اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 إيران: لماذا خسر الإصلاحيون في الانتخابات؟
 

 

 

ما حدث في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، ينطوي على عنوان سافر الوضوح، مضمونه ينهض على خروج الاصلاحيين من المجالس البلدية في كل من طهران وأصفهان وشيراز ومشهد وقم وبندر عباس، وهي المدن الايرانية الأهم على المستويات الديموغرافية والسياسية والاقتصادية والدينية، فهذه المدن تختصر البناء الفسيفسائي الايراني بتجلياته وتعبيراته كافة، ذلك ان كل مدينة من القائمة السابقة الذكر، مطبوعة بخاصية قارية (من قارة) على ما قال مرة هنري كوربان، المفكر الفرنسي الذي شدّه الانشغال الفلسفي نحو الثقافة الفارسية.

إن السؤال الناتج عن الأسباب الواقفة وراء هزيمة الاصلاحيين المدوّية في الانتخابات البلدية الاخيرة، يغدو أكثر إثارة للشهية المعرفية، حين تنبئ نتائج الانتخابات، عن فشل رئيس قائمة حزب ”جبهة المشاركة، مصطفى تاج زادة، بالحصول على مقعد في المجلس البلدي للعاصمة طهران، وبالتالي، سيطرة المحافظين على اربعة عشر مقعداً من اصل خمسة عشر، علماً بأن تاج زادة، واحد من أهم المقربين لمحمد رضا خاتمي، نائب رئيس مجلس الشورى، وشقيق رئيس الجمهورية وفقا لذلك، يمكن رصد طائفة كبيرة من العوامل المتضافرة لصناعة هزيمة الاصلاحيين، يأتي في مقدمتها الانشقاقات المتعاقبة في صفوف التيار الاصلاحي، وعلى سبيل المثال، فإن المجلس البلدي السابق لمدينة طهران، قد تمّ حله في كانون الاول الماضي، جراء العواصف الخلافية التي فعلت فعلها في المجلس الذي شكل الاصلاحيون عصبه، وتفاوتت اسباب الخلافات بين مشروعات الهيمنة وفرض الذات من جانب كل فريق اصلاحي على الآخر، فضلا عن الدوغما السياسية والحرية والايديولوجية، الامر الذي أدى الى اسقاط ثقة الناخب بالتيار الاصلاحي، وبالتالي الانزياح نحو المحافظين او الامتناع عن التصويت كناتج عن الثقة المفقودة.

العامل الثاني، وهو استلحاقي بالاول، ويتمثل بامتداد الخلافات بين التيار الاصلاحي المؤلف من ثمانية عشر حزبا وقوة سياسية، الى لحظة الذهاب الى صناديق الاقتراع، واستناداً الى ذلك، خاض الاصلاحيون الانتخابات البلدية الاخيرة على صهوة من القوائم المتقاتلة وصل ”عديدها“ الى خمس هي:

أ حزب جبهة المشاركة

ب حزب كوادر البناء

ج التحالف القومي الديني

د حزب التضامن

ه حركة تحرير ايران.

ومقابل ذلك، خاض المحافظون الانتخابات ضمن ما عُرف ب ”التحالف الاسلامي“، ومن دون الاعلان عن انتماءاتهم السياسية، ونتيجة التبعثر الذي ضرب صفوف الاصلاحيين صاغ تشتت الاصوات محصولهم ونتائجهم، فيما استطاع المحافظون تجيير اصواتهم باتجاه واحد، مما أكسبهم المعركة الانتخابية. وأما العامل الثالث الذي أسهم في هزيمة الاصلاحيين، فيكمن في انخفاض نسبة المقترعين، فمن اصل 41 مليون ناخب، لم يذهب الى صناديق الاقتراع سوى 16 مليون ناخب، وهو الامر الذي دفع رئيس حزب جبهة المشاركة محمد رضا خاتمي، الى حث كوادر حزبه للبحث عن الاسباب المؤدية الى امتناع 25 مليون ناخب عن التصويت.

في الواقع، يأتي انخفاض نسبة المشاركين في الانتخابات من 65 في المئة في العام 1999 (تاريخ الدورة الانتخابية الماضية للمجالس البلدية) الى 39 في المئة في الانتخابات الحالية، ليظهر (الانخفاض)، حجم الثقة المفقودة بين التيار الاصلاحي والكتلة الناخبة، والأمر الأكثر مفارقة وإشارة في الانتخابات البلدية الايرانية الاخيرة، غياب عنصر الشباب والطلاب عن مساندة التيار الاصلاحي، وحتى طلاب الجامعات الذين غالباً ما كان يختصر تحركهم نبض الشارع السياسي والثقافي الايراني، كانوا تقريبا خارج المشهد الانتخابي الاخير، والاجابة عن هذا التساؤل، لعله يكمن في إحباط الطلبة او في انفضاض تحالفهم مع ”جبهة المشاركة“، ومثالا على ذلك، ف ”رابطة تعزيز الوحدة“، وهي الهيئة الطالبية التي قادت مجمل تحركات الاعتصام والاحزاب في جامعات طهران والمدن الكبرى، عملت الى تفكيك تحالفها مع ”جبهة المشاركة“، وذهبت الى اختيار اسم جديد لها، هو ”الحركة الديموقراطية“.

هل يعني ذلك، ان الاصلاحيين باتوا يعيشون خريفهم؟؟

الاجابة عن هذا السؤال تبدو مبكرة ويكتنفها الاستعجال الأكيد، الا ان الواقع السياسي الايراني الراهن ينبئ بمجموعة من الحقائق يمكن ايجازها على الوجه التالي:

ان التيار الاصلاحي المتفاوت العقائد والسياسات، والموزع بين يسار الوسط الاسلامي، والقومي الديني، والقومي الشوفيني، والعلماني الوسط، والعلماني المتطرف، يصعب عليه اجتراح برنامج سياسي موحد، نظرا لعمق المساحات الفاصلة بين تصورات ورؤى كل جناح من اجنحته لنظام الحكم وانسياباته الداخلية والخارجية.

وبناء على ذلك، فإن ”الحمية“ الانتخابية والسياسية التي تأسست عليها انتخابات العام 1997 وما أعقبها، عصية على الاستمرار في ظل الافتراقات القائمة، وهذا ما أوجزته الانتخابات الاخيرة، حين راح كل جناح في التيار الاصلاحي يصوغ صورة ذاته والانحباس داخلها. واذا ما استمرت الامور على حالها حتى السنة المقبلة موعد الانتخابات النيابية، فإن الحصاد المرّ سيكون من نصيب الاصلاحيين.

 

--------------------انتهت.

توفيق شومان

  الكاتب:

(http://www.alshaab.com)

  المصدر:

14 آذار - مارس 2003

  تاريخ النشر:

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster