اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أميركا لن تصل إلى حد الصدام العسكري مع ايران
 

توفيق شومان

توقع الدكتور توفيق شومان الخبير اللبناني في الشئون الايرانية ألا يصل التسخين الحالي للعداء بين واشنطن وطهران الى حد الصدام العسكري.

وقال شومان ان الحالة العراقية تختلف اختلافاً جذرياً عن الحالة الايرانية ففي الاولى اتبعت واشنطن قاعدة «اذا اردت صنع انتصار باهر فتش عن عدو ضعيف». اما ايران فتملك من اسباب القوة ومن العلاقات الحسنة مع دول الجوار والعالم ما يحول دون عزلها واستهدافها.

واكد شومان ان الملف النووي مجرد عنوان تخفي وراءه واشنطن هدفها الحقيقي وهو كف يد ايران عن التدخل في العراق ولبنان وتسوية الصراع العربي الاسرائيلي كما اعتبر شومان مظاهرات ايران الاخيرة صحية، وتمنى ألا يلجأ المتظاهرون والسلطة الى العنف والا يعطي المحتجون انطباعاً بان لهم اي ارتباطات بالضغوط الخارجية وهذا نص الحوار:

ـ كيف يمكن تقييم العلاقات أو «اللا علاقات» الايرانية ـ الاميركية؟

ـ لا شك ان هناك صداماً سياسيا بين ايران والولايات المتحدة الاميركية وهو يشهد تحولات مختلفة منذ سقوط نظام الشاه عام 1979، حيث يبرد أحيانا ويسخن أحيانا اخرى وفق التحولات الاقليمية والدولية ومصالح البلدين. في الواقع لايمكن وضع هذه العلاقات في اطار ايجابي منذ اكثر من 24 سنة. فمصالح الطرفين متناقضة على الرغم من وجود حوارات عل؟؟ تفتح ومن ثم تغلق كما حدث مؤخراً منذ حوالي الشهر في جنيف حول مستقبل العراق.

ـ إلى أين يمكن ان يصل هذا الصدام؟

ـ أعتقد ان «الصدام الايراني الاميركي ذاهب الى مزيد من السخونة، وهذا لا يعني الاصطدام الميداني، على الاقل في هذه المرحلة، فالطرفان يحاولان الابتعاد عن الصدام المباشر والمحافظة على صدام غير مباشر (اي سياسي) ومصالحهما، لغاية الآن، لم تصل الى النقطة الاخيرة التي تؤدي الى الانفجار».

ـ ما هي انعكاسات ذلك على مختلف المستويات: الايراني، العراقي، الافغاني والخليجي؟

ـ على المستوى الايراني، يسعى الايرانيون الى المحافظة على علاقات ساخنة مع الولايات المتحدة من دون ان يذهبوا الى تفجير المصالح بطريقة مباشرة. فلو أخذنا، مثلاً، الصدام الايراني ـ الاميركي في لبنان، فقد أعلن الايرانيون مراراً انهم ضد عملية التسوية ولكنهم لن يسعوا الى اسقاطها بالطرق العسكرية. اما على المستوى العراقي، فالايرانيون يدركون بأن اي مجابهة عسكرية مع الولايات المتحدة من خلال تنظيم اعمال مقاومة عراقية سوف يؤدي الى صدام مباشر. وعلى المستوى الافغاني، حاول الايرانيون، بعد اسقاط نظام طالبان، ان يرتبوا اوضاعهم في افغانستان بالمشاركة مع الولايات المتحدة، ولهذا سبق سقوط نظام طالبان ما عُرف بمؤتمر بون الذي بحث في كيفية صياغة نظام سياسي افغاني يحل محل حركة طالبان ولكن عندما رفض الاميركيون اي مشاركة ايرانية في صناعة المستقبل الافغاني الجديد، توترت العلاقات فتراجع الايرانيون وذلك في مطلع العام 2002.

اذن نحن اليوم امام ثلاث نقاط متفجرة: لبنان، العراق وافغانستان، واقتضت المصلحة الايرانية الا يكون هناك صدام مباشر وميداني مع الاميركيين.

وفيما يتعلق بالدائرة الخليجية، فلقد اصبح عند الايرانيين استراتيجية يمكن تسميتها بـ «تجفيف منابع التوتر مع دول الجوار» وهي ادت الى تطبيع العلاقات مع العديد من الدول العربية وتحديداً الدول الخليجية. وهناك قناعة ايرانية وخليجية بضرورة الاستمرار في تطبيع العلاقات الثنائية. ونحن لم نعد نسمع من المراقبين ان هناك تدخلات ايرانية في الشئون الخليجية كما كانت الحال في النصف الاول من التسعينيات وماقبله. ان الدائرة الخليجية التي وترت العلاقات بين ايران والولايات المتحدة، اصبح الايرانيون يتعاطون معها وفق عملية تطبيع سياسي اقتصادي اعلامي. وكل ذلك اسهم في التخفيف من حالات الاحتقان وحال دون الذهاب نحو الصدام مع الولايات المتحدة.

ـ ماذا عن الوضع الفلسطيني؟

ـ أنه الوضع الاكثر سخونة والذي يشكل اطارا يتجاوز ايران الى كل العالم الاسلامي. والايرانيون يقولون بانهم يرتضون بما يرتضيه الفلسطينيون وهم يتعاطون مع كل النقاط الساخنة بصورة انسحابية تمنع الصدام المباشر مع الولايات المتحدة.

ـ ما هي الاعتبارات الاميركية لاسيما بعد الحرب؟

ـ على المستوى الاميركي، ارى الخطاب السياسي الاميركي تجاه ايران مختلفاً عما كان سائداً قبل الحرب على العراق. فقبل هذه الحرب، لم يكن الخطاب الاميركي يترك مجالاً للشك بعدم وقوع الحرب. اما اليوم، فيلاحظ ان مجمل الخطابات الاميركية من الرئيس الأميركي ونزولاً، تلتقي عند نقطة مفادها ان الحرب على ايران ليست واقعة وبالتالي «لا خطط عسكرية، كما يقول رامسفيلد، تجاه ايران».

ـ كيف تستبعد امكانية حصول مثل هذه الحرب؟

ـ كان الوضع العراقي يختلف كليا عن الوضع الايراني، فالعراق كنظام سياسي، كان منهكا قبل الحرب وكانت الغالبية العظمى من العراقيين تعارض هذا النظام وتقوم بعمليات عسكرية ضده فضلا عن ملايين المنفين العراقيين في الخارج ومنطقة الاكراد التي كانت خارجة عن السلطة العراقية ومناطق الجنوب الشيعية المعروفة بعدائها للنظام. فلقد كان هذا النظام نظاما اقصائيا و«الغائيا» قائما على سلطات امنية دون غيرها وأرادت الولايات المتحدة من خلال شن حربها على العراق بلسمة الانا النرجسية التي جرحت بعد احداث «سبتمبر وهي لم تكثف بترميم هذه الانا من خلال الحرب على افغانستان بل رأت من خلال الحرب على العراق مداواة لهذه الانا وبالتالي الانتقام لاحداث 11 سبتمبر عام 2001 وقد حققت ذلك حتى الآن ولكن هناك حربا اخرى تنتظر الاميركيين وهي الحرب ضد الارهاب التي لا اظنها تستهدف اي قطر عربي بل التنظيمات الاسلامية المتطرفة وشبكة القاعدة.

مع الاشارة الى ان الاميركيين قد يمارسون ضغوطا على الانظمة العربية لكنهم لا يستهدفونها كأنظمة لان لا بديل لها وانا اعارض الرأي الذي يقول باستهداف المنطقة برمتها وبمحاولة رسم خريطة الشرق الاوسط من جديد، صحيح ان الولايات المتحدة تريد ان تكون مصالحها كامنة في هذه المنطقة ولكن على مستوى تغير الجغرافية السياسية وتغير النظام السياسي العربي لا اعتقد ان هذا وارد.

ـ وبالنسبة الى ايران؟

ـ صحيح ان للنظام الايراني الحالي جماعات سياسية معارضة تطالب بالاصلاح لكن حالة الاحتقان التي كانت موجودة في العراق ليست موجودة في ايران ولا ارى مجالا للمقارنة بين الحالتين فما اغرى الاميركيون بغزو العراق هو حالته المفككة، ومعروف في الاستراتيجية العسكرية انك عندما تريد ان تضع انتصارا باهرا فتش عن عدو ضعيفه تصنع ان هذه المعادلة ليست موجودة في الجانب الايراني فضلا عن ان العراق كان قد قطع كل علاقات التعاون والصداقة مع العالم، اما العلاقات الايرانية الخارجية على المستوى الاوروبي مثلا هي جيدة وكذلك مع روسيا والصين وهذا يعني ان ايران حاضرة على المستوى الدولي بما لا يمكن مقارنته مع الحالة العراقية قبل الحرب من دون ان ننسى الشعور القومي الايراني الذي لا يمكن مقارنته بالحالة الوطنية العراقية التي كانت ممزقة قبل الحرب.

ـ كيف ترون الموقف البريطاني المحتمل في حال حدوث حرب على ايران؟

ـ اعتقد ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يعاني حاليا من ازمة حقيقية من ما يعتبره المعارضون في الحزب العمالي خداعا وتزويرا للتبريرات التي دفعته لمساندة الولايات المتحدة في حربها على العراق، فحتى اليوم لا يوجد اي ادلة للمزاعم الاميركية بوجود اسلحة الدمار الشامل في العراق. وانا اعتقد وانطلاقا من ذلك ان وضعية بلير صعبة ودقيقة جدا بحيث انه قد لا يجاري الولايات المتحدة في حال ذهبت نحو ضغط كثيف على ايران وصولاً الى حملة عسكرية ما، وهذا يعني ان الولايات المتحدة قد تقف وحدها في حال قررت شن حرب على ايران.

ان كل المعطيات لا تشير الى امكانية ذهاب الولايات المتحدة نحو الحرب سواء لناحية الخطاب السياسي الاميركي او التحالفات الاميركية على المستوى الدولي او المستوى الاقليمي او العسكري، ورغم كل ذلك ان هذا لا يعني ان الضغوطات الاميركية لن تتكثف فهي قد تأخذ اشكالا مختلفة من سياسية ودبلوماسية واقتصادية وربما ضغط على روسيا لوقف برنامجها النووي او على شركات نفطية دولية لايقاف تعاملها مع ايران.. كل هذه الاشكال هي حرب في شكل ما وان لم تكن حربا عسكرية.

ـ هل يمكن ان يتم الامن الاستراتيجي في المنطقة من دون ايران؟ ـ اعتقد لا بالطبع، وليس فقط من دون ايران ان الامن الاقليمي معنية به كل دول المنطقة من اجل صياغة استراتيجية امنية موحدة، فالاوروبيون نجحوا عندما تصالحوا مع ذواتهم واعتبروا ان كل الدول الاوروبية لها مصالح مشتركة ما ادى الى نشوء الاتحاد الاوروبي، ومن هذا المنطلق ان كل دول الخليج معنية بأمن الخليج، وعلى مستوى العالم العربي، اعتقد ان جزءا اساسيا من رسم استراتيجية امنية للمنطقة يجب ان يكون لبنان وسوريا في حميمية (وهما) لا يمكن ابعادهما عن اي معادلة ان امن دول المنطقة يجب ان ترسمه دول المنطقة نفسها.

ـ كيف يمكن مقارنة ترابط تزامن التظاهرات في طهران مع تصاعد الحملة الاميركية ضد ايران؟ ـ ان التظاهرات الحاصلة في ايران ليست جديدة واعتقد انها تشكل تعبيرا عن مستوى انزعاج بعض الجماعات من سياسة السلطات الايرانية الحالية، وهي برأيي ظاهرة صحية رغم ان المطلوب هو المزيد من الحريات السياسية والاصلاحات السياسية ودفع مسيرة الديمقراطية السياسية الى الامام، وفي النهاية ليس هناك نظام سياسي قائم يرضي جميع مواطنيه ولكن الاهم هو ألا يلجأ اي من الطرفين، سواء السلطة او المعارضة الى استعمال العنف لانه خطيئة كبرى، اما لجهة تزامن تلك التحركات مع تصاعد الحملة الاميركية، فأعتقد انه على القوى التي تشرف على تلك التظاهرات ألا توحي بأي مبررات لعلاقات ما تربطها بالخارج، فان اي اصلاح يجب ان يكون داخليا وليس نتيجة ايحاء من الخارج.

ـ الى اين ستصل الولايات المتحدة في تصعيدها ضد ايران على خلفية برنامجها النووي؟

ـ اعتقد انه وبعد قمة ايفيان لدى الولايات المتحدة جملة اهداف لاحتواء البرنامج النووي الايراني.

فالولايات المتحدة تدرك، في المقابل ان الايرانيين ليسوا على الاقل في المدى المتوسط ذاهبين نحو صناعة قنبلة نووية ايرانية، ان الضغط الاميركي على ايران انما يهدف الى ايقاف اي تدخل ايراني في العراق وايضا في الوضع الفلسطيني فالبرنامج النووي ماهو الا عنوان لتلك الاهداف التي تريدها الولايات المتحدة.

فضلا عن الضغط على ايران ليضغط بدوره على حزب الله في لبنان لايقاف عملياته العسكرية وبالتالي نزع سلاح المقاومة، ناهيك عن تفكيك العلاقات مع سوريا وبالتالي عزل سوريا التي تقيم تحالفا استراتيجيا مع ايران وهذا ما تريد الولايات المتحدة اللعب عليه من اجل احداث قطيعة في العلاقات السورية الايرانية.

ـ ما هي آفاق التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ ـ ان العلاقات الايرانية الخارجية قطعت شوطا بعيدا في تجفيف منابع التوتر، فهي ممتازة مع الدول العربية ولاسيما مع السعودية وبقية دول الخليج وهي ايضا جيدة على المستوى الدولي وتحديدا الاوروبي من مختلف النواحي السياسية منها والاقتصادية.

كما أن هناك تعاونا استراتيجيا يربط ايران بروسيا وكذلك بالصين وتركيا وان شاب العلاقات مع هذه الاخيرة بعض التوتر، اضافة الى العلاقات الايرانية الباكستانية الجيدة، وفيما يتعلق بأفغانستان اعتقد ان الايرانيين قد حسموا امرهم لناحية عدم التدخل في شئونها، ولا يبقى في الواجهة سوى العلاقات الايرانية الاميركية التي ارى انها لن تتجه نحو التبريد لان ليس هناك اجماع ايراني على مثل هذه الخطوة بل ان هذا الاجماع يتجه نحو ضرورة تحسين العلاقات مع مختلف الدول التي سبق وذكرتها، ان هذه العلاقات ولو كانت متجهة نحو مزيد من السخونة لن تصل الى حدود الصدام المباشر.

حوار: وليد زهر الدين

--------------------انتهت.

توفيق شومان

  الكاتب:

البيان

  المصدر:

20 حزيران - يونيو 2003

  تاريخ النشر:

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster