|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
كانت ساعة فجر الثلاثاء الماضي، بوابة لصباح النصر الزاحف الى بلدة بيت
ياحون بعد ظلام استمر ربع قرن، على مداخلها انتظر الاهالي اشارات من
رجال المقاومة ليدخلوها امنين، وما ان شق الفجر وميضة وسمع المنتظرون
اذان الفجر والنصر حتى سبقهم فرحهم مترجلا الى بيت ياحون، تلك القاعدة
على مفصل لقرى متعددة، دفعت العدو في "زمان كان" الى محاصرتها بموقع
"صف الهواء" ومركز امن الـ"17"، وهما الموقعان اللذان تحولا بطرفة عين
الى اثر.. حيث تهافت العائدون الى ازالة اثار الدنس.. مزقوا كل ما يوحي
بالاحتلال.. داسوا على اعلام المحتلين وخوذات عملائهم، صلوا صلاة
الشكر.. هللوا وكبروا وقالوا: (ألا ان حزب الله هم الغالبون).
من بيت ياحون الى بنت جبيل، كانت الساعة تقترب من الخامسة
صباح الثلاثاء، حين تقدم المقاومون الى ساحاتها لتطهيرها من الاحتلال
والخونة، تقدم العائدين الشيخ حسن حماده الذي اطلق ضوء التقدم نحو
النصر وعودة الاهالي، صلوا جميعا في الساحات والازقة والاحياء التي
اشتاقت الى احبابها واصحابها، وفي لحظة "ما".. بدت بنت جبيل عروس
الجنوب وزهرة المدائن في اعراس جوالة، دبكة في الساحات، اهازيج تتدفق
من الشرفات، ومآذن تكبر، ونساء يزغردن، واحباب يتلاقون ويتعانقون
وتحيات من زهرة المدائن الى حزب الله وامينه العام ووعد بالولاء
والاستمرار على خط المقاومة والحسين(ع).
بنت جبيل العائدة الى الوطن، بكت، فرحت، "كنست" من طرقاتها
الخونة والعملاء واطلقت الوعود بأن يعود "سوق الخميس" ملتقى للجنوب
واهله ومفترقا يتلاقى عنده الجنوب كله، بل لبنان كله، فهنا لم يعد
لموقع "صف الهوا" وجود.. ولا اثر ولا ظل للاحتلال وعملائه.. انه
النصر..
من بنت جبيل الى عيناتا، الفرحة واحدة الرقصة واحدة والدبكة
هي هي، لا كلمات تستطيع في ذروة الفرح ان تخرج من القواميس لتعبر عن
واقع الحال، فالنصر اقوى من المعنى، والكلمات تتجاوز اشياءها
ومصطلحاتها في عيناتا التي تتخاصر مع بنت جبيل، بدا الزمن خارج الزمن،
مشاهد العائدين والصامدين محت ظلام ربع قرن.. هناك ضحك الحجر، وفرح
الشجر، ورقص التراب مع الاهالي وسجد الجميع خاشعين.
وانتقالا الى عيترون كانت اللعنات والشتائم تلاحق كبير
العملاء ذاك المدعو "ابو برهان"، لن يعود الى البلدة قال احدهم..
وراك.. وراك والزمن طويل قال اخر هنا في عيترون. فر الامنيون الى
فلسطين المحتلة ليتابعوا خدماتهم وعمالتهم للمحتل في مكان ما، زمان ما،
اما الاخرون فاستسلموا تباعا يقول بعضهم "رمانا اليهود كالكلاب".. معه
حق، قال ذلك، فيما كانت جموع الاهالي العائدين الى البلدة تؤدي الصلاة
حينا وتملأ الفضاء حينا اخر بالاهازيج والفرح العام، ومن على جدران
عيترون ازيلت رواسب الكتابات العبرية، داس الاهلون النجمة السداسية
وحطموا مقر العملاء.. ومن ثم تابع الجميع الى "ساحة البركة" ليكملوا
الفرحة وليكملوا الدعوات للمقاومة وحزب الله اللذين اعاداهما الى حضن
الضيعة ودفئها.
وفي بليدا، تتكرر المشاهد وتتعاقب الصور وتتوالى المناظر..
النصر بفضل حزب الله، قال احدهم وتتبعه الالاف، مواكب السيارات كانت لا
تنقطع يقول احدهم "شي متل الكذب"
--------------------انتهت.
الكاتب:
العهد
المصدر: 26-05-2000
تاريخ
النشر:
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م