اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم البحار 001
 

جزيرة كوكو

 

          في المناطق البعيدة من المحيط الهادئ، وعلى مسافة ثلاثمائة ميل إلى الغرب من أمريكا الوسطى، تقع واحة طبيعية رائعة تحت البحر.

          تكثر هنا مجموعات الأسماك بكثرة مدهشة لا مثيل لها في أي منطقة أخرى من العالم.

          إنها مملكة المحيط المدهشة، في جزيرة كوكو.

          تحت هذه المياه تنطلق مجموعات من عمالقة الأسماك المفترسة في صمت مخيف.

          من بينها تبرز أسماك القرش ذو المطرقة التي تعتبر هذه الواحة مملكة لها.

          تبدو وكأنها تحلق مع تيارات المياه كما تحلق الطيور الجارحة مع تيارات الهواء.

          سنسافر اليوم إلى جزيرة كوكو الصغيرة، لمعرفة الأسباب التي تجمع ذو المطرقة بأعداد كبيرة.

          سنتعرف  على نظريات تؤكد بأن هذه الجزيرة تجذب إليها أسماك القرش إلى جانب مخلوقات بحرية أخرى من أعماق البحار.

          سنستعمل هنا وسائل التنفس الهادئة والصامتة، كي نقترب من هذه الحيوانات المعروفة بالخجل والعزلة.

          وسنتعرف أيضا على سبل حصول المصور البحري على صوره المميزة.

  =-=-=-=-

          تقع جزيرة كوكو منفردة شرق المحيط الاستوائي الهادئ، وذلك على بعد ما يقارب الثلاثمائة ميل جنوب غرب كوستاريكا.

          انطلقنا في الرحلة من العاصمة سان خوسي..

          لدينا أمتعة كثيرا لهذه الرحلة.

          تخطى وزن أجهزة التصوير ومعدات الغطس مئات الأرطال، وضعت في حافلة نقلتنا في رحلة ساعتين إلى شاطئ المحيط.

          في بلدة بونتا أرينا البحرية صعدنا على متن سفينة سي هانتر،  التي صممت خصيصا لعبور أعماق المحيطات، وستكون بمثابة بيت لنا بعيدا عن الوطن لمدة أسبوع كامل.

          يمكن لرحلة الثلاثمائة ميل إلى كوكو أن تكون طويلة، تستغرق ثلاثين ساعة ذهاب وسط أمواج عاتية في بعض الأحيان. ولكن الحظ حالفنا وتفادينا المناخ السيء فكان العبور هادئا بدون مشاكل.

          بعد الجزيرة ووقوعها على مسافات من اليابسة يجعلها مأوى للطيور والحيوانات البحرية على أشكالها والبحارة.

          وحدهم المهرة من البحارة وصيادي الحيتان والقراصنة يستطيعون العثور على قطعة اليابسة هذه وسط الغيوم الكثيفة والتيارات وتقلب الرياح.

          تحولت كوكو إلى ملاذ آمن ومصدر للمياه العذبة للسفن. قام الزوار منذ عدة قرون بحفر التواريخ والأسماء على الصخور المنتشرة عند الشواطئ.

          لم يعد القراصنة وصيادو الحيتان يجدون ملاذا في جزيرة كوكو، بعد أن حل محلهم جيل جديد من الباحثين عن الكنوز هناك.

          ما عاد الصيادون يأتون إلى هنا مسلحين بالسيوف والشباك، بل بالكاميرات.

          المياه المحيطة بجزيرة كوكو النائية، أشبه بواحة بحرية لا مثيل لها في العالم.

          تشكل الجزيرة جزءا من بحر هائل تحت البحر، لهذا تعتبر المياه الضحلة فيها منتجعا في أعماق المحيط الهادئ.

          تعتبر العزلة أساسا لسحرها، والسبب الرئيسي الذي يجمع أنواعا متعددة في نفس المكان.

          يعترف الكثيرون بالقيمة المناخية المميزة والهامة للجزيرة، لهذا اكتسبت شهرة لأبرز حديقة وطنية في كوستا ريكا.

          يرى الكثيرون في هذه الجزيرة واحدا من آخر المناطق البرية فعلا في العالم أجمع.

          تتغذى قمة هذا الجبل تحت الماء على تيارات قوية تعانق سفوحه.

          تستحم الجزيرة بالأنهر الباردة العميقة والمشحونة بالعناصر الغذائية  التي تطفو من تحت الماء.

          يغشي الضباب المياه الباردة عندما تمتزج بالمياه الدافئة. أحيانا ما تهبط حرارة المياه خمسة وعشرون درجة بشكل مفاجئ.

          تعتبر جزيرة كوكو نموذجا للتوازن البيئي لبعدها عن التدخل البشري،

          تتولى أنواع من الأسماك الصفراوية الذيل والذهبية الجوانب تنظيف حيد البحر من الطحالب المنتشرة.

          في المياه الضحلة تنتشر مجموعات كبيرة من الأسماك الذهبية المتعددة على أنواعها لتغمر أرض البحر بألوانها الزاهية.

          ينتشر جراد البحر على صخور الحيد بحثا عن الغذاء.

          تنتشر كميات هائلة من جراد البحر هنا، حتى أن أعدادها تثير بعض الازدحام. لهذا كثيرا ما تقع النزاعات والمعارك بينها على الحفر والأخاديد.

          تعتبر الجزيرة ملاذا لمجموعات لحيوانات مفترسة هائلة من أسماك القرش.

          قرش البقعة البيضاء بارع جدا في الصيد. رأسها المسطح والمنحني وأجسامها المنسابة تساعدها على الخوض في الثقوب بحثا عن الطرائد.

          تجول في مياه الجزيرة أيضا أجسام أثقل لحيوانات أكبر مثل القرش الحريري بالبقعة الفضية، وقرش غلاباغوس. 

          على صلة قريبة من هذه الحيوانات أيضا رغم اختلافه بالشكل، نجد أسماك الراي التي تعتبر قرش مسطح ومتأقلم مع ظروف العيش في قاع البحر.

          يجول الراي الرخامي بشكله شبه المستدير حول أعمدة المياه الباردة والدافئة المنتشرة هناك.

          ربما كان راي الصقور من أجمل أفراد هذه العائلة. أعداد البقع البيضاء الهائلة على ظهره تميزه بوضوح عن بقية أنواع الراي.

          المنتا العملاق هو أكبر أنواع الراي ,اشدها إثارة.

          يصل إطار جناحيه إلى أكثر من عشرين قدم، وهو يجول تحت المياه برشاقة شراعية، وكأنه طير يحلق تحت الماء.

          تنتشر في مياه الطبقة الأعلى مجموعات من قرش المطرقة.

          تحتشد هذه الأسماك صباح كل يوم في جزيرة كوكو، في واحد من أجمل استعراضات الطبيعة وأروعها.

=-=-=-=-=-

          نسعى في جولة  الغطس الثانية إلى شارك فين وهو اسم المكان، الذي يقع على بعد عشر دقائق من هنا تذكروا جيدا أننا على بعد عشر دقائق من شارك فين.

          الهدف من زيارتنا لجزيرة كوكو هو قرش المطرقة.يتبع هذا الحيوان الغامض سلوكا فريدا من نوعه، أخذ الإنسان يبدأ في فهمها اليوم.

          تعتبر جزيرة كوكو كغيرها من الجبال البحرية المغمورة ملاذا للحيوانات البحرية.

          تتغذى غالبية الأسماك الصغرى التي تجول الجزيرة على الات، وهي تأتي بحثا عن مورد غذائي هائل.

          ولكن قرش المطرقة لا تأكل هذه الأسماك الصغيرة، بل تغيب في الليل وتغوص إلى أعماق آلاف الأقدام لتتغذى هناك على الأسماك الكبرى.

          لماذا تجتمع إذا عند صخور الجزيرة؟ ولماذا تحتشد هذه الحيوانات المفترسة التي لا أعداء لها على الإطلاق؟

          عادة ما يعتبر احتشاد الأسماك واستعراض عضلاتها نوع من آلية الدفاع عن الذات.

          حركة جموع الأسماك على إيقاع مشترك يوحي بخوفها الشديد من الحيوانات المفترسة.

          ولكن قرش المطرقة لا يحتشد لأهداف سمك الحيد، بل هو سلوك عشوائي، تتلوى خلاله في جميه الاتجاهات.

          ولكن أبحاثا جديدة أخذت تكشف عن آفاق جديدة لسلوك هذه الحيوانات.

          تعتبر القمم المغناطيسية تحت الماء على غرار كوكو مواقع للتواصل الاجتماعي والملاحة لأسماك القرش.

          ساد في الماضي اعتقاد في أنها تحتشد للتزاوج على وجه الخصوص.

          رغم حصول التزاوج هنا، إلا أنها لا تجتمع فقط من أجل التزاوج.

          تبين هنا أن عدد الإناث يفوق الذكور بستة أضعاف، أضف إلى ذلك أن عددا من الأسماك المحتشدة هنا لم تبلغ سن التزاوج بعد.

          تجول الأنثى الأكبر وسط الحشود، بينما تسبح الصغيرة منها على الأطراف، يتم هذا التوزيع ويستمر عبر النزاعات المستمرة.

          عادة ما تسبب الأنثى المسيطرة جروحا عميقا لدى الخصم. ساد اعتقاد بائد بأن الإصابات العميقة كانت تنجم عن محاولات التزاوج العنيفة.

          الأنثى التي تفوز في المكانة المركزية للحشود هي الأكثر رغبة لدى الذكور، لهذا فإن  التزاوج هو من أهداف الحشود.

          ولكن الجزر المشابهة لكوكو، تصلح لما هو أكثر من مركز اجتماعي. بعد سنوات من تعقب قرش المطرقة، تبين أن الجبال البحرية كالجزر تصلح مراكز للملاحة.

           تبرز الوديان الغير مرئية وتلمع من المرتفعات البحرية المشابهة لجزيرة كوكو، لتصبح وكأنها برج مراقبة.

          تخرج أسماك قرش المطرقة انطلاقا من هذه الأبراج سعيا إلى مناطق بعيدة غنية بالغذاء لتأخذ نصيبها من الأسماك وتعود إلى قواعدها مع بزوغ الفجر.

          ذهاب قرش المطرقة ليلا من مواقع غذائه وإليه هي أكبر دليل على حسه الفريد بالاتجاهات.

          تبين مؤخرا أن لدى القرش وتحديدا ذو المطرقة أكثر أنظمة الكشف دقة في الطبيعة.

          وقد اتضح اليوم أنها تستخدم الحقول المغناطيسية للأرض في وجهتها وتعتبر الجزر مثل كوكو منارة لمعرفة طريقها.

          يجد قرش المطرقة في جزيرة كوكو وسيلة جذب أخرى. فحين تقترب من الحيد كثيرا ما تلتقي بهذه الأسماك الصغيرة التي تسمى أسماك الحلاقة، وهي تحمل هذا اللقب لأسباب وجيهة، ذلك أنها متخصصة في تنظيف أجسام قرش المطرقة.

          عندما تسبح أسماك القرش بطيئة في الأعماق تلفت إليها أنظار أسماك الحلاقة، التي سرعان ما تحتشد من حولها كي تلتهم ما على أجسامها من طفيليات وأنسجة ميتة.

          تحصل أسماك الحلاقة مقابل خدماتها التنظيفية على قطعا من اللحوم الشهية المذاق.

          لا أحد ينتهك هذا التحالف الغريب بين الطرفين، والقرش لا يأكل أسماك الحلاقة أبدا.

          أدت ظاهرة النينو المناخية إلى انبعاث الدفء في المياه المحيطة بجزيرة كوكو جديا، ما أدى إلى رحيل قرش المطرقة إلى المياه العميقة الباردة بعيدا عن المياه الضحلة التي تأوي أسماك التنظيف.

          بعد عودة أسماك القرش إلى كوكو تبين أن أعدادا كبيرة منها بحالة مزرية.

          تسببت الظواهر المناخية للنينو والنينا إلى زيادة عمق الجروح والالتهابات التي بقيت في أجسام القرش دون علاج.

          نجم ذلك عن بقاء  القرش  في الأعماق بعيدا عن خدمات التنظيف والعلاج التي كان يتلقاها من قبل أسماك الحلاقة.

           تعمل أسماك الحلاقة اليوم ساعات إضافية لتعويض ما فاتها من خدمات.

          ما زالت أمامنا دروس يجب أن نتعلمها من قرش المطرقة، إلا أن هذه هي بعض من الأسباب التي تدفعه للمجيء إلى قمم بحرية على غرار جزيرة كوكو لتجتمع فيها.

=-=-=-=-=-

          يواجه المصورون صعوبات كبيرة في التقاط الصور للقرش وغيرها من البحيرات.

          يشكل العمق وضيق الوقت عائقا في طريق استخدام الوسائل التقليدية للغطس. أضف إلى أن بعض الحيوانات تبقى بعيدة عن الغطاسين، وذلك بسبب ما تثيره فقاقيع أجهزة التنفس من ضجيج.

          حرصا على المزيد من الليونة والأمان والهدوء ، تستخدم اليوم أجهزة تنفس عالية الكفاءة تعرف باسم متنفس الدائرة المغلقة.

          يستخدم هذا الجهاز في العمليات العسكرية ذات السرية المطلقة، وهي تلقى نجاحا منقطع النظير في الغطس المدني، كما هو حال التصوير تحت الماء.

          يبدد المرء عند الزفير كميات كبيرة من الأكسجين الذي يتنفس. يطلق المرء في الهواء غالبية الأوكسجين قبل استخدامه.

          يستعيد هذا الجهاز الأوكسجين  من الزفير ليمرره ثانية في نظام التنفس.

          عند الحاجة إلى مزيد من الأكسجين تحقن هذه الكميات منه ضمن الكميات المحددة  بدقة.

          أما ثاني أوكسيد الكربون وهو الغاز الذي نطلقه عند الزفير أثناء التنفس، فيتم إزالته من دائرة التنفس، بامتصاصه في وسيلة مزج وتجفيف خاصة.

                   يعتبر هذا الجهاز بالغ الأهمية هنا في جزيرة كوكو، على اعتبار أن قرش المطرقة من أكثر المخلوقات البحرية حساسية وخوف وخجل، وعند تعرضه للفقاقيع، والأصوات والضجيج أو ما شابه ذلك من أشياء لا يعتاد عليها. لهذا يساعدنا الجهاز كثيرا هنا ويساعدنا أكثر على الاقتراب دون إزعاج الحيوانات. نستطيع الاقتراب أكثر من قرش المطرقة اليوم عبر هذه الأجهزة، كي نتمكن من تصوير محطة تنظيفه، حيث تأتي أسماك تشبه الفراشات لنزع الطفيليات عن أجسام سمك القرش. لم نتمكن من ذلك سابقا. لا شك أن الأنظمة المقفلة كليا كالتي نستعملها اليوم هي عامل أكثر قابلية للصيانة، وعادة ما نأخذها جانبا بعد كل ثلاث عمليات غطس، للتأكد منها. قلما نواجه المشاكل فيها، ومن الأفضل أن لا نواجه المشاكل فيها لأن المضاعفات ستكون أكثر تعقيدا. نظام التنفس بالدائرة المغلقة الذي نستعمله يعتمد على مستوعب يحتوي على الإلكترونيات، وعلبة بطاريات وعدد من الأسلاك وثلاثة للمراقبة. تتولى وسائل المراقبة المترابطة ببعضها لتحديد كمية الأكسجين المتوفر في الجهاز، وهي تحدد لنا باستمرار عبر ساعة نحملها كمية الأكسجين التي تم حقنها، وما هي النسب. لا بد من معرفة هذه الأرقام أثناء الغوص عميقا تحت الماء. الجزء الأسفل من الجهاز هو الأكبر لأنه يشكل ثلاثة أرباع منه إذ يحتوي على الحامض اللين وهي المادة التي تستعمل في تنقية الأكسجين، وعلينا تغييرها بعد كل خمس عمليات غطس تقريبا حسب نوع الغطس الذي نقوم به. كانت هذه الأجهزة المتقدمة تكنولوجيا تستخدم في الماضي من قبل العسكريين الذين يقومون بمهام سرية فقط. ولكنها أصبحت تصنع اليوم بما يمكن المدنيين من استعمالها بطرق آمنة، إذا دربوا عليها جيدا، وهي تتمتع بعدة استعمالات نستفيد منها في هذا المجال.

          كان المصور توم كامبل مجرد طفل بعد عام خمسين، حين اكتشف هوايته المحببة أثناء متابعته للبرنامج التلفزيوني سي هانت.

          يساعده ترحاله المستمر في مهمات متنوعة طوال ثلثي أشهر العام، في زيارة عدد من أهم مواقع الغطس في العالم.

          تمكن توم من التقاط عددا كبيرا  من صور الفيديو والعادية باستخدام التنفس الدائري، ووسائل الغطس التقليدية أو الحرة.

          وهو يتحدث عن قصة احترافه بالقول

          بدأت الغطس عام ثمانية وخمسون في كالغاري ألبيرتا كندا. ربما كانت تلك أولى الدورات التي قدمت للغطس، ولا شك أنها كانت قاسية جدا في بدايتها.

          كلفتني الدورة خمسة عشر دولارا، وقد استمرت حوالي عشرين ساعة تقريبا، جعلتني بعد ذلك أتعلق جدا بالغطس. وبلغ بي الحماس أن قررت الرحيل إلى الولايات المتحدة مع أني لم أكن مواطنا أمريكيا بعد، والتحول إلى غطاس بحري. وقد أدى نجاحي في التدريب ومراكمة التجارب إلى تكليفي بمهمة خاصة في فيتنام ضمن فرقة أسود البحر الأولى. وهكذا تابعت التدريب والترحال والعمليات في فيتنام مع فرقة أسود البحر الأولى. بعد خروجي من الجيش عملت مدربا على الغطس، أما الباقي فمن التفاصيل البسيطة المهم أني أقوم بالغطس منذ أربعين عاما. طوال حياتي المهنية مع الجيش أو مع دوريات كليفورنيا كان للغطس مكانة خاصة لدي، لهذا بقيت متعطشا للغطس طوال حياتي. وأعتقد أني سأستمر بالغطس إلى أن أفقد الرغبة بذلك، أو أن تحول قدراتي الجسدية دون ذلك، أو إذا أوقفني سبب هام آخر لا أعرفه. يسألني البعض عن مدى صعوبة هذه المهنة، فاعترف أني أحيانا ما أجد صعوبة فيها، لأني أتعامل مع ظروف صعبة وأمضي وقتا طويلا في المحيط، حيث لا تكون الظروف مؤاتية على الدوام. مع ذلك أعتبر أن حبي للبحر والحيوانات التي أعتبرهما الحدود الحقيقية الأخيرة للأرض، تدفعني إلى الغطس أكثر وأعمق. وهذا أحد الأسباب التي تجعلني أستمتع بما أقوم به من عمل.

          أعتقد أن وعي الحكومة لأهمية النظام البيئي في جزيرة كوكو هو من أهم الأسباب التي تجعلها مميزة، إلى جانب حمايتها وصيانتها، من المؤسف أن هذا ما لا يحصل في بلدان أخرى، لهذا أعتقد أن جزيرة كوكو ستبقى كنزا حقيقيا لفترات طويلة.

          جئت إلى جزيرة كوكو اليوم للمرة السادسة، كغطاس رياضي، وفي مجال المهنة أحاول تصوير أنواع مختلفة من سلوك الحيوانات، وأعتقد شخصيا أن الجزيرة من أهم الأماكن التي تستحق الزيارة في العالم، لأنها الحدود الأخيرة للعالم فعلا.

          في عصر تنتشر في الكوارث الطبيعية في كل مكان، تجسد جزيرة كوكو  نموذجا للتوازن الطبيعي.

          مع حلول ساعات الظلام الأولى، تنطلق أسماك القرش في رحلة صيدها نحو أعماق المحيط.

          مع الفجر، تعود ثانية إلى جزيرة كوكو، لتخلد بذلك دورة حياة قديمة، في هذه جزيرة أسماك القرش الرائعة هذه.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster