتل الهندي الذي بلغ من العمر أربع وستين عاما، للمرة الأخيرة، يقاوم ببطولة.

"عاش هؤلاء المتوحشين الجهلة  بمختلف عشائرهم، في هذا الجزء من العالم، لما يزيد عن خمسين ألف عام".

وينضم إلى المسيسيبي عند بريدوشين، حيث صنعت الثروات، ودمرت الحضارات. ثم يعبر أربع مائة وسبع وعشرين ميلا، ليحمل معه قصة أصولنا، ولماذا نحن هنا. يقول التاريخ أنه تم اكتشاف وسكنسن عام ألف وستمائة وأربع وثلاثين على يد جان نيكولاي. ولكن التاريخ المنقول عبر عشائر المانومني، و الوينافيغو والآجيغوا، تتحدث عن السكان الأصليين الذين أقاموا في وسكنسن، قبل قرون من وصول الأوروبيين.

=" كنا نسكن هنا، بسلام، ونعم كثيرة، وسعادة تامة".

=" لغاتهم معقدة جدا، وعلاقاتهم الاجتماعية مبنية على أسس جميلة، وهيكليتهم السياسية كانت فاعلة. كانوا يعرفون أراضيهم ومساكنهم، كانوا متحضرين جدا".

=" كان هناك مجتمع وحضارات وتبادل تجاري على أنواعه، ونزاعات مختلفة وحياة روحية، سادت حضارة جميلة تنبض بالحياة، بين مختلف الشعوب الأصلية التي سكنت هذا الجزء من العالم.

ليس بعيدا عن وسكنسن بالقرب من موسكدي، هناك مغارة تفتح نافذة على حضارات ما قبل التاريخ في أمريكا، التي ما زال أسلاف السكان الأصليين يسمونها عبادات وسكنسن.

" كان موقع بالغ الأهمية، ومكان هام بما يكفي لأن يحج الناس إليه من مسافات بعيدة جدا، لتمضية بعض الوقت. كأن هناك شيء هام يتعلق بهذا المكان. وأعتقد أن المرء حين يدخل إلى هنا، ينتابه إحساس بأنه يعود بالزمن إلى الوراء.

تتحدث الرسوم هناك، عن معتقداتهم بشأن العالم في ذلك الوقت، وكيف ينظرون إلى تاريخهم".

=" تحدثت التنبؤات القديمة لدينا قبل زمن بعيد من وصول الأوروبيين، قالت أنهم سيأتون، أن شعوبا شاحبة اللون ستأتي إلى هنا، وصفت ذلك بكل وضوح. وتابعت التنبؤات القديمة تقول:" هذا النوع من الأمور، المأساوية، والرهيبة والقاسية، سوف تصيبكم كمجموعة شعوب، ولكن ما سيحدث للأرض أيضا، هو الدمار".

-----------

الاتصال

"وصل إلى هناك وهو يرتدي ملابس صينية بمراسيم صينية ولواء كتب عليه بالصينية كلمة صداقة. كان يعتقد أنه في الصين.

أتساءل عما فكر به بعض الوينافيغوز أثناء عودتهم إلى البيت. ربما قالت إحدى الفتيات لوالدها: أبي من اين جاء هؤلاء؟ ليجيبها لماذا؟ فتقول: لا أعرف لماذا يعتقدون أنهم في الصين. (..)"

هذا ما تعرض له المستكشف الفرنسي جان نيكولاي، الذي لم يعثر على الصين، فنزل في غريت وودز، التي تبعد خمسة أميال عما يعرف اليوم، بالخليج الأخضر، حيث التقى بالوينافيغوز الذين أسموه، بالرجل العجيب.

" حين وصل الفرنسيون إلى هنا، التقوا بهذا الشعب، التقوا بشعب ودي مضياف وثري، فأصبحوا، أصدقاء وحلفاء".

أبلغ الوينابيغوز نيكولاي، عن ممر كبير نحو المياه الكثيرة. هذا الحادث المنفرد والمعزول، غير حياة جميع الأجيال اللاحقة، لمن كان له دور فيه.

"لدينا انطباع أولى عن وحشية الهنود. ولكن حين تتصفح في التاريخ مشاهد الاتصالات الأولى، ترى بأنها لقاءات إيجابية جدا. فحين التقى المنامني بالفرنسيين صافحوهم، وحين التقى هؤلاء بالوينابيغوز، أقيمت حفلة كبيرة على شرفهم. ولكن هناك عناصر أخرى مترابطة، فحين جاء البيض كانوا يحملون أشياء لا يعرفونها. كانوا يحملون أمراضا، أصابت الكثير من العشائر، بعد اللقاءات الأولى مات الكثير من السكان الأصليين. مات فعلا، مئات من المنامني والوينابيغوز معا، وعشائر الشيبوا أيضا"

كتب الأسقف ماركيت يقول في السابع عشر من أيار مايو من عام ألف وست مائة وثلاثة وسبعين:" أنا والسيد جوليت، بصحبة خمسة رجال وزورقين محليين، حسمنا الأمر للعمل والتعرض للعذابات، في سبيل المجد السماوي.  مساعي ماركيت وجوليت المجيدة، فتحت مداخل وسكنسن، وشمال القارة الأمريكية، على العالم. في غرين باي، سافروا مع دليل عبر نهر فوكس، حتى وصلوا بورتج. ساعد الدليل على تعريف الفرنسيين على ألفين وسبع مائة قاعدة، على شواطئ وسكنسن. ولم يتابع الدليل مسيرته. وصف ماركيت دخوله إلى وسكنسن بعبارة قال فيها:  "بمفردي في بلاد مجهولة".

" ليس من السهل أن نعرف مكان القنال الرئيسي، أو إلى أين المسير، حين  تنظر نحو أسفل مجرى الوسكنسن وترى تلك الجزر الصغيرة، والبحيرات المتعددة، والمياه في كل مكان، لا يمكن أن تعرف حتى أين أنت في صباح ضبابي كالذي يميز المنطقة".

" دخلنا إلى المسيسبي بسعادة لا توصف، يوم السابع عشر من حزيران يونيو". هذا ما كتبه ماركيت في مذكراته. استكشافات ماركيت وجوليت، مكنت فرنسيين آخرين من استكشاف الممرات المائية في وسكنسن. إنها طريق مائية واسعة، استمرت لمائتي عام، حين كانت  الحكومة الفرنسية تريد أن توسع الأراضي الفرنسية في وسكنسن،  كان الشعب الفرنسي، يريد القبعات.

"كانت قبعات طويلة حينها، وهي تصنع من جلود القندس،  وعام ألف وأربع مائة وتسعين، كان قد تم اصطياد جميع حيوانات القندس في أوروبا، باستثناء البعض منها في أماكن بعيدة من روسيا وغيرها.

أي أن حركات الهجرة الأولى خارج القارة الأوروبية كانت تسعى للعثور على الثروات الطبيعية مبدئيا، ومنها الرغبة في الحصول على هذه الجلود".

ثبت التجار الفرنسيون مواقع على ضفاف وسكنسن، إلى حيث يأتيهم السكان الأصليين بالجلود. وعندما يتم الانتهاء من التفاوض، تحمل الجلود في الزوارق، التي تتوجه عبر الوسكنسن إلى مجرى الفوكس، عبر البحيرات الكبرى، ومن هناك إلى فرنسا، لتباع هناك. يحمل تجار الجلود معهم بضائع أخرى في طريق عودتهم إلى وسكنسن. إنها رحلة تستغرق عامين، بأرباح عام واحد.

=" كانت تجارة عادلة بالنسبة للهنود، الذين سعدوا جدا  بها، إذ كانوا يحصلون على الإبر الحديدية، والقبعات والأقمشة".

="وجدت شعوبنا، فائدة في ذلك فمن الأسهل جدا أن تطبخ، اللحوم بالصاج الحديدي بدل غيره، فهو أسرع بكثير، ويطه اللحوم بشكل أفضل".

=" يحصلون على أفضل التبغ البرازيلي، وأفضل اللحوم الإيطالية المجففة".

=" كنا  نستمر باستخدام البلطة كوسيلة دفاعية وللصيد. كانت تلك ميزة العصر بكل بساطة".

تحولت الجلود إلى مصادر جديدة للسلطة على ضفاف وسكنسن، سبل العيش الجديدة بالنسبة للسكان الأصليين هناك، ومصادر لجمع الثروات لتجار مثل هركليز داوزمنت، الذي تحول إلى أول مليونير في وسكنسن. والمشروع الجديد، هو أن تجار الجلود شيدوا أول شبكة دولية للتبادل التجاري. ولكن لويس الرابع عشر، أراد المزيد.

" أراد الفرنسيون تشييد إمبراطورية فرنسية هنا في المنطقة الوسطى من سهول أعالي نهر وسكنسن، في مناطق مثل ميتشيغين. ولكن الفلاح الفرنسي ما كان يأتي إلى هنا، حيث يعاني الكثير ليتعود على الظروف، لهذا فكر الفرنسيون بتحويل المينامني والشبوا، عن دياناتهم، فأرسلوا المبشرين والجنود إلى هناك للعمل على جعل الهنود يعتنقون المسيحية، إنها حركة عظيمة عمل فيها اليسوعيين مثلا بين المنامني طوال عشرين عاما. ولكن في نهاية الأمر. لم ينجحوا في ذلك، على مدار عشرين عاما لم يتمكنوا  من تحويل اي منامني، على الإطلاق، كانوا سعداء جدا في حياتهم، ولم ينجحوا بتحويل الوينافيغوز عن دياناتهم أيضا، الذين لم يتعلموا الفرنسية بل بالعكس، فقد تحول بعض الفرنسيون ليصبحوا من الشيبوا، والوينافيغو، والمنامني".

=" يحكى عن الكثير من الفرنسيين الذين اعتنقوا حياة الهنود بالكامل، أعني بالكامل، بما في ذلك الحياة الروحية، اتخذوا لأنفسهم المعتقدات الدينية السائدة. هناك مجموعات من الهنود  حاولت الاستقرار والعمل في الأرض ضمن شبكة تجارة الجلود للتخلص من العيش بما يشبه الحيوانات، ليصبحوا أشبه بالفرنسيين يرتدون قبعات جميلة مثلهم".

=" كانوا يحاولون تلقين حضاراتهم للبيض، فوجدوا أنه من الصعب إيصال مدنيتهم للبيض".

هناك مقولة حكيمة للسكان الأصليين تقول:" لنأخذ الأشياء الجيدة من البيض، ونستخدمها في عيشنا الرغيد، أما الأشياء المؤذية، فلنتركها لهم".

-----------

النزاع

"قال أحد الغزاة "لا أعرف ما الذي يزعج هؤلاء الهنود البؤساء". وتوجه إليهم يتابع بسخرية " أخذنا أراضيكم، سرقناها بالكامل فما يزعجكم؟" .

 بدأت النزاعات تشتد، على ضفاف وسكنسن. انتصرت بريطانيا على الفرنسيين في الحرب الهندية الفرنسية عام ألف وسبع مائة وتسع وخمسين، وسيطرت بالكامل على التجارة المربحة على ضفاف وسكنسن، إلى أن تمكن الجيش الأمريكي من الاستيلاء عليه عام ألف وسبع مائة و ثلاثة وثمانين. لم يكن لدى الدولة الحديثة جيشا دائما.

" تقبلوا ذلك بكل هدوء  على اعتبار أن وسكنسن  تابعة لميتشيغين، وبما أنها من أراضي ميتشيغين يمكنهم الدخول إليها، للاستمرار في تجارتهم، حيث كانوا يعملون منذ ما قبل الحرب الهندية الفرنسية لهذا، ربما كانت أراض أمريكية ولكنه منطقة اقتصادية بريطانية، وبقيت هكذا حتى عام ألف وثماني مائة واثني عشر".

في طريقه إلى بايكس بايك، زار الضابط الأمريكي زيبيلان بايك، بريري دو شين، فكتب إلى واشنطن عن التجارة البريطانية، والأعلام البريطانية، والمجتمع البريطاني، جميعها في الأراضي الأمريكية. واقترح بايك بناء قلعة للولايات المتحدة، في بريري دو شين.

"لم يعجب ذلك سكان منطقة بريري دوشين، فطلبوا من الوحدات الأمريكية أن تتدخل لصالحهم لأنهم يعلمون بأن الأمريكيين سيأتون إليهم".

أرسل البريطانيون بعثة تتألف من التجار، وبعضا من حلفائهم الهنود، وجنود بريطانيين للتوجه إلى وسكنسن، ومهاجمة الأمريكيين عند ميناء شيلفي. كان من بين الحلفاء، المقاتل الهندي الأسطوري، بلاك هوك. المعركة الوحيدة التي شهدتها وسكنسن، سميت بحرب ألف وثماني مائة واثني عشر.

" لم يكن الجنود الأمريكيين يتوقعون الهجوم، الذي جاء عبر المياه الدافئة لشهر تموز يوليو الحار، الحصار المائي ساعد في ذلك، تمكن المهاجمين من إسقاط جدار القلعة،  فأجبر الجنود الأمريكيين أخيرا على الاستسلام  للقوة البريطانية".

بعد عام فقط من حرب  ألف وثماني مائة واثني عشر وقعت المعركة الأخيرة بين البريطانيين والأمريكيين، خرج بعدها البريطانيون من هناك، ليدخل الأمريكيين.

" بدأت المنطقة تشهد متغيرات مباشرة، لم يكن التعامل سهلا مع ألبيرت شيمبر الذي كان على رأس القوة حينها، وكان غاضبا من السكان البريطانيين حتى أنه قرر معاقبتهم بشدة، فصادر الأراضي التي كان يملكها ميشيل دي بوا ووضعه قيد الاعتقال، كما اعتقل جوزيف  ذي لاتن بتهمة أنه قدم التمويل للجيش البريطاني، أباد مناطق تجارية في بعض الجزر، كما أرسل بريد وا إلى سان لويس، ضمن إجراءات مشابهة، شارلز بينارد حوكم بتهمة بيع المشروبات الروحية للجنود، مع أنه كان يحمل زجاجة حول عنقه باستمرار ولكنه دون شك يبحث عن أي سبب لتعزيز القبضة الأمريكية. باختصار أهان جميع السكان هناك".

في العام نفسه، حمل الوينافيغو بعض الرصاص إلى بريري دوشين للتجارة. كانت مناجم الرصاص تحل محل تجارة الجلود، كوسيلة للعيش بالنسبة لعشائر السوك والوينابيغو. وحين ظهر للأعين مركبا يحمل سبعين طنا من رصاص المناجم الهندية في سان لويس، انتشر الخبر بسرعة.

" ما أن أذيع خبر يتحدث عن سبعين طنا من رصاص المناجم في سان لويس، حتى تنبه الجميع إلى مكامن الثروة الجديدة. فاحتشدت أعداد هائلة من الأوروبيين لتشيد بنى تحتية بدائية في مناطق وجود هذه المناجم. كانت الإمكانات محدودة وسبل الحفر تقتصر على العمل اليدوي، في جمع الصخور التي تحتوي على نسبة من الرصاص لتنقل على عربات تجرها الجياد.

أراد الأمريكيون ثروات مناجم الرصاص وأراضيها. المشكلة، هي ما سيفعلونه بأصحاب الأراضي، من عشائر السوك، ووينابيغو.

" كان شعبنا كريما، يحترم الضيافة، ويحب إرضاء الآخرين. ولكنه لم يكن يعرف أنهم يريدون كل الأرض".

الجمعية العامة التي أقيمت عام ألف وثماني مائة وخمس وعشرين، عقدت لقاءا بين السو، والوينابيغو والفوكس والمنامني، والسوك، والولايات المتحدة الأمريكية.

طلب الأمريكيون من السكان الأصليين، أن يضعوا حدودا. لم تشهد المنطقة مرحلة من السلام، بعد جمعية عام ألف وثماني مائة وخمس وعشرين.

" سجلت أحداث منها قيام مجموعة رجال الزوارق باغتصاب عدد من نساء عشائر الوينابيغو، تلا ذلك تعرض رجال الزوارق لهجوم من قبل عشائر الوينابيغو، فاعتبر هذا أمر لا يحتمل على اعتبار أن شبان الزوارق أبرياء يعترضهم المتوحشين. ساد تلك المرحلة نوع من العنصرية من قبل المسيحيين الذين اعتبروا المتوحشين بلا مدنية أو حضارة ".

الحرب التي حملت لقب وينابيغو صيف عام ألف وثماني مائة وسبع وعشرين، تميزت بانتشار الخوف، أكثر من المعارك.

العصفور الأحمر، أحد زعماء الهنود الحمر في بريري دوشين، غضب من حجم المناجم والمستوطنات  الأمريكية المتنامية  في أراضي وينابيغو، كما سمع بأن اثنين من أبناء وينابيغو، تعرضا للقتل، وهي شائعة ثبت فيما بعد أنها كاذبة، ولكن العصفور الأحمر سارع باتخاذ قرار الانتقام، أما الضحية فكانت عائلة غانييه. تعرض المزارع غانييه للقتل، وتمكنت زوجته من الهرب، بينما سلخ رأس ابنته، وعاشت.

" حرض ذلك السكان البيض على المتوحشين وتهديدهم المستمر، فردوا الصاع صاعين. وتكررت هذه الأحداث  على مدار العشرينات والثلاثينات والأربعينات".

انتشر الرعب بين سكان ضفاف وسكنسن. شوهد العصفور الأحمر بالقرب من بورتج، فخرجت وحدات من الخليج الأخضر، وتبعتها أخرى تعبر وسكنسن، من بريري دو شين. أصبحت الحرب أمرا واقعا. إلى أن وصلت أنباء تتحدث عن استسلام العصفور الأحمر.  كان يعرف أنه لا يستطيع التغلب على الجيش، وبعد اعترافه بما قام به من عمل انتقامي، أدلى العصفور الأحمر بخطابه الأخير الذي قال فيه:

" جئت الآن كي أضحي بنفسي للرجل الأبيض، لأن من واجبي حماية شعبي من ويلات الحرب. كان الرجل الأبيض يعدنا، بأن تكون المناجم لنا، ولكنه لم يسلمها لأصحابها. رأينا المقابر القديمة تستباح وتحفر، رأينا مزارعنا تقفل بعنف، لسرقة الذرة، رأينا نساءنا، تتعرضن للسلب والاغتصاب. رأينا البيض يسرقون أراضينا ومزارعنا وممتلكاتنا، وممراتنا المائية، عبر اللجوء إلى الكذب والخداع، ويجعلونا نبلغ الثمالة للتوقيع على  وثائق، دون أن نعرف ما نفعله. لا أريد لشعبي أن يتعذب، لا، فأنا جاهز، خذوني" .

الإخلاء

"كما قال أحد أبناء وينابيغو يوما، أصبحت أعداد السكان البيض أشبه بالأعشاب لا تحصى، المشكلة الآن هي بقاء العشيرة على قيد الحياة".

مصدر قلق السكان الأصليين هو البقاء على قيد الحياة على ضفاف الوسكنسن، مع بداية القرن التاسع عشر.

بدأ دانيل ويتني مشروع بيع الأخشاب إلى الشمال من الديل، قفز هيركوليز داوزمين من تجارة الجلود ليصبح وسيطا لبيع الأراضي، في بريري دو شين. كشف أول حاكم لمنطقة وسكنسن العتيدة،  عن عضلاته لوضع اليد نهائيا على مناجم الرصاص التابعة لوينابيغو.

" كان هنري داج  ما يزال بعد برتبة شريف في بلدية سانت جيفياف، حين تعرض لإدانة بعض القضاة لما ارتكبه من إساءات.  أما رده على ذلك فكان أن يقوم بضرب أعضاء المحكمة، بما يجبرهم على التنازل عن التهم الموجهة إليه. وبهذه الطريقة عاش حياته، عبر هذه الصورة القاسية، فكان من عادته دفع الناس من أمامه والدوس عليهم أما إذا احتج أحدهم وصرخ، ما كان يجري أحيانا فكان يتخلص منه".

وصل هنري داج عام ألف وثماني مائة وسبع وثمانين، ومعه العبيد للعمل في مناجم الرصاص، ووحدة قتالية للرد على الأسئلة المتعلقة برغبته في حفر المناجم في وينابيغو.

" حين وصل عناصر الجيش، يبلغونه أنه لا يستطيع الحفر هناك لأنها أراضي الوينابيغو وأن عليه الرحيل، قام داج بخداعهم قائلا أنه توصل إلى اتفاق مباشر مع العشائر، بأن يقدم لهم بضائع بالمقابل، وأنه إلى جانب من معه من رجال يمكن أن يشكلوا وحدة عسكرية وإذا ما أرادوا التأكد يمكنه أن يثبت ذلك".

جاء داج ورجاله بألعاب المراهنة، والقتال والعبيد إلى وسكنسن. واستمر على هذا المنوال بكل قدراته. سرعان ما وظف داج أكثر من عشرة آلاف رجل، للعمل، والدفاع عن المناجم.

" أصبح الأمر مخيفا، عشرة آلاف من عمال المناجم، وجميعهم مسلحين، يعاملون أصحاب الأرض وكأنهم مجرد حثالة، دون أن يدفعوا الإيجار. ماذا يمكن أن تفعل، استولينا عليها، فعلا، على كل حال، لمن هذه الأراضي؟ ليست للوثنيين، ليست للمتوحشين، وليست لمن نشأ خارج المفاهيم والتقاليد الأوروبية، بل لنا نحن".

جاء داج بآلاف إلى هذه المناطق، نمى سكان وسكنسن بسرعة أكبر في هذه الفترة، من أي مرحلة أخرى.

" حين وجد الوينابيغوز عشرة آلاف رجل من عمال المناجم المسلحين في أراضيهم. علق أحد زعماء الوينابيغو على ذلك بالقول: " إن واجبنا هو أن نضمن لأطفالنا مكانا للعيش، فإذا كان لنا موقف هنا سنتمكن من البقاء كعشيرة،  لهذا علينا أن نرى، ما يمكن أن نفعله".

التوسع السريع أصبح ظاهرة في أمريكا، هذا التعطش للاستيلاء على الأراضي، دفع الحكومة الأمريكية لإعلان سياسية تطالب بجميع أراض السكان الأصليين،  الواقعة إلى الشمال من نهر المسيسبي.

" مع دخول الأمريكيين، وخصوصا أبناء إنجلترا وأوروبا الغربية،  إلى الولايات المتحدة، كانت لديهم فكرة عن الهنود كمتوحشين وبدائيين وثنيين ليسوا مسيحيين بعد، يعيشون في ظروف بدائية أشبه بالعصر الحجري، وهذا مفهوم خاطئ بالكامل".

يوم السادس والعشرين من أيار مايو، وقع محاربين قدامى من الهنود الحمر، اتفاقية الإخلاء لعام ألف وثماني مائة وثلاثين مع الرئيس أندر جاكسون. ما وضع القانون بيد الولايات المتحدة لإخلاء السكان الأصليين من أراضيهم.

"لا نتعامل مع هذه الأمر كخطأ، بل ننظر إليه كتصرف  إنساني. فلا شك أنهم يتمتعون بحياة سعيدة، كمتوحشين يعيشون على لعبة الصيد،  فليذهبوا بعيدا ويتابعوا لعبتهم، ونستولي نحن على الأراضي".

تم الإخلاء بناء على اتفاق، تدفع الولايات المتحدة بموجبه ثمن الأرض، طلبت من سماسرة خبراء مثل هركليز داوزمن، للتفاوض مع الهنود على الشروط. منذ بدء التفاوض استعمل التجار قروضا في أعمال البيع، كان من الطبيعي أن يدفع التجار مسبقا للسكان الأصليين، بمختلف أنواع البضائع، بانتظار أن يأتونهم بالجلود في الربيع القادم. للإسراع بعملية بيع الأراضي، وعدت الحكومة الأمريكية بتسديد كل الديون التي على السكان الأصليين لدى التجار. سارع التجار بمضاعفة هذه الديون. ما أن وقع الاتفاق، حتى دفع للتجار من الأموال التي يفترض أن تدفعها الحكومة للسكان الأصليين، مقابل أراضيهم.

جمع داوزمن ثروات على طاولة المفاوضات، حصلت الحكومة على الأراضي، ليتم إخلاء السكان الأصليين في وسكنسن من بيوتهم.

 --------

بلاك هاوك

"ساد إحساس بضرورة أن يدافعوا عن أنفسهم، كان الخوف هو مصدر هذا الإحساس أكثر من أي شيء آخر، وهكذا بدأت حرب بلاك هوك الكبرى".

كانت آخر وقفة صمود للسكان الأصليين شرقي المسيسبي، مات فيها المئات، فسميت هذه المعركة الرمزية، بحرب بلاك هوك.

بعد اتفاقية  عام ألف وثماني مائة وثلاثين، نقل هنود السوك إلى أراض تقع غربي المسيسبي، أدى إخلاءهم إلى الضرر بكل جوانب الحياة  لدى عشائر السوك. من الصعب أن يفهم المرء، وخصوصا بالنسبة لزعيم السوك البالغ من العمر خمس وستين عاما، بلاك هوك، الذي كتب يقول:" يقول المنطق بالنسبة لي، أنه لا يمكن بيع الأرض، وأن الروح العظمى منحتها لأبنائها لتعيش فيها، ما حيوا عليها وزرعوها، لهم الحق في ترابها، لا يمكن بيع شيء، إلا إذا كان يمكن حمله.

" كانت رحلة العودة إلى قرية شاقة بالنسبة لبلاك هوك. ولكن ما هو أشد قسوة عليه هو أنه حين وصل إلى هناك وجد قبور أجداده قد حفرت وبعثرت عظامهم في كل مكان".

كاد بلاك هوك أن يفقد صوابه، وقرر أن يطالب بحق شعبه في وطنه التقليدي. وبدأ في البحث عن حلفاء يحاربون معه، فبعث برسالة إلى البريطانيين، الذين حارب معهم في حرب عام ألف وثماني مائة واثني عشر. وتم إقناعه بأن عددا من السكان الأصليين المبعدين أيضا سينضمون إليه في الحرب.

عبر بلاك هوك وما يزيد عن الألف من أتباعه نهر المسيسبي متوجهين شرقا،  يبعثون موجة من الرعب على طول الطريق.

" تعرض بلاك هوك عدة مرات وحين كان يرد على الهجوم كان يثبت بأن الهنود ما زالوا يتابعون المسير".

انتشر الخوف بين المليشيات. ثم بدأت المطاردة التي عرفت بحرب بلاك هوك.

وقد شارك فيها جيفيرسون ديفيس، وأبراهام لينكون، اللذان كانا من قيادات الحرب الأهلية العتيدة. كانت نيران المدافع، رمز الولايات المتحدة،   التي استعملت هناك مخيفة.

سرعان ما تنبه بلاك هوك أن لا مخرج له من الأزمة. فإذا ما حارب، سيحارب بمفرده، بعد تعزيز التواجد العسكري، وتضور شعبه جوعا، قرر الاستسلام للرائد ستيلمان، بالقرب من سيكامور سكريك في إلانوي. ما تبع ذلك في تلك المأثرة، هو شاهد على الغباء البشري، وارتكاب الخطأ.

كانت وحدات الرائد تشرب الكحول طوال الليل، وصلت رسل بلاك هوك يرفعون العلم، كانوا ثلاثة، ولكن بلاك هوك، ولكن بلاك هوك لم يكن متأكدا من طريقة استقبالهم فبعث بخمسة طلائع للبقاء في الأفق يراقبون رسله الثلاث لمعرفة ما سيجري…"

هاجمت المليشيا رسل السلام التي بعث بها بلاك هوك، وقتلوا اثنين منهم. ألغي قرار الاستسلام، رد بلاك هوك على الهجوم مباشرة. أدار عناصر المليشيا ظهورهم هذه المرة وهربوا. وحين توقف الجنود الخائفين، نشروا حكايات عن مذابح على أيدي الآلاف من الهنود.

" أما الحقيقة فهي أن أحد عشر من الجنود البيض قتلوا في تلك المعركة، ولكن هذه كانت محاولته الأولى للاستسلام والعودة من حيث أتى بعد أن ارتكب خطأ، إذ كان معه حشد من الشيوخ والأطفال والنساء، لم يكن مستعدا للمعارك، كان يعرف بأعداد الجنود التي تلاحقه، وهو مستعد للانسحاب.

هرب بلاك هوك شمالا إلى وسكنسن، شعبه الجائع أكل العشب ولحى الشجر، وكل ما تيسر للبقاء على قيد الحياة، والجيش، بضغط من الرئيس جاكسن، طارد بلاك هوك، بوحشية متنامية.

" عثروا في إحدى المناسبات على هندي يجلس على شاطئ إحدى البحيرات الأربعة في تلك المنطقة، فأطلقوا النار عليه مباشرة، لم يحاولوا استجوابه أو أخذه أسيرا، تبين لهم أنه يجلس على قبر زوجته، التي ماتت أثناء محاولات الهرب".

كان بلاك هوك يعلم أنه إذا وصل إلى نهر وسكنسن، سيتمكن شعبه من العودة إلى مخيمه المنفى. عمل محاربيه على تأخير الجيش بهجمات مصطنعة، حتى الحادي والثلاثين من تموز يوليو من عام ألف وثماني مائة واثنين وثلاثين.

فوق  مرتفعات وسكنسن، في ليلة دافئة وممطرة، عملت حفنة من المحاربين الشجعان على إشغال الجيش الأمريكي، ليتمكن شعب بلاك هوك من الهرب عبر وسكنسن.

هذه المناورة العسكرية أدهشت جيفيرسون ديفيس، التي قال حينها، بأنها أروع الصفحات  الاستراتيجية، التي شاهدتها يوما.

في تلك الليلة، بعد أن ضمن الأمان لشعبه، دعى بلاك هوك مقاتليه للتوصل إلى هدنة، ولكن الرسالة وصلت إلى وينابيغو، ولم تفهم. في الصباح رحل بلاك هوك ومحاولة أخرى لإنهاء الحرب. عزز الجيش وحداته، وطارد بلاك هوك عبر نهر وسكنسن، الذي توجه عبر اليابسة إلى نهر باد أكس. هناك، يمكن لبلاك هوك أن يترك شعبه يعبر المسيسيبي  بسلام.

"في عرض النهر استخدمت المدفعية البحرية لقتل الأطفال والنساء في النهر، وهم يحاولون الهرب".

لم يبق بلاك هوك عند مصب باد أكس، بل توجه شمالا لمواجهة الجيش، وما أن سمع بأن شعبه يتعرض للهجوم، انطلق عائدا إلى باد أكس، ولكنه  وصل متأخرا.

" حتى أنه لم يتمكن من الانضمام إلى القتال، إذ أن ما شاهده كان مذبحة جماعية لشعبة".

في السادس من نيسان إبريل من عام ألف وثماني مائة واثنين وثلاثين، عبر بلاك هوك وألف من أتباعه نهر المسيسيبي، وهم على ثقة، من المطالبة بوطنهم. في الثاني من آب أغسطس، بعد ثلاث محاولات للاستسلام، لم يبق سوى مائة وخمسين سوك على قيد الحياة بعد مذبحة باد أكس. واستسلم بلاك هوك رسميا، في بريري دو شين .

" أي أن حرب بلاك هوك، سجلت زوال الحياة الهندية، مع بداية التطور، في هذا البلد، كما نعرفه اليوم. إنها مأساوية فعلا إذا تأملت بها".

هي نهاية الحرب، أو نهاية الصفحات الأخيرة منها.

-------

العقارات

"إن كنت رأسمالي أو لديك أموال توظفها، إن كنت محاميا أو مساح أراض أو لديك مبادئ سياسة، كان هذا أفضل مكان تعيش فيه".

بعد إخلاء بلاك هوك وهزيمته، فتحت سهول وسكنسن للاستيطان. الرئيس جاكسون  عين هنري داج حاكما على أراضي وسكنسن المؤسسة حديثا. عقد  أول اجتماع تشريعي في بلفال. لبحث  أول شؤون الأعمال، وهو يتعلق بتحديد عاصمة الولاية الجديدة. استغل داج الظروف لتعزيز موقع المناجم في ماديسن .

" المندوب السياسي لداج هو جيمس دوين دودي من الخليج الأخضر، وصل إلى الاجتماع التشريعي، ليس كمندوب بل كجزء من اللوبي، يقال أنه وصل إلى هناك محملا بجلود البوفالو، وغيرها من أشياء ثمينة، وزعت دون مقابل بين التشريعيين، وهكذا تم بما يشبيه المعجزة، تم الاتفاق على أن تكون ماديسن كعاصمة لوسكنسن".

أصبحت وسكنسن ولاية عام ألف وثماني مائة وثمانية وأربعين. فشيدت المدن، وجمعت الثروات، ومات مئات الرجال.

الأخشاب التي قطعت من وسكنسن، شيدت مدنا مثل شيكاغو،  وسان لوي. وخلال سبعين عاما، نفذت بالكامل.

" حين يصل المرء إلى هناك، يشعر بالغيظ فعلا، أناس يعملون، وسط أجواء حارة جدا، وهم لا يعاملون كالبشر بل أشبه بالعبيد. ونساء فقيرات يعملن في تلك المدن، كمومسات. ماناغوا، وودروب، غرين باي، ستيفنس بوينت، أو كخادمات يغسلن في المطاعم وأعمال أخرى قاسية. حتى العمال الذين كانوا يدفعون الأخشاب إلى النهر، بين واسو ومجرى وسكنسن خلال عام واحد، قتل أكثر من مائتي رجل، وهم يعملون في الأخشاب.

دانييل وينبي قطع أو شجرة من أراضي وينابيغو، عام ألف وثماني مائة وسبعة وعشرين. الضابط جيفيرسون ديفيس ووحداته عمل في قطع الأشجار، وأنزلها عبر الوسكنسن، لبناء قلعة وينابيغو في بورتج، عام ألف وثماني مائة وثمانية وعشرين. وسرعان ما كانت تنفذ الأخشاب، كان المستوطنين  يرحلون إلى أعالي وديان النهر .

كان السكان يحملون الخشب إلى أسفل النهر، أما الصناعة فكانت تنمو في أعالي النهر، ومدن ستيفنس بوينت، واسا ووسكنسن رابيت، بدأت تزدهر، شيدت   المدن الأكثر  ازدهارا، على أنقاض الكارثة البيئية الأشد بؤسا. لم يفعلوا شيئا لتعويض الأشجار، وبعد سبعين عاما من بداية مشروع دانيل ودني لقطع الخشب، اختفت بالكامل.

حارب أبناء وسكنسن في الحرب الأهلية، ومن بينهم شاب مراهق من بلدة كيلوا القريبة من النهر. إش إش بانيت.

أعيد بانيت إلى بيته، بعد أن أصيبت يده وكادت تقطع. حين عاد إلى كيلوا، فتح ستوديو للتصوير. والتقط صورا للأطفال والعائلات وينابيغوز. ولكن صوره عن  نهر وسكنسن، جعلته مع الدلتا، شهيران. فتحول بينات إلى طليعة في التصوير، وأبا، للسياحة في وسكنسن.

انهمر الطلب على صوره لمختلف أرجاء النهر، من قبل هواة جمع المشاهد في جميع أنحاء أمريكا، لعرضها على أصدقائهم وعائلاتهم.

ثم أراد الناس أن يشاهدوا جمال النهر بأنفسهم، وهكذا ولدت السياحة في وسكنسن.

سرعان ما تنبهو في شيكاغو ومواكي ومدن أخرى، أنه ليس من الصعب ركوب القطار والمجيء إلى هنا لرؤية النهر بأنفسهم. وأخذت هذه الحركة بالتنامي تدريجيا، فكان هناك من يؤجر الزوارق لتلك العائلات  التي أصبحت تجد تسهيلات أخرى كالفنادق التي شيدت وأماكن التنزه والاستجمام بين غيرها".

"كرس كل حياته، لالتقاط أكبر عدد ممكن من الصور، ولكنه تنبه مع الوقت تعلم أن هذا لا يشبع حنينه للنهر، لهذا كان يعاود الخروج مرة أخرى ليلتقط صورة أفضل للصخرة نفسها. كان مثابرا يكرس كل اهتمامه للصور".

صور إش إش بينات، جلبت السياحة إلى وسكنسن، والتقطت آلة التصوير لديه سبل تنقل البشر سعيا وراء النمو. في واحدة من تلك الصور، تبع بانيت واحدة من أخر السفن المحملة بالخشب إلى أسفل النهر. والقطار الحديدي الذي يحمل غالبية بضائع وسكنسن، بطريقة أسرع، وأشد أمانا من النهر.

سيتذكر هذا النهر دائما، سيتذكر حكايات سكانه الأصليين، رحالته وتجاره، محاربيه وجنوده، وعمال المناجم على ضفافه، سيتذكر أبطاله، وبؤسائه، وعائلاته. نهر وسكنسن، بجزره الألف جميعها، سيتذكر دائما.

-----------

" إحدى سبل النظر إلى كلمة وسكنسن، هي عبر لغة المنامني، التي تعني، وسكوسا سيبيا، نهر وسكنسن، عبارة جميلة، تحمل كل المعاني، هي كلمة تعني، الأرض والشمس والقمر والنجوم والبحر والزهور، كل شيء. هناك حشد من المنافع في هذه الكلمة".

"نحن السكان الأصليين في هذا الجزء من العالم، نتمتع، بذاكرة في جينات دمنا، عن أسلافنا على ضفاف النهر".

" النهر لا يملأ الوادي فقط بل يعج بذاته أيضا بالحياة الوحشية، وهو ينضح بالجمال، وروعته وعظمته، وهو يعزز الفؤاد  بكل هذه الأحاسيس مجتمعة" .

" إنه الهوية، التي تعرف عنا ، من نحن ولماذا نحن هنا. يعرفني قبل أن أولد، وسيبقى بعد أن أموت، عبر الزمن".

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster