اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم البحار 007
 

غران كايمان

 

          هذه جزيرة غرب الكاريبي غران كايمان، التي  تجلب السفن السياحية  وعشاق الشمس. كما تعتبر الجزيرة من الأماكن المفضلة لدى محبي الغطس في العالم.

          تجلب صخورها المرجانية البارزة الآلاف من الغطاسين كل عام، كما أن غالبية مناطق الغطس تحتشد عند مضيق صغير مقابل مناطق هبوب الريح.

          نادرا ما يذهب أحد لزيارة السواد الأعظم من  المناطق المعرضة للرياح في الجزيرة والتي تمتاز بأمواجها العاتية.

          سنذهب اليوم برفقة حملة استكشافية إلى مناطق الجنوب المعرضة للرياح في غران كايمان.

          سوف نعتمد على جهاز دفع فريد يعرف باسم أكوانوت، وذلك في محاولة للملاحة في مياه الجزيرة وأعماقها. 

          سنعتمد على تكنولوجيا إعادة التنفس لتفحص الحيد الصخري البعيد الذي لم يسبق أن صور من قبل.

          وأخيرا سنقوم بزيارة مدينة الراي اللاسع الشهيرة، ومزرعة السلاحف في كايمان، ونعوم إلى جانب غواصة أتلانتيك.

=-=-=-=-=-

          تقع غران كايمان غرب الكاريبي، على مسافة مائة وخمسين ميلا إلى الجنوب من كوبا، ومائة وثمانين ميلا شمال غرب جمايكا.

          تشتهر في أنها جنة للضرائب، وميناء تحط في السفن السياحية، كما تجلب غران كايمان أمواج من سياح البيئة، هم الغطاسون.   

          لا شك أن عشاق الغطس يفضلون جزيرة غران كايمان على غيرها من الجزر المناطق الاستوائية.

          حوالي نصف زوار الجزيرة من الغطاسين، وهذه نسبة عالية جدا من السياحة التي تستقبلها .

          تجري غالبية الأنشطة السياحية ضمن مناطق البنى المتطورة على الشواطئ المقابلة للريح.

          يمكن بلوغ مناطق الغطس بسهولة كبيرة انطلاقا من الفنادق المتعددة وأعمال الغطس المنتشرة على الشواطئ.

          ولكن هبوب الرياح العاتية، والأمواج العالية، ومنع التنقل على مسافات بعيدة، يمكن القول أنه لم يسبق استكشاف  الجانب المعرض للرياح في الجزيرة.

          توصل بيرس هوفر، محرر مجلة سبورت دايفر، إلى فكرة جديدة تساعد على استكشاف هذه المياه العنيفة.

          جئت إلى هنا للغطس مع بعض الأصدقاء لمدة أسبوع. سنقوم بالغطس حول الجزيرة قليلا. وذلك ضمن مشروع نسميه: كايمان البلد الغير مكتشف.   بدأت أفكر بالأمر منذ بضع سنوات وبقيت في ذاكرتي لبعض الوقت. تعرف أن المرء يذهب للغطس هنا ليعود ثانية ويخرج من جديد وما أن ينتهي حتى يفكر بما هو أبعد من ذلك.

          تكمن الفكرة بتغطية بعض المساحات، لدينا مضيقا على الجهة الجنوبية يبعد عشرة أميال نادرا ما يغطس فيه أحد، إذ ليس فيه أي علامات تذكر.

          لهذا جئنا بفريق من الغطاسين المجربين ومعهم معدات جديدة، كي نثبت أنه حتى في المناطق الأكثر استهلاكا في الكاريبي، يمكن أن تجد مناطق لم تستكشف بعد تعد باحتمالات مدهشة.

          خرجنا إلى جانب فريق مجلة سبورت دايفر، على متن يخت مانتا، الذي ينتمي إلى أسطول صنسيت المخصص للغطس.

          كان خيار مانتا  هو الخيار الأفضل حيال المنع المفروض على السفر حول الجزيرة بالكامل.

          يتمتع اليخت بمحرك جت قادر على بلوغ سرعة عالية، لهذا يسمح له بالسفر إلى مناطق الغطس والعودة يوميا إلى القاعدة على الشواطئ.

          أشرف على رحلة الفريق كريستوفر دوناو من شركة أكواداين تكنولوجي، الذي جلب معه  اختراعه الجديد، أكوانوت، وهو نظام دفع جديد للغطس.

          نشأت الفكرة من مشروع لمساعدة المعاقين على ممارسة الغطس وكأنهم لا يعانون من الإعاقة. أريد التوضيح هنا أن الإعاقة التي أتحدث عنها ليست كاملة بل جزئية. كانت الفكرة التوصل إلى نظام دفع رائعة فعلا ولا يمكن التخلف عنها فأجرينا كل الأبحاث الضرورية حتى توصلنا إليه، فكان اختراع ناجح.

          يمكن أن  تحمله على ظهرك، ليتحول مبدئيا إلى جزء أساسي منك. وهو نظام لا داعي للقلق بشأنه عند توقفه، ولا داعي لإنزاله على الصخر. كل ما يلزم هنا هو تشغيله وإطفائه متى شئت. لا داعي لحمله بين يديك، بل يبقى على الظهر أشغله عندما لا أريد العمل بتحريك القدمين، وبالتالي استهلاك الهواء عبر التنفس بقوة، ما يعني امتصاص كمية أكبر من النتروجين، كما أفعل عند الدفع بالقدمين، كما يمنح المرء نفسه فترة أطول من الوقت للتخلص من النتروجين الذي امتصه.

          يعتمد الجهاز على بطارية منفردة تمكنه من العمل منفردا طوال نصف ساعة مستمرة لعبور ثلاث عقد. أما إذا خففت السرعة فيمكن مضاعفة الوقت ليعبر حوالي عقدة واحدة.

                   التقيت منذ لحظات بشخص يحمل دافعة للغطس ترتبط مباشرة بخزان الغاز ولا بد من التعرف إليه. وقد جئنا به معنا. سوف نستخدم هذا الجهاز باستعمال بطارية بعيدة المدى، تخدمنا لعبور ميل أو ميلين في كل عملية غطس. تكمن الفكرة في إنزال شخصان في الحيد وجعلهما يعبران ميلا واحدا او ميلين. إذا رأينا خلال الجولة شيئا يستحق التأمل، سنطلق فوقه بالونا كي نعود إليه فيما بعد.

          تعتبر الجدران من أبرز الملامح المدهشة في كايمان، التي تبدأ من أربعين أو خمسين قدم من الماء لتنزل مباشرة حتى ميل تقريبا.  يمنح التجول فوق هذه الجدران إحساسا رائعا يشبه التحليق. وقد تبين أنك حين تستخدم الدافعة ستنطلق بسرعة ثلاثة أميال في الساعة، ينتابك إحساس بالتحليق فعلا.إنه إحساس حقيقي بالتحليق فوق فوهة بركان أو ما شابه ذلك، ما يجعلك تطلب المزيد.

          يحتاج المرء إلى بطارية بعد كل ميل ما يعني أنه قد يعبر ميلين بخط مستقيم.

           أي أننا سنتمكن من تشغيلها في الأعماق ورؤية المزيد من المساحات الجديدة.

          من أهم الأشياء التي يجب أن نتنبه إليها هو أن الجهاز يحل محل حزام الوزن، أما في حالات الطوارئ فما عليك إلى تسحب الحزام بسرعة وتطلقه. ما يؤدي إلى إزالة هذه المسامير، فتتخلص من الجهاز، وتتمكن من الصعود بحرية أكبر، هذه هي أول مسألة يجب أن تتذكرها.

          شغل، أطفئ، أسرع أبطئ.

          لنحاول النزول هنا عند القبة، نقوم بعدها بحركة دائرية، ونتابع بهذا الاتجاه قليلا، ونبقى على عمق ثمانين قدم، نتقدم بعدها جانبيا باتجاه المياه الضحلة بحثا عن مسألتين أولهما التنوع البيولوجي، وإحصاء شامل للأنواع المتوفرة هناك، والتنبه إلى أي شيء غريب وخصوصا السلاحف، وثانيا الصحة العام للحيد الصخري.

          هل تقول أنه يزن خمسة وأربعون رطلا؟

          إذا أضفنا وحدتي البطارية المضاعفة سنجد أنها تزن أكثر من ذلك على اليابسة، ولكنها أفضل تحت الماء لأن الوزن سيكون فوق الخزان، ما يؤدي إلى توازن الثقل تحت الماء  يعني ذلك أنك  تمرر الهواء في الحمالة.

                   أنت بحالة جيدة. تأكد من جهاز النفخ.

          سنمضي أول يومين في الجانبين الغربي والشمالي للجزيرة، وهي الأماكن المألوفة لدى غالبية الأشخاص الذين يأتون لزيارة كايمان. سنقوم هناك بمهمتين أولهما التعود على جهاز الدفع، وبعض أجهزة إعادة التنفس التي سنستعملها فيما بعد. وفي هذه الأثناء سيتمكن الزملاء من ممارسة الغطس وعد السمك في البحر وإحصاء المرجان، والتأكد من حسن الرؤية. لسنا علماء بل غطاسون مجربون ما يعني أننا سنمارس الغطس على طريقتنا، عبر إحصاء ما نجده في الحيد وما تبدو عليه الأمور هناك، وما تعرضت له عبر السنين، إلى جانب مقارنة المكان بالجهة الجنوبية عندما نصل إلى بعض المناطق التي لم تتأثر بالعبث البشري.

=-=-=-=-=-

          نريد خلال هذه الأسبوع القيام بمسألتين أولهما صياغة تقرير يتعلق بالصحة العامة للحيد الصخري والأسماك في كايمان. ثانيا تحديد الأماكن التي لم يغطس بها أحد، والتأكد مما إذا كان هناك فرق بين هذه الأخيرة وغيرها مما تكثر زيارته، والحصول على فكرة عن إمكانية مقارنتها بأماكن الغطس الجديدة.

          وأخيرا أصبح المناخ مناسبا للعبور إلى الجهة الجنوبية، وزيارة بعض الأماكن التي نريد بلوغها. اطلقنا من منطقة معروفة وعملنا في منطقة يقول السكان المحليين أن أحدا لم يغطس فيها بعد. وضعنا البطارية المضاعفة فعبرنا معدل ثلاثة أميال، وقد تمكنت مع زميل لي من عبور ثلاثة أميال في ثلاث مناطق غطس جديدة.

          من أشد الأمور إثارة هو أنك لا تعرف ما سيجري لاحقا لأني أثناء التحليق وسط زرقة المياه أرى فجأة أن هناك شيئا يظهر أمامي، ليتبين أنه لا شيء غير اعتيادي بل أني حيال تلك القبة الهائلة، فينتابني شعور مميز حين أفكر بأن أحدا لم يقف عندها بعد. النقاء يخيم على المكان بما في من مراوح بحر ومرجان وكل ما هناك، فأقول في نفسي يا إلهي أنا أول شخص يصل إلى هذه المنطقة.

          أهلا بك كيف وجدت المكان؟

          مخيف.

          مخيف؟

          لا شك أنها من أجمل الأشياء التي لم تعبث بها الأيدي البشرية.

          بالإضافة إلى جهاز أكوانوت الدافع، استخدم الغطاسون نوعا آخر من التكنولوجيا لتحقيق أهداف رحلتهم.        

          للتمكن من الغطس بليونة وأمان في الأعماق اعتمد الفريق على جهاز تنفس عالي التخصص يعرف باسم إعادة التنفس.

          عند الزفير يتلف الإنسان كمية كبيرة من الأكسجين الذي يتنفس عند الشهيق. 

          وهكذا نتخلص من غالبية الأكسجين قبل استعماله.

          أما جهاز إعادة التنفس فهو يحبس الأكسجين الذي نطلقه عند الزفير ويعيد تحويله إلى دائرة جهاز التنفس.

          وعند الحاجة إلى كمية إضافية من الأكسجين، يتولى الجهاز حقنها ضمن الكمية اللازمة.

          يعتبر ثاني أكسيد الكربون غاز ضار نتخلص منه عند التنفس، لهذا يزيله الجهاز من دائرة التنفس ليتم امتصاصه عبر مادة مركبة خاصة.

          هناك عدد كبير من الأجهزة التي أدخلت حديثا إلى صناعة الغطس. وهي أحيانا ما تبدو غريبة بعض الشيء للغطاس العادي، ذلك أنها تمتاز بخرطومين ولا تطلق الفقاعات على الطريقة المعتادة. إنه جهاز إعادة التنفس. عرف هذا الجهاز في المجال العسكري منذ بعض الوقت، وقد دخل حديثا إلى عالم هواة الغطس. يتمتع الجهاز بعدة امتيازات حتى في مناطق الغطس العادية. ليس بالضرورة أن يساعد على الغوص لمسافة أبعد أو أعمق، رغم أنه يصلح لهذا أيضا. المهم فيه قدرته على الغطس بصمت وبتأثير أقل. تبين لنا أن صمت الجهاز يساعد الغطاس في الاقتراب أكثر من السمك. ويساعد على التفاعل مع الكائنات البحرية. وهكذا يصبح الغطاس جزءا من البيئة المحيطة لأنه يشبه من حوله، ولا يعد دخيلا بعين بارزة يطلق الفقاعات لبعض الوقت ثم يرحل.

          بعد أن يعتاد الناس على استعمال جهاز التنفس هذا ويستريحون  إليه، سنجد أنه يساعدنا على عبور مسافة أكبر وأعماق قد تصل إلى مائتي قدم بصمت وأمان، إنه عالم جديد من الغطس، يضاعف قدراتنا.

          حسنا تذكروا الآن أنكم تتحركون في منطقة غير معروفة. أهم ما في هذه المنطقة هنا هو أن أحدا لم يغطس فيها من قبل. تذكروا التنبه دائما إلى العمق، قد يجهل المرء مكانه دون مقارنة بصرية.

          تذكروا عند النزول أن تحددوا لحظة دخول الماء لتحديد ساعة الخروج منها. عليكم الآن أن تحددوا ساعة النزول، وعندما نهم في إخراجكم من هناك عليكم أن تنفخوا الأكياس وتحددوا ساعة الخروج أيضا.

          عند الوصول إلى نهاية الغطس سننفخ العلامة البرتقالية، كي تأتون بعدها لأخذنا. وعندما ترون بالونا أصفر على السطح يعني ذلك أننا وجدنا شيئا شيقا ونقوم بوضع علامة فوقه كي نعود لرؤيته فيما بعد كالسمك أو غيره مما يستحق العودة. وعندما نتعرض لأي مشكلة سنطلق العلامة البرتقالية أيضا، إذا توقف أي جهاز لدينا سنطلق العلامة البرتقالية ما يعني ضرورة أن تأتون لأخذنا.

          تمكن الغطاسون خلال هذا الأسبوع من استكشاف عدد من المناطق التي لم يسبق لأحد أن غطس فيها من قبل. عادة ما يبقى آلاف الزوار من الغطاسين الذين يأتون إلى غران كايمان ضمن المناطق التي يسهل الوصول إليها، والمقابلة للريح.

          ولكن الخوض في مياه جديدة أشد عمقا يفرض ثمنا لا بد أن تدفعه.

           قوة الرياح والأمواج العاتية واستخدام نظام أكوانوت للدفع، وضعتنا أمام معضلة تحديد المكان الذي سيخرج فيه كل غطاس إلى السطح.

          استخدم الغطاسون علامات يمكن نفخها تعرف باسم نقانق الأمان، وهي تلفت أنظار الزورق ليأتي إليهم.

          ساعدت المنارات الصوتية ومحددة الأماكن أعضاء الفريق على تحديد مواقع زوارق الدعم.

          حسنا مايكل ما سأفعله الآن هو ربط جهاز الارسال بسلم الزورق. عندما نبتعد مسافة ثلاثة أرباع الميل سنتمكن من الحصول على إشارة توجيه تعيدنا إلى السلم مباشرة. أي أنك لن تضيع طالما بقيت على صلة بي.

          رغم علامات الأمان الواضحة والمنارة الصوتية، لم تكن متابعة الغطاسين مهمة سهلة.

          خرج واحد منهم فقط، إنه بيرس ولا أعرف بعد أين الآخران.

          لن أصدق أنهم انقسموا. ليس هذا من عادتهم لا بد أن شيئا ما قد حدث.

هل أنتم بخير؟

نعم إنهم بخير وبحالة جيدة لنذهب إليهم.

          عند القيام بهذا النوع من الغطس لا بد من أخذ الحيطة تجاه بعض المسائل. منها أنك لا تعتمد على دعم الزورق على الفور. لهذا لا بد من الاعتماد على النفس والتنبه للعمق والمسافات، ولا بد من إتقان الملاحة تحت الماء، إذا وقع حادث ما وانفصل الفريق علينا أن نعالج الأمر فوق سطح الماء.

          لدينا ما يكفي من معدات لإنقاذ أنفسنا لدينا أكياس حمل وعلامات  ونقوم بمراقبة الوقت وما إذا كان كل شيء على ما يرام، وإذا انفصل الفريق لأي مشكلة ما علينا أن نصعد إلى سطح الماء ليتمكن الزورق من البحث عنا كما لدينا علامات لسطح الماء.

          الخطر الآخر الذي يواجه الغطاس هو عوارض مرض إزالة الضغط.

          عندما يعود الغطاس إلى السطح، يمكنه تخفيف الضغط من إزالة النتروجين من جسمه عبر التنفس الطبيعي.

          ولكن إذا كان صعوده سريعا، أو بقي الغطاس في الأعماق طويلا، لن يتمكن من إزالة النتروجين بأمان.

          يمكن لفقاعات الغاز أن تتشكل في الأوردة الدموية وأنسجتها لتشكل عددا من العوارض.

          هذا ما يعرف بين الغطاسين بعوارض إزالة الضغط.

          تمكن الغطاسون من خلال العوم على عمق يقارب العشرين قدم تحت زورق الدعم، تمكنوا من إزالة النتروجين الإضافي.

          تعتبر محطات التوقف هذه إجراءات سلامة إضافية، تعزز الإجراءات التي تفرضها الجداول والكمبيوتر.

=-=-=-=-=-=-=-

          من أكثر ما يلفت أنظار الغطاسين في جزيرة كايمان، ألوان الأسماك المتنوعة، وغيرها من المخلوقات البحرية.

          عثر فريق الغطس على أنواع لا تحصى، كان من بينها مجموعة من التاربون، وهي سمكة كبيرة يبلغ طوالها ثمانية أقدام.

          تشتهر جزيرة كايمان بالسلاحف.

          كانت الجزيرة في الماضي محطة للسفن التي تبحث عن الماء والطعام. يمكن إبقاء سلاحف البحر حية على متن السفن، لتستعمل مصدرا للحوم الطازجة. وهكذا أقيمت مزارع السلاحف تحولت إلى مصدرا هاما للدخل.

          تجري اليوم تربية هذا الحيوان البحري لحماية البيئة والاستهلاك وذلك في مزرعة سلاحف كايمان.

          تطلق الآلاف منها في حوض الكاريبي، وخصوصا تلك المعرضة للانقراض، لتباع الأنواع الأخرى لما فيها من لحم شهي.

          تعتبر السلاحف حيوانات مفضلة في حدائق الحيوانات، وهي تحقق نجاحا في الأسر أيضا.

          بعد أسبوع كامل من استكشاف مناطق جديدة وعدة أميال من شواطئ كايمان المعرضة للرياح، تأكد لنا أنه من المستحيل الإبحار الدائري من حول الجزيرة بكاملها.

          عند نهاية الرحلة، تمكن الفريق من زيارة عدد من أماكن الغطس المعروفة في كايمان، الممتدة على طول الشواطئ المحمية من الرياح.

          ربما كان موقع الغطس الأشهر في غران كايمان وفي العالم أجمع مدينة الراي اللاسع.

          تنتشر هنا العشرات من هذا الحيوان الذي يدهش الغطاسين بسلوكه الودي.

          لا غرابة في هذا السلوك الغريب أبدا، ذلك أن الصيادين يقفون منذ عشرات السنين في هذه المنطقة لتنظيف صيدهم، فاكتش الراي ما لديهم من أسماك لا يرغبونها، لهذا أصبح على مر السنين يربط بين الغطاسين ومصدر الغذاء.

          سعيها الجنوني للحصول على قطعة سمك شهية، يجعلها تنتقل من غطاس إلى آخر وتستمر في البحث حتى تعثر على الطعام.

          غالبية الأشخاص الذين لا يتقنون الغطس، لا يتمتعون بفرصة للتمتع بعالم ما تحت البحار.

          وقد وجد الكندي دينيز هورد في ذلك فرصة لسياحة من نوع جديد، يعتني بهذه المجموعة ممن لا يتقنون الغطس.

          وهو يملك اليوم عددا من غواصات الركاب المنتشرة في مناطق شهيرة من حوض الكاريبي وجنوب المحيط الهادئ.

          تستطيع الغواصة التي يبلغ طولها خمسة وستون مترا بلوغ أعماق تصل إلى مائة وخمسين قدم، أي ما يفوق القدرة العادية لهواة الغطس.

          تمكن الغواصة ركابها من التمتع بمغامرات فريدة تحت الماء دون بلل.

          أثناء استكشافهم لحطام إحدى السفن المألوفة، صادف الغطاسون مرور غواصة أتلانتيك.

          تمكن الغطاسون بمساعدة نظام الدفع من مواكبة الغواصة البطيئة.

          لم يكن ركوب الغواصة جزءا من جدول الأعمال أبدا.

          كان هذا أسبوعا شيقا أعتقد أنه خطوة أولية. حققنا جميع أهدافنا بإثبات أنه حتى في أكثر الجزر السياحية شهرة في حوض الكاريبي والتي تستقبل أكبر نسبة من الغطاسين كل عام، هناك إمكانية للتعرف على أمامكن غطس جديدة تمكنت من رؤيتها قلة من الناس. تمنا من استعمال جهاز الدفع لتغطية بعض المناطق التي يراها عدد قليل من الغطاسين، وعمدنا بعض المناطق بأسمائنا. وشاهدنا حيد بحري رائع. أتمنى العودة إلى هنا لمتابعة الأبحاث والإحصاء.  كما أتمنى توسيع الإطار هذه المرة، أعتقد أن ما لدينا من تكنولوجيا كجهاز الدفع مثلا، وإعادة التنفس نستطيع الغوص إلى مسافة أعمق. فهناك عالم جديد ينتظرنا في الأعماق.

          أثبتت رحلة أسبوع كامل إلى غران كايمان نجاحها الكامل.

          بعد أن تم استكشاف هذه المناطق التي لم يسبق أن زارها أحد رسميا، قد تبدأ الآن حقبة جديد من الغطس، في غران كايمان.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster