لغتنا تواكب العصر

عاصفة الصحراء 2

خريطة المعارك الهجوم الجوي فجر السابع عشر من شباط فبراير من عام واحد وتسعين، شنت قوات الحلفاء الجوية هجوما واسع النطاق على القوات العراقية في الكويت والعراق معا. أودى حجم الحملة الجوية للحلفاء بشبكة الدفاعات الجوية للعراق، وسرعان ما أصبحت طائرات الحلفاء تجول دون حسيب أو رقيب في أجواء منطقة النزاع. أطلقت وحدات الحلفاء العنان لتنوع كبير من الأسلحة المتفوقة للقيام بمهمة محددة. لم لبعض هذه الأسلحة أن استخدم في معارك حقيقية، نجد أحد الأمثلة على ذلك في صواريخ توماهوك العابرة، التي أطلق منها خلال الحرب ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين صاروخا، ضد أهداف معززة بدفاعات قوية، كما هو حال منشآت الرادارات الخاصة بقيادة الدفاعات الجوية، ومراكز الاتصالات الكبرى. كانت هذه ليلة من العمل الشاق. والحقيقة أنها لم تنته بعد، فهذه الجولة الأولى من الحرب. ستستمر صواريخ توماهوك بالانطلاق لأكثر من ستة وثلاثين ساعة أخرى، بالتعاون مع الهجمات الجوية التي تتم الآن فوق العراق. يمكن أن أخبركم الآن بأن الهجمات الجوية قد بدأت، وقد أخذت صواريخ توماهوك تضرب الأهداف العراقية في بغداد. وهناك اشتباكات جوية تجري في الجو الآن. نتتبع ما يجري الآن ونحن نترقب انطلاقة الصاروخ التالي من موقعه. يعتبر الصاروخ  العابر رأس حربي يزن ألف رطل، تنقله الطائرات وينطلق من على متن عدد من السفن والغواصات الحربية التي تملكها البحرية. وقد حقق إنجازا جيدا خلال الأسبوع الأول. أعتقد أن هناك خمسمائة صاروخ عابر في المنطقة موزعة على ست وخمسين سفينة. أعتقد أنه تم إطلاق ثلثها تقريبا في الأسبوع الأول. أي أن مائة وخمسون منها قد أطلق. يعتبر التوماهوك سلاح فتاك في هذا النوع من الحروب على وجه الخصوص. وقد سجل تقدما ملحوظا للبحرية.  كانت البحرية في الماضي من الناحية التكتيكية تعتمد على طريقتين لضرب العدو. أحدها نظام هجوم يعتمد على حاملات الطائرات. إيه ستة، وإيه سبعة، وإف إيه ثمانية عشرة. كانت لدينا أسلحة كبيرة، يبلغ قطرها ستة عشر إنشا تطلق من السفن الحربية التي أثبتت فعاليتها في فيتنام. ولكنها كانت عديمة الجدوى في مواجهة عدو أبعد وأكفأ. لهذا كانت البحرية تعتمد على أسلوب فريد لمقاتلة الأعداء، فنسقت بين السفن والغواصات البحرية بطريقة تقليدية، كانت تعتمد عليها للدفاع عن حاملات الطائرات، ما لم يعجب عدد كبير من ضباط البحرية.  جاء نظام صواريخ التوماهوك ليعطي سفن البحرية والغواصات فرصة للمشاركة في مقاتلة الأعداء. وقد لعب التوماهوك دورا هاما في هذه الحرب. والمؤشرات الأولية تؤكد أنه يعمل بفعالية فريدة. خلال المرحلة الأولى للحرب، اعتمد التوماهوك على دليل رادار للمقارنة الأرضية، أطلق عليه لقب تيركوم. أما في المرحلة الأخيرة فقد شغل الكمبيوتر على نظام الخرائط الرقمي الذي يقارن الصورة الرقمية للهدف، المخزنة في الذاكرة، بالصورة الفعلية تحته، ما يضمن دقة متناهية. جرت الحملة الجوية الحديثة على مراحل متلاحقة، لكل منها أهدافه المحددة. ولم تكن حرب الخليج لتشكل استثناء. كان ضرب الدفاعات الجوية العراقية من بين الأهداف الأولية لعملية عاصفة الصحراء المعلنة. هذا يعني القضاء على الصواريخ المضاد للطائرات ومنصاتها. والرادارات التي توجهها، ومراكز القيادة والتحكم التي تنسق بينها.  تعتبر الدفاعات الجوية أشبه بشبكة، تنطلق من مركز القيادة إلى المحطات المحلية، ومنها إلى مواقع الرادارات، التي تكشف الطائرة وتوجه الصواريخ، وأخيرا الصاروخ والأسلحة نفسها. بدأت حملة القضاء على الدفاعات الجوية بتدمير مراكز القيادة، التي تنسق بين أطراف الشبكة الدفاعية. فكانت الرادارات والصواريخ هدفا لها. أنجزت الموجة الأولى من الهجوم الليلي باستخدام طائرة الإف مائة وسبعة عشرة، التي تعجز الرادارات العراقية كليا عن كشفها. فما هو إذا؟ إنه قصف جوي مركز ودقيق. لن نعرف القصف العشوائي بعد الآن، بعبارة أخرى يمكن الانتظار ما يلزم لإسقاط عشرين قذيفة. إلا أن اثنتان منها ستسقطان في مكان صغير. لهذا من المحتمل أن تستخدم فقط لإصابة الأهداف الدقيقة. شيء ما لا بد من قصفه، كحصن للتحكم. هناك عملية قصف قامت بها الإف مائة وسبعة عشرة عبر فوهة هوائية فخرج الحطام من الباب. هذا هو تحديدا ما تتقنه هذه الطائرة. هناك قطاع دفاعي آخر غربي العراق. سبق أن قصفته الإف مائة وسبعة عشرة، وقد تم ذلك بجهد جماعيز عبرت الطائرة الثانية، وكان هذا الجزء من  المبنى يعاني من ضعف في البنية، سيستغل في هذا الهجوم. ستسقط القذيفة في هذه النقطة، ربما كان هذا مركز قيادة في بغداد. إنه مركز قيادة الوحدات الجوية. تأمل في جميع أرجاء المبنى أثناء تحليق الطائرة من حوله، لتسقط القذيفة وسط المبنى. خلف الإف مائة وسبعة عشرة، تنطلق القوة الجوية إف أربعة جي،وايلد ويزيلز، التي تهاجم مواقع الرادارات العراقية الهامة، بصواريخ هارم المضادة للرادارات. تكمن مهمتها بتعطيل  دفاعاتها الجوية، إنها أول من يدخل وآخر من يخرج. تستغرق مهمة وايلد ويزيلز في هذه الحرب أربع ساعات فقط. هذه فترة طويلة للمقاتلة، التي عادة ما تستغرق مهمتها ساعة واحدة، أو ساعة ونصف الساعة على الأكثر. أي أنها تدخل المنطقة وتراقب حركة الرادارات ثم تتوجه إليه محملة بصاروخ مضاد للرادارات يستقر فيه. إنها تدعو الدفاعات لإطلاق النار عليها، أو على الأقل تبقي الرادار منهمكا، بحيث يمكنها تحطيم الرادار الموجه إيه إيه إيه، وردار السام الموجه، وموقع الرادار، أو كل ما يشكل خطرا على الهجوم الجوي القادم خلفها. حققت وايلد ويزيلز نجاحا منقطع النظير في تنفيذ مهماتها لتأمين سلامة طائرات الحلفاء الأخرى. طيار: كنا نطلق النار على السام، ونحاول إطلاق النار على هذه التي لا أعرف ماذا تفعل في المدينة. س: منصات السام في المدينة؟ طيار: حول المحوط. س: حدثني قليلا عن المقاومة التي تواجهك؟ طيار: الكثير من النيران الأرضية، والإيه إيه إيه، أعتقد أنه تم إطلاق صاروخ سام واحد ولكنه كان بعيدا جدا. فكان من الصعب الخروج بسبب الدخان الكثيف هناك. س: أي أن شيئا لم يقترب منك؟ طيار: كلا، وهنا يكمل جمال النظام، نستطيع البقاء بعيدا، وليست هذه مشكلة بالنسبة لنا، من السام على الأقل. الرصاص هو الذي يخيفني.   التفوق الجوي يعتبر واضعو الخطط العسكرية الأمريكية بأنه لا بد من التفوق الجوي والبري للضمان نجاح الحملات. اكتسبت المرحلة الأولى لمعركة التفوق الجوي عبر طائرات مقاتلة من طراز إيف خمسة عشر إيغل، التابعة لجناح القتال التكتيكي الأول. كان الطيارون يحلقون بطائرات حربية تحمل لقب كابس. لحماية وايلد ويزيلز ومهاجمة طائرات من المقاتلات العراقية. انضمت إلى طائرات إف خمسة عشر في مهماتها وحدات من طائرات إف خمسة عشر السعودية، والتورنيدوس البريطانية، والبحرية الأمريكية إف أربعة عشرة تومكات. وكانت هذه تواجه أكثر من أربعمائة مقاتلة عراقية. بما في ذلك السوفيتية المتقدمة ميغ تسعة وعشرين فولكروميس، وميراج إف واحد الفرنسية الصنع، نذكر هنا أن العراق لم تتحدى وحدات الحلفاء في التحكم بالجو. كان الكابتن ستيف تات، متورطا في المعارك الأولى الطاحنة في ساعات الصباح الأولى من السابع هشر من كانون الثاني يناير. كنا في الموجة الأولى لمنطقة بغداد ليلة أمس،  انطلقنا في تمام الواحدة والنصف، وقد خرجنا في مهمة دعم للوايلد ويزيلز، إف خمسة عشر إي. ومجموعة من الطائرات الأخرى تتضمن إي إف مائة وأحد عشرة كانت قد خرجت باتجاه الجنوب الشرقي لبغداد. كانت مهمتنا الرئيسية تكمن في الصعود إلى هناك وتطهير كل السبل التي تشكل خطورة عليها. استغرقت المهمة حوالي أربع ساعات، انطلقنا حوالي الواحدة والنصف، وتوافق ذلك حوالي الساعة الثالثة والربع في التوقيت المحلي. توجهنا شمالا. وصلنا إلى الهدف حوالي الثالثة وخمسون دقيقة جنوب شرق بغداد. وكان للأواكس دور هام في ذلك، إذ شكلت موقعا لنقل الأوامر والتحكم في كل شيء. كانت تخبرنا بكل ما يجري حولنا بالتفصيل، ما هو نوع الطائرات القادمة إلينا، وما هو عددها، وقد نجحت في ذلك فعلا. أعتقد أن الأواكس قامت بعمل رائع جدا. عندما وصلنا إلى الشمال، ضربنا الهدف المحدد لنا ثم بدأنا نتفرغ لهم. لم يكن في الأجواء تهديد فعلي لنا حينها، مجرد بضع ضربات متقطعة جاءت من طائرات سرعان ما لاذت بالفرار محاولة الاختباء أو البحث عن قواعد متفرقة لها إذا وجدت. ما أن وصلنا إلى المنطقة المحددة حتى أخذنا نعمل على تطهير الحقل الجوي جنوب شرق بغداد للإف مائة وأحد عشرة بتوجيه ضربة شديدة هناك. وصلنا إلى هناك في تمام الرابعة إلا عشر دقائق حيث بدأنا الاشتباكات. بلغنا من الأواكس أن هناك مطارد معادي يهدد اليار رقم ثلاثة. كنت في الوقت نفسه أنحرف باتجاه الشرق. بعد أن أكملت انحرافي التقيت بطائرة لا تشبه الإي إف إس التي لدينا، وتنبهت من شكل الطيار أنه ليس منا. ثم تنبهت لاحقا إلى أنها طائرة من نوع إف واحد، كانت تحلق على ارتفاع ثمانية آلاف قدم متوجهة إلى غرب بغداد، إي نحو رجالي الثالث والرابع. اعتبرنا في تلك اللحظة أنها طائرة معادية. استعنت على مسافة اثني عشر ميلا بصاروخ راداري من نوع فوكس واحد. بدا كل شيء على ما يرام، وكنت أفكر باستخدام صاروخ آخر، ولكني لم أجد بأي تشويش فاكتفيت بالصاروخ الأول.  رأيت على مسافة أربعة أميال مني كتلة كبيرة من اللهب. رأيت جزءا من الطائرة يحلق بعيدا عند انفجارها. كان الوقت ليلا بالطبع فلم أتمكن من رؤية المظلة أو غيرها. كانت كتلة لهب هائلة، لا أعتقد أن أحدا خرج منها حيا. المقاتلات العراقية الوحيدة التي خرجت بأعداد كبيرة هي الميغ تسعة وعشرون فولكروم والميراج إف واحد. لقد أبدا العراقيون مقاومة محدودة أثناء الحملة الجوية. بلغ مجموع الطائرات العراقية التي سقطت أثناء النزاع خمسة وثلاثون طائرة. بينما لم تسقط أي طائرة للحلفاء أثناء المعارك الجوية. من المدهش حتى الآن أن القوات الجوية العراقية لم تفعل شيئا حتى الآن. وكأن طائراتهم كانت تأتي إلينا لنسقطها. يبدو أن غالبية الطائرات ما زالت تحت الأرض. لقد سمعنا في الأسبوع الأول عن تقارير عسكرية تؤكد أن ثمانون بالمائة من الطائرات ما زالت على حالها في مئات الملاجئ. إي أنها لم تشارك في الحرب وأن المعارك كانت اعتيادية. اذهب حتى السادسة وأسقطها. جرت عملية الإسقاط المضاعفة الوحيدة على يد طيار سعودي التقى بطائرتي إف واحد ، ويبدو أنه لم يواجه أي مشكلة في إسقاطهما معا. هذا ما شاهده طيار الإف خمسة عشر السعودي أثناء الاشتباك. لا شك أن الميغ تسعة وعشرون تتمتع بكفاءة عالية. وما زالت برأي حتى الآن أفضل طائرة قتالية سوفيتية شيدتها الأجيال المعاصرة. ولكن البراعة في هذه الحرب تعتمد على التدريب. يمكن أن تضع طيارا لا يتمتع بالتدريب اللازم في طائرة عالية التقنية، ودفع إليه بطيار مدرب على متن طائرة قديمة، ليفوز هذا الأخير. أعتقد أن التدريب هو الذي يحسم الأمر على الدوام. أرى أنهم لا يستخدمون كل البراعة التي لدى الطائرة. لقد أسقطنا عشر طائرات من نوع ميغ تسعة وعشرين، لم تتمتع أي منها بالقدرة اللازمة على المناورة. لهذا كانت الحالة بالنسبة للغالبية العظمى لهذه الطائرات أنها تنطلق في الجو ولكن دون أن يفعل الطيار شيئا يذكر، فيتم إسقاطها بسهوله. أعتقد أننا لا نرى ما يمكن أن تفعله الطائرة فعلا. اعتمد الجانب الآخر من التفوق الجوي على تدمير القواعد الجوية العراقية. كانت غالبية الطائرات محمية في مئات من عنابر الإسمنت. جرى تدمير الطريق الذي يربط بين العنابر والمدرجات باستخدام أسلحة متخصصة، بدل أن تبذل الجهود المضنية لتدمير كل من هذه العنابر. أوكلت هذه المهمة الخطيرة لفرق تورنيدو البريطانية، باستخدام قذائف الجي بي مائتان وثلاثة وثلاثون المتخصصة بتعطيل المدرجات، ذلك أنها تنشطر وتطلق عشرات القذائف الفرعية التي تنتشر في أرجاء المدرج وتعطله كليا. تعرضت وحدتي التورنيدو البريطانية إلى خسائر بنسبة تفوق العناصر الأخرى من القوات الجوية للحلفاء. فقدت خمس طائرات من نوع تورنيدو في معارك وقعت خلال الأسبوعين الأولين من الحرب، كانت التورنيدو تقوم بمهماتها مستخدمة رادار يستخدم لمراقبة الأرض. أي أن الطيار لا يستطيع رؤية الأرض من تحته وعليه أن يعتمد كليا على ما لديه من أجهزة. مع حلول الأسبوع الثالث من الحرب، وبعد فرار ما تبقى من القوات الجوية العراقية إلى إيران. حولت التورنيدو أهدافها من مهمات ضرب المدرجات إلى نوع آخر من الضربات. هنا تحمل إحدى الفرق قذائف تقليدية لضرب مستودعات الذخيرة والصواريخ العراقية. إنها حرب ديناميكية فعلا. نبحث يوميا هنا عن تكتيك جديد ونحاول المحافظة على عنصر المفاجأة. من الطبيعي جدا أن نغير تكتيكنا، وهجماتنا وارتفاع طائراتنا وغيرها. أي أنها ليست مسألة هجوم مباشر. والحقيقة أنك إذا أخذت بعيد الاعتبار عدد الإغارات ستتأكد بأن الخسائر التي وقعت قليلة نسبيا. بل هي أقل مما توقعه الجميع. أي أنها طبيعية في هذا النوع من الحروب. كانت طائرات تورنيدو جي آر واحد الهجومية مدعمة بطائرات تورنيدو إف ثلاثة المقاتلة، التي تتمتع بكفاءة عالية في الأداء، وتتسلح بصواريخ جو- جو بدل القذائف، لهذا كانت تقوم بدوريات جوية لتفادي اعتراض المقاتلات الجوية العراقية. استخدمت الوحدات الجوية الفرنسية فيالخليج طائرات جاغوار القتالية، المعززة بأنواع مختلفة من الأسلحة التي تشمل القذائف التقليدية والصواريخ الدقيقة الإصابة من نوع آه إس ثلاثون إل، والتي تعتمد على أشعة ليزر المحمولة مع الصاروخ على الطائرة.تستعرض هذه الكاميرا عنبر عراقي أثناء تدميره بصاروخ من نوع إيه إس ثلاثون إل. جاءت التغطية الكاملة لهذه المهمة من طائرة ميراج ألفين التابعة للفرقة المقاتلة الخامسة.   ضربة الصحراء اعتمدت وحدات القوات الجوية للولايات بشكل رئيسي في عاصفة الصحراء على الإف مائة وأحد عشر، التي لم يكن طيارو الجناج القتالي الثامن والأربعون لها غرباء عن القتال، بعد أن شاركوا في ضرب ليبيا عام ستة وثمانون استخدمت هذه الطائرات للقيام بمهمات ليلية كانت الدقة فيها هي الأهم. باستخدامها الباف تاك، واعتمادها على القذائف الموجهة بالليزر يمكن لهذه الطائرة أن توقع إصابات مدمرة للخنادق والجسور. تنطلق هذه الإف مائة وأحد عشر لتنفيذ مهمة أخرىفوق العراق، وهي مسلحة بقذائف من عيار جي بي يو خمسة عشر الموجهة بالليزر. تخصصت هذه الطائرة خلال عاصفة الصحراء بالعمليات الليلية تحديدا. رغم أن الوايلد ويزيلز وغيرها من الطائرات المضادة للرادار قد أتلفت شبكة الدفاعات الجوية، ولكن العراق حافظت على كثير الأسلحة التقليدية المضادة للطائرات بالاعتماد على الرؤية المجردة. كانت هذه الأسلحة عديمة الجدوى تقريبا في الليل، ذلك أن الإف مائة وأحد عشر كانت تضرب من على ارتفاع منخفض ومتوسط، مستخدمة رادارات تتبع أرضي للملاحة الليلية، عادت هذه الطائرة لتوها من مهمة  فوق العراق قامت خلالها بالانخفاض على طريقة تعرف بالتي إف، إسقاط قذيفة هناك. طيار: عند الوصول هبطت على طريقة تي إف لإسقاط الحمولة من على ارتفاع منخفض. س: وما هو انخفاض إف تي؟ طيار: إنها عملية انخفاض أوتوماتيكية تعتمد على رادار التعقب الأرضي، الظلام حالك في الليل ولا ند بدا من الهبوط بالرادار، لهذا نعتمد على الأجهزة وحدها. س: على أي جانب من الحدود؟ طيار: على هذا الجانب من الحدود فقط. نقوم بعبور الحدود على ارتفاع منخفض، وبسرعة تزيد عن ستمائة عقدة. كنا أثناء الهبوط نحصل على بعض الإرشادات عبر الأجهزة تقول بأن الرادارات تكتشفنا. كان التأكد من أنهم يعرفون أننا قادمون، وعدم قدرتنا على رؤيتهم يثير القلق والتوتر، رغم اعتمادنا على الأجهزة. كنا نعتمد على الدخول على ارتفاع منخفض ثم نعلو على ارتفاع خمسة آلاف قدم، لنرمي القذائف ثم نتحول عن الهدف، ونبقى على مسافة قريبة حتى نشاهد الانفجار، فننطلق عائدين على ارتفاع منخفض، ما يمنح ضابط نظام الأسلحة زاوية رؤية أفضل، ويعطي القذيفة مزيدا من الطاقة. الباف تاك المعلق في أسفل الإف مائة وأحد عشر، هو العنصر الرئيسي لضمان دقة الإصابة بالليزر، ذلك أنه يعتمد عل موجه بالليزر.  يعتبر ضابط نظام الأسلحة موجها لليزر نحو الهدف عبر نور عاكس للأشعة. تتمتع القذيفة بجهاز حسي في رأسها، يتلمس أشعة الليزر للتوجه نحو الهدف. جهاز القذيفة الحسي هو الذي يوجه الشحنة أوتوماتيكيا نحو الهدف. هذه صور فيديو للطائرة وهي تهاجم حقل جوي في العراق. وكانت وحدات هجومية أخرىفي الخليج معززة بطائرة إف خمسة عشر سترايك إيغل الجديدة، التي تتمتع بمقعدين بدل المقعد الواحد الذي لدى المعترضة. يتولى من في المقعد الخلفي تشغيل رادار التتبع الأرضي وحواس الهدف، تماما كما هو الحال في الإف مائة وأحد عشرة إف. يساعد ذلك فرق الإف خمسة عشر على القيام بمهماتها على ارتفاع منخفض، وذلك تحت جنح الظلام، وذلك خلال المرحلة الأولى من الحملة الجوية. يمكن للطيار أن يرى الهدف مستخدما أنظمة صور الرادار كما نرى هنا، حيث يبدو أنه يتفحص الحقول الجوية ويختار الأهداف. تتمتع الإف خمسة عشر أيضا بنظام لانتيرن للهجمات الليلية، الذي يمنح الطيار ومساعده بصور حرارية للمنطقة التي أمامه. يمكن للمساعد أن يستخدم نظام الرؤية الليلي لاختيار الهدف الذي يحدده الرادار بدقة. ساهمت هذه الطائرة مع الإف مائة وأحد عشر في حملات قصف المدرجات، باستخدام القذيفة الفرنسية التصميم مارتا دوراندال، صاروخية الاندفاع، والتي تغوص عميقا تحت المدرج، لتنفجر بعد لحظات من ذلك. إلى جانب هجمات الطائرات المتخصصة، استخدمت قذائف المقاتلات في عمليات عاصفة الصحراء للقيام بغارات على تشكيلات الجيش العراقي. تولت طائرات الإف ستة عشر المقاتلة والقاذفة القيام بهذه المهمات لصالح القوات الجوية الأمريكية. قاد غالبية التشكيلات الجوية التي ساهمت في هذه العمليات طيارين من الحرس الوطني الجوي، الذين رسموا علامات ترمز إلى مؤسستهم على ذيل الطائرات، كما هو حال سيراكوس نيو يورك وكارولاينا الجنوبية.كان هؤلاء الطيارون عشية حرب الخليج يقودون طائرات تجارية بينما كان فريق العمل الأرضي يقوم بأعمال مدنية عادية هناك. لعبت الإيه عشرة والتي يلقبها طياروها بالوارثو، دورا فريدا في حملة عاصفة الصحراء الجوية. فقد صممت للقيام بعمليات دعم جوي قريبة المدى، ومهاجمة أرتال الدبابات  والمدافع، وذلك بالأسلحة الرشاشة والقذائف والصواريخ الموجهة، المسلحة برؤوس من عيار ثلاثين ميليمترا، قادرة على اختراق جانب المدرعة وأعلاها. تتمتع هذه الطائرة بالقدرة على التحليق المنخفض ومواجهة أنواع كثيرة من النيران الأرضية، ما يساعدها على البقاء لمدة طويلة على الأرض، بما يكفي للعثور على الهدف، ما جعل منها وحدة من أبرز أبطال قوات الحلفاء الجوية، ذلك أنها حلقت فوق ثمانية آلاف هدف محدد خلال الحرب، ضربت عددا كبيرا من هذه الأهداف التي شملت قواعد إطلاق لصواريخ سكود. رغم لفت الذخائر الحديثة الموجهة بالليزر لجميع الأنظار خلال الحرب، إلا أن أكثر من تسعين بالمائة من القذائف التي أطلقت على أهداف عراقية كانت عادية. نذكر من بين أبرز الذخائر الجوية التي استخدمت لدعم المهمات، ما يعرف بالقنابل العنقودية. تتألف القذيفة العنقودية من درع خارجي، محشو بعشرات أو مئات القنابل الصغيرة حسب المهمة المطلوب تنفيذها. تحتوي القذائف العنقودية المضادة للأفراد مثلا على مئات القنابل الصغيرة، الهادفة للقضاء على مواقف المشاة. أما العنقودية المضادة للدروع، فهي مصممة لتحمل كميات أقل من القذائف ولكنها أشد فعالية لضرب الدبابات والدروع على أنواعها. بعد إطلاق  القذيفة العنقودية يتحطم الغشاء الخارجي لتنتشر في الموقع المستهدف ضربه كميات القذائف الصغيرة الفرعية. يجهز فريق الإيه عشرة الأرضي لتعبئة القذائف العنقودية في الطائرة، لتنفيذ عملية ضد القوات العراقية التي تحتل الكويت. ولا شك أن لحظات الذروة في عمليات السلاح الجوي، أنجزت بفضل إصرار الطيارين، كما وبدعم عنيد من الطاقم الأرضي. علينا في الوقت نفسه أن نتذكر دور شبان الصيانة الأبطال، فالطيار يحلق في الأجواء وما شابه ذلك، ولكن هؤلاء هم من يضمن ذلك، هؤلاء هم الأبطال فعلا، الذين لا تزيد أعمارهم عن اثنين وعشرين عاما ومع ذلك فهم الذين يشغلون هذه الطائرات. إنهم الأبطال الحقيقيون هنا.   عاصفة من الخليج لعبت البحرية الأمريكية والمارينز دورا رئيسيا في الحرب الجوية. كانت طائرات توماك إف أربعة عشر تنطلق من حاملات الطائرات في الخليج العربي والبحر الأحمر، لتمول بالنفط  طائرات الإف خمسة عشر والتورنيدو الموازية لها والعاملة على الأرض. انطلقت مجموعات اللإيه سبعة القديمة أيضا للمشاركة في عمليات عاصفة الصحراء، وقد استخدمت للقيام بالعمليات النهارية، كما وضرب الحقول الجوية وأهداف حيوية أخرى. تتمتع طائرات البحرية بعنصر المفاجأة، ذلك أن حركة الحاملات تسمح لها بمهاجمة العراق من جهات غير متوقعة. كانت هجمات البحرية تعتمد بشكل رئيسي في عمليات عاصفة الصحراء على الإيه ستة إنترودير، التي تنطلقة من حاملات أمريكية على غرار يو إس إس رينجري، التي تمخر عباب البحر في الخليج. تتمتع هذه الطائرات بأنظمة رؤية ليلية أحدث من تلك التي استخدمت في حرب فيتنام. تأتي صور كاميرات المعارك هذه من الإيه ستة إي، إنترودير، أثناء قيامها بهجوم ليلي على المنشآت العراقية. تتمتع هذه الطائرة بجهاز حسي يسمى ترام يسمح لها بمهاجمة الأهداف ليلا نهارا. السلاح الفعال الآخر الذي اعتمد عليه في عاصفة الصحراء هو صاروخ سلام، الذي يعتبر نموذجا عن صاروخ هاربون المضاد للسفن، والمعدل لاستخدامه ضد الأهداف البرية. وهو يتمتع بجهاز حسي في الأنف يمكن ضابط السلاح من رؤية الصاروخ وتوجيهه مباشرة نحو الهدف. كانت وحدات المارينز الأمريكية تعتمد على مجموعات من طائراتها الخاصة، المشابهة لكثير من طائرات البحرية. وقد اعتمدت أثناء الحرب من بين هذه الطائرات على الإف إيه ثمانية عشرة هورنيت. تعتبر الطائرة القاذفة مقاتلة قادرة على الاشتباك مع الطائرات العراقية، أو ضرب الأهداف الأرضية. أثناء المرحلة الأولى من الحملة الجوية لعاصفة الصحراء، استخدمت مجموعات الإف إيه ثمانية عشر لمهمات ضرب الرادارات بصواريخ من نوع هارم، المشابهة جدا لنظيرة الوايلد ويسيل في القوات الجوية الفرنسية. كانت المارين هورنيت تحلق من القواعد الأرضية الواقعة حول الخليج، وهي تجهز لضربات مضادة لرادارات المواقع العراقية. شكلت الإيع في بي بي هارير جامب مؤخرة لمجموعات هجمات المارينز الأرضية أثناء عمليات عاصفة الصحراء. كانتهذه الطائرات تعمل من قواعد مستحدثة بالقرب من الخطوط الأمامية، لتقدم دعما جويا لعمليات وحدات المارينز البرية القريبة. أثناء قيام الإينترودورز والهورنيت بعمليات قصف في أعماق العراق، انكبت هارييرز على القصف الصاروخي داخل الكويت، لتدمير الوحدات الأرضية العراقية تجهيزا للهجوم البري. كي تتمكن هذه الطائرات من تحميل كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، كانت تلجأ إلى تفريق نصف حمولتها من الوقود، ولكنها أثناء التحليق كانت تملأ خزاناتها جواكما هو الحال في طائرة الكي سي مائة وثلاثون التابعة للمارينز. عمليات شحن الوقود في الجو لهذه الطائرات تسمح لها بتنفيذ عمليات في أعماق الوسط العراقي. تختص طائرات الوقود عامل دعم هام في توجيه مسار المعارك الجوية. تقوم طائرات الوقود هذه بشحن طائرات البحرية والمارينز المهاجمة.   حرب الصواريخ بعد تشتت الوحدات الجوية العراقية وسيطرة الحلفاء على الجو، أجبر العراقيون على استخدام صواريخ سكود لضرب مواقع في إسرائيل والسعودية، في محاولة لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة. يعتبرالناتو أن السكود هو نموذج  لصاروخ زيمليا آر سبعة عشر البالستي السوفيتي الصنع. وقد أضاف العراقيون بعض التعديلات على هذا الصاروخ ليصبح بعيد المدى وأطلقوا عليه لقب الحسين.  يعتبر الصاروخ الأصلي، أعني السكود الأصلي أو الآر سبعة عشر كما يسميه الروس، صاروخا قصير المدى نسبيا، إذ لا يعبر أكثر من ثلاثمائة كيلومتر، أو مائتي ميل فقط. أي أنه لا يعبر مسافات بعيدة يمكن أن ينال من أهداف تريد العراق إصابتها. يقال أن ما حدث أثناء الحرب بين العراق وإيران، أراد العراقيون إصابة طهران البعيدة جدا عن الحدود العراقية، فقامة بجمع ثلاثة صواريخ من نوع سكود معا وسحبوا منها خلايا الوقود. ثم قاموا بعد ذلك بتطويل الصاروخ وإضافة المزيد من الوقود إليه،  وفي الوقت نفسه تخفيض وزنه. مكنهم هذا التوافق بين تقليص وزنه وزيادة كميات الوقود فيه من مضاعفة مدى الصاروخ، من مائتين وخمسة وعشرين ميلا إلى ماي يقارب الأربعمائة وخمسين ميلا، ما مكنهم من ضرب طهران. وقد ساعدهم ذلك في هذه المجال أيضا على ضرب أهداف أمريكية في الظهران والرياض إلى جانب إصابة أهداف في مدينتي حيفا وتل أبيب داخل إسرائيل. أثبتت منصات صواريخ سكوت المتحركة بأعدادها الكبيرة أنها  مشكلة أكبر مما كان متوقعا.  كانت هناك مجموعتان أساسيتان من السكود ضمن إطار الحرب. تنطلق إحداها من على منصات متحركة، أما الثانية فعبر قواعد ثابتة. تتنقل الصواريخ المتحركة على متن شاحنات بثمانية إطارات. يطلق على هذه الشاحنة عسكريا لقب تيل، وهي ترمز لعبارة ناقل الصواريخ ومطلقها. ما يعني أن هذه الشاحنات تحمل الصواريخ كما تستطيع نصبها بشكل عامودي وإطلاقها. إنها شاحنة كبيرة جدا. كان هناك ستة وثلاثون منصة توزعت على فرقتين أو ربما أكثر. استقرت المجموعة الأولى شمال الحدود الكويتية إي في المنطقة الشرقية من العراق. وكانت هناك مجموعة أخرى تستقر نحو الغرب، أي أنه أقرب إلى إسرائيل في الصحراء الغربية للعراق. أما المجموعة الثانية فكانت ثابتة. ما جرى هو أن العراقيون بدأوا بصنع الصواريخ بأنفسهم، للتوصل إلى نموذجهم الخاص من السكود. ولكنهم لم يتمكنوا من بناء المنصات المتحركة، فاعتمدوا على قواعد أرضية بسيطة لنصبها. ثم قاموا بتشييد خنادق من الإسمنت، تعرضت أثناء الموجة الأولى من عمليات القصف إلى تدمير  شبه كامل. أما السبب في ذلك فهو أن هذه المنصات كانت مثبتة في الحقلين الجويين الثاني والثالث غرب العراق. أي أنها تستهدف إسرائيل بوضوح تام. ساد خوف كبير في المنطقة من أن ما يسعى العراق إليه هو توريط إسرائيل في الحرب. لهذا كانت هذه أول الأهداف التي دمرت. أما صواريخ سكود المحملة للفم تكن هدف أساسي، ولكن ما أن بدأت العراق تطلقها نحو إسرائيل والمواقع الأمريكية في السعودية، حتى بذلت قصارى الجهود في محاولة لتدميرها. يعود السبب في عدم دقتها إلى أنها صممت مبدئيا كي تحمل رؤوسا نووية. صممت هذه الصواريخ لأول مرة من قبل الجيش السوفييتي لإطلاق رؤوس نووية تكتيكية. ولكن تصديرها إلى العراق وليبيا يتطلب استخدامها لأهداف مختلفة، ذلك أن هذان البلدان لا يملكان رؤوسا نووية، بل تستعمل فيها بدل ذلك شحنات كبيرة من المتفجرات لهذا لا يمكن استخدامها لضرب الأهداف العسكرية بفعالية، ذلك أن دقتها شبه معدومة، بل يمكن القول أنها تسقط عادة على مسافة ميل واحد من الهدف. أضف إلى ذلك أنه إذا ما نصب الصاروخ بسرعة، كما كان يجري عادة على ما يبدو، تصبح دقة الإصابة أسوأ، ليخطئ الهدف بفارق قد يصل إلى سبعة أميال. أي أنه يعتبر صاروخ لنشر الرعبز يمكن استخدامه لقصف أهداف عسكرية كبيرة جدا، كما هو حال حقول الطيران التي شاهدنا منها الكثير في إيران مثلا. ولكن إذا أردنا تصنيفع بدقة نستطيع القول أنه سلاح كثيرا ما استخدم لضرب الأهداف المدنية الغير محمية. توصلت القوات الأمريكية إلى نظام صواريخ باتريوت لمواجهة هجمات الصواريخ العراقية، فنصبت قواعد لها في الأراضي السعودية. صنع الباتريوت في الولايات المتحدة ليكون مضادا لصواريخ الطائرات، ولكنه عدل عام ثمانين كي يتمكن من إصابة الصواريخ البالستية،  كما برز في التجارب التي أجريت عليه عام ستة وثمانين، لضرب قصف الجيش بالصواريخ. ترتكز وحدة نيران الباتريوت في صميمها على رادار متعدد المراحل، يقوم بتحديد موقع السكود القادم ومطاردته، ثم يوجه الباتريوت لاعتراضه. في تمام العاشرة إلى ربعا من ليلة أمس تلقينا انذارا باحتمال انطلاق صاروخ سكود، وبما أن المهمة الموكلة إلينا تتطلب استنفارا لمدة أربع وعشرين ساعة على أ{بع وعشرين، لم نحتج إلا لوضع اللمسات الأخيرة على بعض الأشياء. بعد قليل تلقينا المجموعة الأولى من الصواريخ المتوجهة إلى هذه المنطقة، فقمنا بتفجيرها في الجو على الفور. تستعرض هذه الصور أداء الباتريوت في ضرب صواريخ سكود. لم يسبق لصواريخ الدفاعات الجوية أن سجلت نجاحا بهذا المستوى. سجلت هذه الصدامات لأول مرة في التاريخ العسكري تمكن صاروخ من إسقاط آخر في الحرب. الأجزاء المشتعلة التي تسقط على الأرض هي من حطام السكود، الذي اعترضه الباتريوت فوق السحاب. رغم النجاح الذي سجله الباتريوت في اعتراض السكود، إلا أن الصواريخ العراقية تمكنت من إيقاع بعض الأضرار، إذ أن الباتريوت أحيانا ما كان ينفجر على مسافة من السكود ليشطره إلى ثلاثة أجزاء كبيرة، تسقط على الأرض بسرعة كبيرة، لتسبب بعض الأضرار للسكان في تل أبيب والعسكريين في الرياض. خرجت طائرات الحلفاء أثناء الحرب بمائة وتسعة آلاف وثمانمائة وست وسبعين طلعة جوية، أسقطت خلالها ثمانية وثمانون ألف وخمسمائة طن من القنابل. استمر توجيه الضربات الجوية للعراق طوال فترة النزاع الذي أسقطت خلاله خمس وثلاثون طائرة عراقية في اشتباكات جوية  لم يفقد الحلفاء فيها أي طائرة. كانت المواجهات الجوية مع العراق محدودة، ذلك أن طائراته لجأت إلى الاختباء في عنابر من الإسمنت أو الفرار إلى الأراضي الإيرانية المجاورة. بفضل الضربات الجوية الحاسمة ونجاح الباتريوت في أدائه الفعال، سجل السكود أقل خسائر ممكنة. بعد فوز الحلفاء الساحق في المعركة الجوية تحولت إستراتيجيتهم من ضرب الأهداف الاستراتيجية والقمع الجوي إلى دور تكتيكي يستهدف مراكز تجمع  القوات العراقية في الكويت وعلى الحدود معه. أخذت بوادر انتهاء الحرب تظهر في الأفق مع تركيز الحلفاء على ضرب القوات البرية العراقية ضمن تحضيرها لتنفيذ الاجتياح البري المنتظر. --------------------انتهت. إعداد: د. نبيل خليل