اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 نزعة القتل - طيور المدن الجارحة
 

الغراب

    ذو جناح أسود، يزعق بالخراب، نظراته ثاقبة، وهجومه فتاك.

     إنها طيور تعيش معنا، وقد اعتادت علينا، ولكن لا تعبث بالغراب، أو بطيور العَقعَق. ولا تغفل البصر عن البوم، وتذكر أن طيور النُّهَس على مقربة دائمة.

     قد تخفي نواياها بأصوات عبثية، ولكنها قد تراقبنا من الحدائق الخلفية بغرائز قاتلة لدى طيور المدن المفترسة.  

     تعتد  طيور المدن الجارحة  بمجموعة من الأسلحة الفتاكة، ولكن كغالبية الأشياء في عالم الحيوان، لا يقتصر الأمر على حجم الحيوان، بل يمتد إلى حجمه القتالي.

     حين يسمع البعض عبارة الطيور الجارحة، يعتقدون أنها تعني العقاب  والصقور والنسور، أي فصيلة الكواسر. 

    صقر المُوتّد هو الأكبر حجما في استراليا، ومن أكبر الصقور في العالم. عندما نتحدث عن الطيور الجارحة، أي جميع الطيور التي تأكل الحيوانات لتبقى. وفي المناطق المدنية، هناك عشرات الآلاف من الطيور الجارحة، تعرف لدى العامة بطيور القاوِند. يمكن اعتبار الدجاج المنزلي من الطيور الجارحة.

     تعتبر المياه والأعشاب من بين الأسباب التي تجلب الطيور إلى المدن وجوارها.

     الأشجار، والزهور وكل ما فيها بكميات كبيرة، لا تكفي الطيور للبقاء فحسب بل والازدهار. 

    الطيور الجارحة كالصقور وغيرها من الطيور الكبيرة تعتبر المدينة مجرد تلال ووديان تستطيع وضع أعشاشها في أبراج عالية تماما كما تفعل في البراري.

   ما يقلق هي الضواحي، حيث تجد أعدادا أكبر من الطيور الجارحة.

     حتى أنها أحيانا ما توحي بنذير شؤم الروايات المخيفة.

     رغم ابتعاد بعض الطيور عن مناطق البشر، تجد بعضها الآخر يزدهر في المناطق السكنية.

    الحدائق الخلفية هي التي تجعل الطيور الجارحة تزدهر في تلك المناطق. هذا ما يمكن مخلوقات صغيرة كالجنادب، وكل الحشرات التي يمكن تخيلها أن تبقى على قيد الحياة وتزدهر. نتحدث هنا عن البيئة المناسبة. طعمها شهي جدا. يمكن أن تفهم لماذا آكلها، طعمها شهي فعلا. 

     ليس هناك وفرة في الطعام فوق الأرض فحسب، بل وتحت الأرض أيضا. عند تشغيل المرشّات أو هطول المطر، تخرج الديدان إلى السطح. هذا سبب بقاء الكثير من هذه الطيور.

      الديدان الصغيرة مغذية جدا، وهناك مليارات منها تحت التراب.

   الطيور مخلوقات ذكية، كثير من هذه الصقور تستعمل الأدوات. ولكن فصيلة الغربان هذه هي أكثر طيور المدن ذكاء.

     كثيرا ما يعتبر نعيقه نذيرا للشؤم. ولكن تبين أن هذه الأصوات ليست لمجرد إثارة ضجيج عبثي.

     ينشد العقعق أنغاما محببة مع أنها ليست عذبة كما تبدو، لا يخدعك شدوه، فهذه الطيور تشهد تغيرا موسمي من كل عام . 

    طيور القاوند أو الضحّاك. إنه من الأكبر في صيد الأسماك في العالم. كثيرا ما نراه في أفلام هوليود، خصوصا أفلام طرزان، حيث تسمع ضحكاته من وراء الظهر.

   القاوند يحب الغابات الشاسعة وينتشر في شرق وجنوب أستراليا.

     يتمتع القاوند بأداء رائع يمكن سماعه عبر مسافة كيلومتر واحد في الجوار. وهذا هو الهدف الرئيسي، كي يعلم الجميع أن سيد المنطقة هناك. 

   قلة يعرفون عن القاوند أن الأنثى تضع في العش ثلاثة بيضات بفارق يوم بينها، عادة ما تكون الثالثة أصغر حجما، لهذا تفقس بفارق يوم بينها، وعادة ما يطرد الثالث من العش من قبل أخويه الأكبرين، تولد هذه الطيور بمنقار معقوف عادة ما تفقده عندما تكبر. يعتقد أنه معقوف تحديدا لطرد الأخ الأصغر. إن حياة القاوند في البراري ليست مميزة.. خصوصا لآخر العنقود.

   حين يتعلق الأمر بإيجاد الحضانة المناسبة تسعى الكثير من المخلوقات البرية للتصرف بذكاء.

     أدى التوسع البشري إلى اختفاء كثير من جذوع الأشجار المجوفة الآمنة. لهذا تلجأ طيور القاوند لاستخدام الهياكل المصنعة من قبل النمل، تكفي بعض التعديلات لتصبح جاهزة لاستقبال الجيل الجديد. يبدأ موسم التكاثر خلال  فصلي الربيع والصيف.

     يمكن أن نرى أسلوب صيد القاوند لدى قريبه اللازوردي، وهو أسلوب يقلد الكوجر أو النمر. فهو يعتلي غصن مطل ويتحين بصبر الوقت المناسب لينقض على فريسة عابرة.

     تخضع الفريسة كي تجهز للاستهلاك إلى عملية تحضير خاصة، فالحيوانات الكبيرة كالأفعى تسحق بشجرة أو صخرة كي تقتل وتلين.

     لهذا يستحق اللازوردي لقب ملك صيد الأسماك. فهو يستعين بتقنية الضرب والسحق التي يستعملها مع الزواحف خصيصا.

     يعتبر الانقضاض وتوجيه الضربة القاضية  كفاءة عالمية. يستعين القاوند بنظره الثاقب لتحديد مكان فريسته وهي الآن فأرة الحقول. يحدد التوقيت بدقة، وينقض بلمح البصر.

     نرى بالحركة البطيئة أن الفأرة لم تتنبه إلى ما نزل من السماء.

     يعتمد النهس وهو من أقارب القاوند على براعة مشابهة في الصيد والقتل. قد يبدو شبيها بالعقعق،  مع أنه نحيل جدا. 

    حتى لو كان النهس يشبه العقعق، إلا أنه يصطاد كالقاوند، الفارق الوحيد هو أن القاوند يبتلع فريسته بالكامل، أما النهس فيقوم بتجزئتها. 

    يمضي النهس فترة أطول على الأرض من القاوند لقتل فريسته. بعد التأكد من موتها، يحمل وجبته إلى أعالي الشجر.

     قد لا ينزعج النهس من تقاسم فريسته مع أنواع أخرى، إلا أنه يكره القاوند كليا.

     تحتاج الفريسة الكبيرة كالفـأر إلى تقطيعها لأجزاء صغيرة، لهذا يلقي طير النهس بالجزار.

     هذه شهرة يفترض أن يعتز بها النهس، أما طيور القاوند فهي تأتي لخطف الفريسة كما تفعل الأسود  بالفهود.

     يستعين طير النهس بمنقاره المعقوف للتعبير عن إحباطه.

     يضحك القاوند  ساخرا، مؤكدا أن تاج صياد السمك هو ملك للأكبر حجما.

     سواء قبلنا أو رفضنا ما يقال من أن زعيق الغراب ينذر بالخراب، المهم أننا نتفق جميعا على أنه من أبشع الأصوات في العالم.

    الغراب سيد فصيلته، التي تعتبر الأكثر ذكاء بين الطيور. مزعجة ولكنها ذكية.  

    يكمن الدليل على وجود شجرة لتجمع الغراب في حجمها الهائل وكثرة الفضلات والريش على الأرض. أضف إلى ذلك يمكن سماعها، تصدر أصواتا عالية. 

   تصدر أصواتا دون توقف.

    قد تبدو لنا أصواتا متشابهة ولكن إذا حاولنا أن نفهم معنى ما تقوله، ستجد أنها لغة  خصصت عدة سنوات لدراستها، إنها لغة بالغة التعقيد فيها كلمات وجمل وكثير من المضاف إليه. ما يعني أن هذه الطيور تتواصل مع بعضها البعض طوال الوقت.

    تختلف الغربان الأسترالية عن بعضها من الشمال إلى الجنوب. لا يقتصر ذلك على أصواتها، بل يمتد إلى سلوكها العدواني.

    يجد الغربان صعوبة في التودد إلى البشر من أصحاب المنازل وتجار السيارات. 

    إن سبب مهاجمة الغربان للسيارات هو أنها غربان يافعة. عندما تكبر عادة ما تتزاوج وتؤلف عائلة ولكنها في سن الفتوة تشكل زمرا وتخرج إلى المناطق المدنية لتعثر على أطعمة سريعة وتملأ بطونها ثم تتساءل عما يمكن أن تفعل بعدها كالمراهقين، وهكذا تأتي لتسبب المشاكل والعبث بكل ما تستطيع.

    تتعدد الحلول لمشكلة الغربان وهي غريبة جدا. يعتقد البعض أن تعليق غراب مشنوق أو دمية مشابهة يشكل إنذارا كافيا.

     يؤكد المزارعين أنهم حين يأتون بالبنادق تحلق الغربان مبتعدة. وهي مع ذلك لا تتأثر إذا أمسكوا بعصا في الطريقة نفسها، وكأنها تعرف الفرق.

     عند التعامل مع طيور ذكية تتمتع بنظرة ثاقبة أكثر منا، وحاسة شم دقيقة، لا بد من حلول أذكى للتغلب عليها.

     يبدو أنها طيور لا تقل ذكاء عن البشر وهي تراقب تحركاتنا عن قرب. فنحن من الضواري الخطيرة، ولكن هناك مسألة أهم.

    لم تكن تشاهد الغربان في الضواحي قبل خمسين عاما، وهي اليوم في كل مكان، ولا يقتصر ذلك على هذا البلد بل وفي أرجاء العالم.

     أما السبب في ذلك فهو أنه خلال السنوات الماضية، انفجرت الضواحي في كل مكان، لتشكل بيئة مناسبة لهذه الطيور، وهي تحب ذلك جدا، خصوصا أوساخ المجتمعات. 

    يتم تنظيف مناطق الرحلات بوضع علب النفايات، ولكن هذا يركز أماكن الغذاء للكواسر من الحيوانات البرية.  الغوانا تأكل ما في علبة النفايات ولكنها تواجه مشكلة أخرى. بعد قلب العلبة يفر ببطئ شديد. ليعلق فيه كيس من النايلون. تعرب الطيور المحلية بما في ذلك الغربان عن استيائها مما جرى.

     يبدو أن وجبات الغربان المفضلة هي قتلى الحوادث.

     من بينها السحالي التي تذهب ضحية التوسع البشري. مصائب السحالي، موائد للغربان.

     لا يقتصر ازعاج البشر على الغربان وحدهم. فالعقعق يتحول إلى صاروخ حي في موسم التكاثر وكأنه لا يخشى شيئا. 

    هناك طير جارح أخر معروف بين الناس، فهو يسكن كل المدن والبلدات، اسمه طير العقعق. وكأن اسمه مركب في الأصل من جزأين يشير الأولى إلى صوته، والآخر إلى لونيه الأبيض والأسود.

    قد تعتقد أن البشر لا يخافون من هذه الطيور، فنحن لسنا مصدر غذاء له، ولكنا معرضين لخطر حقيقي. قد يكون ذلك في رأس الطير أو ربما كانت غريزته.

    تعتبر طيورا مقبولة باستثناء شهر أيلول سبتمبر، موسم التكاثر. خلال هذه الفترة يدافع الآباء عن العش بشراسة. هذا ما يخيف الناس.

   تؤخذ هذه الحملات الجوية للعقعق على محمل الجد من قبل الضحايا والمعتدين.

    هناك عدة أسباب لهجمات العقعق هذه ولكن السبب الأساسي هو اعتقادها بأن البشر يقتربون جدا من أعشاش بيضها، لهذا نرى هذه الهجمات تحدث بشكل أساسي أثناء وجود صغارها في العش.

   في الربيع يصبح موسم التكاثر لديها في أوجه، تبدأ أنثى العقعق في بناء العش، إذا كان عش العام الماضي بخير تجري بعض الإصلاحات وتبدأ بوضع البيض.

     بعد عشرين يوما من الحضانة يفقس الصغار ويطلبون الطعام.

    يعيش العقعق سنوات طويلة لا تقل عن عشرين عاما كمعدل عام،  وهو حيوان ذكي يتذكر خلال هذه الفترة وجود الأشخاص الذين يمرون في الجوار.

    تغطي منطقة العقعق أكثر من ثمانية هكتارات في الأرياف، أما عقعق المدن فيقتصر حدوده  على قطر طوله خمسمائة متر. كما تنمو أسرابها حسب وفرة الطعام.

     يمكن لمناطق العقعق في المدن أن تشمل عدة حدائق منزلية وعامة والأسواق وحتى المدارس.

     أطفال الدراجات أهداف شائعة للعقعق.

   ولكن من الصعب تغيير المنزل، عندما تعلن الطيور الحرب يجرب السكان أي وسيلة لحماية أنفسهم.

   يعتقد أن بعض الذين هوجموا أو غالبيتهم العظمى، قد فعلوا شيئا أساء للعقعق في الماضي، ما يجعلها تعتقد أنهم خطيرين.

   القبعات أو الخوذات خصوصا ما يرسم في مؤخرتها عينان هي بعض الحلول، يقال أنه إذا اعتقد العقعق أنك تنظر إليه لن يهاجمك.

     قد لا يكون هذا حلا المناسب، مع أن الشمسية تنفع البعض. بينما يفضل البعض الآخر وسائل إبداعية من صنعه الخاص.

    أشد ما يفعله العقعق مأساوية هو مهاجمة الأبوسوم والكوال التي تتسلق شجرة عشه، كي لا يقترب من صغاره التي هناك. كثيرا ما تصاب هذه الحيوانات بالعمة من شراسة الهجوم.

    يحب الكثيرون هذه الطيور لأنها تأتي إلى الحدائق لتأكل الحشرات الكثيرة فيها، أي أنها متعاونة جدا في الحدائق.

    اللورِكيت من عصافير المدن، فهي تحب النور الساطع، كثيرا ما تراها تتعرض لأشعة الشمس بعد التهام بقايا الأطعمة السريعة. وهي لا تنتظر الأطعمة السهلة، بل تتجنب التحول إلى أطعمة سهلة لطير آخر يعيش في المدينة كالبوم.

     بوم النِباح  يضع نصب عينيه شجرة مليئة بطيور اللوركِت المثرثرة. يمكن للبوم أن يصطاد حيوانات كبيرة كالأرنب والأبوسوم. وهو قادر على صيد طيور بحجم العقعق وغيرها، أي أن اللوركت لن يسبب له مشكلة.

     هذا ما يعرف ببوم النباح ، القادر على الصيد في الصباح الباكر والمساء أيضا أي أنه لا يقتر على الليل وحده.

    تنتشر دلائل وفرة الطعام في كل مكان. يختار بوم النباح مكان صيده بحذر شديد، على مقربة من مجموعة عائلات تستمتع بالعشاء. يحاول البوم البقاء على قيد الحياة، ليتابع يوما آخر.

     وكأنه يستمتع بكل لقمة. يتنبه المرء إلى أنه طير جميل آخر، يحتل مكانا له في ضواحي الغابة البشرية المعبدة. 

   الطير الفريد بملامحه، هو طير ليلي، من جوارح المدن، إنه بوم الحظيرة.

    هناك أكثر من مائتي نوع من البوم في العالم. من بينها بوم الحظيرة ذات الوجه الشبيه بالتفاحة أو القلب. وبوم النسر.

     تنتشر في أستراليا تسعة أنواع من البوم، غالبيتها في الأرياف، ولكن بعضها يجد في ضواحي المدن موطنا له.

     بوم الحظيرة خطاف من الدرجة الأولى، وهو يتمتع بأسلحة فتاكة مناسبة من بينها ريشه الصامت. أي أنه لا يطير بصمت فحسب، ويتمتع برؤية ليلية رائعة، بل إن ملامح وجهه المستديرة، ليست للديكور. يعتمد بوم الحظيرة على التكنولوجيا الفضائية لإيجاد الطعام منذ ملايين السنين. فهو شبيه بمحطة التلسكوب في حديقة نيو ساوث ويلز. ملامح وجه البوم، قريبة من الصحن، الذي يتصنت على السماء، ويستمع إلى النجوم.

   يتمتع البوم بعينين رائعتين،  يرى الأشياء بأبعادها الثلاث، وهي مغطاة بثلاثة أجفان. الأولى ترمش، والثانية للنوم والثالثة لمسح العين وحمايتها.

     يحرك البوم رأسه كاملا لرؤية اتجاهات أخرى، وهو يفعل ذلك بارتياح لما لديه من أربعة عشر فقرة، أي ضعف ما لدى البشر.

     هذه القدرة على الحركة ضرورية لتحديد موقع الفريسة بدقة عبر سمعه المرهف.

    يكمن سبب ذلك في أن إحدى أذنيه، أعلى من الأخرى، الأولى أعلى من الأخرى على الجانب الآخر فعندما يأتي الصوت يحدد مصدره بدقة.

   المدهش هو أن البوم يحسب بدقة الفارق الزمني في بلوغ الصوت إلى كل من الأذنين.

   يتمتع بأدوات معقدة لتعزيز غريزته القاتلة.

   يقيم البوم موقع صيده بعيدا عن مكان الاستجمام. تختلف التقنيات المتبعة حسب النوع وما يطارده. تتناول صغار الثدييات الطعام بلحظات، لتصبح طعاما للبوم بعد لحظات.

     بالنسبة لثدييات وزواحف الأرض  عادة ما يختار البوم محورا ويكمن له. يمكن لهذه الطيور الذكية أن تصبح أليفة لنا.

    إن أقل طيور المدن الجارحة شهرة. السُمرة المصفرّة، وهي تلقب بفم الضفدع لأن فمها شبيه بفم الضفدع. يمكنها ابتلاع كل ما يتسع له فمها، من ضفادع والحشرات وسحالي أو ما شابه. يعتبرها البعض من البوم، مع أنها في الواقع من طيور القاوند الليلية. وهي تسكن في غالبية حدائق المدن. ولكن طباعه الكتومة، وتنكره الممتاز،  وطريقة جلوسه على الشجر، تجعل رؤيته مستحيلة.

     يقلد ريشه ملمح لحى الشجر التي يعتليها، حتى أن الريش على رأسه يقلد الغصن المكسور. 

    المدهش هو أن النهس والطيور الأخرى لا تراه إلا حين يتحرك، فتبدأ التذمر.

ولكن حياة الطيور في المدن لا تقل خطورة عن حياة البشر. فهي عرضة للضواري الطبيعية كثعبان الماء ، والمخاطر الناجمة عن أفعال البشر.

    حيثما توفر العشب الأخضر، والماء والشجر، ستأتي الطيور أيضا.

     يسمى النهس أيضا بالجزار لأنه حين يحمل بطة صغيرة، يحلق إلى الشجرة ويسندها على شوكة أو خشبة لتمزيقها وتقطيعها أجزاء.

    وهكذا ترسو الفريسة بين غصني شجرة أو بين أعشاب الشوك أو فوق سياج ما، لينجز عمل الجزار.

     ولكنه يجد  وزن البطة  ثقيلا، سقطت منه عدة مرات، لكنه يتمتع بقوة ومثابرة في حمل الفريسة من غصن إلى آخر حتى يجد المكان المناسب لإنجاز عمله وتناول وجبته.

     النهس والبوم ينظفون الأماكن من الجرذ والفئران الضارة .

     رغم أن الغربان من أهم طيور المدن الجارحة، إلا أنها لا تختلف عن بقية الطيور، قلة من الطيور تعيش بعد عامها الأول، ولا يموت أي منها من الكِبر، بل جميعها بالإجمال تؤكل، فالطيور الأقوى تأكل الأضعف. هذه هي القاعدة.

    تخفيف الآلام والتقرب من مخلوقات يحبونها هو ما يقوم به عشاق الطيور حول العالم. وهناك لحظات مكافأة وسعادة لهؤلاء البيطريين الهواة. يوم العودة إلى الوطن. 

     تنتشر في أرجاء بعض المدن الأسترالية ثلاثمائة وخمسة وستين نوعا من الطيور. ما يمكن من دراسة طير واحد كل يوم لعام كامل.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster