|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
يُقال ان ثلاثة مسلمين، أولهم تركي، وثانيهم ايراني، وثالثهم عربي،
كانوا تائهين في الصحراء يتقاذفهم العطش والجوع، وحين اقتربوا من واحة
بعد طول لأي، وقعوا على مبلغ من المال، فقال التركي، نشتري "راستاخيز"
بهذا المبلغ، فعارضه الايراني، وألح على ضرورة شراء "انكور"، وأما
العربي فأصر على انفاق المبلغ على شراء العنب.
وإذ كان الجوع والانهاك جامعاً بين الاطراف، الثلاثة، وهو الامر الذي
ولّد أحاسيس مشتركة ترجمت حالها برفقة الطريق والضياع، وبالتالي
التكاتف باتجاه البحث عن خلاص أفقه التفتيش الجمعي عن واحة، فإن
المطالب المتفاوتة لكل واحد منهم دبت الجدل بين الثلاثي الضائع. وتلا
الجدل سخونة اصرار على تحقيق المطلب الفردي، وأعقب ذلك عراك وصراع
استمر لغاية مرور شخص رابع، فأجمع الثلاثة على أهمية الاحتكام اليه،
ومن غريب الصدف، ان الحكم المجهول، كان خبيراً باللغات، وبعدما أفاض
بالضحك وأفاضوا بالانتظار، قال لهم، ان مطالبهم واحدة، فالكل يريد
العنب، ولكن اختفاء اللغة المشتركة، استقدم اليهم العراك والصراع وسبل
الفرقة!!
على بساطة هذا المثال، يبدو واقع الحال الاسلامي مبهماً بدلالاته، فعلى
الرغم من وقوع الغالبية الاسلامية على فراش الجوع والامية والتمزق
والامراض، فإن الشعور الجمعي الاسلامي، المطبوع بوجدان عام محوره يتطلع
نحو خلاص مشترك، فإن غياب اللغة الجامعة (السياسة بالتحديد) لا يجعل من
خطاب (خطابات) الاقطار الاسلامية موحداً على افق، وبالتالي محدداً
للجهة (الواحة) المفترض التقاطع عندها أو حولها.
ومع استمرار الحاجة الى لغة تفاهم بين المسلمين، يغدو الافق افاقاً
والتقاطع قطيعة، والحس الجمعي احاسيس شتى، يغلب عليها المزاج حيناً،
والهواجس في احيان اخرى، وبدل تقليص سقف "الأنا" لمصلحة الـ"نحن"، يتم
تضخيم "الانا" باتجاه الانوية المفرطة، وبعد ذلك يأتي من يقول، ان
الخارج "يفرقـ نا".. والسؤال: هل قدم المسلمون حركة نحو الـ"نحن" حتى
يبزوا عين "الخارج" ويسقطوا مؤامراته؟؟
مرة واحدة فقط..
--------------------انتهت.
الكاتب:
العهد
المصدر: 11 أيار -
مايو 2000
تاريخ
النشر:
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2012م