|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
لم تشهد عملية تفكيك
شبكة التجسس في الأسبوع الماضي فعلاً انقسامياً بين اللبنانيين، فلا
المسلمون عامة اندفعوا نحو انفعال مقيت للدفاع عن مسلمين متهمين، ولا
الشيعة خاصة ذهبوا الى الاسترسال في لطم الذات والقول: ان دولة ما بعد
"الطائف" تستهدف "جماعتنا" وتبتغي "ترحيلنا".
في الأسبوع الماضي غلب
الصمت الطوائف اللبنانية، فطائفة بمذاهبها المتنوعة ركنت الى نفي
العملاء من رحمها وباركت فعل الدولة، فيما طائفة أخرى بمذاهبها
المتشعبة، لاذت بالسكوت الصاخب..
ومثل ذاك السكوت يعيد
الى الذاكرة فعلة الدولة في آب الماضي، حين جرى توقيف حبيب يونس
وأنطوان باسيل وتوفيق الهندي، آنذاك خرجت أقلام وأفواه وأبواق وصور
متلفزة وكلمات مسموعة ومقروءة لتقول إن "المؤامرة" على الموارنة لا
ينقطع حبلها، فهي طائفة متهمة بالتعامل، وهذا الاتهام على ما التقى بعض
اليسار وبعض اليمين وبعض الوسط على تقاطعه، يجعل الموارنة إما في السجن
وإما في المنفى، وإما بين أقواس التضييق، وإما في سياق الملاحقة
والحصار، ولا يؤدي كل ذلك إلا نحو الإحباط والهجرة من هذا "البلد
اللعين".
أي بلد هذا؟
مسلمون يُلقى القبض
عليهم، فيقابلهم المسلمون بالنبذ والطرد من الجماعة، فلا تنبري امرأة
لتقول "حرام"، ولا رجل سياسي يتقدم مستغلاً الموقف ليبني على أرضه
إمارة سياسية، ولا عالم الدين يستنبش الغرائز، ولا طفل تأخذه رأفة، ولا
تظاهرة تتأول اللحظة ويصرخ الهاتفون فيها: أين الضمير العالمي؟!
في المقابل مسيحيون
يُعتقلون بالعنوان ذاته، فلا يبقى هوس غرائزي تحت البطن وفي ثنايا
الحناجر وطيات الحبر، إلا ويخرج طالباً الاستنصار؟ ولمن؟ لمتهمين
بالعمالة!!
أي بلد هذا.. يقول
بعضه إن للتعامل مع العدو "ظروفاً"، وإن للخيانة مبررات، وإن الموقف من
"إسرائيل" وجهة نظر قابلة للنقاش والجدل.. بل أي بلد هذا يتحول فيه
عملاء العدو الى "أبطال" داخل طوائفهم، أو الى رموز مضطهدة، او الى
قضية وطنية تستوجب النضال؟
بين الموقوفين الشيعة
والموقوفين الموارنة تتجلى صورة لبنان بسفورها الانقسامي، فهنا لا ندب
على أفراد مشبوهين، ولا حتى على "جيش" قاعدته من الشيعة مثلما كانت حال
ميليشيا أنطوان لحد، وهنا بكاؤون على مشبوهين لاعتبارات طائفية محضة،
والمس بهذا المشبوه او ذاك مس بـ"قامة" الطائفة و"كبريائها"، وكل فرد
منها "ملك" او "امبراطور" الاقتراب منه ممنوع، وملاحقته تحدث "إخلالاً"
في التوازن الوطني.. ولا ينم إلا عن اضطهاد المحيط لهذه "الطائفة"
والسعي الى تذويبها في بحر الأكثرية..
هل تصمت الحناجر
المدافعة عن توفيق الهندي؟
هل يستريح الحبر
المدافع عن حبيب يونس؟
هل تأخذ الأقلام
المدافعة عن أنطوان باسيل فترة قيلولة؟
هل تصمت الحناجر
ويستريح الحبر قليلاً حتى يقول القضاء كلمته؟
هل يفرمل الطائفيون
كلامهم ومواقفهم.. رحمة بهذا البلد؟ آمين..
--------------------انتهت.
الكاتب:
الإنتقاد
المصدر: 07-03-2002
تاريخ
النشر:
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م