اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم البحار 003
 

القرش الأبيض

 

          هناك ثلاثمائة وخمسون نوع من أسماك القرش في جميع أنحاء العالم. ولكن نوعا واحدا منها يبرز في مخيلتنا الجماعية، هو القرش الأبيض.

          هجمات القرش الأبيض مخيفة ووحشية وسريعة.

          وهو المسؤول عن اعتداءاته البشرية على الإنسان أكثر من أسماك القرش الأخرى. ولكنه قلما يأكل البشر، على خلاف ما تصوره أفلام هوليود.

          يقال أنه يعتبر الإنسان من أسود البحر، التي هي غذائه الرئيسي، وأحيانا ما يهاجمه لانتهاك حرمة أراضيه.

          سنتجه اليوم إلى مياه أفريقيا الجنوبية، لدراسة هذا الحيوان المدهش، والذي كثيرا ما نسيء فهمه.

          سنشاهد من يسبحون بدون حماية الأقفاص مع أسماك القرش، ليبلغ الأمر لقاء غريبا وجها لوجه، مع أكثر الحيوانات المفترسة إثارة للرعب.

          سنبحث أيضا عن عضوين آخرين من فصيلة القرش الغامضة، وهما نمر الرمال الخطير، وقرش الحراشف الستة الخيالي.

          سنسافر إلى مياه شمال كارولينا، وشواطئ كندا المطلة على الهادئ، لنشاهد هذه الحيوانات الغامضة في بيئتها الطبيعية.

 =-=-=-=-=-

          سافرنا إلى أقصى نقطة في جنوب أفريقيا كي نسبح مع القرش الأبيض. انطلقنا عبر اليابسة طوال ساعتين من كاب تاون، نحو قرية غانزباي الصغيرة.

          تشتهر كاب غود هوب، بأشد المياه عنفا على وجه الأرض.

          تمنح الشواطئ التي تضربها الرياح الباردة هنا ملاذا آمنا لآلاف مؤلفة من أنواع أسود البحر.

          تسارع هذه الحيوانات الثدية البحرية لاستعراض مهاراتها البهلوانية.

          ولكن هذه المياه ليست آمنة، حتى لأكثر الحيوانات رشاقة في العالم.

          ذلك أن هذه الأعماق الداكنة تأوي أقوى أسماك القرش في البحار. هذه منطقة الصيد المفضلة للقرش الأبيض.

          يثير هذا القرش الخوف والرعب، إذ يصل طوله إلى أكثر من عشرين قدم، ليزن ما يزيد عن خمسة آلاف رطل.

           يسيطر حضوره على مخيلتنا بالكامل، ويثير الرهبة في أعماق القلوب.

          وهو يعتبر من أنجح الحيوانات في الصيد وأقدمها في البحار.

          انطلقنا من قرية غانزباي بحرا إلى قناة جزيرة داير، التي تسكنها مجموعات كبيرة من القرش الأبيض، ورافقنا هناك بعض المغامرين الأفارقة المحبين للبحر وأسماك القرش.

          وقع الاختيار على جنوب أفريقيا لأنها من الأماكن البرية جدا، التي تكثر فيها أسماك القرش الأبيض. ثانيا سبق أن ذهبنا إلى أستراليا عدة مرات، حيث المياه أكثر نقاء وأقل صعوبة، ولكنا لا نجد عددا مشابها من أسماك القرش. تكثر في جنوب أفريقيا أسماك القرش الأبيض، فهو البلد الأول في العالم الذي أصدر قانونا لحماية القرش الأبيض.

          علقنا على حافة المركب مزيجا من قطع الأسماك والدم لجلب أسماك القرش.

          بعد نصف ساعة فقط وصل القرش الأول  من مجموعة  أسماك القرش الأبيض الستة التي أحاطت بالمركب.

          كثيرا ما يعمل الدليل أندري هارتمن مع هذه الحيوانات، وهو يأمن جدا لها  لدرجة أنه يراهن على مداعبتها.

          لا تجرب ذلك بنفسك.

          رغم اهتمام الإنسان البالغ في القرش الأبيض، وتركيز وسائل الإعلام عليه، فالمعارف محدودة جدا بهذا المفترس. ربما كانت سمعته السيئة سببا في تصنيفه حيوان خطير في عدة مناطق.

          رغم ما تنعم به من حماية في غالبية البلدان، إلا أن القرش الأبيض ما زال نادر نسبيا.

          لدينا في جنوب أفريقيا منطقة نعتبرها وفيرة جدا، وهذا لا يعني أن لدينا عدد فائض من القرش، أو عدد غير طبيعي. نما هذا الحيوان مبدئيا ليحتل مكانة بيئية محددة، كما أن قدراته الجسدية  على التوالد تجعله يبقى بأعداد قليلة، لهذا لا يمكن لأحد أن يعرف بدقة ما هو عدد أسماك القرش المنتشرة هناك.

          ما نعرفه عن القرش الأبيض هو أن الأنثى تنجب ما يتراوح بين مولدان وأحد عشر مولودا يصل طول كل منها عند الولادة إلى متر ونصف المتر. وقد تتراوح فترة الحمل لديها بين عشرة وثمانية عشر شهرا. تولد الصغار بصورة مكتملة عن الكبار، وهي مستعدة للانقضاض على فريستها منذ لحظة الولادة.

          أكبر سمكة قرش عرفت حتى اليوم هي أنثى اصطيدت في جزيرة مالطا لإي البحر الأبيض المتوسط، وقد بلغ طولها سبعة أمتار وعشرة سنتيمترات. أي ما يوازي ثلاثة وعشرون قدما. من المحتمل أن تكون السمكة قد تمددت قليلا لأنها علقت عاليا في مقدمة المركب، ولكنها دون شك أكبر سمكة قرش أبيض عرفت حتى الآن.

          نجمع كل ما لدينا من معلومات حول القرش الأبيض عبر مراقبة الغطاسين في أقفاص الحماية.

          وقد تقدم مارك ماركس في خطوة جريئة محاولا فهم هذا الحيوان الغامض.

          إنه واحد من قلة قليلة من الباحثين الذين حاولوا التعرف على القرش الأبيض بحرية.

          الباحثون السابقون الذين حاولوا الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بسلوك القرش، وضعوا حدا لأبحاثهم عبر قضبان الأقفاص. وقد تنبهت منذ عامين بأن هذه مسألة غير مقبولة، وأنه لا يمكن دراسة السلوك الطبيعي من داخل القفص، خصوصا فيما يتعلق بالتفاعل الاجتماعي. لهذا السبب وبعد عملية تعلم طويلة وبطيئة جدا استمرت ستة عشر عاما، تمكنت من التعرف على لغة الجسد وما يعنيه في حركات جسمه، حتى أدركت متى أستطيع الخوض معه في الماء بكل ثقة. وهكذا تمكنت اليوم من تحقيق تقدم علمي كبير، لأن أبحاثي ودراساتي تتم اليوم خارج القفص الحديدي، سواء كانت في الأعماق أو على سطح الماء.

          عملنا طوال  أيام وسط أمواج عاتية، حاولنا الجلوس داخل القفص وفوقه أحيانا، كما حاولنا  العمل بين الأعمدة بعد ربط الكاميرا بأحدها. إنها مسألة في غاية الصعوبة تعرضنا فيها للخطر. ولكن الوقت أخذ ينفذ وكاد يداهمنا وهذا ما أقلقنا جدا. لهذا راقبت القرش بحذر شديد واعتبرت أن الوقت حان لمحاولة النزول إلى الماء، وهذا ما فعلت. سبحت على وجه الماء عندما نزلت للمرة الأولى، وذلك بملابس دافئة لأن الحرارة قاربت تسعة وخمسون درجة. ثم حاولت السباحة تحت سطح الماء قليلا، وكان هذا أفضل ما قمت به.

          أعتقد أنه من المبالغة بالنسبة لي أو لأي شخص آخر مكاني، القول أني لم أشعر بالخطر أو بعض الخوف، وأنا في عرض البحر أسبح مع القرش الأبيض. أولا لأنه أخطر الحيوانات المفترسة في المحيط، وهو يتمتع كما قلت بقوة هائلة. شعرت بالخطورة طبعا، ولكني فكرت في قرارة نفسي، أن هناك احتمالات ضئيلة بأن يتمكن من سماع دقات قلبي العنيفة جدا، لهذا يجب أن أتحلى بالهدوء والاطمئنان الكاملين، وهذا ما فعلته وما ساعدني جدا.

          هناك مسألة أخرى اعتمدت عليها وهي ما قاله الصياد الذي كان إلى جانبي في المركب، حين أكد على ضرورة أن أبقي عيناي مفتوحتان في جميع الاتجاهات، لأنه مفترس ينتهز جميع الفرص، أحيانا ما ينقض من أسفل  أو من الخلف، وكانت هذه أكثر اللحظات خوفا حين نعجز عن رؤية القرش، ليأتي بعدها من الأسفل.

=-=-=-=-

          رغم قلة المعارف المتوفرة عن عادات التزاوج لدى القرش الأبيض، ومعدل الحياة لديه، وجوانب حياه الأخرى، إلا أن معلومات غامضة تنتشر حول سلوكه.

          من بينها اعتماده على نظام دائرة تبادل الحرارة لرفع حرارة جسمه، أي أنه  بعبارة أخرى ينتمي إلى ذوي الدم الحار مقارنة مع الأسماك الأخرى.

          وهو عادة ما يسكن مياه الشواطئ الضحلة، علما أنه قد سجل نزولا إلى أعماق خمسة آلاف قدم بحثا عن فريسته.

          صرنا نعرف اليوم أننا لا نستطيع إلصاق صفة المفترس المنفرد بالقرش الأبيض، فهو ينتمي إلى بنية اجتماعية بالغة القوة. أما السلوك المتبع فيما بينها فهو معقد جدا. أثبت القرش الأبيض أنه مفترس بالغ الحساسية، فهو يعي ما حوله، ويتخذ القرارات. وقد تمكنت من إثبات حقيقة أن الحيوان المفترس ينظم نفسه انطلاقا من بنية السيطرة ضمن الهيكلية الاجتماعية وحسب ترتيب القطيع، حيث يعتبر الحيوان الأكبر هو الأسوأ والأشد سيطرة بين غالبية الحيوانات. ولكن القرش الأبيض يمتلك مجموعة من الأسلحة الفاعلة جدا التي قد يؤثر استخدامها سلبا على الجميع، ومع ذلك فالعدوانية الفردية تلعب دورا موازيا ومكملا للدور الذي بلعبه الحجم.

          هناك مجموعة كبيرة من المغالطات المتعلقة بهجمات القرش الأبيض.

          فرغم حصول الاعتداءات على الناس إلا أنها نادرة جدا، لدرجة أن أعداد الذين يموتون باللسعات أكبر بكثير.

          قلما يأكل القرش لحم البشر، هذا إن كان يأكله، كما أن غالبية الوفيات تنجم عن قوة الصدمة أو نزيف الدم الناجم عن العضة الأولى.

          لا يشكل الإنسان جزءا من لائحة طعامه.

          يشاع اليوم أن غالبية الهجمات تنجم عن سوء تقدير للهوية، أو دفاعا عن حدود الأراضي.

          أحيانا ما يشبه السباح من قاع البحر أنواع من الفريسة، خصوصا عند رؤيته من الأسفل.

          وقد يفسر الفضول تجاه هذه المخلوقات الشبيهة بأسود البحر، الأسباب التي تعرض الإنسان أحيانا لهجماته.

          رغم رؤية القرش الأبيض الثاقبة، إلا أنه يستخدم فمه كالأيدي. أي أن العض هو جزء من آلية يعتمدها للتعرف على الأشياء المحيطة به.

          أدى نجاح فيلم جاوز المنقطع النظير إلى إلصاق صورة سلبية وسمعة سيئة بالقرش الأبيض. وقد تعزز ذلك واستغل من قبل وسائل الإعلام والمؤلفات الأدبية المعاصرة. والحقيقة أن السنوات الخمس الماضية من العمل مع القرش الأبيض عن قرب في بيئته الطبيعية وخارج الأقفاص، أكدت أنه لا يشبه ذلك الحيوان المفترس العشوائي الذي يأكل لحم البشر كما يصور، بل هو حيوان ذكي ومعقد اجتماعيا. وهو من وجهة نظر النمو والتطور، يعتبر من أنجح المخلوقات التاريخية على الإطلاق.

          قد يؤدي قضاؤنا على القرش الأبيض إلى إيقاع الأذى في باقي المحيط. لا أعتقد أنه قد فات  الأوان بالنسبة للقرش الأبيض، مع أني لا أتخصص في علم الأحياء. ولكني انطلاقا مما رأيته ومن العلماء الذين تحدثت معهم في هذا المجال، أعتقد أنه يمكن إنقاذ القرش الأبيض، وأنه بدأ يستعيد عافيته ببطئ، خصوصا اليوم ونحن نسهم في حمايته.

          يعتبر القرش الأبيض جزء مكمل للبنية الطبيعية في البحر، لولا وجوده لنمت أسماك القرش الأخرى بسرعة أكبر ما يسبب اهتزازا في توازن سلسلة الغذاء.

          وهناك جمال رائع وجلالة فريدة في هذا المفترس الهائل. تحولت لقاءات الغطاسين بالقرش الأبيض إلى صناعة متنامية.

          رغم قلة الراغبين منا في لقاء القرش الأبيض شخصيا، ولكنا سنشتاق إليه جدا إذا ما رحل.

          على بعد بضعة آلاف من الأميال غربا عبر الأطلسي المواجه لشواطئ كاولينا، تسكن مجموعة أخرى من أسماك القرش الغامضة.

          يسكن هذه المنطقة واحدا من أشد أسماك القرش إثارة للرعب، إنه نمر الرمال.

          على عمق مائة وعشرون قدما تحت الماء، تجد أسماك البركودة والأنشوفة ملاذا لها في حطام سفينة ترقد هناك.

          بعد نصف قرن من إغراق السفينة على أيدي الزوارق الحربية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، أصبحت السفينة ملاذا لقرش نمر الرمال.

          تحتشد قطعان من هذا القرش خلال بضعة أشهر من كل عام في الأعماق هنا كي تستريح وتتزاوج.

          يختلف القرش عن باقي الأسماك في أنه لا يملك مثانة غازية، لهذا فهو يغرق إن توقف عن العوم. باستثناء نمر الرمال.

          تحافظ هذه الأسماك على طوافها الطبيعي عبر السباحة إلى السطح وابتلاع الهواء الذي تخزنه في أمعائها.

          هذا ما يمكن نمور الرمال من البقاء بدون حركة وسط أعمدة المياه.

          لقبت هذه الأسماك بآكلة البشر بسبب أنيابها الحادة، وملامحها المخيفة، ولكن نمور الرمال قد أثبتت أنها غير مؤذية.

          الشيق في الأمر هو أنها تضع صغيرين كل عام.

          يتغذى  الجنين النامي على أكل ما يجده من بيض ضمن أكياس البيض. تفقس البيض بمفردها وتبدأ الحياة بأكل  أجنة أشقائها الباقية على قيد الحياة.

          يبقى جنين واحد فقط في كل رحم، يتغذى على البيض الغير ملقح الباقي هناك.

          ينعم هذا القرش بالحماية في كثير من البلدان، إلا أنهم يصطادونه في اليابان بكميات تجارية طمعا بزعانفه ولحمه.

          ساء حظ هذا المخلوق أن وقع في شباك صياد رياضي.

          ليتمكن فريقنا من تصوير هذا الحيوان الخجول بطبيعته، خرج المصور إلى الماء مسلحا جهاز تنفس الدائرة المغلقة.

          يزيل هذا الجهاز فقاقيع أجهزة التنفس التقليدية،عبر تدوير الهواء وإزالة الغازات الضارة منه، ما يساعد الغطاس على الاقتراب من نمور الرمال أكثر وبصمت نسبي.

          قرش النور طويلة الحجم، ثقيلة الوزن يصل طوله إلى أكثر من عشرة أقدام.

          وهي تكثر في مياه المحيطين الأطلسي والهندي  الدافئة والاستوائية، كما وفي غرب المحيط الهادئ.

=-=-=-=-=-

           تسكن أسماك القرش في جميع محيطات العالم،  من مياه الشواطئ الدافئة الضحلة، إلى أعماق البحار المظلمة والشديدة البرودة.

          تعيش في الأعماق السوداوية الباردة أشد أسماك القرش غموضا على الإطلاق.

          يعرف هذا العملاق المتلوي باسم قرش الخياشيم الست.

          ينتمي هذا القرش إلى فصيلة قرش البقر المنتشرة في أرجاء العالم، وهو عادة ما يسكن الأعماق المظلمة التي تزيد عن ألف قدم.

          ولكن ذات الخياشيم الست يصعد لأسباب مجهولة، إلى المياه الضحلة القريبة من شواطئ كندا في المحيط الهادئ لبضعة أشهر من فصلي الصيف والخريف من كل عام.

          تمتاز هذه الأسماك بفقدان زعانف الظهر التي تميز غالبية أنواع القرش، ويتمتع بست خياشيم تعتبر من العناصر البدائية بين أسماك القرش.

          كما يبرز لديه ذيل أشبه بالدراسة التي تميزه عن غيره القرش.

          تنتج عن عيناه الكبيرتان الجاحظتان نظرات باردة مخيفة، ولكنه لا يأكل البشر.

          لم يؤكد أي تقرير يتحدث عن اعتداء قرش الخياشيم الست على البشر.

          توجهنا إلى مياه بريتيش كولومبيا في كندا لتصوير ودراسة هذا القرش، وتحديدا إلى جزيرة هورنباي الواقعة ف مضيق جيورجيا.

          يحاول  الباحثان مالكولم رامسي من جامعة ساسكاشوا وروبرت دونبارك من جامعة نيوفونلاند ميموريال، يحاولان الإجابة على الأسئلة الأساسية المتعلقة بأسرار حياة هذه الحيوانات الغامضة.

          أكثر الاكتشافات التي أدهشتنا هو أننا أمام سمكة يصل طولها إلى أربعة أمتار وهي تعيش بعيدا عن شواطئ بريتيش كولومبيا، أو غرب الولايات المتحدة، ومع ذلك لا نعرف عنها شيئا. لا نعرف ماذا تأكل، ولا نعرف ما هو معدل عمرها، ولا نعرف ما هي مراحل توالدها. ولا نعرف شيئا عن نظامها الاجتماعي. لو كان لدينا حيوان طوله أربعة أمتار يعدو في الغابات المجاورة هنا، باستثناء ساسكواتش، لأدركنا كل الأشياء المتعلقة به، ولكن بما أنه يسكن في المحيط نكتفي بتجاهله، ونسيانه الكامل.

كل ما نعرفه عن هذه الحيوانات هو أنها تجتمع موسميا إما للتوالد أو للأكل أو للتزاوج. أي أن هذه احتمالات ثلاث يمكن أن تبرر لقاءاتها الموسمية، على الشواطئ الغربية من جزيرة فانكوفر ومضيق جورجيا. لا نعرف ماذا تأكل لهذا لا نستطيع القول أنها تجتمع لتأكل، مع أن هذا هو الاحتمال الأرجح، ولكن ما الذي تأكله؟ ولماذا تأتي إلى هنا في هذه الفترة من العام؟ كلها أسئلة ما زالت قيد الدرس.

          يصل طول هذا القرش إلى حوالي عشرين قدم. ضخامة حجمه وعمق موطنه يدفع العلماء للاعتقاد بأنها أطول أسماك القرش عمرا في البحار.

          هناك تقديرات تتحدث عن احتمال أن يصل تقدمها في السن إلى حوالي مائتين أو ثلاثمائة عام.

          مع انهيار كميات أسماك الصيد المتوفرة في السنوات الأخيرة، أصبح ذات الخياشيم الست هدفا جديدا للصيد. 

          ولكن الجهل التام لأعداده ونموه ومعدل توالده وسلوكه أدى إلى تأجيل المشروع.

                    ليس لادينا اليوم أي معلومات تذكر عن أعداد هذه الأسماك في أي مكان من العالم، بما في ذلك على شواطئ بريتيش كولومبيا. قد يبلغ عددها عشرات الآلاف أو مئات الآلاف، أو ملايين، فلا أحد يعرف. يمكن أن تضيف ما يحلو لك من أصفار إلى نهاية الرقم، وهي قابلة للجدل. بما أننا لا نعرف حجم أعدادها ولا نعرف شيئا عن تاريخها، أو أبسط الأشياء عما تفعله هذه الحيوانات، وما هي سرعة نموها من المستحيل أن نقبل بصيدها. من نتائج نمو الحيوانات جميعها أنها تصبح صعبة الافتراس. لدينا مثال الفيلة على ذلك، أو وحيد القرن. يعتبر الإنسان اليوم المفترس الأكبر لجميع المخلوقات في المحيطات. وقد أخذت تنمو بطريقة أصبح معدل وفياتها قليل جدا، وهكذا فإن بدأنا بقتلها من المحتمل جدا أن لا تتجاوب أعدادها في أي فترة زمنية مقبولة.

           الخياشيم الست ونمر الرمال والقرش الأبيض، هي ثلاثة من أشد مخلوقات البحر غموضا.

          ولكنها كغيرها من أسماك القرش تتوالد بأعداد قليلة، ما يعرضها للانقراض نتيجة المبالغة في الصيد.

          تتعرض أسماك القرش لضغوط شديدة تنجم عن الصيد التجاري والرياضي.

          إذا أخذنا أهمية هذه الحيوانات المفترسة في سلسلة الغذاء البحري بعين الاعتبار، من المحتمل جدا أن نتساءل عن مدى حقنا في ذبح الملايين منها كل عام.

          التعرف على أسماك القرش وعلى دورها في البحر هو الخطوة الأولى على طريق حماية هذه الحيوانات الرائعة.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster