اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم البحار 006
 

سفينة يونغالا

 

          في أواخر آذار مارس من عام أحد عشر، ضرب إعصار عنيف الشواطئ الشمالية لأستراليا.

          خلال رحلتها التاسعة والتسعين، انطلق السفينة البخارية يونغالا من ميناء ماكاي، دون علم بقدوم العاصفة.

          لم ير السفينة بعد ذلك أو يسمع عنها أحد.

          بقي مصير ومكان السفينة طوال خمسة قرون طي الغموض.

          عند اكتشافها عام ثمانية وخمسين، تبين أن الزمن والطبيعة قد غيرا السفينة فتحولت حديقة رائعة تحت الماء.

          أصبحت سفينة يونغالا ملاذا لأسماك من كل نوع ولون، وحيوانات لا تحصى، بأشكالها الرائعة.

          سنلقي اليوم نظرة على البقايا المدهشة لأغرب حطام سفينة وأشدها غموضا في العالم.

          وسنبحث في ظروف الكارثة التي حلت بهذه السفينة وكل من عليها.

          ونصور مجموعة من الأنواع المدهشة التي تعيش وسط حطام السفينة ومن حولها.

=-=-=-=-=

          غرقت سفينة يونغالا على مسافة أحد عشر ميلا من كاب بولينغ غرين، بالقرب من ميناء تاونزفيل التابع لولاية كوينزلاند الأسترالية.

          يوم الحادي والعشرين من آذار مارس من عام ألف وتسعمائة وأحد عشر، انطلقت سفينة بخارية  كبرى للمرة الأخيرة في حياتها من شمال شرق أستراليا.

          خرجت سفينة يونغالا من ميناء بريزبين، وعلى متنها مائة وواحد وعشرون راكبا، وحمولة عامة، متوجهة إلى عدة موانئ من الشواطئ الشمالية الشرقية.

          يوم الثالث والعشرين من آذار مارس أعلنت النشرات المناخية وقوع إعصار بحري بين ماكاي وتاونزفيل.

          كانت يونغالا قد انطلقت قبل ساعات من صدور النشرة المناخية، ولم تكن مجهزة باتصالات الراديو.

          وصلت التحذيرات إلى السفينة بعد فوات الأوان، ذلك أنها لم تحل بغياب الراديو دون الابحار مباشرة إلى قلب العاصفة.

          أكد أحد العاملين في منارات الشواطئ أنه شاهد السفينة تبحر وسط أمواج عاتية. وقد تبين لاحقا أنه آخر شخص رأى السفينة الكبرى عائمة.

          تحدثت سفن أخرى في المنطقة عن ظروف مناخية رهيبة، اعتبرها بعض الملاحين أسوأ كابوس في حياتهم.

          حتى أن بحارا تجاريا من تلك المناطق كتب يقول الوقوع في قلب الإعصار الأسود، هي أشد التجارب إثارة للرعب على الإطلاق.

          أسرت القصة المأساوية لسفينة يونغالا القلوب والعقول لعدة أجيال في أستراليا.

          أدى غياب اتصالات الراديو والشهود العيان إلى غياب التفاصيل الحاسمة عن الوجود كليا.

          هل اصطدمت بالصخور؟ هل رست على إحدى الموانئ؟ أو بلغ شواطئ إحدى الجزر الكثيرة المنتشرة هناك؟ هل نجى أي من الركاب بزوارق النجاة؟

          يوم الثامن والعشرين من آذار مارس ألغى آخر التلغرافات ما تبقى من آمال. وصلت تقارير تتحدث عن بضائع وركام تنتشر على طول شواطئ كوينزلاند.

          رغم بقاء مصيرها مجهولا، لم يعد هناك أدنى شك في أن يونغالا غرقت في أعماق المحيط.

          لم ينج منها أحد، ولم تستعاد منه أي جثة.

          أحزن الغرق سكان الشواطئ في كوينزلاند، وخصوصا في ميناء تاونزفيل.

          كان على متن السفينة العديد من رجال الأعمال المعروفين في تلك المدن.

          غطت على هذه الكارثة أخرى أكبر منها وقعت بعد عام من ذلك، مع غرق سفينة تايتانيك الشهيرة، التي اشتهرت بأنها لا تغرق تماما كما هو حال يونغالا.

          كانت يونغالا جزءا من أسطول شركة أديلايد البخارية، وقد صنعت في إنجلترا.

          أنزلت إلى البحر عام ألف وتسعمائة وثلاثة، حيث أعلنت فخر الأساطيل، ونموذج لأرقى فنون صناعة السفن.

          بلغ طول السفينة ثلاثمائة وستون قدما، وقاربت سرعتها السبعة عشر عقدة، وهي سرعة مدهشة بمقاييس بداية القرن العشرين.

          كانت الطاقة شكل من أشكال الفخامة  التي استعملت في الإنارة وتشغيل المراوح والثلاجات، لتمنح الركاب وسائل راحة غير معتادة في تلك الفترة.

          اعتبرت السفينة فريدة من نوعها لما تميزت فيه من زينة وديكور.

          مع مرور عشرات السنين، تحولت بقايا يونغالا الغارقة إلى واحة من الجمال تحت البحر.

          رغم بقاء مكانها مجهولا، عمل ركاب جدد من الأسماك والحيوانات الأخرى، على تحويل فخر صناعة السفن إلى صخور مرجانية مزدهرة.

          عند اكتشاف حطام السفينة عام ثمانية وخمسين، كانت قد تحولت إلى ملاذ لأنواع مدهشة من المخلوقات البحرية.

          غطى المرجان سطح السفينة وأجزائها، حتى بات من الصعب التعرف عليها.

          ولكن يونغالا بقيت على حالها، ترسوا في العمق بمفردها، فوق كثبان الرمال وعلى عمق يزيد عن مائة قدم.

=-=-=-=-=-

          بدأت جولتنا برحلة إلى أكبر مدينة في أستراليا: سيدني.

          ومن العاصمة سافرنا إلى ميناء تاونزفيل، الذي انطلقت منه يونغالا في رحلتها المصيرية الأخيرة.

          ركبنا في تاونزفيل يخت واترسبورت الرياضي، الذي يشكل جزءا من أسطول مايك بول للعيش على متن سفن الغوص.

          قمت بعمليةالغطس الأولى نحو حطام يونغالا برفقة رون وغاليري تايلور، وهما من أشهر صانعي الأفلام الأسترالية تحت الماء. ذهبنا إلى هناك حيث أمضينا عشرة أيام، فكانت تلك رحلة رائعة. كانت الرؤية واضحة على عمق يزيد عن مائة متر، وقد أدهشني ذلك لأن رحلة الغطس هذه كانت تختلف عن أي غطس عادي.

          كل ما تراه في أي كتاب عن المخلوقات البحرية موجود وبكثرة عند حطام سفينة يونغالا، منها أسماك قديمة أكبر من جسم الإنسان، والسلاحف وثعابين البحار وراي النسر، وراي الثور، كلها تنتشر هناك وستراها حيثما نظرت، لهذا ينتابك إحساس من الدهشة لأنك ترى هذه الروائع في كل مكان. إنها  عملية غطس فريدة بامتياز.

          تتمتع اليوم بحماية قانون حطام السفن التاريخية، ما يعني أنه لا يسمح بالدخول إلى السفينة، لأن ما يثار من فقاعات قد يجعلها تتلف سريعا. لهذا نأمل أن تبقى هناك لعدة سنوات كي يستمتع بها الغطاسون في المستقبل. ترقد السفينة على الرمال تحت أعماق مائة قدم، يبلغ ارتفاعها خمسون قدم، وهي تشبه الواحة وسط الصحراء، ذلك أن جميع المخلوقات البحرية تحتشد عند حطامها.

          غرقت يونغالا في منطقة تتعرض لتيارات قوية مشحونة بالعناصر الغذائية. وهكذا جذب حطام السفينة أنواع من المرجان والأسماك وحيوانات بحرية أخرى وجدت في أخاديدها ملاذ آمن.

          رغم ابتعادها عدة أميال عن مناطق المرجان الطبيعي، تحولت السفينة إلى بنية تستقطب الهياكل المرجانية على أنواعها.

          مع نمو المرجان وازدهاره جذب أعدادا متنوعة من النباتات والحيوانات، التي جلبت بدورها حيوانات مفترسة أكبر مثل أسماك البراكود والقرش وغيرهما.

          وهكذا سرعان ما نشأ نظام بيئي مزدهر يعتمد على ذاته، هي واحة لولاها لبقيت أعماق البحر قاحلة.

          تحولت يونغالا إلى حيد صخري ديناميكي، وذلك خلال فترة أقل من تلك التي يحتاجها المرجان لبناء حيد بهذا الحجم.

          تختبي في الثقوب والأخاديد أنواع مختلفة من المخلوقات البحرية التي تستمر في تجديد نفسخها.

          قد لا تجد إنشا واحدا من السفينة لا تغطيه طبقات سميكة من المرجان الصلب واللين، والإسفنج، وأشكال أخرى من الحياة.

                    أرى شخصيا أن يوغلا مكان فريد وميز. الوضع عند الحطام رائع جدا فهو يرقد وسط ممر السفن، ما يأتي بتيارات مؤاتية من المرجان. تحمل التيارات معها بكثير من الشرانق والبيض، التي يحالفها الحظ لوجود يونغالا هناك، وهكذا تتوالد حول السفينة التي تحولت إلى منظومة بيئية بحد ذاتها.

          يقع حطام السفينة على بعد أربعين كيلومتر من أقرب حيد صخري. يمكن أن تنرى بأنه منطقة شاسعة من الوحل، وهناك واحات قليلة في تلك الصحراء، حيث تجد كميات من الأسماك، التي توجهت إلى هناك وبقيت حيث الحطام لأنها لا تجد مكانا أفضل تذهب إليه.

          هناك أنواع وكميات مدهشة من المخلوقات البحرية التي تجد ملاذا لها في يونغالا.

          تغطي حشود من الأسماك الصغيرة هذه الحيد الصناعي لتبدو كهالة من الضوء.

          تقوم الأسماك المفترسة كالناخر والناهش بدوريات دائمة من حولها.      

          تحتشد مجموعات أخرى تحت جسم السفينة، حيث تستريح من مواجهة التيارات القوية المتعاقبة.

تزن أسماك الأخفس والماوري الكبيرة مئات من الأرطال، وهي السيدة المطلقة في هذه البيئة.

تتخذ الهاوكسبيل وسلاحف البحر الخضراء، استراحات مؤقتة لها حيث تتخذى على الإسفنج والمرجان اللين.

          القرش والراي هي أكثر حيوانات البحر غرابة على الإطلاق. وهي تجتمع عند الحطام لوفرة الغذاء الذي يكثر هناك.

          ينحرف راي النسر بجلالة، وكأنه طير عملاق يحلق في السماء.

          يبحث راي الثور وسط الرمال عن بعض القشريات الصغيرة. وهو يعرض ظفرا حادا ومسمما في ذيله  لإقناع من تخوله نفسه بأن يكون مفترسا.

يبلغ طول هذا القرش القيثاري عشرة أقدام، وهو يتمتع بانحناءات جسم غريبة فعلا.

          رغم أن سم الثعبان البحري أشد فتكا بعشرة أضعاف من أي ثعبان أرضي، إلا أنه حيوان غير ضار نسبيا بالغطاسين.

فم هذه الثعابين صغير جدا لعض البشر، كما انها غير عدوانية. أما فريستها الأساسية فهي أسماك صغيرة لا يتعدى طولها بضعة إنشات.

وهي تجول فوق الصخور المرجانية بحثا عن أسماك صغيرة تختبئ في التشققات والحفر.

          ثعابين البحر هي زواحف تتنفس الهواء، وعليها كل بضع دقائق أن تعود إلى السطح فوق السفينة كي تتنفس.

          هناك نوعان من الثعابين التي تجول وسط حطام السفينة وهي ذات الخطوط الخضراء وذات الخطوط السوداء.

          هنا أيضا كما هو الحال في الكثير من الصخور المرجانية،  تقدم محطات التنظيف خدماتها بعناية فائقة.

تتولى أسماك التنظيف أكل الطفيليات والأنسجة الميتة من على الأسماك المفترسة الكبيرة.

          لا تتعرض هذه الأسماك إلى أي خطر، إذ يسمح لها بأن تجول  بحرية حول الزبائن.

          بما أن سفينة يونغالا ترقد على عمق مائة قدم تحت الماء، على الغطاس أن يحرص باستمرار على مراقبة الوقت الذي يقضيه في الأعماق.

يعثر الغطاس هنا على أعداد كبيرة من الحيوانات الشيقة جدا إلى جانب أجزاء من سفينة يونغالا في قاع البحر.

يشكل تخدر النيتروجين وعوارض إزالة الضغط، مخاطر حقيقية في هذه الأعماق.

يمضي الغطاس عدة دقائق في المياه الضحلة بعد الغطس للتخلص من النتروجين الذي تحلل في الأوردة الدموية والأنسجة.

بالإضافة إلى مراقبة الوقت والأعماق على الغطاس أن يتنبه أيضا من التيارات القوية التي عادة ما تضرب موقع الحطام.

=-=-=-==-=

          عدد كبير من سكان الحطام يستريح ليلا.

                   تحبس سلاحف البحر أنفاسها لأكثر من ساعة قبل العودة إلى السطح للتنفس.

          يبحث قثاء البحر عن غذائه بالغوص بين الرمال عند حلول الليل.

          ويغط ببغاء السمك في نوم عميق دون أن يغيب الحذر.

          ويختار سمك البهلوان سريرا مريحا، وسط نباتاته المحببة.

          ويجول الحبار الهلامي الغريب الملامح في أرجاء الحطام بحثا عن فريسته.

          تقترب هذه الحيوانات الذكية والفضولية جدا من الغطاسين للتحقق منهم.

          قمنا في تاونزفيل بزيارة حيد إتش كيو، وهو معرض بحري ومركز للأبحاث خصص للكائنات البحري في الصخور المرجانية الكبرى.

          يأوي هذا المعرض أعداد كبيرة من الأنواع التي تسكن المنطقة، ليشكل بذلك أكبر حيد من نوعه ينبض بالحياة في جميع أرجاء العالم.

          يمر من هنا يوميا ودون توقف مليونين ونصف المليون لتر من مياه المحيط المجاورة.

          تأتي إلى هنا ات مجهرية وحيوانات صغيرة قادمة من البحر لتتغذى عليها  المرجانيات والديدان التي تؤكل بدورها من قبل الأسماك والقشريات، وهذه بدورها تغذي أسماك أكبر كالنواهش والقرش والراي. لهذا يمكن القول أن حيد إتش كيو هو معرض بحري يعتمد على نفسه بطريقة شبه كاملة.

          من أقسام المعرض التي تجذب الزوار نموذج مصغر بنسبة الخمس للجزء الأمامي من سفينة يونغالا الغارقة.

          كما قمنا أيضا بزيارة مشابهة إلى متحف ماريتايم في تاونزفيل.

          تعرض في هذا المتحف عناصر من ميراث أستراليا في الحقب البحرية. يضم المتحف مجموعة كبيرة من الأشياء التي استخرجت من سفينة يونغالا.

          منها جرس السفينة.

          وإنارة مزينة.

          وصحون وأدوات صينية من المطبخ.

          ونموذج مصغر يشير إلى ما كانت عليه سفينة يونغالا من روعة وجمال.

          وهناك قصاصات من صحف تلك الفترة تذكر بهول الكارثة التي وقعت حينها.

          تنتشر الصخور المرجانية على عمق بضعة إنشات من سطح البحر عند صخور الحيد المرجانية الكبرى في أستراليا.

          كثيرا ما تعرضت هذه الروائع المرجانية إلى اصطدام الكثير من السفن. خلال إعصار واحد سجل عام تسعة وثمانون، ضاعت تسعة وخمسون سفينة، بمن عليها من ثلاثمائة شخص.

          أي أن الإعصار الذي أودى بيونغالا لم يكن فريدا، فالواقع هو أن هذه بعض من أشد البحار خطورة في العالم.

           من الصعب أن يؤكد المرء ما إذا كانت يونغالا قد اصطدمت بالحيد على اعتبار أن الجزء الأكبر من مقدمتها مدفون في الرمال. كما أنها ترقد على مسافة عدة أميال عن أقرب حيد صخري.

           مع الزمن انتعش المرجان وغيره من الكائنات البحرية وتجددت في يونغالا. ولكن الوقت أخذ ينفذ  بالنسبة لحطام السفينة أيضا.

          أخذ المزيد والمزيد من أجزاء السفينة ينهار أكثر وأكثر تحت تأثير المياه المالحة، والتيارات المائية والعبث البشري.

          كل ما بقي اليوم هو الهيكل الأساسي للسفينة.

          ستتمكن أعداد قليلة فقط من الأجيال القادمة من التمتع بزيارة حطام السفينة الرائعة هذه وهي على حالها.

          بقايا غريبة مما كانت عليه يونغالا في الماضي تبدو خارج مكانها في البيئة البحرية.

          ما زال اسم يونغالا واضح الملامح على مقدمة يونغالا المغطاة بطبقة من الكائنات البحرية الكثيفة فوقها.

          ما زالت بعض الأسئلة الهامة تطرح نفسها حتى اليوم ومنها ماذا جرى في الليلة المصيرية التي سبقت غرق السفينة.

          هل حاولت السفينة أن ترسو؟ يبدو أن هذا لم يحدث لأن المرساة ما زالت مكانها في مقدمة السفينة.

          هل انفجرت الغلايات؟ هل مزقت الرياح العاتية أغطية فتحات السفينة؟ هل اصطدمت السفينة بالصخور؟

          من المحتمل جدا أن تكون قد تسببت عناصر  متعددة  في غرق السفينة. كما يحتمل أيضا أن لا نعرف أبدا ما جرى بدقة.

          بقيت يونغالا نصب تذكاري صامت ومدهش، على غضب البحار الاستوائية في أستراليا.

          وهي شاهد حي على الأعداد  الكبيرة من الضحايا الذين سقطوا بين ركاب وطاقم السفينة.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster