اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الانتفاضة والاعلام
 

انتفاضة

طرحت الانتفاضة الفلسطينية المندلعة منذ 27 ايلول الماضي، اسئلة استراتيجية متشعبة حول المصير الفلسطيني وعملية التسوية وآليات المواجهة والسبل الآيلة الى تطويرها، فضلا عن الرؤية الضابطة لحركة الانتفاضة، ومواقف الفصائل والقوى الفلسطينية المختلفة من غاية الانتفاضة ودورها، اضافة الى تأثيراتها على السياسات العربية والدولية، الرسمية منها والشعبية، ناهيك عن انعكاساتها على سياسات العدو الاسرائيلي، الامنية والاقتصادية والسلمية.

ولئن تزامنت الانتفاضة الراهنة مع ثورة التكنولوجية والاعلام ووسائط الاتصال، تغدو دراسة العلاقة بين الانتفاضة والاعلام، فعلا تفرضه موجبات الواقع، والى درجة يصبح فيها السؤال الاكثر شرعية ومشروعية، مختصرا بالجملة التالية:

هل كان يمكن للانتفاضة الراهنة ان تأخذ دورها وحجمها المعروفين، لولا واقع الثقافة العالية في عالم الاتصال، الذي ربط بين فلسطين المحتلة والعالم؟؟

الاجابة على هذا السؤال، تؤكد على عمق الصلة بين الانتفاضة والاعلام، وبحيث تبدو الاولى مرادفا للثاني، غير ان الدخول في تفاصيل العلاقة بين الطرفين ـ أي الانتفاضة والاعلام ـ يستقر على شبكة من التعقيدات التي قد تطيح بالصور الاولية التي اخذتها عجلة البهجة الى تركيب اجابة ناصعة ونظيفة عن علاقة الانتفاضة بالاعلام خصوصا بشقيه الفلسطيني والعربي.

على اية حال، في هذه القراءة، سوف اتطرق الى ثلاث صور علائقية بين الانتفاضة والاعلام، وذلك على الوجه التالي:

أ ـ الانتفاضة والاعلام الفلسطيني

ب ـ الانتفاضة والاعلام العربي.

ج ـ الانتفاضة والاعلام الغربي.

من ناقل القول، اعادة التأكيد على ان الاعلام ذو اغراض واهداف، وقد تختلف الاهداف والاغراض، الا انه لا يمكن النظر الى الاعلام كونه مجردا من غرض او هدف، وما اصطلح على قوله بالرسالة الاعلامية، لا تعني اكثر من سياسة اعلامية، وهي قد تكون سياسية بالمعنى التقليدي، او دينية، او فنية، او اقتصادية، او امنية، او ترفيهية، وبهذا المعنى، لا يخرج دور الاعلام عن توجيه الرأي العام وصياغة المشاعر والتأثير على العقول والعواطف وبما يخدم الاهداف الموضوعة والاستراتيجيات التي صاغها القائمون على هذا الاعلام او ذاك.

وانطلاقا من ذلك، يمكن الدخول الى الصور الثلاث المسبوقة الذكر، وابدأ بالاعلام الفلسطيني:

ـ الاعلام الفلسطيني والانتفاضة لعله من حقيقة الاشياء القول بان مصطلح الاعلام الفلسطيني هو مصطلح فضفاض وينطوي على الكثير من المبالغة، فالاعلام الفلسطيني هو اعلامات فلسطينية متعددة الاتجاهات ومتوازية مع تعدد القوى والفصائل الفلسطينية (هذه النقطة ساعود اليها بعد قليل).

عموما اسهم الاعلام الفلسطيني في ايصال صوت الانتفاضة وصورها وحركتها الى العالم الخارجي، ومنه الوطن العربي بطبيعة الحال، واستطاع هذا الاعلام وهو رسمي على الاغلب، في الترويج لـ مصطلح انتفاضة الاقصى، أي ربط الانتفاضة بالخلفية الدينية، وقد يكون هذا المصطلح، على اهمية، هو الوحيد الذي تم ابتكاره طوال اشهر الانتفاضة.

كما ان الاعلام الفلسطيني اسهم ايضا في تثبيت قيادات فلسطينية ناشئة مثل مروان البرغوثي واحمد حلس وغيرهما، وفوق ذلك، لا بد من ملاحظة التأثير الذي انتجه الاعلام الفلسطيني على الشارع العربي في شهور الانتفاضة الاولى، كما ان تصدير صورة الشهيد محمد الدرة التي ابرزت صورة الفلسطيني الضحية، وما يماثلها من صور، يدخل في سياق الانتاج الفلسطيني المطلوب والقادر على استثمار الاوجاع الفلسطينية لاجل بلورة لحمة فلسطينية من جهة، والتأثير العاطفي على الخارج من جهة ثانية.

كل ما تقدم في جانب، الا انه ينبغي ايضا النظر الى الجوانب الاخرى في مسار الاعلام الفلسطيني وكيفية تعاطيه مع الانتفاضة، ومنها:

1 ـ ان غياب الاستراتيجية الاعلامية الفلسطينية، الناتجة عن غياب الرؤية السياسية الموحدة جعل التعاطي الاعلامي الفلسطيني مع الانتفاضة، متناقضا في احيان كثيرة، ومربكا في احيان اخرى، خاصة في المنعطفات السياسية، ففي هذه الحال، يكون اعلام السلطة في جهة، واعلام المعارضة الاسلامية في جهة ثانية، واعلام المعارضة العلمانية، في ثالثة، الامر الذي يدفع نحو ضياع الفلسطينيين وارباكهم، وبالتالي بروز تناقضاتهم.

2 ـ ان غياب المشروع السياسي للانتفاضة او عدم وضوحه، او تارجحه، يظهر جليا في الخطاب الاعلامي الفلسطيني، وهذا يترك اثاره السلبية على اداء الانتفاضة وكيفية توجيهها، وغياب المشروع السياسي ناتج عن عدم اتفاق القوى الفلسطينية المتعددة حول العديد من النقاط واهمها: الغاية من الانتفاضة.

3 ـ سبق القول، ان الاعلام الفلسطيني استطاع انتاج مصطلح "انتفاضة الاقصى"، وقد لا نجد مصطلحا اخر تم ابتكاره وترويجه، وان دل ذلك على شيء، فانه يدل على قصور الاعلام الفلسطيني في انتاج المصطلحات والمفاهيم الضرورية التي تحدد السلوكيات السياسية ودائرة حركتها واهدافها.

4 ـ على الرغم من اسهامات الاعلام الفلسطيني في التأثير بين الداخلي والخارجي، الا ان هذا الاعلام على ضعف شديد لم يخوله في احتلال مكانه الصدارة الاعلامية المتميزة رغم وجوده في قلب الحدث، فمحطات تلفزيونية عربية على سبيل المثال، مثل المنار، او الجزيرة او ابوظبي، يتابعها فلسطينيو الداخل جراء نقلها للوقائع وافرادها ساحات للتحليل والرأي، اكثر من متابعة هؤلاء الفلسطينيين للتلفزيون الفلسطيني.

5 ـ الملاحظ، ان الاعلام الفلسطيني، يركزعلى صورة الضحية، واذا كان هذا الجانب مطلوبا، فانه ليس مطلوبا في كل حين وفي كل محطة، لاعتبارات تتعلق باحتمالات البأس والاحباط، فصورة الفلسطيني البطل، مطلوبة هي ايضا، وصورة الاسرائيلي القتيل او الخائف، لا تقل اهمية عن الصورتين الواردتين انفا.

6 ـ ان الاعلام الفلسطيني الذي كان له صولات وجولات في العالم العربي، وبقدر ما في اوروبا، يكاد ان يكون غائبا عن كل ساحة خارجية، أي على نقيض الاعلام الاسرائيلي الموجود في كل ساحة، حتى في الساحات العربية، والمفارقة هنا، ان الاعلام الاسرائيلي الذي يكاد يحتاج الساحة الفلسطينية لا يقابله اعلام فلسطيني موجه نحو اسرائيل.

 

الاعلام العربي

قد لا تختلف كثيرا صورة الاعلام العربي عن صورة الاعلام الفلسطيني ان لجهة غياب الاستراتيجية الاعلامية العربية، او لجهة الرؤية السياسية العربية، او لجهة تعدد الجهات العربية الواقفة خلف اعلاماتها.

وبالاجمال يمكن القول، ان الاعلام العربي، شهد في الشهور الاولى من الانتفاضة، انتفاضة اعلامية حقيقية، فتعطيه الانتفاضة، واعمال التحريض والتعبئة، اسهمت في انتاج حالة تفاعلية شعبية تمثلت في التظاهرات والاعتصامات والاضرابات في مختلف المدن العربية الكبرى، بل ان الاعلام العربي وخصوصا القضائي منه، عكس تأثيره على المستوى الرسمي، فعجل في انعقاد القمة العربية الاستثنائية في القاهرة، وفرض على قمة عمان مناخات الانتفاضة ولغتها.

غير ان فتورا حيال الانتفاضة شهده الاعلام العربي، وعلى كافة مستوياته، وتحول التعاطي مع الانتفاضة الى تعاطيه مع حدث، وليس مع قضية.

وبصورة عامة، فان الاعلام العربي، وباستثناء الاعلام اللبناني، يعبر عن رؤى وتصورات الطبقة السياسية الحاكمة، ولذلك يختلف التعاطي مع الانتفاضة اختلاف الرؤى العربية الرسمية، وهنا تقع مرة اخرى، امام تعدد المرجعيات الاعلامية الناتجة عن تعدد المرجعيات السياسية، والتي لا تعني سوى غياب الرؤية السياسية العربية الموحدة للتعاطي مع الانتفاضة.واذا كان تعدد المرجعيات الاعلامية والسياسية العربية، ناتجا عن خلافات الاقطار العربية فيما بينها، وبالتالي عن خلافات هذه الاقطار واختلافاتها حول القضية الفلسطينية، فان الاعلام العربي لم يستطع صناعة مصطلح واحد خاص بالانتفاضة، وفي رأي ان لذلك سببين:

الاول: عدم وضوح الرؤية السياسية عند الفلسطينيين انفسهم.

الثاني: تبعية الاعلام العربي للجهات الرسمية.

غير ان هذا لا يعفي الاعلام العربي من قصوره ولا تعفي المفكرين السياسيين ايضا من القصور ذاته.

ومثلما يعتمد الاعلام الفلسطيني، صورة الفلسطيني الضحية، فان الاعلام العربي يماثله، ومثلما يستقر الاعلام الفلسطيني على قصور التعاطي مع الخارج وغيابه عن الساحات الدولية فالاعلام العربي يتبع خطاه ايضا.

وبمختلف الاحوال يتعاطى الاعلام العربي مع الانتفاضة وفقا للمستويات الثلاثة التالية:

الاول: بعض الاعلام العربي يحمل الانتفاضة والفلسطينيين ما هو فوق طاقاتهم.

الثاني: البعض الاخر لا يعول على انجازات الانتفاضة ويدفع باتجاه الاحباط واليأس.

الثالث: ما يجمع بين كل السياسات الاعلامية العربية، غياب الاستراتيجية الاعلامية وغياب الرؤية السياسية الواحدة، او الموحدة.

 

الاعلام الدولي والانتفاضة

بالانتقال الى الاعلام الدولي، يقتضي حكما الوقوف حصرا عند الاعلام الغربي، ولا اضيف جديدا اذا قلت بانحيازه، الا انه ينبغي التفريق بين الاعلام الاوروبي والاعلام الاميركي، فضلا عن ضرورة ملاحظة، انه حتى الاعلام الاميركي يشهد بعض الومضات بين الحين والاخر.

ان الملاحظة الاساسية حول الاعلام الاميركي، تكمن في تبنيه المطلق لسياسات اسرائيل، فتعاطيه مع الانتفاضة يقوم على كونها دورة عنف، وحتى مصطلح الانتفاضة الذي كان يمكن قراءته او سماعه في وسائل الاعلام الاميركية خلال الانتفاضة الاولى، هو منعدم الان، او شبه منعدم.

ووسائل الاعلام الاميركية لا تتحدث عن المستوطنات كقضية في طريق التسوية، ولا عن الاراضي الفلسطينية المحتلة، ولا عن اسباب الانتفاضة الا كونها ارهاب فلسطيني، ولا عن حصار للمناطق ولا عن هدم للمنازل، ومع ذلك، فقد فرضت صورة محمد الدورة نفسها، وهذا تمرد جزئي على القاعدة الاعلامية المتبعة، ومن ارهاصات هذا التمرد ايضا، ما كتبه روبرت ليفين، في "هيرالد تريبسون" في 5 حزيران 2001 ان يهود العالم لم ينتخبوا شارون حتى يتحملوا سياساته. كما ان هيرالد تريبيسون نقلت عن يهودية اخرى قولها: ان تأييد الحماقة، هو حماقة اكثر.

 

الاعلام الاوربي، وتحديدا الفرنسي والانكليزي، لا يبتعد كثيرا عن الاعلام الامريكي، الا انه اقل وطأة، وهنا يجب ملاحظة البرنامج الخاص الذي بثته محطة بي بي سي البريطانية حول دور ارييل شارون في مجزرة صبرا وشاتيلا.

التطور الاهم في الاعلام الاوروبي، جاء من اسبانيا. فالكاتب الصحافي المعروف خوس دل البوتر صرح للقناة الاسبانية الخامسة بعد عرض صورة الشهيد درة قائلا: ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتمتع بحصانة دولية، وهي ما تفعل ما تشاء ولا يجرؤ احد على اعتراضها.

كما ان محللا سياسيا اخر هو خوس كارنيتيرو قال: لو ان اية دولة غير اسرائيل قتلت ذلك الطفل في حضن ابيه لتحرك مجلس الامن وحلف شمالي الاطلسي.

ونشرت اكبر صحيفة اسبانية مقالا بعد استشهاد الدرة، باشكيت مونتاليان وصفت فيه شارون بالخبيث العتيق وصاحب التاريخ المعروف بالمجازر.

 

خلاصة

ان العلاقة بين الانتفاضة والاعلام وتحديدا في الجانبين العربي والفلسطيني، بحاجة الى مراجعة تحض على التالي:

أ ـ ايجاد استراتيجية اعلامية تقوم على رؤية سياسية واحدة.

ب ـ خلق عالم من المصطلحات والرموز الضرورية لتحديد الغاية وايجاد اجماع فلسطيني.

ج ـ نشل الفلسطيني من صورة الضحية، والبحث عن صور اخرى، اهمها البطل، وثانيها الاسرائيلي الخائف.

د ـ وجود اعلامي فلسطيني في العالم العربي، ووجود اعلامي فلسطيني عربي في العالم.

هـ ـ عدم التعاطي مع الانتفاضة كحدث، انما كقضية.

وختاما لا بد من اعادة التأكيد على ان غياب الرؤية السياسية، تؤدي الى غياب الاجماع الفلسطيني وبالتالي غياب الهدف الواحد، وهو ما ينعكس على تأثيرات السلوك السياسي، وعلى اداء الانتفاضة وهذه مسؤولية الاعلام والاعلاميين.

 

--------------------انتهت.

توفيق شومان

  الكاتب:

تلفزيون المقاومة (http://www.moqawama.tv)

  المصدر:

...

  تاريخ النشر:

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster